اسكريبت تجارب مرة (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر
اسكريبت تجارب مرة الفصل الثالث 3
- ما شاء الله ونعم التربية… واقفين تضحكوا في البلكونة والضحك مسمع الجيران… انتوا هتفضلوا في البلكونه طول الليل كده ان شاء الله يا إلياس؟
- داخلين أهوه يا جدو.
قلتها بصوت مهزوز، فقال جدي:
- وبتضحكوا على اي بقا؟ ضحكوني معاكم.
🕊️🍃🍃🍃🍃
(٣) قبل الأخيره
#اسكريبت بعنوان:
#تجارب_مُرة
بقلم آيه شاكر
🕊️🍃🍃🍃🍃🍃
ارتبكت «ليلى» وبصتلي بنظرة سريعة عشان أرد، فارتعشت نظراتي وتجنبت النظر لجدي، وكأني كنت بعمل حاجه غلط.
- امسكِ يا ليلى موبايلك، وابقي تعالي كل يوم وأنا أعملك المهام.
خدت «ليلى» موبايلها مني، فقرب جدي خطوتين، وسأل بدهشة:
- مهام اي دي؟
ارتبكت ليلى:
- دا… دا إلياس كان بيدخلني البرنامج اللي بيكسب فلوس يا جدو.
انفعل عليها جدي:
- هو أنا مش قلت البرنامج ده لأ!
وبصلي وقال:
- إنت برده لسه في الرٰفت البرنامج ده يا إلياس؟! وكمان بتدخل بنت عمتك فيه؟
لمست رقبتي بتوتر وقلت:
- ماله بس البرنامج يا جدي دا بيكسب فلوس كويسه وفاتح بيوت ناس كتير.
مردش عليا وبص لـ ليلى وأمرها:
- امشي على شقتك.
مشيت«ليلى»من غير كلمة، واستنى جدي لحد ما اتأكد إنها خرجت، وعاتبني:
- واقف مبحلق فيها! وبتضحك معاها! ودخلتها البرنامج المشبوه بتاعك كمان!
- مشبوه اي يا جدي، البرنامج شغال وزي الفل.
ضم شفايفه للحظة وبعدين قال:
- طيب بص يابني إنت حر في شغلك وأنا نصحتك أكتر من مره، إنما ليلى يا إلياس خط أحمر… لو متخيل إني عشان عرضت عليك تتجوزها هسيبك تضحك معاها وتصاحبها من غير حاجه رسمي تبقى غلطان، لأني مسؤل عنها قدام ربنا ومش هسمحلها تقع في الغلط، ومن النهارده إن بصيت لها بطرف عينك هتلقيني واقفلك، يعني الزم حدودك.
كنت أول مره أشوف لمعة الحزم والغضب في عين جدي، حاولت أبرر:
- يا جدي مفيش في نيتي ناحيتها إلا…
- نيتك خير طبعًا لكن الكلام انتهى لحد هنا.
وسابني ودخل.
أنا فاهم قصده وعارف إنه خايف على «ليلى»، وعنده حق، أنا فعلًا كنت مقرر أصاحبها فتره وأشوف مشاعري ناحيتها، حقيقي مايفهمش الراجل إلا الراجل إللي شبهه.
موبايلي رن برقم والدتي، فكنسلت عليها وأنا متضايق، لأنها مصممه إن البرنامج ده فيه شُبهة ربا! وانه حرام وىٰصب…
وأنا مش عايز أسمع أي فتوى بعد اللي أخدتها من أخر شيخ. ورغم إني مش مرتاح لكن برده مش شايف قدامي إلا الفلوس.
ساعات كنت بسأل نفسي لو قابلت الرسول صلى الله عليه وسلم هسأله عن البرنامج ده ولا هتحرج بسبب فيديوهات الإعلانات اللي بشاهدها اللي بتكون بموسيقى وفيها بنات مىٰٰىٖرجة، بغض النظر عن شُبهة الربا كمان!
الإجابة كانت واضحة جدًا بس أنا اللي مغمض.
استغفروا🌸
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
وتاني يوم قابلت ياسين في مكتب المحاماه، قال:
- جدك دقه قديمه وشكله كده متشدد سيبك منه.
- لا يا ياسين، جدي خايف عليا وعنده حق في موضوع البرنامج ده، وعنده حق بره في موضوع ليلى لأنه بيحميها وأنا فعلًا مشاعري اتحركت ناحيتها.
- يبقى اتجوزها.
- مش للدرجه دي.
- عشان حبك القديم؟
- لأ عشان خايف، ليلى شخصية غريبه وبعدين ما أنا حكيتلك اللي عملته معايا.
موبايلي رن برقم أمي اللي بتحاول تكلمني من امبارح فبعتلها رسالة إني مشغول وهبقى أكلمها…
ونفخت بضيق.
صلوا على خير الأنام 🌸
🍃🍃🍃🍃🍃🍃
ووقت الظهر وقفت أصلي بالموظفين
اتلغبطت ونسيت ركعه ورجعت جبتها وسجدنا سهو، وكنت محرج منهم.
مش أول مره تحصل، بقالي فترة كل ما أصلي بسرح وأسجد سهو!
مش عارف ليه حاسس إن في حاجه مش طبيعية بتحصل معايا الفتره دي، كل حاجه متلخبطة، وكأني بجري في ظلام بدور على النور ومش بوصل.
يعني لا بصلي كويس ولا بقرأ قرآن! مش هقول إني كنت منتظم قبل كده ولا عمري فكرت في الموضوع، لكن مش عارف مالي.
فجأة حسيت إني بعيد أوي عن ربنا.
- تلاقيك محسود، مش إنت ساكن في قرية؟ وكل يوم طالع لابس بدله وواد شيك، لازم تتحسد.
- يمكن! أو يمكن دٰنب يا ياسين؟
كنا ماشين بعد ما نزلنا من الميكروباص، ضحك ياسين وقال بلامبالاة:
- خلاص يبقا لازم تتوب يا معلم.
- أتوب عن ايه؟
- عن الدٰنب.
- أي دٰنب؟ إنت كل حاجه عندك سهله وبسيطه كده؟
- طبعًا الحياة سهلة… يلا سلام، ومتنساش بكره هنحضر فرح واحد صاحبي مع بعض، ونقعد نرقص ونفرفش للصبح يمكن تروق وتحلو.
قالها وسلم عليا ودخل بيته، ياسين مش شبهي، وأنا مبقتش مرتاحله! بس برده مش لاقي غيره، وبكدب إحساس قلبي.
وقفت أنتظر عربية عشان أرجع لبلدي…
وكان يوم غريب، مفيش مواصلات! وكمان موبايلي فصل شحن.
لا دا أنا شكلي محسود فعلًا!
********
وصلت البيت متأخر بسبب المواصلات…
اتعصبت وأنا بفتح البوابه لأن المفتاح اتأخر على ما فتح.
وأنا بطلع السلم وقعت على وشي، واتخبطت ركبتي في طرف درجة السلم، ووقفت أتألم.
لا دا أنا شكلي كده محسود! ولا يمكن أمي داعيه عليا!
افتكرت إني مردتش على أمي! ما يمكن ده السبب فعلًا. دا إلا الأم، وبر الأم!
التفت على صوت جدتي:
- أمك هنا.
- أمك؟ حتى إنتِ يا تيته؟
- يوووه، الست والدتك وجوزها يا سيدي جوه… تعالى.
دخلت البيت وأنا متضايق، وعارف هما جايين ليه.
ألقيت السلام ومجرد ما شافتني أمي، عاتبتني:
- مبتردش عليا ليه؟
- معلش يا ماما كنت مشغول شويه.
- جدك بيقول إنك لسه في البرنامج المشبوه ده، مش قولنا هتخرج منه؟
انفعلت عليهم من غير ما أحس:
- مش عارف والله إيه مشكلتكم مع البرنامج؟ أنا بكسب منه كويس وصاحبي هو اللي دافعلي الفلوس.
ردت أمي بهدوء:
- احنا خايفين عليك… يا حبيبي كان فيه برنامج تاني شبهه بالظبط وقفل والناس خسرت فلوسها.
- متقلقيش يا ماما، أنا واثق في البرنامج.
وقف زوج والدتي اللي كان بيتكلم مع جدي، سلم عليا، وقال:
- إنت أخدت كل فلوسك من البرنامج ده ولا لسه؟
سكت، وارتعشت نظراتي… كنت لسه بايع اللابتوب اللي أمي جابتهولي هديه، ورافع الباقة في البرنامج لـ ١٠ آلاف ومأخدتش أي أرباح جديدة.
دا غير إني مش معايا فلوس وعامل حسابي هصرف من الفلوس اللي هتجيلي كل أسبوع.
لكن قلت:
- أيوه أخدت فلوسي، وبكسب منه كويس جدًا.
في الوقت ده وصلت «ليلى»، وأنقذتني من التحقيق.
لما شافتهم، وقفت مكانها مذهوله ومصدومة.
قربت أمي وسلمت عليها، وسلم والدها عليها، وقال بجمود:
- مبترديش عليا ليه؟ مش برن عليكِ من امبارح؟
ليلى ببرود:
- كنت مشغوله.
زعق:
- البرنامج المشبوه اللي إنتِ دخلتيه ده تاخدي فلوسك وتخرجي منه، فاهمه؟
انفعلت ليلى:
- لأ مش فاهمه! إنت مش عايزيني أمسك فلوس في إيدي ولا أعتمد على نفسي عشان أفضل محتاجالك.
- اسمعي يا بت إنتِ جايلك عريس وأنا وافقت وجدك وافق.
- يعني اي؟
- كلامي واضح.
مردتش «ليلى» وسابته واتجهت للمطبخ وهي متعصبه ووراها جدتي.
فبصلي جدي وقال:
- قولهم يجهزولنا الغدا يا إلياس.
حسيت إن جدي بيوزعني لكن عملت نفسي مش واخد بالي.
ولما وصلت عند باب المطبخ سمعت صوت ليلى:
- والله ما هوافق على العريس، ولو قعدتوني معاه هحرجكم أو هـ... ههرب، أنا خلاص هصرف على نفسي، ومش هخرج من البرنامج، أنا ما صدقت لقيت شغل.
- أبوكِ خايف عليكِ يا ليلى.
قالتها جدتي فدخلت المطبخ، واتدخلت في الكلام:
- مينفعش تكلمي باباكِ كده يا ليلى.
- لو سمحت ماتتدخلش إنت كمان.
أحرجتني، فتجاهلتها وقلت لجدتي:
- جدي بيقول جهزوا الغدا.
وخرجت من المطبخ وأنا سامع جدتي بتعاتب «ليلى»:
- مش هتتغيري ولا هتتأدبي إلا لما تاخدي على دماغك إن شاء الله.
- أنا مؤدبة يا تيته.
ومر وقت ثقيل لحد ما مشيت أمي وزوجها، على وعد بالرجوع بعد اسبوع عشان عريس ليلى.
استغفروا 🌸
بقلم آيه شاكر
🕊️🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
وبالليل في شقة جدي
قعدت على السفرة بفكر في كلام أمي فسمعت حمحمة «ليلى»، لكن مابصتش ناحيتها.
قعدت قصادي، فقلت:
- قومي امشي عشان جدي لو شافنا قاعدين مع بعض هيزعل.
- طيب ماتقوم تمشي إنت؟
- ليلى أنا مش طايق نفسي، ومش ناقص برودك.
- أنا بارده؟
مردتش عليها، فحطت موبايلها قدامي وقالت:
- طيب خد اعملي المهام وفهمني وأنا أوعدك مش هتكلم معاك تاني طالما مش طايق برودي.
بصيت لموبايلها اللي شاشته منوره، وأخدته وبدأت أشرحلها، قربت الكرسي بتاعها مني عشان تبص للشاشة، فقلت بنرڤزة:
- ارجعي زي ما كنتِ.
قامت وقفت وأخذت الموبايل، وهي بتقول بضيق:
- إنت بتعاملني كدا ليه؟ هات الموبايل مش عايزه منك حاجه.
ومشيت.
قعدت ودماغي بيراجع اللي قولتهولها؟ هو أنا ممكن أكون عصبي شويه، لكن هي كمان مستفزة! وعصبية برده! في الوقت ده أخدت قراري إن أنا وليلى مننفعش لبعض.
وبعد كم يوم جه يوم الأحد اللي المفروض هنسحب فيه فلوس.
لكن بدأ يجيلي رسايل إن البرنامج مهنج، والأدمن بيقولوا إنه هيقف فتره لحد ما يعملوله تحديث.
قلبي اتقبض، خوفت على نفسي وعلى ليلى وعلى كل اللي دخلتهم جديد!
*******
كلمت ياسين أسأله…
- مش عارف لو البرنامج وقف هعمل اي يا إلياس؟
- ربنا يستر يا ياسين، قولتلك ماتعملش مكتب، وخليك في نفسك، قولتلي لأ أنا واثق في البرنامج وأدي النتيجه.
- بالله عليك أنا مش ناقص تقطيم، أنا أصلًا خايف من ساعة ما البرنامج التاني قفل، مش عارف هتصرف ازاي مع الناس، أنا كده كده كسبت بما فيه الكفاية لكن الناس!
وبعد اليوم ده قرر ياسين يقفل المكتب وقال إنه خرج من البرنامج، ووصل الناس بالأدمن المباشر عشان يطلع نفسه، لكن الناس مسابتهوش في حاله وموبايله مكنش بيبطل رن.
مر إسبوع والبرنامج واقف، وشكلها كده اللعبة خلصت خلاص، وأدي أخرة الطـ.ـمع والإصرار على العٰلط!
وصلب رسالة، إن البرنامج هيرجع يشتغل بعد يومين.
صليت ودعيت ربنا إن البرنامج ده يشتغل.
دا يا شماىٰٰة القريب والغريب فيا لو قفل.
هو أنا ليه الدنيا جايه عليا كده؟
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌸
🍃🍃🍃🍃🍃
تاني يوم لما رجعت من الشغل قابلتني «ليلى» على البوابه وكأنها كانت منتظراني.
قالت بانفعال:
- منك لله خليتني حطيت فلوسي في البرنامج واتىٰصب عليا.
رديت ببرود:
- هو أنا كنت صٰرىٖتك على إيدك؟ دا إنتِ جريتِ ورايا عشان أدخلك البرنامج.
ضمت دراعها لصدرها:
- طيب مليش دعوه بقا أنا عايزه فلوسي، أنا مش معايا ولا جنيه وكنت عامله حسابي على القبض يوم الحد.
- وأنا كمان والله زيك، اصبري يمكن البرنامج يشتغل بكره زي ما بيقولوا.
وسيبتها وطلعت شقتي.
كل شويه كان حد يكلمني من اللي دخلتهم، ويقولي إن البرنامج وقف، وأنا أرد:
- ممكن يشتغل بكره، اصبروا.
صليت ودعيت ربنا إنه يشتغل، أنا مش عارف هكمل الشهر ازاي ومش معايا فلوس؟
إتمنيت يكمل حتى على الأقل أخد فلوسي ويقفل براحته، أنا عارف إن العلام بفلوس، بس كتير عليا أوي لما أخسر ١٠ آلاف جنيه.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
عند جدي في الصالون، قال:
- ليلى بتقول إن البرنامج قفل!
- ماقفلش.
رديت على جدي، اللي باصصلي ورافع حاجبه ومش مصدق، وكملت:
- آآ… دا بيتحدث وهيشتغل بكره إن شاء الله.
ضحك جدي وقال بسخرية:
- مش هيشتغل، واحمد ربنا إنك أخدت فلوسك من البرنامج، وليلى بقا ربنا يعوض عليها.
كنت عايز أرد وأقوله إني حٰسران كتير أوي لكن بلعت كلامي وسكت.
كلهم حذروني، ومسمعتش كلامهم، كل الإشارات كانت بتشدني للطريق الصح وأنا اخترت الغلط.
مش عارف ليه لسه عندي أمل إنه يشتغل.
- ليلى زعلانه أوي عشان البرنامج ده، يارب يفتح تاني على ما تاخد فلوسها يارب.
قالتها جدتي وقعدت قصادنا، فقمت وقفت وأنا بقول:
- ادعي يا تيته ربنا يسترها.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
رقدت على السرير وأنا شايل هموم الدنيا على أكتافي، موبايلي رن وكان رقم ليلى اللي أول مره ترن عليا.
ورغم ضيق نفسي رديت:
- نعم؟
- طيب قول سلام عليكم!
- خير يا ليلى أنا مش فايق.
- وإيه الجديد؟ من يوم ما شوفتك وإنت مش فايق.
سكتّ ما هي عندها حق فعلًا، توقعت إنها بتكلمني عشان تطلب فلوس البرنامج، وكنت مستني أتخانق معاها.
قالت:
- آآ… أنا… أنا عايزه مساعدتك.
- مساعدة مين؟ العنوان غلط يا ليلى، إنتِ جايه لواحد مش عارف يساعد نفسي.
- لا… لازم تساعدني بابا جايبلي عريس وجدي موافق، والله لو ما ساعدتني ههرب، وهيبقى ذىٰبي في رقبتك.
حطيت ايدي على راسي، وقلت:
- هو أنا ناقص يا ليلى؟!
يتبع
