اسكريبت عبر روايات الخلاصة بقلم الست نور
اسكريبت الفصل الثاني 2 بقلم الست نور
- مين حضرتك؟
- مش مهم أنا مين، المهم إن أم حضرتك في السجن.
- نعم! أمي أنا؟
- أيوة أمك اللي رميتها في الشارع دخلت السجن في تهمة سرقة وتخيل سرقت أي! سرقت أكل الجوع خلاها تسرق وهي الست عزيزة النفس طول عمرها وإيدها كانت كلها خير للكل بقت تمد أيديها علشان تاكل! وبسبب مين بسبب ابن عاق زيك خسارة فيه التربية! ياريتها كانت أجهضتك ولا جابتك عالدنيا وهي بتشوف بعينيها آخرة المعروف الضرب بالكفوف.
كسرة النفس وحشة وخصوصًا لما راجل يتكسر بتبقى صعبة قعد على كرسي قدامي بانهيار وهو مش قادر يصلب طوله وعياله جريوا عليه حضنوه ومراته وقفت جنبه لسة هتتكلم ضربها بالقلم ومسك في رقبتها.
- أنتِ السبب! أنتِ السبب إني أكره أمي وأتخانق معاها وأسمعها أصعب كلام ممكن الأم تسمعه في حياتها من ابنها اللي تعبت وربته وآخرة المتمة أطردها! فضلتي تزني على وداني أمك أمك أنتِ أي يا شيخة! شيطااان؟
فصلت بينهم بجسمي كله وأنا خايفة يقتـ..ـل مراته في وقت عصبية والموضوع يتطور ومراته أول ما فلتت منه انفجرت فيه وهي بتزقه وبتصرخ:
- أنا اللي شيطان! هو أنت ضربتك على أيدك يا حبيبي ولا أنت اللي راجل مطمرش فيه تربية أمه؟ ده أنا أخواتي لو رفعوا نظرهم في أمي أبويا يكسرلهم راسهم لكن أنت اللي كلمة تجيبك وكلمة توديك لا يحبيبي أنا مضربتكش على إيدك أنت اللي مش راجل واستقويت على أمك.
قالت كلامها ومشيت من وشه وأخدت عيالها وفي خمس دقايق كانت خرجت بشنطة هدومها وقبل ما تمشي كان الجيران دخلوا على الصوت فبصيت ليه نظرة أخيرة:
- اللي يخسر أمه هيخسر كل حاجة مراته وولاده وشغله وكل حاجة ربك مش بيبارك لابن عاق أبدًا لأن عقوق الوالدين صعب فـ صلح علاقتك بأمك قبل ما تندم ندم مينفعش فيه رجعة، أنا خرجتها من السجن وخليت اللي رفع الشكوى يتنازل والمحامي بتاعي معاها دلوقتي بس أنت هتروحلها معايا وهنشوفها سوا وأنت عارف هتعمل أي.
- هبوس إيديها ورجليها واللي تعمله فيا أنا راضي وهحط جزمة في بوقي لأن أي حاجة تعملها فيا هتكون قليلة.
بالفعل أخدته بـ عربيتي ووصلنا القسم وكانت هي هناك وأول ما رفعت نظرها شافت ابنها وشافتني حطت إيديها على قلبها من الخضة والفرحة وجريت عليه، كانت لحظة عمري ما أقدر أوصلها بكلام عتاب على دموع على ندم على محبة والميه رجعت لمجاريها والأم والابن اتصافوا ودي أسعد لحظة بالنسبالي.
- عمري ما هنسى وقفتك دي معايا، روحي يا بنتي ربنا يسعدك ويحبب فيكِ خلقه حتى الطوب في أرضه.
- آمين يارب، هرجعلك تاني قريب بإذن الله بس المرة دي في بيتك.
- تنوريني والله ده إن مشالتكيش الأرض أشيلك فوق راسي.
مكنش عندي وقت أرتاح فدخلت عند المحامي بتاعي وطلبت منه المحضر التاني وقولتله امشي في إجراءات الخروج وأنا هجيب الراجل اللي اشتكى على أم فاتن يتنازل وبالفعل أخدت عنوانه وعنوان بنتها وروحت الأول للراجل:
- عارف لولا حرام كنت كسرت عليك محلك ده.
- يا مجنونة يا بنت المجانين أنتِ مين؟
- كويس إنك عرفت إني مجنونة علشان منتعبش مع بعض كتير، بقى يا راجل يا قلة تسجن ست غلبانة علشان تلاجة؟
- ست مين؟
- أم فاتن، عارفها ولا أفكرك بيها؟
- لا لا عارفها عارفها، طب وأنتِ عايزاني أعمل أي وهي مش راضية تدفعلي! حد قالهم إني فاتح جمعية خيرية هنا! اللي مش قد الدفع ميشتريش.
- تصبر عليها يا راجل يا قلة هي مش بتشحت ولا بتمد إيديها، بس لما تسجن ست غلبانة علشان اتأخرت في دفع الأقساط يبقى أنت لا عندك دم ولا إحساس.
- أنا هطلبلك البوليس.
- أنا لسة جاية من عندهم دلوقتي وتخيل الصبح لسة خارجة من الحجز يعني مش باقية عالدنيا وهي موتة ولا أكتر.
- لا حول ولا قوة إلا بالله أنتِ طلعتيلي منين! طب عايزة أي وأنا أعمله؟
- تتنازل.
- طب وفلوسي؟
- هتاخدها عالجزمة بس هتروح للست الغلبانة تقولها حقك عليا يا أم فاتن وراسك أبوسها واوعى تبوس بدل ما أغزك.
- لا لا مش هبوس هتنازل بس.
- جدع هتطلع على القسم دلوقتي وهتلاقي المحامي بتاعي هناك مستنيك هيفهمك على كل حاجة.
- حاضر حاضر.
افتكرت أم فاتن لما قالت بروح لبنتي زيارة بشتري شيء وشويات فمعرفتش قصدها أي بالشيء وشويات غير إنها بتملى عين بيت جوز بنتها، فطلعت على أقرب هايبر واشتريت حاجات للبيت فاكهة وخضار ومجمدات وحاجات معلبة وبقوليات وعلى أقرب محل حلويات روحت اشتريتلها برضو شوكولاتة وحلويات وحطيت الحاجات في العربية ووصلت بيتها.
- ده بيت إسلام أحمد عبد العزيز؟
- أيوة أنتِ مين؟
- صاحبة فاتن.
مصمصت شفايفها بغيظ وبدأت تبرطم ففهمت إنها حماتها:
- أنا مش قولتلها متجيبش حد البيت البنت دي هي مش بتفهم ولا أي! وأي ده جاية وإيديها فاضية كمان!
- بقولك يا طنط صح أنا كنت جايبة ليكم حاجة بسيطة أتمنى تقبلوها مني.
وشها ابتهج والسرور ملا قلبها ورحبت بيا ترحيب فظيع أنا ذُهلت وأنا واقفة عمري ما كنت أتخيل إن فيه ناس كده، فتحتلها باب العربية راحت اتصدمت من كل الحاجات دي ونادت على ولادها منهم جوز فاتن ينزلوا الحاجة.
- كل ده؟ ده كتيرر أوي.
- وفيه في شنطة العربية كمان لسة.
- اجري يا واد نزلهم، مش عارفة أقولك أي يا بنتي ابقي تعالي كل يوم تنوري وتآنسي.
دلوقتي تقول تعالي كل يوم، ست غريبة والله بس من كلام أم فاتن كان لازم أخمن طبيعة البيت اللي أنا رايحة ليه وناسه عاملة أي وطبعهم إزاي!
- صاحبتك يا فاتن.
- صاحبتي مين؟
- أنا صاحبتك نور اللي كنت معاكِ في الجامعة.
أخدتها بالحضن وسط صدمتها علشان متفضحناش وهمستلها إني من طرف أمها وهي بكت تلقائي وشددت في حضني وهمستلي إني أطمنها عليها وصحتها أحسن ولا لأ ففهمت إنها متعرفش إنها في السجن.
- ألا مشوفناكيش قبل كده يا بنتي ولا حتى في الفرح؟
- كنت مسافرة يا طنط والله وأول ما عرفت إن فاتن اتجوزت قولت لازم أزورها.
- فيكِ الخير والله ابقي نورينا على طول.
- عنيا حاضر.
قعدت مع فاتن لوحدنا وفهمتها اللي فيه أمها وهي كانت لسة هتصوت لولا حطيت إيدي على بوقها كتمت صوتها وقولتلها إن أهل جوزها دول ناس متسترش وهيعايروها بأمها وهي أكيد أدرى بيهم مني.
- طب أروحلها إزاي؟ ده حماتي مخلية خطوتي بحساب.
- مش المهم كلمة جوزك؟
- مهو كلمة أمه ماشية على حمايا والرجالة والبيت كله.
- ده أي الست دي جبروت!
- دي أكتر والله.
- طب أقولك عندي فكرة أصل مش هنغلب واللي ديته فلوس أمره سهل.
خرجت لحماتها وطلعتلها فلوس وطبقتها وحطيتها في إيديها:
- دي فرحة النونو الجديد وحمل فاتن أنا قولت لازم أباركلك على أول حفيد يا طنط وبإذن الله ربنا يبارك لفاتن وجوزها ويجيبوا طفل سليم معافى.
- بس ده كتير يا بنتي! والله بنت أصول يا حبيبتي.
- كنت عايزة أستأذنك فاتن توديني لوالدتها علشان معرفش البيت وأنا عايزة أسلم عليها قبل ما أسافر لأنها كانت صاحبة ماما.
- وماله يا حبيبتي روحي يا فاتن بس متتأخريش.
- لا لا متقلقيش هرجع أجيبها بعربيتي.
- فيكِ الخير يا حبيبتي بس أمانة عليكِ تبقي تيجي تاني لأحسن مجيتك زادتنا خير وبركة.
مجيتي برضو أها يولية يا أرشانة! بس يلا كله لأجل فاتن وأم فاتن وبالفعل وصلنا القسم كانت فاتن شافت أمها وحضنوا بعض بلهفة وفرحة وأنا دخلت للمحامي وسيبتهم مع بعض شوية يتكلموا.
- صعب تنفد منها يا نور يا بنتي دي جوزها معترف إنه قتل مع سبق الإصرار والترصد يعني مش بالغلط خالص.
- أها يا راجل يا عــرة مهو أكيد علشان يخلص منها ويتجوز، طب مفكرش في بناته!
- بصي هي ليها ثغرة وإن ...
- نور يا بنتي.
- نعم يا طنط اتفضلي.
- أنا مش عارفة أشكرك إزاي.
دخلت أم فاتن وبنتها عليا وهم مبسوطين ولسة هتوطي تبوس إيدي اتخضيت وسحبتها بسرعة وأنا بقولها:
- الإيدين دي اللي شقيت وتعبت العمر كله علشان تعيش بالحلال متوطيش أبدًا، دي تدي البركة بس وتدعيلنا.
- أنا بنتي حكتلي عاللي عملتيه.
- على فكرة هي طلعت متعرفش إنك هنا وأول ما عرفت صممت تيجي معايا يعني مهونتيش عليه وأنتِ غالية عندها زي ما هي غالية عندك.
- حلال فيها البطن اللي شالتها عمرها ما تقسى على أمها.
- ربنا يباركلكم في بعض يارب.
- قابلتي حماتها؟
- يالهوي بقى هو فيه ناس كده! إزاي إحنا اللي كنا في زنزانة ودي برا؟ كنتوا جبتوها ليا في اليوم إياه كنت قرقشت ودانها.
كلهم ماتوا على نفسهم من الضحك حتى المحامي بتاعي وأم فاتن فتحت دراعها وحضنت بنتها وشدتني ليها وهي بتطبطب علينا وبتبوس راس كل واحدة فينا وأنا ابتسمت تلقائي:
- لو حبسي في السجن علشان أشوف غلاوتي عند بنتي وأقابل بنت زي نور يبقى موافقة أتسجن العمر كله وهو الواحدة مننا تعوز أي غير إن فيه حد هيفتكرها حتى لو بالدعاء لما تموت! وأنا اطمنت.
- بعد الشر عليكِ يا ماما.
- بعد الشر عليكِ يا طنط.
قولناها في صوت واحد أنا وفاتن وهي ابتسمت وطبطبت علينا وأنا بصيت للمحامي:
- امشي في الإجراءات اللي اتكلمنا فيها وأنا هروح أوصل أم فاتن وبنتها وبعد كده أشوفك عندنا في البيت بالليل بإذن الله بس متحكيش لبابا حاجة حتى لو سألك أنت مش هتغلب.
- فاهمك أيوة خلاص تمام ماشي.
- روحي يا بنتي شوفي شغلك مش عايزين نعطلك أكتر من كده كتر خيرك عاللي عملتيه معانا ده كتير أوي.
- عطلة أي بس عنيا ليكم.
بالفعل أخدتهم وصلتهم ووقفنا على أول الشارع لقينا الناس متجمعة وملمومة وفيه عربيات شرطة واقفة:
- فيه أي متجمعين ليه؟
- أم فاتن! حمدلله على سلامتك يختي معلش والله مقدرتش أجيلك أنتِ عارفة ظروف بيتي.
- ولا يهمك يا حبيبتي الله يسلمك بس فيه أي وقافلين الطريق ليه؟
- العمارة وقعت عالسكان ولسة مطلعوش حد من الانهيار اللي حصل ده ربنا بيحبك علشان متكونيش موجودة في الوقت اللي وقعت فيه.
أم فاتن اتخضت وجريت وإحنا جرينا وراها وهي كانت بتصرخ وبتقول:
- أروح فين وآجي منين وأقعد فين وأنا شقتي بقت كوم تراب!
- اهدي اهدي واحمدي الله إنك نجيتي غيرك لا لحق عقار ولا نجى بحياته.
- الحمدلله يارب ... حكمتك يارب.
كنت بشوف صور ميتة من غير روح لأي مصيبة بتحصل في الأحياء العشوائية بس عمري ما شوفت دم ولا صرخات ولا دمار شامل ومستقبل ناس بيتدمر، الصورة الصامتة مش بتنقل وجع الناس بس وجودي هنا النهاردة هزني ووقف عقلي عن الاستيعاب، الناس دي عايشة إزاي وهي في ابتلاء وراه ابتلاء أكبر وراه مصيبة أفظع وحياتهم على كف عفريت كل يوم زي ما المثل بيقول!
- روحي بيتك يا بنتي بدل ما بيت جوزك يقلقوا عليكِ.
- طب وأسيبك في الشارع إزاي يا ماما؟
- أنا هتصرف متقلقيش المنطقة كلها هنا أهلنا.
- إحنا مالناش أهل يا ماما إحنا بطولنا هنا لو كان لينا أهل مكانتش دي بقت حياتنا ولا كنتي أنتِ اتسجننتي وأنتِ بتسددي ديون جهازي ومحدش سأل فيكِ لولا ربنا بعتلك بنت ملاك لا تعرفنا ولا نعرفها وساعدتنا وهي مش مستنية مننا حاجة.
فضلوا يبكوا في حضن بعض لحد ما أم فاتن اتنفضت وبصت لقيت واحد واقف مع الحكومة جريت عليه مسكت في هدومه:
- الحقونا يا حكومة الست دي عايز تتهجم عليا.
- بقى دلوقتي بتتحامى في الحكومة يا راجل يا ناقــ..ص! مش أنت اللي قولتلنا نطلع ونسيب العمارة وإلا هتوقعها على دماغنا؟ وقعتها على ناس غلابة لا حول ليهم ولا قوة!
- الكلام ده صح يا راجل أنت؟
- أنا .. أنا معرفش حاجة يا بيه عن كلامها دي كلها اتهامات باطلة أهاا الست دي بترمي بلاها عليا.
- دي جناية وشروع في قتــل وأنت هددت حياة المدنيين ابقى قول الكلام ده في القسم، هاتوه عالبوكس وأنتِ يا ست أنتِ كان معاكِ حد وهو بيهددكم؟
- أيوة يا بيه.
- طب تعالوا عالقسم علشان تقدموا شهادتكم.
وقفت مش عارفة أتحرك وأنا دماغي بتلف بيا من التعب ومن الحاجات الكتيرة اللي حصلت بس تلاشيت أي تعب جسدي وأي شعور أرهقني وقررت أستحمل حبة كمان علشان الست دي والناس اللي ماتت وبالفعل وقفت معاهم لحد ما راحوا القسم أفادوا بشهادتهم وبعدها رجعت بيهم لبيت جوز فاتن.
- فاتن! أي جاب أمك معاكِ؟
- هاا أصل هو يا حماتي أمي يعني كانت ...
- لا مفيش يا أم إسلام ده أنا كنت جاية أوصلها وأسلم عليكم.
- أمم أحسب طب يختي الله يسلمك تسلمي.
- روحي يا فاتن يلا يا حبيبتي تصبحي على خير.
- ماما ...
- ادخلي بقى واسمعي الكلام.
فاتن بصتلها وبصت لحماتها اللي بتنفخ وتفش وهي مش مستحملة وقفة أمها ونطقت وهي مغلوب على أمرها:
- حاضر بس ابقي طمنيني.
خرجت أم فاتن وهي مكسورة النفس لقيتني لسة مستنياها قدام عربيتي فبصتلي وسألتني:
- أنتِ لسة ممشيتيش؟
- همشي إزاي من غيرك؟
- أصل هو أنا ...
- الست دي مبتحبش حد يزورها غير لو جايبلها حاجة ما بالك إنها توافق تعيشك في البيت! فمكنش ينفع أسيبك.
- آخر مشوار وكتر ألف خيرك والله تعبتك معايا وصليني لبيتي بس.
- هتروحي فين؟
- عند أي حد من الجيران.
- اللي هيستحملك يوم مش هيستحملك عشرة، تعالي معايا.
- على فين يا بنتي؟ كفاية كل التعب اللي سببتهولك والله.
- تعب أي بس عنيا ليكِ.
- تسلملي عينيكِ يارب أنا مش عارفة أقولك أي ولا أنا عملت أي في حياتي حلو يخليني أقابل ملاك زيك على رأي بنتي فاتن.
- أنا برد من الدين اللي عليا والله.
- دين أي؟
بصيتلها وبلعت كلامي وأنا في صراع من جوايا وأنا من يوم الحجز وندمانة على كل مرة استغليت فيها تعاطف الناس لصالحي والتريندات اللي كنت بسعى أكون فيها رقم واحد علشان أفضل على الساحة وكل ده يخدم على مصالحي وشغلي وأوسع نطاق شركتي، دلوقتي بحاول ولو بجزء بسيط أخدم الناس نفسهم اللي بحاجة لمساعدة كل حد فينا مؤثر بطريقة ما ومعاه الناس وراه وفي ضهره.
- وصلنا.
- بس ده مكان راقي أوي.
- ده دار بشرف عليه من وقت ما اتفتح وبقى للستات تسكن فيه، كان فاعلي الخير عاملينه مأوى للستات اللي محتاجة حد يمدلها يد العون وده بيتك من النهاردة ولو حد زعلك بس مش هقولك رفع عينه فيكِ قوليلي وأنا ليا تصرف معاه.
- إزاي بنت في سنك تعمل كل ده؟
- لأني عشت وسط كل الناس وسافرت كتير ولفيت أكتر والخبرات دي قوتني في سن هو صغير بالنسبة لناس كتير مش بيقولك اللي يعيش ياما يشوف؟
- أنا لا عمري شوفت ولا هشوف بنت زيك، يابخت أهلك بيكِ.
أهلي! افتكرت أهلي والمحامي اللي تلاقيه وصل البيت مسكت تليفوني لقيته رانن عليا كتير وأنا مسمعتوش فرجعت رنيت عليه مردش، فودعت أم فاتن ووصيت عليها المُشرفات وسوقت عربيتي وأنا متخيلة السيناريو وبابا اللي تلاقيه بيستجوب المحامي دلوقتي في مكتبه وبيقرره على كل مصايبي:
- بابا!
- أهي الهانم وصلت.
بصيت للمحامي برجاء اللي هو يارب متكونش حكيت وأنا فاتحة باب المكتب وواقفة مش قادرة أتحرك وبقدم رجل وبأخر رجل:
- اهدى وأنا هشرحلك يا بابا.
- هتشرحيلي أي ولا أي؟
- هشرحلك كل حاجة.
- وهتحكيلي أي ولا أي! عن دخولك الحجز وجبتيلنا الكلام من اللي يسوى وميسواش وإحنا اللي عيلتنا عمرها ما دخلت أقسام ولا باتت ليلة واحدة حتى في الحجز ولا هتحكيلي عن السوابق اللي كنتِ معاهم وبتجري وراهم تطلعيهم، ولسة مخبية عني أي تاني يا هانم؟
بابا كان بيزعق بصوت عالي أنا بكره أسمعه وجسمي بيتشنج خصوصًا لما الزعيق ده بيتوجه ليا وبيبقى كله تعنيف ومع ضغط اليوم والتعب مقدرتش أستحمل ووقعت من طولي وأنا الدنيا بتلف بيا وبفتكر كل كلام وكل قصة وكل حادث وصويت وزعيق وناس بتجري من الصدمة وناس بتحضن بعض من الفرحة آخرهم غمامة سودا غطت على عيوني.
- نووور!
- .....
#يُتبع
#الست_نور