رواية ندى ويوسف ومنار عبر روايات الخلاصة بقلم منار رضا
رواية ندى ويوسف ومنار الفصل الثاني 2 والأخير
- تعالى نهرب.
- أنتِ مين؟
- مش مهم.. تعالى نهرب.
- نروح فين؟ ونهرب ليه أصلًا؟
- عشان أنتَ أهلك عاوزين يجوزوك بنت خالتك.. وأنتَ مبتحبهاش.. ومش عاوز تتجوزها.. وباباك عاوزك تشتغل في شركته وتديرها.. وأنتَ عاوز تستقل بنفسك وتعتمد ع نفسك وعشان أنا عاوزة أهرب معاك.
- طب أنا عندي أسباب أهرب عشانها.. أنتِ بقى تهربي ليه؟
- عشان عاوزة أبقى معاك.
- وتسيبي أهلك؟
- بطل أسئلة! هتهرب معايا؟
- مبحبش الهروب.
- بتحب إيه؟
- المواجهة.. بحب أحل كل مشاكلي بإني أواجهها عشان أقدر أحلها.. مينفعش أهرب أنا مش ضعيف.
• لفيت ظهري ومشيت لفيت وقولتله:
- لو حبيت تهرب.. هستناك تكلمني نهرب سوا.
• سبت رقمي قدامه ومشيت.. هو ميعرفش إني بحبه.. من ٣ سنين براقبه في كل مكان.. وفي كل ثانية قلبي وعقلي مشغولين بيه.. دايمًا بحب أعرف بيكره إيه وبيحب إيه.. بيهتم بإيه.. جمعت كل تفاصيل عنه.. عشان لما أقربله نبقى متفاهمين بس هو ميعرفنيش.. ولا عمره حتى تصادف وحس بوجودي.. بس أنا بحبه وهو هيحس بيا أنا متاكدة.
• كل يوم يصحى الصبح ينزل الشغل يخلص شغله يروح يغير وياخد دوش وينزل يروح النادي يدخل الجيم ساعة ويجري ساعة ويروح ينام.. يومه روتيني بطريقة مملة مبيشوفش حد مبيخرجش مع صحابه ملوش غير صاحب واحد هو اللي بيعرف يتعامل معاه.. ولما بيشوفو بعض بيكون عنده في البيت.. أيوة أنا كدا استفدت إيه؟
• أنا لازمني خطة عشان أعرف أقرب منه.. وأنا بلجأ لشخص واحد في الحجات اللي زي دي.. عمر صاحب عمري جيران من صغرنا اتربينا سوا وكبرنا سوا أسرارنا مع بعض.
- عمر قوم بسرعة عشان في مصيبة.
- لا اصطبحي وقولي يا صبح محدش بيصحي حد كدا.
- مش أنا صحيتك؟
- آه.
- يبقى فيه.. اصحى.
• ماسكة في إيدي كشكول كبير وأقلام كتيرة ومسطرة وأستيكة واللاب توب.. فتح عينه شاف المنظر.
- إيه دا في إيه؟ خير اللهم اجعله خير.
- بص بقى يا سيدي.. على ما تقوم تغسل وشك هخلي طنط تعملك قهوة وتعملي نسكافيه عشان في حوار طويل وانجز متنحش.
- حاضر.. دا ربنا على المفتري.
• علاقتي بعمر غريبة شوية.. أصحاب إخوات.. تحسنا واحد أنا معنديش إخوات ولاد.. بس ربنا عوضني بوجوده ضهر وسند وحياة كبيرة أوي ليا جوا قلبه.
- اصطبحنا وأصبح الملك لله.. ارغي.
- عاوزة يوسف يحبني.
- لا منا مش ساحر يا منار
- عمر متتعبنيش ساعدني.
- أيوة.. أعمل إيه يا منار؟ أروح أخطفه أخليه يحبك؟
• عيني دمعت كدا.. وفهمت إنه بيفهمني إن يوسف ميعرفكيش مشافكيش أصلًا قبل كدا.. هيحبك إزاي.. بس لقيته ابتسم وقالي:
- هيحبك.. أنا أختي قمر وألف مين يتمناها.
- أنا عوزاه هو يا عمر.. محبتش غيره.. قلبي مدقش لمخلوق غير ليه.. عيوني بتلاحقه في كل مكان بيروحو.. قلبي بيحس بوجوده.
- طيب احكيلي كل التفاصيل اللي تعرفيها عنه.
• بدأت أمسك النوت بتاعتي وأوريه كل المعلومات اللي أنا كتباها.. ورسمنا خطة وفاضل بس التنفيذ.
- نبدأ بكرة؟
- لا والله عندي شغل.
- يا عمر والله هعيط.
- خلاص دأنتِ نكدية.. نبدأ بكرة.
• لميت كل حاجاتي وروحت البيت.. مجرد بس ما حسيت إننا ممكن نقرب من بعض قلبي فرح.. مش جايلي نوم من كتر الفرحة.. عاملة زي الطفل اللي عنده رحلة الصبح وعمال يحضر هيلبس إيه وهينزل إمتى وهيحصل إيه هناك.
- منار اصحي يا حبيبتي عمر مستنيكِ برا.
- حاضر يا ماما جاية.
• معرفش نمت إزاي وإمتى.. بس اللي أعرفه أنا عاوزة أمشي أقول للناس كلها صباح الخير وأضحك في وشهم.
- عندك تأخير ساعة.
- لبست يا عمر أهو.
- المفروض كدا هو نزل أصلًا راح الشركة وإحنا اتأخرنا بسبب حضرتك.
- خلاص يا عم صباح الزفت.. قوم وهتتحل.
• قدام شركة يوسف وبالضبط في عربية.
- عمر! يلا يا بطل انزل وأنتَ عارف هتعمل إيه.
- متنزلي أنتِ وحياة أمك.
- أنتَ جاي هنا وتقول كدا.. عمر هقتلك!
- نزلت نزلت.
• نسيت أقولكم عمر شغال معايا في شركتي هو المسؤول عن أي تعاقد جديد مع أي شركة بنتعامل معاها.. عمر لبق جدًا في الكلام وبيعرف يقنع أي حد قدامه لدرجة تخوف.. خريج إعلام ودا مساعده جدًا في شغله.
- صباح الخير يا فندم عندي ميعاد مع أستاذ يوسف.
- اسم حضرتك؟
- عمر أحمد.
- آه طبعًا أستاذ يوسف مستني حضرتك.
- صباح الخير.
- صباح النور أستاذ عمر اتفضل.
- طبعًا معروف عن حضرتك إنك مبتحبش الكلام الكتير وبتحب تعرف المفيد.
- صح تمام.
- وأنا محضر كل حاجة لحضرتك ملخصة.
• بدأ عمر يشرحله كل تفاصيل الشغل.. وهنبدأ إزاي وإمتى.. كل دا وأنا سامعة صوته وقلبي بيرقص.. منار بت فوقي إيه هنخيب.
- شكرًا جدًا لوقت حضرتك.
- شكرًا أنتَ على مجهودك.. كدا هنسافر تركيا سوا عشان نتفق على الشركة اللي هنفتحها.
- كان نفسي أسافر مع حضرتك.. بس آنسة منار هي اللي هتسافر معاك وهي المسؤولة عن الشركة.
- تمام.. اتفقنا.
- أول خطوة خلصت.. اللي جاي بتاعك يا ست هانم.
- هو أنا لازم أسافر معاه أوي.
- آه لازم واهدي بقى ها اهدي.
- شكرًا أوي يا صاحبي أو ياللي كنت صاحبي.
• عدى يومين وبدأت أظهرله في أي مكان يكون فيه وبما إنه مبيخرجش فبدأت أروح النادي في الوقت اللي هو بيروح فيه.. وأول ما يلمحني أختفي.. لحد ما جيه يوم وأنا قاعدة براقبه.. عمر كلمني وشغلني معاه في الشغل ونسيت أنا بعمل إيه هنا وفجأة:
- ممكن أقعد؟
- إيه دا تقعد فين!
- على الكرسي.
- بجد والله طب اتفضل.
• قلبي بيدق بسرعة.. معملتش حساب للحظة دي.. منك لله يا عمر يا خرابة أنتَ.
- آسف لو قاطعتك وأنتِ بتتكلمي.
- لا طبعًا مفيش حاجة.
- أنا شوفتك مرة وحتى معرفش اسمك إيه.
- أنا منار.
- وأنا يوسف.
- أهلًا بيك.
- بتيجي هنا كتير.
- لا.. أنا بحب آجي هنا آخد بريك من الشغل بس.
- حلو دا.. شكلنا هنشوف بعض كتير.
• هصوّت من حلاوتك.
- آه طبعًا
- أنا مضطر أمشي دلوقتي.
• لي لي منتا قاعد أهو والدنيا حلوة.
- طيب تمام.. تشرفنا.
• مشي وكل خطوة بيمشيها قلبي بيدق أكتر.. إيه دا مين اللي كان قاعد جنبي هنا.. يعني بجد دا يوسف وكان قاعد بيكلمني إيه الخوف دا أمال أنا هعمل إيه وأنا مسافرة معاه.
- صباح الخير يا حبيبتي.
- صباح النور يا مامتي.
- يعني أنتِ مصرة تسافري أوي.
- أيوة يا مامتي عندي شغل.
- هبقى خايفة عليكِ.
- لا متخافيش أنا كبرت خلاص.
- اوعديني تاكلي كويس وتلبسي تقيل.. وتاخدي بالك من نفسك.. واوعي تكشفي نفسك وأنتِ نايمة مش هعرف أغطيكِ.
- حاضر يا ست الكل.
• خدت شنطتي ونزلت أنا وعمر عشان نروح المطار.. وصلنا وأنا دخلت وهو روح.
- خلي بالك من ماما يا عمر.
- دي أمي يا بت.. روحي أنتِ ومتخافيش.
• ركبت الطيارة ومستنية لحظة ما يوسف يجي يقعد جنبي وأشوف رد فعله.
- صباح الخيـ...
• أول ما شافني اتصدم ومعرفش حتى يكمل كلامه.
- أنتِ آنسة منار صاحبة الشركة؟
- بالضبط.
- وأنتِ مقولتيش ليه من الأول؟
- طب اقعد وبعدين اسأل.
- قعدت.
- عاوز تعرف إيه؟
- ظهرتي ليه في حياتي؟ وليه كنتِ عاوزة تهربي معايا مع إن ليكِ حياتك وشغلك؟ وليه كل ما كنت بشوفك تختفي؟ وليه معرفتنيش إنك صاحبة الشركة اللي أنا ماضي معاها العقد؟
- هتعرف كل حاجة في وقتها.
- وإيه وقتها؟
- معرفش.
- لا تعرفي.
- يوسف بعد إذنك سبني أفكر في الشغل اللي إحنا رايحين نعمله.
- تمام.
• طول السفر ساكتين.. محدش فينا بيتكلم.. لحد ما الطيارة وصلت والمفروض ننزل.
- ممكن تقوم عشان ننزل.
- مش قبل ما أفهم.
- يوسف بطل جنان يلا ننزل ونتفاهم بعدين.
- أنا سايبك بقالي كتير.. اتكلمي.
- طب يلا وهقولك.
• نزلت وأنا من الرعب قلبي هيقف إزاي هقدر أقوله إني بحبه.. إزاي هقدر أعرّفه إني مرقباه وكل حاجة متخططلها حتى سفريتنا دي.. نزلنا ووصلنا الأوتيل وهو اللي بدأ كلام:
- قدامك نص ساعة ألاقيكِ غيرتي ونزلتي عشان أنا مستنيكِ.
• بدون أي رد خدت شنطتي وجريت على أوضتي.. أعمل إيه؟ وهقوله إيه؟ لا بص أنا هحجز طيارة وأروّح أنا مليش في الحجات دي.. أنا مش هقدر أقوله.. فينك يا عمر حاسة هعيط والله أنا هنام وهو مش هيعرف يوصلي.. إيه الغباء دا منتو في نفس المكان طب إيه اعمل إيه ها؟
- أنا جهزت.
- ابقي فكريني أشتريلك ساعة.
- ليه؟
- عشان مواعيدك بايظة.. عمرك مجيتي في معادك.
- نينينينيني.
- حاضر اتريقي أوي.. هنشوف دلوقتي مين هيتريق.
- أنا عاوزة أروح.
- تروحي دأنا جايبك هنا عشان أعرف أتصرف معاكِ.
- طب خلاص واللهِ أنا أصلًا عيلة ومليش في الحجات دي.
- شوفتي اللي أنتِ عملتيه فيا كله؟
- آه؟
- هطلعه عليكِ.
- خلاص يا يوسف وحياة أمك أنا مكنش قصدي.
- أقفش تعالي قولي بقى عملتي إيه؟
- ها؟
- ننجز.
- حبيتك.
- وبعدين؟
- وحاولت أقرب منك.
- ومقربتيش ليه؟
- فشلت.
- إزاي؟
- لقيت قلبك مقفول.
- عليكِ.
- يعني إيه؟
- قلبي مقفول عليكِ.. يعني أنا فتحت قلبي دخلتك جواه وقفلت عليكِ عشان متطلعيش.
- نعم؟
- لو كنتِ جيتي دوغري.. كنا خلصنا بدل المرمطة دي جيباني آخر الدنيا عشان تخليني أحبك.. طب منا بحبك.
- يوسف!
- واللهِ بحبك.. ولو كنتِ استنيتي شوية كنت هقولك نهرب.. بس نهرب لبعض مش نهرب من الناس.. آخدك من إيدك ونحارب الدنيا كلها سوا.. موافقة؟
- موافقة.
- تتجوزيني؟
- أنا بحبك.
- أيوة بردو تتجوزيني؟
- وهي بحبك مش كفاية؟!
- كفاية عليَّ ضحكتك.
وكأنَّكَ العالمُ، وأنا من أجلِكَ خُلقت
تمت
بقلم: منار رضا