📁

اسكريبت الفصل الثاني عشر 12 بقلم الست نور

اسكريبت عبر روايات الخلاصة بقلم الست نور

اسكريبت الفصل الثاني عشر 12 بقلم الست نور

- لااا يا نوررر.

- ايه فيه أي؟

- اوعي تعملي في نفسك حاجة.


ماما اللي كانت تعبانة جريت عليا حضنتني وبابا باس دماغي وميرا جريت عليا بـ لهفة تطمن إذا كنت أنا كويسة وهي بتتفحصني، أما جواد وعبد الله وعبد الرحمن بدأوا يفتشوا في الأوضة تحت استغرابي فـ بصيتلهم:

- مالكم؟ هو أي بيحصل أي؟

- أنتِ كنتي هتعملي حاجة في نفسك؟


ميرا بصتلي بخوف عليا وهي بتقول جملتها وماما بتقاطعها وتقول بعد الشر وبابا بيضمني ليه وهو بيقول:


- بعد الشر عليها، ليه يا نور يا بنتي تخوفينا عليكِ! إحنا شوفنا ڤيديوهات قصيرة منتشرة ليكِ ومكتوب عليها انهيار نور الانفلونسر وكلام صعب ميتقالش وكله افتكر إنك هتعملي حاجة في نفسك.

- بس أنا معملتش حاجة في نفسي.

- ولا حتى فكرتي في الانتـ..حار!

- طب احكيلنا يا نور وإحنا نتصرف.

- لما تضيق بينا بنتحامى في حبايبنا مش بنهرب منهم لناس مزيفة هم مجرد لايكات.

- اوعي تضعفي يا نور وتفكري في يوم بطريقة غلط ونخسرك.


كلهم كانوا فعلًا خايفين وبينصحوني ويدعموني وبيحاولوا يحاوطوني بـ حبهم ومن كتر ما هم كانوا بيتكلموا وأنا مش ملاحقة أرد عليهم وبشوف بس لمتهم حواليا وخوفهم ومشاعرهم اللي لمست قلبي من فرط تأثري بكيت بس المرة دي فعلًا من قلبي، معرفش اللي عملته صح ولا غلط وأنا بقلقهم معايا بس لمتهم حواليا خلتني أشوف الغلط طريقة لـ لمتنا طول ما العادي بيصعب لمتنا.


- وصلت لأي؟

- الڤيديوهات اترفعت على كل البيدجات.

- بأكونتات فيك؟

- حصل.

- بعد ما الڤيديوهات توصل لوزارة الداخلية والبيدجات العادية تشيرها عندها امسحها من عندك وتقفل الأكونتات ونرجع نشغلها لما نيجي ننزل خبر جديد، وتبعت نسخة لبابا وكذا حد من اللي قولتلك عليهم في الداخلية نسخة مش متداري فيها الوجوه.

- تمام.

- أنا جاية الشركة عايزة أشوفك هناك عايزة أشوف وصلتوا لأي في آخر فترة.

- تمام.


قفلت مع محمود ورجعت شوفت أكونتاتي كانت بتزيد بطريقة رهيبة واللايڤ بتاع إمبارح اتشير في كل مكان، مع الطاقة السلبية اللي انتشرت دخل في النص الخبر الجديد تحت عنوان "قاصرات وغير قاصرات يُعاملن كـ جاريات" ومع الجو الكئيب اللي لافف السوشيال ميديا تم تشيير الڤيديوهات من غالبية الناس لدرجة حتى اللي مشيرش الڤيديوهات عنده تعاطف مع الضحايا بـ مقالاته ونقله للخبر في سطور.


- نور رايحة فين؟

- رايحة الشركة.

- أوك يلا بينا.

- على فين يا عبد الرحمن؟

- هروح معاكِ الشركة.

- بس أنت إمبارح ...

- أنا بقيت كويس، يلا بينا مش عايزين نتأخر.


عبد الرحمن لقيته نازل الصبح لابس بدلته السودا وتحتها قميص أبيض بدون كرافتة وحاطط برفانه المميز ولا كأن إمبارح كان حزين ورافض الكلام حتى معايا، كان مستعد يروح معايا للشركة وماما صحيت الصبح جهزتلي فطاري ولما عاتبتها إنها لسة تعبانة قالتلي إنها بترتاح لما تلاقينا مرتاحين، وبابا عزم علينا يوصلنا معه في عربيته بس عبد الله سبق الكل وقالنا نركب معاه، فركبت أنا جنب عبد الله اللي غمزلي وإن خطتنا أكيد هتنجح ونصالح بابا وعبد الرحمن اللي قعدوا ورا مع بعض.


- تمام تمام ابعت الڤيديو دلوقتي وأنا في طريقي للشغل.

- فيه أي يا بابا؟

- الداخلية مقلوبة على ناس كبيرة بتمارس أعمال مشبو..هة وخاطفين بنات قاصرات وغير قاصرات وللأسف من ضمن البنات دي انفلونسرز مشهورين.


عبد الرحمن كان باصص في تليفونه علشان يتجاهل الكلام مع بابا وعبد الله اللي كان بيحاول يفتح كلام، بس لما سمع اللي قاله في لحظة كان فاتح الڤيديو منتظرش حتى اللي كلم بابا يبعتله الڤيديو لأنه كان اتشير في كل مكان بالفعل.


- وريني كده معاك!

- اتفضل.


عبد الرحمن عمل تليفونه بالعرض وبدأوا يشوفوه هو وبابا ويحللوه بـ حِسهم المخابراتي ويركزوا في كل تفصيلة ويتناقشوا بدون وعي ونسيوا الخلاف اللي بينهم وسوء التفاهم وهم بيكتشفوا الوجوه اللي في الڤيديو اللي كان ليها علاقة برؤساء أحزاب وسياسيين وفنانين والضحايا بنات صغيرة وكبيرة.


- أنت واخد بالك من الڤيديو أنه مش متصور بتليفون يا عبد الرحمن؟

- أهاا يا سيادة اللواء ده متسرب من كاميرا مراقبة.

- يعني كده ...


عبد الرحمن بص لأبوه وقالوا في نفس الصوت:

- يبقى كده الڤيديو متصور برغبة كل اللي فيه ما عدا البنات الضحايا.


عبد الله دخل في الكلام وسألهم وهو سايق:

- وأي الهدف أنهم يظهروا نفسهم؟

- علشان الڤيديوهات دي مش مجرد ڤيديوهات عادية وبينتهكوا حُرمة البنات، الڤيديوهات دي بيمارسوا فيها العنف وهم بيتلذذوا وهم شايفين البنات بتتعذب وتنهار لأنهم في الأساس ناس مريضة بمرض السا..دية وده مرض نفسي بيشبع رغبة الشخص بمجرد ما يشوفه حد قدامه بيتضرب ويتعذب ويتهان ويتوجع كمان.

- طب وفيه حد بيعمل الكارثة دي وبيصور نفسه؟

- لأن الڤيديوهات في الأصل بتتباع في مواقع شهيرة والمشاهدة فيها بفلوس زي الدار..ك ويب وغيره يعني مش متصورة لعامة الناس علشان دي جر..يمة مينفعش تتذاع كده لأنهم هيتعرضوا للمسائلة.


كلنا كنا بنسمع عبد الرحمن وبابا كان مُنصت ليه هو كمان وعبد الرحمن بعت الڤيديو لحد وانتظر يرد عليه وبعدها قفل التليفون:

- الڤيديو ده لو كان مفبرك هيتهموا الداخلية إنها بتسعى تسوء سمعة كل ناسها المهمين ذوي المناصب في البلد فأنا بعته لحد يتأكد ويعرفلي مرفوع على المواقع دي ولا لأ وقتها تقدر يا سيادة اللواء تعرف الأمور هتمشي إزاي وأنت معاك الأدلة.

- الله ينور عليك يا حبيبي، بس الڤيديو اللي أنت جايبه معمول بلور على وجوه البنات وأنا هيتبعتلي دلوقتي ڤيديو وشهم واضح فيه ونعرف مين البنات دي.


بابا طبطب على كتف عبد الرحمن بفخر وهو بيمدح فيه وعبد الرحمن تدارك نفسه ورجع افتكر اللي كان نسيه على سهوة منه لانشغاله بالڤيديو وابتسم بتكلّف ورجع سكت، شوية وبابا وصله مسج فـ فتح الڤيديو بسرعة بدون ما يتأكد من مصدره لأنه كان موصي اللي كلمه عالتليفون يبعتهوله بس اتفاجئ إن البلور اللي على وجوه البنات اللي في الفيديو اللي عند عبد الرحمن متشال واللي باعت رقم غريب مش رقم اللي لسة مكلمه.


- بص كده ده غير اللي معاك يا عبد الرحمن؟

- فين! أي ده الوجوه واضحة.


بدأوا يركزوا في الڤيديو وأنا بصيت لعبد الرحمن وقولتله يناولني الڤيديو:

- مفهوش حاجة جديدة.

- يعني أي؟

- قصدي زي ما شرحتلكم محتواه.


عبد الرحمن بصلي بمغزى وأنا فهمت هو بيرمي لأي خصوصًا إنه شاكك بنسبة 90٪ إني ورا كل الفضا..يح دي، فعملت نفسي مفهمتش معنى كلامه وهو مدلي إيده بالڤيديو واتفرجت عليه والڤيديو كان صعب الحقيقة حتى لو بشوفه للمرة اللي مش عارفة كام بس حق البنات دي كان لازم يرجع سواء بالطريقة دي أو بغيرها:


- البنات دول فيه منهم تيك توكرز وصانعين محتوى كوميك وڤيديوهات، حتى كانوا حاضرين الحفلة وبعدها لا حس ولا خبر.

- وريني كده وشاوريلي عليهم.


بالفعل حددتهم لـ عبد الرحمن واتناقش هو وبابا وبعدها بابا وصل الشغل وبص لـ عبد الرحمن:

- محتاجك معايا.

- بس ...

- القضية دي بس.

- يلا يا عبد الرحمن متفكرش انزل مع بابا.


شجعت عبد الرحمن أنا وعبد الله وهو بالفعل نزل من العربية ولأول مرة من سنين يمشوا كتف لكتف ... الأب وابنه وهذا الشبل من ذاك الأسد، لظرجة حتى العساكر اتفاجئوا وجريوا يرحبوا بـ عبد الرحمن افتكروه رجع للداخلية، ولو هتمنى حاجة في الدنيا هتكون ميفرقش عيلتي أبدًا عن بعضها ونفضل كلنا سوا.


- ألو يا نور.

- أي يا جواد.

- فينك؟

- في الشركة لسة عبد الله موصلني ومشي على شغله.

- طيب أنا جايلك.

- تمام مستنياك.


دخلت الشركة وقابلت محمود في طريقي دخلنا سوا وكل اللي في الشركة بدأ يرحب بيا وأنا دخلت على الميتنج على طول وبدأت شغل:

- وروني وصلتوا لأي! البرزنتيشن جاهز؟

- جاهز.

- اتفضلوا اعرضوا.


الإضاءة هديت والبروجيكتور اشتغل بالبرزنتيشن وبدأوا يتكلموا عن الكامبين واللي كانت عبارة عن عمل مأوى لكل النساء اللي ليس لها مأوى سواء شابة أو مُسنة واختلاف الأعمار للمؤانسة بينهم وبين بعض والست اللي بعمر الأم تلاقي بنات بـ عمر بناتها والبنات الشابة تلاقي حضن الأم اللي افتقدته سواء عن يُتم أو عن تشرد، بدأت أسألهم أسئلة كتيرة وبختبر إذا كانوا اشتغلوا فعلًا وجاهزين لأي سؤال بكل الردود.


- تمام أي الـ activities اللي هنقدمها ليهم علشان حياتهم تبقى مشغولة؟

- حرف يدوية وشغل هاند ميد وورش خياطة ورسم وتصميم وكمان مجالات سوق العمل الحديثة ودي هنعملها  في صورة سيشنز متعددة ومعسكرات مقفولة كأنها مدرسة وحضور كل يوم عدد محاضرات بجدول ثابت.

- إزاي هنميز بين الفئة المجتهدة والفئة اللي هي لسة في مرحلة التعليم؟

- بالراتب، يعني اللي هيبدأ شغل فعلي بيتخصصله راتب وغير إننا هنعمل إيفنت سنوي ختامي لشغلهم وتعبهم ونعرضه للبيع.

- ده للجزء المعيشي والمهني، بالنسبة للجزء الاجتماعي وإنهم بعيد عن الناس؟

- هننظملهم رحلات كل كام شهر للترفيه والتسلية وتفريغ طاقتهم.

- أنا بتكلم عن الجزء الاجتماعي للي حابة تكمل حياتها برا بعيد عن الدار واللي محتاجة تتجوز منهم؟

- في الحقيقة إحنا مفكرناش في دي.

- فكر معاك وقت يا بشمهندس معتز.

- دلوقتي؟

- دلوقتي، وكل الأسئلة اللي سألتها عايزاكم تدونوها عندكم وتبقوا جاهزين بالرد لأي استفسار عن التفاصيل وقت ما ندخل في الجد مش عايزة نسيب طرف خيط أو ثغرة وخلل يبوظ كل الشغل.


النور رجع اشتغل وبعد ما خلصت أسئلتي رجع التيم يخطط من تاني بعد ما زودتهم بشوية تعديلات ويضيفوا لوجوهات مؤسسات تانية ك اسبونسر وداعم للمرأة ويبدأوا يتواصلوا معاهم، محمود بصلي وبدأ يتكلم وإحنا كنا على بعد من التيم:

- هنعلن عن الكامبين أمتى؟

- النهاردة بالليل.

- بالسرعة دي؟

- اضرب عالحديد وهو سخن، الصبح ڤديوهات إهانة وتقليل من المرأة وبالليل نطلع ك منقذ بيساعد ويمد يد العون لكل ست مصرية ملهاش مأوى وبيت وأهل علشان محدش يقدر يبتزها زي ما حصل في الڤيديوهات.

- بس كده ممكن حد يربط الموضوع.

- لأ بالعكس مصائب قوم عند قوم فوائد وإحنا بنصنع الفرصة مش بنستناها على طبق من دهب.

- عندك حق.

- معايا مكالمة، كمل معاهم الشغل ولما تخلصوا قولّي الفينش أنا مش عايزة أعدل تاني عايزة أعلن، والـ get ready والريلز والديزاينات تجهز والبيدج تتعمل بـ اسم هُــنّ، الإعلان بالليل الساعة 10م.

- بس كده مستحيل يجهز في نفس اليوم.

- مفيش حاجة مستحيلة بالفلوس كل حاجة تمشي، عايز تجيب ڤيديو اديتور غير ناسنا هات، لازمك ميديا باينج وماركتيرز وديزاينرز اتواصل مع ناس تنجز بس المهم الإعلان عن الكامبين يتم النهاردة.

- تمام.


تليفوني كان بيرن من جواد فتحت عليه وقالي إنه طالع فـ استنيته في مكتبي وقولت للسكرتيرة تدخله أول ما يوصل وهو وصل ودخل على طول وأنا وقفت بـ لهفة وسألته:

- ها قالك أي؟

- نجيب هرب.

- نعم!

- زي مابقولك كده قدر يهرب.

- إزاي هرب منكم ومن الحراسة اللي عليه؟

- يظهر إن حد ساعده من وسطنا وعمومًا أنا جاي أقولك متدوريش ورا نجيب علشان نجيب بعد ڤيديوهات النهاردة بقى عليه بدل القضية اتنين وتلاتة ولسة البلاوي بتتكشف واحدة واحدة والحكومة مطارداه وبسبب هروبه وقضايا البنات المديرية مقلوبة النهاردة.

- طب والحل؟

- سيبي الموضوع عليا وأنا هجيب آخره.

- طيب بقولك.

- قولي.

- ولا خلاص، أنت عامل أي؟

- أنا كلي آذان مُضغية أنتِ إزيك عاملة أي؟


ضحكت لدرجة صوت ضحكتي اتردد ك صدى صوت في المكتب وهو ابتسم ابتسامة تخليني أعترف بكل مصايبي وخططي وبعدين في قلة الأدب دي كده مش هعرف أشتغل:

- على أي الكلام؟

- هقولك.

- أنا هبعت الڤيديو لـ عبد الرحمن.

- لأ.

- ليه؟

- ما صدقت لقيته بيبتسم النهاردة وكله كان مبسوط برجوعه حتى لو مش رسمي وهو نفسه كان مشغول وعقله مش فاضي وهو بيجيب طرف خيط القضية ومن سنين أول مرة يرجع عبد الرحمن اللي نعرفه.

- بجد كان مبسوط؟

- جدًا وتقريبًا عمي لئيم مش مدخله معاه عبث ده مدخله علشان باقي القيادات يعرفوا إنه رجع فيضمن إن عبد الرحمن لسة مكانه موجود وبرجعه الشغل.

- وهيرضوا يرجعوه؟

- بنسبة كبيرة أها لأن عبد الرحمن في ساعات هيكون جاب كل طرف الخيط بدايةً من الحفلة للڤيديوهات وكله، وقتها هيكون أثبت كفاءته.

- طب إزاي وكل الماضي!

- عبد الرحمن مسابش عليه أثر وقتها ومتنسيش أنه أخد أجازة بدون مرتب من شغله يعني لا اتفصل ولا اتطرد ولا اتجازى فمش مستحيل يرجع.

- كده هيرجع الأمل لحياته، جواد إحنا عايزين نسنده وندعمه ونساعده بكل حاجة تخلي القضية دي تنجح معاه لازم نعرف أي يخليه يرجع لحياته زمان ونعمله.

- نساعده إزاي؟

- أنا هقولك.


كل داتا الحفلة كانت معايا نسخة منها بأسماء الحضور والمدعوين ومين دخل ومين مدخلش وكنت شيلت اسمي من كل الورق اللي كان نجيب ورياض هيلبسوني فيه خصوصًا إنه طلع مزور مش حقيقي، ووجودي في الحفلة أنا وعبد الله متسجلش وكأننا مكناش موجودين لأن يومها دخلنا الحفلة بعد ما حاولنا نعمل Scan للدخول بس كان فيه عطل ولأني شخصية مشهورة محبوش يأخروني ودخلوني بدون ما أسجل بصمتي.


- أي ده فيه أي البيت مقلوب كده ليه؟

- مفيش وقت للتفسير مريلتك وورانا يا عبد الله.

- مريلة! يلا علشان تشووا أنت والشباب.

- أنا لا يمكن أوافق بالمهزلة دي بقى أنا أقف وأشوي وأهوي!


كله إلا الثبات على المبدأ وإني أرجع في كلمتي ده لو كان على رقبتي سكيـ..ن، السكين دي كنا بنقطع بيها ونحط عالشواية وجواد كان بيهوي ويقلب وشوية ودخل عبد الرحمن وبابا شافونا كده اتبسطوا وقلعوا جواحيت البدل بتاعتهم على الكرسي ودخلوا وهما مبتسمين:

- طبعًا هوايتكم المفضلة دي! تعالوا شرفوا.

- لأ بابا بيتعب من الدخان أنا هاجي معاكم.

- لو هتقف جنبي يا حبيبي معنديش مشكلة أتعب العمر كله.

- بعد الشر عليك ربنا يباركلنا في عمرك.

- ويباركلي في لمتكم يارب ياحبيبي.


خرجنا إحنا الستات كنا بنشرف على التجهيزات ولقيناهم كلهم وقفوا سوا وشوية انضم خالي زهران وخالي محمد وعُمر وخالد كمان ليهم وجواد شغلهم مزيكا والأجواء اشتعلت وكنا خلاص في آخر النهار والشمس بدأت تغيب، بدأت أنا وميرا وماما ومراتات خالي والمساعدين بتوعنا في البيت نطلع باقي الأكل على الترابيزة في الجنينة اللي كانت عبارة عن كذا ترابيزة جنب بعض:


- عبد الرحمن ده أكل الحُراس، ونادي إبراهيم ياكل معانا.

- حاضر يا ماما.


اللمة دي كانت أول لمة نتلمها من سنين بس مكانتش عيلتنا بس، شوية ولقينا عبد الرحمن داخل ومعاه إبراهيم والحراس وبيعزمهم ياكلوا معانا وقعدهم وقعد معاهم المُساعدين وإحنا كلنا قعدنا ناكل وبابا مترأس الترابيزة وجنبه من على اليمين عبد الرحمن وجنبه عبد الله وجنبه جواد وبعده ماما ومراتات خالي وأنا وميرا ومن على الشمال جنب بابا خالي زهران وخالي محمد وجنبهم خالد وعمر وجنبهم إبراهيم والحُراس والمساعدين.


- أي ده أنا حماتي بتحبني بقى!

- عمو حسام اتفضل اتفضل.


عبد الله قام من مكانه وقعد عمو حسام المُحامي وإحنا مدينا إيدينا ليه بـ طبق وعبد الله بدأ يحطله أكل ورجع قعد جنبنا، شوية ودخل علينا سيادة اللواء عدنان صاحب بابا ومعاه السواق بتاعه:

- لمة دايمة بإذن الله ده أنا خوفت إن مفيش حُراس عالبوابة طلعت سلاحي فورًا.

- بزمتك فيه حد يقدر يفكر يدخل ومعانا كل الرجالة دي؟

- بصراحة لأ يا أيمن ربنا يجعله دايمًا عامر يارب.

- يلا اقعد كُل معانا بدل ما الرجالة تقوم بالواجب وتخاص الأكل.

- اللي طلعناه عليهم في مراكز التدريب هيطلعوه عالأكل.

- وأنا أشهد كنتوا بتعذبونا.


عمر وخالد وجواد قالوا قي صوت واحد وكلنا ضحكنا لحد ما عمو عدنان ابتسم وقال:

- بنعمل منكم رجالة، هتعترض يا حظابط منك ليه؟


عبد الرحمن ابتسم بـ وقار واحترام وقام من مكانه ورجع كرسيه لورا وشاور لـ سيادة اللواء يقعد وهو بيبتسم وبيقوله:

- هو حد فيه يقدر يعترض! دي فيها جزا دي.

- قولهم يا حضرة النقيب.

- بعد أي بقى يا سيادة اللواء أنا نقيب سابق.

- من دلوقتي رجعت تاني لمنصبك ورتبتك وتقدر من بكرة ترجع شغلك وتقطع أجازتك يحبيبي.


عمو عدنان طلع ورقة من جيب بدلته كانت جواب مبدأي مختوم بـ ختم النسر يؤكد رجوع عبد الرحمن للشغل وقتها إحنا كلنا زعقنا من الحماس وماما قامت حضنته وباركتله وإحنا كلنا وراها وعبد الرحمن مكنش لسة مستوعب، وبابا قام من على الأكل وقتها كان الكل وقف وبابا بدأ يشكر عمو عدنان لأنه طلع بابا طلب منه مسبقًا يعمله خدمة ويرجع عبد الرحمن خصوصًا إن رجوعه كان عليه علامات استفهام كتير بس في النهاية حصل:


- مالك مش مبسوط يا عبد الرحمن؟

- بابا بيحاول يرجع كل حاجة زي زمان ويربطني جنبه بالشغل ويحاول ينسيني بس لا أنا هنسى ولا عمرنا هنرجع زي زمان.

- مش لما بابا يكون غلط معاك يا عبد الرحمن؟

- يعني أي؟

- مين أكتر حد بتوثق في كلامه من الموجودين؟

- ليه السؤال؟

- جاوب بس.


عبد الرحمن بص ناحية السفرة اللي كنا لمينا من عليها الأكل وكلهم قاعدين بيحكووا وقفنا بعيد أنا وعبد الرحمن والمُساعدين بنشيك على العصير والضيافة اللي بدأت تتقدم ليهم وعبد الرحمن بص نظرة سريعة وبعدها قال:

- خالي زهران لما بيقول كلمة بيقطع الشك باليقين وهو اللي زرع فيا إن الكلمة قوة لصاحب الحق الصادق والكلمة ضعف للمُتخاذل الكاذب.

- تمام استناني.


روحت ناحية الترابيزة وبصيتلهم بـ احترام:

- معلش بقى يا معالي اللواء عدنان وسيادة اللواء أيمن وخالي اللواء محمد هقطع حديثكم وهاخد منكم خالي اللواء زهران خمس دقايق بس.

- بنتك نور كبرت وبقت عارفة تنادي كُلٍ بـ اسمه ولقبه زي ما كنت بعلمها وهي طالبة يا أيمن.

- من عاشر قوم صار منهم يا عدنان ولا أنت رأيك أي؟

- عندك حق هتطلع لمين مهو مَن شبه أباه فما ظلم.


كلهم ضحكوا وخالي زهران وقف وهو بيشوف إذا كان معايا حاجة فطلبت منه يروح معايا نتكلم مع عبد الرحمن:

- قولتيله؟

- لأ عايزاه يسمع من حد مش هيراجع وراه وهو قال إنه حضرتك اللي زرعت فيه إن الكلمة قوة لصاحب الحق الصادق والكلمة ضعف للمُتخاذل الكاذب.

- فهمتك يا بنتي، تمام خليكِ أنتِ وأنا هكلمه.

- حاضر يا خالو.


فضلت مراقبة عبد الرحمن وخالي زهران وشوية وجه جواد وقف جنبي وجنبي عبظ الله وميرا من الناحية التانية وماما ومراتات خالي سألوني فيه أي ومال وش عبد الرحمن متغير ليه كأنه بيبكي وهو واقف مع خالي وأنا بصيتلهم ودموعي مغرقة وشي:

- كفاية بُعد وسوء تفاهم جه وقت الأب والابن يتفقوا ونشيل أي حواجز بينهم.

- قصدك إن ...

- خالو بيوضح سوء التفاهم لـ عبد الرحمن.


ماما سألتني وبعدها بصت لـ عبد الرحمن اللي كان بيتنهد بتعب وبيرفع وشه للسماء بيحاول ياخد نفسه وهي عارفة وحاسة بيه في اللحظة دي حاسس بأي ومشاعر مختلطة من الندم والحزن والتسرع، الندم على غربته وهجره لأهله وخصوصًا أبوه السنين دي كلها، والحزن على إنه مصدقش أبوه إنه لا يمكن يضحي بيه وبـ بنته ومراته، والتسرع في حكمه وهو الهادي الراسي الراكز اللي كلمته سيف وتصرفه منهج مدروس قد أخطأ عبد الرحمن وأصاب أبيــــه.


- ليه مقولتوش ليا يا ماما؟

- مكنتش هتصدق ولا هتسمع مننا.

- غلطت ارفعي أيدك وفوقيني يا ماما، سمّعت بابا كلام لا يمكن يتحمله بشر وحملته ذنب السنين دي كلها ومع ذلك مقالش كلمة ولا زعل مني وحاول يصالحني ويرجعني وأنا اللي كنت بعاند وبكابر.

- مضربتكش وأنت صغير هضربك وأنت كبير يا عبد الرحمن؟ تنقطع أيدي لما كانت تترفع عليك ده أنت أول فرحتي وابني وحبيبي وسندي بعد أبوك ربنا يباركلي فيه.

- كنتِ ارفعيها يا ماما كنتِ فوقتيني ومسيبتونيش أعمى يا جماعة، كان ينقطع لساني وقت ما سمعته كل كلامي يومها.


كانت أيدي الأسرع ليه وهي بتمسح دموعه وطبطبت على كتفه وأنا بقول من وسط دموعي:

- جه وقت نصلح العلاقات ونوضح سوء التفاهم ونعيش زي أي عيلة طبيعية، روح لبابا يا عبد الرحمن بابا استناك تلت سنين.


كلنا شجعناه يروحله وهو كان لأول مرة بيتراجع مش قادر يروح يعتذر وبأي وجه حق، بس كلنا كنا في ضهره وشجعناه يروح وبالفعل مشي عبد الرحمن ناحية بابا اللي كان مشغول بالكلام ومش مركز معانا، لحد ما عبد الرحمن وقف قدامه وقاله:

- بابا.


بابا وقف من مكانه بصدمة وهو مش مصدق اللي سمعه من عبد الرحمن وهو بيقوله بابا تاني بعد السنين دي كلها وعبد الرحمن بصله وقاله أنا آسف حقك عليا أنا غلطت ابنك عبد الرحمن غلط، وبابا فتحله دراعاته وعبد الرحمن اترمى في حضنه بس في لحظة كان عبد الرحمن شد بابا ليه ولفه وبقى هو مكان بابا وضهره للرصا..صة اللي كانت متهجة ناحية بابا واستقرت في ضهر عبد الرحمن وجت من عند سور الجنينة:


- عبد الرحمن! 


كلنا صرخنا أول ما سمعنا صوت ضرب النا..ر وعبد الرحمن اللي شهق والرصا..صة بتستقر في جسمه وهو لسة حاضن بابا وجواد وعمر وخالد كانوا أسرع وهم بيطلعوا سلاحهم بيصوبوا ناحية المُجرم علشان رصاصة جواد تصيب المُجرم في كتفه ويقع من على السور في الجنينة وإحنا كلنا جرينا على عبد الرحمن:


- عبد الرحمن يا حبيبي أنت مش هتسيبني صح! قوم يا حبيبي أي ده! دم! 


أيد بابا كانت اتغرقت دم وهي بتلمس مكان الرصا..صة وعبد الرحمن سقط في حضن بابا ودموعه كانت نازلة:

- سامحني يا بابا، أنا غلطت ومش عايز أموت وأنا ظالمك وأنت زعلان مني.

- اخرس إياك تجيب سيرة الموت إياك.

- الموت اتكتب عليا وعلى كل اللي يخصني يا بابا في الأول بنتي وبعدها مراتي وأهو ... أنــ..ا كمان.

- لا لا يحبيبي بعد الشر عليك اوعى تقول كده.

- مسامحني يا بابا؟

- مسامحك والله مسامحك يا حبيبي بس قوم بينا نروح المستشفى يا إبراهيم شغل العربية وأنت يا عبد الله اتصل بالمستشفى يجهزوا الـ ...

- سامحني يا با...با سامحو..ني كلكم.


إيد عبد الرحمن ارتخت وإحنا صرخنا كلنا صرخة واحدة اتقطعت فيها الصدور وبابا رفع إيديه اللي فيها دم عبد الرحمن وبصلها وإيده بتترعش لأول مرة وهتف اسمه بخفوت وكأنه الوداع الأخير:

- عبد الرحمن ابني! ابني مات!

- ....

#يُتبع

اسكريبت الفصل الثالث عشر 13 من هنا

الاسكريبت كامل من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات