📁

اسكريبت الفصل الثامن 8 بقلم الست نور

اسكريبت عبر روايات الخلاصة بقلم الست نور

اسكريبت الفصل الثامن 8 بقلم الست نور

- أنا لازم أوصلها قبل ما يوصلولها.

- إحنا معاك يا عبد الرحمن.

- وأنا كمان.

- لأ أنت تعبان يا عبد الله اقعد ارتاح.

- مفيش وقت هرتاح إزاي وأختي بتعرض حياتها للخطر علشاني.


مكنش فيه وقت للمناهدة وبالفعل خرج عبد الرحمن وعبد الله وجواد وعُمر وخالد، واللواءات عملوا تليفوناتهم وأمروا فريق يتحرك يوصل لـ نور قبل ما حد يوصلها وبعدها هم كمان سحبوا عربياتهم وخرجوا ورا الشباب فكانوا عبد الرحمن وعبد الله في عربية وباقي الشباب واللواءات كل واحد في عربيته كانوا متحركين ورا بعض ست عربيات ولحقوهم 3 عربيات حراسة لدرجة إن اللي يشوفها على الطريق كان يُخيل ليه إن الأرض تتهيأ لـ مصيبة كبيرة.


- أنا وصلت.

- تمام فيه عربية هتيجي اركبي فيها من غير جدال.

- تمام.


بالفعل وقفت ومكملتش ثواني كان فيه عربية سودا مفيمة بتقف قدامي وبينزل منها اتنين لابسين بدل ونضارات سودا وعربية تاني جنبها بس محدش نزل منها حاوطوني وقبل ما يلمسوني بصيتلهم بـ تهديد:

- الأيد اللي هتتمد هندمكم عليها، أنا جاية بـ إرادتي ومفيش داعي لاستخدام القوة.

- تمام اتفضلي اركبي.


فتحولي باب العربية التانية ودخلت فيها ركبت ورا وكان السواق من قدام وواحد جنبه لف ليا وشه اتفاجأت إنه رياض باشا:

- أخيرًا جيتي لينا وبـ رجلك.

- مانت قولتها بـ رجلك، أنا عُمر ما حد يقدر يجبرني على حاجة مش عاوزاها.

- هنشوف.

- وماله نشوف.


بصيت لـ نجيب بـ تحدي وبعدها بصيت للسواق:

- شغل التكييف يغالي مش هتبقى حر عليكم في الدنيا وفي الآخرة.

- هي حر علينا بس! يشيخة قولي حاجة غير كده.

- وأنا مالي بيكم بتجمعني معاكم ليه! أنا شغلي كله سليم.

- مش معنى إن الناس شايفة كده يبقى ده صح، كل الفكرة إنك لسة متكشفتيش زي مإحنا اتكشفنا مسألة وقت يعني.


رياض باشا قال جملته وضحك وشاركه السواق الضحك فـ بصيتله:

- على الأقل أنا مبسلمش رقبتي لواحد هو بيتمنى قطعها.

- واحد مين؟

- شوف أنت رقبتك في أيد مين.


رياض بص بـ شك وبعدها رجع اتكلم وقالّي:

- أنتِ أكيد بتحاولي تتلاعبي بالكلام علشان تشيلينا من طريقك.

- الشغل بتاعنا ده مبيقفش لا عليك ولا على نجيب باشا بتاعك ولا حتى عليا، فلو خلصت منكم دلوقتي هيطلعلي مية غيركم.

- أومال عايزة توصلي لـ أي؟

- عايزة أقول إنك بتتغفل يا باشا، مسألتش نفسك نجيب هيمو..ت على الهارد كده ليه؟ مجيتك ليا مخصوص وهو مش مخاطر بـ نفسه ولا بـ سمعته وشغله دي متثيرش الشك في قلبك؟

- يعني أي؟

- كلنا أدوار وكلها مسألة وقت ونجيب بيلعب بيك علشان يحمي نفسه ويوصل لهدفه.

- فيه عربيات طالعة ورانا يا باشا ومحاصرة عربية الحراسة.

- استلم يا كبير.

- يعني أي؟ نجيب غفلني وعملّي كمين!

- بحترمه نجيب ده يخيي برغم إنه شيطان في هيئة إنسان بس بحترم ذكاءه أي حد ييجي في طريقه يشيله بوووم.


مع كلمة بووم بتاعتي سمعنا صوت انفجا..ار والعربية اللي ورانا اتقلبت وانفجر..ت بالحُراس، والعصابة وصلوا لينا وحاصرونا والسواق كان بيحاول يفلت منهم ورياض كان بيحاول يرن على نجيب بس مكنش بيرد عليه وهو كان بيسب ويلعن على ثقته فيه وفي لحظة كان السواق اتصاوب في دماغه هنا رياض اتفجع وأنا بدأ الخوف يدخل قلبي وحسيت فيه حاجة غلط!


- ابعد هسوق أنا.

- عايزاني أثق فيكِ وأسلملك حياتي!

- معندكش فرصة غيرها وإلا هنمو..ت.


رياض كان بيحاول يتحكم في سرعة العربية وأنا قومت من مكاني نطيت لـ مكان السواق وفتحت باب العربية بسرعة ورميت السواق اللي مات منها وقعدت مكانه وبدأت أسوق بسرعة وعملت دوران خلى العربيتين اللي ورايا يلفوا ورايا بنفس اتجاهي علشان أخليهم يتخبطوا في بعض ويحصل انفجـ..ار وأنا أطلع على الرصيف أعدي من جنب العربيات بعدها أرجع على الطريق وكنت لسة بتنفس أنا ورياض إننا نفدنا، بس لقيت عربية بتقتحم النار وبتعدي من وسطها وفجأة بيطلع من وراها عربيات كتير لدرجة إني مركزتش غير إني أزود سرعتي وأهرب منهم لأن المواجهة هنا فيها مو..ت والعدد يحكم.


- تقريبًا نور اللي في العربية دي يا شباب.

- هي متعرفش إننا إحنا اللي وراها لولا كده كانت وقفت.

- أنا هطلع من الشباك علشان تشوفني.


في الوقت اللي عبد الله بيقول كده وبيطلع فعلًا نور بتشيل نظرها من المراية اللي بتراقب منها العربيات اللي وراها وداست بنزين علشان تفوتهم بـ مسافة وده كله في نفس الوقت اللي عبد الله ظهر على المراية ولو شافته كانت وقفت ومضطرتش للمجازفة، وبيقع منها الهارد في العربية بتميل تاخده بسرعة في نفس اللحظة اللي بيصادف في طريقها صخرة كبيرة ومبتلحقش تغير اتجاهها فبتخبط فيها وتنفـ..جر العربية وبيقف الشباب وينزلوا من عربياتهم بسرعة:


- يا نووور.

-نور.


عبد الرحمن نزل من عربيته وحط إيديه على دماغه بعدم تصديق وقال اسمي بـ خفوت قبل ما الشباب يفوقوه ويجروا كلهم ناحية العربية اللي بقت كوم رماد وحاولوا يطفوها بالطفايات اللي في عربياتهم بس كانت بتزيد مش بتبطل وعبد الرحمن لف حوالين العربية يلمح أي حاجة لمح حاجة سودا وميل ياخدها كان عبارة عن هارد وجواد جه من وراه:


- ده الهارد اللي كان مع نور.

- طالما الهارد سليم يبقى نور سليمة، اتصلوا بالمطافي بسرعة والإسعاف وحد يفضل هنا مع العربية وباقي الشباب تلحقني هندور جوا شوية في الصحراء دي ممكن الانفجار خلى نور تترمي بعيد و....

- نور أكيد رمت الهارد قبل ما العربية تنفجر بس...

- مبسش ومحدش يقول كلمة، نور مفهاش حاجة وأكيد نطت وحتى بصوا الدم والرملة شكلها إزاي!


بالفعل كان المكان اللي بيشاور ناحيته عبد الرحمن بيوحي إن حد زحف هنا وبدأوا يتّبعوا المكان بعربياتهم بس بيوصلوا لعمق الصحراء ومش بيلاقوا حاجة ولا أي أثر حتى فبيرجعوا تاني بتكون النار طفت في العربية وبيلاحظوا الإسعاف بتاخد جثة واحد وهنا بيجري عبد الرحمن وباقي الشباب وبيرفع عبد الله الغطاء تزامنًا مع كلام المُسعف:


- مكنش فيه غير شخص واحد بس في العربية.

- الحمدلله يارب الحمدلله.


عبد الله بيخرّ على الأرض بضعف ودموع وبينزل لمستواه عبد الرحمن:

- يعني لا في العربية ولا في أي مكان أومال هتكون راحت فين بس؟ نور مش معانا دلوقتي بسببي وأنا عمري ما هسامح نفسي لكل اللي هي اتعرضتله ده.

- أنت ملكش ذنب يا عبد الله ونور قوية وأكيد نطت قبل ما العربية تنفجر وإحنا علشان كنا على مسافة كبيرة منها مشوفناهاش فأكيد هي لسة عايشة ومش هيجرالها حاجة.

- طب فين بس هتكون راحت فين؟


في مكان آخر على مسافة منهم كان بيعدي سواق ميكروباص وهو بيبص للعربيات وللتجمع بتاع الشرطة والشرطة بتوقفه بس لما بتشوف الرخص بتوافق يعدي، وبالفعل بيعدي من وسطهم والشباب مديينه ضهرهم وبدأ يبعد عنهم ومعاه أغلى قطعة في حياتهم كلهم وهم في حيرة ومفزوعين وبدأ يبعد بيها عن أنظارهم وهم في وادي ونور في وادي تاني خالص بتبعد خطوة بـ خطوة لحد ما خلاص هتغيب عن نظرهم بيلف عبد الرحمن وبيلمح الميكروباص وبييجي في باله حاجة بس بيقطع تفكيره أبوه وهو داخل عليه ومعاه القيادات:


- نور فين يا عبد الرحمن؟


عبد الرحمن بص لأبوه نظرة كلها عتاب وسؤال واحد هو "ليه" ليه وصلنا لهنا، بس اتنهد بحزن كتم كل عتابه وكلامه ولف وشه ومتكلمش معاه فـ رد عبد الله مكان عبد الرحمن:

- نور ...

- نور فين بنتي فين؟

- مش لاقيينها يا بابا مش لاقيين ليها أي أثر.

- يعني أي؟ بنتي ماتت؟

- لأ يا بابا متقولش كده هي طالما مش في العربية يبقى نطت ومجراش ليها حاجة بإذن الله.


سابهم ورجع للقيادات ومعاه باقي اللواءات لدرجة إن الشرطة كانت بتدور بكل جهدها خصوصًا إن الموضوع متعلق بـ بنت مهمة وليها في الداخلية قادة تُقال، وبقيوا مكانهم لحد الليل ومظهرش أي أمل ولو طرف خيط يوصلهم بـ نور.


- ألو أيوة يا باشا! الراجل ما..ت والبنت مش موجودة بس على الأغلب يا ما..تت يا طارت بعيد بسبب الخبطة ومش هتنفد ولو نفدت إحنا هنخـ..لص.

- لو عاشت اقتلو..ها وجودها بيهدد وجودنا.


كان فيه واحد واقف بعيد بيراقب اللي بيحصل وهو واقف بـ موتوسيكل عامل نفسه بيصلحه وبعدها خلص مكالمته ولف ومشي وغاب عن الأنظار من مكان ما جه.


- جواد تعالى معايا، وعبد الله روّح أنت مع باقي الشباب مفيش فايدة من وجودكم هنا علشان لو نور رجعت تعرفوا وتبلغونا.

- بس ...

- يلا يا جواد.


عبد الرحمن ساق عربيته وجنبه جواد وبدأ يتحرك لنفس الوجهة اللي كانت رايحة ليها نور وكأنه كان عارف كل اللي بيحصل معاها قبل ما ينقطع الاتصال بيها على آخر لحظة وبيوصل لـ مكان في نص الصحراء وبينزل قدام بوابة عريضة وحواليها أسوار عالية وبيفتحله الحارس بعد ما بيجيله مكالمة إنه يدخل اللي عالبوابة خصوصًا لما وشه ظهر قدام الكاميرا وبيرجع عبد الرحمن لـ عربيته وبيدخل بيها لجوا فـ بيظهر قصر كبير وإضاءته عالية كأنه في منتصف النهار.


- يا أهلًا بالعدو القديم.

- نور فين يا نجيب؟

- وأنا أي يعرفني مكان أختك! أنت لسة الصبح جيت أخدت أخوك ودلوقتي أختك؟ هو كل اللي يتوه تجولي هنا.

- طب كويس إنك عارف إنها أختي، عارف يعني أي!

- يعني أي؟


نجيب سأل عبد الرحمن ببرود وكأنه بيحاول يستفزه فـ بصله عبد الرحمن بتهديد وهو بيرفع راسه راس لـ راس:

- أفعصه ... اللي يمس شعرة منها أفعصه برجلي.

- أممم قولتلي ... طب كان من باب أولى تقتـ..ل اللي قتـ..ل مراتك وبنتك.


نجيب مال لـ ودن عبد الرحمن وهو بيهمس بـ آخر جملة علشان يطلع كلامه شبه لهيب النار وفحيح الأفعى اللي بتبخ سمها في اللي قدامها، وما كان من عبد الرحمن إلا إنه مسك في رقبته كان هيخنقه لولا الحرس وجواد فصلوا بينهم، ونجيب كان بيكح وبياخد نفسه بصعوبة وهو بيتحسس رقبته وإذا كان لسة عايش والحراس حاوطت نجيب وجواد وقف شبه السد في وشهم وحتى لو فيه فرق عدد فمش هيتهزوا.


- هو أنت لسة فاكر إني أنا اللي قتلـ..تهم! فووق بقى أنا كنت معاك مش ضدك وكنت لآخر لحظة بحاول أدخلك مع رجالتي ولما رفضت أنا كنت فعلًا بفكر ءأذيك بس ملحقتش كان غيري سبقني وقتها تراجعت قولت كفاية مو..ت مراتك وبنتك دول لوحدهم يكسروا ضهرك وهيرجعوك ليا بس أنت سافرت وسيبت البلد باللي فيها.

- أومال هيكون مين اللي ليه مصلحة غيرك؟

- شوف مين اللي دخل بينكم وكان عايز يدمر عيلتكم.

- رياض!

- ليه لأ! مهو حاول يضر أبوك في شغله زمان ولما معرفش انتقم من ولاده وكان أول ضحاياه أنت.

- رياض مات.

- صدقني لو مكنش مات كنت هقتلـ..ه بـ إيديّا.

- وخطف نور من قدام المستشفى؟

- صدقني أنا كلفت رياض بالمهمة دي وهو ...

- استخدم نفس القنا..ص اللي قتـ..ل عيلتي.

- عرفت إزاي؟

- نفس مواصفاته بس منين هو ومنين أنا كنت قتلتـ..ه بـ إيدي!

- صدقني مش كل اللي تشوفه صح.

- يعني هو لسة عايش؟

- أو حد بيوهمك إنه لسة عايش.


عبد الرحمن بص لـ عيون نجيب بعمق وكأنه بيعلن عن ليل أسود قادم ونار هتحر..ق كل اللي يقرب منها ومش هتسيب حد إلا وياخد جزاءه بس يتطمن على نور، بيلف علشان يركب العربية هو وجواد بيوقفه صوت نجيب:

- فيه طرف تالت في لعبتنا يا عبد الرحمن، فيه حد دخل بيننا وبيلعب من تحت لتحت.

- هيبان.

- متضيعش وقتك في الشك فيا لأن عندي الأكبر من أمور عيلتك مشغول فيه، دور على مين ليه مصلحة يد..مر عيلتكم ... غير رياض الله يرحمه.


نجيب قال جملته الأخيرة بـ سخرية كأنه بيدعي بالرحمة للشخص اللي عمره ما رحم حد، اتحرك عبد الرحمن بـ عربيته ودماغه بتفكر مش بتوقف لحد ما داس فرامل ووقف مرة واحدة ونزل من عربيته وهو بيقول لـ جواد يسوق مكانه:

- هنعمل أي يا عبد الرحمن؟

- ألاقي نور بس وبعدها مش هرحم حد فيهم.

- عمي لسة باعتلي لما أنت مردتش وإن مفيش مصابين وصلوا المستشفيات القريبة من الحادثة بنفس مواصفات نور، وخبر تاني وحش.

- أي؟

- يحيىٰ اتقتـ..ل في المستشفى.

- ايه!

- زي ما بقولك كده فيه حد اتخلص منه.

- وقف العربية يا جواد.


عبد الرحمن نزل من العربية هو وجواد وكانوا واقفين في مكان على الطريق في الصحراء مظلم إلا من نور العربية وسند بـ ضهره على العربية ورفع راسه للسماء وبدأ يفكر وجواد واقف جنبه مش عايز يقاطع خلوته وتفكيره، بس لما صمته طال اتكلم عبد الرحمن من نفسه لأنه كان محتاج يحكي:

- لما بتبقى الابن الكبير بيبقى عليك توقعات عالية من ناحية الأب اللي عايزك تورثه في شغله وتمسك زمام الأمور من بعده، ومن ناحية الأم اللي عايزاك تبقى سند لأخواتك، ومن ناحية أخواتك مينفعش يصيبهم مكروه علشان أنت الكبير ولو هم غلطوا أنت تصلح وراهم لو هم اتعوروا أنت ترفعهم من على الأرض، المسئولية كانت تقيلة عليا بس كنت مبسوط لأني بحب عيلتي وبيحبوني، لما دخلت في حياتي بنت وحبيتها وحبتني واتجوزتها مترددتش أخلف منها لأني طول عمري معتبر أخواتي ولادي فـ كنت عايز أجرب شعور إني أبقى أب بـ طفلة من صُلبي وجالي أجمل هدية كانت أيلا.


عبد الرحمن اتنهد بـ تعب وسكت دقيقتين قبل ما يرجع يتكلم بـ نَبرة كلها حزن تحت تركيز جواد ونظرته اللي بيشارك بيها وجع صاحبه وابن عمه وأخوه بدون ما يتكلم ولا ينطق بـ حرف:

- كانت روحي فيها لدرجة إني لو كنت زمان برفض شغل شما..ل علشان حرام وعلشان عندي مبدأ بقيت أزود سبب تالت علشان أنا أب، كلمة كبيرة عليا كانت مخلياني أعيش علشانها وبس، كنت خايف تضطر في يوم تتربى بدون أب وأكون السبب في ده بس أنا اللي اتيتمت من غيرها ومت لما حضنتها وهي سايحة في دمـ..ها عارف يعني أي بنت خمس سنين تجيلك على بيتك مدبو..حة وجرحها عميق لدرجة كنت ساند راسها خايف تتفـ..صل عن جسمها! كنت عايز أعمل آخر واجبي كـ أب وأدفنها بدون ما قطعة منها تئن ولا تتأذى.

- أيلا كانت غالية علينا كلنا يا عبد الرحمن ومو..تها فجعنا كلنا.

- كان زمانها دلوقتي عندها 8 سنين يا جواد كان زماني بمسك بـ إيديها وباخدها للمدرسة، ووجعي مخلصش وجرحي ملتئمش علشان يقتلـ..وا مراتي، بدل ما يصيبوني هي أخدت الرصا..صة مكاني وقالتلي إنها مبقاش عندها سبب تعيش علشانه ودلوقتي ارتاحت علشان هتروح لـ أيلا.

- ربنا يرحمها يارب.

- محدش اختارني وأنا اللي بعت الكل واخترت عيلتي يا جواد، حتى مراتي كانت روحها في بنتي أكتر مني لدرجة إنها حمتني علشان أعيش أنا وفي رقبتي ذنبها وذنب بنتي، يقوم بقى أي؟ بابا اللي المفروض يساعدني أجيب حقهم يسلم المُجر..مين للحكومة وأنا النار تفضل تحرق في قلبي وأولع أنا المهم هو يحقق العدالة.

- بس هو مكنش عايز يخسرك شغلك وتدخل السجن في مُجر..مين الحكومة قادرة تعاقبهم وتجيبلك حق مراتك وبنتك.

- يسيدي وأنا مكنتش عايز أكتر من إن قلبي يرتاح ويهدى أنا قلبي لسة واجعني يا جواد أنت عمرك سألت نفسك ليه أنا بالذات اللي خلصوا منه في عيلته؟

- علشان كنت شغال على قضية مُخدر..ات متورطين فيها ناس كبيرة وقتها؟

- ده اللي الكل يعرفه، لكن في الحقيقة إني وصلني معلومات في يوم على مكتبي من مصدر مجهول عن تخطيط جماعة إرها..بية لـ تفجـ..ير وتدمير مناطق حيوية في العاصمة وبمساعدة قيادات كبيرة وخو..نة ليهم في الداخلية واللي جابلي المعلومات دي عارف إني هعرف أنقذ الموقف لأنه معندوش شك في حبي لـ بلدي بس قبل ما أسلم الهارد للقيادات العليا الجماعة شموا خبر وعلشان يحموا نفسهم خطفوا بنتي وقتها بابا جالي مكتبي.


FLASHBACK 


ـ خطفوا أيلا يا بابا، خطفوا بنتي.

- أمتى وإزاي؟ والحراسة كانت فين؟ 

- اتخطفت وهي في المول مع رُقية خطفوها علشان مسلمش الفلاشة اللي معايا أنا لازم أروحلهم.

- فلاشة! فلاشة أي؟

- دي ..


بالفعل بابا شاف محتوى الفلاشة وإن فيه راجل من رجالتهم اعترف عليهم بـ كل حاجة قبل ما يقتلـ..وه بسبب إنهم اختلفوا ولأنه كان عارف إنه كده ميـ..ت وكده ميـ..ت قال يسلم رقبتهم للحكومة ووصلّي وساب الفلاشة دي في مكتبي قبل ما أوصل الشغل.


- دي معلومات خطيرة يا عبد الرحمن ولازم القيادة تاخد خبر.

- بس بنتي يا بابا! لو شكوا إني سلمت المعلومات دي للقيادة ممكن يأذوها.

- محدش هيقدر يلمسها لأنهم عارفين هي بنت مين وأهلها مين وهم مش هيبقوا عايزين عداوة معانا، بس لو استنينا ومتحركناش فيه أرواح ناس كتير هتضيع يابني.

- فيه رقم غريب بيرن.

- رد بسرعة وافتح الاسبيكر.


قعدت وفتحت الاسبيكر وبابا كان قاعد على كرسي قدامي ووصلني صوت بنتي أيلا وهي بتصرخ:

- بابااا تعالى خدني يا بابا.

- أيلااا


وقفت اتفزعت وقلبي كان هيتخلع من مكاني أول ما سمعت صوتها وبدأت أناديها بـ اسمها ولكن فجأة صوت أيلا اتكتم وسمعت صوت تصفير وبعدها ضحكة إنسان مريض وهو بيقول:

- متقلقش بنتك بـ أمان طول مانت معملتش حركة غلط كده ولا كده.

- أنتوا عايزين منها أي؟

- مش عايزين منها عايزين اللي معاك.

- اللي معايا! أي اللي معايا؟

- الفلاشة! الأحسن متتسرعش بدل ما تدفع تمن تسرعك ده بنتك، بنتك حلوة يا باشا خسارة في المو..ت.


رجع ضحك ضحكته المستفزة وهو بيلعب بـ أعصابي وختم بـ تصفير كان صداه في عقلي مرعب وأنا بتخيل سيناريوهات كتير كلها أفظع من بعض.


- أنا مش هعرف أسلمك الفلاشة يا بابا.

- كده بتخون القسم يا عبد الرحمن وبتضر بلدك اللي حلفت تحميها من كل مين يعاديها.

- وبنتي يا بابا مين يحميها؟ أنا خدمت بلدي كتير بس بنتي دلوقتي في حاجة ليا.

- بس ...

- أنا آسف يا بابا.


أخدت الفلاشة حطيتها في درج مكتبي وقفلت عليها بالقفل وأخدت مفاتيح عربيتي وجريت عالبيت أشوف رُقية اللي كانت منهارة وماما ونور وميرا بيحاولوا يهدوها وهي أول ما شافتني جريت عليا:

- سامحني يا عبد الرحمن سامحني أيلا اتخطفت بسببي، بس أنا والله ما سيبتها من أيدي دول عصا..بة نزلوا من عربية وسحبوها مني غصب مقدرتش أحميها مقدرتش أحمي بنتي .. يا أيلااااا


وسط انهيار رُقية اغمى عليها بين أيدين عبد الرحمن اللي شالها بين إيديه وطلع بيها لـ أوضتهم حطها في سريرها ونزل لتحت كان بيعمل كذا مكالمة وحاول يتتبع لوكيشن الرقم بس مكنش ظاهرله لوكيشن وقعد لحد بالليل بيحاول يوصل لأي طرف خيط بعدها جاله اتصال من نفس رقم الخا..طف اللي حاول يرجع يرن عليه بس كان مغلق ودلوقتي هو بيرن تاني فـ فتح بسرعة والخا..طف اتكلم:

- أنا مش قولتلك الصبح الفلاشة قصادها حياة بنتك!

- وأنا لسة على وعدي.

- وعدك زي قسمك يا حضرة الظابط كلهم ملهمش معنى، بعتلك هدية على بيتك.

- يعني أي! 

- خسارة والله في المو..ت.

- أيلا!


ناديت اسمها بـ رعب وأنا بيقع من إيدي التليفون وأنا بـجري لـ برا البيت وأهلي كلهم بيجروا ورايا لحد ما لقيت الحارس واقف وجنب منه أيلا على الأرض، نزلت على ركبي قدامها وأنا شايفها غر..قانة في دمها، مديت إيديّا رفعتها عن الأرض حطيتها على رجلي وبدأت أمسح الد..م اللي على وشها بـ أيدي:

- قومي يا أيلا هدومك تتوسخ يا بابا، فتحي عينك يا أيلا.

- فيه أي متجمعين كده ليه؟


رُقية بعدت الكل اللي كانوا بيبكوا ويشهقوا في صمت وبيبصولها بـ حزن وأول ما شافت ضهر عبد الرحمن وعلى رجله أيلا صرخت صرخة قطعت قلوب الكل بما فيهم عبد الله وأبوه اللي دخلوا في نفس اللحظة وشافوا عبد الرحمن بيبكي ودموعه مغرقة وشه وبيبكي بدل الدموع د..م ورُقية اللي سحبت أيلا منه وبقت تحضنها وتصرخ وهي بتهزّ فيها علشان تفوق، عبد الرحمن وقف وبص لأبوه:


- عمري ما هسامحك، عمري ما كنت أتخيل إنك تبقى بالجحود ده وتضحي بـ بنتي، أيلا اللي كانت بتجري عليك أول ما تدخل البيت وتقولك جدو هانت عليك يا بابا! 

- اهدي يا عبد الرحمن أكيد فيه حاجة غلط.


عبد الله كان بيحاول يهدي عبد الرحمن بس عبد الرحمن مكنش فيه ذرة عقل وزق عبد الله بـ غضب وهو بيصرخ في أبوه:


- أبوك المحترم لما اتحط في اختبار إنه يختار بين شغله وبنتي ضحي بـ بنتي يا عبد الله، أبوك ضحى بـ بنتي علشان يتقاله برافووو وعاش يا سيادة اللواء إنك مطبق الواجب حتى لو على أهل بيتك، كنت اقتـ..لني أنا يا بابا قطعني اضربني بـ مسدسك بس بنتي! بنتي اللي مكنتش بستحمل عليها الهواء اتحط على رقبتها سكـ..ين! عارف يعني أي؟ صرخت كام صرخة ولا نادت بـ اسمي ولا اسمك علشان ننقذها وهي بتمو..ت وفاكرة إن جدها هيجري عليها ويساعدها بس هو كان السبب في مو..تها.

- عبد الرحمن يابني ...

- متلمسنيش ... إياك تلمسني أنا لا ابنك ولا عايز يربطني بيك حاجة من بعد ما بنتي ما..تت وحقها أنا هعرف أجيبه كويس.


قال جملته بصوت جهووري هزّ أركان البيت وبعدها ميل شال أيلا من حُضن رُقية ومشي بيها لـ برا في عربيته وخرج وراه نور وعبد الله وميرا ومعاهم رُقية اللي بيحاولوا يسندوها وهي مش قادرة تقف على رجليها وكانت لحظة من أصعب اللحظات اللي تمرّ عليهم كلهم في حياتهم، إزاي طفلة في سنها ينتقموا منها بالشكل المُريب ده!


BACK 


- يعني عمي هو اللي سلّم الفلاشة!

- كانت غلطة مني لما سيبتها في المكتب وللأسف محدش غيره كان يعرف اني سايبها هناك.

- طب ومراتك أي السبب إنهم يقتلو..ها بعد ما خلاص المفروض إنهم خلصوا منك في بنتك؟

- لأني قتلـ..تهم ابنهم بنفس طريقة بنتي.

- إزاي؟


عبد الرحمن رجع بالزمن لورا تلت سنين وهو واقف قدام واحد متكتف ومحطوط بلاستر على بوقه وشال البلاستر من على بوقه ووقف قدامه بالمسد..س وهو بيصوب ناحية دماغه وميل لمستواه وهمس:

- عندك أمنية قبل ما تمو...ت؟ بما إنك ميـ..ت ميـ..ت فهسيبك تتمنى.


المُجر..م كان بيبصله برعب وبيترجى عبد الرحمن يسيبه:

- لو ضربتني هقول لـ بابا وجدو وهيضربو..ك وهيحطوك في السجن هم بيضر..بوا الناس الوحشين.


تعابير الخوف اتحولت لـ هيستيريا ضحك والضحك اتحول لـ جنون وكأنه مريض نفسي وهو بيبص لـ عبد الرحمن وبيقول:

- كانت بتقول بابا هينقذني هو وجدو مكانتش تعرف إن عيلة مهران أبوهم الشغل وسيدهم العدل وبيحموا بلدهم حتى لو فيه سكيـ..نة على رقبتهم بس للأسف المرة دي السكيـ..نة كانت على أيلاااا يا حرااام.


قال اسمها بـ صوت خافت مُرعب يشبه السواد والسم اللي في قلبه اللي في الغالب مش طالع من بشري عادي ده تعبان في هيئة إنسان وكلامه زي فحيح الأفا..عي كمل وهو بيقول:


- اسمها ناعم زي بشر..تها استخسرتها في الموت بس قولت لـ نفسي كلنا هنمو..ت فـ حطيت السكيـ..نة وريحتها من عيلتها الأنانية وكنت رحيم بيها أكتر منكم لدرجة كتمت نفسها وأنا بدبـ..حها علشان متصرخش لأني بكرة سماع صوت الأطفال.


عبد الرحمن لف لـ عربيته جاب سكيـ..ن ورجع حط البلاستر على بُق المُجر..م وسحبه من شعره لـ فوق وكانت عيونهم مواجهة لـ بعض وعبد الرحمن واقف في ضهره وحط السكينة على رقبتـ..ه اللي كان نصلها بيلمع في الضلمة وهمس جنب ودنه:

- من لا يَرحم لا يُرحم ود..م بنتي مش هيكفيني فيه عيلتك وشبكتك كلها.


بـ ضربة واحدة كان عبد الرحمن دبــ...حه وسابه غرقان في دمـ..ه وهو بيفرفر ومش طالعله صوت لحد ما جسمه سكن مكانه ومبقاش يتحرك، وقتها عبد الرحمن نادى لـ رجالته:

- يتاخد زي ماهو كده ترموه قدام بيت أبوه رئيس الحز..ب.

- تمام يا باشا.


BACK 


- طب وهو ده كان الوحيد اللي قتلـ..ته؟

- كل اللي كانوا مشتركين في المؤامرة قتـ..لت ليهم أعزّ ما ليهم يعني رئيس الحزب قتـ..لت ابنه، واللي أبوه كان في الداخلية وكان مشترك معاهم كنت السبب في حادثـ..ة موت ابنه، واللي كان رجل أعمال كنت السبب في حر..ق مصانعه ورميت ابنه وهو متكتف وسط النار حي وكل ده وهم في السجن حتى جنازات ولادهم معرفوش ياخدوها.

- علشان كده حاولوا ينتقموا منك!

- فـ خدتها رُقية مكاني.

- وأهلها فين يا عبد الرحمن إزاي مظهروش؟

- أهلها قاطعوها من وقت ما اتجوزنا علشان مكانوش عايزينها تتجوز ظابط ولا أهله في الداخلية كانوا عايزين ليها حياة مستقرة وياريتني ما دخلت بيتهم ولا أخدتها من وسطهم كان زمانها لسة عايـشة ومعاهم، بعد ما أخدت بـ تار بنتي استقلت من شغلي وسيبت البلد ومرجعتش غير علشان أخواتي.

- قدر يا عبد الرحمن ومالناش يد فيه ولا في تغييره قول الحمدلله.

- الحمدلله ... علشان كده خايف على نور يوصلوا ليها قبلنا.

- طالما نجيب مش هو السبب ورا خطفها أومال مين اللي كانوا بيلحقوها دول؟

- ناس تانية دخلت في النص ويا هيكونوا نفس الناس اللي انتقمت من ولادهم يا طرف تالت لسة معرفوش.

- طب أنت متأكد إن نجيب ملوش يد؟ ممكن يكون بيتوهك.

- نجيب كده كده هيتجاب بس لما أعرف مين اللي ورا نور وعايزين منها أي! هو كان همه كله الشغل بتاعه مش نور يعني كان عايز يلبسها الحفلة في حين إن غيره كان بيلعب إنه يخلــ..ص منها ويبقى السبب ورا كل ده نجيب يعني من غير ماهو يظهر.

- اااه فهمتك يبقى كده بيخلصوا في نور.

- بالظبط بس أنا سيبت البلد وهم مش هيغلبوا يوصلولي يعني لو عايزين ينتقموا مني كانوا وصلوا ليا.

- مش يمكن عملوا ده كله علشان تنزل يا عبد الرحمن!


عبد الرحمن بص لـ جواد بـ تفكير:

- ممكن وممكن لأ.


في مكان آخر في حي شعبي بيقف الميكروباص وبينزل منه شخص وبيبص حواليه بـ ريبة وقلق ولما بيتطمن إن محدش موجود والجو هادي فتح باب الميكروباص ونزّل نور وشالها وهي سايحة في دمـ..ها ومغمى عليها وقفل باب الميكروباص ودخل بيها العمارة ووصل عند شقته وسند نور جنب باب شقته وطلع المفتاح وفتح الباب وبعدها رجع شالها ودخلها وقفل الباب بـ رجليه وسندها على أول كنبة قابلته:


- مكنتش عارف أردلك عملتك معايا إزاي ودلوقتي وقعتي تحت إيدي ومحدش سمى عليكِ.

- ....

#يُتبع

#الست_نور

اسكريبت الفصل التاسع 9 من هنا

الاسكريبت كامل من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات