رواية قلوب متأرجحة عبر روايات الخلاصة بقلم مريم أحمد
رواية قلوب متأرجحة الفصل الأول 1
-عيزانى اتجوز واحد ميكانيكى معاه دبلوم، وانا دكتورة يا ماما؟!
=وماله اللى معاه دبلوم يا روح ماما؟!، راجل محترم وجدع وألف بنت تتمناه!
-وانا مش من الالف بنت دول، يروح يشوفله واحدة زيه تليق بيه، لكن انا لاء!
قربت منى وشدت مج القهوة اللى فى ايدى بعد ما نرفزتها ببرودى، لحد ما قالت:-
=بت!!، هتتجوزيه يعنى هتتجوزيه، اهو يصلح اللى أبوكِ الله يرحمه عمله من دلعه فيكِ، لأنى خلاص مبقتش حمل تصرفاتك دى.
"بصتلها بصدمة وقربت منها وانا بحاول أمسك نفسى ومبكيش من كلامها اللى مش أول مرة تقوله ليا، بصيت لبعيد وانا بحاول أتدارك الوضع عشان منتخانقش زى كل مرة وكل يوم"
-مالها تصرفاتى يا ماما؟! ها؟!، دلوقتى مبقتش عجباكِ؟!، مش كنتِ من قريب طالعة بيا السما وتقولى بنتى دكتورة بنتى دكتورة؟!، ايه اللى جد؟!
"مسكت ايدى واتكلمت بصوت حاولت يكون فيه حنية لكن نظرة الغضب فى عنيها معرفتش تخفيها عن عيُونى"
=اللى جد انك اتعرفتى على شلة الصحاب الفاسدة اللى انتِ ماشية معاهم!، حالك اتعوج ومبقتيش بتكبرى الحد!، ماشية طايحة فى الكل وبتتقنعرى وكأن مفيش غيرك دكتورة!؟، انتِ نسيتى نفسك ولا ايه؟! ها؟!
"دموعى نزلت على خدودى من كلامها لما افتكرت حالتنا البائسة زمان، وقد ايه كنا بنعانى فى المصاريف عشان نجيب أبسط حقوقنا ومتطلبتنا!
افتكرت نفسى القديمة،
الضعيفة،
المكبوتة،
اللى كان كل همها المذاكرة وناسية نفسها وحياتها، وبعد ما اتغيرت وبقيت زى ما كنت عاوزه جاية تفكرنى دلوقتى؟!
بعد ما اتخطيت؟!"
-انتِ ليه مصممة تفكيرينا بماضينا يا ماما؟!، ليه مصممة تفكرينى بالعيشة اللى كنا عايشنها؟!، ليه مصممة تفكرينى بنفسى القديمة اللى ماصدقت نسيتها؟!، ليه بجد؟!
=نفسك القديمة اللى مش عجباكِ دى كانت أحسن عندى من منظرك دلوقتى، كانت ملتزمة فى الصلاة، فى اللبس، فى طريقة الكلام، لكن دلوقتى بقيتى ايه؟!
ضغطت على كفى بغضب وقالت بحزن مكبوت:-
=بقيتى تأجلى فى فروضك ودا اذا كنتِ بتأديها أصلا، ولبسك اللى ضاق، وشعرك اللى بيبان أكتر من اللى بيتدارى، ورجوعك متأخر، والمُلحق اللى شلتيه فى مادتين، واختلاطك مع الشباب، ولما أجى أسألك تقوليلى زمايلى يا ماما...
جذبتنى ليها بقوة وقالت وهى بتشدد ضغطها على ايدى أكتر:-
=لكن انا خلاص معدتش استحمل أكتر من كده مبقاش فيا حيل أربيكِ تانى، وأبوكِ الله يرحمه مات خلاص، بس نوح هيعرف.
شديت ايدى منها بقوة ووقفت قدامها وانا بتكلم بعصبية وصوت عالى مليان سخرية:-
-مبقاش غير الميكانيكى دا هو اللى يربينى!!، والله لو انطبقت السما على الأرض ما انا متجوزاه، ولو جه هنا ههزقه وأكرشه وقدامك كمان!
=اتكلمى عن ابن عمك عدل يا بت انتِ، وبعدين القرار مش قرارك يا بت ابراهيم وهتتجوزى ورجلك فوق رقبتك، وان مكنش برضاكِ هيبقى غصب عنك!، والا....
بصتلها باستغراب وانا بحثها بعيُونى انها تكمل كلامها اللى خلانى أعيد نظرتى فى الموضوع تانى:
-والا قسما بالله هتبرىٰ منك يا بنت بطنى، وانسى فى يوم انى قلبى يحن وأسامحك، وانتِ عارفة انى مبرجعش فى كلامى....
اتجاهلت دموعى وصدمتى وقالت بنبرة حازمة وصوت مليان غضب:
=اجهزى بقى.. نوح ابن عمك جاى بكرة...
عدت من جنبى وهى بتبصلى نظرات كلها يأس وحسرة، نظرة خلتنى أحس انى قد ايه صغيرة.. صغيرة أوى قدامها، رجعت غرفتى بخطوات واهنة متذبذبة، خطوات متعثرة وروح تايهه مش عارفة طريقها!،
وقف قدام مرايتى،
بصيت لشكلى اللى اتغير،
وملامحى اللى اتبدلت،
ولبسى اللى كنت عمرى ما فكرت ألبسه حتى قدام نفسى!
مسحت دموعى للمرة اللى معرفش عددها،
لحد ما عيُونى ووقعت على المصحف اللى على الرف..
قربت.. خطواتى كانت تقيلة كأن حد مكتفنى،
حد بيقولى كملى فى اللى انتِ بتعميله،
لكنى قاومت ومسكت المصحف،
كان عليه تراب كتير، وكأنى بقالى سنين مفتحتهوش، او دى كانت الحقيقة أصلا!!
نفضت الغبار اللى عليه واتنهدت بيأس منى ومن حالتى، ولسه هفتحه لقيت تليفونى بيرن برقم سالى صاحبتى، سبت المصحف واتخليت تانى عن نفسى.
مسكت التليفون بين كفوفى واتوجهت للبلكونة وانا بفتح الاسبيكر وبرد، جالى صوتها وهو بيقول:-
-ازيك يا حبيبتى عاملة ايه؟!، مش هتنزلى معانا النهاردة؟!، الواد رامى جاى وحتى سأل عليكِ امبارح..
بصيت للسما الجميلة اللى مزينها القمر ومحاوطها النجوم بهدوء، وللحظه سرحت..
سرحت فى نفسى...
وسألت نفسى سؤال واحد بس!
"ليه عملت فى نفسى كدة؟!، ليه من بعد ما كنت نجمة عالية بعيدة جميلة محدش يقدر يوصلها، لبنت تانية أنا معرفهاش؟! "
-رحتى فين يا بنتى؟!، ايه هتخرجى معانا ولا لاء؟!
=معلشى يا سالى مش هقدر أجى،.. تعبانة حبتين.
كانت لسه هترد عليا لحد ما لقيت نوتيفكيشنز من الواتساب من رقم مجهول قفلت معاها بسرعة وقرأتها:-
_"قسما بالله يا ريم لو مدخلتى دلوقتى وغطيتى شعرك اللى فرحانة بيه دا لطلع ألقحك من فوق "
عيوني وسعت بصدمة وملحقتش أتداركها لحد ما لقيت ماسچ تانية منه:-
_"انتِ لسه هتسهمى؟! ادخلة جوة يا بت! "
وسعت عيُونى مرة تانية وانا ببص حواليا بشوف مين مع انى مش جوة البلكونة أصلا؟!، شافنى ازاى دا؟! ومين دا أصلا؟!
_"معقولة يا بنت عمى مش مسجلة رقمى؟!، دا حتى عيب فى حق صلة الرحم! "
ضيقت عيُونى بشك لحد ما فتحت صورة البروفايل بتاعته...
كان هو فعلا!!
"نوح".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُتبَعُ....