📁

سيناريو ظل أمنية الفصل الثالث 3 والأخير بقلم ملك عبدالله

سيناريو ظل أمنية الفصل الثالث 3 والأخير بقلم ملك عبدالله

سيناريو ظل أمنية الفصل الثالث 3 والأخير بقلم ملك عبدالله

سيناريو ظل أمنية الفصل الثالث 3 والأخير

– العَسُولة سرحانة في إيه كده؟

– دكتورنا! ولا حاجة… هتمشي تاني؟!


لاحظ نبرة صوتي اللي كان طاغيها الحماس،

نظراته كانت مُبهَمة، كأنه بيحاول يفهم سبب سؤالي،

لكنه ردّ بمراوغة:

– يعني… الخطة "A" بتقول همشي،

بس… شكلنا هنستنى الخطة "P".


– لسه شاطر في أسلوب المراوغة بتاعك ده،

ما ترد على قد السؤال يا…


قاطعني يزن لما نادَى لـعُمير،

لكن نبرة صوته كانت حادّة،

ما أظهرتش أي اهتمام لوجوده،

وركّزت نظري على عُمير بس.


– إيه يا عُمير؟

إنتَ نازل من السفر مخصوص عشانها… ولا عشاني؟!


رمى الكلمة، ومفهمتش قصده،

لكن كانت في نظرات بينهم مُبهَمة…

وزاد فضولي أعرف جاوبه إيه.

اقترب عُمير منه، وعيونه مليانة نظرات مش مفسَّرة… تحدٍّ! سخرية! عناد! فرحة! وحقد!!

_ السبب الرئيسي محدش عارفه غيري،

أما الفرعي… فعشانك يا ابن عمي.


مراوغة جديدة تُسجَّل باسم الدكتور "عُمير".

حسيت إني لازم أتحرك من مكاني، وقوفي هنا ملفت للكل. انسحبت بهدوء، وكأن الأمر ما يهمنيش، لكن الحقيقة… فضولي كان بيصرخ جوايا:

يا ترى إيه هو السبب الرئيسي؟


– ما يمكن أنتِ السبب الرئيسي يا خديجة؟!

الجملة دي فاجأتني، جات من "نور" صاحبتي وأنا بحكيلها اللي حصل.

اندهشت هو ممكن فعلًا جاي عشاني؟!


– لاء، لاء، أكيد لأ يا نور. أنا بكلمك في إيه ولا إيه أنتِ عارفة من زمان إن عُمير كان مجرد صديق بالنسبالي، وهو كذلك. عمره ما لمح لي إنه معجب بيّ، ولا حصل منه أي تصرف يدل على حبه… عكس "يزن"، اللي دايمًا كلامه ومواقفه فيها لمسة حب وإعجاب.


– وإيه اللي حصل دلوقتي يا نابغة عصرك؟

يزن خطب وسابك خلاص. يعني أمل الرجوع اللي كنتِ بتتمنيه اختفى. فين بقى كلام الحب ومواقف المهندس بتاعك؟


غمغمت بحزن:

– خلاص مش ملكي من النهاردة. هو اختار طريقه بالفعل. كنت فاكراه هيحاول يرجع لي يصالحني. لكن من وقت خطوبته، وهو بقى يعاملني بأسلوب فج، وبينتقم مني دايمًا سواء بكلام أو أفعال.


– ومتنسيش إنك هربتي يوم خطوبتكم يا خديجة. الأمر مكنش هين عليه. لكل فعل رد فعل.


تنهدت:

– عندك حق لكن كان عندي أسبابي. هو ما حاولش يجي ورايا، سابني أتخبط لوحدي. ما مدش إيده، ما صدرش منه حنان يخليني أرجع. بالعكس… عاملني بمنتهى القسوة، واتهمني إني مجنونة وأفكاري مش متزنة.

كنت محتاجة حد ينتشلني من الغرق وهو ما حاولش.


– بس لسه بتحبيه!

– مين قال؟ أنا كنت لسه بخبط، معرفش إذا كان هيرجع لي ولا لاء. حبه بالنسبالي كان واقف، لا بيقدّم ولا بيرجع، لكن من وقت محاولاته البغيضة بدأت أقلّل من احترامي ليه. ومع ذلك كنت بقول عادي، حقه، اللي عملته مكنش هين، وهو بياخد حقه. لكن في الآخر… خطب غيري وسابني أتوه في سيناريوهات وهمية.


– يعني ظهور "عُمير" ملغبطش كيانك؟ وكل النضج ده فجأة جه دلوقتي؟ كان فين وأنتِ منهارة أول ما عرفتي بخطوبته؟


جوايا مخاوف كتير… أنا مش فاهمة نفسي، هي هتفهمني؟ 


– مستحيل، هو مجرد صديق. حتى لو فيه أمل، تفتكري هوافق؟ أكيد لاء.


– عُمير عايزك!

– يعني إيه يعني؟ قلت لاء يعني لاء. مش هوافق. أنا مش عايزة أرتبط بأي شكل من العيلة دي ولا حد قريبنا. أنا اكتفيت.


– متعبيش قلبي معاكي يا خديجة. طلب إيدك بشكل رسمي، من غير لف ولا دوران حواليكي زي ناس، هيجي ويقعد معاكي، اتكلموا، شوفي مميزاته يمكن هو ده اللي بتدوري عليه.


علّقت بتبرير:

– يا ماما افهمي، أنا مش عايزة أعيش نفس التجربة تاني وبالشكل ده. عُمير ابن عم يزن نفس التفكير ونفس النظرة.

أنا مش عايزة أعيش الشعور من تاني وأخاف.

– بس هو غير، وأنتِ بنفسك أكدتِ لي ده. ده عُمير يا خديجة، مش يزن.

_بدأت أقارن.

عُمير مختلف… مختلف بشدة.

عُمير هو عُمير، كان صديق يشبه الأخ، مُميز، مُسالم، إنسان يقدّر خوفي.

محاولش يقلّل من إنجازاتي أو مخاوفي، أو يشكّك في أفكاري “المختلّة” زي ما بيقولوا عليّ.

كان واثق فيّ… واثق في كوني “خديجة” مش “المهندسة خديجة”.

اتأكدت إنه عكس يزن تمامًا لا يُقارن به، والأصح لا يُقارن بغيره.


اتنهدت بعمق وقلت بخفوت:

– ماشي… موافقة.


– هزارك بقى رخم شكله يا خديجة.


– أندهلك ماما تقولك؟ والله يا نور، عُمير طلب إيدي من ماما وهيجي بكرة. في الأول رفضت، لكن إحساس جوايا قالي كمّلي ومع كلام ماما اللي كانت مُصمّمة، حسيت إني انضغط عليّ… فوافقت.


– خديجة، أوعى تكوني بتنتقمي من يزن!


كشّرت باستغراب ورديت بحدّة:

– أنتِ هبلة يا نور؟ أكيد لاء! لا أخلاقي ولا مبادئي تسمح. وبعدين مين يزن ده؟ صفحته اتقفلت بالنسبالي من زمان.

الحمد لله بحمد ربنا إن ماما وافقت أسيب الشغل عنده. وده اللي مستغربة! بعد ما كانت مُصمّمة، فجأة بدأت تقنعني أسيبه.


– وأخبار يزن إيه؟ من بعد الخطوبة حصل أي خلاف بينكم أو تصادم؟


اتنهدت وأنا بفتكر آخر مرة شُفته فيها… يوم ما قدّمت استقالتي. كان يوم غريب.

– يوم الاستقالة كان غريب جدًا كان رافض أستقيل، وحسيت إنه على وشك يتراجع عشان يخلّيني، رغم إنه طول الوقت كان ناقم على شغلي معاه.

دايمًا كنا في خناقات لكن سيبك منه، خلاص صفحته اتقفلت. أنا اللي اديته حجم أكبر من حجمه في حياتي.

كان المفروض أنساه من وقتها لكن غبائي كان عاميني طول الفترة دي.

فكّرته هيرجع لي يحاول ولو مرة عشاني.


لكن لاء والحقيقة؟ الحمد لله إنه ما حاولش.


مين عالم؟ ما يمكن البداية مبدؤها من زمان، لكن الوقت كان غلّاب.

– طب إيه، هتخليكي باصة للقمر كتير؟ على فكرة، القمر جنبك، أفضل وأحلى من اللي فوق… مُميز.


بصتله بطرف عيني، وأنا تفكيري أبعد ما يكون.

أنا وهو قاعدين عشان الرؤية الشرعية…

عُمير وخديجة! مين يصدق؟


اتنهدت وقولتله: برضو إحساس غريب بيغرمني ليه جاي دلوقتي تتقدملّي؟

مش معقول أول ما نزلت من السفر تكون حبتني وجيت.


– مين قال إني أول ما نزلت؟


قرب مني وهمس: ما يمكن بحبك من سنين يا عَسُولة.


الصدمة احتلتني… يعني إيه؟ عُمير ده حقيقي بيحبني أنا من زمان؟ إزاي؟ وإمتى؟ وفجأة؟!

رجعت ذاكرتي لزمان يوم ما عرفت بموعد سفره، واللي كان غريب بالنسبالي وللكل…

مكنش اللي حلمه يسافر ويكمل دراسته وشغله بره، كان بيحب دراسته هنا. استغربنا من سبب سفره، لكن بدأت أجمع كل الملاحظات اللي فاتت، وهنا كانت صدمتي أكبر.


بصتله بتوتر وخوف داخلي: هو سفرك كان حِجّة عشان تمشي من هنا؟


كأنه بيستمتع بكلامي… بيتلاعب بالكلام.

مبقتش فاهمة هو قصده اللي جه في بالي، ولا أنا بأفور.


– ليه قولتي كده؟ حسيتي بإيه؟ سامعك… فكري بصوت عالي معايا.


حسيت إني لازم أنفجر حالًا أنا مش حِمل تعب أعصاب ولا مراوغته.

انفجرت فيه: أفكر بصوت عالي؟ تمام… فهمني دلوقتي!

إيه اللي جد وخلاك تيجي تتقدملّي، وأنا وإنتَ آخر مرة شفنا بعض من سنين؟

يعني بديهي إنك تكون نسيتني، مش أول ما ترجع تعرفني!

ليه كان فيه نظرات مُبهمة بينك إنتَ ويزن، وسؤاله اللي كان غريب؟

إنتَ جاي عشانه ولا عشاني؟

وإيه السبب الرئيسي؟ وإزاي حضرتك بتحبني من زمان زي ما بتقول؟


– وليه مش مصدقة إني بحبك من زمان؟


اتعصبت أكتر، ونبرة صوتي علت: عشان ما صدرش منك أي تصرف يدل على حبك!

كنت صديق… أخ… مشفتش في عينيك نظرة إعجاب أو حب.

كل مواقفك وتصرفاتك كانت حيادية.


ابتسامته وسعت ورد بكل جدية: طب حلو، كل اللي بتقوليه صح.

هو بالفعل محاولتش أتصرف بأي تصرف عكس اللي إنتِ متعودة عليه.

كنتي شايفاني صديق طفولتك، مأمنك، بير أسرارك، الوحيد اللي كنتي بتلجئي له وقت خوفك.

إزاي كنت أجي وأقولك: لاء معلشي، أنا مش هكون في نظرك الأخ والصديق اللي عايزاه، وهكون حبيبك؟

لا العقل ولا المنطق كانوا يسمحوا بده… ولا قلبي كان هيسمح.


مذهولة، متفاجأة، خوف، توتر… كلها مشاعر بتصب فيّ، لكني كنت في أتم الاستغراب من نظرته للموضوع:

يعني إيه؟ لو كنت فعلًا بتحبني، كان فين المشكلة تيجي وتقولي؟

ليه كنت هخسرك؟ بالعكس، مكانتك كانت هتبقى أكبر من صديق وأخ… لحبيب.

هتبقى مؤنسي… كنت هبقى محظوظة إني البنت الوحيدة اللي قدرت تختار شريك حياتها فيه كل المواصفات: رفيق، أخ، حبيب، زوج.

إنتَ بالفعل كنت مأمني وملجئي من مخاوفي وأفكاري، إزاي كنت هخسرك؟!


أكاد أجزم إن سعادته حاليًا شبه طير مسجون لسنين واتحرر.


– كنت هخسرك لما البنت اللي حبتها… حبت غيري، وغيري حبها، وبقى ملجأها.

كنت أجي أقولك؟ عشان أخسرك كحبيب وكصديق؟


رديت بغيظ: وإنتَ عملت يا دكتور… مشيت واخترت تسافر، وكده بالفعل كنت خسرتني كصديق وحبيب.


رد باستنكار: أومال كنتِ عايزاني أعمل إيه؟ أخلّيني وأتعذّب، وإنتِ مع غيري؟


– لاء، بس كنت تعالَ وقولي صارحني بُحبك!

مين قالك إني مكنتش هسمعك وأرضى؟

مين قال الفكرة الغبية إني كنت بحب حد تاني؟


– يعني إيه؟ وتصرفاتك مع يزن، وإعجابك اللي كان واضح في عينيك؟ تصرفاته هو كمان كانت دليل على إن فيه حب.


نفد صبري ورديت بنبرة عالية وعصبية: إنتَ ذات نفسك لسه قايل كنت بير أسراري يبقى لو كنت بحبه، كنت هقولك أول واحد يا غبي!


– طب… طب ليه بعدتي عني الفترة دي؟ وليه قربتي من يزن؟


– عشان إنتَ بعدت بالفعل… اتغيرت معايا، وبقتش الملجأ اللي برمي فيه همي.

مرة واحدة لقيتك بعدت، اتغيرت، حاولت أقرب منك كنت بتصدني، وتتحجج بحجج وهمية.

فسبتك قولت إنك زهقت مني ومليت، والصراحة حقك، أنا دايمًا كنت باجي لك وأشتكيلك من إرهاقي وتعبى ومخاوفي.

كنت الوحيد اللي بيسمعني… لكنك مشيت يا دكتور.


كملت بغيظ أكبر: نظرات إعجاب إيه اللي كانت في عيني؟

أنا فعلًا وقتها مكنتش بحب حد، لكني كنت ميالة ليك.

لكن تصرفاتك كانت مُرة بالنسبالي، كنت دايمًا بتعاملني كأخت، كلامك ومواقفك كانت سيّان.

ملاحظتش اهتمام كحبيب، عكس يزن… كان في نظراته وكلامه ومواقفه إعجاب وحب، غصب عني اتشديت له، ولجأت له غصب، في الوقت اللي بعدت فيه وكنت محتاجاك.

لقيت حب، لكني ملقتش ثقة… مكنش بيطمني من مخاوفي زيك، مكنش بيحب يسمع مشاكلي ولا أسراري.

افتقدت فيه كل أمانك. لكني لقيتني لسه متمسكة بيك، وبعد كل محاولاتي كنت بقول: مفيش حد هيسمعك مش كل الناس ليها نفس مميزاتك.

قررت أتأقلم… لغاية يوم خطوبتنا.


يومها لبست وجهزت، لكني خوفت أنا خوفت يكون شبه ويعاملني زيه.

هو مطمنيش عشان أطمّن وأثق فيه، فكان حلي الوحيد إني أهرب.


– بس أنا رجعت يا خديجة.


– بعد إيه ها؟ بعد إيه؟ إنتَ هربت زيك زيه ما واجهتنيش ليه؟ ما حاولتش تفهمني ليه؟ كنت تعالَ وهسمعك.


– الوقت غلّاب يا عَسُولة… كل اللي فات راح. أنا جيت وهنبدأ من جديد. بس أفهم من كده إنك موافقة عليّ؟!


المرة دي حاولت ما أخافش لازم أخد قراري بحرية، من غير قيد ولا توتر.

عُمير أكتر إنسان واثقة فيه، إني أحط إيدي في إيده فأنا واثقة فيه. عمر الثقة بينا ما قلّ.

اتنهدت وقولت بخفوت: موافقة.


إحساس الانتصار كان مُميز في عينه، وكأنه عثر على الكنز المفقود.

وأنا لقيتني مطمئنة إحساس كان خفي عني من زمان.


لكن باغتني بسؤاله الغير متوقّع: سؤال أخير يا خديجة في حياتنا القديمة هل إنتِ لسه بتحبي يزن؟!


نفيت بشدة وقربت منه: لاء والله لاء

أنا نسيته، حبي ليه كان مؤقت كان واقف من وقتها، لكن كان عندي أمل بسيط إنه يرجعلي ويحاول عشاني.

بس من وقت خطوبته وأنا نهيت صفحته والله من قبل ما أعرف إنك عايزني.


اتنهد بفرحة وابتسامته رجعت تاني، واتكلم بمرح: حيث كده بقى نعيد من الأول تاني… توافقِ تتزوجيني يا عَسُولة؟! 


بصتله بمرح وقلبي كان بيصرخ من الفرح: لقد قبلتُ بكَ، حضرة الدكتور عُمير.


قرب زيادة مني وهمس: وعلمتُ أنكِ تميلين إلى الهوى، فسارعتُ إليكِ خوفًا أن يميل قلبُكِ لغيري.


قربت منه الخطوة اللي بينا وهمست بذات النبرة: كنتُ وحيدة دومًا… أُحدّق في الأمان من بعيد، ولا طمأنينة… كانت تلك حياتي.


ثم وجدتك —

ضوءًا يشعّ من وسط الظلام،

يحتويني،

وسط كل ذلك الضياع.

تمت. 

وفر وقتك… لو بتدور على رواية كاملة وممتعة… اضغط (هنا)

سيناريو ظل أمنية كامل من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات