رواية قلوب متأرجحة عبر روايات الخلاصة بقلم مريم أحمد
-عيزانى اتجوز واحد ميكانيكى معاه دبلوم، وانا دكتورة يا ماما؟!
=وماله اللى معاه دبلوم يا روح ماما؟!، راجل محترم وجدع وألف بنت تتمناه!
-وانا مش من الالف بنت دول، يروح يشوفله واحدة زيه تليق بيه، لكن انا لاء!
قربت منى وشدت مج القهوة اللى فى ايدى بعد ما نرفزتها ببرودى، لحد ما قالت:-
=بت!!، هتتجوزيه يعنى هتتجوزيه، اهو يصلح اللى أبوكِ الله يرحمه عمله من دلعه فيكِ، لأنى خلاص مبقتش حمل تصرفاتك دى.
"بصتلها بصدمة وقربت منها وانا بحاول أمسك نفسى ومبكيش من كلامها اللى مش أول مرة تقوله ليا، بصيت لبعيد وانا بحاول أتدارك الوضع عشان منتخانقش زى كل مرة وكل يوم"
-مالها تصرفاتى يا ماما؟! ها؟!، دلوقتى مبقتش عجباكِ؟!، مش كنتِ من قريب طالعة بيا السما وتقولى بنتى دكتورة بنتى دكتورة؟!، ايه اللى جد؟!
"مسكت ايدى واتكلمت بصوت حاولت يكون فيه حنية لكن نظرة الغضب فى عنيها معرفتش تخفيها عن عيُونى"
=اللى جد انك اتعرفتى على شلة الصحاب الفاسدة اللى انتِ ماشية معاهم!، حالك اتعوج ومبقتيش بتكبرى الحد!، ماشية طايحة فى الكل وبتتقنعرى وكأن مفيش غيرك دكتورة!؟، انتِ نسيتى نفسك ولا ايه؟! ها؟!
"دموعى نزلت على خدودى من كلامها لما افتكرت حالتنا البائسة زمان، وقد ايه كنا بنعانى فى المصاريف عشان نجيب أبسط حقوقنا ومتطلبتنا!
افتكرت نفسى القديمة،
الضعيفة،
المكبوتة،
اللى كان كل همها المذاكرة وناسية نفسها وحياتها، وبعد ما اتغيرت وبقيت زى ما كنت عاوزه جاية تفكرنى دلوقتى؟!
بعد ما اتخطيت؟!"
-انتِ ليه مصممة تفكيرينا بماضينا يا ماما؟!، ليه مصممة تفكرينى بالعيشة اللى كنا عايشنها؟!، ليه مصممة تفكرينى بنفسى القديمة اللى ماصدقت نسيتها؟!، ليه بجد؟!
=نفسك القديمة اللى مش عجباكِ دى كانت أحسن عندى من منظرك دلوقتى، كانت ملتزمة فى الصلاة، فى اللبس، فى طريقة الكلام، لكن دلوقتى بقيتى ايه؟!
ضغطت على كفى بغضب وقالت بحزن مكبوت:-
=بقيتى تأجلى فى فروضك ودا اذا كنتِ بتأديها أصلا، ولبسك اللى ضاق، وشعرك اللى بيبان أكتر من اللى بيتدارى، ورجوعك متأخر، والمُلحق اللى شلتيه فى مادتين، واختلاطك مع الشباب، ولما أجى أسألك تقوليلى زمايلى يا ماما...
جذبتنى ليها بقوة وقالت وهى بتشدد ضغطها على ايدى أكتر:-
=لكن انا خلاص معدتش استحمل أكتر من كده مبقاش فيا حيل أربيكِ تانى، وأبوكِ الله يرحمه مات خلاص، بس نوح هيعرف.
يتبع...
فصول رواية قلوب متأرجحة بقلم مريم أحمد
اضغط على الفصل الذي تريد قراءته: