اسكريبت عبر روايات الخلاصة بقلم الست نور
اسكريبت الفصل التاسع 9 بقلم الست نور
- مكنتش عارف أردلك عملتك معايا إزاي ودلوقتي وقعتي تحت إيدي ومحدش سمى عليكِ.
- مين دي؟ وجايبها ليه البيت يا راجل؟
- الأستاذة المشهورة اللي ساعدتنا وطلعتك من السجن وأقنعتني أتنازل ومخربش البيت.
- يالهوي يالهوي مين عمل فيها كده؟
ظهرت أم البنات اللي نور ساعدتها وأول ما شافت نور وهي هدومها متبهدلة ومتقطعة ووشها كله كدمات وتعويرات ضربت على صدرها بـ خضة وجريت عليها قعدت جنبها ونادت بناتها بسرعة اللي خرجوا على صوتها من أوضتهم.
- معقولة هي؟ دي السوشيال ميديا مقلوبة على خبر الحادث بتاعها ومش لاقيين ليها أي أثر، وصلتلها إزاي يا بابا؟
- دي اتكتبلها عمر جديد ولولا كنت معدي وشوفتها وهي بتنط من العربية قبل ما تنفجـ..ر لولا عرفت إنها في خطر وفيه ناس بتلاحقها وعايزين يخلصوا منها فـ علشان كده مترددتش لحظة أساعدها قبل ما يوصلوا ليها ولو عرفوا إنها لسة مماتتش كان زمانهم خلصوا عليها.
- معقولة فيه ناس تكره حد لدرجة المو..ت يا بابا؟
- ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة يا بنتي.
- بس نور! دي ... دي ملاك! إزاي حد ممكن يفكر يأذيها بالطريقة الوحشية دي!
- ربك حفظها بـ حفظه وخلاني غيرت طريقي اللي رايحله علشان أشوفها وأساعدها.
كانوا بيتكلموا وصوتهم كان بيدخل لـ عقل نور وسط الأصوات الكتيرة وصوت تكسير وصويت وحادث وانفجــ..ار عقلها كان مشوش وبتغمض عيونها بقوة مش قادرة تتحكم في عقلها اللاواعي وهي بتفتكر وترجع بالحادث:
- حاااااسبي هنمووو.ت!
- اااااه.
كان صويتي متتالي مع فتحي لـ باب العربية وأنا بنط منها وبتدحرج على الطريق وبتخبط في حجر صغير ووسط حرارة الجو حسيت بسخونية أشد على جبيني وهي سيلان الد..م ولكنها محجبتش عني الرؤية أشوفه، كان واقف وباين نصه من روف العربية وبيتكلم وهي مش قادرة تسمع بيقول أي بس ضحكت من وسط تعبها وعيونها دمعت وهي بتهمس بـ اسمه "عبد الله! أخو..يا!"
مع آخر كلمة وهمسها بـ اسمه بيطير الهواء وهو محمل بالرمال وكان بيغطيها أول ما أغمى عليها وكأنه بيحميها من شر كل مين بيحاول يأذيها وكأن الله أراد بها سلامًا ونجاةً وفي الحقيقة مَن سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر ونور كانت خير مَن جبر خواطر مَن تعرفه ومن لا تعرفه ... فـ سخر الله لها مَن ينقذها وهكذا يسخر قومٍ لـ مساعدة قومٍ آخرين.
- عبد الله!
نور قامت انتفضت وهي بتنادي بـ اسمه وكأنها كانت بتصارع كابوس وقلبها كان بينبض بسرعة وهي نفسها بيطلع وينزل بـ خوف ولكن لقيت واحدة بتمد إيديها بـ كوباية ميه وبتطبطب عليها وتمسح على شعرها بحنان ونور شربت من إيديها وبصتلها:
- أنا جيت هنا إزاي؟
- اتكتبلك عمر جديد يا بنتي.
- بس أخواتي! أخواتي كانوا ورايا قبل ما يغمى عليا.
- أخواتك! أخواتك إزاي؟ دول مش عصا..بة؟
- لأ العصابة عربيتهم ولعت وانفجـ..رت.
- أنا والله يا بنتي حسيت حياتك في خطر فمترددتش أنقذك.
- مش عارفة والله أقولك أي! بس أنت أنقذتني وجبتني لهنا وخوفت عليا كأني بنت من بناتك ده كتير عليا والله.
- كتير أي بس! يا نهار أبيض وهو اللي عملتيه ليا ولـ عيلتي قليل! ده أنتِ رديتي فينا الروح.
- أنا عملت واجبي والله باللي كان متاح في أيدي أساعد بيه ولكن أنت عملت باللي أكبر من استطاعتك وجازفت علشان تنقذني وبرغم إن ده كان هيحط حياتك في خطر خصوصًا إنك كنت فاكر إنهم عصا..بة مش أهلي.
- والله ولو كنت أقدر أعمل أكتر من كده كنت عملت.
- المرة دي أنا اللي هعمل و...
- اقعدي بس كده متتحركيش رايحة فين؟
- أهلي زمانهم قالبين عليا الدنيا.
- مش قبل ما أطمن عليكِ ونوقف جرحك اللي بينزف ده.
- بس ...
- مسمعش نفس.
- نفس عصبية ماما وعنادها.
- ده أنا اللي يزيدني شرف إني أبقى في مقام أمك يا حبيبتي، دلوقتي لازم نطمن عليكِ ونروح المستشفى.
- لأ مستشفى لأ لأن لو وصلولي صعب المرة دي أنفد قبل ما أحقق اللي في بالي.
- خلاص هنشوف دكتورة جيراننا هنا، بنت يا أسماء روحي نادي الدكتورة جيراننا تيجي تكشف عليها وتطمننا على جرح راسها ده.
- حاضر يا ماما.
كنت ببص للبيت بـ جُرأة واستكشاف مش علشان تطفل لأ بل إزاي شقة بسيطة مش واسعة فيها كم الدفاء ده وحتى أثاثها البسيط وفرشها المنظم كلها تفاصيل توحي بـ إن الست المُنظمة إذا سكنت البيت جعلته جنة وسكن البيت.
- أنا جيت يا ماما ومعايا دكتورة ياسمين.
- السلام عليكـ... نور!
- ياسمين!
- أنتِ كويسة؟ ده الأخبار كلها عنك وعن الحادثة اللي اتعرضتيلها وقلبي اتقبض عليكِ لـ يكون جرالك حاجة.
- أنا كويسة بس شكل الخبطة كانت جامدة.
- وريني كده.
بدأت تفحصني وهي قلقانة وخايفة ولكن إيديها كانت ثابتة وبتشتغل بـ كل حرفية وخفة لدرجة متوجعتش زي ما كنت خايفة أتوجع ولما قربت تخلص ياسمين بصتلي وهمستلي وقالت:
- جيتي هنا إزاي؟ هم خاطفينك؟ مع إن أم أسماء طيبة بس جوزها ممكن أشك فيه، اغمزي اعملي أي حاجة.
ضحكت وأنا بسمع نبرتها وكانت لسة مخلصتش خياطة فاتوجعت بسبب إن ضحكي خلاني أحرك دماغي ولكن هي لحقتني وثبتت راسي ومشت معايا بنفس اتجاه الخيط علشان ميشدش ويوجعني.
- لأ يستي هم اللي أنقذوني.
- فيهم الخير والله، طب وأهلك يعرفوا مكانك؟
- لأ لسة.
- طب تحبي أتصلك بـ عبد الله؟
- أنتِ معاكِ رقمه؟
- أها هو رنلي من فترة بعد ما شوفتكم في المستشفى.
- ااه بس تقريبًا تليفونه مش معاه دلوقتي.
- ليه ده حتى المفروض إنهم هينتظروا أي حد يكلمهم علشان لو حد عرف مكانك.
- اتحرق تليفونه اتحرق.
- أي!
افتكرت يوم الحفلة وتليفون عبد الله اللي مطلعش سليم وبابا كان قال إنه تتبع الرقم لما اتخطف وآخر إشارة طلعت منه كان مكان الحفلة واتحرق مع اللي اتحرقوا.
- اديني تليفونك ثواني يا ياسمين.
- عنيا اتفضلي.
مسكت التليفون وتحاملت على نفسي وقومت وقفت وسط رفضهم وإصرارهم إني لسة تعبانة بس مع إصراري سكتوا وخمنوا إني حابة أطمن أهلي عليا فأخدت التليفون ومشيت بعيد عنهم وأنا بضرب رقم حفظاه أكتر من رقم أهلي وقبل ما يرد بصيتلهم:
- هو أنا كده ماشية في اتجاه البلكونة!
- أيوة قدامك على طول.
- تمام شكرًا جدًا.
وصلت البلكونة وبصيت حواليا كانت الدنيا هادية ولقيت اللي بيفتح وبيقول ألو:
- محمود.
- نور!
- أيوة أنا.
- قلقتيني عليكِ ده أنا مخلتش مكان إلا ودورت فيه ولحد ما خلاص قولت لعبتنا هتقلب ضدنا.
- أنا مكنتش أعرف إن دي عربية رياض وإحنا اللي مخططين تبعتلي ناس تخطفني قبل ما هو يوصلّي.
- رجالتنا اتهاجموا وطلع فيه طرف تالت كان جاهز بـ خطته.
- يعني أي!
- يعني أنتِ ورياض كنتوا هتبقوا طُعم وعصفورين بـ حجر واحد.
- طيب حيث كده بلان بي.
- أزيع؟
- زيع.
- تمام وأنتِ فين حاليًا؟
- عند ناس كده بس صعب أرجع دلوقتي قبل ما أعرف مين الطرف التالت، عمومًا هبعتلك لوكيشن.
- طب وعبد الرحمن وعبد الله وأهلك كلهم اللي قلقانين؟
- مهو علشان الخطة تظبط لازم يفضلوا قلقانين علشان الطرف التالت يصدق إن أهلي ميعرفوش مكاني ... وثواني أنت قولت أي! أي دخل عبد الرحمن هو كلمك؟
- عبد الرحمن جالي عالبيت ولسة ماشي من عندي وحاول يوقع مني كلام إذا كنت أعرف مكانك أو حتى عندي علم بـ تحركاتك.
- عبد الرحمن أخويا في مصر؟
- أومال أنتِ فاكرة أي!
شهقت شهقة وأنا بتبت في التليفون بعد ما قفلت مع محمود وعيوني دمعت تلقائي ومسكت في سور البلكونة بحاول أتوازن ومصدرش صوت ومسحت دموعي وأنا بضحك بفرحة و بردد
" عبد الرحمن رجع! أخواتي الاتنين رجعوا وأنا هنا؟"
لحظة استيعاب اتحول فرحي لـ صدمة وكأني استنتجت شيء مهم وحطيت إيدي على بوقي والدنيا بتلف بيا ومليون حاجة بفكر فيها:
- كده مش هيبقالهم حِجة كده هيقتـ..لوا عبد الرحمن، اللي عملته السنين دي كلها علشان أفضل أخليه بعيد هيضيع بسبب إنه رجع.
- متقلقيش هنعيد اللعبة من أول وجديد لحد ما نقفل القصة دي خالص.
- طب اسمع كلامي كويس ونفذه بالحرف.
- تمام.
بعد ما خلصت مع محمود قاطع سرحاني صوت ياسمين:
- نور! فيه حاجة؟
- هاا لأ مفيش.
- طب مالك واقفة سرحانة ليه؟
ياسمين كانت جت تناديني وأنا تداركت نفسي ومسحت دموعي بسرعة ولفيت ليها:
- أنا مش هسيبك هنا تعالي معايا.
- بس طنط أم أسماء هتزعل ومش عايزة أزود عليكم أكتر من كده أنا كده كده ماشية وراجعة لأهلي.
- هترجعي إزاي بحالتك دي!
- أنا اتصلت بـ بابا وهو هييجي ياخدني.
- خلاص لحد ما ييجي أنا مش هسيبك.
- اسمعي مني بس والله مش مستاهلة أعملك قلق في حياتك بسببي.
- قلق أي يا بنتي! أنا عايشة مع جدتي بس وهي هترحب بيكِ وهتحبك والله.
- أومال أهلك فين؟
- ماما اتوفت وبابا اتجوز من زمان وخلف وميعرفش عني حاجة فمليش إلا جدتي.
- أنا آسفة بجد والله إني سألتك وفكرتك.
- لأ آسفة على أي بس عادي يا بنتي كل شيء مكتوب ومتقدر وأنا راضية الحمدلله.
سبحان الله الرضا عندهم كأنه اتولد معاهم، ياسمين حاولت تقنع أم أسماء تاخدني عندها بس أم أسماء رفضت واتمسكت بوجودي لحين ما تطمن عليا إني وسط أهلي ووسط إصرارها وإصرار ياسمين محدش قدر يتغلب على إصرار أم خصوصًا لو كانت زي أم أسماء ست جميلة.
- امسكي يا حبيبتي كُلي تلاقيكِ جعانة والتعب والخضة اللي اتعرضتيلهم دول يهزّوا أجدعها راجل ما بال بسكوتة زيك.
- بسكوتة!
فلاش باك سريع رجعت بيه وأنا بفتكر بنت واقفة بـ ثبات وهي بتضغط على الزناد وبتضرب كذا طلقة وهي عارفة هدفها فين كويس وكل ده وهي إيديها مش بترجف ولا بتتهز وكأن قوة قلبها انعكست على عضلات إيديها فـ بقت ثابتة
- عندك حق الخضة خلتني أبقى مشوشة وحتى لحد الآن دماغي بتوجعني.
- سلامتك يعمرري تعالي على رجلي تعالي أقرألك قرآن.
- لا لا مش عايزة أتعبك والله و...
- اسمعي منها يا نور الله يكرمك أصل مش هتسيبك غير لما تطمن عليكِ دي أمنا وإحنا حافظينها.
بصيتلهم وضحكنا كلنا وأم أسماء طبطبت على رجلها وشاورتلي فـ قربت ونمت على رجلها وأنا لسة حاسة إني محروجة ومكسوفة بس تعابير الحب عندهم غريبة من نوعها وفيها دفا وقُرب متعودتش عليه في حياتي اللي كان صوتنا العالي فيها أقوى من مشاعرنا وقُرب قلوبنا لدرجة كان بيغطي على حُبنا لبعض أحيانًا.
- غمضي عيونك واسترخي يا حبيبتي محدش بيدخل أوضة البنات هنا وعمك سعيد لو احتاج حاجة بيخبط وإحنا نطلعله، لكن عارف إن أوضة بناته مينفعش يدخلها بدون اذنهم علشان لو آخدين راحتهم في القعدة أو النومة.
- طمنيني عنك أموركم كويسة؟
كنت بسألها وأنا حاضنة رجلها بإيدي وساندة راسي على رجلها وهي بتملس على راسي بعيد عن الجرح وبتدلك ليا مكان الصداع بـ زيت وكأن إيديها كان فيها سحر والله:
- وهو أنا أنسى إني وسط بناتي وفي بيتي بسببك!
- أنا اللي بشكر القدر إني شوفتك يومها.
غمضت عيوني وجسمي ارتخى وهي كانت بتقرأ ليا قرآن وبتدعيلي وتحصني من كل أذى وهي بتذكر اسم الله القوي الجبار، أما أنا حسيت بـ أمان عمري ما حسيته وسط البيت اللي حواليه حراسة وأسلـ..حة وكأن البيوت دي قلوب صُحابها وذكرهم للقرآن حاميها وحارسها فـ نمت نومة عوضتني عن ليالي قلق كتير عيشتها.
- نور اصحي يا نور.
- فيه أي!
- اقرأي الخبر.
مسكت تليفون بنت أم أسماء وبدأت أقرأ عنوان الخبر اللي كنت عارفة كل كلمة وكل حرف هينزل بيه، كان مكتوب "كشف أسرار بيع الأعضا..ء واستغلالهم للفقراء"
كان فيه ڤيديوهات تحت الخبر وڤيديو ورا ڤيديو بيكشف المتور..طين فيها من تُجار لناس أصغر بتستدرج الفقراء والمحتاجين يستغنوا عن قطعة منهم وهم بيستغلوا حوجتهم وفقرهم وكمان تسليم نجيب ورياض وڤيديو الحفلة اللي كان عالهارد قصيته على وقت التسليم بس وشيلت منه الجزء اللي اتذكر فيه اسمي وكنت عاملة نسخة وبعتها لـ محمود يزيعه وقت ما عبد الله يرجع.
- لا حول ولا قوة إلا بالله هي الدنيا جرى فيها أي!
- أيوة يا نور والله الناس بقت مؤذية.
- الباب بيخبط أنا هفتح.
- لأ خليكِ أنتِ تعبانة.
- بس ...
أميرة أصغر بنت في بنات أم أسماء خرجت تفتح وكان مندوب واقف وجايب شنط ليا متغلفة تغليفة هدايا وأنا خرجت استلمت ومضيت ودخلت وأميرة شالت معايا الشنط اللي كانت كتير ودخلنا في الصالة:
- نادي طنط وأخواتك يا أميرة.
- يا ماماا تعالي يا أسماء يا سارة يا بنات تعالوا.
كنت فتحت الشنط وخرجت منهم شنطة ليا متبرشمة زي ما وصيت محمود وحطيتها على جنب وباقي الشنط كانت من نصيب أم أسماء وبناتها اللي اتفاجئوا وقعدوا يقيسوا الهدوم ويلفوا حوالين نفسهم بـ فرحة وهي قربت مني وباست على جبيني فطبطبت على كتفها وقولت:
- مبارك عليكم خطوبة أسماء ودي هدية بسيطة مني.
- أنتِ سمعتي كلامنا الصبح؟
رجعت بتفكيري للساعة ستة الصبح وأنا كنت صاحية أدخل الحمام وسمعت أم أسماء وهي بتتكلم مع جوزها وشايلين هم خطوبة أسماء هيجيبوا فلوس منين وأخواتها اللي عايزين كلهم لبس جديد علشان خطوبة أختهم، رجعت الأوضة وقفلت الباب وكان قدامي تليفون أميرة وهي كانت نايمة مسكته ولحسن حظي مش حطاله باسورد فـ رنيت على محمود وقولتله يعمل أي:
- أنتوا آويتوني وقت مانا كنت تعبانة وحالتي خطيرة وفتحتوا بابكم ليا فمينفعش مشاركمش الفرحة واعتبروا خطوبة أسماء النهاردة كلها هتمشي بـ ترتيباتي.
- بس كده كتير وأنا لا يمكن أقبل جنيه أنتِ تعبانة فيه يا بنتي حرام عليا، هو أنتِ ليه شايفة اللي بنعمله كتير واللي بتعمليه قليل؟
- لأن القليل منكم مقامه كبير عندي والقليل منكم عندي مش ماديات قد ما هو حب ومساعدة ودعم وكتيري لو اتقارن بـ قليلكم فـ هيبان كتيري قليل.
زغروطة قطعت مواساتي لـ أم أسماء اللي كانت بتبكي وهي بتحضنني وكانت ياسمين دخلت وهي بتقول:
- أنتوا بتبكوا من عالصبح كده؟ ده النهاردة خطوبة أسماء يعني عايزين زغاريط وفرح كفاية حزن إحنا حزن حياتنا لوحده يتفصل بيه أتواب.
- عندك حق قولي لأم أسماء بقى يا ياسمين.
- وبالنسبة لدموعك يا ست نور؟
- مسحتها، بينا دلوقتي عالشغل.
- شغل! شغل أي؟
- هنخلي المنطقة عروسة لفرحتنا الليلة.
البنات كلهم زغرطوا وأنا ياسمين غيرتلي عالجرح ودخلت غيرت هدومي من الشنطة اللي كانت متبرشمة وبصيت في المراية لقيت اللبس يخلي الناس تشك فيا وفي هيئتي فدخلت عليا أسماء وبصتلي بـ إعجاب وهي بتصفر:
- أنا افتكرتني دخلت عرض سينمائي ولا شركة من اللي صحابها بيلبسوا فورمال وبدل.
- أوڤر صح؟
- بل تحفة.
- هاتيلي حاجة من عندك الله يكرمك.
- بس اللي لابساه حلو.
- لا لا مش هينفع ألبسه هنا.
- عندك حق لأحسن شباب المنطقة كانوا يتحمرشوا بيكِ.
- يـ ... أي؟
- يتحمرشوا يعني يتحر..شوا.
- لا وعلى أي الطيب أحسن يستي هاتي حاجة مستورة.
بالفعل أسماء طلعتلي بنطلون جينز من عندها وتوب وشميز كاروهات وأنا خرجت كل الهدوم اللي كانت واصلة ليا لقيتها ماركات فشتمت محمود في سري أومال لو مكنتش موصياه وبـ شنطتهم أديتهم لأسماء:
- شيليهم في جهازك يا أسماء.
- أنا! بس دي هدومك.
- أنا هاخد منهم فستان بس هحضر بيه خطوبتك بالليل لكن بعد خطوبتك هرجع بيتي وهناك هدومي موجودة مش هحتاج دول فـ حلال عليكِ.
- بس ده كتير والله.
- مفيش حاجة تكتر عليكِ.
- أنا بحبك بحبك يا نوررر.
ضحكت وأنا بضحك على فرحتها وهي بتقيس الهدوم على نفسها في المراية وبتقول لنفسها إن خطيبها هيتجنن عليها وينبهر لما يشوفها بالهدوم دي فضحكت وربطت شعري بـ توكة ولبست كاب وطلعت تليفون كان مبعوتلي في الشنطة وحطيته في جيب البنطلون الجينز وخرجت ونزلت لتحت كان التيم اللي وصيت بيه الخاص بالـ Wedding planners وصل ووقف معايا عمي سعيد فبصلي وسط استغرابه فسألته:
- أي أوسع مكان في المنطقة نعمل فيه خطوبة أسماء!
- بس ده هيكلف كتير.
- متقلقش يا عمي سعيد أنا هظبطها.
- بس يا بنتي إحنا مش متعودين على كده وعلى قد لحافك مد رجليك مش هنعيش عيشة مش بتاعتنا.
- الفرح مبيستناش يا عمي سعيد وأي المشكلة لما بقولك إن الظرف يسمح دلوقتي.
- بس...
- هتقولّي المكان فين ولا أسأل حد من المنطقة ويكسفني وأفرج الناس عليا؟
ضحك وهو بيشاور ليا ولمنظم الحفلة نمشي وراه وبالفعل كان فيه ساحة كبيرة فاضية بصيت لـ مُنظم الحفلة اللي بص للمساحة برضا وهزّ راسه:
- ok, let's go.
مع أول دقة تعليق الستاير وتهيئة المنطقة لـ خطوبة أسماء توالى فتح شبابيك البلكونات اللي خرج منها زغاريد بتشارك الفرحة وكأن أسماء بنتهم كلهم والفرحة فرحتهم كلهم مش شخص واحد بس.
فرحة غيرك ممكن تتوافق مع حزنك وفي وقت ما نور فرحانة وبتجهز لـ خطوبة أسماء كانوا عيلتهم مش مخلصين بحث عنها وكل شخص منهم محمل نفسه ذنب اختفاءها وحزين لغيابها وأكترهم عبد الرحمن واللي مع أول خطوة لدخوله البيت اللي حلف ما يدخله، كانت آخر خطوة لـ نور وهي بتخرج براه وكأن أفراد البيت ده اتحكم عليهم يتفرقوا طول عمرهم وإن جمعهم لعنة بتصيب أفراده.
- محمود وصلني بـ عبد الرحمن.
- رقم ولا؟
- لأ ابعتله لوكيشن يجيلي.
- واثقة؟
- أخويا وحشني وغيابي أكيد تاعبهم فلو عبد الرحمن اتطمن باقي عيلتي هتطمن.
- تمام اعتبريه اتنفذ.
- الساعة 9 ووسط الخطوبة وزحمتها ابعتله لوكيشن.
- من رقم غير رقمي؟
- أكيد علشان ميعرفش إنك خبيت عليه مكاني وقتها هيتغابى عليك.
- أنا من وقت شغلي معاكِ ومش باخد غير غباوة من عبد الله وعبد الرحمن وجواد وإحم سيادة اللواء كمان.
ضحكت:
- نصيبك يا محمود المهم شغلي تابعه زي مانت ومفيش حاجة تتأثر في غيابي كأني موجودة.
- لأ متقلقيش عالشغل كله تمام.
- تمام ولو فيه حاجة رنلي.
- تمام.
قفلت معاه وكان خلاص المكان قاعدله لمسات بسيطة ويجهز وقتها رنيت عالميكب أرتيست أشوفها اتأخرت ليه واستعجلتها وبعدها وصلت وطلعت معاها فوق للعروسة:
- عايزاكِ تطلعيها عروسة خطيبها وكل اللي يشوفها ينبهر.
- عنيا.
- وأنا يا نور عايزة أحط ميكب.
- وأنا يا نور بالله عليكِ.
- اهدوا اهدوا هتعمل ليكم كلكم بعد ما تخلص لـ أسماء.
الميكب أرتيست فتحت شنطتها ومعاها المساعدة بتاعتها وبدأوا شغل بالفعل وأنا خرجت لأم أسماء كانت في المطبخ بتعمل أكل ولقيتها بتقولّي:
- اقعدي كلي أنتِ من الصيح مأكلتيش.
- طب لما نطمن إن كل حاجة جاهزة بس.
- كل حاجة هتجهز وعمك سعيد معاهم تحت متقلقيش اقعدي أنتِ بس كُلي مفيش حاجة هتطير.
- حاضر.
بدأت آكل وسط مانا بتابعها وبتابع انشغالها فسألتها:
- لمين الأكل ده؟
- لأهل العريس.
- وهم جايين ياكلوا؟ ما ياكلوا في بيتهم.
- يوه جاتك أي يا نور ضحكتيني أصل هم من منطقة بعيدة وأكيد لازم نضايفهم.
- هم جايين يشيلوكِ هم مش كفاية إنك أم عروسة ومشغولة!
- صدقيني فرحتي النهاردة قادرة تنسيني همومي وتعبي كله.
- علشان أسماء!
- علشان الضنا غالي ولأول مرة أحس بناتي كبروا وهيبعدوا عني.
- بس هم هيتجوزوا مش هيبعدوا عنك.
- هي دي سُنة الحياة والبنت أهل جوزها بياخدوها من أهلها وكل اللي تعرفهم والمسئولية والحياة غصب بتشغل.
- علشان كده مش هتجوز.
- اوعي تقولي كده! ليه يعني وهو أنتِ قليلة ولا قليلة؟ ده ألف مين يتمناكِ.
ضحكت على عصبيتها وهي بتبصلي بغضب كأني ألحدت وقولتلها:
- قصدي علشان مسيبش ماما وبابا وأخواتي.
- وهو أهلك هيكرهولك الخير؟
- لأ بس ...
- يبقى متقوليش كده مفيش فرحة تضاهي إنك تختاري راجل صح ولما تقعي هو يسندك لأن الحياة مشاركة بحلوها بالوحش بتاعها، حد لما تقعي أول مين يجري عليكِ، حد لما تحس بالنار بتاكل في قلبك يبقى هو أول مين يبردها بـ لمسة منه.
مجاش في بالي غيره "جواد" كل كلمة كأنها اتخلقت على مقاسه، هو اللي مستعد يشاركني كل صعب في حياتي بدون ما ينتظر أي مقابل ولا حتى وش حلو، هو اللي لما وقعت وكذا مرة انهارت كان أول مين يسندني ويصدقني وحتى اليوم إياه اللي حُزني جرأني أقرب منه وأترمي في حضنه محستش بـ سَكينة كده قد ما حسيت وأنا معاه.
- اسمه أي؟
- جواد.
- حلو اسمه وأكيد هو حلو زي اسمه.
- اي! لا لا على فكرة مفيش حاجة و...
- عيونك فضحتك وسرحانك ونطقك لاسمه بيأكد حاجة واحدة.
- اللي هي!
- شوقك وصل يجميل.
- يالهوي عليكِ رهيبة ووقعتيني على غفلة مني.
- وأنا مالي يختي جواد اللي وقعك في حبه هتجيبيها فيا ولا أي!
قعدنا نضحك وصوتنا سمّع في الشقة كلها وعدا ساعتين كنت جهزت وبنزل درجات السلم بخطوات بطيئة وأنا صوت الكعب بيعلن عن خطوتي في كل درجة سلم، شديت فستاني الأحمر من على درجات السلم ورجعت شعري المفرود على ضهري وببعده عن وشي ونزلت آخر سلمة توالت مع دخوله من باب العمارة:
- نور!
- جواد!
كنت هقع على وشي من خضتي وصدمتي إنه موجود لولا إنه كالعادة كان الأسرع علشان يسندني من إني أقع وقتها نطقت بـ اسمه:
- جواد أنت هنا!
- تعبتي جواد وقلب جواد حرام عليكِ.
- .....
#يُتبع
#الست_نور