رواية بين هم ووهم عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر
رواية بين هم ووهم الفصل الثالث 3
- إنتِ زعلتِ ولا اي؟
- أنا مش بحب أسلوب اللف والدوران ده.
- والله ما كان قصدي حاجه.
مردتش عليها وفتحت الباب، لكن وقفت مكاني مصدومة لما شوفت أحمد وإسلام واقفين جنب.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃
(٣)
#اسكريبت بعنوان
#بين_هم_ووهم
بقلم آيه شاكر
🍃🍃🍃🍃🍃🍃
بدلت نظراتي بينهم، وأنا ساكته وقلبي بيدق بسرعه، وبدات أحس بقطرات العرق على جبهتي، كل اللي جه في بالي الوقت ده إن إسلام قابل أحمد وحكاله عني.
وفجأة النور قطع، وخرجت بسرعه لما سمعت صوت خناق جدتي:
- متعليش صوتك عليا يامو زياد.
وردت ماما:
- أنا بعلي صوتي عشان مابتسمعيش.
قالت جدتي بصوت عالي:
- دي إهاىٰه، إنتِ بتغلطي فيا وحسابي مع جوزك.
- أنا الحق عليا جيبالك محشي، وسعي كده دخليني أشتكي لجوزك إنتِ.
قالتها أمي بصوت عالي، ووقفت جدتي تصد أمي وتمنعها تدخل... كنت بنزل السلم بسرعه ومن الارتباك وقعت مره وقمت ووقعت تاني لحد ما وصلت قدام جدتي وماما اللي صوتهم لسه عالي، الاتنين بصولي بذهول، فوقفت ماسكه ضهري وعديت من بينهم، وأنا بقول:
- كملوا.
استغفروا 🌸
************
وبعد فترة
- يادي المصيىٖه... يادي المصيىٖه.
قلتها وأنا رايحه جايه في شقة جدي وجدتي اللي قاعدين قصادي متابعيني على ضوء الكشاف الخافت، وخيالي مشاركني الحيرة وبيتحرك على الحيطه والسقف.
بصيت لخيالي اللي على الحيط وقلت بضيق:
- ما أنا غلطانه برده، مكنش لازم أطلع، لأ مكنش لازم أمسك موبايل... أكيد زمانهم بيتكلموا عليا وجايبين في سيرتي.
بص جدي لجدتي وسألها:
- إنتِ فاهمه حاجه؟
هزت جدتي أكتافها وراسها بالنفي، فقعدت قصادهم وقلت:
- أنا متربتش، لأني لو متربيه مكنتش عملت كده.
ردت جدتي وهو بتهز راسها موافقه:
- صح، أمك أصلًا متربتش، هتربيكِ ازاي؟
- كنتِ ربيني إنتِ يا تيته.
سأل جدي بانفعال:
- هو إنتِ عملتِ إيه يا بت؟
وهنا انتبهت للي بقوله واللي ممكن يتفهم غلط، قلت بصوت مهزوز:
- آآ...مـ... مذاكرتش كويس يا جدو وعندي امتحان الصبح والنور قطع.
تنفس جدي براحه وقال:
- دا أنا فهمت غلط خالص، طيب قومي خدي الكشاف وذاكري واحنا هنقعد في الضلمه عادي.
- لأ أنا هطلع بقا لأمي لأني حاسه إن اللي بيحصلي دا عقاب بسبب عقـ..وق الأم، ياريتني نشرتلها الهدوم.
بص جدي لجدتي وسألها:
- إنتِ فاهمه حاجه؟
- لأ.
خرجت من الشقه وكل درجة سلم بطلعها بفتكر كلام رحاب وتوتري وارتباكي اللي بسببهم وقعت من على السلم مرتين، ومش عارفه شافوني ولا إي؟!
استغفروا 🌸
🍃🍃بقلم: آيه شاكر🍃🍃
- أمك مش سيباني في حالي يا مسعود، دي مابقتش عيشه.
أول ما دخلت شقتي قابلني صوت ماما اللي بتشتكي لبابا من جدتي، فقعدت معاهم، بصتلي وقالت:
- جيتِ ليه، كنت باتي تحت يا بنت ستك.
وقبل ما أرد رن موبايلي برقم زياد، ومجرد ما رديت قال زياد:
- عاوزك تهدي وتحاولي تستوعبي اللي هقوله وتوصليه لماما وبابا بطريقه لطيفه.
قلت بقلق:
- في أي يا زياد، مالك؟
- أنا دلوقتي كويس بس عملت حادثه وعندي كـ..ـسر في رجليا الاثنين وجبستهم.
شهقت بصدمه وقمت وقفت، وأنا سامعه صوت زياد:
- تصدقي أنا غلطان إني كلمتك.
وقفت ماما تسألتني بذعر:
- في أي؟ ماله زياد؟
حركت صوباعي السبابه والوسطى مع بعض وأنا مبرقه بصدمه، فقلدتني ماما وهي بتسأل:
- يعني إي؟
الدموع اجتمعت في عيني، وقلت:
- الإتنين! الإتنين يا ماما.
وقف بابا يسألني بقلق:
- هو ايه يا إيناس؟!
قلت باندفاع وبصوت عالي:
- زياد خسر رجليه الاتنين.
صرخت أمي، ومعرفناش بنلبس ازاي وبنخرج من البيت.
وزياد معايا على الموبايل مبهور بيا:
- منك لله يا إيناس، ومنه لله ياسر أخوكي اللي واقف يضحك جنبي ده، هو اللي أقنعني إنك هتوصلي الموضوع بلُطف.
🍃🍃صلوا على خير الأنام🍃🍃
بعد مرور شهرين
- متشغلش بالك يا زيزو بموضوع العلاج الطبيعي ده، إسلام أخو زوجتي دكتور علاج طبيعي وعنده مركز، هخليه يجيلك لحد البيت.
- والله ما عارف أقولك ايه يا أحمد، ربنا يقدرني وأرد جمالك دي.
- جمايل اي يا راجل إنت زي أخويا متقولش كده، ربنا يقومك بالسلامه أهم حاجه.
ألقيا السلام وحطيت الشاي وخرجت...
أحمد» كان بيجي يزور «زياد» كل يوم من لما عمل حادىًٰه وأخيرًا هيفك الجبس النهارده...
حتى الآن مش عارفه «إسلام» عرف إني أنا اللي كلمته باسم الدكتوره هاجر ولا لأ! لكن أنا توبت، حتى بعدت عن أصحابي اللي مش شبهي زي ما قالتلي سحر، وصاحبت بنات محترمه على السوشيال ميديا وبقيت أسمع محاضرات دينيه، حتى لبسي اتغير ومبقتش أطلع شعري من الطرحه.
ونفسي ربنا يكملها عليا بالستر، وإسلام ميكونش عرفني، ولا عايزه أشوفه تاني أصلًا.
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...
بدأ «إسلام» يجي لأخويا البيت وكنت بحاول أتجنبه لكن ربنا كان بيكتب لينا اللقاء كل مره، بطريقة مختلفه تأكدله إني مختـ.ـله عقليًا.
أول مره كنت بقدمله الشاي فاتكعبلت ووقع عليه الشاي المغلي، وبسرعه كبيت عليه إزازة المايه ووقف ياسر أخويا اللي لسه داخل من الدرس يضحك بأعلى صوته.
المره التانيه روحت أشتري من عند مرات البقال عشان أعالج سوء الظن اللي عندي، لكن اتكعبلت وسندت على ترابيزه عليها كوبايه شاي فاتهزت ووقعت من الناحيه التانيه على ظهر إسلام وهو بيربط الكوتشي.
زعقتله:
- إنت بتعمل اي عندك؟
انفعل:
- أنا اللي غلطان ولا إنتِ اللي مصممه تحـ..ـرقيني؟
المره التالته لما عرفت إنه جاي قررت أعمل الشاي وأسيبه في الأوضه قبل ما يوصل.
أخدت المايه المغليه وروحت أصب الشاي في أوضة الجلوس، ولما سمعت صوت بابا:
- اتفضل يا دكتور إسلام.
مكنتش صبيت إلا كوباية واحده، اتوترت ووقعت باقي المايه من ايدي على الرُكنه.
خرجت من باب، ودخل إسلام من الباب التاني وقعد في نفس المكان اللي اتكبت فيه المايه المغليه، ولما حس وقام اتكعبل ووقع قاعد على الترابيزه اللي عليها الشاي.
- معلش حصل خير، تعالى يابني الحمام من هنا.
قالها بابا ووصله للحمام.
وقفت أضحك، وأنا بكلم نفسي:
- مكتوبالك يابن المحظوظه.
تاني يوم سمعت إسلام بيكلم زياد وبيأكد عليه قبل ما يجي إنه مش هيشرب شاي. ويُفضل أكون أنا بره البيت.
🍃🍃استغفروا🍃🍃
كنت بقوم بالليل أضحك لما أفتكر مواقفي مع إسلام اللي ينفع تتكتب في روايه...
في الوقت ده كان طالع في دماغي أكتب رواية أحكي فيها قصتي.
وفي يوم وقفت في نص البيت وجبت حله أخبط عليها وأقول:
- الحاضر يُعْلِم الغائب، اسمعوا واعوا.
بص ياسر لزياد وسأله:
- واعوا! هي تقصد تخوفنا ولا إي؟
وقفت قصادهم وقلت:
- أنا قررت أكون كاتبه.
ضحك ياسر بصوت عالي، أما زياد سألني بسخرية:
- دا إحنا بنصححلك الكلام اللي بتنطقيه يا إيناس، هتكتبي ازاي؟ وبعدين إنتِ قريتِ كم كتاب عشان تقرري قرار زي ده؟
- قرأت طبعًا روايات كتير أوي، جـ.ـلدني فأحببته، ورماني من البلكونه فأطعته، وعشقني الأسد، وطار بيا الصقر، وعيون النسر وعبور الجسر، دا أنا قارئه محترفه.
ضحك ياسر وهو بيقول:
- لحظه واحده! هي دي أسماء روايات؟
هزيت راسي مبتسمه فقال ياسر وهو بيضحك:
- أختك هتجيبلنا العـ.ـار.
قال زياد:
- استنى يا ياسر، نشوف فكره الروايه اللي هتكتبها يمكن تطلع موهوبه بجد.
قعدت قصادهم وقلت بحـ.ـماس:
- البطل إسمه جاسر أغنى أغنياء العالم والبطله جميله جمال ملهوش مثال، بس أفقر فقراء العالم، بتكون عايزه فلوس عشان والدتها هتعمل عمليه اللوز فتروح تشحت منه وهو يوافق بشرط تتجوزه، ويصبحها بعلقه ويمسيها بعلقه بس على قلبها زي العسل، الحب بقا و...
قاطعني ضحك ياسر، وشاور زياد بايده وقال:
- بس بس يا إيناس قومي ذاكري، وانسي موضوع الكتابه دا نهائي... لو خايفه على سُمعتنا بلاش.
ولأن إخواتي رفضوا قررت أعمل بيدج أسميها «الكاتبه الدكتوره هجوره» وأنشر عليها.
وبقيت أقلد كاتبات عندهم التفاعل عالي؛ أنشر فيديو بأغنيه وأحط فيه صورة ممثل مفتول العضلات وأقول دا البطل، وصورة ممثلة جميلة وفاتنة أقول دي البطلة وتخيلوا معايا… وبصراحه القراء مقصروش وتخيلوا. وكان بيجيلي تعليقات تشجعني.
في الوقت ده اتغريت بنفسي كنت شايفه إني مفيش مني اتنين وكاتبه متميزه، لحد ما جالي رسالة من قارئة:
- مينفعش كده هتاخدي ذنب كل حد قرأ أو شاف الڤيديوهات دي!
مقتنعتش طبعًا عملتلها بلوك، ونزلت الرساله اللي بعتهالي نتريق عليها أنا والمتابعين.
واكتر من حد نصحني لكن مكونتش بسمع إلا صوت نفسي وشايفه إني صح! وكل اللي بينصحوني دول حـ...ـاقدين أعـ.ـداء النجاح.
لحد ما قررت أزود حصيلتي اللغوية وأقرأ أكتر وقرأت قول منسوب الشافعي:
"العلم ثلاثة أشبار: فمن دخل في الشبر الأول تكبر، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع، ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه لا يعلم."
في الوقت ده سألت نفسي أنا في أي شبر؟ لقيتني لسه مدخلتش أصلًا! وبدأت الغشاوة تتشال من على عيني، وفي فتره بسيطة جدًا اتغير مفهومي لكل حاجه! وكل ما أقرأ أكتر كل ما أحس إني لسه محتاجه، ولسه بدري عليا جدًا.
كنت لما أتعلم حاجه جديده أكتبها بطريقه درامية، وكنت بحكي كل حاجه عن حياتي يعني بسهوله جدًا أي حد من اللي حوليا يقدر يكشفني.
********
- تعرفي كاتبه اسمها الدكتوره هجوره؟
وقفتني «ضحى» وأنا خارجه من الكلية وسألتني، فارتبكت فراوغت:
- لأ أنا مبقرأش روايات من زمان معتقدش إن أنا أعرفها، بـ... بتسألي ليه؟
- دي كاتبه قصه تحسي إن إنتِ اللي بتحكي، نفس إسلوبك وكلامك وتقريبًا حكايتك كمان! أنا شكيت إن إنتِ حكيالها حكايتك.
- لأ لأ... معرفش.
ابتسمت ضحى:
- طيب أنا خطوبتي بعد بكره إوعي متجيش!
- لا هاجي ان شاء الله.
قلتها ومشيت بسرعه لما لقيت ريهام وسهيله جايين ناحيتنا، وبعدت وأنا بهمس:
- مش عارفه أفلح في أي حاجه في حياتي خالص كدا! أنا لازم أبطل كتابه.
*******
وبالليل قعدت مع جدي وجدتي أسمع التلفزيون لأن إسلام فوق عندنا.
كنت سرحانه قشرت برتقاله وكل ما أكل فص أقول:
- أبطل كتابه... مبطلش... أبطل... مبطلش...
دخل ياسر أخويا وهو بيضحك بصوت عالي، وبصلي وقال:
- اطلعي كلمي بابا، مش هتصدقي اللي حصل، إسلام اتقدملك، وعايز يتجوزك.
- إسلام مين؟
قلتها بصدمة، فضحك بصوت عالي، وقال:
- اللي قعدتيه على الشاي.
وقفت أكل برتقال مصدومه.
وسيبت ياسر قاعد مع جدي وجدتي يقولهم مين إسلام ومميزاته اي، وطلعت الشقه عشان أشوف طريقه أطفشه بيها.
لكن لما سابونا لوحدنا معرفتش انطق والموضوع كان أصعب مما تخيلت.
سألني إسلام بدون مقدمات:
- اتعرضتِ لحاجه في حياتك خلت عندك أزمة ثقة في اللي حوليكِ؟
- لأ مش فاكره… مبركزش في الحاجات دي!
- يعني أنا مثلًا معنديش ثقه في أي حد نهائي فاللي هتتجوزني هتعاني معايا.
- رغم إن فضولي مخليني عايزه أسألك عن سبب أرٰمة الثقة! لكن عندي سؤال أهم... حضرتك يعني سيبت كل البنات اللي على الكوكب وجاي تتقدملي أنا ليه؟
مردش وسكتنا احنا الاتنين وبصينا للأرض، وفجأة قلنا في نفس واحد:
- إنتِ لازم ترفضيني.
- إنت لازم ترفضني.
وبصينا لبعض بذهول.
يتبع