رواية بين الكذب والحقيقة عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف
رواية بين الكذب والحقيقة الفصل الثالث 3 والأخير
الأخير/
من بعد موقف الكافيه وأنا مش مرتاحة…
عمر بقى متغير بطريقة غريبة، دايمًا متوتر، وعينيه فيها قلق مش بفهمه.
مبقتش حتى أخرج لوحدي، كل حاجة لازم يبقى هو جنبي فيها.
حاولت أكلمه، أفهم إيه اللي مخوفه للدرجة دي…
لكن رده كان دايمًا واحد:
"هحكيلك بعدين يا جميلة بعدين."
والبعدين ده عمره ما جه.
والوقت بيجري…
الفرح بكرا.
وبدل ما أكون أسعد واحدة في الدنيا،
أنا حاسة إني تايهة،
متوترة كأني ماشية في طريق مش شايفة نهايته.
وأنا غرقانة في أفكاري،
صحيت على صوت دارين وهي بتهزني بهدوء:
-جميلة، إنتِ كويسة؟
بصيت لها، ودموعي محبوسة في عيني:
_لا يا دارين، مش كويسة خالص.
أنا متوترة جدًا، والفرح بقى بكرا…
وحاسة إن في حاجة غلط، حاجة مش مفهومة.
دارين مدت إيدها ومسكت إيدي بحنان،
صوتها هادي وكأنه حضن:
-جميلة، حاولي تهدي نفسك.
صدقيني كل حاجة هتبقى تمام.
إنتِ تستاهلي تكوني مبسوطة،
ويمكن اللي بتخافيه مجرد أوهام.
اتنهدت وأنا ببص في عينيها،
وكأني بدوّر على الطمأنينة اللي مش لاقياها جوايا.
ابتسمت ابتسامة صغيرة،
وقولت لها بصوت واطي:
_يا رب يا دارين يا رب.
هي ضحكت بخفة وقالت:
-خلاص بقى، يلا ننام.
عندنا يوم طويل بكرا.
بصيت لها بابتسامة باهتة،
ابتسامة مش من القلب أوي،
لكنها كفاية تخليني أحس إني مش لوحدي.
رحت سرحت في السقف وأنا لسه سامعة صوتها جنبي،
وقلبي بيعيد نفس الدعاء:
"يا رب يعدّي بكرا على خير."
---
كنت خلاص هغمّض عيني، يمكن النوم يسرقني من التوتر اللي مالي قلبي،
لكن فجأة موبايلِي رن…
مش رنة مكالمة، صوت رسالة.
شدني الفضول، مدّيت إيدي وأنا مترددة،
لقيت رقم غريب… رقم أول مرة أشوفه.
فتحت الرسالة…
وعيني اتجمّدت على الكلمات:
"ما حبتش إني أسيبك متغفلة أكتر من كده…
مبروك يا عروسة."
جسمي اتشل.
حسيت بدمي بيتسحب من وشي،
وعنيا اتسعت من الصدمة لدرجة إني نسيت أرمش.
إيدي اتحركت تلقائي وحطيتها على بقي…
خفت أصرخ أو أطلع صوت تسمعه دارين.
قلبي كان بيدق بطريقة مرعبة،
كأنه هيكسر ضلوعي ويطلع برا.
قمت بسرعة، برجلي اللي مش حاسة بيها،
وفتحت الباب بهدوء شديد…
خرجت من الأوضة من غير ما دارين تحس.
دخلت الحمام وقفلت الباب ورايا بالمفتاح.
ساعتها وقعت على الأرض،
ركبي مش شايلاني.
دموعي نزلت مرة واحدة،
كنت بنهار، بنهار كأني كل السنين دي مستنية اللحظة دي تحصل.
قعدت أبكي لحد ما نفسي اتقطع،
إيدي بتترعش وأنا ماسكة الموبايل.
مين اللي بعت الرسالة دي؟
وليه دلوقتي، ليه وأنا واقفة على باب حياة جديدة؟
مسحت دموعي بسرعة عشان أقدر أتنفس،
وقمت بصعوبة…
وقفت قدام المراية.
بصيت في ملامحي…
عيوني حُمر من البكا، ووشي باين عليه التعب،
بس جوا المراية شُفت حاجة تانية…
شُفت بنت مش ضعيفة،
بنت اتوجعت كتير… بس لسه واقفة.
لمست صورتي في المراية بإيدي المرتعشة،
وهمست لنفسي:
" كفاية خوف، كفاية وجع.
كل اللي بيحصل ده لازم ينتهي."
اتنفست بعمق، كأن نفسي ده بداية جديدة،
وأنا لسه سامعة دقات قلبي بتقول:
"أنا مش هسمح لحد يكسّرني تاني."
---
صحيت بدري أو بمعنى أصح، ما نمتش أصلاً.
قعدت طول الليل في نفس الوضعية، عيني على السقف، وأفكاري بتشدني شمال ويمين،
لحد ما حسيت إن روحي تقيلة من كتر التفكير.
قمت، عملت قهوة، وقعدت على الكرسي اللي جنب الشباك.
مسكت الكوباية بإيدي، كان الدفء منها بيحاول يطمنني،
بس قلبي… قلبي كان أبرد من الهوا اللي بيدخل من فتحة الشباك.
دارين صحيت بعد شوية،
بصّت جمبها لقت سريري فاضي،
قامت وهي مغمضة وقالتلي بنبرة نعسانة:
-إيه اللي صحاكِ بدري أوي كده يا جميلة؟
ابتسمت لها ابتسامة هادية،
ابتسامة ما بتقولش أي حاجة:
_عادي صحيت بدري.
لكن الحقيقة إن النوم ما قربش مني طول الليل.
وهي ماخدتش بالها من ده.
فطرنا سوا، وأنا باينة عادي جدًا،
بضحك معاها وبحاول أخلي الجو طبيعي.
وفجأة، موبايلي رن.
كان عمر.
رديت بصوت حنون،
يمكن أحن من أي مرة فاتت:
-صباح الخير يا عمر.
هو استغرب شوية، يمكن لأنه متوقع يلاقي مني برود أو زعل،
لكن فرح، وصوته طلع فيه ابتسامة:
-صباح النور يا جميلة… أنا جاي أخدك نروح الأوتيل،
تعملي ميكب وكل حاجة.
قلتله بهدوء:
_ماشي هستناك.
قفلت معاه، وأنا عارفة إنه مبسوط ومفتكر إن اللي فات اتنسى.
لكن اللي هو ما يعرفوش…
إن جوايا في سر كبير، تقيل أوي، محدش شايفه غيري.
وصلنا الأوتيل، أنا ودارين وعُلا.
الأوضه كانت مليانة حركة وضحك وصخب.
اللي بيعمل شعري، واللي بيرتب الفستان،
واللي بيشغّل أغاني عشان يهيص الجو.
دارين بتضحك، وعُلا بترمي تعليقات سريعة.
وأنا كنت قاعدة قدام المراية، دماغي في حتة تانية خالص.
المكياج خلص،
والكل واقف حواليا مبهور بالجمال اللي ظهر فجأة على وشي.
بس أنا ما كنتش شايفة نفسي جميلة.
كنت شايفة في المراية بنت منهكة…
بنت بتحاول تخبي اللي جواها بابتسامة مرسومة.
مسكت موبايلي،
وبإيد ثابتة كلمت عمر:
_تعالى الأوضة ليا حالًا.
استغرب صوته:
-ليه يا جميلة؟
قلتله بنبرة ما فيهاش نقاش:
_تعالى يا عمر… دلوقتي. لو سمحت.
اتوتر، وقفل الخط من غير نقاش، واضح إنه محتار ومش فاهم.
رجعت للمكان اللي كنت قاعدة فيه،
وبصيت للبنات بابتسامة صغيرة:
_معلش يا جماعة ممكن تسيبوني لوحدي شوية؟
دارين قربت مني، عينيها مليانة قلق:
-جميلة، مالك في إيه؟
قلت لها وأنا بحاول أكون هادية:
_مفيش يا دارين… بس محتاجة أبقى لوحدي.
هي اترددت لحظة، قلبها واضح إنه حاسس بحاجة غلط،
لكنها ما ضغطتش، وهزت راسها وخرجت.
وقبل ما الباب يتقفل، ندهت:
_عُلا استني إنتِ خليكِ أنا عايزاكِ.
دارين بصتلي باندهاش، عينيها بتسألني "ليه؟"
بس أنا اكتفيت بابتسامة باهتة،
وهي مشيت ساكتة، رغم إن قلبها كان واضح إنه مقبوض.
فضلت أنا وعُلا قاعدين في صمت،
هي متفاجئة بس بتحاول تبين إنها عادية.
وأنا كنت حاسة إني محاطة بغموض تقيل.
وبعد شوية، الباب اتفتح بسرعة…
دخل عمر، ملامحه مليانة توتر واستغراب.
عينه راحت عليّا، وبعدين على عُلا اللي واقفة في الركن.
قال وهو بيحاول يفهم:
-في إيه يا جميلة؟
إيه اللي بيحصل؟
ليه طلبتي أشوفك وليه عُلا هنا معانا؟
ساعتها، قلبي كان بيدق لدرجة حسيت
الدنيا كلها ساكتة علشان تسمع دقاته.
وبصيت لهم هما الاتنين…
وأنا عارفة إن اللحظة دي ممكن تغيّر كل حاجة.
---
كنت واقفة قصادهم، ملامحي جامدة…
لكن قلبي بيدق بوجع جوة صدري كأنه عايز يخرج من مكانه.
عُمري ما اتخيلت اليوم ده ييجي، اليوم اللي أبقى فيه أنا الخصم والقاضي والجلاد في نفس اللحظة.
ما رديتش على أسئلتهم، ولا على استغرابهم،
بس طلّعت الموبايل من شنطتي،
وفتحت الفيديو اللي جالي من الرقم الغريب…
مديته قدام عنيهم، وقلت بثبات:
_اتفرجوا.
اتصدموا هما الاتنين.
عُلا وشها بقى أبيض كأن الدم فارق وشها،
شفايفها بترتعش ومش قادرة تنطق.
وعمر، عمر عينيه اتسعت، ودموعه غرقت
عينيه فجأة كأنه اتعور في أعمق نقطة.
أنا كنت واقفة أراقب ردود أفعالهم ببرود من برّه…
بس من جوه كنت بصرخ.
_ليه؟ بجد ليه يا عمر؟
ليه تعمل كده فيا؟
أنا ما أذيتكش يوم، ما قصرتش معاك في حاجة…
كنت طول الوقت جنبك، واقفة سند ليك،
بحارب معاك أي حاجة عشانك.
إيه اللي ناقصك إيه اللي خلّاك تخوني؟
هو حاول يقرب مني خطوة، وصوته بيرتعش:
-جميلة أسمعيني بس، أنا…
قاطعت كلامه بضحكة باهتة مليانة قرف:
_اسمع إيه؟
ده أنا لسه مش مستوعبة إنك اخترت
تعمل المصيبة دي فين؟
فين يا عمر!
في شقتنا! الشقة اللي هنعيش فيها حياتنا…
اللي كنت بحسبها هتبقى البداية، خليتها النهاية من قبل ما نبدأ.
اتلفت ناحية عُلا، صوتي اتكسر بس نظرتي فضلت قوية:
_وإنتِ؟!
إزاي يا عُلا؟ إزاي قدرتي تخوني العِشرة دي؟
إنتِ كنتي أختي قبل ما تبقي صاحبتي…
ده إنتِ كنتي قاعدة عندنا أكتر ما كنتي قاعدة في بيت أهلك!
إزاي قدرتي تبصي في عيني وتضحكي معايا،
وإنتي بتدبريلي أكبر طعنة في ظهري؟
عُلا دموعها نزلت، بس ملامحها ما كانش فيها ندم…
بالعكس، كان فيها غل.
قالت بصوت بيتهز:
-عشان هو مش من حقك يا جميلة.
أنا اللي حبيته الأول وأنا اللي كان مرتبط بيا الأول.
بصيتلها بصدمة:
_إيه؟!
عمر اتنفض عليها بعصبية:
-عُلا! بس اسكتي!
بس هي رفعت راسها وتكلمت بإصرار:
-ليه أسكت مش هو دا الواقع؟
دايمًا كان بيرجعلي بعد أي خناقة بينكو…
دايمًا أنا اللي كنت أسمعه وأخفف عنه النكد بتاعك.
واقولك حاجه كمان… الفيديو اللي اتبعتلك ده؟
كان قبل فرحكم من أسبوعين.
التلات ايام اللي اختفي فيهم كان معايا أنا،
في حضني أنا مش حضنك!
واليوم بتاع الكافيه…
كنت بهدده إني هاجي وأقولك على كل حاجة.
كلامها وقع عليا زي الرصاص… كل كلمة كانت بتقتلني.
وقفت أتفرج عليهم، مش عارفة إزاي رجلي لسه شايلاني.
عمر قرب مني بسرعة، حاول يمسك إيدي،
صوته متكسر والدموع بتغرق وشه:
-جميلة اسمعيني!
أنا غلطت، أيوه غلطت!
كنت ضعيف، والله العظيم ضعفت…
بس والله العظيم إنتِ اللي بحبك.
إنتِ كل حياتي، إنتِ السبب إني واقف لحد دلوقتي.
أوعى تسيبيني يا جميلة… من غيرك أنا ما أسواش حاجة!
سحبت إيدي منه بعنف، وصوتي اتبدل كله:
_كفاية كدب كفاية!
إنت آخر واحد في الدنيا من حقه ينطق كلمة "بحبك".
عارف ليه؟ عشان لو بتحبني بجد… عمرك ما كنت هتوجعني كده.
هو حاول يتكلم تاني، لكن أنا رفعت إيدي
وقطعت كلامه بحدة ودموع:
_أنا مش عايزة أعرفكم تاني.
دلوقتي حالًا تنزل من هنا وتلغي الفرح.
ولو سألوك عن السبب، قول الحقيقة.
قولهم: "معلش، أنا واحد وسخ وما استاهلش بنتكم، وحرام أتعبها معايا."
سكت لحظة، ودموعي بتنزل على خدي،
بس صوتي ما اتكسرش:
-أنا بحمد ربنا إننا ما كتبناش الكتاب لسه…
كان زماني دلوقتي واخدة لقب مطلقة من شخص زيك.
أنا عشان محترمة مش هفضحكم بالفيديو ده، مع إني أقدر.
بس عارف؟ كفاية إنكم تعيشوا العمر كله
والسمعة دي لزقة فيكم، تخليكم تبصوا في
المراية وتفتكروا الخيانة كل يوم.
بصيت لهم آخر بصّة بصّة قرف واشمئزاز ووجع…
وبدون كلمة زيادة، فتحت الباب وخرجت.
وكل خطوة كنت باخدها بعيد عنهم…
كنت حاسة إني برجع أتنفس من جديد.
---
عدّى شهرين على اليوم اللي كان المفروض يبقى فرحي…
اليوم اللي بدل ما يكتب بداية حياتي
مع عمر، كتب نهايته في قلبي.
شهرين كاملين كانوا كفاية إني أعيد بناء نفسي من الأول،
أقف على رجلي من جديد، وأتعلم إزاي أبقى إنسانة مختلفة، أقوى.
الليل كان هادي، والنسمة بتلعب في
شعرنا وإحنا قاعدين أنا ودارين في البلكونة.
كل حاجة حوالينا ساكتة بس الصمت اللي بيني وبينها كان تقيل شوية.
لحد ما قطعت هي الصمت بصوتها الفضولي:
-لسه بتحبيه يا جميلة؟
بصيتلها، ضحكت بسخرية، وقلبي ثابت:
_أحلفلك بإيه يا دارين؟
أنا من ساعة ما عرفت خيانته ليا، وحبه اتشال من قلبي في ثانية.
مكنش محتاج وقت الوجع اللي عمله قتل أي مشاعر في لحظتها.
دارين مدت إيدها ومسكت إيدي بحنان، عينيها كلها صدق:
-أنا بجد بحبك يا جميلة.
إنتِ قوية أوي، أقوى مما كنتي تتخيلي.
ابتسمت وبصيتلها بعرفان، وقلبي حس بدفا:
_أنا قوية بيكي إنتِ و آسر وبعيلتي.
طول ما إنتو جمبي، عمري ما هخاف من حاجة.
هي فضلت باصة ليا للحظة، وبعدها ضحكت بخفة وهي بتقول:
-طب ما تيجي أكسب فيكي ثواب…
وأجوزك الواد آسر، أخويا؟
بصتلها بدهشة ممزوجة بالضحك:
-إيه يابت لأ، احنا صحاب وبس.
دارين رفعت حواجبها وابتسمت بخبث:
-جميلة، ما تستعبطيش! إ
نتِ عارفة إن آسر بيحبك من زمان.
حتى وإنتِ مخطوبة للزفت عمر ما نسكيش.
هو صحيح عمره ما قالها صريحة،
بس كانت باينة في عيونه كل مرة يبصلك.
أنا ما قدرتش أمنع ضحكتي، وبصيتلها بنص ابتسامة:
_يمكن…
وسكت.
مر ثواني، ودخل آسر وهو شايل تلات فناجين قهوة،
صوته مليان بهزار وهو بيقول:
-يلا يا ستات، جبتلكم القهوة.
اتفضّلوا على الله يطمر بس.
ضحكت وأنا باخد الفنجان منه:
_تسلم إيدك يا آسر، تعبناك.
بصلي بابتسامة مختلفة، ابتسامة كلها دفء:
-إنتِ تتعبيني براحتك، يا جميلة.
حسيت بحرارة في وشي، وابتسمت بخجل.
دارين اتنحنحت بصوت مسموع:
-احممم، نحن هنا!
ضحك آسر وقال لها وهو بيأشر ناحية الباب:
-يلا يا بت قومي من هنا شوية.
وسحبها بخفة وخرج بيها من البلكونة، سايبني قاعدة لوحدي.
بعد شوية رجع وقعد جنبي،
كان فيه صمت بينا تقيل شوية…
لحد ما قطع هو الصمت بصوت هادي:
-ما تيجي نحاول يا جميلة؟
بصيتله باستغراب مصتنع، كأني مش فاهمة:
_نحاول إيه يعني؟
ضحك بخفة، وعينيه مثبتة عليا:
-جميلة ما تستعبطيش.
إنتِ عارفة أنا أقصد إيه.
ابتسمت وسكت، قلبي بيرقص من جوا،
بس لساني مش قادر يعترف.
هو قرّب شوية وقال:
-يعني بذمتك، إنتِ مش حاسة بحاجة؟
اتنفست ببطء، وبصيت في عينيه للحظة طويلة…
بعدين قلت بهدوء:
_حاسّة، بس خايفة.
وشه اتغير، ابتسامته بقت أحن، وقال بكل يقين:
-وأنا معاكِ لحد ما تطمني.
وعمري ما هملّ، ولا هسيبك في نص الطريق.
دمعة صغيرة لمعت في عيني، بس ما نزلتش.
ضحكت بخفة وقولت:
_ماشي، هنبقى نشوف.
هو ما ردش؟ بس قعد يبصلي بحب.
وانا رفعت عيني للسما،
بسمع دقات قلبي اللي بقت أهدى من زمان.
هو كان باصصلي كأني الدنيا كلها قدامه.
وفي اللحظة دي حسيت إن فعلاً،
يمكن يبقى في بداية جديدة، بداية تستاهل.
---
"قد تُحطّمنا الصدمات حين تأتي من حيث لا نتوقّع،
لكنّها في الوقت ذاته تُعيد رسم ملامحنا من جديد.
تعلّمتُ الليلة أنّ الانكسار لا يعني النهاية،
بل هو الباب الذي يفتح الطريق لرحلة أصدق.
وإن كان وجعي يثقل صدري،
فإن يقيني بربّي يهمس لي أنّني لستُ وحدي،
وأنّ الغدَ يحمل ما عجز الأمس عن منحي."
---
النهايه".🦋