رواية بين الحب والقانون عبر روايات الخلاصة بقلم آية محمد
رواية بين الحب والقانون الفصل الثاني 2
" ردي عليا! كنتي متجوزة ولا لا؟! ".
" آه ".
ظـل مازن صامتـا يطـالعها، ينظر لعينيهـا الكاذبـة، عينيها الخالية من كـل المشاعر، قاسيـة كالصحراء، اقتـرب مختار يسأل بصـوت أكثر هدوئا:
" أنت مين؟! "..
لم يجيبـه إذ لم ينزع عينيه عنها فأجابت زيـن بهدوء:
" دا مازن باشا من مكافحـة الجر'ائم المنافية للآداب وجاي علشان يتأكد إذا كان فيـه... إذا كنت عايشة معاكم ولا لا، لأن دي جر'يمة يُعاقب عليها القانون المصري "..
أقترب شاكر يقول بجدية:
" هي آه شقـة واحده بس يا باشا الأوضة اللي زين قاعدة فيها مفتوحلها باب من علي السلم برا و قفلناها بالطوب من جوا من زمان وكمـان المطبخ فتحـنا ليه باب ناحيتهـا هي وقفلناه من ناحيتنا.. وصاحبة البيت عندها علم بالكلام دا والإيجار بيتقسم علينا إحنا التلاته"..
سألها مازن:
"وليـه مقعدتيش مع بنات؟! واي كلمـة زبون اللي سمعتها دي؟!".
قال مختـار لتوضيـح كلمتـه:
" زيـن بتعمـل أكل وبتبيعـه، هي شاطرة أوي و عادة الناس بتيجي تستلم منها الأكل من هنا، علشان كدا إحنا خلينا المطبخ ليها "..
سألهم بسخرية:
" طب والحمام!! "..
قالت زين بصـوت بصوت أقرب للهمس:
" بسـتخدم الحمام اللي تحت السلم في الدور الأرضي"..
احكم قبضـة يديه وهو يتحرك خطوة أقرب لهـا ولكن قبل أن يسألها من جديد قالت بنـظرة يراها بعينيها للمرة الأولى، كانت حزينـة مليئة بالدموع ممزوجـة بالحرج والتعاسة:
"أرجـوك كفاية"..
" مش هينفـع مسألش.. لازم أعرف ليـه؟! ليه تقبـلي بوضع زي دا؟! ليـه مخبية كل حاجه؟ ليه دايما وراكي أسرار وأسئلـة كتير ملهاش إجابة! "..
للمـرة الأولى منذ عام كامـل يراهـا وقد فاضت عينيها بالدموع وتساقطت قطـرة واحدة علي وجنتيهـا، مسحتهـا ونظرت ليديهـا بتعجب:
" أنا بعيط؟! ".
طـالعها مازن بدهشـة! ما المثير للتعجب في بكاؤها؟
" جاوبيـني! "..
لا زالت تتطـلع ليديهـا وانتقلت بعينيها لـه بصعـوبة، نظـرته، عينيه، إهتمـامه وغيـرته! لقد أخفقت؟ كان فشلها فشلا ذريعـا في تجـنب ذلك المسمى بالحب، أو كما تُسميه بالضعف! وكـل ما تحتاجه هي القوة فقط، استجمعت ذاتها من جديد وتراجعت توليه ظهرها تقول بجمود:
" لأن الإتنين دول هما حمايتي، أضمن منين ألاقي زيهـم يأكـلوا اللي يدوسلي علي طرف بسنـانهم من غير ما يرفلهم جفـن، أنا مبحسش بالأمان غير لما بسمع صوتهم وهما راجعين بليل "..
" وليـه ضمناهم أوي كدا "..
" علشان لما غصب عني اتكشفت قدامهم هما اللي ستروني يا مازن باشا، أنا كنت مرميـة في الشـارع.. كنت واخده س.م ، كنت لوحـدي في الضلمة، كنـت بمو'ت وبنـا'زع، ولما أخيرا وصـل شـاب علشان ينقـذني طـلع حيوان وغرضـه دنيئ، حاول يستغل بنت جسمها بيت-قطع من الو'جع بسبب السـ.م ولـو مكـانش الإتنين دول ظهـروا يا إما كنت هموت من الس.م أو هموت من العار والذل "...
" أخدتي س.م!! "..
سأل بصـوت هامس فأغمضت زيـن عينيهـا تتذكر كـل تفاصيل ذلك اليوم، تذكـرت آلامها وصرخـاتها، تعالت ضربات قلبهـا ذعرا و أغمضت عينيها و وضعـت يديها علي أذنيها فتحـرك مختار سريعـا تجاهها..
" إهدي يا زين.. إهدي خـلاص محدش هيسألك عن حاجه تاني، أنتي مش مضطـرة تحكيـله أي حاجة "..
تحرك شاكر يقـف أمام مازن يردف غاضبا:
" لو سمحت إمشي وكفـاية كدا "..
دفعـه مازن وتحـرك يقـف أمام زين مباشرة والتـي اصطدم ظهرها بالحائط ولم تعد تفصلهم سوى مسافة قصيـرة:
" ليه محكيتيش ليا الكلام دا؟! يعنـي.. يعني هما أمان ليكي وأنا لا!! زيـن أنتي بتأمني علي نفسك معايا ولا لا؟! تعـالي.. تعالي عيشي معايا.. قولي هتأمنيني علي نفسك!"..
طـالعته زيـن بأعين مليئـة بالخوف، خوف لم يراه يوما منهـا، نظراتها التي طـالعت يديه الممسكـه بذراعيهـا، انتفاضتها ودفعهـا لـه بقوة حتـى كاد يسقط أرضا لولا شاكر الذي أمسك به، صراخها:
"ابعـد.. ابـعد عنـي متلمسنيش! دا.. خليه يمشي يا مختار، خليـه يمشي مش عاوزة أشوفـه"..
صـرخ مختار غاضبا:
" إمشي.. إطلع برا بقـى "..
طـالعه مازن بعينيـه وانتفض بغضب أكبر:
" مش همشي وهاخدها معـايا.. زين أنتي هتيجي معايا"...
صـرخـت زيـن مرات متتاليـه بكلمة "لا" وهي تتشبث بقمـيص مخـتار فضمهـا مختار مُجبـرا ليـُهدئها فلكمـه مازن بقـوة..
"ابعـد عنهـا.. أنت إزاي تتجرأ وتحضنهـا!!!"..
من جهـة البـاب آتت سيـدة في الخمسينـات من العمر تسأل وهي تلهث بأنفاس متقطـعة:
" فيه اي؟! مالـها زين بتصـرخ ليه؟! "..
قـال شاكر بحده:
" الباشا عاوز ياخدها بالغصب "..
" ليـه! ايه اللي حصل؟! ميـن دا؟ طليقها الأول ولا التاني!!"..
مازن:
"التـاني!!!!!!!"..
يتبع...
وآه يا جماعـة اسم" زين" ينفـع ولد و بنت.. زي ليل و بحر و شمس..