📁 أحدث الفصول

رواية بلا عنوان الفصل الثامن 8 بقلم ٱيات عاطف

رواية بلا عنوان (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف

رواية بلا عنوان الفصل الثامن 8 بقلم ٱيات عاطف

رواية بلا عنوان الفصل الثامن 8

عدّى أسبوع كامل… 


أسبوع ثقيل ومشوّه، أيامه كلها شبه بعض،..

بتبدأ وتنتهي بنفس الطعم المر للحبوب اللي بتسيب وراها عقل مغلف بضباب، وأحلام بتتسلل لوعيها وتختلط بالواقع لدرجة إنها مش عارفة تفرق بينهم.


كانت قاعدة على طرف السرير،..

 بتتأمل الحائط الأبيض وكأنها بتستنى حاجة تظهر عليه. 


راسها تقيل، لكن جواها فيه حاجة بتقاوم، حاجة بتحاول تفكّرها إن فيه حاجة غلط.


صوت طرقات خفيفة على الباب، والممرضة دخلت وهي فاتحة المجال لملك…


 ملك لابسة جاكيت شيك وفستان بسيط، لكن ملامحها مترصدة، عنيها بتفحص آيات من أول ما دخلت.


ملك ابتسمت ابتسامة باردة:

– إزيك يا آيات… شكلك أحسن شوية النهاردة.


آيات رفعت نظرها ببطء، وملامحها مش قادرة تخبي التشتت:

– إنتِ… ايه اللي جابك هنا تاني؟.


ملك قربت، وقعدت على الكرسي:

– جيت أطمن عليكي… وأشوفك. 

أنتِ عارفة، إن اهلك بيعتبروني من العيلة.


آيات قطبت حاجبها:

– عيلة؟


ملك ضحكت ضحكة قصيرة:

– "نسيتي ولا إيه؟

 أنا مامتك بتحبني اكتر منك.


الهواء في صدر آيات اتقطع لحظة… 

الكلام ده كانت ملك قالته قبل كده، بس عقلها المربوط بالضباب كان كل مرة يحاول يرفضه، ويقول إنه مش حقيقي.


لكن دلوقتي… الحبوب مخلياه ضعيف.


آيات بصوت منخفض:

– "مش… مش عارفة انتِ جايه ليه برضو."


ملك مالت لقدام، عنيها بتلمع بمكر وهي تراقب كل حركة على وش آيات:

– زي ما قولتلك جايه اطمن عليكِ..، و كمان عشان اقولك ان انا و يونس خلاص بنجهز للجواز اهو.


آيات حست قلبها بيخبط، ووشها سخن فجأة…


ملك وهي بتلاحظ ارتباكها، ارتسمت على شفايفها ابتسامة رضا داخلية، لكنها بسرعة غطتها بابتسامة ودودة:


– "المهم… إنتِ عاملة إيه مع العلاج الجديد؟ بتحسي الدنيا أوضح ولا لسه بتشوفي حاجات غريبة؟"


آيات سرحت لحظة:

– "أوقات… بحس إني سامعة صوت حد بينادي… وأوقات بشوفه واقف بعيد."


سألتها بفضول:

_بس انتِ عرفتِ منين اني بشوف حاجات غريبه.؟


ملك اتوترت:

– "ده طبيعي… 

آثار الحبوب بتعمل كده."


لكن في الحقيقة، جوه عقلها كانت بترصد… 

بتسجّل إن آيات بدأت تستسلم للفكرة، وإن الخيوط اللي وائل بيشدها بدأت تلف حوالين عقلها بإحكام.


فجأة… آيات قامت من مكانها بسرعة مش متوقعة، عينيها بتلمع بخوف:

– استني…

 سمعتي؟


ملك بصت حواليها ببرود:

– سمعت إيه؟


– يونس… بينادي عليا.


ملك اتماسك صوتها وهي تقول:

– لا، ده خيالك.


لكن آيات كانت خلاص ماشية بسرعة ناحية الممر، لحد ما وقفت قدام باب حديد كبير مقفول… ومن وراه،

 كان فيه صدى صوت ضعيف… أو يمكن بس صدى عقلها.


ملك وقفت على بعد، عينيها فيها لمعة انتصار… 

كده هي خلاص اتأكدت من اللي كانت جايه عشانه


ملك خرجت من بوابة المصحة بخطوات واثقة، 

وشمس المغرب بتمد ظلالها الطويلة على الأسفلت قدامها.

 كانت لابسة نظارة شمس غامقة، لكن ابتسامة صغيرة ظهرت على شفايفها وهي ماسكة شنطتها بإيدها… الزيارة نجحت.


ركبت عربيتها، وبمجرد ما شغلت الموتور، اتحركت بهدوء على الطريق المؤدي للخارج.


على بعد أمتار… 


عربية  ركنة على جنب،..

 واللي جواها قاعد مغمض عينيه نص إغماضة، ماسك سيجارة بين أصابعه.


 عينه اتفتحت أول ما شاف ملك طالعة، وقعد يراقبها وهي بتتحرك لحد ما اختفت وسط الشارع.


ده كان فارس، صديق قديم ليونس، واللي بقى عينه وأذنه في حاجات كتير بعد ما الدنيا اتشقلبت. فارس مد إيده لجيب جاكيت جلده، طلع تليفون قديم واتصل:


– ألو، يونس…

 عندي لك خبر مهم.


---

يونس كان واقف في ورشة صغيرة، إيديه متسخة بزيت الموتور، عينه باينة فيها توتر الأيام اللي فاتت.


– إيه يا فارس؟ لقيت حاجة؟


– آيات…،

 ما سافرتش، يا يونس.


يونس وقف مكانه، قلبه خبط ضربة قوية:

– بتقول إيه؟!


– شفت ملك وهي طالعة من مصحة… 

سألت، وعرفت إن آيات جوه من أكتر من شهر. 

ملك كانت بتضحك عليك طول الوقت.


يونس حس الدم بيغلي في عروقه، الذكريات اتدفقت في دماغه… 

المرات اللي حاول يكلم آيات وملك كانت بتتحجج إنها مشغولة أو مسافرة،

 الرسائل اللي ما وصلتش…

 كل حاجة بقت منطقية دلوقتي.


صوت يونس اتغير، بقى حاد:

– فين المصحة دي؟


– في آخر الطريق الصحراوي، فيها حراسة، ومش أي حد يعرف يدخل…

 لكن لو عايز، أنا أعرف لك طريقة.


يونس مسح إيده في فوطة قديمة، وبص بعزم:

– لازم أخرجها… 

قبل ما يدمروها تمام عشان انا متأكد انهم بيخططو لحاجه وسخه شبههم.


----


ملك وصلت الكافيه بعد نص ساعة، المكان هادي والإضاءة خافتة.


كانت لابسة نفس الجاكيت، لكن دلوقتي شالت النظارة الشمسية وحطتها على الترابيزة، وهي بتدور بعينيها لحد ما شافت وائل قاعد في الركن، زي ما اتفقوا.


وائل كان ماسك فنجان قهوة، بيقلب فيه بهدوء، لكن أول ما شافها، رفع نظره وابتسم ابتسامة صغيرة فيها رضا.

– أخبارنا إيه؟


ملك سحبت الكرسي وقعدت قصاده، حطت شنطتها على جنب واتكأت لقدام:

– زي الفل… 

آيات بقت لعبة في إيدينا، وبدأت تصدق اللي بنقوله. النهاردة حتى قالت إنها بتسمع صوت يونس قدامي.


وائل ضحك بخفة، وحرك الفنجان بإيده:

– كويس…،

يعني المخطط ماشي زي ما إحنا عايزين بالظبط.


ملك رفعت حاجبها:

– "أنت متأكد إن الخطوة الجاية هتمشي من غير ما يكتشف حاجة؟"


وائل نظر لها بثقة:

– متقلقيش…

 إحنا بنحاصرها من كل اتجاه، وده هيسهل المرحلة الأخيرة. أهم حاجة دلوقتي إن يونس يفضل بعيد عنها.


ملك اتكأت على الكرسي وابتسمت بسخرية:

– متخافش…

 حتى لو حاول يقرب، المصحة مقفولة، ومفيش دخول لغير القرايب… 

وهو مش هيعرف يثبت حاجة.


وائل بص لها بتركيز:

– تمام…،

 كملي زي ما إحنا ماشيين، وخلّيها تغرق أكتر في الشك.


---


على الجانب التاني…


في ورشة فارس.. 


فارس بيشرح ليونس :

– بص…

 المصحة دي عليها حراسة على البوابة، وزياراتها لازم تصريح من الإدارة. أنا سألت…

 مفيش حد يدخل إلا لو قريب من الدرجة الأولى أو عنده موافقة خاصة.


يونس قبض إيده بإحباط:

– يعني إيه… 

أقعد أتفرج وهم بيلعبوا في دماغها؟


فارس رفع نظره وقال بنبرة جادة:

– فيه طريقة واحدة… 

تدخل كمتطوع أو عامل. بيقبلوا ناس للشغل

 المؤقت، تنظيف أو صيانة، بس لازم حد من جوه يوصي عليك.


يونس فكر بسرعة، عينه لمعت:

– حد من جوه… 

يعني لو لقيت أي حد أعرفه أو ليه علاقة بالمكان، أقدر أعدّي.


فارس أومأ:

– أنا ممكن أتصرف وأسأل، بس لازم تتحرك بسرعة…

 لأن واضح إنهم بيعملوا حاجة كبيرة قريب.


يونس مسك مفاتيحه، ووشه مليان تصميم:

– إسأل النهاردة، وفور ما تلاقي فرصة… 

أنا هدخلها حتى لو ده آخر يوم في حياتي.


---


آيات كانت قاعدة على الأرض في ركن الأوضة، ضهرها للسرير، وإيديها ماسكة راسها بقوة كأنها بتحاول توقف الدوشة اللي جوا دماغها.


دموعها كانت بتنزل من غير ما تحس… إحساس بالخوف والغربة ملفوف حوالين قلبها، وكل حاجة حواليها بقت ضباب.


الباب اتفتح بهدوء، والممرضة دخلت ماسكة كباية مايه و علبه فيها العلاج.

– "يلا يا آيات، وقت الدوا."


آيات رفعت نظرها، عنيها حمراء ومليانة ارتباك:

– مش عايزة ده.


الممرضة حاولت تهديها:

– ده مهم عشان تتحسّني، إنتِ عارفة.


لكن آيات فجأة اتعصبت، وقامت بسرعة، ضربت الكباية من إيد الممرضة، فالأقراص وقعت على الأرض واتبهدلت في كل اتجاه.


صوتها كان مهزوز لكنه مليان غضب:

– مش عايزة علاج! 

أنا مش عايزة أكون هنا أصلاً… سيبوني أخرج!


الممرضة اتفاجئت، لكن بسرعة حاولت تمسك إيدها عشان تهديها:

– اهدّي يا آيات، إنتِ تعبانة دلوقتي.


آيات كانت بتتنفس بسرعة، دموعها بتنزل أكتر:

– أنا مش تعبانة! 

إنتو اللي بتخلوني كده… المكان ده بيخنقني.


صوت خطوات سريع قرب من الباب، والدكتورة نادين ظهرت، ملامحها هادئة لكن عنيها فيها حزم:

– آيات… 

تعالي نقعد ونتكلم. محدش هيجبرك تاخدي حاجة دلوقتي.


آيات وقفت متجمدة، إيديها بتترعش، وكل اللي جواها كان إحساس إنها محبوسة، وإن في حاجة مش مفهومة بتحصل حوالين عقلها.


---


في نفس الوقت…


فارس كان واقف جنب يونس في الشارع الجانبي، والجو بدأ يبرد مع أول الليل.


فارس أخرج ورقة صغيرة من جيبه وادهالـه:

– ده رقم واحد صاحبي بيشتغل في الصيانة جوه المصحة… 

كلمته، ووافق يقول إنك قريب له لو حد سألك. بيحتاجوا حد معاهم يومين تلاتة يصلح شغل الكهرباء.


يونس مسك الورقة، عينه فيها لمعة إصرار:

– ده معناه إني أقدر أدخل من بكرة.


فارس أومأ برأسه:

– "الظبط لكن لازم تكون حذر.

 أي خطوة غلط ممكن تقفل علينا الباب نهائي.


يونس شد جاكت الجينز عليه، وصوته مليان تصميم:

– أنا مش رايح ألعب… أنا رايح أخرجها من الجحيم ده.


---


تاني يوم...


شمس الصبح كانت لسه طالعة لما يونس وصل بوابة المصحة، لابس أوفرول رمادي بسيط، ومعاه صندوق عدة كهرباء قديم.


على البوابة، الحارس بص عليه من فوق لتحت:

– إنت المتطوع الجديد؟


يونس أومأ وهو بيحاول يخفي توتره:

– أيوه… أنا قريب سامي اللي شغال في الصيانة.


الحارس اتصل بسرعة، وبعد ما اتأكد، فتح له البوابة وهو بيقول:

– "لا، ادخل… وريني بطاقتك بس.


دخل يونس، وخطواته كانت بطيئة وهو بيبص حوالين المكان.

المباني بيضا وأبوابها مقفولة بإحكام، والممرات هادية إلا من صوت خطوات متفرقة وأصوات ضعيفة من بعيد.


قابله سامي، وشكله ودود لكن حذر:

– "ليك ورايا… هتشتغل في توصيلات الدور التاني. وماتحاولش تحتك بالمرضى إلا لو حد كلمك.


يونس أومأ، لكنه في الحقيقة كان كل حواسه مركزة يدور عليها.


وأخيرًا… في ممر طويل مضاء بإضاءة بيضا باهتة، لمحها.


آيات كانت قاعدة على كرسي خشب قدام أوضة، لابسة تريننج واسع، شعرها مربوط بطريقة بسيطة، وعنيها شاخصة في الفراغ كأنها بتفكر في عالم تاني.


يونس وقف للحظة، قلبه بيخبط بقوة، كل حاجة حواليه اختفت من تركيزه…

هو شايفها قدامه، لكن مش قادر يمد إيده أو يناديها.


وقف بعيد، متخفي ورا عمود، بيراقب كل حركة ليها…

إزاي بتحرك إيديها، إزاي بتتنفس ببطء، واللمعة اللي كانت في عينيها زمان، دلوقتي بقت هادئة بشكل يخوفه.


حس بغصة في حلقه… عايز يجري عليها، لكن عقله بيقوله:

"لسه… خطوة غلط وهضيع كل حاجة."


ففضل واقف، بيبص عليها وكأنه بيحاول يحفظ ملامحها في قلبه، لحد ما سامي ناداه:

– يونس!

 يلا نكمل الشغل عشان محدش يحس بحاجه."


التفت يونس وهو بياخد نفس عميق، لكن عينه لسه معلقة بيها…

وهو حاسس إن اللحظة دي هتكون بداية معركة صعبة.


---


آيات كانت قاعدة على الكرسي الخشبي، رجلها بتتهز ببطء من غير ما تاخد بالها، وإيديها متشابكة في حضنها.


الممر قدامها فاضي، والهدوء حواليها تقيل لدرجة إنها بقت سامعة دقات قلبها.


كانت بتحاول تركز في صوت أنفاسها، لكن فجأة إحساس غريب سرى في جسمها… 

إحساس إن فيه عينين بتبص عليها من بعيد.


رفعت راسها وبصت حواليها الممر طويل، 

وفي آخره فيه عاملين بيتحركوا ومعاهم عدة، لكن مش شايفة حاجة واضحة.


حاجبها اتعقد، وحست بوخزة قلق في صدرها.

عقلها بدأ يوسوس:

"يمكن بيتهيألي ولا يمكن… حد فعلاً بيراقبني؟"


حاولت تضحك على نفسها وتطرد الفكرة، لكن قلبها فضل يدق بسرعة.

إيدها اتحركت تلقائي وهي بتشد طرف التيشيرت بتاعها، كأنها بتحاول تغطي نفسها أكتر.


وفجأة، وهي بتبص على آخر الممر، لمحَت حركة سريعة كإن حد كان واقف وورا عمود، واختفى.


حست بشيء مختلط بين الخوف والفضول…

لكنها مسحت الفكرة من دماغها، وقالت لنفسها بصوت واطي:

– أكيد هلاوس… زي ما بيقولوا.


و فضلت كل شوية تبص لنفس النقطة، وكأنها مستنية تلاقي حد هناك.


---


يونس كان لسه في الدور التاني، بيخلص شغل بسيط في توصيلات الإضاءة، لكن عقله كله كان مشغول بحاجة واحدة…

 إنه يكلم آيات.


اللحظة اللي شافها فيها الصبح لسه محفورة جواه، وكل دقيقة بتعدّي بيحس إنها بتبعد أكتر.


قرر خلاص، مش هينفع يفضل يراقب من بعيد. 

لازم يعرف هي عاملة إزاي، ولازم يحسسها إنه موجود.


اتحرك في الممر الطويل، بيحاول يخلي خطواته هادية عشان ما يلفتش النظر.

لحد ما قرب من أوضتها… وفجأة وقف مكانه.


الممرضة كانت واقفة بره الباب، ضهرها له، ماسكة موبايلها وبتتكلم بصوت واطي، لكنه قدر يسمع كل كلمة:


– أيوه ماخدتش الجرعة النهارده… 

جاتلها حالة انهيار ورمت العلاج كله على الأرض.

 حاولت أهدّيها بس رفضت تاخده.


يونس حس قلبه بيتقبض، وعينه ضاقت بغضب مكتوم.

الكلام ده أكد له إن آيات مش مستقرة، وإنهم بيخبوا عنه حاجات أكتر مما كان متخيل.


اتكأ على الحيطة، مستني اللحظة اللي الممرضة تخلص كلام عشان يعرف يدخل..

 لكن قبل ما يتحرك، باب الأوضة اتفتح.


آيات طلعت ببطء، شعرها مفكوك شوية، ووشها فيه أثر بكاء.

الممرضة لفت بسرعة، وعينيها مليانة توتر:

– رايحة فين يا آيات؟


آيات بصت لها من غير ما ترمش، بصوت هادي لكن فيه تعب:

– هقعد تحت… في الجنينة.

 المكان هنا بيخنقني.


الممرضة اترددت لحظة، لكن شافت في وش آيات إنها مش هتقبل مناقشة، فسمحت لها تمشي، وهي لسه بتراقب خطواتها.


يونس، من مكانه ورا العمود، كان بيتابع كل حاجة.

حس قلبه بيتشد وهو شايفها ماشية ببطء في الممر، كأنها شايلة جبل فوق كتافها.


وفي دماغه فكرة واحدة بتلف:

دي فرصتي… بس لازم أختار اللحظة الصح.


آيات كانت قاعدة تحت الشجرة، الشمس البرتقالية بتلمس ملامحها، لكن عينيها كانت غارقة في الشرود.

لما سمعت صوت خطواته، رفعت راسها فجأة…

 وجمدت مكانها.


عينيها اتسعت، قلبها خبط بقوة، وكأن الوقت وقف للحظة.


همست بصوت واطي جدًا:

– يونس؟


هو وقف قدامها، مسافة قصيرة بينهم، عينيه هادية، لكن فيها حاجة مألوفة قوي بالنسبة لها.


ابتسامة صغيرة ظهرت على وشه، وقال:

– إيه يا آيات، مش هتسلمي؟


هي بصت له بصدمة،  لمست جبهتها بإيدها وكأنها بتحاول تصحى:

– "أنا بتخيلك؟

 ولا أنت بجد؟"


يونس، بنفس الهدوء:

– إنتِ شايفاني، أهو. يبقى أنا موجود.


آيات هزت راسها ببطء:

– لا مش ممكن إزاي؟

 أنت مش المفروض تكون هنا.

 ده أكيد من دماغي كل حاجة غريبة حواليا.


هو قعد على الكرسي اللي قدامها، مائل بجسمه شوية للأمام:

– أنا حقيقي يا آيات. يمكن الدنيا حواليكي فعلاً غريبة، بس أنا مش وهم.


عينيها اتحركت بين ملامحه، بتدور على أي علامة إنه مش حقيقي:

– لو أنت فعلاً يونس قول حاجة.، حاجة محدش غيرك يعرفها.


يونس اتنهد خفيف، وقال:

– فاكرة يوم المطر؟.

 لما كنتِ واقفة قدام البحر، وكنتِ بتعيطي و مفكره ان محدش شايفك بس انا كنت موجود براقبك من بعيد؟ 


عينيها لمعت فجأة، وشها اتغير، قلبها دق أسرع…

 لكنها بسرعة شدّت نفسها:


– ده ممكن يكون دماغي بس اللي مركبة الحكاية.


يونس مال أقرب، صوته بقى أهدى:

– طب جرّبي تلمسيني وشوفي.


آيات مدّت إيدها ببطء، أصابعها قربت منه، لكن قبل ما تلمسه، صوت خطوات الممرضة قطع اللحظة.


الممرضة ظهرت من بعيد، ملامحها متوترة وهي بتبص على آيات:

– آيات، إنتي هنا؟ 

كنت بدوّر عليكِ.


يونس بسرعة  رجع في الظل، كأنه ما كانش موجود من الأساس.


آيات بصّت على المكان اللي كان واقف فيه، قلبها بيصرخ إنه كان حقيقي… لكن عقلها لسه بيحاربها ويقول إنه يمكن كان مجرد خيال.


يونس كان بيبصلها من بعيد وهو بيقول في نفسه انه مش هيسيبها النهارده غير لما يعرف الحقيقه كامله..


و مش هيسمح تضيع منه تاني..

---

يتبع..

رواية بلا عنوان الفصل التاسع 9 من هنا

رواية بلا عنوان كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات