📁 أحدث الفصول

رواية قلوب متأرجحة الفصل الرابع 4 والأخير بقلم مريم أحمد

رواية قلوب متأرجحة عبر روايات الخلاصة بقلم مريم أحمد

رواية قلوب متأرجحة الفصل الرابع 4 والأخير بقلم مريم أحمد

رواية قلوب متأرجحة الفصل الرابع 4 والأخير

يا ترى… ممكن يكون صادق المرة دي؟


الأيام بعدها مشيت غريبة…

بقيت ساعات أستنى مكالمته من غير ما أعترف لنفسي،

وأوقات تانية أتجاهله عن قصد عشان ما يحسش إنه مسيطر عليا.


في المقابل، هو كان بيلعبها صح…

لا ضغطني، ولا سابني.

كل شوية يرميني بكلمة فيها حنية ويمشي،

لحد ما بدأ خوفي منه يتهز شوية.


 عدت الأيام وانا وهو بتقرب من بعض أكتر، بقى يبتسم ليا بهدوء وحنية، 

يناغينى بالكلام الحنين، 

يدعمنى فى مذاكرتى، 

بيشجعنى على كل حاجة بعملها، 

بيكلمنى كل يوم بعد ما يجى من ورشته عشان يطمن علي رغم تعبه... 


وان كنتم عايزين الصراحة فأنا قلبى مال، وروحى اطمنت معاه، 


وبعد ما كنت بتهرب من شوفته بقيت بستنى المح طيفه قدامى... 


خرجنى من سرحانى صوت موبيلى بمكالمة منه، سبت كتابى ورديت عليه ببتسامة حاولت اخفيها فجالى صوته المُرهق: 


- ازيك يا دكتورة؟! 


=بخير الحمدلله، انتَ كويس؟! صوتك تعبان... 


جالى تنهيده منه بصوت واطى لحد ما قال: 


- بقيت كويس لما سمعت صوتك.. 


=احممم، كنت عاوز... عاوز حاجة!! 


- أه.. كنت عاوز أسمع صوتك.. 


=احنا مش قولنا بلاش مُحن فى التليفون؟! 


وصلى صوت ضحكته الهادية فدريت وشى من كسُوفى، لحد ما قال بهدوء: 


- لو على الواقع تمام يعنى؟! 


=ولا على الواقع ولا المواقع.. اتفقنا اننا هنتلزم بضوابط الخطوبة.. 


- اللى تشوفيه يا دكتورة... 


= انا مش بحب اسمع منك كلمة دكتورة دى،  بحسك بتسخر منى كدة... وكأنك بتقولى بقى انتِ يا هبلة دكتورة!! 


- عرفتى ازاى؟! 


=نعم يا عنيا؟! 


- اقصد.. اقصد يعنى، انى بكون فخور بيكِ وانا بقولها، لانى زوجتى دكتورة فأكيد هنبسط بنجاحها. و..


= بتحوّر عليا؟! 


- امممم، لاء بصراحة بس مستغرب شوية... 


ضميت حواجبى بتساؤل لحد ما قلت بهدوء: 


= مستغرب من ايه؟! 


- من خوفك الزيادة منى، واللى لحد دلوقتى بشوفه فى عنيكِ، ودا بيخلينى أحس بالذنب أكتر


= ليا الحق انى اخاف منك يا نوح… عشان طول الوقت حاسة إني تحت عينك.

كل كلمة محسوبة… كل حركة ليها معنى عندك،

ونظراتك دي… بتخوفني بدل ما تطمّني.


= فاكر لما زعقتلى جامد لما نزلت مع صحابى ومنعتنى ان أنزل لأسبوع؟! 


- طبعًا فاكر...


= طب وفاكر لما كنت هتضرب المدرس بتاعى عشان قالى كلمتين؟! 


- ياااه دى كانت أيام.... 


= طب وفاكر لما ضربت شاب وفتحت له دماغه عشان كلمنى.. 


- طبعا فاكر... ودى حاجة تتنسى؟! 


= فخور انتَ اوى؟! بزمتك دا انجاز تفرح بيه؟! 


- عوزانى يعنى اقف جمبك والمع قرونى؟!، ميروح فى  ستين داهية بس ميبصش لحاجة متخصهوش! 


=هنرجع تانى لنفس الموضوع؟! 


سكت لحظة، وهو بيتنهد بهدوء وقال:


-معاكِ حق، أنا آسف… يمكن أنا فعلاً غلّطت، خوفتك من غيرما أقصد.

بس صدقيني، آخر حاجة في الدنيا عاوزها… إنك تحسي إني خطر، خلاص؟! سامحتينى؟! 


بصيت للتليفون باستغراب من كلماته، أول مرة أشوفه بيعترف كده من غير عناد.

قلبي دق بسرعة وأنا همست وانا مش ببص في عيونه:


= أفكر... ولو انك متستحق! 


ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يقول:


-فرصة واحدة يا ريم… ووالله مش هضيّعها.


اتلخبطت جوايا، مش عارفة أفرح ولا أقلق،

بس في نفس اللحظة… خوفي ابتدى واحدة واحدة تجاهه يتلاشىٰ.. 


وقبل ما اقفل معاه لقيته بيقول بلهفة: 


-آه صحيح... كتب الكتاب بعد اسبوع... والفرح بعد امتحاناتك... قولت أقولك عشان تعملى حسابك يعنى.. 


= وحياة أمك نوال؟! 


-آه والله... 


= انتَ بتقول ايه بجد؟! 


- هو انتِ ناوية ترجعى فى كلامك ولا حاجة؟! 


= ايه!!!!، مش قصدى، بس يعنى انتَ مش قايل اديك فرصة؟!، هلحق أسامحك فى اسبوع؟! 


- يا ستى سامحيني بعد الجواز، هى حبكت....!!! 


اتنهدت بغلب منه ومن تصرفاته الطفولية دى، الجانب الآخر منه طلع كيوت ولطيف وكل حاجة!، بس مُتعب حقيقى 


= اقفل يا نوح... اقفل... ومتتصلش هنا تانى ربنا يهديك... 


- احسن بردة... وكدة كدة كتب الكتاب بعد اسبوع. 


= على جثـ.ـتى!!! 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


-مبروك يا دكتورة! 


ابتسمت بكسوف وانا ببص لبوكيه الورد الأبيض اللى فى ايدى: 


= الله يبارك فيك يا نوح.. 


- فكرينى كدة كنتِ بتقولى ايه من اسبوع!! 


=ايه؟! آآه... صداع رهيب.. يا نوح.. رهيب... 


مثلت انى دايخة وانا بروح اقعد على الكرسي جنب خالو الوكيل بتاعى وانا بطنشة، سمعت ضحكته من ورايا وابتسمت بحرج... 


جه وقعد على الكرسى اللى قصاد خالو وهو لسة بيبصلى، وانا؟! 

مطنشاه طبعا، أعتقد كدا.. 


قعدت قصاده… حسّيت إن القاعة كلها اختفت.

الشيخ بيتكلم، والناس حوالينا بتأمّن،

بس أنا وهو كنا في عالم تاني خالص.


كل ما يردد كلمة… يبصلى بعيُونه اللى مليانة سكون ودفا


كانت نظرته لوحدها عهد…

نظرة مليانة حب، 

حنية، 

احتواء!! 


ابتسامة صغيرة ظهرت على وشه من غير قصد،

ابتسامة فيها طمأنينة… فيها فرحة طفل لقى أمانه بعد تعب.


ولقيتني أنا بردّ بابتسامة شبه مرتعشة…

لكنها خارجة من قلبي، بتهز كل خوفي القديم.


كان في بينا صمت مليان حكايات،

نظرة بترد على نظرة… وابتسامة بتطمن ابتسامة.

لحد ما حسّيت إن العُقدة اتفكت جوايا،

وإن اللحظة دي بداية حياة جديدة…

حياة مليانة دفاه هو بس.


«بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير». 


جملة واحدة بسيطة جميلة زى دى ربطت اسمه بإسمى... 


مسمعتس غير اصوات الزغاريد اللى جاية من حوليا، 


واصوات التهليلات اللى انتشرت فى المكان وهما بيرقصوا على أناشيد الفرح... 


كان منظرهم يهبل وهما بيرقصوا على عروسة النور، 


وفى وسط سرحانى فى المكان والقاعة البسيطة الهادية اللى اخترناها مع بعض، 


لقيته جه ووقف قدامى وعنيه منزلتش من عليا، 

ابتسامة، 

قلبت بضحكة، 

قلبت بحضن جميل كله أمان ودفا، 


طبطب عليا بحنية وهدوء، 

لدرجة ان قلبى كان بيرقص من الفرحة، 


خرجنى من حضنه ببطئ وهو بيبتسم بحب، 

وبعدها باس جبينى،

وانا عشان حساسة ومشاعرى مرهفة عيط قدامه، 


حاوط وجهى بين كفوفه بحنية وقال وهو بيمسح دموعى: 


- مالك بس بتعيطى ليه؟!، هما غصبوكِ على الجوازة؟! 


هزيت راسى بموافقة وانا بضحك لحد ما قال وهو مازال بيمسح دموعى: 


- مش مهم موافقتك، المهم انى مبسوط. 


ضربته فى كتفه وانا بمسح دموعى اللى اختلطت بضحكاتى لحد ما قال تانى: 


- بتعيطى ليه بس؟! 


= خايفة!!! 


- يختااااااااى!!، بت!! اظبطى بدل ما ازعلك بجد، شيفانى شلبى سولفان؟! 


= الله!!! أنا بحب شلبى سولفان أوى يا نوح.. 


غمزلى بعبث وهو بيقول بمراوغة: 


- شلبى سولفان بس!؟ 


رمشت بكسوف وانا ببعد نظراتى عنّه وببص لبعيد 

لحد ما طبطب عليا بهدوء وهو بيقول بحنية: 


- طب خايفة من ايه قوليلى.. 


= خايفة الميكب يبوظ... المسكارا زمانها ساحت وبهدلت وشى ياللى منك لله... 


- انا عارف من اولها انى بليت نفسى ببلوة، ربنا يعنيى... 


مسحت دمُوعى وبصيت فى عيُونه بثقة وقلت: 


= أحلى بلوة مش كدة!! 


- تؤبرنى البلوة.. 


ضحكنا بصوت عالى وهو ما زال بيبصلى بهدوء وحنية وبدون مقدمات قال بحنية: 


-ريم… يمكن أنا غلطت كتير، ويمكن خوفتك منّي قبل كده… بس في حاجة واحدة عمري ما هعرف أخبيها تاني!!! 


- إن أنا واقع على بوزى من زمان وبحبك، لدرجة عمري ما كنت أتخيل قلبي يلين كده لحد.


بص لعيُونى تحث صدمتى لحد ما كمّل وقال: 


-أنا عشت عمري متلخبط، عصبى… لكن إنتِ الهدية اللي ربنا بعتهالي عشان أفهم إن الدنيا لسه فيها أمان وراحة.


-وأقسم بالله… مفيش حاجة في حياتي كلها أغلى عندي من وجودك جنبي.


سكت لحظة، وعيونه فضلت متعلقة بيا كأنه بيستناني أهرب زي كل مرة.

بس المرة دي… أنا اللي بادرت.


مدّيت إيدي بخجل، بس بثبات، ومسكت إيده قدام الكل، كأني بأعلن من غير كلام إن قلبي اختاره.


وشي احمرّ من الكسوف، لكن عينيه اتملوا نور فرحة عمرها ما ظهرت فيه قبل كده.


ساعتها، مامتي جات حضنتني بقوة، ودموعها على خدها وهي تهمس:


= ربنا يكمّل فرحتكم يا حبيبتي… ويكتبلكم الخير سوا.


اتنهدت وأنا لسه ماسكة إيده، ومش قادرة أبصله من الخجل.


لكنى تشجعت وضغطت على كفّه…، ووسط الزحمة والتهاني بصيت ليه... 


ولأول مرة لقيتني بقدر أهمس له بالجملة اللي كان قلبي بينادي بيها من ساعة ما عيُونى سكَنت جوة عيُونه: 


- من النهاردة… وإلى آخر يوم في عمري، إنتَ أمان قلبي يا نوح.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*تمّــــــــــــت♡

ومن هنا أقدر أقول انتهت روايتنا.... وابتدت حكايتهم..

 

_«قلوبٌ متأرجحة» 

_مريَم أحمد

رواية قلوب متأرجحة كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات