رواية قرة عينيها (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم مريم محمد
رواية قرة عينيها الفصل السادس 6 والأخير
- أنا برضه قلت كدة يبقي نرفضه وخلاص قبل ما يجي علشان ميبقاش شكله وحش.
بس أنا مش هوافق علي الخطوبة، أنا هقوله نكتب الكتاب علي طول، يسيدي إستني كدة متسرع ليه، علشان أنس خطب بقي خلاص وباقي شهر ويتجوز بقي ويبقي عتريس قصدي عريس، وإكتشفت إنه أصلًا كدة كدة كان هيروح لنورا بعد ما تخلص الكلية، أمال أنا تعبت نفسي ليه بقي.
- مسلم؟
- أيوا مسلم.
- بجد ولا في البطاقة بس؟
استغرب هو أنا بقول إيه- مسلم بجد والله.
هو إفتكرني بقول إنت مسلم ابن عمي أنا كان قصدي أقوله إنت مسلم ولا مسيحي وكدة بهزر بهزر، دلوقتي المفروض رؤية شرعية وكدة بس أنا دخلت بالنقاب علشان أنس قالي متقعديش من غير النقاب قدام الرجاله وكدة يا جماعة بهزر تاني.
- علي فكرة أنا مجهزة شوية أسئلة كدة هسألهالك علشان فضولي قاتلني.
- إتفضلي إسألي وخلصيني.
اتكلمت بفضول بقي المرة دي هو المفروض أسأل عندك كام سنة والكلام ده بس نخليه بعدين- تعرف رفيدة صلاح منين؟
- يادي رفيدة صلاح، يابنتي إرحمينا بقي.
- متقول ولا مش عايز تقول.
اتكلم كدة وهو مش عارف يعمل إيه فيا ليكون هيقوم يرقعني علقة، بس معقول هيرقعني العلقة في الرؤية الشرعية كمان- دي كانت معايا في المبادرة.
- وبعدين.
- وبس.
صوتي علي نسبيًا- إنتَ هتنقطني متنجز.
اتضايق- متعليش صوتك،كلميني باحترام زي ما بكلمك،إنتي حالًا مش بنت عمي.
- أمال أنا مين؟
- بنت عمي.
- إنت هتجنني يا مسلم الله.
- من الآخر علشان مسمعش الموضوع ده بيتفتح تاني، رفيدة كانت معايا في المبادرة أه بس مش هي اللي هروح أتجوزها.
- إشمعنا؟
- أنا عارف أفعالها كويس، أو ممكن نمشيها درجة القبول عندي ليها صفر.
منكرش إني فرحت بس لازم أخليني عاملة متضايقة شوية- طب ليه قلتلي هاتي رقم والدها؟
- كنت بضايقك، يا بطاطساية.
- متقولش الاسم ده بقي، الله.
كملت- طب ورقم البيتزا عملت فيها إيه؟
- لما رنيت قالي معاك المطعم بتاع البيتزا طلبتلي تلاتة واحدة ليا وواحدة لأخوكِ وواحدة لمصعب واتعشينا.
بقي أنا أعمل فيه الحركة دي علشان أضايقه يقومو جايبين البيتزا وياكلوها-يا رايقين!.
كملت - بس أنس قالي إن إنت إتحرجت؟
- كنت محفظه يقولك كدة.
- بس ده كان بيزعق مش شبه حد حافظ كلام وخلاص.
- هو زعقلك الواد ده؟
هزيت راسي يعني أيوة فاتكلم- أما أطلعه بس.
اتكلمت بتردد- يعني رفيدة..!
قاطعني- وربنا يا حبيبة أنا لو سمعت اسمها تاني..
قاطعته أنا بقي- هه هتعمل إيه؟
- هسد ودني.
ضحكت والله، قال هيسد ودنه قال، مطلعش كئيب زي ما كنت فاكراه والله كان كئيب بس من زمان بقي، أنا متأكدة إنه بيتضايق لما بيسمع اسمها، طيب طيب افتكرت اليوم اللي اتخانقنا فيه فرجعت أسأله.
- طب ليه قلت لـبابا؟
- علشان متعمليهاش تاني.
- بعد ما أكلتو طبعًا؟
- أه ماهو أنس كان بيشرب الشاي بعد ما أكلها.
- طب ليه بقي اتهزيت لما شفناها في المحل الإسكين كير وطلعت بره بسرعة؟
- أوقات كتير بنبقي عايزين نهرب من حاجة بتلاحقنا، ومش عارفين وكأنها مراقبانا وبتقولنا أنا مش هسيبك.
- وموقفك منها إنك هربت.
- لإني كنت جبت أخري يا حبيبة، قلتلها كذا مرة أنا مش بحب غير واحدة بس، مسمعتش الكلام.
أنا خدت كورس التعامل وفهمت قصده علي مين بس مش هقول بقي خليه سر، لو كان قالي الجملة دي قبل سنة كنت هقوله مين دي.
- طيب ولما سمعتني بكلمها؟
- هو في الواقع، مكنتش حابب إنك تكلميها وتتعرفي عليها، لإنها مش سهلة وإنتي علي الله حكايتك أصلًا، بس طالما كدة مش هقدر أمنعك لإنها برده كويسة.
اتضايقت- متقولش كويسة بس.
- طيب.
- ولما سافرت طيب عملت إيه؟
- معملتش حاجة، أخوكِ كان معايا مصدعني كل شوية فين حبيبة تقوم تعملي كوباية شاي.
- ألا أنت صحيح مش بتشرب الشاي صح؟
أنا عارفة أن مسلم مش بيشرب الشاي، ولو شربه هيبقي قليل جدًا أو نادرًا.
- البركة في أنس، بقيت بشربه أكتر منه.
اختفت ابتسامتي الواسعة- يعني إيه؟
- طب فين الشاي يا حبيبة.
أعتقد إني كدة استجوبته علي كل حاجة، بس فيه حاجات تانية لابد إني أسألها بقي.
- بتصلي؟
- الحمد لله.
- حافظ القرآن؟
- الحمد لله.
- طب بتصلي إمام؟
- بقالي سنتين بصلي إمام والله.
- بتصلي القيام؟
- بيني وبين ربنا دي بقي.
- وردك قد إيه؟
- زي القيام بيني وبين ربنا.
مش راضي يقول ورده قد إيه، ولا حتي بيصلي ولا لأ إيه خايف من الحسد ولا إيه، إحترمت رغبته وسكتت بس إتكلمت تاني.
- طب إنت خريج إيه؟
- والله؟
- طب بتشتغل إيه؟
- معرفش.
- طب عندك أخوات؟
- إنتي أدري بقي.
- مامتك طيبة ولا شريرة؟
- مش عارف إبقي إسأليها.
- طب عندك كام سنة طيب والله دي أنا مش عارفاها.
- سبعة وعشرين.
- لأ إنت كبير.
-أمال عايزاني صغير ولا إيه مش فاهم يعني.
دخل أنس أخويا- مش كفاية بقي ولا إيه، هتقعدو طول الليل في رؤية شرعية، أنا عايز حبيبة تعملي كوباية الشاي خليني أدخل أنام.
أنا بقيت قهوجي البيت خلاص، خلصت جلسة الإستجواب بتاعتي، ولا كأني كنت بستجوب سجين، المهم إني فرحانة جدًا جدًا.
عدت الأيام واتخطبنا وأنس أخويا إتجوز نورا،وعملنا فرح إسلامي ومطولناش وحددنا كتب الكتاب، والواحد حس إنه لسه صغير علي الجواز والله، وخلصت قراءة ورش الحمد لله، وهو قالي شطورة وأنا فرحت.
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
عيوني دمعت بجد، يعني أنا كدة متجوزة، متقلقوش أنا مش شايفة مسلم أصلًا هو تحت مع صحابه وأنس ومصعب، وإحنا فوق مع البنات. أنا عايزة قرة عيني يا جماعة هو فين.
- أخيرًا لبست الفستان.
بصيت علي نورا للي لابسة دريس بيبي بلو وواقفة جنبي-ما إنتي لبستيه يوم فرحك يا نورا!.
-أخيرا إتجوزتي علشان زهقنا منك، حلوة كدة.
- بصي بصي البت بتقول إيه، ده أنا عمتك الحرباية يا بنتي.
ردت هاجر وهي بتضحك- وسلايف يا قمرات.
اتكلمت وأنا بضحك- أصل للأسف يا نورا أنا الشقة للي فوقك.
حطت نورا إيديها علي راسها بضحك- أنا جالي صداع، هو أنتي يا بت يا حبيية ورايا ورايا.
كان أحلي يوم بجد، شغلنا أناشيد دينية بدون موسيقي، وفضلنا نضحك، ورقصنا، ما إحنا بنات بس، وفجأة الأناشيد فصلت وسمعت صحابه بيتكلمو في المايك.
- عايزين بقي حد خبرة في الجواز يقول للعريس نصيحة.
- رد عليهم واحد- أنا هقولك نصيحة هتفتكرها طول حياتك إهرب يا مسلم.
رد واحد تاني- لبستها يا عريس.
رد عليهم مسلم بقي- للأسف يا جماعة، طب ده أنا كان نفسي من زمان.
كنت هنزل أضربه، أه والله كنت عايزة أنزل بس هو لحق نفسه في الآخر، دخلت البنوتة اللي كانت في المحل وأنا بشتري النقاب معاه، ما أنا عزمتها بقي، وطلع اسمها آيات، جات سلمت عليا وفضلت واقفة مع هاجر ونورا شوية، فكرت أجوزها للواد مصعب ووفق راسين في الحلال، تاني.
الناس كلها مشيت ومفضلش غيرنا، العائلة الكريمة يعني
ونورا بقي لإنها بقت من العائلة الكريمة، هو المفروض بعد كتب الكتاب يبقي في أحضان وابتسامات ونظرة حلال ونرفع النقاب بقي وكدة، إحنا من ساعة ما هما طلعو وعمالين نتخانق، أصل إحنا عيلة بتموت في الخناقات.
اتكلم أنس بعصبية- أنا غلطان إني جوزتك أختي والله.
رد مسلم - لأ ما خلاص أختك بقت مراتي بقي.
- بس هي كانت أختي قبل ما تبقي مراتك.
- يابني روح شوف مراتك وسيبني أشوف مراتي بقي.
- مراتك تبقي أختي ومش هقوم من هنا غير يوم الفرح.
رد مسلم بسخرية- وأنا لسه هستني ليوم الفرح يا أخويا.
جيت أتدخل في الحوار علشان أهدي بينهم- خلاص بقي بطلو خناق بقي حتي في الأفراح بتتخانقو.
الإتنين أحرجوني للأسف لما ردو في صوت واحد- تعرفي تسكتي إنتي؟
بلعت الجزمة في بوقي وسكتت وأنا واقفة أتفرج ونورا واقفة جنبي فقولتها بزهق- متاخدي جوزك يا نورا عننا بقي وروحي إعمليه له كوباية شاي.
خلص الحوار علي كدة،لأ مخلصش وبابا وعمو اتدخلو، ومصعب جه يسلك معاهم،وغالبًا هيتولد عداوة بين الزوج والأخ، شكلهم هيقعدو يتخانقو من أول النهاردة إلي مالا نهاية.
- هنزل أشتري نقاب جديد وهروح ألف شوية علي المحلات لزوم الفرح وكدة.
قولتها لمسلم إللي بقي مقيم تحت عندنا في شقتنا، كان قاعد بياكل ومندمج مع الأكل، فقلت أستأذنه بقي علشان بقي زوجي وكدة، كان قاعد أنس ونورا وماما وبابا، كل دول ومسلم قاعد بياكل من صنية البطاطس مش أنا والله، دي صنية بطاطس كنت بجرب أطبخها علشان أبقي ست بيت شطورة.
رد مسلم - هنزل معاكِ.
رديت- لأ أنا بقيت بعرف أنزل لوحدي.
الفترة اللي قضيتها لوحدي كانت كفيلة إنها تغيرني من بنت بتخاف تنزل تشتري كيس شبسي لواحدة هتنزل تشتري نقاب تاني، مش محتاجة حد ينزل معايا أصلًا.
بصلي اللي هو بتتكلمي جد فاتكلمت بسرعة- هاخد نورا معايا، مش إنتي يا نورا عايزة تشتري شوية حاجات لزوم الفرح؟
- لأ.
أحرجتني الغبية،لما تحتاجني مش هعبرها حاضر، هو في الحقيقة أنا مكنتش عايزاه يجي، لأني مش بشتري حاجة علي ذوقي أنا، وأنا عايزة ألف براحتي وهو بيزهق من اللف.
إتكلم أنس- هاجي معاكِ أنا.
بص مسلم له وهو متضايق- لأ تروح فين إن شاء الله؟
-مش أختي ولا إيه؟
- أختك مراتي يا أنس، أمال أنا باكل صنية البطاطس المحروقة دي ليه؟
رديت- يعني لو مكنتش مراتك مش هتاكل صنية البطاطس المحروقة!
- وكنت هاكلها بتاع إيه إن شاء الله، بس هي حلوة زيك كدة نوعًا ما.
نوعًا ما، بقي أنا أفضل أعمل في صنية البطاطس ويقولي حلوة زيك نوعًا ما، إيه نوعًا ما دي.
اتكلم مسلم وهو بيقوم بعد ما خلص البطاطس- إن شاء الله شوفي هتروحي إمته وهنزل معاكِ، وإنت يا أنس بطل حركات الأطفال دي، عايز حاجة يا عمي!
بابا كان قاعد هو وماما بيتفرجو علينا ويضحكو علينا مش أكتر، علي غيرة أنس وهو بيضايق مسلم، وتنمرهم علي صنية البطاطس بتاعتي، والله غلطانة إني تعبت نفسي، وفي الآخر قالو محروقة حتي مسلم.
اتكلم- متقعد يا مسلم مستعجل ليه.؟
- هطلع بقي يا عمي علشان ألحق أنام شوية قبل ما العصر يأذن، والله جيت من الشغل علي صنية البطاطس بتاعة الدكترة.
- يلا يا حبيبي مع ألف سلامة.
- السلام عليكم.
كلنا ردينا- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عمومًا مسلم متعود دايمًا لما يقوم من مكان بينهي الحوار وهو ماشي ب السلام عليكم، قمت أوصله بناء علي طلب ماما، اللي هو أصلًا هوصله خطوتين بس يعني هو مش عارف البيت يعني.
وقفت علي الباب- يلا يا زوجي يا قرة عيني إطلع نام وإرتاح علشان هنلف كتير أوي العصر.
- قولي إن شاء لله.
- إن شاء لله.
رد هو- مش إنتي هتجيبي نقاب بس؟
ضحكت أصله طيب أوي- هنزل علشان أجيب نقاب بس؟ يا مسلم يا أخي صل علي النبي.
- اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك ياحبيبي يارسول الله، يا أخوكِ؟
- أعذرني بقي، لسه متعودتش إنك زوجي، إنت لسه في مقام أخويا.
سابني ومشي هو أنا قلت حاجة غلط ولا إيه، هي فين الفراشات اللي الناس بتطفحها من ساعة ما بيتخطبو، طيب الخطوبة علشان بنلتزم بضوابطها وإن إحنا بنبقي لسه زي أي اتنين ميعرفوش بعض، طب وبعد كتب الكتاب! مش هينفع كدة لازم ناخد كورس كيف نطفح فراشات.
نزلت أنا وهو بعد ما خلص صلاة وجه علشان يطلع العربية ونادي عليا علشان أخلص بسرعة.
- النقاب الزيتي فين؟
- الخمار فين؟
- الجونتي طيب؟
- الشراب!
- شنطتي.
إيه الفوضي إللي أنا فيها دي،محدش بيرد عليا أساسًا، علشان محدش في الشقة أصلًا، مسلم عمال يرن عليا علشان أنزل وأنا فوق مش لاقيه حاجتي أصلًا، أنا أستاهل الضرب أصلًا إني قلتله ماشي تعالي معايا.
-ده يسمي إيه يا حبيبة؟
- نقاب.
- نقاب؟
كنت لابسة النقاب اللي هو الحواجب بتبقي باينه فيه، يدوب بيغطي الوجه بس، كنت بشوفه في المحل، أنا مش هشتريه أصلًا.
- نقاب بيتي ده ولا إيه؟
- نقاب هخرج بيه بره عادي.
هو- ده اسمه تهريج مش نقاب.
- مسلم بس شكله حلو.
- وإحنا أي حاجة هنجيبيها لمجرد إن شكلها حلو، يبقي مش هنلاحق علي أي حاجة يا حبيبة، وبعدين إحنا بنمشي بالشرع مش بالشكل الحلو، ده أنا ناوي ألبسك البرقع يا حبيبة.
- يعني إيه همشي متبرقعه؟
- أيوة علشاني.
آيات اللي كانت واقفة في المحل ضحكت تاني علينا واتكلمت- المرة دي جاين بقي متزوجين!.
اتكلمت أنا ومسلم اكتفي بإنه يبتسم ليا ومبصلهاش قرة عيني الشطور- إحساسك كان صح لما قولتلي لايقين علي بعض.
- ربنا يتمم ليكم علي خير يا حبوبة.
وقفنا أنا وآيات نتكلم شوية بعد ما اشتريت النقاب، وأعطتني واحد هدية كتب كتابنا، ونسيت إن مسلم طلع يستناني برة، ده هيعمل مني بطاطس محمرة، مش زي اللي عملتها أنا لأ.
دخل مسلم بعد ما زهق من الواقفة برة- مش يلا يا حبيبة ولا إيه؟
سلمت علي آيات وطلعت معاه- أنا نسيت إنك واقف تستناني برة.
- نعم؟
ضحكت- أصلي متعودة يا مسلم إني أجي لوحدي وأقعد أرغي مع آيات.
- إنتي لسه رغاية وبتتكلمي كتير؟
- يعني هو أنا هتغير يعني.
مش فاهمة أنا طبيعي هتكلم مع أي حد علشان أنا إنسانة إجتماعية، مش مع أي حد أوي يعني، لفينا علي المحلات لما زهقنا وإشتريت الحاجات إللي كانت نقصاني وخلصنا كدة خلاص، نشتري بقي الدرة وعصير القصب.
- يلا علشان نشتري الدرة والعصير بقي.
رد عليا - مفيش الكلام ده.
شديته من إيده علشان نروح نشتري- يلا يا مسلم بطل كآبة بقي.
- متشدنيش يا بطاطساية بقي، مش هجيبلك حاجة.
بيضايقني أنا عارفة، يارب ألهمني الصبر يارب علي الراجل الكئيب ده- يلا يا مسلم بقي.
يدوب لسة بنمشي قابلت مالم أكن أتوقعها بصراحة وطبعًا كلكم عارفينها، دي رفيدة إتغيرت شكلًا لا زي ما هي، يارب تكون إتغيرت طبعًا، لما مسلم شافني هقف إستأذن ومشي مش عارفة راح فين، ووقفت أنا وهي قصاد بعض وفي إيدها طفل صغنون أوي كتكوت كدة في نفسه.
- رفيدة؟
إبتسمت من تحت النقاب- إزيك يا حبيبة.
- الحمد لله، أخبارك؟ مين الكتكوت الصغنن ده؟
- بخير الحمد لله، ده يوسف ابني.
أنا بحب الأطفال علشان كدة خدته علي إيدي ولعبت معاه وهو بصراحة عسول وضحك وشدني من النقاب واضح إنه شقي، بس أكيد مش زي أمه.
- عايزة أطلب طلب يا حبيبة.
- اتفضلي يا رفيدة.
- ممكن تسامحيني، يعني زي ما إنتي شايفة أنا إتجوزت وعندي يوسف، وإكتشفت إني كان عقلي صغير أوي.
أنا عارفة إنها قاصدها علي الموضوع إياه، شايفة في عيونها ندم حقيقي، بصيتلها وإبتسمت- أنا سامحتك من زمان يا رفيدة،والموضوع إتقفل من بدري، يستي سامحيني أنا كمان، ما أنا بردة يعني مش ملاك وأكيد زعلتك مني.
ضحكِت هي- أكيد مسامحاكِ.
فضلنا نتكلم شوية، وحسيت إنها إتغيرت بردة، بقي كلامها كله صادق، وحساه طالع من قلبها كدة، وحكتلي علي زواجها وإبنها، وكل ده وأنا شايلة يوسف وهو عمال يشد في النقاب بتاعي.
بعد ما مشيت فضلت أدور علي مسلم، هو سابني ومشي بس مش عارفة راح فين، لفيت لقيته واقف بيبصلي ومبتسم، وشايل في إيده كيس، معقول يكون الدرة.
- جبت الدرة ولا إيه؟
تني إيده ليا علشان أأنكج فيه، أنا ملقتش ليها لفظ غير دي فمعلشي بقي،وجابلي عصير القصب،وفضلنا ماشين، حنين أوي قرة عيني ده ورد عليا- لقيتك هتتأخري فقلت أستغل الوقت بقي.
قرة عيني عنده إدارة الوقت إنما إيه، أنا كحبيبة معرفش أعملها، مرضتش أقوله إنها كانت رفيدة علشان هو قالي متفتحيش الموضوع.
- مفيش أكل في العربية يا حبيبة.
- يووه مسلم بقي أنا جعانة.
- يابنتي كلها دقيقة وهنروح البيت.
- لا أنا جعانة حالًا أهو.
- مش هيحصل الكلام ده في العربية.
مسمعتش كلامه وطلعت الدرة أكله، أنا لقيت نفسي برة العربية أنا والدرة إزاي مش عارفة، بصيت للمكان نفس المكان إللي نزلني فيه المرة اللي فاتت بردة لنفس السبب، أهم حاجة الدرة معايا فضلت ماشية أكل الدرة من تحت النقاب وهو سبقني علي البيت بالعربية، وأنا بفكر إزاي قرة عيني قلبه جامد أوي كدة، إزاي يسيبني كدة لوحدي.
تمت بحمد الله
النهايةة..
عدت أيام كتير بعد ما إتزوجنا ومعملناش فرح ورحنا عملنا عمرة، ومصعب إتزوج آيات،وبقت آيات في الشقة اللي فوقي، أنس وقرة عيني ومصعب التلاتة كان ليهم بيت واحد ود بناءً علي طلبهم هما، حبو يبقو التلاتة مع بعض وأنا ونورا وآيات سلايف، علي فكرة إحنا طيبين والله.
عدت سنين، وبقي معانا إلياس ويثرب وأجاركم الله من إلياس بجد، وأنس معاه آدم وحفصة، ومصعب معاه الكتكوتة عائشة.
- مـســــــــــلم!!
طلع من الأوضة بسرعة يشوفني بزعق ليه وعماله بشد في شعري من ولاده دول- فيه إيه بس يا حبيبتي؟
اتكلمت وأنا بزعق وماسكة المصحف بتاع إلياس- ابنك ده مش راضي يحفظ اللوح بتاعه، وبنتك واقفة قدام المراية عملالي فيها جاست جيرل.
ضحك عليا وربنا هقوم أضربهم التلاتة أنا أعصابي وجعتني منهم بالله وكأن مسلم طفل تالت في وسطهم.
جه باس راسي- متزعليش نفسك كدة بس، إنزلي هاجر هناك عند ماما روحيلها وهناك نورا وآيات وسيبي العيال دول ليا.
أنا فكرت مثلًا هيضربهم لما لقيته شمر كم القميص بتاعه لقيته بيشمر علشان يشيل يثرب من قدام المراية وياخدها في حضنه، عمومًا يثرب عندها خمس سنين وإلياس سبعة.
- كتكوتة أبي تعمل إللي هي عايزاه بس يا روحي الوقفة قدام المرايا غلط عليكي، يرضيكي المراية تسحب جمالك؟
- لأ يا أبي.
- يبقي خلاص معنتيش تقفي قدام المرايا تاني يا حبيبة أبي.
باسته من خده- حاضر يا أبي.
أنا واقفة قدامهم وهطق والله، بس منكرش أنا جوايا فرحان علشان قرة عيني حنين علي بنته، أكيد مش هبقي فرحانه وهو قاسي عليهم بس الحمد لله إنه حنين، راح لإلياس إللي بيلعب بالبلايستيشن وفصله.
- الهندسة قاعد بيعمل إيه؟
- أبي؟
- نعم يا أخويا؟ قوم إنجز.
قام إلياس وقف قدامه فاتكلم مسلم- حفظت اللوح؟
إلياس بصلي فاتكلمت وأنا بسخن في مسلم- محفظش حاجة هيحفظ إمته ده؟
اتكلم إلياس- أنا..
قاطعه مسلم- متردش علي أمي يا إلياس يا حبييي، محفظتش اللوح ليه أنا بسألك.
- كنت بلعب ومش عايز أحفظ.
رد مسلم- اللعب يا إلياس مش هيطير، عود نفسك قبل ما تلعب تكون مخلص حفظك، وتسمع كلام أمي علشان لو مسمعناش كلامها كلنا مش هندخل الجنة، ده الجنة تحت أقدامها يا روحي.
إبتسمت، أنا مش هعرف أعمل ربع اللي هو بيعمله، أنا بزعق طول النهار وهي لما يجي من الشغل في ثواني بلاقيهم خلصو إللي أنا بصيح عليه من الصبح، برافو عليه قرة عيني والله.
كنا قاعدين هناك عند ماما وكله كان متجمع، كانت قاعدة لطيفة، كلها ضحك،برة كان الرجالة وإحنا جوة وعمالين نفتكر الذكريات، والأيام اللي عدت، دخلت يثرب بتعيط علشان آدم زعقلها.
- أُمي آدم زعقلي.
- روحي قولي لأبي يا يثرب بقي يشوفلنا صرفة في آدم ده.
ردت عليا نورا- ملكيش دعوة إنتي وزوجك بالواد يا حبيبة.
- إبنك بيزعقلها ليه؟
- أكيد عملتله حاجة مش هيزعقلها من باب للطق كدة.
- ميزعقلهاش بردة.
مشيت يثرب تقول لمسلم علي آدم، وطلعنا برة لقيت أنس ومسلم بيتخانقو تاني وآدم متعلق علي أوكرة الشباك.
إتكلم أنس- نزل الواد يا مسلم.
- أما يحترم نفسه ويبطل يزعق لـبنتي هبقي أنزله غير كدة هيفضل متعلق كدة.
رد آدم وهو شوية وهيبكي- والله يا عمو مش هبصلها ولا هكلمها تاني بس نزلني، يا أبي نزلني بقي، هفضل متعلق كتير.
اتكلم مسلم- وبترد علينا يا بجح كمان.
أنس نزل آدم، وبعد كدة اتكلم- متشتمش ابني لو سمحت.
- ده أنا لو ابنك ده وقع في إيدي هربيهولك من أول وجديد.
آيات ومصعب الإتنين ساكتين بس بيضحكو علينا، بنتهم صغننة كتكوتة كدة بتتشال علي الإيد لسه، فهما لسه مدخلوش في الحوارت دي. إتجمعو كلهم بقي علشان ناخد صورة جماعية تبقي ذكري للعائلة للي بتتجمع كل فين وفين مع إننا في نفس البيت، بس هاجر مش بتيجي كتير هي وابنها ياسين.
وقفت جنب مسلم وهو كان شايل يثرب وإلياس واقف قدامنا، ونورا وأنس كذلك، ومصعب شايل بنته وآيات جنبه، وماما وبابا قاعدين في جنب وعمي ومرات عمي في الجنب التاني بعد ما مسلم عدل الكاميرا وجه وقف جنبي بصلي وابتسم وجات الصورة ومسلم بييصلي مبتسم.
- أنا عملت الشاي بعدد الكوبايات اللي جوة إللي يلحق بقي.
البركة في أنس، البيت كله بقي بيشرب شاي حتي الكتاكيت الصغننة، بمجرد ما قلت كدة لقيت هجوم التتار متجه ناحية المطبخ، ضحكت أنا وماما وبابا وعمي وزوجته، لإني جبت ليهم الشاي بتاعهم لوحدهم أكيد مش هيبقو معاهم، ضحكت وأنا ببص ليهم بحب وبحمد ربنا علي النعمة دي.
تمت بفضل الله.
كدة تمام خلصت قرة عينيها، خلصت قصة حبيبة ومسلم، ورفيدة كمان، أنا كتبتها بحب قصتها مكانتش متوقعة بس والله جميلة وأنا حبيتها وكل شوية أدخل أقرأها.
المهم قولولي رأيكم إيه؟