📁 أحدث الفصول

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الرابع والعشرون 24

دخلت فريده البيت، ولما دخلت الصاله لمحت علي اتشنجت أول ما شافته قاعد على الكنبه، ماسك فنجان قهوه، بيتكلم مع إيناس اللي كانت قاعده جنبه، وإسلام قاعد معاهم بيضحك على حاجه علي قالها، اتسمرت مكانها، ملامحها اتغيرت بسرعه، اتشدت، ضيقت عينيها وهي بتبصلع، ايناس أول ما شافتها قامت بسرعه وقالت بصوت متفاجئ

"فريدة؟ انتي جيتي إمتى؟"

فريدة كانت واقفه، عينها ثابتة على علي، ملامحها مشدوده ومستغربه وجوده

ايناس قالت بتوتر 

" فريده...ده...."

قاطعتها بصوت بارد

"عارفه... علي، اللي عايز ياخدك مننا، صح كده؟!"

علي وقف بسرعه، كان هيتكلم، بس هيا بصتله وقالت

"أكيد أي كلام هتقوله مش هكون مقتنعه بيه، أنا بكرهك من قبل ما أشوفك أصلا فمتحاولش"

إيناس اتلغبطت وقالت بحده

"فريدة؟!"

فريدة بصتلها وقالت بصوت واضح

"متحاوليش توقفيني، أنا مش مستعدة لحاجه زي دي أبدًا."

علي قال بصوت هادي وهو بيبص في عينيها

"أنا عارف إن عندك حق تكوني كرهاني ومش حباني، بس انتي لسه معرفتنيش يا فريده... أنا مش ناوي أبدًا أخد إيناس منك زي ما انتي متخيله، أنا فعلًا بحبها، واستنيتها كل ده علشان تتطلق ومصدقت أخيرًا، وصدقيني... أنا هكون سندها"

فريدة ردت بسرعه وعينيها فيها لمعة غضب

"انت دمرت البيت وبس، ده اللي انت عملته... فمتجيش تحاول تحسن من اللي بتعمله"

إيناس قالت بتوتر

"فريده... بس، بطلي هجوم."

فريده بصتلها وقالت

"حاضر... هبطل هجوم... اشبعوا ببعض"

لفت وسابتهم، طلعت أوضتها بخطوات سريعه، قفلت الباب وراها جامد، وإيناس واقفه مكانها ندمانه انها سمعت كلامه

قالت وهي بتبص لعلي

"قولتلك مش هتتقبل."

إسلام كان واقف وقال وهو بيبص لإيناس

"أنا هطلع أشوفها."

اسلام طلع وعلي قال وهو بيحاول يسيطر على قلقه "إيناس... ده لازم يحصل، هي مش هتتقبل بسهوله بس أكيد هتتقبل... حاولي تتكلمي معاها وتفهميها، أكيد هتقتنع بكلامك مع الوقت"

إيناس قالت بنبرة تعب

"حاولت كذا مرة، بس هي رافضه... قولتلك صعب."

علي قرب منها وقال بنبرة مصممه

"إيناس، انتي لازم تحاولي عشاني... أنا بحرك قضية طلاقك علشان تتم بسرعة، وبمجرد ما عدتك تخلص هنتجوز... صدقيني، مش هقدر أقبل غير كده، في وقت لسه قدامنا تقنعيها."

إيناس قالت بحزن وهي بتبص بعيد

"أتمنى تقتنع... علشان هي لو فضلت مصممه على رفضك، مش هقدر أتجوز... مش هقدر أعمل كده وهيا مش عايزه ده."

علي قال بحسم

"مفيش حاجة اسمها لو... إحنا تعبنا كتير وعايزين نرتاح بقى، مش هقبل أي رفض، في وقت كبير اهو تتقبل فيه، وانتي عارفه بنتك وعارفه هتقنعيها ازاي، واكيد هتتقبلني مع الوقت"

سكتوا هما الاتنين، وإيناس حست بتقل الموقف على قلبها، وبتفكر هتفضل كده لحد امتى؟ 


إسلام طلع بخطوات هاديه، كان متردد يدخلها ولا لاء، بس في الآخر خبط خبطه خفيفة جدًا، وفتح الباب وهو بيقول

"ينفع أدخل؟"

فريدة كانت قاعدة على طرف السرير، ضامه رجليها وباينه عليها إنها بتحاول تهدي أعصابها، رفعت عينيها ليه بسرعه وقالت ببرود

"لو جاي تدافع عنه، متتعبش نفسك."

إسلام دخل وقف قدامها وقال بنبرة هاديه

"مش جاي أدافع عن حد، أنا جيت علشانك إنتي"

اتنفست بسرعه وقالت بحده

"إسلام، مش عايزة أتكلم في حاجه بجد"

قال وهو بيحاول يسيطر على الموقف

"فريده، انتي عارفه إن علي مش شخص وحش... وأنا عارف إنك مش هتقدري تتقبليه بسرعه، بس بلاش تكوني قاسيه أوي على ماما، هيا استحملت كتير."

فريدة بصتله بحده وقالت

"مش شغلي، اللي بيني وبين ماما حاجه، واللي بيني وبين علي حاجة تانية خالص."

سكت إسلام شويه، وبعدين قال بنبرة حنونه

"انتي عارفة إن محدش بياخد ماما منك... حتى علي، مش هيعرف ياخدها، ولو حاول... أنا هبقى أول واحد يوقف ضده، بس ده مش هيحصل"

ابتسمت فريدة بسخرية وقالت

"يا أخي انت طيب أوي."

قال وهو بيحاول يخفف الجو

"وأنتي شريره أوي."

ابتسمت غصب عنها وقالت

"أنا مش شريره، بس مش قادره... مش قادرة أتقبل إن في حد تاني ياخد مكاننا في حياتها."

قعد إسلام جنبها وقال

"ومفيش حد هياخد مكاننا، بس يمكن يكون في مكان جديد بيتفتح ليكي وليها، وممكن... حتى لعلي كمان، فهو كده مخدهاش زي ما انتي فاكره"

رفعت عيونها ليه وقالت بحده

"بس هو أخدها فعليًا، أخد كل حاجه، وأنا مش عايزه أشوفه هنا."

إسلام قال بهدوء

"انتي حتى مش مدياله فرصه، علي مش وحش..."

قاطعته بحده

"مش عايزة أدي فرص لحد، مش عايزة أدي فرص لحد يا إسلام... فاهم؟"

سكت، خد نفس وقال

"طيب على الأقل متعامليهوش كده، بلاش تضايقي ماما كده، حاولي تنزلي وتقعدي معاهم شويه وهتفهمي قصدي"

هزت رأسها وقالت بنبرة قاطعه

"مش هنزل، ومش هغير رأيي."

قرب منها أكتر وقال بصوت واطي

"انتي بتجرحيها كده وانتي مش واخده بالك"

عينيها دمعت بس مسحت عينيها بسرعه وقالت

"أنا مش مسئولة عن اختياراتها، لو هيا عايزة تبقى معاه تتفضل، بس انا مش هقيل ده"

فضل إسلام ساكت ثواني، وبعدها قال بهدوء

"طيب، زي ما تحبي."

لف وخرج من الأوضه، قفل الباب وراه وهي فضلت قاعده مكانها، وبرغم محاولتهم انها تتقبله بس هيا مكانتش ناويه تتقبل وجوده أبدًا، مهما حصل.


عند ياسمين

كانت واقفه في الأوضه، إيدها متشابكه وهي بتبص لمحمد اللي كان بيلم هدومه بسرعه، الغضب باين في عينيها وهي بتقول بعصبيه

"إنت بجد إزاي كده؟ إنت بني آدم غير سوي نفسيًا."

محمد لفلها بسرعه، قال وهو بيحاول يمسك أعصابه "ياسمين، إنتي شايفة الوضع، مش هنقدر نستحمل، هنروح نقعد مع ماما وده هيوفر الإيجار، وإنت تقدري تنزلي وظيفه واحدة بدل اتنين."

اتعصبت جدا وقالت 

"إنت بتستهبل؟ إنت عايزنا نقعد مع امك ومع إخواتك في بيت واحد؟ ده إيه العيشه دي؟ ده أنا كده أنزل أشتغل تلات شيفتات أرحم! أنا مش عايزة أمشي من هنا! فاهم؟!"

محمد قال 

"مش بمزاجي ولا بمزاجك يا ياسمين، إنتي لما جيتي معايا، كنتي عارفة ظروفي إيه."

هزت راسها بمراره وقالت بصوت مكسور

"مكنتش أعرف إنك غير مسؤول كده... كنت معميه... ربنا نجدها يسر."

محمد اتعصب وقال بصوت عالي

"بقولك إيه، مكنتيش وافقتي تهربي معايا؟ كان زماني متجوز من غير مشاكل، بس إنت اللي كنتي بتغيري من أختك وعايزة تاخدي منها كل حاجه! ده مش ذنبي!"

بصتله بكره وقالت

"إنت اللي زنيت عليا، بالرغم من اني كنت تقبلت خلاص جوازك منها، إنت اللي قعدت تزن وتضغط، وكنت فاكرة إنك هتبقى راجل ومسؤول... بس دلوقتي فهمت غلطي لما هربت مع واحد مش مسؤول، بجد انت أحقر واحد شوفته في حياتي، فوق ما جيت تتقدم لأختي عشان تغيظني مسبتنيش في حالي وزنيت عليا، انا بجد بكرهك"

قبل ما يرد، سمعوا صوت مامته من بره وهي بتزعق 

"يلا يا محمد! يلا يا ابني!"

رد بسرعة وهو بيرفع صوته

"حاضر يا ماما!"

بص لياسمين وقال بنبرة حاسمه وهو بيقفل الشنطه 

"لمي هدومك ويلا."

اتأففت، دموع الغيظ في عنيها وهي بتقول بخنقة 

"يارب..."

وسابت مكانها وهي بتزق الباب وخرجت من الأوضه، سايباه واقف لحظه وهو بياخد نفس طويل قبل ما يخرج وراها.


عند فريده 

كانت قاعده لسه في أوضتها، ضامة رجليها ليها وهي بتبص للسقف بشرود بعد ما إسلام خرج، بتحاول تهرب من التفكير، بس دماغها كانت مليانه 

موبايلها رن وكانت سالي، غمضت عينيها لحظة قبل ما ترد

"أيوه يا سالي."

صوت سالي جه متحمس

"فريدة، إحنا جايين دلوقتي، انا وماما... عايزاكي ضروري، هقولك وصلت لايه"

فريدة زفرت وقالت بهدوء

"تمام... مفيش مشكله"

سالي سكتت لحظة قبل ما تسأل

"مالك؟ صوتك مش عاجبني"

فريدة ردت بسرعه وهي بتحاول تسيطر على نبرة صوتها

"مفيش... عادي."

سالي قالت بإصرار

"أنا كده كده جيالك، ومش هسيبك إلا لما أعرف إيه اللي مضايقك."

فريدة هزت راسها بخفة رغم إن سالي مش شايفاها وقالت

" مستنياكي"

قفلت الموبايل وحطته جنبها، وهي بتتنهد بعمق، بتحاول تلم شتات نفسها قبل ما سالي تيجي.


عند سالي

بعد ما قفلت مع فريده، قررت تروح لتيم، وقبل ما توصل لاوضته لقته طالع منها

قال ببرود وهو بيبصلها

"في إيه؟"

قالت بسرعه

"إحنا رايحين عند خالتو شويه"

رفع حاجبه وقال

"طيب؟!"

قالت

"هتيجي معانا؟"

رد 

"لاء، مش هقدر أجي."

سالي اتنهدت وقالت

"ليه يعني؟ إنت طول الوقت قافل على نفسك، تعالى معانا تغير جو."

قال بنبرة ثابت

"مش هقدر، ورايا شغل الصبح."

في اللحظة دي، صابرين خرجت من أوضتها وقالت

"سالي؟، يلا عشان نمشي."

سالي قالت بسرعه وهي بتبص لصابرين 

"قولي لتيم ييجي معانا."

صابرين بصت لتيم وقالت بحسم

"مفيش داعي، خليه هنا"

تيم قال بسرعه وهو بيدخل أوضته

"مش هقدر أروح أصلاً."

وسابهم ودخل الأوضة، وسالي خرجت مع صابرين وهي بتلف وشها بضيق.


عند ايناس 

طلعت على السلم بهدوء، قلبها بيدق وهي بتفكر إزاي تفتح الموضوع مع فريده، خبطت خبطتين خفاف على باب أوضتها، وقالت بصوت هادي

"فريده، ممكن أدخل؟"

ردت بضيق 

"ادخلي."

فتحت إيناس الباب ودخلت، وقفت شوية مش عارفه تفتح معاها الكلام ازاي، في الآخر قالت بهدوء 

"كنت عايزة أتطمن عليكي."

فريدة قالت ببرود وهي مش باصه ليها 

"أنا تمام."

قربت إيناس منها وقالت

"أنا عارفة إنك متضايقه، وعارفة إن وجود علي  مش مريحك"

فريدة بصتلها أخيرًا وقالت بحده

"أنا مش بس متضايقه... أنا مش قادرة أتقبل إنك ممكن تروحيله وتسيبينا"

إيناس اخدت نفس وقالت

"بصي يا فريده، أنا مش هاخد خطوه واحده لو إنتي مش متقبله ده... لو إنتي رافضه انا مش هتجوز علي، وهخرجه من حياتنا، فمتقلقيش عمري ما هعمل حاجه غصب عنك"

سكتت فريده لحظه، بس عيونها كانت بتلمع بدموع غيظ وهي بتقول

"بس إنتي عايزاه... حتى لو بتقولي مش هتتجوزيه، إنتي بتحبيه."

إيناس اتصدمت من صراحتها، حاولت ترد بس سكتت لحظه وبعدين قالت بنبرة مكسوره

"أنا مش هكدب عليكي، اه أنا بحبه، بس إنتي أغلى عندي من أي حد في الدنيا، ولو رفضتي أنا مش هكمل، حتى لو كان ده بيوجعني."

دمعة نزلت من عين فريده، مسحتها بعصبيه وقالت

"أنا مش قادره... مش قادره أتقبل، كل حاجة باظت من وقت ما دخل حياتنا"

إيناس مدت إيدها على كتفها وقالت

"خدي وقتك، مش هضغط عليكي، بس عايزاكي تعرفي إني عمري ما هعمل حاجة تكسرك، حتى لو كان ده هيكسرني."

فريدة بعد لحظة قالت بصوت واطي

"سيبيني لوحدي شويه"

هزت إيناس راسها وقالت

"تمام يا قلبي، بس عايزاكي تتطمني، لأني عمري ما هسيبك"

خرجت من الأوضه، وسابت فريده قاعده، عقلها مشوش اكتر، ودلوقتي حيرتها زادت وحست قد ايه انها وحشه وانانيه بس غصب عنها، هيا عايزه عيلتها ليها لوحدها.


عند ياسمين ومحمد

فتح محمد باب البيت وهو شايل شنطتين صغيرين، وياسمين ماشية وراه بتبص حواليها ببرود.

أم محمد دخلت وقالت بصوت عالي

"اتفضل يا سيدي... نورت البيت يا حبيبي"

محمد قال وهو بيحاول يبتسم

"الله يكرمك يا أمي."

اخت محمد الكبيره ( ايه) رفعت عينيها لياسمين من فوق لتحت وقالت بتهكم

"ده النور؟"

ياسمين بصتلها بنظرة مفيهاش ولا كلمه ودخلت بسرعة ورا محمد.

اخته الصغيره ( هدير) خرجت من المطبخ، بصت لياسمين ومحمد وقالت بخفوت

"أهلا..."

ياسمين مردتش، وكانت بتبص بقرف وهيا مش طايقه نفسها

محمد بصلها وقال وهو بيشاور على اوضه

"تعالي... الأوضه دي بتاعتنا."

دخلت الأوضه وهو دخل وراها، حط الشنط على الأرض وهيا بصت حواليها باشمئزاز ومش عاجبها الأوضه

بصت لمحمد وقالت ببرود

"ده اللي عندكوا؟"

محمد قال وهو بيقلع جاكته

"احمدي ربنا... ع الأقل هنقدر نوفر الإيجار."

سمعت صوت أم محمد من بره وهيا بتقول بنبره كلها سم

"على فكرة يا محمد... الأكل مش بيجهز لوحده، الست اللي هتدخل البيت لازم تبقى عارفه إن الشغل هنا مش قليل."

ايه ضحكت وقالت

"ده لو عارفة أصلاً، شكلها كده متعوده على الراحه، بس وماله، تشيل شويه"

محمد بص لياسمين وقال بتوتر 

"ياسمين، معلش، متكبريش الموضوع، إحنا هنا عيله واحده"

ياسمين قالت في سرها 

" لو مفكريني يسر تبقوا غلطانين، والله لاوريكوا ايام سوده"

قعدت على طرف السرير، حطت وشها في إيديها وهي بتاخد نفس طويل، هيا عارفه ازاي هتتصرف مع الأشكال دي


عند فريده

سالي وصلت مع صابرين ورنت على فريدة علشان تنزل، فريدة ردت 

"اطلعيلي فوق يا سالي، مش هقدر أنزل"

سالي طلعت، ولما دخلت الأوضه قالت وهي بتحاول تخفف الجو

"مالك بقا يا ستي؟"

فريدة زفرت وقالت

"فكك مني... كنتي قولتي إنك عايزه تقوليلي حاجه."

سالي قربت منها وقالت بنظره جاده

"قوليلي بس مالك الأول، إيه اللي مضايقك؟"

فريدة بصت بعيد وقالت

"سالي بجد مش عايزة أتكلم في الموضوع ده."

سالي قالت بسرعه وهي شبه متأكده

"يبقى مضايقك موضوع إن مامتك عايزة تتجوز، صح؟"

فريدة بصتلها بحده وقالت

"ودي حاجة متضايقش يعني؟"

سالي ردت

"يمكن انتي مكبرة الموضوع أوي، من حقها تتجوز تاني يا فريده"

فريدة بصت للأرض وقالت بصوت واطي 

"محدش هيحس بيا، فقلة الكلام أحسن."

سالي قعدت جنبها وقالت بهدوء

"فريده، مامتك فضلت عايشه حياتها كلها لوحدها، لو جتلها فرصه إنها تعيش وتكون سعيده بلاش تمنعيها."

فريدة قالت بنبرة متماسكه

"غيري الموضوع يا سالي."

سالي سكتت لحظه وقالت

"طب تعرفي... لما عرفت إن باباكي متجوز على مامتك من زمان وهو مسافر لوحده بره، أنا خوفت."

فريدة بصتلها وقالت باستغراب

"ليه يعني؟"

سالي قالت وهي بتحاول تضحك

"خوفت يكون ياسر عمل معايا كده، وفكرت جدياً أسافرله أنا وياسين."

فريدة ابتسمت ابتسامه خفيفه وقالت

"مش كلهم كده، اللي بيحب بجد مش هيقدر يكسر مراته ويتجوز عليها، وانتي قولتيلي إنه بيحبك."

سالي قالت وهي بتبص قدامها

"وبرغم كده خوفت... مع إني بكلمه يومياً في أوقات فراغه كلها... أصلاً عايزة أسافر، بس أما نخلص حوار تيم الأول."

فريدة قالت

"كنتي هتقولي وصلتي لايه... قولي بقى."

سالي قالت بحماس

"آه، حجزت كاميرا صوت وصوره، حجمها صغير جداً، اصغر من عقلة الصوباع، بس هتيجي بعد شهر علشان طلباها من بره مصر."

فريدة قالت 

"كويس! لو حجمها زي ما بتقولي، مش هياخد باله منها أبداً."

سالي ابتسمت وقالت بفخر

"دي أصغر كاميرا في العالم، دورت كتير جداً لحد ما قدرت ألاقيها"

فريده هزت راسها وقالت 

" كويس"

سالي قالت بقلق

"أنا بس خايفة يا فريده، خايفة ألاقي حاجة أكبر من قدرتي على الاحتمال، بالرغم من اني مستنيه اعرف من سنين، بس مرعوبه "

فريده مسكت إيديها وقالت

"مهما كان اللي ورا الباب ده، هتعرفيه، لانك بتسعي من زمان تعرفي وتفهمي، ولو عايزه تتراجعي ده قرارك"

سالي قالت برفض

" لاء مش بعد ما وصلت لهنا، مهما كان اللي ورا الباب ده انا هكون مستعده"

سكتوا لحظه ،بعدها فريده قالت وهي بتقوم

"يلا ننزل نتمشي تحت شويه، بدل الخنقه دي"

سالي ابتسمت ابتسامه خفيفه وقالت

"أوعديني مهما حصل، متسيبينيش لوحدي."

فريده ضحكت وقالت

" متقلقيش، مش هيحصل"


بعد اسبوع

دخل يونس المستشفى، وقف عند الاستقبال وسأل عن فريده بس كانت في عمليه، زفر بملل وكان هيمشي من غير ما يتابع بس سأل عن يسر وكانت فاضيه، استنى لحظات لحد ما ظهرت وشافته، قربت منه وقالتله بهدوء 

" اتفضل معايا"

دخل معاها الأوضه، كان في دكتور واقف، يونس قعد على الكرسي، وطول ما الدكتور بيكشف، يونس عينيه على يسر، بيحاول يلمح ابتسامه أو أي نظره، بس يسر مكانتش بتبصله أصلاً، الدكتور خلص متابعه وخرج بعد ما اداله نصايح بس يونس مسمعهوش اصلا

قال وهو بيحاول يرخم عليها

"هو انتي دايمًا ساكتة كده؟"

يسر مردتش، مسكت ملفه، وكتبت فيه بهدوء.

اتضايق وقال

"أنا بكلمك."

رفعت عينيها ببطء وقالت ببرود

"في حاجة تخص حالتك؟ لو هتتكلم بخصوص حالتك اتفضل؟ غير كده تقدر تتفضل علشان اقدر اكمل شغلي"

اتصدم للحظه من حدتها، وقال وهو بيضحك بس ضحكه باينة إنها مصطنعه

"لا... بس انتي... مش عارفه يعني..."

ردت وهي بترجع الملف

"لو خلصنا، ممكن تتابع المره الجايه مع دكتور تاني لو الدكتور ده مش مريحك"

يونس سكت وقال 

" مش هتفرق كده كده هفكه اصلا"

يسر قالت ببرود

" حضرتك ادرى" 

وقف عند الباب وبصلها وسأل

"طب فريدة قدامها كتير جوه؟"

يسر رفعت عينيها ليه بسرعه وقالت ببرود

"آه، قدامها كتير... العمليات دي بتاخد وقت طويل."

يونس زفر وقال

"يعني مفيش فايد، كنت عايز أسلم عليها قبل ما أمشي."

يسر رجعت تبص للملف في ايديها وقالت من غير ما ترفع عينيها

" اعتبره وصل" 

سألها بخفه

" هو ايه اللي وصل؟!" 

بصتله وقالت 

" سلامك"

خرج وهو حاسس أنه متضايق، مفيش حد صده قبل كده، اي بنت بيتعامل معاها مش بتكون قفل كده، وهو بيعدي من الاستقبال، لمح حسام واقف على جنب.

يونس بصله وقال وهو بيقرب

"إيه يا عم حسام، إنت هنا بتعمل إيه؟"

حسام اتفاجئ وهو بيرفع عينه بسرعه وقال وهو بيسلم عليه "كنت قريب من هنا فقولت أعدي أتطمن على حد هنا يعني"

يونس رفع حاجبه وهو بيحط إيده السليمه في جيبه

"تتطمن على مين يعني؟"

حسام اتلغبط لحظه وقال

"واحد صاحبي هنا... كان عامل عمليه قبل كده، فقولت أشوفه يعني"

يونس بصله شويه وقال وهو بيبتسم ابتسامه خفيفه

"طيب ماشي... كله تمام معاك يعني؟"

حسام قال بسرعه

"آه تمام... كله كويس، شكلك انت اللي مش تمام"

يونس قال بخفه

" حاجه عاديه يعني، متشغلش بالك" 

حسام قاله 

" الف سلامه عموما"

يونس قال

"الله يسلمك... سلام بقا عشان أنا مستعجل."

حسام ابتسم وقال

"سلام يا يونس."

يونس مشي وحسام فضل واقف مكانه مستني.


عند ياسمين

ياسمين خرجت من الأوضه ودخلت المطبخ تشرب ولقت حماتها واقفه، اول ما شافتها قالت ببرود

"انتي... لمي الغسيل اللي على الحبل، يلا اعمليلك همه كده بدل ما انتي زي قِلتك"

ياسمين شربت المايه ببطء، وبصتلها من فوق لتحت، وقالت بهدوء مميت

" لميه انتي لو عايزه... أنا مش خدامه هنا علشان الم قرفكوا"

ايه دخلت وبصتلها بغيظ وقالت

"انتي بتكلمي أمي انا كده؟"

ياسمين ابتسمت ابتسامه خفيفه وقالت

"آه... بكلمها كده، عندك اعتراض؟"

ايه قالتلها بسخريه

"انتي فاكرة نفسك إيه يا بت؟ دا انتي جايه من الشارع، مفيش حد يلمك غيرنا "

ياسمين بصتلها من فوق لتحت باشمئزاز وقالت

" هقولك انا مين؟ انا اللي هتطردكوا من البيت ده قريب اوي علشان اخلص منكوا، حطيها حلقه في ودنك علشان أما اطردك تقولي ياسمين قالت، هعرفك قيمتك اللي بجد"

ام محمد قالت 

" تطردي مين يا بت، ده احنا اللي نطردك من هنا ومش هتلاقي حد يلمك من الشوارع"

ياسمين قالت 

" فكري تعمليها وهنسى انك واحده كبيره، بلاش انتي مش هتستحملي"

ايه قالت بغيظ

"زودتيها!"

ياسمين بصتلها وقالت ببرود

"لو عايزة تعرفي أنا ممكن أزودها إزاي... جربي تقربي."

في اللحظه دي محمد دخل وقال

"في إيه؟!"

أمه قالت

"مراتك دي انت تلمها بدل ما نلمها ونعلمها الأدب اللي محدش علمهولها"

ياسمين قالت لمحمد

"مراتك دي اللي شقيانه على البيت ده كله وانت قاعد ساكت، وهما فاكرني خدامه... فهمهم يا محمد قبل ما أفهمهم بطريقتي"

محمد وقف ساكت، وياسمين دخلت الأوضه ورزعت الباب جامد 


عند فريده 

خرجت من العمليات، وشها باين عليه علامات الإرهاق، وهي ماشية في الممر، لمحت حسام واقف بعيد، أول ما شافها وقف بسرعه، قرب منها بخطوات ثابته وقال بصوت هادي

"حمد لله على السلامه"

رفعت عينيها ليه وقالت

"انت بتعمل ايه هنا؟"

ابتسم وقال

"كنت مستنيكي... كنت قريب من هنا وقولتك اعدي عليكي"

فضلت ساكته لحظه وهيا بتتنهد، قال بسرعه وهو بيحاول يخفف التوتر

"متخافيش، مش هاخد من وقتك كتير، شكلك تعبان"

رفعت حاجبها وقالت

"طبيعي بعد 6 ساعات عمليات."

وهيا بتبص وراه لمحت شخص واقف بعيد، عرفته علطول، "علي"

الابتسامه اختفت من على وشها، قالت وهيا بتهمس

"هو إيه اللي جابه هنا...؟"

حسام بص وراه بسرعه وقال

"مين ده؟"

فريدة أخدت نفس عميق، وقالت بصوت واطي

" عن اذنك ثواني" 

ومشيت من قدامه وراحت لعلي تشوفه 

يتبع.......

بارت 24

#استثنائيه_في_دائرة_الرفض

by batool abdelrahman

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الخامس والعشرون 25 من هنا

اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية استثنائية في دائرة الرفض)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات