📁 أحدث الفصول

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي والعشرون 21

"قصدي أن تيم، احتمال كبير يكون حبك"

الكلمه وقعت على قلب فريده بشكل غريب، خلت أنفاسها تهرب للحظة، وبصت ناحية الأرض وقالت بسرعه، بعفويه وهيا رافعه إيديها بتوتر

"أنا؟! إنتي بتقولي إيه يا سالي؟! أنا أصلًا... لا، إنتي فاهمه غلط، لاء طبعا، معرفش حتى ايه اللي خلاكي تقولي كده"

سالي ردت بسرعه وهي رافعه حواجبها

" كتير، كتير اوي يا فريده، يمكن انتي مش هتفهمي ايه اللي مخليني أقول كده بس انا عارفه تيم، هو بيهرب، انتي مش شايفه إنه دايمًا بيهرب من أي حاجه ممكن تهدد استقراره، تيم مش بيعرف يعبر عن اللي جواه، بس أنا شوفت بعيني، شوفت خوفه عليكي، شوفت نظرته ليكي، شوفت حاجات اول مره يعملها"

فريدة فضلت ساكته، بس قلبها دق بسرعه غصب عنها، وقالت بصوت واطي

"ومعنى كده إيه يعني؟ مش شرط حب زي ما انتي فاكره "

سالي قربت منها وقالت

" حتى لو اعجاب، هيتحول لحب، وقتها هتقدري تقربي منه اكتر وتفهمي ليه ماما مانعه اي بنت تدخل البيت، بس هو مش هيتكلم، لو استنتيه، مش هييجي، لازم انتي اللي تقربي"

فريدة رفعت عينها ليها، وقالت بنبره متردده

"أنا مش بشوفه أصلًا... و... مش عارفه، وبعدين أنا مشوفتهوش خالص كل الأيام اللي فاتت دي، انتي غلطانه يا سالي، يمكن انتي عايزه تشوفي كده " 

سالي قالت وهيا بتحاول تقنعها

" قولتلك بيهرب، انتي بجد مشوفتيش لهفته عليكي كانت عامله ازاي يوم الحادثه، ده كان خايف عليكي اكتر مننا كلنا ومش ببالغ صدقيني" 

فريده سكتت شويه وبعدين قالت

" والمفروض اعمل ايه يعني؟" 

سالي ابتسمت وقالت

" كده الفرصه بقت اكبر علشان تقدري تقربي منه" 

فريده سكتت لحظه وقالت بتردد

" احتمال كبير تيم ميتكلمش أبدا اصلا، ده اولا، ثانيا أنا اصلا هحس بالذنب اكتر لو قربت منه عشان استدرجه واستغل حاجه زي دي لو كلامك صح"

قاطعتها سالي وقالت

"فريده... احنا محتاجين نعرف الحقيقه، انتي قولتي في الأول خالص انك مستعده تساعديني للآخر، فبلاش تتراجعي، دلوقتي، في فرصه تقدري تقربي بيها من تيم، يبقى ليه لاء؟!" 

فريدة رفعت عينيها وقالت

"أنا حتى مش بشوفه... يبقى إزاي يعني؟!"

سالي زفرت وقالت بابتسامه

"هديكي رقمه، وكلميه... حتى لو برساله، قولي أي حاجة بسيطة، حاولي تشوفيه وتفهميه أكتر"

سالي فتحت فونها وأدت فريده الرقم وقالت وهي بتقوم

"لو مش عاوزه، متكلمهوش حاليا حتى، بس خلي الرقم معاكي... وحطي الموضوع في دماغك "

سالي ودعتها وخرجت، وسابت فريده قاعده، مش عارفه تاخد الخطوه، ومش قادره تنسحب، هيا فعلا عايزه تكلمه بأي حجه حتى


قاطع شرودها دخول إسلام، دخل الأوضه وهو بيبتسم، بص عليها وهي قاعده على السرير باصه في فونها، قال بصوت دافي

"إيه الأخبار يا ديدا"

رفعت عينيها ليه وابتسمت بخفه

"الحمد لله، أحسن."

قرب وقعد على الكرسي اللي جنب السرير، سكت لحظه وبعدين قال

"كنت عايز أطمن عليكي قبل ما أخرج"

هزت راسها وقالت بهدوء

"أنا كويسه"

مر لحظة صمت، كانت فريدة بتفكر، وبعدين رفعت عينيها وقالت بتردد

"إسلام... هو... انت فعلاً رفعت قضيه على بابا؟"

وش إسلام شد شويه، بص بعيد، وبعدين رجع يبصلها وقال بهدوء

"آه... رفعت، كان لازم أعمل كده يا فريده ومن زمان"

سكتت، ملامحها اتغيرت، اتضايقت، بس مقالتش حاجة، بعد لحظة بلعت ريقها وحركت راسها بخفه

 "ماشي... اللي تشوفوه اكيد صح"

إسلام غيّر الموضوع بسرعه، وقال بابتسامه صغيره

 "هترجعي شغلك إمتى؟"

ردت وهي بتحاول ترجع لهدوئها

"هبدأ من بكره إن شاء الله."

قال بسرعه وهو بيحذرها بنبره أخويه

"خلي بالك من نفسك يا فريده"

كان هيقوم يمشي، بس ندهت عليه

"إسلام..."

لف وبصلها باستغراب

"نعم؟"

قالت بخجل وتردد

"كنت... بفكر أجيب عربيه خلاص"

ابتسم وقال

"أخيرًا! خلاص جمعتي تمنها؟"

هزت راسها بخفه وقالت

"آه..."

قال بحماس

"طب خلاص، هاجي معاكي، إمتى هتروحي؟"

ردت بتوتر، عينيها بعدت عنه

"هو... أنا لسه مقررتش إمتى، بس... أنا هروح مع حد تاني."

اتغيرت ملامحه وقال بنبرة مستغربه

"حد تاني؟ مين يعني؟"

قالت بسرعه وهي بتحاول تنهي الحوار

"هبقى أقولك بعدين... ممكن؟"

اتنهد وقال

"المهم تقولي يا فريدة... أي حاجة تحتاجيها، قوليلي."

خرج من الأوضة، فريدة فضلت قاعدة مكانها، ماسكةفونها، عينيها على الرقم وقررت ترن، إيدها كانت بتتهز وهي متردده ترن ولا لاء، قلبها كان بيدق بسرعة، كان في حاجة جواها بتشدها، وحاجة تانية بتشدها للعكس.

فضلت لحظة، بتاخد نفس عميق، عينيها ثابتة على الرقم، إيديها قربت تضغط على اتصال

ضغطت، بدأ يدي جرس، حست انها ممكن تقفل لو رد من كتر التوتر


تيم كان قاعد في مكتبه، ملفات كتير قدامه، وإيده بتقلب في الملفات من غير تركيز، عينيه كل شوية تروح على الساعه وفجأه فونه رن

بص عليه بسرعة، عينه وقعت على الاسم

"فريده"

استغرب جدًا، رفع حاجبه، بص للرقم فترة، متردد، يفصل؟ يرد؟ ليه بتتصل أصلا؟

بعد لحظة تردد، ضغط على رد، وحاول يحافظ على نبرته البارده

"ألو؟ مين؟"

جه صوتها الخافت في السماعه

"أنا... فريده"

اتجمد لحظة بالرغم من أنه عارف ان هيا، بس مسح أي ملامح من وشه بسرعة، وقال بنبرة عملية

"عايزة إيه؟"

صوت تنفسها كان واضح، وبعدين قالت بسخريه

"أنا كويسة الحمد لله، انت عامل إيه؟"

ابتسامة خفيفة ظهرت على شفايفه للحظة، بسرعة أخفاها وقال بجفاف

"في حاجة يا فريدة؟ بترني ليه؟"

قالت بتوتر

"مبتسألش... قولت أسأل أنا... فينك كده؟"

رجع بضهره على الكرسي وقال بصوت حاد 

"وإنتي مالك؟ حاجة متخصكيش."

سكتت لحظة، كان سامع صوت انفاسها، بعدين صوتها جه واطي

"شكلي غلطانة إني كلمتك... وانت الشخص الغلط اللي هطلب منه طلب محتاجاه"

كان هيتكلم، بس هي كملت بسرعة

"لما قولت قبل كده إنك مش بتتقبلني، شكله كان من قلبك بجد... بس بجد كنت فاكرة دي طبيعتك مع الكل..."

سند على مكتبه، صوته مكتوم وهو بيحاول يرد، بس هيا كملت قبل ما يقدر يتكلم

"عموما يا سيدي أنا آسفة، ومش هكلمك تاني زي ما انت حابب... بما إنك فعلا مش عايز تتكلم."

وفي لحظة، قبل ما يرد حتى، كانت قفلت الخط.

شال الفون من على ودنه، وبص للشاشة اللي رجعت للقفل، سأل نفسه

هي كانت عايزة إيه؟

ليه اتصلت أصلا؟

وأي الطلب اللي كانت هتطلبه؟

هو بيحاول يبعد عنها... ليه هي بترجعه تاني لنفس الدوامة؟

اتحركت إيده لا إراديًا ناحية التليفون، كان هيرن عليها، لكن في اللحظة دي، خبط حد على الباب، ودخل واحد من الشغل بملف في إيده، وطلب منه يوقع أوراق


عند فريده 

كانت متضايقة بعد المكالمة، حاولت تلهي نفسها في أي حاجة، لكن في الاخر نامت وهي لسه حاسة بوجع صغير جوه قلبها مش عارفة سببه.

في نص الليل، صحيت على صوت فونها بيرن، فتحت عينيها ببطء، بصت على الشاشة باستغراب، لقا اسم تيم منور قدامها.

خدت نفس، اترددت لحظة، وبعدين ردت بصوت ناعس

"ألو…"

صوته جه هادي، مفيهوش أي مقدمات

"صحيتك؟"

قالت وهي بتحاول تصحصح

"لا لا، كنت هصحى أساسًا… في إيه؟"

سكت لحظة وبعدين قال

"كنتي عايزة إيه؟ انتي قولتي كنتي هتطلبي حاجة مني الصبح"

اتنهدت بخفة وقالت

"إنت لسه فاكر؟!… خلاص مش مهم، شكراً، مش عايزة حاجة… مش هقدر أزعجك."

رد بهدوء، نبرته أقل حدة 

"مكانش قصدي أتكلم ببرود... كنت مضغوط شوية... قولي، كنتي عايزة إيه؟"

سكتت لحظة، وبعدين قالت

"خلاص، غيرت رأيي... إنت مستحيل توافق أصلاً"

قال بنفس الثبات

"اعرف الأول، وبعدها أقرر إذا كنت هوافق ولا لاء"

بلعت ريقها وقالت بصراحة وهي بتجمع شجاعتها

"كنت... كنت بصراحة عايزة أشتري عربية، وكنت بدور على حد أروح معاه... قولت أكلمك وأسألك لو ممكن تيجي معايا... مش إحنا صحاب؟"

سكت لحظة، هي سمعت أنفاسه في التليفون، وبعدين قال بصراح

"لاء، إحنا مش صحاب عامةً"

اتشد قلبها للحظة، بس قبل ما تقول حاجة، كمل بنفس هدوءه

"بس لو طلبتي حاجة زي دي ومش معاكي حد تروحي معاه، أكيد مش هقولك لاء"

ابتسامة صغيرة ظهرت على شفايفها وقالت

"بجد؟ يعني انت موافق؟"

قال بهدوء

"آه، أكيد موافق"

اتنفست بارتياح وقالت

"تمام، اتفقنا… هبقى أكلمك وأقولك إمتى"

رد قبل ما يقفل

"تمام."

قفل الخط، وهي فضلت ماسكة الفون لحظة، بتبص عليه وهي مش عارفة إذا كانت فرحانة إنه وافق... ولا خايفة من اللي ممكن يحصل بعد كده، خاصة أنها حاسه انه مخطط لحاجه

لسه كانت هتحط الفون على الكومود، لقته بيرن تاني، بصت بسرعة، بس المرة دي كان حسام

اترددت لحظة، وبعدين ردت بصوت هادي

"ألو"

صوته جه دافي كعادته

"إزيك يا فريدة؟ حبيت أطمن عليكي قبل ما أنام... أخبارك إيه دلوقتي؟"

ابتسمت بخفة وقالت

"الحمد لله، أنا أحسن كتير… شكراً على سؤالك"

قال بعد لحظة صمت

"كنت بفكر، لو حابة نخرج نتعشى أو نشرب حاجة بكره، تغيير جو يعني، إيه رأيك؟"

سكتت لحظة وبعدين قالت بلطف

"والله يا حسام أنا اسفه جدا، بس بجد أنا محتاجة أخلص كام حاجه ورايا، ومش هقدر أخرج الفترة دي"

قال بنبرة هادية متقبله

"ولا يهمك... أهم حاجة تكوني بخير، ولو احتاجتي أي حاجة أنا موجود"

قالت بابتسامه خفيفه

"شكراً يا حسام، ربنا يخليك."

قال بهدوء

"تصبحي على خير."

ردت بهدوء

"وأنت من أهله."

قفلت معاه، سابت الفون على الكومود أخيراً، أخدت نفس عميق، فكرت ولسه مش عارفة، ليه تيم وافق يروح معاها… وبيخطط لإيه بما إنه وافق


تاني يوم

فريدة كانت في المستشفى، في استراحة صغيرة، رنت على تيم تعرفه امتى هيروحوا، كان بيرن بس مفيش رد، رنت تاني بس نفس النتيجه، زفرت نفس طويل وهي حاسه إن اللي حصل امبارح كانت مجرد لحظة اندفاع منه، وإنه رجع في كلامه، رجعت تكمل شغلها، بس عقلها بيفكر في أسئله ملهاش إجابات


على آخر النهار

فريدة خلصت شغلها وكانت بتجهز نفسها تمشي وفونها رن، بصت للشاشة، قلبها دق غصب عنها لما لقته تيم

ردت بسرعة وهي بتحاول تخلي صوتها عادي

"ألو؟"

صوته جه هادي، بس فيه نبرة رسميه

" رنيتي عليا الصبح... معرفتش أرد، كنت في ميعاد وكان الموبايل سايلنت"

قالت بسرعة وهي بتحاول تخفي ارتباكها

"مفيش مشكلة"

اتكلم تاني

"حددتي معاد؟"

اترددت ثانية وقالت

"اه... كنت هقولك، ممكن بكرة الساعة سته؟"

سكت لحظة وبعدين قال

"تمام… هكون موجود الساعة ستة عند بيتك بكره"

قالت بخفه

"أوكي، اتفقنا"

قال ببرود

" تمام"

وقفل السكه على طول، من غير أي كلمه زياده.

فريدة فضلت ماسكه الفون لحظه، بتبص للشاشة اللي رجعت تاني لسكونها، وهي لسه بتفكر في رد للأسئله اللي في دماغها


تاني يوم

فريدة كانت بتجهز نفسها قدام المرايه، كان لسه قدامها شويه وتجهز، فونها رن 

بصت للشاشه كان تيم 

ردت بسرعه

"ألو؟"

سمعت صوته، كان واضح إنه مستعجل

"إنتي فين؟!"

اتلغبطت لحظه وقالت وهي بتبص من الشباك

"ثواني... قدامي شويه"

قال بغضب

"وليه التأخير يعني؟ مش قولتلك الساعة ٦"

بصت في الساعة، كانت ٦ بالظبط، قالتله

"ماهو مفيش حد بصراحة دقيق كده في المواعيد، هو ٦ يعني ٦ بالظبط؟! عموماً... ثواني"

قال بنبره شبه غاضبه

"ثواني ولا دقايق؟"

ضحكت وقالت

"نازله يا تيم... ثواني دي تعبير مجازي يعني."

قفلت معاه، خدت نفس، حاولت تنجز بسرعه وأخدت شنطتها ونزلت، خرجت شافته واقف قدام العربية، واقف وحاطط ايده في جيبه، وعينيه عليها وهي خارجه، قربت منه وقالت بابتسامه خفيفه

"إزيك."

بص في ساعته وقال بنبرة ثابته

"تأخير ربع ساعه"

رفعت حاجبها وقالت

"إنت اللي جيت بدري، أنا بقول سته يعني نمشي سبعه... معروفة يعني"

رد بفتور

"إزاي يعني؟! لازم كل حاجة تكون في وقتها"

ضحكت بخفه وقالت

"أوووه، نسيت إنك منظم جدًا، بس معرفش إن الدقه ممكن توصل للمواعيد كمان."

قال وهو بيمد إيده ناحيتها

"اتفضلي يلا"

قالت وهي بتبص حواليها

"هنروح بأي أوبر، مش هنروح بعربيتك أكيد"

رفع حاجبه وقال

"اشمعنا؟"

ردت وهي بتعدل شنطتها

"لأني رايحة أجيب عربية، وهنرجع بيها"

قال بهدوء

"طيب"

مشيت بخطوات هاديه وهو مشي جنبها، ساكتين، صمت وبس 


وصلوا المعرض، فريدة نزلت من العربية وهي بتبص حواليها، كان المعرض كبير ومنظم، مليان عربيات شيك مصفوفة بترتيب يخلي أي حد يحتار اصلا من اولها، تيم مشي جنبها ودخلوا جوه، استقبلهم واحد في أوائل الأربعينات، شيك وأنيق، ابتسم لتيم وهو بيسلم عليه بحراره

"إزيك يا باشمهندس منور "

تيم ابتسم ابتسامة صغيرة ومد إيده

"إزيك يا سامر، عامل إيه؟

بص لسامر وقال

"دي فريدة، بنت خالتي"

سامر ابتسم وقال

"أهلا وسهلا، شرفتينا يا فريدة"

هزت راسها بخجل وقالت

"شكرًا"

دخلوا مكتب سامر، قعدوا بهدوء وهو فتح التلاجة، طلع كان وفتحها وقدم واحدة لتيم والتانية لفريدة وهو بيبتسم بخفه ورجع يقعد بعد ما فتحله هو كمان واحده ورفعها بخفه وقال

"إيه سبب الزياره الحلوة دي؟"

تيم قال بهدوء

"فريدة محتاجة عربيه كويسه، وقولت مفيش حد أفضل منك يساعدها تختار"

سامر بص لفريده وسألها بلطف

"طيب حابه عربية شكلها يكون إيه؟ استخدامك إيه أكتر؟ المشاوير يومية ولا سفر؟"

فريدة ردت

" يعني مشاوير يومية، حاجة عملية"

سامر ابتسم وقال

" تمام، هتنزل دلوقتي وشوفي اللي يعجبك"

خرجوا معاه، ونزلوا سوا ناحية العربيات، سامر كان بيتكلم عن كل عربية ومميزاتها، وتيم كان ساكت أغلب الوقت، إيده في جيبه وعينه بتتابع فريدة وهي بتبص للعربيات بفرحه

فريدة قربت منه وهم ماشيين بين العربيات وقالت بصوت واطي

"أنا عايزة عربية عادية.... مش واو يعني"

تيم بصلها للحظة وقال بهدوء

"ماشي يا فريدة، اختاري اللي يعجبك"

رفعت عينيها ليه وقالت

"كلهم حلوين، ممكن تختار معايا؟"

قال ببساطة

"طبعًا"

مشيوا سوا وسط العربيات، فريدة كانت معجبه بأكتر من واحده، ألوانهم حلوه وتصاميمها أنيقه، تيم وقف عند عربية معينة وقال

"دي حلوة"

بصت عليها وقالت بابتسامة هادية

"فعلاً.... حلوه جدا"

كانت عربية لونها أسود لامع، شكلها شيك وعملي في نفس الوقت،  قربت منها ولمست الباب بخفه وهي بتبص لتيم وقالت بابتسامة واسعة

"دي حلوة جدًا... وأنا مقتنعة بيها فعلًا"

ابتسم وهيا قررت هتاخدها 


سامر وقف جمبهم وقال وهو بيقفل كشف الأسعار

"تمام يا فريدة، مبروك مقدما."

كانت متحمسة، وخاصة لما سمعت سعرها، بصت لتيم بدهشة وقالت

"ده سعرها؟! أنا كنت متوقعة سعر أكبر من كده بكتير!"

تيم رفع كتفه بخفة وقال وهو بيبص بعيد

"عمل حساب ليا فباعها بالسعر ده، متشغليش بالك."

وبعدين غير الموضوع بسرعة وهو بيحط إيده في جيبه

"إنتي بتعرفي تسوق أصلًا؟"

رفعت حواجبها وقالت وهي بتضحك

"هو يعني علشان مكانش معايا عربية أبقى ما بعرفش أسوق؟ انا بعرف اسوق كويس جدا"

تيم ابتسم بخفة وقال

" كويس"

ركبت فريدة العربية وهي فرحانة، ريحة العربية الجديدة خلت قلبها يرف، كانت ماسكة الدريكسيون بحماس، وتيم ركب جنبها وهو ساكت، بصتله وقالت بخفة

"جاهز؟"

قال بنبرة هادية

"يلا."

حركت العربية بهدوء وخرجت بيها من المعرض، كانت مبتسمة طول الطريق، مبسوطة بخطوتها الجديدة، بتسوق بثقة وسعادة، الهوا داخل من الشباك وهي مبسوطة بالإحساس ده، وهو كان ساكت أغلب الطريق، بيبصلها أوقات وهي مبتسمة، وحس بقلبه بيتقبض برضو، فرحتها كانت بتفرحه، بس في نفس الوقت، كان في قلبه حاجة تقيله، لإنه عارف إنه نازل معاها النهاردة علشان يساعدها، وفي نفس الوقت علشان يبعدها عنه... للأبد.


فريدة فضلت تتحرك بالعربية في الشوارع، كانت مبسوطة جدًا وهي بتجرب سرعتها وهدوءها في السواقه، كل شوية تبص لتيم وتبتسم، بس كان بيرد بابتسامة باهتة أو كان ساكت خالص، قررت تقف في مكان هادي على جنب، بصتله وقالت بابتسامة خفيفة

"مش شايف إنها نعمة إن الواحد يكون عنده عربية أخيرًا؟"

رد وهو بيبص قدامه بنبرة هادية

"آه... نعمه"

حاولت تفتح معاه كلام تاني، سألت بخفه

"إنت بتحب اللون الأسود في العربيات؟"

رد وهو لسه باصص بعيد

"عادي"

ابتسمت بخفة رغم البرود وقالت

"أنا حبيته بصراحة، حسيت إنه شيك."

مردش، اكتفى إنه حرك راسه بخفة، كان واضح إنها بتحاول تقرب، وهو كان فاهم الغرض ده، لكن كل ما تحاول تبادر بسؤال أو كلمة، كان يا يرد بجملة قصيرة، يا إما يسكت تمامًا، حست انها مش عارفه تفتح أي كلام ومش زي ما سالي قالت، يمكن هو شخصيته مساعده مش اكتر لكن مش محب

بدأت تحس بالإحراج، ضحكت ضحكة صغيرة وهي بتبص لقدام وقالت

"واضح إن الكلام مش هيطلع منك النهارده..."

لما لقت الصمت ممتد، ابتسمت ابتسامة باهته، ورجعت تدور العربية، واتحركت بيها في الطريق وهي ساكتة، لحد ما وصلت قدام البيت.

وقفت العربية، نزلوا منها وهو كان بيقفل الباب، لفت ناحيته وقالت بخفوت

"شكرًا"

بصلها بجمود وقال بجفاء

"عفوًا، بس متاخديش على كده، دي آخر مره"

فريدة بصتله بدهشه وقالت بصوت واطي

"ولو، برضو شكرًا"

بص بعيد وهو بيشد نفسه علشان ميتهزش قدامها وقال

"ياريت فعلاً تكون آخر مرة، وياريت كمان تمسحي رقمي من عندك، لأني مش ناوي أرد تاني، سبق وقولتلك، أنا مش بحب وجودك، وانتي مصممة تقربي، بس أنا بجد مش بحب وجودك أبدًا"

الكلام وقع عليها زي الصدمه، حست إن قلبها انقبض، وكلامه كان دبش، بس بلعت ريقها بسرعه، عينيها لمعت بالدموع، بس حاولت تسيطر عليها.

وهو كان بيبص بعيد، حس بوجع في قلبه هو كمان، بس كان مضطر، كان لازم يقولها كده، لازم يبعدها بأي شكل، فكمّل بنبرة باردة رغم الوجع

"أنا أي حد بيطلب مني مساعدة، مبترددش لحظه، واظن كذا مرة تطلبي وبنفذلك اللي انتي عايزاه علشان ما بحبش أقول لحد لاء، انتي بالنسبالي مثلاً صاحبة أختي، مش حتى بنت خالتي... لأني مش معترف بيكي أصلًا، ياريت تكون وصلت"

يتبع.........

#استثنائيه_في_دائرة_الرفض

by batool abdelrahman

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22 من هنا

اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية استثنائية في دائرة الرفض)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات