رواية بيت المالكي (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم فيروز عادل
رواية بيت المالكي الفصل الثالث 3 والأخير
-نتجوز؟!
رفع كتفه:موصلناش لحل تاني غيره.
قربت منه وانا ببص في عينيه:ومين اقترح الحل ده بقى؟
سكت شوية بعدين اتكلم:عينيكي حلوة كده ازاي!
غمضت عيني وانا باخد نفسي وببعد عنه مش فاهمة هو ايه الكائن اللي طلعلي من اللاشيئ ده!
وازاي بيوترني كده!
احنا في ايه ولا ايه دلوقتي!
نزلت لتحت وسبته، قابلت فارس على السلم كان طالع لينا:ايه الكلام ده؟
-انزلي هنتكلم.
-هتجوزوني؟
-انزلي يازينة بقولك هنتكلم.
نزلت كانوا كلهم قاعدين مستنيني.. قعدت على الكرسي وحمزة وفارس نزلوا هما كمان ف جدي بدأ كلام:لو وافقتي انك تتجوزي حمزة يابنتي يعتبر كده مشكلتنا هتتحل لان احنا مش فارق معانا اي خسارة في اي حاجة قد ما فارق معانا انك انتي اللي في الصورة.
بصيت لحازم لما بدأ يتكلم:لو اتجوزتي انتي وحمزة هيبقى هو الوحيد اللي هتعرفي تعمليله توكيل والحاجة هتتنقل باسمه لان الباند ساعتها مش هيتطبق عليه.
عمي رجع اتكلم تاني:بصي يازينة انتي عارفة ان عمرنا ماجبرنا بنت من بناتنا على حاجة وبقولك قدام حمزة اهو ان هو من ساعة ما عرف لف علينا واحد واحد عرض طلبه علينا يعني ده مش قرار طالع من مجلس الادارة يعني، احنا شايفين ان ده حل مناسب وحمزة ابننا عمره ما كان غريب.
بصتله لما لقيته بدأ يتكلم:انا مقدر طبعاً حالة الوفاة اللي عندنا،
بص ليا وبعدين كمل:بس لو زينة وافقت هيكون عقد جواز بس علشان ننقذ الوضع بس كل حاجة هتتأجل لحد ما ظروفنا تعدي… مش عايز اتجوز جواز على الورق وبس.
اخدت نفس طويل وبعدت عيني عن عينه وانا بقوم اقف:بعد اذنكوا.
سبتهم وطلعت لاوضتي وقفلت عليا الباب، مش فاهمة ايه اللي بيحصل ولا فاهمة ايه شعوري!
بس مش متخيلة ان كل ده حصل ليا بس في يوم وليلة!!
قربت من شباك اوضتي بعد ما سمعت صوته، ركب عربيته ومشي.
فضلت باصة عليها لحد ما اختفت من قدام عيوني.
وعلشان اقطع كل الافكار دي مكانش فيه الا الحل الوحيد اللي بلجأله…. النوم.
دخلت على السرير واول ما غمضت عيني نمت.
معرفش عدى قد ايه علشان اصحى بس لما فتحت عيني كانت الدنيا لسه ليل.. قبل الفجر بشوية.
ابتسمت بتهور وانا بقوم من على السرير علشان اجهز وبعد دقايق مش قليلة نوعاً ما كنت بقفل باب المطبخ بهدوء وخارجة..
المكان الوحيد اللي بحس فيه اني مرتاحة.. يمكن علشان هو المكان الوحيد اللي مقدرتش انساه هنا!
كنت واقفة وساندة على الشجرة وانا ببص لانعكاس القمر اللي في الماية قدامي،
بصيت ورايا بخضة لما حسيت ان فيه حد، بس على قد ما اتفاجأت على قد ما اتطمنت لما شوفته.
-بتعرف منين اني هنا؟
حط ايده على قلبه:احساسي.
بصيت قدامي تاني وانا بهز راسي بيأس وبضحك،
جه وقف جمبي:خارجة من البيت في الوقت ده ليه؟
رجعت بصتله تاني.. بصاله وبس مش بنطق، لحد ما لقتني بتكلم وانا تكة وهعيط:انا خايفة.
-انا عارف… كل اللي عاوزك تفهميه هو ان مفيش اي حاجة هتتغير، عارف ان كل حاجة جاية بسرعة وبسرعة جداً كمان وانا مكنتش عاوز ده يحصل، وان كل حاجة تكون طبيعية بس انا مستحيل يبقى في ايدي حل اني مخلكيش تقابلي الطحاوي ده ومعملوش.
-انتو بس لو تفهموني هو مين الطحاوي ده بدل ما انا عاملة زي الاطرش في الزفة كده.
-متشغليش بالك بأي حاجة الحوار ده هيخلص يعني هيخلص من غير ما حاجة تتغير.
-يعني لو وافقت هفضل في بيتنا؟
ضحك وهو بيهز راسه:اه، بس ده مؤقتاً بس انا كده كده مكنتش هسيبك الا لما اتجوزك ربنا عاوز نتجوز دلوقتي نقول لا مثلاً!
بصيت قدامي وانا باخد نفس وبغمض عيني:انا بس كمية الحاجات اللي حصلت ورا بعض دي ملغبطاني، مش عارفة احدد ايه الصح وايه الغلط، خايفة اوافق ف اكون بعمل كده بس علشان عيلتي وانت حد كويس اينعم نشال وباد بوي بس راجل وخايفة اظلمك او اظلم نفسي.. مش عارفة ومش فاهمة ليه جدو بيعمل كده هو حتى عمره ما جابلي سيرة انه عمل حاجة زي دي باسمي ودخ….
قاطعني في نص كلامي:زينة.. زينة.
بصتله وانا لسه بنفس الانفعال:نعم!
-متفكريش في اي حاجة، انا موجود.
وفخلال ثواني كنت هديت!
تأثيره عليا ازاي كده!!
كمل كلام تاني وهو رايح يفتح باب عربيته:يلا تروحي بقا علشان متتأخريش؟
-بس مش هين…
قاطعني:انتي عارفة الساعة كام؟ اركبي يازينة الله يهديكي.
ركبت معاه وماخدناش وقت كبير لان المسافة مش بعيدة،
وقف بالعربية على بعد مش كبير من البيت:مش همشي الا لما تدخلي.. متعمليهاش تاني الوقت متأخر.
هزيت راسي وانا بفتح باب العربية بس بصتله تاني لما سمعت صوته:نامي كويس ومتفكريش في حاجة ماشي؟
اتنهدت وانا بنزل:ماشي.
-بحبك.
وقعت على ودني وانا بقفل باب العربية.. شعور غريب اول مرة احس بيه.. فراشات؟! يمكن.
ابتسمت بكسوف حاولت اخبيه:تصبح على خير يا ابن القاضي.
لفيت قبل حتى ما يفكر انه ينطق.. مشيت ناحية البيت بسرعة ودخلت،
وقفت ورا الباب وانا حاطة ايدي على قلبي اللي هيخرج من مكانه وبحاول اهدى.
قلبي هدي نوعاً ما شوبت كوباية ماية وطلعت بهدوء لاوضتي وانا بترمي على السرير.. والغريبة اني نمت تاني!
بس المرة دي نمت براحة من غير ما اكون شايلة هم حاجة!!
صحيت الصبح بعد ما نور الشمس دخل للاوضة، اخدت نفس وانا بقوم اجهز علشان انزل.
كان الوقت لسه بدري مش كل البيت صاحي، كان جو مناسب ارتب افكاري للمرة الاخيرة.
دخل كريم ابن عمي من الباب ف جه ناحيتي لما لقاني قاعدة بشرب نسكافيه:صاحية بدري كده ليه؟
بصتله وهو بيقعد قدامي:انت اللي كنت فين بدري كده!
-من امبارح بنحاول نأجل حوار الاجتماع ده ولو ليوم واحد والحمدلله حليتها.
-يعني مفيش اجتماع النهارده.
هز راسه ب اه:يوم زيادة تفكري فيه… زينة عاوز اسألك سؤال.
-اسأل.
-انتي شوفتي حمزة قبل كده او هو شافك؟
-اشمعنا.
سند ضهره:مش عارف…. حمزة راجل اه واخونا مش صاحبنا وربنا يعلم، بس انا عارفه كويس.. عمره ما هيعمل حاجة زي كده مع اي واحدة يعني حتى لو من الواحدة دي من بناتنا.. هيحاول يحل اه بس مش هيتجوزها يعني.
-شوفته وشافني وقت العزا بس انا مكنتش اعرفه من قبل كده كانت اول مرة.
اتنهد وهو بيقوم يقف:اللي يشوفه يقول بيحبك بقاله عشر سنين مثلاً.
ضحك وهو سايبني وطالع:كل اللي بيحصل ده علشان تتجوزوا باين كده.
سابني وطلع لاوضته وانا غمضت عيني وانا ببتسم.. تمام بقيت اقول قدام نفسي اني حاسة بحاجة، حاجة بتختفي بعد كام ثانية لما الخوف بيسيطر تاني!
قومت وقفت لما لقيت جدو جاي ناحيتي.. قربت منه وبوست ايده قبل ما يقعد ويشاورلي اقعد جمبه.
-انا موافقة ياجدي.
طبطب على ايدي واتكلم وهو مُبتسم:عارف انك متلغبطة بس لو كان حد تاني غير حمزة انا مكنتش هوافق واخليكي تفكري من اصله.
-اشمعنا حمزة بقا.
-هيعرف يصلح كل اللغبطة دي بعد كده.. سواء اللي في الشغل او اللي جواكي.
بصيت قدامي وانا بفكر فقاطعني صوته تاني:نكتب بالليل؟
بصتله بخضة:بالليل.
-مفيش وقت يابنتي، اول اجتماع بكره.
وبعد شوية كان الكل قاعد للفطار، محدش بيتكلم لحد ما بدأ جدي في الكلام:طبعاً دلوقتي كله عارف الظروف اللي بنمر بيها في الشغل وبرضو عارفين بعرض حمزة للجواز من زينة.. وللاسف كل حاجة لازم تتم بسرعة علشان الوقت ونلحق نعمل التوكيل اللي باسم حمزة بس فنفس الوقت عندنا حالة وفاة واللي مات مكانش اي حد ده كان كبيرنا،
بعد المغرب عيلة القاضي هتكون هنا هنكتب الكتاب بهدوء..
بص ليا وهو بيكمل:مكنتش عاوز جوازك يبقى بالشكل ده يازينة بس الظروف.
ابتسمت وانا بهزله راسي:متقولش كده ياجدي انا فاهمة.
……..
كنا قاعدين في الاوضة جاهزين وكلهم بيتكلموا في الثانية مليون كلمة وبيسألوا مليون سؤال لحد ما سمعنا صوت العربيات فقربنا بهدوء للشباك واحنا شايفينهم نازلين منها.
جت فريدة من ورايا:عريس عسل والله.
بصتلها:بتعاكسي جوزي؟
بصت بإنبهار لباقي البنات:نطقت ياجدعان نطقت.
……
كل حاجة حصلت بسرعة فجأة كنت بمضي بعد ما واحد من ولاد عمي طلعلي الدفتر وفجأة تاني لقيتهم بيباركوا ليا بهدوء سواء عيلتي او عيلته بس الحقيقة ان كان مرسوم على وشوشهم كلهم فرحة انا قادرة اشوفها وده يمكن خلاني ارتاح شوية،
الدنيا هديت وعيلته كلها مشيت ماعدا هو تحت،
بصينا لعمر بعد ما لقيناه طالع:مش عاوزة تنزلي خالص.
هزيت راسي ب لا فـ ضحك:يلا يازينة المحامي تحت علشان التوكيل.
نزلت معاه وانا قلبي هيخرج من مكانه.. مش متوترة انا هموت من التوتر.
نزلت فشاورولي اقعد جمب حمزة،
قعدت جمبه واتسحلت في كلام المحامي والامضا تاني وكل الحاجات دي لحد ما اخد الورق ومشي.
قام وقف من جمبي وهو بيتكلم:مش هنتأخر.
جدي بص ليا:قومي يازينة.
قومت وقفت:اقوم فين ليه؟
حمزة اتكلم ف بصتله:تعالي بس هو انا هخطفك.
مشي ف اتنهدت وانا ماشية وراه.. الواد ده موتر جداً مش مستعدة ابقى معاه لوحدي لا.
ركبت معاه العربية ومشي بينا.. مكنتش عارفة رايحين فين بس مش خايفة!
فضلنا طول الطريق ساكتين، انا مبتكلمش وهو كمان.
لحد ما وصلنا لمكان كبير مليان زرع اخره نهر بيجري منه ماية.. وكأنه حتة من الجنة على الارض.
نزلت وانا ماشية وببص حواليا والابتسامة على وشي،
لفيتله وانا بضحك:ايه المكان الحلو ده؟
-لازم اجيبك هنا.
بص حواليه بعدين بص ليا تاني:ايه رأيك بيتنا يبقى هنا؟
بصيت حواليا:هنا!!
قرب مني:اه… شايفة الارض اللي هناك دي انا مشتريها مكنتش متأكد عاوز اعمل بيها ايه بس من ساعة ما شوفتك اول مرة وانا عرفت.
مشيت من قدامه وانا بتنفس وبتكلم:انت تعرف اني طول حياتي نفسي في مكان زي ده بعيد عن الزحمة والدوشة اعيش فيه.
-اشارة.. ده احنا مكتوبين لبعض مش ممكن.
ضحكت فقرب مني والضحكة بتترسم على وشه.. بتخليه اجمل!
-تعرفي ان ضحكتك حلوة.
-اه عارفة.
حط ايده في جيبه وهو بيطلع علبة من جيبه:عارف ان لسه هنعمل كل حاجة تاني لو عوزاني ساعتها اجي اخطبك هخطبك.. بس بصراحة مش هعرف امشيكي كده من غير دبلة.
مد ايده بالعلبة:مش عارف هتلبسيها في اليمين ولا الشمال بس انشالله تعمليها سلسلة المهم تتلبس.
اخدتها من ايده وانا بضحك:شكلها حلو.
قعدنا كتير نتكلم.. لدرجة اني نسيت اي توتر وخوف كنت حاسة بيه طول اليوم!
حمزة غريب بيقدر يخليني محسش ان فيه حاجة اسمها مشاكل في الحياة اصلاً.
لحد ما رجعني البيت ومشي هو ومن كتر التعب طلعت اوضتي نمت وانا حاسة اني فراشة نوعاً ما.
……
-مسافر!
بص ليا شوية بعدين هز راسه:اجلتها لحد ما مشكلتنا تتحل والشراكة مع الطحاوي الله يهده اتحلت خلاص مينفعش مسافرش.
-طب ومسافر ليه؟
-فيه حاجات هنروح انا وسليم وسالم ولاد عمي نخلصها ونرجع عالطول.
-هترجع عالطول.
ابتسم بخبث:هوحشك؟
-خلاص مش عايزة اعرف.
مسك ايدي وهو بيوقفني علشان ممشيش واسيبه:خلاص خلاص تعالي… هرجع عالطول ان شاء الله.
-طب خلي بالك من نفسك.
………
المشكلة اللي كانت في الشراكة بينا وبين الطحاوي اتحلت بعد اسبوع من كتب كتابنا انا وحمزة.. وفات من بعدها شهرين وهو لسه مسافر وعيني ملمحتهوش!!
ساب فراغ كبير في يومي محدش عرف يملاه!
مكنتش اعرف اني اول ما اتعلق بيه ان ممكن حاجة تحصل تبعده كل ده!
كنت واقفة باصة لانعكاس القمر في الماية وانا بحسس على دبلتي اللي لابساها في الشمال،
لحد ما سمعت صوت وقف قلبي لوهلة!
-ايه مخرجك دلوقتي يا مدام!
لفيت بسرعة كان واقف بنفس طلته اللي من اول مرة لمحتها فيها وقلبي مرجعش زي ما كان.
كان واقف على بُعد مش كبير مني وهو بيتكلم:عارفة ان اول حاجة عملتها لما رجعت اني جيت هنا؟
قلبي بيحس بيكي بطريقة مش معقولة ده انا قرة عين عسل والله.
قربت منه لحد ما وقفت قدامه:ده اللي هرجع عالطول؟
-والله غصب ع…
مستنيتش انه يكمل قاطعت كلامه وانا بترمي في حضنه وبهمس:اوعى تعملها تاني.
لف دراعه عليا وهو بيضحك بهدوء:وحشتيني.
خرجت من حضنه وانا ببصله:وانت كمان يا ابن القاضي.
…………
#بيت_المالكي.
#الجزء_الأول.
الأخير💗
الجزء الاول من الحدوتة خلص قولولي رأيكوا.
وفر وقتك… لو بتدور على رواية كاملة وممتعة… اضغط (هنا)