اسكريبت قاتل أبي (كامل جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم روان خالد صقر
اسكريبت قاتل أبي الفصل الثاني 2
"شدي حيلك البقاء لله."
-البقاء لله في مين يا جدو ما كُلكُم قدامي كويسين اهو؟
قالتها بعدم فهم وقلة صبر، وزعت انظارها من جديد كُلهم مجتمعين، اولاد العم والعمة حتى ادهم بخير..
سكتت ثواني..
"بابا؟"
هنا ظهر آنين مكتوم من والد ادهم:.
"عمو عزمي بابا فين هو مش كان جاي معاك اخر الاسبوع؟"
صمت تام..
صرخت نور بصدمة:.
"ردووو عليااا بابا فين،
ادهم الله يخليك خليهم يردو عليا، مش انا نور حبيبتك وبنتك خليهم يودوني لـ بابا.."
غمض عينه بـ ألم على منظرها وهي بتصرخ فيهم بتحاول تستوعب، قرب ادهم وحضنها فـ بقت تصرخ بين ايديه بألم:.
"سيبني يا ادهمم سيبني بالله عليك بابا كويس وهيرجع والله هو لسه مكلمني الصبح وقالي انه عاملي مفاجأه."
حاول يتحكم في حركتها بس فشل وارتخت اعصابه بعد جملتها:.
"هي دي المفاجأة؟؟"
اخيرًا اتكلم:.
"اهدي يانور علشان خاطري ده قدرُه في حد هيعترض على قضاء ربنا؟"
حطت ايديها على قلبها:.
"هيجرالي حاجة يا ادهم هموت خدني ليه ونبي خدني ليه."
بكت العيون وتزاحم المدخل بعد انتشار خبر موت حسن الشامي الابن الاكبر لعيله ماجد الشامي، بينما ادهم كان عاجز عن امتصاص المها، ولأول مره يعجز عن انه يشيل دموعها ويبدلها فـ هنا الفقيد كان اغلى خد على قالها..
بينما الجد حبس دموعه وهو بينطق:.
"جهزوا كُل حاجة، عزا حسن الشامي لازم يليق بيه."
اتحرك الجد ودموعه بتنزل لاول مرة بصدمة،
ابنه حبيبه واول خلفتُه مات،
كان هو اول حاجة تلمس قلبُه الشديد ويلينه.
رفع راسه للسما:.
"صبرك يارب."
انتشر الخبر في البيت كُله وارتفع صياح النساء، بينما الرجالة كُل واحد جهز لـ وقفتهم جنب بعض فـ اللي راح كان اغلى واحد للقلب..
بعد وقت وصل أدهم للمستشفى ونزل وهو ماسك نور فـ ايده خايف يسيبها مش عارف هيقولها ايه، وهي الدموع مش واقفه، اتجه لـ اوضه هو عارفها لانه لسه سايبه من ساعات فيها..
بصت للتلاجه قُدامها وشافته قُدامها،
كل مره بتشوفه بتضحك وتجري عليه يحضنها بس المرة دي هو قافل عينه وملفوف فـ ملايه مُلطخة بالدم:.
"ياحبيبي قولي
قولي مين عمل فيك كده، مين وجعك يا حبيب الروح، رُد عليا يا حسن متسبنيش ونبي مش عايزة ابقى لوحدي."
لف ادهم راسه لما عيونه خانته وبكىٰ وهي كملت بـ ألم يفزع قلب الاصم ومع كل كلمة بتقولها بتبوس راسه وايده:.
"كده يعني تسيب نونا حبيبتك؟
مش وعدتني تبقى معايا وان دي اخر سفرية هتاخدك مني، طب مين هيدافع عني قصاد عاصي لما يرجع من مهمته ويقوله ملكش دعوة بيها، ومين هيغير من ادهم علشان مهتم بيا اكتر، بابا قومم ونبي."
صرخت نور ووقتها ادهم مقدرش يتحمل وحضنها بـ قوة والمرة دي استسلمت وبدأت تنتحب في حضنه:.
"اخدوه مني يا ادهمم، مش كفاية اني معيشتش وسط اهلي كمان اخدووه مني ومبقاش ليا اهل، اتيتمتت."
آهات بسيطة تخرج من الممرضين،
بس الآلم الاكبر هيعيشه صاحب الموقف:.
"قولي يا نور ان لله وان اليه راجعون، رددي معايا.."
بدء يردد وهي تردد وراه بتقطع لحد ما استكانت وقفلت عيونها، هزها ادهم ولكن مفيش رد منها شالها ونده لاقرب دكتور:.
"دكتور بسرعة."
بعد وقت كان واقف ادهم في العزا بجانب جدُه وباقي قرايبه، كان الكُل بيعزي بصمت..
"ريح شويه ياجدو علشان انت تعبت النهارده."
نفى الجد:.
"لا."
بصله بيأس ورجع بص للأرض يتذكر تفاصيل حالة نور من الدكتور لما تعبت وهي بين ايديه..
الدكتور:.
"صدمة شديدة وللاسف مأثرة على قلبها وغالبًا دي ذبحة وهنتأكد لما تعمل اشاعاتها الخاصة."
رجع بص لباب الڤيلا من تاني عايز يروح يطمن عليها، هي اكيد مش بخير..
خِلص العزا وراح الكُل يرتاح مكانه، وهو دخل من باب الڤيلا ولقاها في حُضن امه نايمة:.
"هي عامله ايه دلوقتي يا ماما؟"
اتنهدت مامة ادهم بحزن:.
"مش مبطله عياط يابني لله الامر من قبل ومن بعد هتعمل ايه؟"
وطىٰ ادهم وشالها من مامته:.
"هطلع اوضتها اخليها ترتاح."
اومأت ليه وراحت لـ حماتها:.
"يلا يا ماما علشان نرتاح كفاية علشان خاطري."
فايزة بهدوء:.
"روحي انتي يا جميلة ارتاحي انا قاعدة شوية مستنيه الحج."
ميلت عليها بأستعطاف:
"طب علشان خاطري انتي مكلتيش من الصبح وكده غلط على السكر."
ملقتش منها جواب فـ اتنهدت بحزن وقررت تروح لجوزها تُقف جنبه وتسانده فـ اللي مات مش بس اخوه ده روحُه كانت فيه..
وده واجب الزوجة اتجاه زوجها انها تسنده وقت ضعفه وتكون معاه لحد ما يبقى مستعد نفسيًا للحياة.
"بابا متسبنيش."
سمع همسها وهو بيحطها على السرير ونور لسه ماسكه في هدومه وبترتجف:.
"اهدي يا نور خلاص خِلصت."
فتحت عيونها على صوت ادهم وبصتله وبدأت تتجمع الدموع في عيونها من جديد:.
"علشان خاطري بلاش الدموع دي قلبي بيتقطع عليكِ يانور."
"بقيت يتيمه اب وام يا آدهم."
اسكتها ادهم:.
"بس متقوليش كده كلنا معاكِ انا عمري ما هسيبك وامي وابويا وجدو وفايزه وريما والشباب وعاصي اخوكِ!"
بصتله بلهفه:.
"هو عاصي جه؟"
احنى راسه بيأس:.
"للاسف لسه في المهمة وميعرفش اي تفاصيل ربنا يسترها عليه لما يعرف، اوعديني يا نور تبقي اقوى من كل ده علشان نعدي الصعب سوا عايزك اقوى بنت وانتِ مش اي بنت انتِ تربيتي عارفه يعني ايه؟"
مقدرتش تتكلم فـ كمل:.
"الحياة مبتقفش على حد بنحزن على حبايبنا وعلى فراقهم وعمرنا ما هننساهم بس مضطرين نتأقلم ونعيش حياتنا وندعيلهم."
غمضت عيونها بألم:.
"هو وحشني اوي ممكن تاخدني عنده؟"
طبطب على راسها بحنيه:.
"صعب ياحبيبتي بس اوعدك بكرة هنروح ماشي؟"
اومأت بصمت ونزلت تحت البطانيه تكتم شهقاتها غطاها ادهم وباس راسها قبل ما يخرج من اوضتها وينده ريما تبات معاها..
بعد شهر
كانت نور بتحاول تخرج من الحالة اللي هي فيها بـ مساعدة الجميع واولهم ادهم اللي بدء يركز في كل حاجة حوالين نور اكتر وكثف حراسه للڤيلا بشكل مبالغ فيه..
قرب ثائر اخوه الصغير منه وتساءل:.
"هتفضل تاعب نفسك في الشغل كده مش ناوي ترتاح؟"
غمض عيونه بتعب:.
"ارتاح ازاي بس."
خرج صوت من وراهم بحدة:.
"صح يرتاح ازاي وهو السبب في قتل عمُه.."
يتبع..
