رواية أعلنت الحرب على قلبي عبر روايات الخلاصة بقلم إسماعيل موسى
رواية أعلنت الحرب على قلبي الفصل الرابع 4
اعلن دكتور جاسم اسماء الطلبه الذين اجتازو الأمتحان دون خطاء واحد، والأخرين ذوى الدرجات المرتفعه
ندا لم تكن واحده منهم ،شعرت بطعم المراره فى حلقها كطفل جائع لحليب والدته، إنها بعض الأوقات التى شعرت فيها ندا باليأس فعلآ ،حاولت أن تقنع نفسها انه آمر غير مهم ،لكن داخلها كانت تعتمر نار ضخمة ،مثل مستودع انابيب انفجر دفعه واحده.
كنت واحده منهم ،لقد تعمد عدم ذكر أسمى، لكن كيف لها ان تتأكد ؟
المشكله ان بعض القرارات الخاطئه لا نعرف بها الا متأخر بعد أن نكون تورطنا بالكامل.
جلست ندا المحاضره كلها دون أن تنبس بكلمه دون أن تتحرك، نعم كانت تراقب جاسم من بعيد، أرادت شيء لنفسها
شيء يبرد ذلك الحريق داخلها ،ربما نظره او ابتسامه ساخره تثبت لها انها على حق ،وأن ذلك الوغد تعمد ذلك
لكن جاسم بدا طبيعى جدا وغير واضح انه منخرط فى مؤامره تخصها ،بل بدا غير مهتم على الأطلاق بوجودها من عدمه.
ربما هولت ندا الأمر ، ربما انها مجرد طالبه فاشله وكل ما تشعر به وتفكر فيه لا قيمه له، ربما ضخمت من حجم امالها حتى حلقت بعيد عنها.
لكن الأمر بداء من هنا، عندما بداء جاسم يجيب عن الأسأله الخاصه بالامتحان ،كانت معظم اجاباتها متطابقه الا اذا كانت فقدت الذاكره فى حادث سير، شعرت ببعض الراحه حينها
لقد تفوقت على الجميع حتى جاسم نفسه،،شعرت ان حربها قد بدأت وعندما تبداء الحرب لا سبيل سوى الانتصار
فكرت ان تطلب مراجعة ورقة الاجابه الخاصه بها أمام الجميع لتكشف زيف جاسم ،عوضآ عن ذلك اكتفت بأبتسامه
وركنت إلى آلصمت.
الطلبه الذين حظو بدرجات مرتفعه ،الدرجات النهائيه سيتم مكافأتهم عن طريق جاسم شخصيأ.
كانت لحظه مناسبه ان تحمد ندا الله انها لم تكن واحده منهم
انها لن تضطر ان تسمع كلامها وتشاركه بعض الدقائق الثقيله
انتهت المحاضره واستعدت ندا للخروج ،وهى تفكر، الم يلحظ التشابه فى الأسماء!؟
لم ينتابه اى شك أننى قريبته مثلآ ؟
واذا حدث، الم يكن ذلك كافى بالنسبه له ليتخلى عن كبريائة ؟
إما أن تحدث الأشياء لسبب ما، وإما ان تحدث دون سبب على الأطلاق
إما تكون حياة المرء خيط فى سجاده رائعه ،وإما تكون حياة الإنسانيه عقدة متشابكه ميؤس منها
بشراهه التهمت ساقى ندا الطريق ،حتى ان نيره كانت تكافح للحلق بها.
لم أكن اعرف انك عدائة، توقفى عن الركض لقد آلمتتى قدماى ،لكن ندا لم تتوقف الا خارج حرم الجامعه كأنها كانت تهرب من ذنب او مكان محرم.
فى الأيام الاحقه حاولت ندا ان تتناسى الأمر ،حاولت أن تهرب من أفكارها، لكن الأفكار مثل الطفل المشاغب الذى يتلصق بوالدته فى كل مكان داخل الشقه.
المحاضره النهرده ملغيه يا ندا ،همست نيره بسعاده وهى تشير تجاه اتوبيس نقل متوقف آمام المدرج
قرر جاسم مكفأة الطلبه المميزين على طريقته ،واصطحابهم إلى الحديقه الوطنيه
اليس امر جيد ان نتخلص من خلقته يوم او اكثر؟
كانت نيره تتحدث مع ندا الشارده، كان هذا مكانها، كان من حقها ان تكون فى طليعة الطلاب المميزين ،لكن شخص ما قرر حرمانها من ذلك الحق
همست ندا بصعوبه ،طبعآ امر جيد، دا اليوم الوحيد إلى هكون فيه مطمنه انه لن يتم طردى من محاضره
عارفه!؟ كادت ندا ان تعترف لنيره بالحقيقه لكنها توقفت فى اخر لحظه
من لا يرغب بك ،لا ترغب به، من يدير لك ظهره ،امنحه تعظيم سلام، إننا لا نخسر فى طريق كرامتنا الا مجموعه من الحثاله الغير مأسوف عليهم
فى لحظه وجدته أمامها ،لا تعرف ندا كيف حدث ذلك
كان جاسم يحدق بها بنظره لعينه كأنه لمح جرذ مجارى او ضفدع حديقه.
انحرفت ندا بعيد عنه، كان جاسم يحصر عدد الطلبه ويطالبهم بركوب الباص ،كان هناك شيء فى داخلها يطالبها بعدم الهرب ،جزء اختار المواجهه ،ان تقف بثبات ليعرف ذلك الأحمق انها تعلم الحقيقه ،تعرف كذبه وزيفه ،لكن هذا الجزء كان جبان رغم ذلك
ايه يا انسه ؟ عايزه تطلعى معانا ولا ايه؟
تفاجأت ندا بصوت جاسم واكتشفت انها كانت واقفه بالفعل
استدارت ندا ،متشكرة يا دكتور مش بحب اخد حاجه مش من حقى، ان شاء الله المره الجايه اجاوب كويس واكون واحده منهم.
لا المره القادمه ولا غيرها، كان جاسم يعرف ذلك، لن يسمح لتلك الفتاه مهما حدث ان تكون مميزه فى مادته ،لقد اصدر قراره ولا تراجع عنه.
معتقدش همس جاسم بعد صمت، للأسف مستواكى متدنى جدا ،انتى لازم تبذلى مجهود أكبر عشان تثيرى انتباهى
واثير انتباهك ليه يا دكتور؟
هى مجرد ماده دراسيه ولا علاقه شخصيه ؟
انا هبذل كل مجهودى عشان أنجح من أجل نفسى وليس من أجل اى شيء أخر.
اطلق سائق الباص البوق وصرخ يلا يا دكتور هنتأخر
ركب جاسم الباص وقعد فى مقعده ،لقد تحدته واحده من طالباتة، يعرف ان سقط عندما حول الأمر لشأن شخصى
يعرف انه لم يظلمها، راجع ورقة اجابتها أكثر من مره
وهناك فى أعماق روحه جزء منه كان يشعر بالهزيمه.
اسمعو، انا مضطر زيكم انى احضر خطوبة جاسم ابن عمكم
انتو عارفين انى مش بحب شاهنده ولا هى كمان
بس دا ابن عمكم الوحيد ولازم نأدى الواجب
انا مش رايحه يا جدى ،ورايا مذاكره وحجات كتير
يا بنتى انتى لازم تخرجى، مش هتفضلى طول عمرك حابسه نفسك فى غرفتك وكتبك ،احنا مش هنتأخر، هنأدى الوجب ونرجع بسرعه.
أصرت ندا على قرارها وتابعت السياره تبتعد عن البيت الكبير
وجودى من عدمه مش هيفرق
انا بكره شاهنده، وكمان معنديش رغبه اشوف جاسم ده او خطيبته ،لكن الفضول مرض لا يمكن الفكاك منه
فتحت ندا اكتر من كتاب ومذكره ورغم ذلك كان عقلها هناك
كان موجود بين المدعوين يتابع بدقه كل ما يحدث
هى حلوه ولا مش حلوه شكلها ايه ؟ ويا ترى أجمل منى ؟
عندما عادت السياره أدركت ندا انها لم تقراء ولا كلمه
نزلت بسرعه تحت اختلطت ببنات اعمامها إلى كانو بيتكلمو عن الحفله ،انتقلت بينهم بخفه علها تسمع تعليق او تلميح عن شكل خطيبة جاسم ،منعتها كرامتها ان تسأل عن ذلك صراحه
لكن الكل كان مبهور بالحفل ،والناس إلى حضرت، بجاسم واناقته واخيرا عندما فرغ صبرها هسمت بسنت ،تصدقى انك شبه العروسه ؟
يعنى لو قلعتى النقاب ولبستى فستان الفرح محدش يقدر يفرق ما بينكم ؟
يتبع...