رواية بيت المالكي (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم فيروز عادل
رواية بيت المالكي الفصل الثاني 2
-مشيوا؟
اتكلمت وهي جاية ناحيتي وبتاخد هي كمان كوباية ماية:كنت فاكرة ان دول هيبقوا اخر ناس.. احنا داخلين على المغرب هي ايه كل الستات دي!!
نزلت الكوباية من ايديها وهي بتبص ليا باستغراب:هي سلسلتك فين؟
بلعت ريقي وانا ببعد عنها بخطوة:ف.. فوق في اوضتي، قلعتها.
-ليه؟
-كانت مضيقاني ف قلعتها ونسيت البسها تاني.. بقولك ايه ياماجي انا هنطلع اوضتي علشان الصداع هيموتني.
-طيب بس شوية وانزلي علشان الناس، متتأخريش.
هزيت راسي:ايوه ايوه شوية وهنزل.
خرجت من المطبخ للناس تاني وانا اخدت نفس طويل وبعد ما اتأكدت من ان مفيش حد شايفني خرجت من باب المطبخ.. تاني!
مشيت في الطريق الوحيد اللي اعرفه في البلد دي، وانا كل تلت ثواني ببص ورايا اتأكد ان مفيش حد ورايا او شايفني.
لحد ما وصلت للمكان وعيني وقعت عليه واقف ساند على عربيته وباصص على المنظر قدامه.
مش عارفة احدد شعوري تجاهه لاني حاسة بغضب منه بس فنفس الوقت طلته في كل مرة من ساعة ما شوفته مبتعديش عادي على قلبي!
اخدت نفس وقربت منه وانا بتكلم:اللي بيحصل ده مش صح.
اول ما سمع صوتي قام وهو بيبص ليا وجه وقف قدامه وابتسامته مزينة ملامحه:واقف مستنيكي بقالي كتير.
مديت ايدي:السلسلة.
بص لايدي بعدين بص ليا تاني:لسه متكلمناش.
-هو انت نشال؟ انت اخدتها مني ازاي اصلاً!
طلعها من جيبه:مع اني صلحتهالك.
اخدتها من ايديه وانا بتطمن انها سليمة.. مينفعش يحصلها حاجة، كل بنت من عيلتنا من اول ما بتتولد بتلبس سلسلة من دي.. محفور عليها اسم العيلة واول حرف من اسمها،
محفور بشكل مُختلف بيتعمل مخصوص لينا احنا وبس.
-تعرفي ان ابو جدي هو صاحب فكرة السلسلة دي.
رفعتله عيني باستغراب وانا ببدأ البسها:وده ازاي؟
-بنات العيلتين بيلبسوا سلاسل زي دي… اجدادكوا ياستي مدلعينكوا وسايبين لينا احنا الشغل والهم.
ضحكت:اخدت بالي لما شوفت بنات عيلتكوا الصبح.
-مش عايزة تبقي من بنات عيلتنا انتي كمان؟
كنت خلصت لبس السلسلة بصتله وانا برفعهاله:انا بنت المالكي، بطل تحوم حواليا علشان متزعلش.
قرب خطوة بعد ما ابتسامته وسعت:عارفة يابنت المالكي؟ انا اللي مانعني هي حالة الوفاة اللي عندكوا.
-كنت هتعمل ايه يعني.
-هتجوزك.
بعدت عنه خطوة وانا باخد نفسي..
اتكلمت وانا بلف وسيباه:انا لازم اروح.
-هشوفك تاني.
لفتله:ده سؤال؟
-تؤ.. بعرفك.
-يعني ايه.
غمزلي قبل ما يفتح باب العربية:مين عارف.
دخل للعربية وسابني وانا واقفة مش فاهمة حاجة لحد ما فوقت وانا بمشي من هنا وراجعة على البيت بسرعة،
سرعة بدأت تبقى ابطأ لما قربت من البيت لحد ما دخلت للمطبخ اللي كان كل اللي فيه ملخومين في اللي بيعملوه ومش مركزين مع حد اصلاً.
بصيت ناحية الباب بخضة لما لقيت ملك داخلة تتكلم فجأة:انتي هنا وانا بدور عليكي.. تيته بتسأل عنك.
قربت منها وانا باخد نفسي علشان اهدى وبخرج معاها لبرا..
معاهم بجسمي لكن عقلي مش معاهم، كان مع الغريب اللي ملغبطني بقاله كام يوم ده!
ابتسمت لما افتكرت اللي حصل بس اتعدلت عالطول لما بنت من البنات جمبي ضربتني بهدوء فدراعي.
لحد ما اخيراً اليوم الطويل اللي كنت فكراه مش هيخلص خلص، كله طلع لاوضته يرتاح لحد ما الرجالة ترجع من المزرعة بتاعتنا.
لبست فستان تاني ونزلت للمطبخ اللي كانوا بيحضروا فيه للعشا اللي بعد شوية ده،
قعدت على الكرسي جمب دادة احسان وهي بتقطع الخضار:قوليلي يا دادة انتي في البيت ده من امتى؟
-عارفة جدك الكبير؟
-ابو جدي؟
-رؤوف المالكي.
-اسمع عنه اه.
-اهو انا اوعى عليه حاجات بسيطة كده.. كنت لسه عيلة صغيرة وهو في اخر ايامه.
-ما شاء الله ربنا يديكي طولة العمر.. عارفة انتي بقا عيلة القاضي؟
-عارفاهم طبعاً.
-انا كنت بسمع عنهم اه بس اول مرة اخد بالي انهم قريبين من عيلتنا كده!
يعني لدرجة ان شبابهم وقفوا مع شباب عيلتنا ياخدوا العزا معاهم!؟
-ياست زينة الحكاية بدأ بجدك الكبير اللي مكانش عنده اخوات ولا له عزوة لان ابوه برضو كان وحداني، لكن كان عنده صاحبه من عيلة القاضي وكان بيعتبره اكتر من اخوه لدرجة ان الناس كانت بتحسبهم من عيلة واحدة اصلاً، بدأوا شغلهم مع بعض وشاركوا بعض، واللي اعرفه انهم حتى بعد ما كل واحد كبر اسم عيلته وشركاته ومصانعه بعيد عن التاني يعني مش شراكه لان مش كل حاجة هما شركا فيها.
-اه فاهمة.
-كان اللي بيميل فيهم التاني بيسنده لحد ما يقف على رجله تاني… لحد دلوقتي وهما كده.
سندت ضهري وانا بتنهد:اممم.
-بتسألي ليه ياست البنات؟
-لا مفيش فضول بس.. اصل اول مرة اخد بالي منهم اوي كده.
خرجت من المطبخ وانا سامعة صوت العربيات بتقف ف عرفت انهم وصلوا،
بس اتداريت ورا السلم لما لقيت معاهم ناس غريبة كانوا تلت رجالة مدخلينهم على مكان الضيوف.
مكنتش فاهمة في ايه لحد ما سمعت صوت عمي وهو بيقول لعمر"قولهم يعملوا قهوه."
مشي وهو بيقرب من المطبخ بس وقفه صوتي من ورا السلم"بِسبِسسس."
وقف وهو بيقلب عينه لحد ما لقاني ف قرب مني:بتعملي ايه هنا!
-هو في ايه يواد ياعمر؟
-يخربيتك مبتتهديش بتشمي ريحة المصايب وبتجري عليها كده.
-مصايب! لا انا كده هقلق.
-روحي بس قوليلهم يعملوا قهوه وانا هبقى افهمك.
-هما دول المحامين؟
-اه.
بصتله:متقلقنيش.
-شكلنا مشرفين هنا كتير يابنت عمي.
-يعني ايه!؟
-مشاكل في الشغل طلعت من تحت الارض.. جدك الله يرحمه كان المفروض يخلصها ولما تعب ودخل المستشفى مقالناش حاجة عليها، ارتاح هو وهيطلع عينينا احنا.
-واحنا مالنا ومالكم يأخي رجعونا بيوتنا بعدين يطلع عينيكوا.
-روحي قوليلهم على القهوه يازينة بدل ما ابطحك بحاجة في دماغك علشان خلقي واصل هنا.
مشي من قدامي وانا رجعت تاني للمطبخ قولتلهم وخرجت وانا طالعة طبعاً للبنات فوق اقولهم المعلومات اللي عرفتها.
بس وقفت مكاني وغيرت الوجهة لما لقيت منة وفريدة واقفين قريب من مكان الضيوف بيسمعوا.
قربت ووقفت جمبهم احاول اسمع انا كمان لحد ما لقينا حازم خارج واقف قدامنا فبهدوء وكل احترام طلعنا احنا التلاتة لاوضة البنات.
اتكلمت فريدة وهي بتقفل الباب:شكل فيه حوار يابنات.
كله انتبه لينا وعلى وشوشهم الاستغراب فبدأت احكيلهم اللي عمر قاله ليا.
ومنة كملت:سمعت انهم بيتكلموا عن حوار شراكة وبتاع وورق اتفاجؤا بيه بعد موت حدو عدلي!
مكنش فيه حد فاهم في ايه بس قاطع تفكيرنا واستغرابنا صوت الخبط اللي على الباب:وقت العشا يهوانم.
بصتلهم وانا بتنهد:لازم اليوم ده يخلص لازم.
نزلنا وكله بدأ ياكل بس الغريبة ان محدش نطق بكلمة فقدرنا ندرك ان الموضوع صعب شوية!
لحد ما اخيراً كل واحد كان على سريره،
نايمة على ضهري باصة للسقف مبتسمة وانا ماسكة سلسلتي ودماغي بتعمل فلاش باك للي حصل.
مستغرباني علشان في العادي لو حد عمل معايا كده كان زماني قايلة للتتار بتوع العيلة عليه وعينك ماتشوف الا النور.
اشمعنا هو في الحقيقة… معرفش!
……
صحينا متأخر نوعاً ما عن اليوم اللي قبله،
كانت الساعة ١١ قبل الضهر،
الشمس هادية وده غريب بس هو الجو عالطول هنا حلو.. نسمة الهوا اللي موجودة هنا مبحسش بيها في حتة تانية.
كان كل ستات وبنات العيلة قاعدين بيفطروا روحت قعدت جمبهم وانا بتكلم مع ماجي اللي قاعدة جمبي:مشيوا؟
هزت راسها:من بدري.. سمعت جدو بيقول للعيال ولاد اعمامك يروحوا على الشركة الاول وبعدين لما يخلصوا يرجعوا على المزرعة للعزا.
-غريبة دي عمرهم ما راحوا شغل في ايام العزا… الحوار كبير ولا ايه.
بصت للاكل تاني وهي بترفعلي كتفها:باين كده.
بصينا كلنا على الباب لما لقيناه بيفتح وعلي ابن عمي داخل جاي ناحيتنا وعلى الباب تلاتة من ولاد اعمامي واقفين مستنينه.
-اقعد ياحبيبي افطر نادي اخواتك وكلوا لقمة.
-لا ياتيته احنا فطرنا متخافيش.. احنا بس جايين ناخد زينة مشوار وهنرجعها عالطول.
قومت وقفت باستغراب:انا!؟
هز راسه:ايوه تعالي.
مشي ف زقوني علشان امشي انا كمان، خرجت وراهم وركبت العربية ومشيت بينا وانا لسه معرفش هو في ايه او رايحين فين.
بصتله وهو قاعد قدام جمب السواق:فيه مشكلة؟
-اه.
-انا مالي؟
بص ليا:هنروح الشركة وهفهمك كل حاجة.
سندت بضهري تاني.. انا من امبارح وانا حاسة بقلق والله.
…..
-يعني ايه عقد الشراكة بإسمي؟
كانوا كلهم واقفين قدامي وهما بيشرحولي الموقف.
حازم رد وهو بيغمض عينه من التعب وبيعيد الكلام اللي سمعته ستاشر الف مرة تاني:جدك الله يرحمه عمل كده.
-اشمعنا!
عمر بص ليا بعصبية:روحي طلعيه من التربة يازينة واسأليه.
-مش وقته خفة دم.. انا مش فاهمة حاجة!
-ولا احنا فاهمين يازينة.. جدك كتب عقد الشراكة بإسمك والطحاوي رافض يمد العقد او ينقل الشراكة لاي حد اخر اسمه المالكي.
-ليه رافض ومين اصلا الطحاوي ده!
عمر مسك الورق اللي قدامي وحطه ف وشي:انتي محو امية يابنتي؟ ما اسمه في وشك اهو ما ده الشريك.
-بعد اذنك يا ابيه حازم ممكن عمر يخرج برا الاجتماع ده.
-ممكن انتو الاتنين تسكتوا علشان هو مش وقته خالص؟
-طب بالله فهموني انا المفروض اعمل ايه طيب.
علي جه قعد جمبي:بصي يازينة جدك اشترى ارض وكتبها باسمك واتفق مع الطحاوي ان هيعملوا عليها مشروع شراكة محدش فينا يعرف عنه حاجة وغالباً اتعمل باسمك علشان يكون بعيد عن الضرايب اللي باسم جدك او باسم العيلة لان طبعاً اول مرة يبقى فيه عقد باسمك او باسم اي بنت من بناتنا.. حاولنا كتير العقد يبقى باسم اي حد فينا بس منفعش ب ولا طريقة لان كان فيه باند محطوط زمان جدك ماضي عليه ان انتي بس المسؤولة وانتي اللي تمثلي العيلة علشان الطحاوي كان خايف من حوار الورثة واللي ممكن يحصل.
-وبعدين؟
-مضطرين انتي اللي تحضري معانا الكام اجتماع مع الطحاوي الجاين لحد ما ننهي الحوار ده بأي شكل لان لما اتهمل رجع علينا بخسارات كبيرة.
بصيت لفارس وهو بيبتسم:متخافيش احنا معاكي.
هزيت راسي وانا بتنهد:واول اجتماع ده امتى؟
-بكره الصبح.
…..
كنت واقفة جمب شجرة جدو باصة للسما وانا بتنهد:شوفت ياجدو اخوك عمل فيا ايه؟
بصيت ورايا لما سمعت صوت خطوات كنت متوقعة انه هو نوعاً ما، ف رجعت بصيت قدامي تاني.
جه وقف جمبي وهو لسه ساكت فبصتله:اممم يبقى عرفت.
-مش عارف جدكوا كان فدماغه ايه معملش حساب ان ممكن يموت في اي وقت ويسيبك انتي معكوكة كده.
-انت عارف الطحاوي ده؟
-عارفه.. ومعروف ان عيلتنا او عيليتكوا مبيبقوش معاه ف اي شغل.
بصيت قدامي وانا بتنهد:امال جدو عمل كده ليه!
-هتتحل متخافيش… مفيش خسارة بتقعد عندنا اكتر من يومين.
رجعت بصتله تاني كان باصص ليا وهو مبتسم:تتحل ازاي بقا وانا اللي بمثل عيلتي والله ده حتى عيبة ف حقهم جداً يعني.
ضحك فنسيت اللي انا فيه وابتسمت،
رجع بص ليا تاني وهو بيتكلم:طب اقولك سر؟
-اخدت انت عليا اوي يا ابن القاضي… قول ماهي بايظة كده كده.
-جايلكوا زيارة باليل روحي بيتكوا اجهزي بقا.
-جايلنا زيازة! واجهز!
-اه تجهزي مش هتشوفيني ولا ايه.
مشيت وانا بتنهد وبضرب كف بكف:اصل انا نقصاك يا نشال انت.
مشيت وركبت العربية اللي كانت مستنياني وسواقها وصلني لحد البيت ورجع هو تاني،
طلعت على اوضتي بعد ما فهمت جزء من البنات وهما هيعرفوا الباقي،
طول اليوم مبتعاملش مع حد ولا حتى بكلم حد يمكن من الخوف والتوتر!
كنت قاعدة على السطح مربعة وباصة للسما،
حسيت بحد بيقعد جمبي بس قومت وقفت بخضة لما لقيته هو!!
بصيت حواليا بخضة وانا بتكلم:انت بتعمل ايه هنا.
قام وقف:ما انا قولتلك جاي زيارة وانتي مصدقتيش.
كنت بزقه علشان ينزل:انزل قبل ما حد يشوفك هيقتلوك.
-خايفة عليا.
بصتله بزهق:انت تعبان في دماغك يابني؟
-يابنتي هما اللي قالولي اطلع انتي غريبة جداً.
سبته وانا بحاول افهم:يعني ايه.
-لقيت حل وبصراحة جاي على مزاجي جداً.
-حل لايه!
-انتي اللي بتمثلي عيلتك اه.
-طيب فهمت كمل.
-ماتيجي نتجوز.
مشيت من جمبه:يابني انت مبتزهقش، فكرتك هتقول حل بجد.
وقفني صوته قبل ما انزل:ده الحل الوحيد.. اتجوزك فتبقي مراتي تعمليلي توكيل.. اخري مش المالكي.
غمز بوقاحة:انا ابن القاضي.
………..
يتبع!💗