رواية أعلنت الحرب على قلبي عبر روايات الخلاصة بقلم إسماعيل موسى
رواية أعلنت الحرب على قلبي الفصل الثامن 8
رفع جاسم رأسه من بين الوجوه المتكدسة، عيناه تجولان ببطء كأنها تبحث عن شيء محدد.
وفي اللحظة اللي وقعت فيها عينيه على ندى، اتسعت نظرته لجزء من الثانية، قبل ان يسيطر على تعابيره ويعود للبس قناع البرود اللي دايمًا بيظهر به قدام الطلبة.
ندى شعرت إن قلبها اتشد فجأة، كأن نظراته اخترقت الحجاب والنقاب ووصلت لعمقها.
ما كانتش فاهمة ليه هو بالذات بيحرك جواها خوف ممزوج بالفضول
بدأ جاسم يشرح، صوته عميق وواضح، بيكتب على السبورة بخط منظم. لكن في كل مرة يلتفت ناحية القاعة، عيناه بترجع تلمح مكانها. هي مش عارفة هل ده حقيقي ولا أوهامها زودت الموضوع.
حاولت تركز في الشرح، بس عقلها كان في مكان تاني. صورة حشمت مندور والمسدس اللي في شنطتها، خوفها من الشوارع، كل ده اختلط مع نظرة أستاذها اللي مش عارفة تفسرها.
بعد انتهاء المحاضرة، الطلبة تزاحموا حواليه كالعادة، يسألوه ويستشيروه. ندى كانت خلاص هتقوم تمشي، لكن فجأة سمعته بينادي:
– "انتي... استني لحظة."
تجمدت في مكانها. اتلفتت لقيته بيشاور عليها وسط الزحام.
الطلبة سابوا مساحة صغيرة وهو بيقرب منها، ملامحه ثابتة لكن صوته فيه نبرة مغايرة:
– "اسمك ندى، صح؟"
– "أ... أيوه."
ابتسم ابتسامة صغيرة مش بتبان كتير منه وقال:
– "خطك مميز... لفت انتباهي."
اللي قاله بسيط جدًا، لكن وقع الكلمات عليها كان تقيل، وكأن في حاجة أعمق من مجرد ملاحظة عابرة.
شعرت ندا بالحرج ،اعتذرت وغادرت القاعه
خرجت من المدرج بخطوات سريعة نيره غابت النهرده لكن فيه حاجه مش قادره تفهمها ، قلبها بيدق، وهي مش عارفة هل لازم تفرح بكلامه ولا تخاف من اهتمامه.
لكن في اللحظة دي، كان في شخص تاني بيتابعها من بعيد. نوح.
واقف عند باب الكلية، ساند على سور قصير، وسيجارة منسية بين صوابعه. عيناه ما فارقتش تحركاتها.
"حلوة اللعبة دي... بتفكريني إني أرجع أعيش بجد."
جملة دارت في عقله، ومعاها فكرة بدأت تتشكل: ندى مش مجرد بنت ماشية في شوارع القاهرة... دي بقت مشروع متعة، وفريسة تستحق يجهز لها خطة.
ابتسم نوح ابتسامة مائلة وهو بيطفي السيجارة في السور، وقرر يمشي وراها... مش النهارده وبس، لكن الأيام الجاية كلها.
لم يكن يتخيل ان السير على الأقدام قد يمنحه تلك المتعه الصافيه ،فى كل مره يكتشف ان الأعمال القذره تستهويه وترفع الادريانيل فى اعماقه..
لحد الان مش عارف ليه ندا بالذات، رغم ان عنده بنات كتير بيمشى معاهم.
كانت ندا أكثر حرص ،تلك المره حرصت ان تمشى بين الناس أو خلف عائله او أمامها.
تركها نوح تهرب منه ، لماذا يلحق بها اذا كان لا يستطيع أن يتحدث معها او يلمسها.
اطلق ابتسامه كبيره عندما لمح فتاه تشق الطريق نحو ندا
وخلال لحظات كانت تمشى بمحازاتها، ثم رأها تتحدث مع ندا فتوقف عن السير وهى يلمح اخر شيء منها يغادر مرمى بصره.
لم تتخيل ندا انه من الممكن أن تجد فتاه مثلها ،مثل هوايتها وطريقة حياتها.
ندا ليست من الفتيات الأتى يقبلن على صداقة احداهن بسرعه ،فقد كانت تعشق الوحده لكن نسرين اثبتت انها صديقه مميزه.
كانت رفقتها سهلت عليها الأمور بعد الأسابيع العصبيه ،فطريق نسرين وندا واحد حتى الوصول إلى الموقف
لقد وجدت فيها ندا مسانده وأمان عوضا عن المشى بمفردها
شخص يمكنه ان تتحدث معه وتهاتفه فى اى وقت بعد أن عانى هاتفها من آلصمت لسنين طويله.
مع الايام أصبحت علاقة ندا ونسرين قويه جدا، فى كل يوم يبدأ نهارها بأنتظار نسرين والذهاب إلى الجامعه معآ رفقة نيره.
كانت نسرين جالسه على رصيف الجامعه عندما خرجت ندا من المدرج، من أول نظره أدركت ندا ان نسرين تعانى من شيء ما، لكن عندما سألتها، قالت نسرين انا بخير
لكن خلال الطريق لم تكن نسرين بخير ابدا كانت تشعر بصدااع وأكثر من مره كادت ان تفقد وعيها.
عرضت عليها ندا ايصالها لمنزلها ،لكن نسرين رفضت
ندا لم تكن من البنات إلى ممكن تتخلى عن حد يخصها بسهوله ،عشان كده ركبت معاها التاكسى توصلها بيتها
توقفت سيارة الاجره آمام بنايه قديمه ،شقتنا فى الدور الرابع تقدرى تمشى انتى يا ندا انا هكمل وحدى.
لا هوصلك شقتك وبعدين اروح، فتحت نسرين باب الشقه
كانت شقه هاديه وشاسعه ،طيب ان هروح يا نسرين همست ندا من على باب الشقه.
معقول تيجى لحد هنا وتروحى من غير ما تشربى حاجه
لاحظت ندا ان نسرين عادت إليها حيويتها ورحل عنها ما كانت تعانية من تعب.
بعد أن جلست ندا فى الصاله ،اختفت نسرين لحظه ثم عادت تجلس معها.
لم تحمل معها اى مشروب او زجاجة حاجه ساقعه ولما ندا رفعت ايدها بأستغراب نسرين قالت اخويا هيجيب
العصير.
اعتذرت ندا ،انا لازم امشى.
تمشى تروحى فين يا ندا؟
رفعت ندا رأسها انت ؟ انت! ؟ إيه إلى جابك هنا ؟
يتبع...