سيناريو ظل أمنية الفصل الثاني 2 بقلم ملك عبدالله
سيناريو ظل أمنية الفصل الثاني 2
– خديجة، جيتي إمتى؟! إزاي مجتيش عندي أول ما وصلتي يا رخمة؟
– حيلك يا بنتي، يعني مش بديهي أول ما أوصل أسلّم على الكبار الأول، وبعدين اتخنقت وجيت أقعد هنا شوية، وكنت هاطلعلك.
– سيبك من ده كله عرفتي الخبر الجديد؟
– لأ، مش عاوزة أعرف حاجة سبيني في همومي اللي بحاول ألمّها بدل ما هي بتتبَعثَر على الأرض.
– أوعي يكون من يزن.
– هو بذاته.
– طب لما تعرفي الخبر… مفتكرش إنك هتبقي حواليه تاني.
– يُوه! ما تقولي يا ستي، اخلصي.
– يزن هيخطب.
مصدرش أي رد مني غير ضربات قلبي اللي علَت جدًا، جوايا كنت بتخنق، حاسة بغُصّة تمنعني حتى من الكلام. رمشت بعينيّ مرات متتالية، وكأني بحاول أستوعب الكلمة، وأول ما خرجت من بقي:
"يزن هيخطب؟"
كنت بكرر الكلمة تاني وتالت، بس فوقت مش هينفع أنهار دلوقتي، مش ده المكان المناسب، ولا الوقت. معلشي، اتحملي على نفسك شوية لغاية ما توصلي الأوضة.
سبتها، واتحججت إني تعبانة ولازم أرتاح شوية.
في طريقي شُفته، طبيعي، أوضته قصاد أوضتي. وقفت لحظات قدّامه، بحاول أستوعب إن خلاص… خسرته.
لكني لقيتني بمشي لعنده، لغاية ما وقفت قصاده، واتبدلت نبرة صوتي الحزينة لنبرة هادية:
– مُبارك عليك يا باشمهندس، سمعت إنك هتخطب قريب.
نظراته كانت جامدة، خالية من أي مشاعر. رد بهدوء:
– الله يبارك فيكِ يا بشمهندسة… عقبالك.
كنت فاكراه هيكذّب، ولوهلة حسيت إنه هيقول: "مين قال الكلام ده؟"، يعني إيه بحد؟! هرجع أتوجع من تاني!
سألته بتهوّر:
– إنتَ بجد هتخطب؟!
خد نفس كأنه بيحاول يرتب كلامه. باين عليه إنه بيجاهد يتكلم. نظراته غريبة… نظرات خيانة؟ ممكن!
– خديجة، هخطب قريب بإذن الله.
زي ما قلتلك زمان أنا وإنتِ انتهينا.
الحب مش كل حاجة، والإنسان مش بياخد كل حاجة.
علاقتنا انتهت من يوم ما سبتيني في يوم خطوبتنا ومشيتي.
ساعتها وعدتك إنك عمرك ما هتكوني ليا تاني.
قلتلك حتى لو لسه بحبك، مش هرجعلك.
قلتلك سيبي أفكارك المجنونة وارجعي، وإنتِ ما اهتميتيش…
بس أنا مش بتنازل عن كلمتي.
قرب مني وبصّلي بنظرة جامدة، خالية من أي حب كان بين يزن وخديجة:
– اتعايشي مع الواقع يا مهندسة.
مقدرتش أنطق كلامي اختفى… نبضات قلبي وقفت. كانت سريعة من قربه، لكن بمجرد ما بَعِد، وقفت.
حركات جسمي اتشلّت... دموعي نازلة بصمت.
صراع جوايا بيدعي إني أموت ليه؟ كسرني ليه؟
هو بجد ده يزن؟ أنا بحلم… ممكن!
سبته، ودخلت أوضتي، قفلت الباب وقعدت على الأرض.
كل الذكريات بتحوم حواليّ، لحد آخر ذكرى بينا…
يوم ما سبته وهربت… خوفت!
خوفت يكون شبه بابا.
خوفت يعذّبني زيه.
خوفت يضربني.
خوفت أتهان.
أنا خوفت.
ليه مسمعنيش؟
ليه محاولش تاني؟
هو كان عارف، كان شايف!
لكن مفهمنيش…
كان عارف… لكن تغاضى عن أفكاري.
أنا حبيته… لكنه كسرني.
وَحَلَفْتَ أَنَّكَ لا تَمِيلُ مَعَ الهَوَىٰ
فَأينَ اليَمِينُ؟ وأينَ ما عَاهَدتَني؟
واقفة بكامل وعيي وهو بيلبسها الدبلة… هو خَطَب بجد!
مكنش حلم!
كنت بانهار على أساس إنه حلم!
النهاردة بقى حقيقي!
بعدت عن كل اللي حواليّ، محدش فاهم إحساسي غيره.
هما فاكرين إني نسيته، وإنه مش فارقلي…
لكن هو كان عارف إني لسه بحبه.
كان شايف حبه في عيوني… وأنا اتوهمت إنه لسه بيحبني.
– تفتكري بينتقم؟!
بصيت باستغراب من وجوده.
آخر مرة شُفته من سنين… ليه رجع تاني؟
– "عُمير"؟!!
ابتسملي بحُب أو أنا اللي وَهِمت نفسي بده.
– العَسُولة!
ضحكت بفرحة هو صديق طفولتي، إزاي لسه فاكرني؟!
– حضرة الدكتور لسه فاكرني؟ مش معقول!
– ليه يا بنتي؟ كنتِ في يوم زي صاحبتي برضه.
ابتسامتي وسعت، ونسيت كل الحزن اللي جوايا.
هو بالفعل قادر ينتشلني من كل أحزاني دايمًا كان بيعاملني بحنية وطيبة.
– مش مصدقة حقيقي، إزاي وليه رجعت؟
فكرتك نسيتني أو حتى نسيت شكلي.
– رجعت عشان خطوبة ابن عمي يزن، زي ما إنتِ شايفة
كان لازم أكون موجود، وبعدين…
حد بينسى أحبابه؟!
اتوترت، وحاولت أهرب، وتحججت إن ماما بتناديني،
لكن قبل ما أمشي، بصّيت له بغموض واتكلمت:
– غيابك طال يا دكتور…
– لكن رجعت يا خديجة.
سبته وجريت واستغربت نبضات قلبي السريعة.
بررت إنها أكيد من الجو… والتوتر.
رجعت لماما وأنا مبتسمة بفرحة، قعدت جنبها،
لكنها قومتني تاني، وقالتلي نروح نسلم على العرسان.
لُوهلة… اتصدمت.
أنا نسيت إحنا فين!
نسيت إني في خطوبته!
أنا نسيت حزني!
مجاش في بالي غير صورة عُمير، وزادت نبضات قلبي من تاني.
"غريب الحُب... من فَهمه؟"
وأخيرًا، حفلة الخطوبة خلصت، وكل المعازيم مشوا… حتى هي وأهلها.
لكن الغريب
إني ما اهتمّيتش بيها، ولا بالحفلة،
وانهرت في لحظة معرفتي بالخبر… مش وقت الدبلة.
هو أنا بجد مش بحب يزن.
كان تَعوّد… وللحظة حسيت بانتصار جوايا
إني هربت يوم خطوبتنا، ومكمّلتش.
هو ما طلعش يستاهل حبي ليه،
ما حاولش، الشاطر!
عامةً… هو الخسران.
– العَسُولة سرحانة في إيه كده؟
– دكتورنا! ولا حاجة… هتمشي تاني؟!
لاحظ نبرة صوتي اللي كان طاغيها الحماس،
نظراته كانت مُبهَمة، كأنه بيحاول يفهم سبب سؤالي،
لكنه ردّ بمراوغة:
– يعني… الخطة "A" بتقول همشي،
بس… شكلنا هنستنى الخطة "P".
– لسه شاطر في أسلوب المراوغة بتاعك ده،
ما ترد على قد السؤال يا…
قاطعني يزن لما نادَى لـعُمير،
لكن نبرة صوته كانت حادّة،
ما أظهرتش أي اهتمام لوجوده،
وركّزت نظري على عُمير بس.
– إيه يا عُمير؟
إنتَ نازل من السفر مخصوص عشانها… ولا عشاني؟!
رمى الكلمة، ومفهمتش قصده،
لكن كانت في نظرات بينهم مُبهَمة…
وزاد فضولي أعرف جاوبه إيه.
يتبع...