رواية ولاد العم (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم جنى هاني
رواية ولاد العم الفصل السادس 6
⸻
قاطع مراد صوت ماسدچات كتير على تليفوني.
فتحت بسرعة التليفون أشوف إيه كل ده، بصيت، واتصدمت.
وشي جاب ألوان، وفرحتي اتكسرت.
وجهت التليفون ناحية مراد، ودموعي بدأت تنزل:
• تقدر تفهمني حضرتك إيه دههه، يا مراد؟؟
اتبعتلي صور لمراد مع ليان اللي شوفناها في الايفنت، وكانت حاضنه مراد، وهو حاضنها، وصور تدل إن فيه بينهم حاجة، ومكتوب تحتها: “جوزك بيخونك”.
مراد بص للصور بصدمة كان عارف ليلي هتفهم اي حاول يتماسك ومبين توتره،
مسكني من دراعي بهدوء، وحاول يهديني:
• اهدي، والله هفهمك كل حاجة.
سيبت كل حاجة، و جريت على برّه. المكان كان فاضي، مفيش عربيات، وأنا حسيت إن الدنيا كلها بدأت تلف بيا.
جابني هنا ليه؟ عشّمني ليه؟ ليه بدأ يهتم ويعمل كل ده وهو مع دي؟؟
مراد خرج ورايا، شدني من دراعي:
• ليلي…
= ولا حرف، مشيني من هنا بسرعة يا مراد.
مراد بصلي بنظرات أسف:
•حاضر، يا ليلي.
وصلنا قدام الفيلا، نزلت ورزعت باب العربية.
دخلت، كان زين قاعد في الجنينه، بصلي وأنا داخله وبعيط، جري عليا:
• إيه ده! في إيه؟ مراد عملك إيه؟
مسحت دموعي:
= مفيش حاجة يا زين.
• انتِ مش شايفه شكلك؟
اتكلمت بشحتفه:
= أنا عايزه أطلق يا زين من مراد، أنا هخش أكلم جدو، يا زين، أنا غلط لما وافقت… أنا ليه عملت في نفسي كده؟
• ليلي، مش هينفع تعملي كده دلوقت، جدو داخل عمليه كمان كام يوم، عشان خاطري، حاولي تمسكي نفسك، ولما جدو يقوملنا بالسلامة، أنا أول حد هساندك في قرارك… بس هو إيه حصل لكل ده؟
= مش قادرة أتكلم دلوقت يا زين.
زين شد مناديل، وبدأ يمسحلي دموعي:
• طب اهدي، أنا مش بحب أشوفك كده.
مراد كان دخل الفيلا:
• ليلي، اسمعيني…
زين اتدخل، قرب ومسك مراد من التيشيرت:
• انت عملتلها إيه؟ مش قولتلك؟ أنت أصلًا مش أمين عليها ولا هتنفعلها.
مراد زق إيد زين من عليه:
= خليك في حالك أحسنلك يا زين.
كنت حاسه إن كل حاجة بتبوظ من حواليّا، زين ومراد بيتخانقوا، وهيمسكوا في بعض بسببي.
وقفت بينهم بسرعة:
• ينهار اسود! إيه اللي انتوا بتعملوه ده؟
انتوا عارفين لو جدكوا شافكوا، ممكن يحصل إيه؟
بصيت لزين في عينه بترجي:
• عشان خاطري يا زين، كفاية. اطلع أوضتك، وكفاية… أنا اللي بقولك.
مراد كان حاسس بضيق من زين وتدخله ونظراته لليلي.
زين سابهم وطلع الأوضة، مراد حاول يمسك ليلي من إيديها ويكلمها، بس هي زقته وطلعت.
مراد قعد على كرسي، وحط إيده بين دماغه، كان حاسس إن ليلي بتضيع منه، وهو وعد جده ميدايقهاش أبدًا.
بعد مرور أربع أيام، كنت متجاهله مراد تمامًا.
مكنش فيه بينا غير الشغل بس، حاول يكلمني كذا مرة، بس رفضت.
وجت اللحظة اللي مكنتش مستنياها، لحظة عملية جدو.
|في المستشفى|
جدو دخل العمليات، كنا كلنا واقفين متوترين بره مستنيين أي خبر.
زين واقف جنبي، وحاطط إيده على كتفي:
• متقلقيش، هيطلع لنا بالسلامة وهيكون كويس.
ليلي بدأت تعيط:
= أنا خايفة يروح مني أوي، أنا مليش غيره.
-والله هيطلع لنا بالسلامة، وبعدين كلنا معاكي، وأنا جنبك.
مراد قرب علينا:
-اهدي يا ليلي، جدو هيقوم بالسلامة، أنا متأكد.
بصتله، وعيني كلها دموع، ووديت وشي الناحية التانية.
|بعد مرور تلت ساعات|
الدكتور خرج، وللأسف، كانت ملامحه بتبين كل حاجة من غير كلام.
• للأسف، عملنا كل اللي نقدر عليه.
في اللحظة دي، حسيت إن كل حاجة اتهدت.
صريخ حواليّا، عمي وعمتي، روكا، مراد… زين كان واقف جنبي.
حسيت إن الأرض مش شايلاني، سندني بإيده.
مكنتش بقول حاجة غير:
• لا لا لا… هموت وراه، والله مش هينفع… لا لا… أنا مليش غيره!
سبت إيد مراد، ودخلت الأوضة اللي كان فيها، جريت، قعدت أبوسه وأحضنه وأنا بعيط.
حسيت إن الدنيا كلها اتقفلت في وشي.
في اللحظة دي، خسرت كل حياتي.
جدو هو اللي رباني أنا ومراد بعد فقدان أهلنا في حادث، هو اللي سننا وكبرنا، هو كان أبوي وأمي وكل حاجة.
إزاي يروح مني كده
>>>>>>>>>>>>>>>
||بعد مرور شهرين||
الفيلا من غير جدو وحشه أوي، صوته، ضحكته، كلامه، نصايحه ليا…
كل مكان في الفيلا كانت بصمة جدو فيه.
متبقاش غيري أنا ومراد وزين، وروكا قرروا يقعدوا معانا، لكن عمو وعمته كانوا لازم يمشوا عشان شغلهم.
مراد وزين، كل واحد فيهم كان بيساندني بطريقه…
زين بعقله واحتوائه، في وجوده حسيت بالأمان اللي كنت دايمًا بحسه مع زين بالذات.
ومراد كان بيحاول يقرب مني بهدوء.
منكرش إن وجود مراد كمان كان مطمنّي، لكن إحساسي بمراد دايمًا مختلف عن إحساسي مع زين.
مشاعري مع مراد كانت دايمًا فيها لغبطة…
حب، توتر، مشدودة…
كل واحد فيهم بحس معاه بحاجات مختلفة.
كنا بننزل الشغل مع بعض، أنا وزين وروكا ومراد، وقررنا إن لازم الشركة متقعش أبدًا، خصوصًا إن الضغط كان كبير على عمو إنه يدير شركة مصر ودبي.
فقررنا إحنا الأربعة ندير شركة جدو في مصر، والحمد لله، كنا قد ثقة عمو.
بالرغم من الحزن اللي جوانا، لكن كان عندنا إصرار إن الشركة متقعش أبدًا.
||في المساء – في الفيلا||
كنت قاعدة على كرسي، حاطة إيدي على راسي، بفكر في كل اللي حصل…
حاسه إني في حلم.
لقيت زين بيشد كرسي وبيقعد جنبي:
-وحشك؟
= أوي، يا زين.
• ووحشني أنا كمان أوي… بس ده قدر ربنا يا ليلي، لازم نرضى ونعيش.
ليلي بدأت تعيط.
-مش عايز أشوفك كده، عشان خاطري.
= شكرًا على وقفتك جنبي يا زين، في كل اللي فات.
أنا مش عارفه من غيرك إنت وروكا كنت هعمل إيه… و و ومراد برضه.
• مكنتش عايز أفتحك في الموضوع دلوقت، بس إنتِ لسه على قرارك بالنسبة لمراد؟
بصيت للسما وسرحت…
||فلاش باك قبل عملية الجد بيوم||
• قولتلي إنك عايزني يا جدو؟
= آه يا حبيبتي، تعالي.
• إيه يا حبيبي؟
= أنا مش عايزك تفكري إني غاصبك على مراد يا ليلي.
• ج… ج… جدو أنا…
= استني يا حبيبتي، أنا عايزك تسمعيني للآخر.
• أنا جوزتك لمراد عشان أنا مش ضامن العمليه دي هقوم منها ولا لأ، وعايز أطمن عليكي مع حد تتسندي عليه.
وأنا متأكد وعارف إنك بتحبي مراد وبتموتي فيه، وهو كمان بيحبك، وده كلامه يا ليلي.
= كلام إيه؟
• مراد قالي إنه بيحبك، ودي حاجه أنا حتى مكنتش محتاج أسمعها، لأني عارفها.
ليلي بصت لجدها، وعينيها فيها دموع، كانت مترددة تقوله اللي شافته.
= طيب، هو… ممكن نأجل الموضوع ده؟
وأنا متأكده إنك هتقوم لنا بالسلامة، وهتطمن عليا بنفسك، وأنا معاك.
جدو حضني، وكنت حاسه إني عايزه أقوله كل حاجة، بس اكتفيت بالسكوت حاليًا.
||باك||
زين شاور بإيديه لليلي:
• إنتِ معايا يا بنتي؟
= هه… آه، آه، معاك.
قاطع كلامهم مراد:
• زين، لو سمحت، محتاج ليلي على انفراد.
ليلي: قول يا مراد، أنا مش بخبي حاجه عن زين.
زين: ليلي، أنا كده كده طالع أنام، أنا تعبت النهارده ومحتاج أرتاح، عن إذنكم.
زين طلع الأوضة، مراد وليلي كانوا واقفين.
• اتفضلي يا مراد.
= أظن أنا سبتك بما فيه الكفاية… ومحتاج أتكلم.
منكرش إني مكنتش طايقاه بسبب اللي شوفته، وده مش حقي الكامل، لأن مراد حتى مقاليش إنه بيحبني، بس هو كدب عليا، وقالي إن ليان مجرد زميله.
بس رغم كده، كنت محتاجه أسمعه وأرتاح.
• اتفضل يا مراد.
مراد خد نفس، وبدأ يتكلم:
_ عارف إن أغلب الوقت كانت طريقتي معاكي بتبقى أغلبها نكش…
لما جدو قال نتجوز، أنا كنت موافق بكامل إرادتي، يا ليلي، مش عشان بس خايف على جدو، ولا عشان أطمنه…
لأ، عشان أنا عايزك بجد، ومش هينفع تكوني لحد غيري، يا ليلي.
عارف إني كنت بعمل حاجات كتير تدايقك، وكدبت عليكي في موضوع ليان…
بس والله موضوع ليان جه قبل جوازنا، وحاولنا نرتبط فتره وانفصلنا، أنا محبتهاش يا ليلي، أنا محبتش غيرك،
ومش عارف ليه كنت دايمًا بداري ده، حتى عن نفسي، بس كل اللي أعرفه إني بحبك… بجد.
كنت بسمع كل كلمه منه، وقلبي بيتنطط من الفرحه.
أوف، أخيرًا قالها!
بس كان في جزء لسه متضايق بسبب الكذب…
= بس إنت كدبت عليا يا مراد.
• أنا كنت عايز أرمي كل الماضي ورا ضهري، وأبدأ معاكي بداية جديدة.
ليلي، أنا بحبك، ومقدرش أعيش من غيرك.
محستش بنفسي غير وأنا بحضن مراد، وبعيد، رميت كل همومي ورا ضهري…
"حسيت إني كان نفسي أسمع كلام مراد ده من بدري، أنا كمان بحبه أوي ده كان احلي احساس حسيته في حياتي".
-أفهم من الحضن ده إنك رضيتي؟
= وأنا كمان بحبك اوي يا مراد.
مراد مسحلي دموعي:
• بطلي بقى… كل ده إييي؟
مسحت دموعي:
= دي دموع فرحه… إنت بس اللي مش بتفهم.
-طب كفايه، إنتِ عارفه إني مش بتاع الكلام ده… بس عشانك، كل حاجة تنفع.
= آه، مش بتاع الكلام ده… معايا أنا بس، مش كده؟
•
-قلبك أبيض بقى! بقولك بحبك، ومحبتش غيرك، الله!
قطع كلامنا مكالمة لمراد.
•-يالهوي! أنا نسيت خالص… لازم أروح مقابلة الشغل اللي قولتلكوا عليه.
= ماشي، يا حبيبي، روح.
مراد مشي، وأنا كنت بفكر في كلامه، وبفكر في زين…
هقوله إيه؟ ده فاكر إننا هنطلق…
إزاي كل حاجة اتصلحت مرة واحدة؟
كنت شاكه إن زين ممكن يتضايق.
محستش بنفسي غير وأنا بخبط على باب أوضة زين.
زين فتح الباب.
• ليلي؟
= أنا عايزه أقولك حاجة يا زين.
-أنا اللي عايز أقولك حاجة الأول.
زين بصلي في عيني كانت نظراته بتحكي كل حاجة!
زين بصلي في عيني، كانت نظراته بتحكي كل حاجة!
قلبي بدأ يدق…
“يا رب لأ، أكيد مش اللي في دماغي، لا…”
زين خد نفس عميق، وبدأ يتكلم بتوتر:
• ليلي، أ… أ… أنا بحبك.
يتبع...