📁

سيناريو ظل أمنية الفصل الأول 1 بقلم ملك عبدالله

سيناريو ظل أمنية الفصل الأول 1 بقلم ملك عبدالله

سيناريو ظل أمنية الفصل الأول 1 بقلم ملك عبدالله

سيناريو ظل أمنية الفصل الأول 1

أنا آسفة.

_ آسفك مش مقبول.


حاولت أهدى وأتحكم في نبرة صوتي بهدوء.

– مهندس يزن، أنا فاهمة غلطي وبِتأسف لحضرتك، بوعدك إن مش هيتكرر أي سلوك مني بالشكل ده.

– وحضرتك يا مهندسة خديجة، لما فاهمة الأساليب دي وعندك الوعي الكافي بشغلك في شركة مهمة، ممنوع فيها التطاول بأي شكل مع زملائك مهما كانت الأسباب. وعارفة عقوبات أسلوب العيال الصغيرة ده، ليه حضرتك جاية تتأسفي؟ وأسفك مرفوض.


نفد صبري بشكل يخليني أضربه حاليًا، لكن حاولت ألتزم بالصبر والهدوء.

– عندك حق، لكن زي ما وعدت حضرتك، مش هيحصل أي سوء مني تاني.


اترجّيته المرة دي يرجعني الشغل، لازم أبذل مجهود من تاني، مينفعش أسيب الشغل بأي شكل.

– أرجوك، أرجوك وافق أرجع أشتغل، أنا محتاجة الشغل جدًا، أرجوك.


انتظرت من تاني لمدة دقايق في صمت وبادعي إنه يوافق.

– بشرط!

– أفندم؟

– ترجعي تشتغلي هنا تاني؟ أوكي، معنديش مشكلة. لكن حضرتك شغلك هيتغير.


هنا ابتسمتي وسعت جدًا، وأخيرًا هترقّى وهكون في شغل مهم وراقي.

– طبعًا يا فندم، حضرتك تؤمر.


ابتسامته كانت مُرّة بالنسبالي، يزن بيبتسملّي عادي كده من غير تهزيق ولا زعيق.

– مهندسة خديجة، هتبقي سكرتيرتي.

– وحياة طنط!

– أفندم؟ الزمي حدّك يا مهندسة!

– مهندسة إيه بقى؟ هي لسه فيها مهندسة؟ يعني إيه أشتغل سكرتيرة؟ مش فاهمة.


هو أنا دارسة هندسة وطالع عيني علشان أشتغل سكرتيرة؟

أنت متعرفش أنا مين! ده كل الشركات المعروفة بتتحايل عليّ عشان أشتغل معاهم.

– طب ما تروحي، حد مانعك؟


الدموع ملت عيني، كان هاين عليّ أصرخ وأضربه قلم وامشي، لكن قولت بهدوء:

– حضرتك محتاجني أشتغل النهاردة ولا أبدأ من بكرة؟


بصلي بسخرية. يا الله، قد إيه بستفز من نظراته. ليه الإنسان ممكن يتحمله؟ ليه حقيقي؟

– من بكرة، ابدأي. النهاردة استراحة ليكِ، يمكن تتعلمي فيها مبادئ تحسّن سلوكك.


أسحب كلامي، الإنسان يحقله يقتله مش يستحمله. إنسان مغرور بشكل.

أخدت شنطتي وخرجت، لكن ندهلي من تاني، بصّيت له بابتسامة مستفزة.

– لو صدر منك أي مشكلة، مفيش احتمال إنك ترجعي تاني هنا. فاهمة؟

– فاهمة، يا باشمهندس.


لو كان ده حب، يا ويلي منه! لو كان ده...

– فايقة يا عسولة؟ النهارده باين جدًا!

– ست الحبايب، يا أهلا وسهلا بحضرتك شرفتي ونورتي بيتنا المتواضع. إلا حضرتك لسه فاكرة إن عندك بنت يا روز هانم؟

– يا بنتي، نفسي مرة تهدي ها؟ اهدي وارسي شوية لسه فاكراكِ يا بكاشة. ما حضرتك اللي مش راضية تيجي هناك اتحايلت عليكِ كم مرة، وإنتِ اللي دماغك قافلة. مش فاهمة فين مشكلتك هناك؟ كلهم بيحبوكي وبيحبوا وجودك ليه رافضة تروحي؟


علقت بتبرير. هي عندها حق، لكن محدش فاهمني. هناك المكان بيخنقني.

– يا ماما، مش بعرف أبات عند حد. أروح زيارة ماشي، لكن بيات؟ لاء. وبعدين، هنسيب البيت لمين؟

– عادي يا حبيبتي، البيت مش هيتسرق أكيد. هناك الوقت لطيف، مش زي ما إنتِ متخيلة. وأنتِ عارفة بياتي هناك ليه جدتك مريضة، ومينفعش أسيبها لوحدها.

– عارفة يا ماما. سيبك من الكلام ده، وتعالي أوريكي لبسي الجديد.

– حاضر، بس قبل ده، عملتي إيه في الشغل؟

– الحمد لله يا ماما، وافق أشتغل تاني.

– كنت عارفة، هو طيب وعنده مبادئ. ربنا يحميه يا رب.


كان هاين عليّ أدعي عليه بالسوء. عنده مبادئ؟! ده إنسان مريض بالله!

– آه صح يا خديجة، معزومة بكرة وهتقعدي يومين هناك ولازم تيجي، مفيش مفر زي كل مرة فاهمة يا حبيبتي؟ جدتك هتزعل منك جدًا، وبلاها زعل ربنا يكرمك، أي حاجة تقولها وافقي عليها، عشان صحتها النفسية مهمة جدًا لعلاجها. ماشي يا حبيبتي؟


اتنهدت بعمق وأنا مُضطرة أروح هناك. ليه الإنسان ما عندهوش حرية الاختيار في الأوقات دي؟ ربنا يستر.


"احتمال كبير الثقة متكونش موجودة لفترة طويلة، لكن... نفترض إنه حاول مرة عشاني، وقف جنبي، ساعدني. هثق فيه بسهولة؟

هو حبيبي الأول، حبيب زمان. ياريت يرجع الزمن، وأنا هفضل متمسكة بيه."


– قول للزمان ارجع يا زمن، خديجة هانم هنا. إزاي ده يا جدع؟ الدنيا حصل فيها إيه؟

– ما تبطل رخامة، ممكن؟

– ودي تيجي بزمتك؟ ده يا نهار أبيض لما نرخم على مهندستنا.

– هي بقت فيها مهندسة؟ ريّح إنتَ منها، قال مهندسة قال ربنا على الظالم والمفتري اللي نزلني من فوق لتحت على عيني.

– تُؤ تُؤ، حضرتك مستغنية عن مستقبلك ولا إيه؟

– بلا مستقبل بلا زفت. هي الست كده كده مالهاش غير بيت جوزها.

– طب ما يلا، مستنية إيه؟

– ما لو يحس على عينه دي، بدل لعب القط والفار.


قرب مني وسألني بجمود. للحظة حسيته هيقتلني:

– إنتِ بتحبي يا خديجة؟!


ابتسمت بتوتر، فكرت إيه يعني لو قولتله "آه" وارتاح من عبء المشاعر اللي جوايا؟ لكن رديت بجمود متنافي:

– أحِب إيه واتنيل إيه هو ناقصه حِمل فوق الحِمل اللي شايله الحب ده للعيال الصغيرة. لكن أنا مهندسة كبيرة، عندي أشغال ومهام.


زي ما قرب مرة واحدة، بعد مرة واحدة، وقال بسخرية وهو خارج:

– مهندسة مين بقى؟ فوقي من أحلامك يا حضرة السكرتيرة خديجة.


الظالم "يزن" هو بنفسه اللي كان واقف معايا. ليه ممكن أتحمل سخريته في الشغل وهنا؟

دايمًا بحس إنه بينتقم مني، بيعاملني وكأني عدوته. هو ابن خالي، بس ميدّيش الحق إني أتعامل بالشكل ده.

مش بحب أتواجد هنا بسببه.

لكن اضطريت أتعامل معاه في الشغل بسبب أمي اللي دايمًا مُصرة أشتغل معاه.

حتى لما عملت مشكلة في الشركة علشان يطردني، وبالفعل طردني، ماما هددتني:

"لو ما رجعتيش تتأسفيله وتشتغلي تاني، هنرجع المنصورة ونعيش مع جدك – والد بابا."


هناك أسوأ من هنا.

معاملة أعمامي وعماتي حتى ولادهم صعبة. حياتهم غير مستقرة، دايمًا مشاكل وزعيق وضرب أحيانًا.

هناك كانوا بيعاملوني معاملة غير آدمية.

لغاية دلوقتي، بحمد ربنا إني بعدت عنهم.


– خديجة، جيتي إمتى؟! إزاي مجتيش عندي أول ما وصلتي يا رخمة؟

– حيلك يا بنتي، يعني مش بديهي أول ما أوصل أسلّم على الكبار الأول، وبعدين اتخنقت وجيت أقعد هنا شوية، وكنت هاطلعلك.

– سيبك من ده كله عرفتي الخبر الجديد؟

– لأ، مش عاوزة أعرف حاجة سبيني في همومي اللي بحاول ألمّها بدل ما هي بتتبَعثَر على الأرض.

– أوعي يكون من "يزن".

– هو بذاته.

– طب لما تعرفي الخبر… مفتكرش إنك هتبقي حواليه تاني.

– يُوه! ما تقولي يا ستي، اخلصي.

– يزن هيخطب.


مصدرش أي رد مني غير ضربات قلبي اللي علَت جدًا، جوايا كنت بتخنق، حاسة بغُصّة تمنعني حتى من الكلام.

رمشت بعينيّ مرات متتالية، وكأني بحاول أستوعب الكلمة، وأول ما خرجت من بقي:

– يزن هيخطب؟. 

يتبع...

سيناريو ظل أمنية الفصل الثاني 2 من هنا

سيناريو ظل أمنية كامل من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات