رواية لهيب العشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم سيليا البحيري
رواية لهيب العشق الفصل الثالث عشر 13
#سيليا_البحيري
#لهيب_العشق
فصل 13
في فيلا الشرقاوي – نص الليل – أوضة تارا
النور خافت... الأوضة هادية، بس قلب تارا مليان عواصف. واقفة قدام المراية، بتمشط شعرها ببطء، ونظرتها فيها خليط من الوجع والشر اللي محسوب كويس. فجأة، بتسحب موبايلها وبتطلب رقم سري، وتستنى.
صوت راجل من التليفون:
– ألو؟
تارا (بصوت هادي بس نبرته فيها حدّة):
– بكرة... عايزة أول جرعة تكون جاهزة. النوع اللي اتفقنا عليه.
الصوت:
– إنتي متأكدة؟ أول خطوة فيها مخاطرة، والباقي هيبقى أسهل… بس إيه اللي خلاكي فجأة تسرّعتي؟
تارا (بصّة في المراية، وعينيها بتلمع بالغضب):
– علشان ماعدش في وقت… أنا عايزة إياد العطار يقع من فوق الجبل اللي أهله شايفينه فوقه.
– عايزة عيلة العطار تندم على كل لحظة خلت أمي تموت بالبطيء وهي عايشة.
الصوت:
– تمام... الجرعة هتكون عندك بكرة الصبح. بس خلي بالك… اللعبة دي ممكن ترجّع تضربك.
تارا (بابتسامة باردة):
– أنا اتولدت في اللعبة دي… بس الفرق إني عمرى ما بخسر.
الصوت:
– هبعتها لك عن طريق البستاني… نفس المكان، نفس الطريقة.
تارا (بنبرة قاطعة):
– تمام. وخلي بالك… ولا كلمة زيادة.
[بتقفل التليفون، وتدفن وشها في المخدة لحظة، كأنها بتكتم صرخة أو دمعة، وبعدين تقوم تاني وتهمس لنفسها:]
تارا:
– بكرة تبدأ أول خطوة… يا إياد، سامحني… بس إنت أول باب للجحيم اللي هتدخل منه عيلة العطار
*******************
فيلا عيلة العطار – الصالون الرئيسي –
عُلا قاعدة على الكنبة بلُبس أنيق وبسيط، ماسكة في إيدها شوية أوراق بحث وبتقرا بتركيز. زين بيخش الأوضة بخطوات واثقة، لابس قميص أبيض مفتوح من فوق، وساعة غالية بتلمع في إيده، بيعدي جنب المراية وبيظبط شعره بنرجسية، وبعدها بيبص على علا بابتسامة فيها سخرية.
زين (بصوته المغرور):
– واو، ما اتغيرتيش يا عُلا… لسه بتحبي الكتب والأوراق أكتر من الحياة نفسها.
عُلا (من غير ما ترفع عنيها من الورق):
– على الأقل الكتب بتنفعني… وبتضيفلي. مش زي ناس بتضيع وقتها بين المرايات وصور إنستجرام.
زين (يضحك بثقة):
– أوف! دايمًا لاذعة. بس على فكرة، صوري بتجيب تفاعل أكتر من محاضراتك كلها.
عُلا (بتبتسم بسخرية وأخيرًا تبصله):
– طبيعي، جمهورك مش مهتمين بالمحتوى، مهتمين بحاجات تانية.
زين (يغمزلها):
– الغيرة وحشة يا عُلا.
عُلا (ترفع حواجبها):
– غيرة؟ من إيه؟ من واحد شايف نفسه علشان رجع من أمريكا؟ على فكرة، أنا كمان جالي منحتين للدكتوراه هناك ورفضتهم بإرادتي.
زين (يقرب منها ويقف قدامها):
– بس الفرق إني اخترت النجاح العالمي… وإنتي اخترتي الراحة. خليكي في المحاضرات، أنا بدرس لصف نخبوي في هارفارد، مش لطلبة بيناموا في الكلاس.
عُلا (بتقوم وتواجهه بهدوء):
– لو النجاح بالنسبالك هو غرور وفشخرة، فأنا مرتاحة بفشلي.
زين (بيبصلها شوية وبعدين يبتسم باستهزاء):
– تمام، اسمعي بقى: أنا جاي زيارة بس، بس يمكن أدي كورس مكثف في الجامعة هنا… تخيّلي زميلتك الجديدة يبقى اسمه "الدكتور زين العطار… من هارفارد".
عُلا (بتضحك بهدوء وهي بتلم أوراقها):
– لما يحصل، نرحب بيك… بس نصيحة، خف شوية من الأنا دي… يمكن الناس تحبك.
زين (بثقة وهو بيقعد مكانها على الكنبة):
– أنا مش محتاج الناس تحبني، كفاية يتكلموا عني.
عُلا (وهى ماشية تخرج):
– للأسف، النوع ده من الشهرة عمره قصير… ومحدش بيفتكر اللي زيه.
[بتخرج من الأوضة بهدوء، وزين بيبتسم ابتسامة نرجسية ويطلع موبايله، ياخد سيلفي ويقول لنفسه:]
زين:
– "بس هي بتحبني… بس مش عايزة تعترف، أكيد."
– أوضة المكتب بتاعة الجد محمود – مساء هادي
الجد محمود قاعد على كرسيه المريح قدّام مكتب شيك، لابس نضارته ومسك الموبايل، ضغط على اسم "ممدوح أخويا" وابتسم أول ما سمع رنة التليفون، لحد ما رد الطرف التاني.
محمود (بفرحة وحنية):
– ألو! ممدوح! يا ألف مرحب بنور العين!
ممدوح (من الطرف التاني، بصوت دافي):
– محمود… يا غالي! يا روحي يا أخويا… وحشتني قد السما.
محمود (بيضحك):
– وأنا أكتر يا ممدوح. والله الفيلا ناقصاها نورك… بس الحمد لله إنك بعتلنا زين، رجع ملي البيت حركة... ونَرجَسية!
ممدوح (بيضحك بصوت عالي):
– ههههه! متعود عليه، من وهو صغير كده… فاكر نفسه نجم سينما!
محمود (بمزاح):
– نجم؟! ده فاكر نفسه الكوكب نفسه، والشمس بتلف حواليه!
ممدوح:
– بس قلبه أبيض يا محمود… ويمكن لما يقعد معاكم شوية، يشوف العيلة، قلبه يلين ويحس بجذوره.
محمود (بتنهيدة هادية):
– العيلة يا ممدوح… هي اللي بتدي الإنسان قيمته. الأيام بقت بتجري بسرعة… فاكر آخر مرة اتجمعنا كلنا في الجنينة؟ كان عيد ميلاد جليلة.
ممدوح (بحنين):
– إزاي أنسى؟ جليلة لحد دلوقتي بتتكلم عن اليوم ده… وعن أكلك، خصوصًا المحشي!
محمود (بيضحك):
– تسلملي جليلة. سلملي عليها وعلى زياد وحلا. أخبار حلا إيه؟ كانت تعبانة من كام شهر، صح؟
ممدوح:
– الحمد لله، بقت زي الفل. دلوقتي قاعدة جنبنا وبتضحك، وبتقول: "كلموا عني أكتر، مبسوطة إني مشهورة."
محمود (بيضحك من قلبه):
– ربنا يخليهالي. وحشتوني كلكم. لازم تيجوا تزورونا قريب. قلبي بيكلمك، بس عيني عايزاكوا.
ممدوح (بشوق):
– وعد يا محمود… أول ما زياد يخلص شغله، نركب أول طيارة. واحشنا البيت واللمة.
محمود (بصوت حنين):
– ربنا يخليك ليا يا أخويا… الأخ سند، وإنت دايمًا كنت ضهري.
ممدوح (متأثر):
– وإنت قلبي يا محمود… مالكش زي عندي.
محمود:
– طب خليني أكلم جليلة شوية… بوسة كبيرة مني ليها.
ممدوح:
– ثانية واحدة… جليلة، محمود عايز يكلمك.
[محمود بيبتسم وعينيه بتلمع وهو بيسمع صوت جليلة من السماعة]
جليلة (بفرحة):
– محمود! وحشتني أوي!
محمود:
– وأنا أكتر يا جليلة… البيت من غيركم فاضي، ربنا يجمعنا قريب إن شاء الله
*********************
فيلا الشرقاوي – أوضة شيرين – نص الليل
البيت ساكن… والضلمة ماليه المكان، ماعدا نور خفيف جاي من الأباجورة جنب سرير شيرين.
شيرين قاعدة على كرسيها المتحرك جنب الشباك، ساكتة… زي الجثة، مفيهاش نفس.
عنّيها مبلولة، ونظرتها سرحانة بعيد… عقلها مشغول بكلام إياد، وتحدّيه لمراته علشانها.
قلبها بيتوجّع، بس لسانها ساكت، وجسمها ما بيتحرّكش.
وفجأة…
يطلع صوت خفيف من ناحية الشباك… مش صوت طبيعي… كأن في حاجة بتنزلق.
تلفّ شيرين براحة…
تلاقي ظلّ طويل بيزحف من الشباك كإنه شبح…
عنّيها توسّعت، وجسمها ارتعش من فوق لتحت.
قبل ما تلحق تصرخ أو تحاول تتحرك، إيد تقيلة تسكّت بُقّها!
ولا كلمة…
الراجل يشيلها من على الكرسي كإنها ريشة…
هي بتحاول تقاوم، بتصرخ جواها، بس صوتها مبيطلعش…
تبص في وشّه…
ثواني…
عينها تفتح أكتر وأكتر…
عنّيها تتملي رعب… ودموع… وصدمة.
نظرتها كانت بتقول:
"لأ… لأ… مش ممكن… إنت؟ مستحيل… إنت … أنا شفتك ميت… ليه؟ ليه رجعت؟"
الراجل ساكت.
بيبصّ لها بنظرة حنين و حزن و اشتياق
وشّ معروف… محفور جوا عقلها…
وشّ سليم.
يشيلها وينط بيها من الشباك…
عربية سودا مستنياهم تحت…
شيرين لسه بتبصله، عنيها بتترعش، والدموع سايبة نفسها تنزل.
العربية تمشي…
وفي الضلمة،
كل اللي سُمع كان شهقة مكتومة… ودمعة خايفة نازلة من عين شيرين
************************
– أوضة ثريا – نص الليل
الأوضة مكركبة على الآخر… الخدديات مرمية في كل حتة، كباية مكسورة عند الباب، والستاير بتتهز بعصبية من الهوا.
ثريا ماشية رايحة جاية زي اللبوة المحبوسة… الأرض مش مكفاها غضبها.
وشّها محمر من الغيظ، عنيها مولعة نار، وشعرها منكوش زي دماغها اللي بتغلي.
ثريا (بصوت مخنوق وبتكلم نفسها وهي بتترعش من الغضب):
ـ خدامة؟! أنا؟!
أنا ثريا الشرقاوي؟! اللي ما حدش في العيلة كان يقدر يبصّلي في عنيا؟!
يبقى إياد، جوزي، ييجي قدام الكل، ويقولي كده؟!
يقولي … يقولي إني بقيت خدامة لشيرين؟!!
(تضحك ضحكة كلها قهر)
ـ شيرين…
البنت اللي جات من الشارع، وسليم جابها فجأة وهو راجع من السفر، وقال "دي مراتي"، وخلاص كده؟!
ولا حد يعرف مين أهلها، ولا طلعت منين؟
ومن ساعتها… كل العيلة لبست في حبها!
(تسكت شوية وهي باصة في المراية بصدمة)
ـ تميم نفسه… ابني اللي أنا ربيته… قلبه بقى معاها!
بيقولي "عيب يا ماما"...
هو ده العيب؟!
العيب إني أقول الحقيقة؟
إن شيرين دي ملهاش أصل ولا فصل؟!
(تقرب من الشباك وتفتحه بعصبية)
ـ والله يا شيرين…
لو كنتي مفكرة إنك كسبتي إياد، ولا إنك هتورثي الفيلا، ولا كسبتي قلوب الناس…
تبقي بتحلمي!
أنا اللي بنيت اسمي…
أنا اللي كنت ست البيت وسيدة المكان…
ومش هسمحلك تكسّري صورتي، حتى لو اضطرّيت أعمل حاجات عمري ما تخيّلتها.
(تسكت لحظة، وبعدها بصوت مخنوق بالغليل وهي بتجزّ على سنانها)
ـ إياد…
إنت اخترت تهيني…
بس والله… الإهانة دي مش هتعدي بالساهل…
وكل واحد وقف في صف شيرين… هيدفع التمن.
(تبص في المراية تاني، ونظرتها كلها تحدي وانتقام)
ـ أنا ثريا الشرقاوي… واللي يفتح معايا حرب… لازم يخسر
**********************
صباح اليوم اللي بعده – قدّام شركة العطار للأزياء – القاهرة
الشمس بدأت تطل على استحياء، والدنيا لسه بتفوق على زحمة الموظفين اللي واقفين قدّام الشركة، والكل شكله رايح ليوم مش سهل.
تارا نزلت من تاكسي شيك، لابسة نضارة سودا شيك، شنطة صغيرة، وماشية بثقة تخوّف.
في جيب الجاكيت… الجرعة.
النهارده… الخطة تبدأ.
ماشية على مهل، وابتسامة مصطنعة على وشّها، بتعدي من وسط الناس كأنها مش شايفاهم أصلاً.
تارا (بهمس لنفسها):
ـ أول خطوة… أخش دماغ إياد… وآخر خطوة… أهدّ عرشهم كلهم.
رايحة ناحية الأسانسير، بس قبل ما توصل، بتلف بسرعة عشان تتفادى حد قدامها، وتصطدم فجأة بجسم جامد.
الخَبطة جامدة
بتفقد توازنها، وساعتها إيد مسكة قوية تمسك دراعها قبل ما تقع.
صوت راجل ساخر وبنبرة كلها غرور:
ـ دايمًا مستعجلة كده يا آنسة… تارا؟
تارا (تجمدت مكانها)
بترفع عينيها ببطء…
تارا (بهمس مصدوم):
ـ إنت؟!… زين؟!
زين (بيضيّق عينه من الدهشة ولسه ماسك دراعها):
ـ تارا؟!
(يضحك وهو مش مصدق)
ـ معقول؟!… إنتي هيّ؟!
تارا (بتكتم نفسها – وبتحاول تفلت بهدوء من إيده)
ـ إنت هنا؟… في مصر؟!
زين (بنفس ابتسامته الواثقة):
ـ باين كده إن المفاجأة مش ليا لوحدي
تارا لسه واقفة وسط دراعين زين، عيونهم متشابكة، والجو مشحون على الآخر.
وفجأة… صوت راجل هادي بس فيه نغمة حادة:
إياد العطار:
ـ باين كده إني جيت في توقيت جامد…
تارا جسمها بيهتز شوية، وبتلف بسرعة.
زين بيبص ناحيته، وعينه بتلمع بدهشة خفيفة.
زين (بابتسامة خفيفة):
ـ صباح الفل… إياد
إياد (بيمشي بخطوات بطيئة ونظره مثبت على إيد زين اللي على وسط تارا):
ـ صباح النور يا زين… شكلك اندمجت بسرعة أوي
زين (بيفهم المغزى، بيتحرج وسحب إيده فورًا):
ـ آسف… ماكنتش أقصد، دي كانت صدفة، كانت هتقع، فلحقتها.
تارا (بصوت مرتبك):
ـ كنت ماشية بسرعة واتفاجئت بيه فجأة.
إياد (بيبصلها بنظرة فيها نار):
ـ واضح إنك بتتفاجئي كتير اليومين دول…
تارا (بتحاول تبتسم تهوّن الجو):
ـ حصل خير، وكنت جاية على المكتب أصلًا…
إياد (بنبرة هادية بس فيها لسعة):
ـ تعالي معايا، عايزك في كلمتين لوحدينا.
زين (بيبصلهم بشك):
ـ في حاجة؟
إياد (بيربت على كتف زين بخفة):
ـ لأ، ريّح نفسك… تارا موظفة عندي، وساعات شغلنا بيبقى شخصي أكتر من المتوقع.
تارا حاسة بتوتر داخلي…
إياد شكله بدأ يضيّق عليها الخناق وهي مش فاهمة إزاي،
وزين عينه بدأت تلمح حاجة مش مفهومة…
إياد بيمشي ناحية الأسانسير، وتارا ماشية وراه بخطوة…
حاسّة إن اللعبة سخنت من ناحيتين…
خصوصًا من ناحية إياد العطار
– فيلا عيلة الشرقاوي – الساعة تسعة الصبح
في دوشة، همهمة، ووشوش متجهمة… الكل باين عليه القلق والتوتر.
الجدة صفاء (بصوت بيرتعش):
ـ مش معقول! شيرين كانت هنا… خرجت إزاي؟ ومين خدها؟!
الجد عادل (بعصبية):
ـ الفيلا كلها مقفولة! لا صوت ولا حس… مين اللي يقدر ياخدها وهي مش بتتحرك؟!
زين (أخو سليم):
ـ لازم الكاميرات تكون شافت حاجة… تميم فين؟!
ياسر (ابن زين):
ـ راح يشوف التسجيلات بنفسه… شكله اتجنن من ساعة ما عرف إنها اختفت.
منار (مرات زين، ودموعها نازلة):
ـ يا رب يكون خير… يا رب بس تكون بخير…
وفجأة… خطوات سريعة… إياد داخل وشه غاضب، وعينه نار، رايح بسرعة على أوضة ثريا…
صفاء (بتصرخ):
ـ إياد!!! إنت ناوي تعمل إيه؟!
إياد (بيصرخ):
ـ هحاسب اللي أذلّها… اللي وجّع قلبها… حتى لو كانت مراتي!
إياد يفتح باب أوضة ثريا بعنف…
ثريا واقفة قدام المراية، بتلف عليه مفزوعة…
ثريا (بتحاول تسيطر على الموقف):
ـ إيه ده يا إياد؟! داخل كده كأني عاملة مصيبة؟!
إياد (بيقرب منها بسرعة، ورافع إيده):
ـ لو ليكي يد في اللي حصل… والله العظيم أدفنك بإيدي يا ثريا!
ثريا (بتصرخ، وجسمها بيرتعش لأول مرة):
ـ إنت… إنت شاكك فيا؟! أنا مراتك!
إياد (يمسك دراعها بقوة):
ـ مراتك؟! بعد اللي عملتيه امبارح؟ بعد ما بهدلتِها قدام الخدامين؟! ليه ما تكونيش آخر واحدة شافتها؟ ليه؟!
ثريا (بصوت مخنوق، ووشها بيبان عليه الانكسار لأول مرة):
ـ أنا… ماعملتش حاجة… والله ما أنا!
تميم يدخل فجأة، عينه مليانة شك، وصوته جامد:
تميم:
ـ ماما… لو في حاجة، قوليها دلوقتي… قبل ما نندم بعدين.
ثريا (بترجع لورا بخطوات تقيلة):
ـ حتى إنت يا تميم؟ شاكك في أمك؟!
تميم (بنظرة قاسية):
ـ لو ظلمتيها… آه، هشُك. عشان أنا عارف شيرين كويس… وعارفك كمان!
ثريا تقعد على الكنبة، إيدها على صدرها، ودموعها بتنزل لأول مرة… مش مصدقة إن الكل واقف ضدها…
ثريا (بهمس مكسور):
ـ أنا… لوحدي… فعلاً لوحدي
********************
في فيلا كبيرة– نور خافت – الساعة عشرة الصبح
شيرين قاعدة على كرسي متحرك في نص الأوضة، نفسها سريع، وعنيها بتتحرك بحيرة
وبعدين وقفت عنده… الراجل اللي واقف في الضلمة بيراقبها من غير ولا كلمة.
يقرب منها بهدوء، خطواته تقيلة…
يركع قدامها، ويرفع وشه ببطء…
عنيه كلها شوق، وندم، ووجع.
الراجل المجهول (بصوت دافي ومتهدج):
ـ شكلك اتغير… بس عينيكي زي ما هي… بريئة و مكسورة
(يسكت لحظة، وياخد نفس)
ـ لو تعرفي قلبي اتكسر قد إيه لما شفتك كده…
شيرين ترجع بجسمها شوية لورا…
بتشاور له كأنها بتسأله:
"إنت…؟"
ملامحها تتبدل… الصدمة ماليه وشّها…
عرفته.
عينيها اتسعت كأنها شافت شبح من زمان.
الراجل يبتسم بمرارة، يقرب منها أكتر،
يمد إيده، يلمس طرف شعرها بحنية كأنها كنز ضايع منه من سنين.
الراجل (بهمس):
ـ سامحيني…
كان لازم أعمل كده…
كان لازم أختفي…
بس عمري ما نسيتك… لا أنتي ولا ولادنا.... ادهم و تارا
كل يوم كنت بعيش على ذكرياتك…
شيرين دموعها تنزل، شفايفها بترتعش من غير ولا صوت…
دمعة تقع على خدها،
هو يشوفها، يمد إيده ويمسحها بهدوء وبحنان.
الراجل (بصوت بيتهز):
ـ عارف إنك مش قادرة تتكلمي…
بس عينيكي بتحكيلي كل حاجة…
كل وجعك… كل وحدتك…
سامحيني يا شيرين… سامحيني.
شيرين بتحاول تصرخ، تتحرك… بس العجز ماسك فيها…
عينيها دلوقتي كلها أسئلة… خوف… صدمة…
بس فيه حاجة كمان…
شُعلة صغيرة من الأمل
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*
رواية لهيب العشق الفصل الرابع عشر 14 من هنا
الرواية كاملة من هنا (رواية لهيب العشق)