رواية ما لم يقال عبر روايات الخلاصة بقلم ٱلين روز
رواية ما لم يقال الفصل الثالث 3
"طلّقني… طلّقني يا عمر!"
جريت على الأوضة وأنا في قمة الانهيار.
قفلت الباب بسرعة قبل ما يدخل.
إيديا بدأت تمسك أي حاجة قدامي… وتكسرها.
كنت بتمتم بكلمات مش مفهومة.
هو برا، بيحاول يفتح الباب…
وصوته بيكلم حد في التليفون.
عيني وقعت على الدولاب…
الدولاب اللي كان مخبّي فيه المذاكرة والحب.
قربت… مسكتها.
ولحسن الحظ، كان في ولاعة مرمية.
بدأت أقطع الورق…
وأولّع فيه!
النار كانت صغيرة…
لكن جوايا نار أكبر بكتير.
ابتسمت بمرارة، ودموعي لسه بتنزل.
فضلت أتابع لحد ما الورق اتحرق كله.
فتحت الباب.
كان واقف، وأول ما شاف المذاكرة جري عليها بخوف.
نسي وجودي.
نسي إني الموجوعة.
ابتسمت بمرارة أكبر وأنا بقول:
– "حرقت قلبك على حاجة بتحبها…
بس قصادها، أنا حرقت قلبي.
أنا عملتلك إيه؟
ذنبي إيه غير إني حبيتك؟
انطق!"
مع آخر كلمة…
القلم نزل على وشي منه.
مسكني بعنف وهو بيصرخ:
– "ليه حرقتيها؟!
خليتي آخر حاجة يفكر فيها مش موجودة.
أيوه… لسه بحبها!
بس حاولت أحبك… معرفتش.
معر—"
صرخت وأنا بقطع كلامه:
– "ولما إنت معرفتش… اتقدمتلي ليه؟!
ليه حرمتني من السوشيال وأنا عارفة قد إيه بحبها؟
ليه عشمتني… وكسرتني؟!"
صوت خناقتنا قطعته أمه وأبوه وهما بيقربوا.
مامته بصتلي وقالت:
– "رجلك يا ورد بتنزف!
استهدي بالله… كل حاجة هتتحل."
بصيتلها بمرارة وقلت:
– "مفيش حاجة هتتحل.
قبل ما تيجوا… اعترف بحبه ليها.
أنا مستعدة أكمّل… حتى أعتذر.
بس يقول إنها مش من تخطيط منه ومنها.
خليه يقول كده… وأنا هصدقه!"
عيوني معلّقة عليه…
بس هو ساكت.
بيبص عليا…
مش عارفة حزين مني ولا عليا.
غمضت عيني بضعف…
وسمعت صوته أخيرًا:
– "ورد عندها حق…
أنا متفق مع ليلى على كل حاجة.
وكنت ناوي أتقدملها بعد شهر…
بس والله أنا ف—"
القلم نزل من والده على وشه.
والده بص له بغضب:
– "معرفتش أربيك يا عمر.
حتى لو بتحبها…
تحترم مراتك.
وهي واضح إنها شالتك كتير."
قربت أنا منه…
دموعي مش سايباني.
قلت له:
– "أنا مش هعاتبك…
إنت ما تستهلش.
ورقة طلاقي توصلي يا عمر.
كفاية إهانة لحد هنا."
سيبتهم ودخلت أوضة الأطفال.
مسحت دموعي بسرعة… وضمّدت جرحي.
غيرت هدومي وخرجت بهدوء.
هما لسه بيتخانقوا معاه.
آخر حاجة سمعتها قبل ما أخرج:
– "إنتِ السبب يا ماما!
أنا قولتلك عايز ليلى وعايز أتقدملها…
إنتِ اللي بوظتي الجوازة.
متلومينيش على حاجة بسببك."
ابتسمت بحزن… واتجهت على بيت والدي.
البيت الفاضي… اللي من يوم وفاة أهلي وأنا فيه لوحدي.
نضفت… ودخلت أنام.
صحيت تاني يوم وأنا حاسة براحة غريبة.
يمكن علشان كنت زماني دلوقتي واقفة بعمله الأكل اللي بيحبه.
مر أسبوع على آخر مقابلة.
النهاردة المفروض الطلاق.
الشيخ حاول يصلّح… لكن كل المحاولات فشلت.
كنت باصة للأرض… بموت جوايا بس ماسكة دموعي.
لحد ما عمر قالها ببرود:
– "أنتِ طالق."
رفعت عيني له بحزن.
مكنتش أتمنى في حياتي غير زوج يحبني… وبيت هادي.
لكن حتى الأحلام فضلت أحلام.
رجعت البيت…
خدت كل حقوقي كاملة، ومعاهم ألبوم صورنا.
عد أسبوع.
وأنا قاعدة على الفيس، ظهر خبر كتب كتاب!
بصيت على الاسم…
هو.
وعامل منشن لليلى!
الدم جمد في عروقي.
محسّتش بنفسي غير وأنا بترجّع… بدوخ.
بعد ما فقت… رحت كشفت.
رجعت وأنا متأكدة من قرار هيغيّر حياتي.
صحيت تاني يوم.
لبست… حطيت ميكاب.
بصيت في المراية… وابتسمت.
مش ابتسامة حزن.
ابتسامة انتقام.
نزلت من البيت.
بعد شوية… وصلت باب شقّتنا القديمة.
معايا جاتوه.
خبطت بهدوء.
اللي فتحت كانت مريم… أخته الصغيرة.
عمر طلع مصدوم وهو بيشوفني.
دخلت بهدوء…
البيت نفس بيتنا.
اتجهت على السفرة وأنا ببتسم:
– "ده كل الحبايب موجودين.
إزيك يا طنط؟
أكيد حضرتك والدة ليلى… صح؟
وحضرتك والدها… منورين."
قعدت… وأنا مستنية خروجها.
وفعلاً خرجت ليلى.
واضح على وشها الضيق.
صرخت:
– "هو فيه ضيوف ييجوا من غير استئذان برضه؟!"
ابتسمت:
– "ضيوف؟
على العموم… إحنا مش هنبقى ضيوف بعد كده."
كان باين عليها الاستغراب، فحين أنا قدمت لها الجاتوه:
– "حاجة حلوة بمناسبة جوازكم."
قبل ما تمد إيدها…
حطيت العلبة على السفرة.
فتحتها… أخدت قطعة.
أكلتها وأنا بضحك.
– "زي ما جيت أبارك… لازم تباركولي برضه.
وعلشان عارفة إن محدش عامل حسابه… أخدت قطعة."
مريم سألت باستغراب:
– "نبارك على إيه؟"
بصيت لعمر…
عيوني ثابتة عليه.
ابتسمت وقلت:
– "افرح يا عمر…
أنا حامل."
يتبع...