رواية بلا عنوان (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف
رواية بلا عنوان الفصل السادس 6
فتحت عنياا ببطء واناا حاسه كإني كنت نايمه سنين..
كل حاجه حواليّا غريبه.. المكان أبيض قوي، ريحة المطهرات ماليه الجو، السرير مش سريري، وهدومي مش بتاعتي..!
قومت ببطء واناا جسمي تقيل كإن في جبل فوق صدري..
بصيت حواليّا بخوف..
أناا فين .؟
ايه المكان ده .؟
ايه الي حصل !!
حاولت أفتكر.. فاكره إني خرجت.. البحر.. يونس.. صوت ماما وهي بتزعق.. بس بعد كده حاجه مش فاكره غير ضلمه..
دخلت عليا ممرضه شكلها طيب، بصتلي وابتسمت..
– صباح الخير، يا آيات؟
– أنتي في مصحة "……"، اتنقلتي هنا امبارح بعد ما حصلتلك حاله انهيار..
– متقلقيش، أنتِ في أمان هنا.
-مامتك كانت قاعده مستنياكِ بره لحد ما تفوقي ثانيه هخرج اقولها انك فوقتي..
لقيت ماما دخلت قعدت قدامي وانا فضلت بصالها و ما بنتكلمش..
لحد مانا اللي قطعت الصمت ده..
_انتِ ليه جبتيني هنا..؟
ردت بهدوء..
-انتِ محتاجه تتعالجي و المكان هنا هيساعدك علي ده..!
ضحكت بسخريه..
_بجد والله؟.. يعني انتِ عايزه تفهميني اني هنا عشان انتِ خايفه عليا..!
_لا يا ماما انا هنا عشان تريحي نفسك مني و من همي مش كده..
بصتلي و سكتت وانا اتنهدت بوجع وانا بسألها..
_بابا عارف اني هنا..؟
_اكيد هو كده مبسوط وهو شايف بنته الوحيده في مصحه نفسيه بسببه..؟!
اتكلمت بكسره..
-آيات احنا مكناش نقصد اننا نأذيكي..،
احنا كنا بنحاول نحميكي..!
رديت بسخريه..
_لا برافو بجد و انتو كده حمتوني فعلاً..!
ردت عليا بوجع و برود..
-انتِ أعصابك تعبانه..، محتاجه تهدي شويه و المكان ده هيساعدك انك تبقي احسن صدقيني..
قالت كده و مشيت و سابتني..!
سابتني لوحدي تاني..
انهارت ف نفسي ودموعي نزلت من غير صوت..
إزاي وصلت للمرحله دي ..!
أناا فعلاً كنت محتاجه ده ..
ولا دي كانت طريقه ماما إنها تهرب من وجعي .!
قعدت ع السرير وبصيت لنفسي في المرايه الي في الركن..
أناا اتكسرت أوي،
كل حاجة جواياا اتبهدلت،
ويمكن المصحه دي تكون فرصه..
فرصه آخده منها نفسي وابدأ أفهم ايه بيحصلي بجد..
بس مش مصدقه ان ماما رمتني في المصحه كده..
للدرجادي هي مش قادره تتحملني..
ولا دي هي طريقتها في التعامل مع وجعي .!
بس عادي مش مهم..
انا حاسه ان ممكن المكان هنا يبقي بدايه جديده لكل حاجه في حياتي..
قومت من علي السرير أقف شويه في البلكونه..
افتكرت يونس.!
و ازاي رد فعله كان غريب لما اتكلمت معاه آخر مره..
اكيد هو اتصدم مكنش مصدق ان آيات الانطوائيه الهادية..
يكون جواها كل الوجع ده..
حقه يبعد، اذا كنت انا نفسي عايزه ابعد عن كل حاجة..
يا تري هو بيفكر فيا ازاي دلوقتي.؟
تعبت من كتر التفكير ف قررت اني هدخل اكمل نوم احسن..
----
"يونس"
مش عارف ليه لما قالتلي الكلام ده انا ما رديتش عليها، سكت ..!
حاجه جوايا كانت بتقولي انطق قولها انك مش فارق معاك كل ده وانك بتحبها و عايزها جمبك في كل حالاتها..
بس لساني اتعقد مقدرتش اتكلم ..، كنت حاسس إن في حاجه ربطاني..
لما قالت جملتها الأخيره قبل ما تمشي:
"مبروك ليك انت و ملك شكلها بتحبك اوي"..
ساعتها كنت عايز اجري وراها اقولها ان لا مفيش اي حاجه من ده و ملك ما تعنيش ليا اي شيء..
لكن كالعاده كانت اختفت ..!
قولت هرن عليها دلوقتي و اطلب منها اننا نتقابل و هفهمها كل حاجه..
رنيت عليها كذا مره بس موبايلها مقفول..!
قولت استني لبكرا ممكن تظهر ولا حاجه..
لكن برضو ما ظهرتش..
مكنش قدامي حل غير اني اروح لملك اسألها لأن اللي عرفتو هي مقربه من عيلتها اوي اكيد هي عارفه هي راحت فين ..!
طلبت منها اننا نتقابل وهي وافقت و روحت عشان اقابلها..
قابلتني بابتسامه..
-يونس ازيك..، انا مش مصدقه انك طلبت مني انك عايز تشوفني..
-بصي يا ملك انا مش هحور، أنا جاي عشان أسألك عن آيات ما تعرفيش هي مختفيه فين و كمان موبايلها مقفول..؟
ملامحها اتبدلت لزهق..
-يعني انت يا يونس جايبني هنا عشان تسألني عنها..؟
اتنهدت..
-ايوه يا ملك..، ملك انتِ عارفه ان عمري ما شوفتك غير صديقه ليا وبس مش كده؟..
-بس انا مش شيفاك كده يا يونس وانت عارف ان انا بح..
قاطعتها قبل ما تكمل..
-ملك بعد اذنك انا مش هنا عشان اسمع الكلام ده..
-انا عايز اعرف آيات فين يا ملك..!
سكتت شويه بعد كده لقيتها اتكلمت بغضب..
-آيات سافرت..
رديت بزهول..
-نعم..!
-سافرت ازاي يعني، وفين..؟
-زي ما سمعت كده ايوه سافرت، سافرت فين انا معرفش كل اللي اعرفه من مامتها انها سافرت عشان محتاجه تبعد شويه..
ملك بخبث..
-للأسف يا يونس بقي سابتك ومشيت..،عارف ليه..؟
-لأنك مش فارقلها اصلا..، آيات ما بتحبش حد يا يونس..، لأنها ببساطه حتي ما بتعرفش تحب نفسها..!
بصتلها و سكت معرفتش ارد عليها اقولها ايه..
كل اللي عملته اني سبتلها المكان و مشيت.، وأنا بدعي من جوايا ان كلامها يطلع غلط..!
لما يونس سابني ومشي فضلت قاعده وانا هموت ازااي يحبها هي ازااي..؟
كان المفروض يحبني انا مش هي..!
جت فكره في دماغي فأبتسمت بخبث وانا بطلع موبايلي من جيبي و برن علي رقم..
لحد ما جالي صوته..
-الوو..،وائل ازيك انا مستنياك في الكافيه الي بنقعد فيه..
-هتعرف لما تيجي مستنياك..
قفلت معاه و استنيته ييجي..
و بالفعل ما اتأخرش كتير و لقيته داخل عليا من باب الكافيه و جه قعد قدامي ف اتكلم..
-خير يا ملك هانم جيباني علي ملي وشي كده ليه..؟
ابتسمت..
-عندي ليك خبر هيعجبك اووي..
-انجزي خبر بخصوص مين..؟
رديت عليه وانا عارفه ان اللي هقوله ده هيثير اهتمامه دلوقتي..
-خبر بخصوص آيات..
لقيته اتكلم بأهتمام..
-بجد..، مالها طيب في حاجه حصلت جديد..؟
رديت عليه وانا ببتسم لأن كده خطتي ماشيه صح..
-يونس كان هنا و بيسألني علي آيات وانا كدبت عليه و قولتله انها سافرت وهي في المصحه اصلا..
-طب كويس انك قولتليه كده..، طيب انا المفروض دلوقتي اتصرف ازاي.؟
رديت عليه بتوتر..
-هقولك بس قبل ما اقولك هتعمل ايه عايزه اقولك علي حاجه..
-هاا قولي..؟
اتنهدت..
-وائل انا كده عملتلك كل حاجه انت طلبتها مني..،
ممكن بقي تبقي تمسح صوري و فيديوهاتي من عندك..؟
لقيته ضحك..
-همسحهم يا ملك بس مش قبل ما تكون آيات بقت معايا..!
رديت بزهق..
-اتفقنا..
---
كنت في اوضتي علي سريري باصه للفراغ..
كل حاجه ساكته حواليا..،
ماعدا صوت دماغي..،
قطع تفكيري صوت الممرضه و هي داخله و بتقولي اجهز نفسي لأن عندي جلسه دلوقتي و الدكتورة زمانها جايه..
اتوترت ،خوفت مش عارفه الجلسه دي هتمشي ازاي..
كنت فاكراه مجرد روتين تافه…
جلسة علاج نفسي، أخصائية قاعده على كرسي مريح وشايفاني "حالة"، وأنا المفروض أتكلم وهي تكتب.
بس وأنا داخله، حسيت بحاجة مختلفة.
الدكتورة كانت بتبصلي بنظرة مش شبه أي نظرة اتبصلّي بيها قبل كده. لا شفقة، ولا حكم، ولا استغراب.
كانت بتشوفني.
قعدت قدامها، رجليا بتتهز من التوتر، ونفسي متلخبط، ومخي مش لاقي جملة كاملة يقولها.
قالت بهدوء:
– "أنا دكتورة نادين… وإنتِ مش مجبرة تقولي حاجة،
بس لو في حاجة بتحاولي تفهميها، إحنا ممكن نبدأ منها."
سكت..
بس عيني دمعت من غير ما أنطق بكلمة.
هي ما استعجلتش، ولا قطعت صمتي،
فضلت مستنياني كأني إنسانة مش مضطرة تبرر وجعها.
بعد دقيقة، نطقت:
– "أنا تعبت… مش من المصحة، تعبت من كوني أنا."
كتبت في النوتة.
قالت بهدوء:
– "حاسه إنك مش متقبلة نفسك؟"
بصيتلها، كنت عايزة أصرخ وأقول:
"أنا حتى مش عارفة نفسي عشان أقبلها أو أكرهها"!
بس اللي خرج مني كان أهدى من جوه:
– أنا مش عارفة أنا مين… بقيت بخاف من مرايتي.
اتنهدت، وقالت:
– طيب، قوليلي آخر مرة اتوجعتي فيها جدًا… مش جسدك، قلبك.
بلعت ريقي بالعافية،
كل حاجة جوايا كانت بتتخانق عشان ماتطلعش.
بس الكلمة طلعت:
– "لما سابتني هنا ومشيت."
– "ماما؟"
هزيت راسي.
– "كان نفسي تقولي:
أنا معاكي، حتى لو مش فاهمة.
بس هي قالت:
انتي محتاجة تتعالجي… وسابتني."
صوتي كان بيترعش، ووشي احمر من كتر القهر.
– "ولما يونس اختفى…
حسيت إن مفيش حد بيحبني بجد.
الكل بيزهق، الكل بيبعد، وأنا اللي بفضل أدوّر عليهم حتى لو وجعوني."
سكت، دموعي نزلت، وقلبي كان بينزف جوه صدري.
سألتني بهدوء:
-مين يونس..؟
ابتسمت بوجع:
_انا نفسي مش عارفه هو مين..،
انسان غريب ظهر في حياتي فجأه..
بس اللي اعرفه اني كنت مبسوطة ان اخيرًا في حد لاحظ وجودي..
قالتلي بهدوء وهي بتبصلي في عيني:
– أنا شايفه بنت بتحاول تفهم وجعها…، ودي بداية الشفاء، مش نهايته.
---
لما خلصت الجلسه حسيت إني مرتاحه شويه علي الأقل اتكلمت..
اه كلامي كان قليل..بس كان معلم في قلبي من زمان..
قررت اني هنام مع ان الساعه كانت لسه 5 بعد العصر..
بس مكنتش عايزه افكر..
جيت انام بس لقيت الممرضه بتقولي أن جالي زياره..
فرحت شويه قولت يمكن يكون يونس..
نزلت تحت الجنينه..
بس اتصدمت لما لقيت وائل اللي واقف..
_وائل انت بتعمل ايه هنا..؟
ابتسم..
-جيت عشان اشوفك يا آيات مقدرتش استني لما عرفت انك هنا قولت لازم اشوفك
ابتسمت بمجامله..
_مرسيي يا وائل علي سؤالك عليا..
سألته بتوتر..
_هو يونس ما سألش عني..؟
اتكلم بخبث..
-ايه ده انتِ ما تعرفيش ان خطوبته هو وملك النهارده..؟
يتبع..