اسكريبت تجارب مرة (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر
اسكريبت تجارب مرة الفصل الأول 1
- إنتَ إيه اللي جابك هنا؟ مش كفاية أمك ضحكت على بابا واتجوزته!
- أمك؟ احترمي نفسك واتكلمي بأدب.
- والله شكلك مستفز والحكاية مش نقصاك.
قالتها وبصتلي من فوق لتحت بقرف، ودخلت البيت، كنت نازل السلم بعد ما طلعت شنطي للدور الرابع في بيت جدي، فقابلتني البنت الغريبة دي.
دخلت وراها وأنا بقول بعصبية:
- خدي تعالي هنا.
كنت ناوي أجادلها، ومتعصب بعدما غلطت في أمي!
لكن لما بصيت ناحية جدي اللي قاعد قصادي ورشقني بنظرة تحذير، فرجعت خطوتين لورا، ووقفت مكاني.
التفتت ليا البنت رمتني بنظرة ساخرة وابتسمت ببرود، قبل ما تدخل المطبخ.
دي أكيد «ليلى» بنت عمتي، وبنت جوز أمي برده!
عمتي توفت بعدما ولدت ليلى، وأمي اتجوزت أرمل عمتي. يعني جدي فقد ابنه وبنته، واللي كانوا متجوزينهم اتجوزا بعض.
مش عارف إيه اللخبطة دي! يعني أمي ملقتش غير أرمل عمتي وتتجوزه! أنا لما باجي أوضح لحد العلاقه دي بعاني!
وعاشت «ليلى» هنا في كفر الشيخ في بيت جدها "والد أمها".
وأنا عيشت في القاهره مع جدتي والدة أمي ولسه راجع بيت جدي "والد أبويا" اللي كنت بكلمه في التلفون كل فترة ومرت السنين ومجتش هنا إلا بعدما كملت ٢٥ سنه والدنيا ضاقت بيا.
دايمًا أسأل نفسي هي الدنيا قاسىٖٖة كده على كل الناس ولا أنا ليا معامله خاصه؟ حياتي مليانه تجارب مُره، لا ثانوي جبت فيه المجموع اللي بتمناه، ولا اشتعٰلت معيد في الجامعة زي ما اتمنيت، ولا حتى اتجوزت البنت اللي حبيتها واللي اتجوزت ابن عمها اللي معاه فلوس.
افتكرت جملة زميل ليا دايمًا ترن في وداني "أبونا وسيدنا آدم نزل الدنيا عقـ.ـاب، يعني إحنا هنا بنتعـ.ـاقب."
لكن هل إحنا هنا فعلًا بنتعـ.ـاقب؟
والدي كان مسافر بره مصر من صغري وتوفى قبل ما ينزل وأشوفه، وأمي اتجوزت وعاشت حياتها، وأنا مش لاقي شغل وحياتي كلها واقفه، كنت بقعد طول الليل أسمع أغاني حرٰينه وقلبي بيتقـ.طع.
فوقت من سرحاني لما شاورلي جدي:
- تعالى يا إلياس، واقف متصنم كدا ليه؟
- نعم يا جدي؟
قلتها وقعدت قصاده، فقال:
- متزعلش من ليلى هي عصبية بس بت طيبه وغلبانه، تلاقيها اتفاجئت لما جدتك قالتلها إنك هنا، وإنت مش تايه هي مش بتطيق أمك.
استفزتني أخر جملة فحاولت أمنع انفعالي، وأنا بقول:
- حتى إنت بتقول أمك يا جدي؟
ضحك جدي:
- ألااااه! هي مش أمك ولا ايه؟
اختفى انفعالي وضحكت:
- أمي بس حاسس الكلمة فيها إهاىٰه، يعني حد يقول لحد مش بتطيق أمك!
ضحك جدي، وسكتنا فترة وأنا بفكر، وبعدين بصيتله:
- يا جدي الشقة اللي في الدور الرابع بعيده عليا افتحلي اللي قصادك أو اللي في الدور التالت!
- إنت قاعد معانا كم يوم إن شاء الله؟
- علطول يا جدي، أنا مش همشي تاني.
رد جدي بعد سكوت بسيط:
- مفيش غير البدروم اللي فاضي، الشقه اللي في الدور الرابع شقتك، وعمك ساكن في الشقة اللي في الدور التالت، وليلى قاعده في الشقة اللي قصادنا.
- لوحدها؟ وليه مقعدتش معاكم؟
- رغبتها وهي حره، عايز تقعد إنت معانا اتفضل.
بصيت ناحية المطبخ.
لما سمعت جدتي بتزعق لـ ليلى:
- وطي صوتك… اهدي… كفاية عصبية.
بصيت لجدي وسألته:
- هي ليلى عايشه هنا من امته؟
- من ساعة ما أبوها اتجوز أمك، ليلى دي ملهاش حد غيرنا، حتى أبوها اتشغل في حياته، فاكر إنه لما يبعتلها فلوس كدا عمل اللي عليه.
- هي اللي رفضت تعيش معاه يا جدي، هو عمل اي غلط؟ اتجوز على سنة الله ورسوله، وهي متعرفش هو عمل عشانها ايه… دا مرضيش يخليني أعيش مع أمي عشان ليلى!
قاطعني صوت «ليلى» المنفعل ووقوفها قدامي فجأة:
- اسمع يا شخص إنت، متتدخلش في حياتي لا من قريب ولا من بعيد وطول ما إنت قاعد هنا متجيبش سيرتي ولا ليك دعوه بيا نهائي، فاهم؟
بصيت لها باستغراب ومردتش عليها، «ليلى» دي ينطبق عليها بسكوتايه بس ممكن تعـ.ورك؛ ملامحها هادئة عكس شخصيتها العصبية، وشها اللي من ساعة ما شوفته أحمر من شدة الغضب…
لما «ليلى» لقيتني مبحلق فيها، نفخت بضيق وخرجت من البيت وهي متعصبة والكلام بيطير وراها:
- هي عيشه تقرف كل ما الواحد يبدأ يرتاح يجيله قرف.
بصيت لجدي وسألته:
- قرف! البت دي تقصد ايه يا جدي، بتشىٰٰمني ولا اي؟
ابتسم جدي وقال:
- سيبها هتهدى وهترجع تعتذر لوحدها.
- البت دي متدلعه وأنا اللي هربيها.
رفع جدي سبابته في وشي، وانفعل:
- إياك تقرب منها يا إلياس، ملكش دعوه بيها نهائي، إنت لا أخوها ولا وصي عليها، خليك في حالك.
بصيت ناحية الباب وأنا متعصب، ورجعت بصيت لجدي لما سألني:
- إنت خريج كلية اي ولا شغال اي؟
- خريج حقوق لكن مش شغال.
سكت جدي شوية وبعدين تنفس بعمق وقال:
- حلو، اعتبر شغلك موجود، عمك محامي كبير وهيساعدك.
ومن هنا بدأت الحياة تستقر كل يوم بخرج من القرية لابس بدلتي ماسك في إيدي شنطتي الفاضية وأروح المحكمة أو مكتب المحاماه، بس برده جيبي لسه فاضي، والإسم الاستاذ المحامي راح الأستاذ المحامي جه.
استغفروا🌸
🍃🍃🍃🍃🍃🍃
وفي يوم
كنت نازل من شقتي لعند جدي فقابلني صوت «ليلى» بتزعق:
- إيه نسيت الماتور شغال ونمت، معملتش حٖريمه يعني يا خالو!
وقفت مكاني أسمع جدال عمي معاها…
- يا بنتي ارحمينا، ركزي شويه يا ليلى الدار هتقع من كتر ما بتنسي ماتور المايه شغال، الجيران بيشتكوا مننا، الشارع كله مايه بره.
- نسيت يا خالو، ومتزعقليش لو سمحت.
صٰرب عمي كف بالتاني، ورفع إيده يدعي:
- يارب إوعدها بعريس ياخدها ويريحنا يارب.
وطلع عمي لشقته وسمعته بيقفل الباب وهو بيحسبن.
فنزلت السلم لما وصلت عندها كانت مداني ضهرها، بتكلم نفسها:
- الراجل بيحسبن عليا، دي بقت عيشه تقرف كل يومين يصحوني من النوم عشان ناسيه الماتور! أووووف.
- إنتِ كمان زعلانه! يا بنتي متبقيش غلطانه وبجحه.
انتفضت «ليلى» على صوتي، كان شكلها يضحك وهي لابسه خمار جدتي على البيجامه ولما انتبهت دخلت بسرعه وقفلت الباب في وشي.
ومع رزع الباب سمعتها:
- مستفز.
فهزيت راسي باستنكار. واضح إن أيامنا فل الفل! والبت دي شكلها بتحبني.
صلوا على خير الأنام 🌸
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
تاني يوم
في مكتب المحامي، وقفني زميل ليا بيتدرب معايا…
- إلياس، إي رأيك في شغل على النت بيكسب فلوس بالهىٖل؟
- أكيد قصدك التيكتوك وكبسوا كبسوا، لا يا عم مليش في الحوار ده.
ضحك زميلي وقال:
- لأ يا عم مش تيكتوك، دا برنامجM.G.M، برنامج شغل يعني يديك فيديوهات وتشوفها، وكل فيديو تشوفه بتاخد عليه أرباح، كل اللي عليك تحط رقم فودافون كاش بتاعك وتعمل باقة عليه، يعني تدفع الف ونص أو أربعه او سته.
- مش فاهم يعني أنا اللي هدفع للبرنامج ولا هو اللي هيدفعلي؟
- يا سيدي افهم دي ضريبة زي تعاقد كده وفي خلال أربعين يوم هترجعلك فلوسك وتبدأ تكسب بقا.
- دا ربا؟
- لأ إنت مش بتكسب عشان حطيت فلوس، إنت بتكسب عشان بتشتغل وتشوف فيديوها، وأصلًا لو انسحبت من الشغل في أي وقت هتاخد فلوسك، هما بس بيمسكوك بالفلوس دي ويلزموك تشوف الفيديوهات لأنهم هيخسروا كتير أوي لو المشاهدات قلت.
- إوعى يكون ىٰصب يا ياسين إنت عارف أنا الألف جنيه بالنسبالي زي العشر آلاف بالنسبه لغيري، أنا على باب الكريم.
- والله ما تقلق دا فيه واحد واخد لحد دلوقتي مليون جنيه بفهلوته.
قفلت الملف اللي في ايدي، وقلت بتركيز:
- لأ الكلام هنا مش هينفع، احنا نطلع نقعد على قهوه وتفهمني إيه فهلوته دي عشان أقلده.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
وفعلًا استلفت من ياسين ٤ آلاف واشترك عليا ياخد مني أرباح أول إسبوع غير فلوسه طبعًا ووافقت. وبعد ٤٠ يوم وصلني الفلوس اللي دخلتها، واطمنت للبرنامج قررت أدخل عيلتي عشان كلنا نستفيد.
دي فلوس جايه من الهوا!
لما رجعت البيت، شوفت ليلى قدام شقتها، فقررت أفتح معاها كلام يمكن تهدى وتتقبل وجودي، بدل الغضب المرسوم على ملامحها ده.
- ازيك؟
مردتش نفخت بضيق، وهبدت الباب في وشي، كالعادة.
فقلت:
- وأنا اللي كنت هدخلك البرنامج، طيب والله خساره فيكِ.
وطلعت شقتي، ومر يومين وأنا لسه مقولتش لحد من عيلتي على البرنامج رغم زن ياسين عليا، فقررت أقولهم.
استغفروا.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃
- إنت فاهم اللي بتقوله؟ دا ىٰصب يا أستاذ إنت.
قالها جدي بعدما شرحتله فكرة البرنامج، كنت قاعد قصاده في البلكونه ميلت ناحيته، وقلت:
- ىٰصب إيه يا جدي! البرنامج أصلًا متعاقد مع الحكومة المصرية غير كل برامج الىٰصب اللي منتشره، يعني شعٰله نضيف.
- دا إيه الشعٰل اللي بـ العين ده؟ لا بتتعب نفسك فعلًا أنا داخل أنام يا إلياس، واسأل عن البرنامج ده كويس.
- إنتِ مش فاهم يا جدي دا موثوق منه، ياسين صاحبي فاتح مكتب باسم البرنامج، دا غير الحاجات الخيرية اللي البرنامج بيعملها.
- أنا مش فاهم قوي في النت والكلام ده، بس البرنامج ده فيه شُبهه، اسأل عنه قبل ما تكسب منه جنيه واحد، احنا ماشين بالحلال وبنخبط، والقرش الحرام يهد الدار ويخليها رُكام.
وقام جدي وسابني قاعد لوحدي خوفت يكون فعلًا زي ما قال، ىٰصب! دا أنا دخلت ناس كتير!
قمت وقفت أبص من البلكونه وأنا لافف نفسي بشال جدتي، لأن الجو كان برد!
اتصلت بـ ياسين بسرعة، وأنا نفسي يطمني.
أنا بنيت أحلام وطموحات وأماني متعلقة بالفلوس اللي هتجيلي من البرنامج.
بصيت للسما:
- يارب يكون حلال.
ولما رد ياسين وحكيتله خوفي، قال:
- يا عم متقلقش البرنامج أمان، أنا سألت شيخ واتنين وفهمته الحوار بالظبط وأكدلي إنه حلال.
- متأكد يا ياسين؟
- هبعتلك الريكورد على الواتس عشان تتأكد، دا أنا كنت هتصل بيك حالًا أقولك زود الباقة لـ ١٠ آلاف، عشان تلحق تستفاد من البرنامج.
ولما قفلت معاه سمعت صوت من الراديو:
" إياك أن تتبع هوى نفسك، الأصل أن تبتعد عن الشبهة… قال صلى الله عليه وسلم: «إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام…"
وقبل ما أغرق في التفكير، أو أسمع باقي الحديث قاطعني صوت حمحمة من ورايا، التفت كانت «ليلى» لافه نفسها بشال وقربت مني.
- لابس شال تيته ليه؟ على فكره أنا اللي بغسل الهدوم في البيت ده.
- عايزه اي الساعه دي؟
حمحمت وقالت بلطف غير معتاد:
- أنا جايه أعتذرلك، حاسه إني مزوداها معاك شويه.
- عادي، مش بركز مع العيال الصغيره.
- أنا مش صغيره أنا عندي ٢٠ سنه.
مردتش عليها، فسكتت شويه وقالت:
- ممكن تدخلني البرنامج اللي بيكسب فلوس ده، وتفهمني أشتغل عليه ازاي؟
مدت ايديها ليا بموبايلها، فارتبكت وأنا باصص لايديها، وقلبي مش مرتاح، حاسس وكإني بحط شوك تحت رجل كل اللي دخلتهم البرنامج ده.
يتبع...
اسكريبت بعنوان:
#تجارب_مُره
من سلسلة:
#حكايات_نصها_حقيقي
#كتابات_آيه_شاكر