رواية حكايات جدو إدريس " الاستحواذ الأعمى " الفصل الخامس 5 بقلم ريتا سليمان
حكايات جدو إدريس الفصل الخامس 5
تنويه هام للقراء الكرام، اغلب الناس اللي ذكرهم جدو ادريس في القصص، هما ناس دراويش وعلى البركة، ناس بسطة أجبرتهم الحاجة والظروف إنهم يسلكوا طريق مظلم وصعب وللاسف هما دفعوا ثمن إختيارهم دا، والثمن كان
غالي اوي، زي حماة جدو ادريس، اللي كانت رغبتها في الحفاظ على بيت بنتها سبب في إنها تسلك طريق السحرة من غير تفكير في العواقب، او سمرة اللي خلت فكرة الانتقام تستحوذ عليها، قبل ما يستحوذ عليها ملك سفلي من عالم الجن، او جابر اللي كان ضعيف ومهزوز وبدل من انه يغير من نفسه، راح استعان بكيان مجهول كان سبب
في هلاكه !! .. الناس دي تدخلت في عالم مش عالمهم بجهل منهم وعدم دراية، ودا يخلي البعض مننا يلتمس ليهم العذر ويبررلهم بعض من افعالهم، طب بالنسبة للي يقرر يسلك الطريق المظلم وهو واعي وفاهم هو بيعمل ايه ! .. يا ترى هل ينفع نلتمس ليه العذر في اذى الاخرين، في رأي الموضوع ده صعب، ومش هين نهائي، وخلونا نبدء في
حكاية جديدة من حكايات الحاج ادريس، واللي أبتدت زي العادة بأتصال هاتفي مع جدو واللي قلت فيه:
_الو .. مساء الخير يا جد طمني ازيك وازاي صحتك، يارب تكون في أحسن حال .
_الحمد لله يا ريتا، أنا بخير وفي احسن الاحوال، نحمد الله على فضله ونعمته"
_يارب ديما تكون بخير وصحة .. ودلوقتي يا جدو جاهز للمفاجئة اللي وعدتني بيها انا واسرة المرعبين اللي متابعين قصتك.
_جاهز يا طبيبة، جاهز احكيلك حكاية الليلة، واتمنى انها تعجبك زي باقي الحكايات"
_اكيد القصص هتعجبني يا جدو، خذ مساحتك في الكلام، وانا مش هقاطعك خالص .
_تمام يا طبيبة، مع إني شاكك في موضوع انك مش هتقاطعيني ده، بس ماشي، نجرب مش هنخسر حاجة، حكاية الليلة بطلها، شخص إسمه تحسين جا سكن عندنا في المنطقة، نزل في بيت قريب من بيتي، تحسين عندو 45 سنة تقريباً، عايش مع زينب مراته وبناته الثلاثة، بهية
اللي عندها 23 سنة، ونجية الي عندها 20 سنة، وهند اللي كان عندها 16 سنة، وكان تحسين واضح للكل انه انسان بسيط وعلى البركة، مكنش بيفوت فرض في الجامع، كان انسان تقي وعلى خلق، لكن الحاجة الوحيدة الغامضة في حكايته، كانت الاصوات اللي جاية من نواحي بيته، واللي
كنا بنسمعها كل يوم بعد نص الليل، ستات بتصرخ وناس بتستنجد بينا، في البداية لما حصل الموضع ده جريت لبيت تحسين وانا قلقان، وكنت عايز افهم ايه اللي بيحصل بالضبط، كنت بخبط على الباب، وانا لسا سامع صراخ
واضح لستات بتسنجد، وكان جاي من جوى البيت، لكن مع فتحة باب البيت الاصوات كلها اختفت تماماً، ومش بس كده انا لحظت إن ملامح تحسين توحي انه لسا صاحي حالاً، كان شكله مخضوض من طريقة خبطي على الباب،
كمان سألني عن سبب زيارتي في الوقت المتأخر ده، ولما قلت له اني سمعت صراخ جاي من جوى بيته، فضل مبرقلي من غير ردة فعل .. وقال:
_اصوات ايه يا حاج ادريس، مفيش لا اصوات ولا حاجة، الكل نايم، تلاقي الاصوات دي جات من حتة تانية، او تلاقيك كنت بتحلم.
تحسين قال الكلمتين دول، وحسيت من خلالهم إنه كان مضايق من حاجة، لكني محاولتش اعرف اي هيه، وبعد ما اطمنت عليه رجعت بيتي، عفاف كانت لسا صاحية ومستنياني، عشان تعرف سبب الاصوات اللي كنا بنسمعها، واول ما دخلت قربت نحيتي بقلق سألتني:
ها يا ادريس طمني كله تمام، عرفت سبب الصراخ اللي حصل من شوية ؟.
_معرفتش حاجة يا عفاف، الرجل كان شبه نايم لما فتح الباب، قالي ان الاصوات دي مش من عندهم وإنها من حتة تانية.
_مكنتش من عندهم ازاي دا لا يمكن، انا سمعت الصوت جاي من جوى بيتهم، معقول يعني هكذب وداني، اكيد الرجل كان نازل ضرب في مراته، واتكسف يقولك ! .
_خلاص بقى يا عفاف بطلي حواراتك دي و فضيها سيرة، عايز انام وراية شغل متلتل بكرة الصبح.
وعدت الليلة وتاني يوم في المسجد واثناء صلاة الظهر شفت تحسين كان واقف في الصف الاول، وبيصلي ورى الامام، وحصلت حاجة غريبة اثناء الصلاة، لما الامام قرأ
سورة الصافات، كنت شايف تحسين بيترعش، وكنت شايف حاجة اشبه بالكورة الصغيرة تتحرك تحت هدومه أو الاصح تحت جلده كنت طول الصلاة مركز مع تحسين، لحد ما الامام خلص الفرض، هنا ممنعتش نفسي اقرب لتحسين
وأفهم ايه هي اللي بيحصل معاه، واول ما قربت وعلى بعد خطوات بسيطة، الخادم اللي معاية وقفني ولأول مرة اسمع صوته بشكل اوضح، وهو بيقول بلهجة حادة:
_ابعد يا ادريس، إياك تقرب من الشخص دا مهما حصل، أبعد عنه بسرعة .
الصوت كان له تأثير كبير، منعني اقرب من تحسين وفعلاً بعدت عنه، بس بعد الموقف دا بأسبوع حصلت كارثة في بيت تحسين على حوالي الساعة وحدة بالليل، صحيت
المنطقة على صوت عياط وصراخ كان سببه ان نجية بنت الشيخ تحسين خرجت من البيت وهي كتلة نار مو،،لعة، ومحدش كان قادر يطفيها، النار أكلت جس،،مها على مرئ الناس كلهم، ورغم المحاولات الكتيرة لإنقاذها، الا إنهم
وللاسف فشلوا، تحسين وباقي عيلته كانوا مصدومين، ومش فاهمين حصل دا ازاي، بعد ما الشرطة وصلت وحققت في الموضوع، حطوا أحتمال إنه في حد و،،لع فيها، بس مكنش في حاجة تثبت إنها تعرضت لعن،،ف .. ومكنش في اي اثبات انها و،،لعت في نفسها .. او رشت حاجة على
جسمها، إتسببت في حر،،قها بالشكل الفضيع دا، وكمان مكنش معروف مصدر النار الي مسكت فيها يعني من الاخر، هي ولعت وقت نومها، ودا حسب رواية اخواتها البنات"
قطعت كلام جدو ادريس وانا برد عليه وبقوله:
_بص يا جدو، اعتقد إن اللي حصل ده هو عبارة عن ظاهرة الأحتراق الذاتي مش كدة ؟.
_أحتراق ذاتي اللي هو ازاي يعني مش فاهم ؟.
_يعني يا جدو الواحد يولع وهو واقف كده من غير سبب منطقي أو علمي ودا حصل لناس كتيرة، وكمان في تقارير كتيرة اتعملت تثبت وجود الظاهرة دي، لكن محدش لغاية دلوقتي يعرف سببها، أو سبب حصولها.
_يا ريتا في حاجات كتيرة بتحصل، صعب العلم يفسرها، بس اكيد بيكون ليها تفسير تاني خالص، تفسير من عالم تاني، بس ما علينا المهم بعد عزا نجية بحوالي اسبوع، حصلت كارثة تانية مع تحسين ودي كانت، لما سمعنا صوت عيار ناري جاي من جوى بيته وزي العادة، جريت انا وكم شخص معاية عشان نشوف حصل ايه تاني، خبطنا
على الباب عشان بعد ما يتفتح نلاقي بهية بنت تحسين بتعيط وتستنجد بينا ننقذ اختها بسرعة، اول ما دخلنا، خرج الشيخ تحسين من وحدة من اوض البيت وهو شايل هند بنته، كانت غرقانة في دمها كان تحسين منهار، وطلب مننا نساعده يأخذها لأقرب مستشفى، وحصل، وقدرنا
بمعجزة ننقذ حياته، بعد ما البوليس وصل، تحسين معرفش يقول حاجة، كان منهار تماماً، وللسبب ده الضابط مضغطش عليه وأستنى هند تصحى وتحكيلهم كل حاجة، وفعلاً هو دا اللي حصل، هند لما صحيت قالت كلام غريب ومكنش مفهوم هند قالت:
_هو السبب، هو السبب مش انا، هو اللي خلاني احاول انت،،حر، وزي ما ق*تل اختي، هيقت*لني عشان ينتقم مننا.
لما الضابط سأل هند مين الشخص اللي حاول يقتلك هند بدأت تبص في الفراغ وتصرخ من غير وعي منها، أنهارت كلياً ومكنش في طريقة للسيطرة عليها غير ابرة مهدئ، كل الامور دي حصلت قدامي.
_تسمح بسؤال يا جدو، هو انت ليه مجربتش تسأل الخادم اللي معاك، وتفهم منو كل الموضوع، مش كان دا اسهل بردو .
_يابنتي مكنش ضروري اسأل، عشان انا كنت عارف وفاهم اللي بيحصل، الهالة النتنة دي والغريبة اللي كانت محوطة هند، بتوضح إن سببها شيطان حاضر في المكان، لكن وجود بعض الناس معانا في الاوضة، منعني اسأل تحسين وافهم منه الحكاية، انا استنيت حوالي اسبوعين، لغاية ما هند تعافت بشكل تدريجي، اخذت عفاف ورحت زيارة لعندهم، في الوقت ده تحسين رحب بيا، وكان كل شوية بيشكرني على وقفتي جنبه في موضوع بنته هند، وبين الكلام سألته:
_هو انت كنت ساكن فين قبل ما تيجي عندنا وكنت بتشتغل إيه.
بعد سؤالي ده تحسين ارتبك، وشوية وقالي:
_والله يا حاج ادريس، انا كنت ساكن في منطقة على حدود العاصمة، وكنت بشتغل في الاعمال الحرة، يعني إي حاجة مناسبة ومريحة ليا اشتغلها حتى اني كنت بين فترة والتانية، ابيع كتب قديمة على الرصيف.
جواب تحسين مكنتش مقنع بالنسبالي، وملامحه كانت بتقول حاجة تانية، غير اللي قالهالي ، بس طنشت، وقلت يمكن هو مش حابب يعرف حد عن حياته، استأذنت وقمت عشان امشي، بس قبل ما امشي، بهية دخلت الاوضة وكانت مركزة نحيتي وباصة بطريقة خلتني اتأكد انها شايفة اللي غيرها عاجز يشوفه، ومن خلال نظراتها بس عرفت ان
عليها جن عاشق ومن النوع الصعب، رجعت البيت وفي يومها بالليل وانا نايم، فتحت عيني فجأة على كيان مرعب واقف جنبي، كان شكله اشبه بالمسخ عيون بيضة تماما وبارزة وكأنها هتطلع من مكانها وش متفحم، او زي ما يكون مدهون بزيت عربيات شعر اسود كثيف وانفاس
كريهة، وزيادة على بشاعة منظره هو الصوت اللي طالع منه، صوت كلب بيزمجر وكأنه عايز يهجم عليك، انا كشخص ليا تجارب مع الجن، كنت بحاول اكون اهدي، رغم القشعريرة والخوف الي حسيت بيهم وقتها، اضيفي كمان،
إني لاحظت حاجة رعبتني اكتر، وهي ان الخادم اللي معاية هرب، ومكنش قادر يقاوم، ودا معناه حاجة وحدة، وهي ان الكيان اللي موجود صعب ومش سهل يتغلب، وهنا مكنش قدامي حل غير، اني اقرأ قرأن لحد ما الكيان اخيراً مشي .. وصحيت، وفهمت ان وجود الكيان ده هو مجرد تحذير ليا اني أبقى بعيد عن بيت تحسين، عدا شهر ونص بالضبط، بيت تحسين خلال الشهر والنص أتحرق مرتين
وطفيناه في أخر لحظة، تحسين كان كل يومين تحصل معاه مصيبة شكل، ومحدش عارف او فاهم اي سر المصايب اللي بتنزل عليه مرة وحدة، لحد ما في يوم، عفاف طلبت مني إنها تزور مرات تحسين، كنت في البداية متردد ابعتها بس بعدين فكرت وقلت بيني وبين نفسي، محدش هيقدر يعرف حكاية بيت تحسين اكتر من عفاف
هي هتستدرج زينب مرات تحسين في الكلام، وتقررها وتفهم منها كل حاجة، وزي ما خططت بالضبط عفاف من وقت للتاني، كانت بزور بيت تحسين ساعات بتأخذ هدوم لبناته، وساعات تطبخ اكلة معينة وتروح بيها للست زينب مرات تحسين وشوية شوية بقوا اصحاب وحبايب، وهنا عفاف استغلت القرب اللي حصل ما بينها وبين زينب وسألتها بعفوية وقالت لها:
_الا صحيح يا زينب، نسيت اسألك، هو انتم كنتم عايشين ازاي زمان، يعني جوزك كان بيشتغل ايه بالضبط؟.
زينب ردت وقالت وهي بتجر حسرة جواها وقالت:
_ااااااه يا عفاف، اسكتي يختي، دا احنا كنا عايشين عيشة ولا عيشة الملوك لكن للاسف مفيش حاجة كملت معانا، وكل ده بسبب البنت الممسوسة اللي إسمها ( صفية ) .. ربنا يجحمها مطرح ما راحت.
_صفية .. صفية مين يا زينب؟!.
هنا زينب زي ما تكون انتبهت إنها مكنش لازم تتكلم، بلعت رقيها وهي بتحاول تسيطر على أنفعالها وردت باختصار وقالت:
_لا يختي محطتيش في بالك، دي حكاية قديمة وراحت لحالها، انا هقوم اعملك شاي !.
_استنى يا زينب مش عايزة شاي، انا همشي، ومش هزورك تاني، واضح انك شايفاني وحدة غريبة وبتحاولي تداري عني اسرارك، هو أنتي شايفاني لتاتة، وهمشي في كل حته احكي للناس عنك.
بعد ما عفاف قالت كده، زينب مسكت فيها، وهي بتحاول تشرح القصد من كلامها، وقتها قربت من عفاف، وقالت بصوت واطي:
_والله ماقصدي كدة يا عفاف، انتي مش فاهمة ايه اللي ممكن يحصل فينا لو حد عرف حكايتنا إيه، جوزي حرج عليا وحذرني اني مجبش سيرة لحد، هو طلب مني أنسى كل حاجة حصلت زمان.
_وهو انا حد بردو يا زينب، دا انا زي اختك وخايفة عليكي، صدقيني اي حاجة تقوليها، عمرها ما تطلع من بقي الا على جثتي !.
_ماشي يا عفاف، هقولك الحكاية وامري لله، بصي يختي، زمان ومن حوالي سنة تقريبا، تحسين كان شغال مساعد شيخ، مع رجل اسمه الشيخ ( عمار) ودا قريب جوزي من نحية الام، كانوا بيعالجوا الناس الملبوسين، واللي عندهم مشاكل، زي مثلاً يخلوا الست العقيمة تخلف، والعانس تتجوز، والمطلقة ترجع بيت جوزها وكل دا بتمنه، كانت بصراحة شغلانة بتكسب ذهب، لكن مع الايام حصل خلاف بين تحسين والشيخ عمار، وسبب الخلاف اللي حصل، هو طمع جوزي، للأسف طمع جوزي تحسين خلاه يعالج الناس من غير اذن او رخصة، من الشيخ عمار، ولما الشيخ عمار
عرف، إتعصب وحذر تحسين ان الطريق ده مش سهل، وإنه ممكن يخسر حاجات كتير لو كمل فيه من غير علم او معرفة بعالم الروحانيات، بس جوزي كانت دماغه ناشفة وكمل في الموضوع للأخر، ومنكرش ان عدا حوالي سبع شهور، احوالنا فيها كانت بتتحسن بشكل كبير وملحوظ، وكل دا بفضل شغلانة تحسين بس تحسين مكنش مكتفي بكل اللي وصلوا لا، دا بدء يتبع اساليب جديدة في العلاج، اساليب كانت محرمة وتغضب ربنا، هو كان بيتقرب فيها
للشياطين، زي انه يذبح خرفان ويرميهم في المزابل اضافة انه كان بيفضل مش طاهر، ومش بيستحمى الا نادراً، وكل دا عشان يغلب الشيخ عمار، ويكون احسن منه في العلاج، لكن في يوم مشؤوم، جا رجل ومعاه مراته و اخوه، كانوا ساندين بنت زي البدر المنور، البنت دي اسمها صفية عندها 16 سنة هي كانت ملبوسة بجن عاشق، ومكنش اي جن، لا دا كان ملك من ملوك الجن الناري، تحسين ابتدى معاها جلسة العلاج، وعرف إن اللي معاها صعب واقوى منه،
ومكنش في حد هيقدر عليه غير الشيخ عمار، لكن تحسين اخذ الموضوع تحدي، وقررت يحاول يعالج صفية بنفسه، وفي الجلسة التانية ابتدئ جلسة استنطاق، هنا الجن نطق فعلاً وقال بالحرف الواحد:
_ماتحولش يا ابن ادم، ماتحولش انك تطلعني منها انت اخرك معاية تسمع كلامي وتفهم انك أضعف من انك تقدر عليا، بلاش تلعب بالنار، لأنها لو ثارت هتحولك رماد.
تحسين طنش تهديد الجن ده، وكان مستمر في العلاج، عدا اسبوعين من غير نتيجة، لحد ما ابو البنت قال لتحسين:
_بنتي بتضيع مني يا شيخ تحسين، لامتى هفضل مستني أنك تعالجها، لو مش هتقدر تخرج الجن اللي عليها، سيبني اشوف حد غيرك، وفي كل الاحوال انا عرفت ان في شيخ اسمه عمار حاكم على الجن وهو هيساعدني !.
اول ما الرجل قال كده تحسين وقتها إتعصب وأتنرفز وقال للراجل:
_جرى ايه يا ابو صفية الصبر حلو، وبعدين مفيش حد متمكن اكتر مني وهثبتلك دا النهاردة، هطلع الجن من على بنتك وقدامك كمان .
وحصل فعلاً وتحسين بدء جلسة العلاج، واخذت الجلسة اكتر من ساعة على نفس الوتيرة، مفيش اي تقدم، هنا تحسين قرر يجرب حاجة، مكنتش ينفع انه يعملها تحسين جرب طلسم الحرق، الطلسم ده يتكتب بالد*م على خنجر من نحاس وبعد كده يستخدم الخنجر على الملبوس، يفضل المعالج يضرب المريض ضربات خفيفة في أماكن معينة، والضربات دي بيكون ليها تأثير صعب على اي جنى متلبس لما تحسين عمل كدة، الجن إتأثر بالطلسم وتعذب وهو جوه جسم صفية، لغاية ما قرر يطلع منها، بس وهو طالع سحب معاه روح صفية اللي ماتت بعد يومين من جلسة العلاج.
طبعاً بعد موتها أهلها هجموا على البيت وكانوا هيقتلوا تحسين، لكن تحسين اخذنا وهرب من الباب الوراني للبيت، وياريت الامور وقفت على كدة وبس المصيبة ان بنتي الكبيرة بهية، بدأت تلمح جن عيونه بارزة بيظهرلها ويطلب منها الجواز، وهي لازم توافق عشان تسلم من الاذى اللي هيحصل لينا كلنا، الجن هدد*ها بصريح العبارة، إنها لو رفضت هيمو*تها اول وحدة، في البداية مكناش مصدقين كلامها، لكنها لما قالت ان الجن عايز ينتقم لصفية تحسين
فهم الموضوع، وعرف إن دا هو نفس الجن اللي تعامل معاه في جسم صفية، تحسين عمل جلسة استنطاق للجن الي اتسلط على بهية بهدف إنه يتفاوض معاه ويعرف طلباته ايه بالضبط، والجن حضر بسرعة، وكان طلبه الوحيد هو موت تحسين وكل حد من دمه، تحسين بعدها شاف إنه مفيش حد ممكن يخلصه من الورطة دي غير ربنا تاب وقرب من ربنا على أمل انه ينجيه، ولحد دلوقتي بنعاني
ومش عارفين نعمل إيه، ده غير ان بقت تحصل حاجة غريبة، الجن بدء يستحوذ على البنات كلهم ويتحكم في تصرفاتهم، وهو كان سبب موت نجية الله يرحمها، وانا يا عفاف مش عارفة اعمل إيه، ولا عارفة اتصرف ازاي.
زينب خلصت كلامها، وعفاف كانت بتسمع ومش مستوعبة، او مش قادرة تصدق ودانها، لكن مكنش عندها غير الدعاء لزينب وعليتها، بعد كده عفاف رجعت البيت وفي يومها بالليل حكتلي كل حاجة بالتفاصيل، زي ما نقلتهالك يا طبيبة.
_بصراحة يا جدو القصة غريبة وصعبة، بس يمكن المصايب اللي حصلت مع الشيخ تحسين، كانت سبب إن ربنا يتقبل التوبة بتعته، يعني اللي حصل كان كفارة للحاجات الي عملها، في النهاية لكل غلطة تمن، وانا حزينة إن التمن ده كان بنات الشيخ تحسين.
_يا يبنتي هي دي النهاية المتوقعة، لكل شخص يقرر يمشي في طريق الشرك بالله .. امال لو عرفتي تحسين مات ازاي هتعملي إيه.
_إيه ده يا جدو هو تحسين مات ؟ .
_اه مات أو أتق*تل، بنته بهية ضربته بالنار، وضربت أمها وبعدها انتحرت، في ناس بتقول ان ده بسبب الجن اللي عليها، وناس بتقول إن تحسين كان بيضر*بها بحجة إنه يعالجها وللسبب ده مخها لسع ومكنش واعية للي حصل.
_القصة دب مأسوية جداً يا جدو، بس عندي ملاحظة، هي زينب مش طلبت من عفاف تخبي السر، ازاي عفاف جريت حكت لك كل حاجة بكل سهولة.
بعد ما قلت جملتي دي، جدو ادريس فضل يضحك وهو بيقول:
_مهو يبنتي زينب كمان جوزها كان محذرها ما متتكلمش، وهي راحت إتكلمت وحكت كل حاجة لعفاف، يعني دي عادة عند أغلب الستات، مش بيعرفوا يخبوا سر جواهم، وبعدين لو عفاف فضلت ساكتة، مكنتيش سمعتي القصة، ولا ايه.
_اه يا جدو، في دي عندك حق، أغلب الستات اعوذ بالله، تحسهم قناة الحدث للأخبار، ما علينا، احكيلي بقى نبذة مختصرة عن القصة الي جاية.
_ماشي يا طبيبة، القصة اللي جاية، هتكون عن شاب اسمه ( الواوي ).
_الواوي !!، هو مش ده اسم حيوان يا جدو.
_اه يا ريتا، والاسم دا وراه حكاية، من أغرب الحكاوي اللي هتسمعيها، انتي وباقي المرعبين.
_اكيد هستنى بكرة بفارغ الصبر، اعرف ايه حكاية الواوي ده، بشكرك يا جدو على قصة الليلة، وتصبح على خير.
_وانت من اهله يبنتي .. في امال الله ..
تمت… يارب تعجبكم متنسوش الدعم الجميل اللي بخليني أكمل ❤️ سهرتك حلوة زيكم يا غاليين
#ريتا_سليمان_طبيبة_الجن