رواية ركن هادئ عبر روايات الخلاصة بقلم مريم محمد
رواية ركن هادئ الفصل الأول 1
- إنجزي يا أبرار المؤذن هيقيم وإحنا لسه واقفين.
قالها إياد ابن اختي اللي في تالتة ثانوي،كان لابس عباية تدل إن الواد دا واحد بيدور علي عروسة، مش في تالتة ثانوي لأ،هو عنده حق بصراحة أنا أخرته علي الصلاة بس كنت بلبس الكوتش يعني أروح بالشبشب يعني، بابا وماما وأختي اللي اسمها سجدة سبقونا علشان صلاة التراويح بما إن النهاردة أول ليلة في التروايح وكدا وكل عام وإنتم بخير.
-إصبر يا إياد بقي خليني ألبس الكوتش كويس
قعد علي السلم وشمر العباية:
- أنا صابر أهو يا أختي خلصي.
خلصت ومشينا في الشارع البهجة علي وشوش الناس اللي رايحين بيجروا زينا كدا علشان يلحقو الصلاة، والأطفال اللي ماسكة الصواريخ وبتفرقعها والسلك وبتولعه، والنساء اللي رايحين للمسجد برده والأناشيد بتاعة رمضان كل ده بيدخل البهجة والسرور غصب عني لقلبي.
- متعرفش مين اللي هيصلي؟
- أنا زي زيك بالظبط مش عارف إحنا لسه أول ليلة فمحدش عارف حاجة، بس غالبًا الشيخ إلياس.
- طب يارب يصلي ده أنا هموت وأسمع صوته.
ضحك إياد بسخرية:
-تعالي يا أختي شوفيه في الدرس القرآن ماسك العصاية ومقولكيش بقي.
- يا نغة إنت لسه بتتضرب؟ مش ختمت من بدري؟
- ما هو علشان ختمت من بدري بيقفلي علي الواحدة طهقني في عيشتي الشيخ إلياس ده بجد.
ضحكت أصل عارفة الشيخ إلياس ده، صارم جدًا في حفظ القرآن، أنا كنت بحفظ عند زوجته وختمت علي إيديها وهو ساعات كتير كان بيسمعلي وما شاء الله علي صوته رائع وفيه خشوع بيرغمك أنك تركز معاه غصب.
- يلا إدخلي علي الله بس نلاقيه لسه مبدأش في التراويح.
-سيبها علي الله.
سيبته ودخلت المسجد، لقيت النساء لسه قاعدة وفيه منهم بيصلي منفرد، وسجدة وماما قاعدين، فرحتلهم واستغربت جدا إنهم لسه قاعدين.
- صليتو العشاء؟؟؟؟
- مبدأناش الصلاة أصلًا لسه.
خدت نفسي وإرتحت من الطريق - كويس جدًا علشان ألحق الصلاة من الأول.
من ساعة ما ربنا خلقني وأنا مش بصلي غير في المسجد العسل ده، أنا بحبه وده المسجد اللي أنا كنت بحفظ فيه القرآن ومازلت يعني،بس دايمًا لما كنا بنيجي متأخر كنا بنيجي في أخر ركعة في العشاء،إحنا جينا بدري ولا هما اللي اتأخرو!.
- ساوُو صفوفكم وسُدُّو الخلل، ولا تجعلو الفروجات للشيطان.
-الله أكبر.
صوت غريب أول مرة أسمعه، قوي بس هادي في نفس الوقت، رج المسجد كله وهو بيقول الكلمتين دول أمال لو بدأ، مش صوت الشيخ إلياس لأ، ده صوت شاب، بعيدًا عن إني سمعت أصوات كتير بس مفيش صوت يخليك تاخد بالك منه من أول كلمتين يقولهم.
- الإمام ده عنده عيب واحد.
ردت سجدة- وده إي العيب يا ست الناقدة؟
كنت هعيط وأنا بقولها- عيبه إنه بيطول وأنا صحة رجلي علي قدي.
- أدينا بناخد راحة علشان نبدأ في التراويح.
- بس بيني وبينك يا ست سجدة، صوته بجد حلو خصوصًا في آخر موضع في المؤمنون، والفاتحة برده بيقولها مظبوط وبالأحكام.
- إنتي عبيطة بس أول مرة تقولي حاجة صح.
أنا بتهزق صح، ما علينا صوت الإمام ده بقي محور كلام النساء تحت في المسجد، وفيه ناس بتدعيله وربنا يكرمك ويفتحها عليك يا بني وكدا، بصراحة صوته وهو بيرج المسجد كان بيرج قلبي معاه ياااني الصلاة.
- الله يكرمه خلصنا النهاردة بدري بدري بفضل الله ثم فضل الشيخ إلياس، جه أنقذنا من الراجل اللي هيخلينا نصلي التروايح لحد ١٢ بليل.!
حطت سجدة إيدها علي بوقي وماما برقتلي وأنا بصراحة خفت واتكلمت سجدة:
- مينفعش يا دبشة تحدفي كلامك كدة الرجالة سامعينك وإفرضي اللي كان بيصلي سمعك؟؟؟.
- بتقولي فيها إياد واقف هناك أهو.
وقفت شوية أتفرج علي النساء وهما خارجين، جه شاب لابس عباية لونها بيج، ووقف بعيد بس قريب من مدخل الحريم الشاب ده كان واقف مع اللي كان واقف إياد معاهم، كانت فيه ست خارجة من المسجد فنادت عليا فرحتلها.
-نعم يا طنط.؟
- شوفيلي ابني جه ولا لأ علشان أنا مش بقدر أمشي ياخد إيدي.
بصيت حوليا أنا معرفش ابنها أصلًا وبيني وبينكم فكرته قد إياد علشان طنط شكلها صغير:
- أنا معرفش ابن حضرتك يا طنط.
مسكت ايدي بعد ما ابتسمت تقريبًا شافت ابنها نزلت عيني في الأرض بعد ما شفت ابنها اللي لابس عباية بيج واقف مكانه ومرضاش يجي لإن فيه نساء كتير واقفين ابنها محترم وطلع كبير مش قد إياد.
- طب وصليني له معلشي يا بنتي.
- يا طنط متقوليش معلش، ده إنتي في مقام والدتي.
ابتسمت بطيبه- تسلمي يا بنتي.
وصلت للمكان اللي هو واقف فيه، هو خد إيدها التانية وأنا سيبت إيديها اللي كنت ساندها منها، وشكرني وهو منزل عينه في الأرض.
- مش قولتلك يا بني بطل تخليني أجري وراك في المساجد وبطل تنطيط وصلي في المسجد اللي جنبنا؟
- يا أمي خليكي إنتي صلي في المسجد بتاعنا، وأنا هتنطط لوحدي.
- بس أنا بحب أصلي وراك التراويح.!
- بس يا عسل هتاخدي إعفا من التنطيط أنا هفضل أتنطط تلاتين يوم.
- طب يلا نروح علشان تلحق تنام علشان شغلك الصبح.
بصيت ليهم وابتسمت أوي علاقتهم جميلة وكأنهم أصدقاء مش شاب ووالدته وواضح إنه بيحبها أوي
رجعنا البيت بعد ما بعتت إياد يشتري لب وتسالي، وأنا عارفة إن بكرة رمضان، وطلعت أنا وسجدة نظبط البلكونة علشان هنسهر النهاردة، سجدة مقيمة عندنا هي وابنها علشان زوجها مسافر وهي محبتش تقعد لوحدها فجابت ابنها وجت عندنا تعيش علي قفانا، وماما قعدت معانا وبابا دخل ينام علشان ملوش في القعدة دي، علشان يقدر يصحي للقيام.
- ألا مين اللي صلي النهاردة يا واد يا إياد؟
- مالك والشيخ إلياس.
رديت بعد ما أثار فضولي- مين مالك؟
ردت سجدة- مالك ده يستي اللي واكل عقل إياد مصدعني بيه من ساعة ما راح عند الشيخ!
- أنا أول مرة أسمعه بيجيب سيرته.
- لا يختي ده صاحبه.
رد إياد- احنا خمسة كلهم في هندسة مفيش غير دكتور واحد وإن شاء الله الهندسة الخامس قاعد أهو.
ردت ماما- ما شاء الله، نشوفك مهندس قد الدنيا يا إياد يابن بنتي.
- وهو هيطلع هندسة كدا من غير مذاكرة؟
- نفسي متحشريش نفسك يا أبرار بجد.
الواد في تالتة ثانوي، ولابيذاكر ولا بيفتح كتاب الفاشل اللي مش عارف الألف من كوز الدرة، عايز يبقي مهندس؟
- مش هتتجوزي وتحلي عننا؟
- لأ أنا قاعدة علي قلبك يا إياد، وبعيدن مين هيحل عن مين يابني خلي أبوك ينزل وخد أمك وأمشي من هنا.
بصلي بقرف- أمك؟ إيه الأسلوب المقزز ده؟
- مامتك يا إياد!
- أنا داخل أنام علشان الرجالة هيرنو عليا قبل الفجر.
-الرجالة صحابك؟
- فيه غيرهم رجالة!؟
- إنت محسسني إنك مصاحب أجدع ناس في الكون، أنا برده عندي صحاب ومش بفردهم قدامك كدا.
شد الكرسي وقعد تاني- هما أجدع ناس فعلًا إيش عرفك إنتي؟
- هتصلي فين؟ ومالك ده هيصلي فين بكرة؟
بصلي باستغراب- مش عارفين أما الجدول ينزل.!
- هي كلية هتقولي أما الجدول ينزل؟
- بنعمل جدول للأئمة يا متخلفة، علشان منتلخبطش.
- يالآ ده أنا خالتك.
- خالتي؟ من إمته؟
- من ساعة ما اتولدت يا حقير يا عديم التربية.
- إنتي جاية منين يا أبرار بجد، إيه الألفاظ دي!؟
- جاية منين، جاية من بطن أمي أكيد، بس إنت اللي مصر إن الألفاظ دي تطلع، وبعدين أنا بقولك يا عديم التربية، هي دي شتمة؟
- أمال دي إيه؟
- دي مدح!
كان هيشيل الكرسي يرزعني بيه، المفروض يبقي فيه احترام أكتر من كدا، لأ لازم أعلمه الأدب الواد ابن اختي عديم التربية ده.
سجدة وماما دخلو نامو من بدري وأنا وإياد اللي فضلنا قاعدين في البلكونة، وقفلنا النور، نسمة الهوا اللي بتخبط في الوش دي وبتحرك الطرحة بتاعتي بهدوء والسكينة اللي متغشية الجو، والنجوم بتلمع في السما ومعدتش فيه حد ماشي في الشوارع، يقولك فعلًا إن الوقت ده قبل الفجر وفي أول ليلة في رمضان كمان.
- مالك عمال يرن عليك يا إياد مش مبطل رن.
يتبع..