رواية الزمان وما يأتي به عبر روايات الخلاصة بقلم هاجر نورالدين
رواية الزمان وما يأتي به الفصل الثاني 2
_ مش دايمًا الصورة بتبقى زي ما إنتِ شيفاها يا ماما.
طبطبت عليا وقالت بهدوء:
= عمومًا يابنتي أنا قولتلك ونصحتك،
بس لو إنتِ فعلًا بتحبيه ومتمسكة بيه للدرجة دي يبقى براحتك مش هغصبك ولا هضغط عليكِ.
إبتسمت بهدوء وحضنتنها وقولت وأنا بغمض عيني بقوة عشان معيطش:
_ تسلمي يا ماما، والله هو فعلًا كويس ومحترم ولما تشوفيه وتتعرفي عليه هتفهمي ليه أنا متمسكة بيه، ولو بعد ما تتعرفي عليه شايفاه مش كويس ولسة عند رأيك وقتها مش هعارضك.
بعدت عني وقالت وهي بتبصلي بنص تغميضة:
= إنتِ بتاكلي بعقلي حلاة عشان أوافق بالطريقة ها!
ضحكت وقولت:
_ لأ والله بس فعلًا ياسين كويس ومحترم أوي.
إتنهدت وقالت بهدوء:
= أتمنى والله يا بنتي، ربنا يارب يختارلك الكويس ويسعدك في حياتك ويبعد عنك الشر واللي جاي منهُ وبيه.
إبتسمت بهدوء وسكتت،
بعد شوية قومت معاها عشان ناكل ورجعت كملت نوم تاني.
تاني يوم الصبح صحيت وكانوا بيفطروا،
روحت ناحية التلاجة وطلعت إزازة المياه بتاعتي وشربت.
بابا إتكلم وقال:
_ تعالي إفطري.
بصيتلهُ بجنب عيني وقولت بهدوء:
= مش جعانة.
فضلت قاعدة على الكنبة وبعد ما خلصوا أكل وبابا قام،
قومت من مكاني وقعدت على السفرة وهو كان بيبلس عشان نازل.
ماما كانت بتلم الأكل، إتكلمت وأنا بمنعها وقولت:
_ سيبيهم يا ماما هاكل.
بصتلي بإستغراب وقالت:
= مش أبوكي قالك تعالي كُلي قولتي مش جعانة؟
إبتسمت وقولت بهدوء:
_ عادي جوعت دلوقتي.
بصلي بابا بنظرة ضيق وهو بيبصلي وإستغفر وسكت.
ماما دخلت بعدها المطبخ تخلص شوية حاجات.
بعدها بابا قرب مِني وقال بضيق:
_ شايفة اللي إنتِ بتعمليه دا صح يعني يا إنچي؟
رديت من غير ما أبصلهُ وأنا باصة للأكل قدامي وقولت بهدوء:
= أسفة يا بابا، بس مش قادرة أشوفك والدي اللي أعرفهُ بعد ما شوفتك بعيني مع عيلتك التانية ومراتك التانية.
إستغفر ربنا ونزل من غير كلام تاني وهو متضايق،
المفروض إني أتعامل إزاي بعد ما عرفت إن والدي عندهُ عيلة وزوجة تانيين غير ماما منعرفش عنهم حاجة!
المفروض أتعامل مع إخواتي التانيين إزاي في أول مقابلة!
إفتكرت أول لقاء بيني أنا وأخواتي وهو نفسهُ اليوم المشؤوم اللي عرفت فيه الحقيقة.
كنت لسة مخلصة الشغل وفي طريقي للبيت قررت أغير طريقي وأروح أشتري حاجات كنت حاجزاها في محل سكين كير.
وللصدفة أو القدر إني أعرف في اليوم دا،
شوفت بابا… بس مش لوحدهُ!
كان واقف في وسط ست وبنت وشاب وبيضحكوا وهما بيشربوا عصير.
وقفت العربية ونزلت بسرعة، كنت مصدومة ومش فاهمة،
مروحتش ليه على طول، كنت واقفة بتأكد.
بتأكد إن دا والدي وإن دول مش حد من قرايبنا خالص!
بعد ما اتأكدت روحت وقفت قدامهُ وهو من الصدمة بصلي ومعرفش ينطق.
فضلنا ساكتين وباصين لبعض من غير ولا كلمة،
لحد ما إبنهُ أو أخويا الكبير بقى إتكلم بتساؤل وقال:
_ مين دي يا بابا؟
بصيت للشاب دا بصدمة وبعدين بصيت لـ بابا وقولت:
= بابا!
إتكلم بابا بسرعة وقال عشان يلم الدنيا:
_ روحي إنتِ يا إنچي دلوقتي وهفهمك بعدين.
إتكلمت الست اللي معاه وقالت بإبتسامة:
= إنتِ إنچي، ياحبيبتي كبرتي.
بصيتلها وأنا مش فاهمة مين دول،
إتكلمت وقولت بحدة:
_ إنتوا مين، فهمني دلوقتي يابابا؟
إتنهد بابا وقال بصيغة التعارف:
= دي إنچي بنتي وأختكم اللي كنت بقولكم عنها يا ولاد،
إنچي دول أخواتك من مرات أبوكِ دي.
خلص كلامهُ وهو بيشاور على الست،
محسيتش بالدموع اللي نازلة مني وقولت بعصبية وأنا حاسة إن الدنيا بتلف بيا وبتمنى إن دا يبقى كابوس:
_ وياترى يا والدي المفاجأة دي ليا أنا بس وماما عارفة زي ما ولادك ومراتك التانيين عارفين ولا ليا أنا وماما؟
إتكلم بابا بسرعة وقال:
= لأ إوعي تقولي حاجة زي دي لأمك، إنتِ عارفة هي قلبها ضعيف ومش هتستحمل.
بصيت ناحية الشاب وعيوني مليانة دموع وقولت:
_ خايف عليها أوي كدا، وبعدين شكلك متجوز طنط دي الأول ما شاء الله عندك ولد أكبر مني، ولد إي بقى، دا بقى راجل!
بصيت ناحية الست اللي واقفة جنبهُ وكان باين على ملامحها الحزن وعدم الرضا عن اللي بيحصل أو عن ردة فعلي تحديدًا وقولت:
_ وإنتِ إزاي وافقتي بحاجة زي دي وإنك تغشي واحدة زيها زيك؟
إتكلم بابا بحِدة وقال وهو بيزعقلي:
= إنچي!
إحترمي نفسك وإتكلمي معاها بأحترام دي زي أمك.
إتكلمت بعصبية وإنفعال وقولت:
_ لأ طبعًا مش زيها ولا عمرها هتكون زيها.
قبل ما أفكر أو حد يرد لقيت قلم نازل على وشي من اللي المفروض أخويا وهو بيقول بغضب وعصبية:
= إحترمي نفسك وإتأدبي.
بصيتلهُ بحدة ولكن القلم إتردلهُ من بابا بسرعة وهو بيقول بعصبية:
_ إتأدب إنت الأول وأنا واقف إوعى تمد إيدك عليها تاني طول ما أنا عايش.
بصلهُ الشاب دا بحدة وقال:
= إنت بتضربني عشانها يابابا، دا إنت عمرك ما عملتها من ساعة ما كبرت.
إتكلم بابا وقال:
_ إوعى تمد إيدك على أخواتك تاني، حببهم فيك وخليكم مع بعض أنا مش جايبكم عشان تعادوا بعض، بعدي مفيش حد هيبقى سند ليهم غيرك.
إتكلمت بعدم إستيعاب وكسرة ووجع وقولت:
= لأ أنا مش هقدر أسمع نصايح الأب وإبنهُ والموعظة دي والظاهر إني فسدت عليكم خروجتكم السعيدة.
خلصت كلامي ومشيت بسرعة وأنا بعيط،
جه ورايا بابا ووقفني وقال:
_ إستني يا إنچي، إوعي تقولي لأمك حاجة زي دي هتروح فيها وهي قلبها ضعيف هتروح فيها.
بصيتلهُ وعيني مليانة دموع وقولت بسخرية:
= مش مهم كسرتي، مش هقدر اشوف الكسرة الأكبر منها في عين أمي، كفاية إنت واللي عملتهُ فيها.
بعدت عنهُ بحدة وعنف وأنا مش حاسة إن هو نفسهُ أبويا اللي أعرفهُ.
رجعت من ذكرياتي وأنا بتنهد والحقيقة إن نفسي كانت إتسدت عن الأكل.
قومت لبست ونزلت الشغل،
في الطريق بعد ما نزلت من العربية تحديدًا وقدام الشغل بتاعي.
شوفت اللي إسمهُ أخويا دا واقف،
تجاهلتهُ وكملت في طريقي ولكنهُ وقفني وهو بيمسكني من دراعي وقال:
_ إستني هنا، عايزك في موضوع.
بعدت إيدي عنهُ وقولت بقرف:
= معرفكش عشان يبقى بيننا مواضيع.
رجع مسك إيدي وهو بيقول بتهديد وبيزعقلي:
_ إسمعي الكلام بقولك أحسنلك.
قبل ما أرد عليه جِه ياسين وضربهُ بالبونيه في وشهُ وهو بيبعدني عنه وبيقول:
= إنت متخلف إزاي تمسكها كدا وبتاع إي؟
قام أخويا وسط إندهاشي وأنا بحاول أمنع ياسين،
ولكنهُ حسس مكان الضربة وقال بغضب وسخرية:
_ مين دا بقى إن شاء الله، ماشية معاه وهتجبيلنا العار،
كدا حسابك معايا تقِل جدًا.
يتبع...