📁 أحدث الفصول

اسكريبت الفصل العاشر 10 بقلم الست نور

اسكريبت عبر روايات الخلاصة بقلم الست نور

اسكريبت الفصل العاشر 10 بقلم الست نور

- جواد أنت هنا!

- تعبتي جواد وقلب جواد حرام عليكِ.

- ليه أنا عملت أي؟

- ولسة بتسألي ليه؟ بجد والله بتسألي ليه وأنتِ خليتي عقلي يشت ومبقاش فيا ذرة عقل وأنا بدور عليكِ زي المجنون ومش عارف إذا كنتِ عايشة ولا مَيـ... مش هاين عليا حتى أقولها، صعبة عليا وأنتِ ...! أنتِ عايشة هنا ومبسوطة ولا فكرتي ترفعي تليفون حتى، تليفون بس يا نور ابعتيلي أي إشارة وهتلاقيني قدامك لكن إزاي! لازم تطلعينا كلنا من خططك وتعملي اللي في دماغك وبس.

- ممكن تهدأ؟

- متقوليليش زفت متكلمنيش أصلًا والأفضل تسكتي علشان شايل منك كتير ومهما تقولي وتبرري هتطلعي غلطانة لأن مفيش حاجة في الدنيا تبرر إنك تسيبينا كده متعلقين لا طايلين سماء ولا أرض ومحملين نفسنا الذنب في غيابك، إحنا ليه مش في حساباتك يا نور؟ ليه مبتجريش علينا وتتحامي فينا وإحنا مش هنقصر! ليه معندكيش ثقة فينا إننا نقدر نعمل أي حاجة تضمن سلامة عيلتنا؟ سيبك من العيلة كلها، أنتِ معندكيش ثقة فيا يا نور؟ في جواد اللي مستعد يفديكِ بروحه!


عارف لما تتاخد كده وتحس النفس اتقطع وقلبك اتهزّ هزة لذيذة كده صعب وصفها أهو أنا ده اللي حسيته مع آخر جملة قالها ومكنش مني رد غير إني سكت وببصله بس وهو اتعصب أكتر من سكوتي وضرب بإيديه في دربزين السلم بعصبية لدرجة إني اتخضيت ومسكت إيديه بسرعة اللي خبط بيها:

- أنت اتجننت إزاي تعمل كده؟

- أنتِ السبب يا نور مخليانا نجري وراكِ في كل وقت وكل مكان لما نفسنا اتقطع.

- أنا مقولتش ليكم ...

- مقولتيش بس ده واجبنا، مقصدتيش بس سلامتك تهمنا كلنا ولو اتخدشتي خدش بس نقلب الدنيا علشانك.

- طيب اهدى وريني إيديك.

- جرح إيدي مقدور عليه متعود متقلقيش.


بصلي بـ عتاب ففهمت اللي ورا جملته وكمالتها وإن جرحه الأكبر في قلبه، تجاهلني وبعد إيدي عنه وطلع منديل حطه حوالين إيديه بس مكنش عارف يلفه فـ شديت إيديه وسط عناده ومسكت المنديل لفيته حوالين الجرح وكنت مركزة فيها وأنا بربطها علشان متنزفش وبعدها بصتله:

- أنت مش هتبطل تتغابى يعني وتأذي نفسك؟

- لما تبطلي تهربي مش هحتاج أتغابى.

- أنا بهرب!

- بتهربي يا نور ومبتوضحيش لحد حاجة حتى أقرب الناس ليكِ اللي مستعدين يفدوكِ بروحهم وحياتهم إن لزم الأمر.

- متعودتش يا جواد.

- تتعودي.

- صعب.

- جربي مرة بس قبل ما تعملي حاجة أو تفكري في خطة شاركيني ونفكر سوا، ريحي بالك وأنا أشيل عنك حمل التفكير.

- حاضر نبقى نشوف الحوار ده بعدين بس أنت جيت هنا إزاي؟

- راقبت رقم مدير أعمالك محمود مانا عارف إنه معاكِ في كل المصا..يب ومستنتش تبعتي اللوكيشن لأني كنت حددته بالفعل.

- يا محمود يا غبي.

- محمود لسة دوره جاي معايا، بس أنتِ اللي لازم تعرفي إن اللي مع الظابط يتهور لازم يتعور.


قال جملته وقرب خطوة وهو بيبصلي بتحدي فبصتيله بتحدي أكبر:

- أعتبر ده تهديد؟

- تؤ بنوّرك.

- متقلقش قلبي جامد ومبخافش لو بخاف مكنتش وصلت لـ هنا.

- اللي فات مات من دلوقتي لازم تخافي.

- منك؟

- على نفسك.

- منك برضو؟

- ليه لأ ممكن أها.

- طب زق عجلك بقى ارجع من مكان ما جيت فيه خطوبة النهاردة ومش هينفع يحصل أي حاجة تبوظها.

- أزق عجلي! بقى أنا اللي سيبت كل اللي ورايا وجيت على ملا وشي تقوليلي زق عجلك!

- مانت لو فاكر إني هاجي معاك تبقى غلطان لأني مش همشي قبل ما الخطوبة تخلص وأطمن إن مفيش أي مشاكل.

- خلاص وآدي قعدة لحد ما الخطوبة ما تخلص.


ببص لقيته قعد على السلم بعد ما نفض بإيديه التراب اللي عليه ورجع بضهره وهو ساند بـ دراعاته الاتنين وبدأ يصفر ببرود فـ ضحكت على استفزازه وبرود أعصابه فبصيتله:

- خليك أنا ماشية.

- استني هنا.


في ثانية كان مسكني من دراعي وبصلي من فوق لتحت لدرجة خوفت من نظراته اللي كان كلها غضب وعصبية وهو بيكزّ على سنانه وبيتكلم من تحت ضروسه:

- هتطلعي كده؟ بشكلك ده؟

- هاا ... أهاا هطلع ماله شكلي!

- تطلعي تغيري القرف ده وتلبسي حاجة تانية وتلمي شعرك ده اللي فرحانة بيه.

- قرف وألم شعري؟ أنت مضروب على دماغك قبل ما تيجي ولا أي؟

- مهو يا تغيريه يا هتضطريني أروحك غصب للبيت ومفهاش خطوبة.

- بس كده! نغيره يا كبير وماله نغير أمه كمان ده إحنا أوامر ماشية على الأرض يا خبر أبيض.


أنا وأنا بقول جملتي كنت هضحك عليها ترا والله دمي خفيف أما هو حاول يبين إنه مضحكش وابتسم ابتسامة صفرا الأصفر وأنا عارفة إنه هيمو..ت ويضحك بس هم كده أعداء النجاح وعلشان هو أصفر هربت من قدامه وطلعت السلم جري ودخلت الشقة عند البنات وطنط أم أسماء:


- أسماء هاتيلي فستان أوسع ومقفول من الشنطة معلش وخدي ده.

- ليه يا بنتي مع ده حلو؟

- لأ مقدرتش أمشي بيه وكنت هقع.

- طب عندك الشنطة زي ما سيبتيها خدي اللي عايزاه.

- ماشي.


كان فيه دريس أبيض بس أوف شولدر وسك لو كان شافني كان علقني من قفايا ده إذا كان خلاني أغير الكات، كان فيه جمبسوت بينك وايد ليج وتوب بتاعها بـ كُم فـ مسكتها ودحلت الحمام أغيّر وخرجت والبنات قعدوا يمدحوا فيا وفي جمال الجمبسوت وأنا ضحكت على كلامهم وبصيت في المرايا حسيت بـ رضا وكنت لسة هنزل افتكرت شعري فـ رفعته ديل حصان وأنا اللي مكنتش بلبس غير على مزاجي بقيت ألبس على كيفه:


- هو مين اللي كان واقف معاكِ تحت يا نور؟

- ده ابن عمي يا طنط.

- نفسه؟

- نفسه مين؟

- جواد!

- فظيعة أنتِ يا طنط وتفهميها وهي طايرة.

- يبقى هو.


ضحكت وأنا بأكدلها حدسها:

- هو.

- بسم الله ماشاء الله النبي حارسه وصاينه طول بعرض وملو هدومه ومالي مركزه، بعد ما شوفته واقف معاكِ تحت خمنت إنه حد من أهلك وجاي ياخدك بس لما لقيتكم بتتكلموا سيبتكم ودخلت ودلوقتي كنت رايحة أشوف أهل العريس وصلوا ولا لسة لقيته واقف مع عمك سعيد ورايح جاي مش قاعد على حيله.

- هو جواد كده يفهم في الأصول والواجب ومش بيعتبر نفسه غريب.

- والله وقفته وقفة راجل ولـ لحظة كده اتخيلته ابني اللي مخلفتوش وقولت إن لو كنت خلفت واد كان زمانه واقف نفس وقفته دي مع سعيد جوزي وبيظبط خطوبة أخته، بس الحمدلله يارب راضية.

- بس إحنا كلنا ولادك.

- أنتِ عملي الحلو في الدنيا وزيادة.

- ربنا يحليّ أيامك كلها يا ست الكل.


قطع كلامنا صوت الدي جي والأغاني اللي اشتغلت والمزمار والطبل والصواريخ والمفرقعات اللي اشتغلت اللي بتعلن عن قدوم العريس هو وأهله وفجأة الباب اتفتح علينا وبتدخل منه أميرة وصحابها وبتقول العريس وصل، فـ كنا خلصنا كلنا ونزلنا سوا وقبل ما نطلع من باب العمارة كان اتقدم عمي سعيد من أسماء وباس راسها وحط دراعها في دراعه ومشي بيها ناحية الكوشة والزغاريط اشتغلت وكله كان فرحان من قلبه:


- طب بزمتك مش كده أحلى!

- متكلمنيش ولا تفتح بوقك أنا لولا إني عارفاك مجنون وتعملها مكنتش غيرت.

- طب كويس إنك عارفة علشان تعقلي الكلام بعدين.

- يا ساتررر.


كانت عاملة شبه الأطفال في عصبيتها وخلتني ضحكت على تعابير وشها ومشيت من قدامي لما البنات سحبوها معاهم للكوشة جنب العروسة، وهي نازلة عالسلم عيني متشالتش من عليها ولا عن ابتسامتها وضحكتها وكسوفها ولما وقفت قدامي تخيلت لوهلة إن الأدوار اتبدلت وإنها جاية ناحيتي وبـ إرادتها مش بتهرب مني زي العادة، وقتها عمري ما كنت هسيبها ولا أفلت إيديها.


- جواد بيه! أنت هنا؟

- أي يبوحميد عاش من شافك.

- الدنيا دي صغيرة ياخي يعني مشوفكش من وقت تخرجنا وأشوفك وأنا جاي أقبض على واحد.

- واحد! واحد مين؟

- واحد اسمه سعيد أبو ركبة يسيدي سارق كبل نور عمومي.

- سعيد ده أبو العروسة؟

- أيوة، فيه حد قدم فيه شكوى.


بصيت ناحية نور وهي بتضحك ومبسوطة وبترمي ورد على العروسة وافتكرت كلامها وهي عايزة تحضر الخطوبة علشان تتأكد إن مفيش مشاكل وكمان أبو العروسة وهو بيحكيلي عن مواقفها معاهم وإنها سندته يستر بنته ويعملها ليلة ميحلموش بيها علشان ميتكسفوش قدام أهل عريسها وإنهم من كبيرهم لصغيرهم شايلين جميلها ده على راسهم.

- بص يبوحميد أنا عارف إنك مبتعملش غير واجبك بس واجبنا ده لو مشينا عليه زي السيف وزي ما الكتاب بيقول بنضيع أرواح في النص خصوصًا إن لو عملت واجبك دلوقتي الراجل فرحته هتتكسر بـ بنته ومش بعيد العريس وأهله يسيبوا الخطوبة ويمشوا.

- عايز توصل لأي يا جواد؟

- ادي الراجل فرصة ساعتين يلم الليلة وبعدها هجيبهولك وهنيجي عالقسم.

- أيوة بس ...

- صدقني هجيبه بنفسي وده وعد مني وأنا عمري ما خلفت بوعد وعدته ووعدي زي القَسم مبينزلش الأرض وأنت عارف كلمتي سيف.

- تمام يا جواد بس أنا محتاج أقوله الكلام ده قبل ما أمشي.

- طب استنى مش عايزين نعمل شوشرة وحد يحس.

- تمام، ارجع يابني منك ليه عالبوكس خلاص.


جواد مشي هو وصاحبه ناحية المعازيم وقعدوا في أول كراسي وبتاع الدي جي رحب بالظابط وكل المعازيم افتكروه جاي يهني ويبارك والأجواء اشتعلت ووسط الزحمة دي جواد شاور لـ عم سعيد وهو جه سلّم على الظابط وبعدها خرجوا هم التلاتة سوا برا الزحمة والزيطة.


- بس أنا والله مشيي كله سليم يا بيه ومسرقتش نور عمومي ولا حاجة.

- يعني كده حد قدم بلاغ كاذب فيك؟

- تقدر تتأكد يا بيه بنفسك.

- حاضر هنتأكد، بس هو أنت فيه حد عايز يبوظ ليلة بنتك؟

- لو ست اللي مقدمة البلاغ فـ أيوة يا بيه.

- هي ست فعلًا اللي كلمتنا.

- يبقى هي بنت *** يا بيه كنت هتجوزها وربنا شال الغشاوة من على عيني ورجعت لـ بيتي وبناتي ولحد دلوقتي مش سايباني في حالي.


دورت عليه بعيوني وسط المعازيم مكنش موجود وحتى الظابط اللي كان معاه وعمي سعيد اللي راح معاهم اختفوا فـ نزلت من على المسرح وروحت لحد برا كانوا واقفين وبيتكلموا وجواد بيسلم على الظابط وبعدها بيمشي الظابط هو والعساكر بتوعه وعمي سعيد بيشكر جواد:


- مش عارف لولا إنك موجود كنت عملت أي يابني والله!

- ولا أي حاجة طول مانت مشيك سليم متقلقش.

- عندنا العيار اللي ميصيبش يدوش يولدي والست دي كان هدفها تعمل قلق يخلي العريس وأهله يسيبوا بنتي ويفشكلوا الخطوبة فحتى لو كان معايا الحق فـ كانت ليلة بنتي هتبوظ.

- ربنا ما يجيب مشاكل خلاص ارجع لبنتك وخطيبها علشان ميحسوش بـ غيابك.


عمي سعيد كان لسة هيلف ضهره فـ اتداريت وبعد ما دخل خرجت لـ جواد اللي كان مديني ضهره وبيشم هوا وهو حاطط إيديه في جيوبه ومن غير ما يلف قالي:


- خرجتي تشوفيني مشيت ولا لسة؟

- وعرفت إزاي إني وراك بقى؟ ساحر ولا تكون ساحر؟


لف ضهره وابتسم وهو بيبصلي:

- لأ بـحس واللي قلبه بيحس عمره ما يحس غلط أو إحساسه يخيبه.

- يسلامم!

- وحياتك.

- طب يلا نكمل الخطوبة ياعم الحسيس.

- يلا.


جواد ضحك ودخلنا سوا ونظرات البنات والستات منزلتش من علينا وكمان الشباب وكلهم عايزين يعرفوا إحنا تبع مين ولا اتعزمنا إزاي بس أنا وجواد تجاهلنا نظراتهم ووقفنا جنب بعض وعلى قُرب من المسرح والعريس والعروسة بيرقصوا مع أهاليهم وفرحتهم خلتني دمعت غصب عني وافتكرت إننا عمرنا ما اتجمعنا ولا فرحنا فرحة زي دي أنا وأهلي وفرحتنا دايمًا ناقصة، جواد مال عليا وهو بيمد إيديه بـ منديل:

- مسير الفرح يزور عيلتنا.

- تفتكر يا جواد؟

- أنا وأنتِ سوا وهنلم شمل عيلتنا ونقرب البعيد ونبعد الوحش وأي مكروه يصيبها.

- أنا أساسًا بعمل كل اللي بعمله علشان أهلي وعلشان يفضلوا كويسين.

- طب مانا عارف وعلشان كده بقولك حاولي تعتمدي عليا في مرة ولما يستي أبقى أمو..ت ومتلاقينيش ولا تلاقي باقي رجالة العيلة ابقي اتصرفي لأن مش وراكِ رجالة.

- بعد الشر عليك إزاي تقول كده!


بعد ما كانت دموعي نشفت رجعت اتجمعت في عيني من تاني فـ خرجت لـ برا أحاول أتنفس وأهدي ضربات قلبي الحزينة المقبوضة على سيرة المو..ت، وأول ما طلعت لقيت عربية بتركن وبينزل منها عبد الرحمن وبرغم إني انتظرت مجيته إلا إني شهقت وأنا بشوف رجله بتلمس الأرض بكامل هيبته وحضوره القوي اللي طال الغياب ومشوفتوش غير من شاشة مش لحم ودم وأقدر ألمسه وأحضنه فـ جريت عليه واترميت في حضنه وأنا ببكي وهو بدوره شدد على حضني وقال:


- اااه يانور اااه مصدقتش أول ما وصلت ليا رسالة بـ مكانك وقولت حتى لو كمين وحد عايز يلعب معايا معنديش مشكلة ومستعد أمو..ت لكني مش هفوت فرصة ولو واحد في المية إنك موجودة في مكان ومدورش عليكِ فيه.

- أنا مش مصدقة إنك قدامي وحشتني يا عبد الرحمن وحشتني أويي أنا في غيابك كنت بمو..ت.

- بس بس اهدي متقوليش كده أنا موجود وخلاص رجعت ومفيش حاجة وحشة هتحصل تاني.

- فات كتير على وجودك آخر مرة في مصر، أنت مش متخيل كام مرة احتجتلك وكام مرة ناديتك وأنت مكنتش موجود ولا حتى عرفت أشوفك وأجري عليك وقت ما يحصل معايا مشكلة، تلت سنين كبروني وخلوني أشيل مسئولية كبيرة في غيابك ولا كأنهم تلاتين سنة.

- صدقيني مكنش سهل عليا أنا كمان بس للأسف اختياري إني أمشي وأسيبكم كان أسوأ قرار وبوظت بيه كل حاجة ومحلتش حاجة بالعكس فتحت نار جهنم على عيلتي.

- أنا في مرة سيبتك تسافر علشان أنت كنت محتاج تبعد بس المرة دي كلنا محتاجينك ولا يمكن أسيبك تبعد عننا تاني.

- مش هسيبكم تاني وعد و .. جواد!

- سابقك بـ خطوة يصاحبي.


عبد الرحمن بص لـ جواد بـ استغراب وجواد حب يهزر معاه بس عبد الرحمن نظراته اتحولت للغضب وكوّر إيديه وضرب جواد لكمة اتفتحت فيها شفايفه وبدأ ينزف على أثرها وعبد الرحمن كان لسة هيكمل لولا جواد حضنه من وسطه وهو بيضحك:

- هتضيعلي مستقبلي الله يسترك خلاص كفاية مفيش بنت هترضى تبصلي بـ شكلي ده.

- لا يشيخ وهامك شكلك ومش هامك اللي هعمله فيك! إزاي توصل لـ نور قبلي ومتقولّيش!

- كنت هقولك والله بس قولت هقلقك فقولت هجيبها وهرجع بيها وقتها كلكم تطمنوا.

- وأنت مش عارف إن الدقيقة بتمر علينا سنة يا بني آدم! 

- خلاص قلبك أبيض يعم أختك زي القردة ومفهاش خربوش.

- بقى أنا قردة! كمل عليه يا عبد الرحمن هو طيب ويستاهل وهو عامل شبه النسناس كده.

- نسناس! ليلتك طين يعني أي شبه النسناس؟ ولا أقولك وماله وهو قردة ونسناس هيتلموا على بعض إزاي! ما جمع إلا وماوفق.


عبد الرحمن بصله بـ غموض وكان فهم جملته وايتشف اللي وراها ونور مبطلتش كلام وهي بتحاول تستفزه زي ما استفزها وجواد لما حس نفسه محصور بين نظرات عبد الرحمن صلح كلامه وقال:


- بنت عمي بقى وقدر لا مفرّ منه.

- أنت كنت تطول أصلًا يبقالك بنت عم قمر زيي!

- بس اركني بس.

- خلاص أنتوا الاتنين صدعتوني وأنتوا عاملين شبه القط والفار كده.


عبد الرحمن قال جملته ومخلصتش لقى نور عربية بتركن ورا عربيته لأن الشارع مكنش يتسع لـ عربيتين وبيبص كان عبد الله نازل من العربية ومعاه ميرا، عبد الرحمن قال:


- هو فيه حد عامل كمين لـ عيلة مهران ولا أي علشان نتحمع كلنا هنا؟

- كويس إني وصلت قبل ما تتحركوا.

- هو أنت كمان وصلك مسج بالموقع؟


ميرا حضنت نور بـ لهفة وجريت عليها أول ما شافتها وعبد الله حضنها وباس جبينها وهو بيحمد ربنا إنها بخير، ورجعوا كلهم التفوا وبقيوا مواجهين لبعض وعبد الله كان بيقول:

- مشيت وراك يا عبد الرحمن لأن جريك وخضتك دي عرفت إن وراها خبر عن نور وميرا أصرت تيجي معايا.

- صحيح العرق دساس واللي عيلته فيها سيادة اللواء طبيعي يشغل حسه المخابراتي.


كلهم ضحكوا واتلموا حوالين بعض وبعدها طلع ليهم أبو العروسة عم سعيد:

- دول أهلك يا بنتي؟

- أخويا عبد الرحمن وأختي وأخويا عبد الله أنت عارفه يا عمي سعيد وطبعًا جواد ابن عمي أكيد هو قالك.

- إلا عارفه دكتور عبد الله.

- إحم إزيك يا عم سعيد.

- كان لايق عليك شكل المحامين والله يا بني لدرجة خلتني مبقاش على بعضي يوميها.

- بعتذرلك والله يومها عن اللي حصل.

- تعتذرلي أي بس ده أنا اللي لازم أشكركم على جميلكم ده العمر كله.


عبد الرحمن بص لـ عم سعيد وسلم عليه بوقار واحترام:

- وصلني إنك أنت اللي أنقذت نور وعاملتها كأنها بنت من بناتك وإحنا اللي يساعد بنت من بناتنا ومش أي بنت دي روحنا كلنا كانت متعلقة بسلامتها وجميلك ده هنشيله على دماغنا العمر كله، فـ شاور بس واللي تطلبه أوامر.

- أشاور أي يابني عيب اللي تقوله ده وأينعم أنا راجل على قد حالي بس صعيدي الأصل وأفهم في الأصول ولو هنتكلم عن الجمايل فأختك وأخوك جمايلهم على راسي كتير وغير سعادة البيه جواد سترني وحما وشي قدام أهل عريس بنتي.

- تسلم والله يا راجل يا طيب ده من كرم أصلك بس.

- عندي طلب بس يا بيه.

- اؤمر طبعًا.

- تدخلوا معايا تحضروا خطوبة بنتي حتى خمس دقايق بس وأهل جوزها يعرفوا إن ليها ضهر حتى لو بالكدب علشان ميجوش يوم ويستقووا عليها في غيابي.

- إحنا هندخل بس مش علشان بالكدب ولكن علشان بنتك أخت لينا ولـ نور ووقت ما حد يرفع عينه فيها نعميها لو لزم الأمر.


عم سعيد مكنش مصدق نفسه والفرحة مكانتش سيعاه وبالفعل دخل وجنبه عبد الرحمن وهو داخل بـ ابتسامة هادية ورُقي مش محتاج يظهره؛ فـ شياكته عنوانه و ورا منه نور وميرا ووراهم جواد وعبد الله كأنهم حراسهم من العيون قبل الأيادي، عم سعيد قعدهم في الكراسي الأولى وراح ناحية الدي جي رحب بيهم ترحيب حار اسم اسم وشوية ورجعت اشتغلت الأغاني وقام وقف عبد الرحمن ونور وميرا راحوا ناحية البنات وهناك كانت واقفة ياسمين، وطلع عبد الرحمن المسرح ووراه جواك وعبد الله ووقفوا ينقطوا العروسة وبيوصوا العريس عليها وهم بيباركوا ليهم والعريس كان متفاجئ بيهم ومكنش بيعمل حاجة غير إنه بيرحب بيهم بحرارة وبيهزّ راسه ليهم:


- خلي بالك منها وتشيلها في عينك لأن سعادتها تهمنا واللي يسعدها يفرحنا واللي يزعلها يزعلنا.

- أكيد أكيد مش هتوصيني عليها.

- ربنا يسعدكم يارب.


عبد الرحمن حضوره لوحده كان كافي وبيغني عن أي تهديد متغلف في هيئة نصيحة وهو بيحذر العريس من تحت لـ تحت وشوية ونزلوا كلهم وسلموا على أبو العروسة وأمها ونور ودعتهم كلهم وخرجوا من مكان ما جم وبيبصوا وراهم ملقيوش عبد الله:

- أومال فين عبد الله؟

- استنوه هتلاقوه بيعمل حاجة وجاي.

- أنتِ عارفة يا نور هو فين؟

- أهاا.


عبد الله كان واقف مع ياسمين وبيطمن عليها وهي بتسأله مبيردش عليها ليه وأي وصله لكل الجروح اللي في وشه دي وكانت مخضوصة عليه لدرجة إن عبد الله لاحظ ده ومقدرش يخبي فرحته بـ اهتمامها وابتسم وهو بيطمنها:

 - حادثة بسيطة بس متخافيش.

 - حادثة بسيطة أي ده أنت وشك عامل شبه الخريطة.

 - عمومًا هي مبتتقالش كده يا ياسمين.

 - أنا آسفة قصدي إنك متخر..شم خاالص.

 - ياريتك ما بررتي يا ياسمين.


هما الاتنين ضحكوا وبعدها عبد الله ودعها وسابلها رقمه الجديد على تليفونها ومشي ناحبة أخواته اللي كلهم بصوله نظرة واحدة مش بتوحي بحاجة غير إن نور فتنت عليه ومخلتش حاجة مقالتهاش:


- على فكرة ظالمنني ونور دي لا بتستر عدو ولا حبيب.

- ياراجل!


كلهم قالوا في صوت واحد لدرجة إنهم ضحكوا ما عدا عبد الرحمن اللي بصله:

- الناس دي بسيطة وعايشين اليوم بيومه ومعندهمش غير الأمل معيشهم فلو تقدر تديهم أمل متتأخرش بس مترجعش تاخده منهم، علشان كده فـ كل خطوة لو مكنتش هتكملها متمشيش فيها، فاهمني يا عبد الله؟

- فاهمك يحبيبي.


عبد الرحمن ابتسم وهو بيشده من راسه ناحيته وبيحضنه وبيخبط على ضهره بخفة وهو بيقول:

- أمتى كبرت وأنت كنت ابني الكبير اللي مخلفتوش!

- ابنك أي يا عبد الرحمن أنت أكبر مني بـ تلت سنين!

- مهو حتى لو يوم يا غبي ده مش هيلغي فكرة إني الكبير.

- الكبير وهتفضل الكبير غصب عن أي حد.


ابتسموا كلهم وركب عبد الله عربيته ومعاه ميرا وعبد الرحمن قال لـ نور تركب معاه وجواد كان وراهم بـ عربيته وبدأوا يتحركوا كلهم في طريقهم للبيت وعبد الرحمن كان سايق وبيبص لـ نور بـ جنب عينه:

- نور!

- نعم يحبيبي!

- مين الطرف التالت في الخطة دي كلها؟

- وأنا هعرف منين يا عبد الرحمن!

- يعني مش أنتِ اللي جبتيني مصر؟

- ايه! 

- ...

#يُتبع

#الست_نور

اسكريبت الفصل الحادي عشر 11 من هنا

الاسكريبت كامل من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات