رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بتول عبد الرحمن
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22
نهى كلامه بسرعه وركب عربيته واتحرك فورًا من غير ما يبص وراه، مش مستعد يشوف صدمتها أو دمعتها، مش مستعد يوجعها، لكن غصب عنه، كان لازم يبعدها... بأي تمن
أما هي، فبعد ما اتحرك بعربيته، وقفت مكانها لحظه، دمعه نزلت غصب عنها، حست إن الأرض بتلف حواليها، وإنه فعلاً كان بيخطط... بس بيخطط يوجعها، يوريها حجمها الحقيقي بالنسباله، مسحت دموعها بسرعه بضهر إيديها، خدت نفس متقطع قبل ما تدخل البيت، طلعت على أوضتها بسرعه، وقلبها بيدق جامد... وفي عينيها دموع، وفي صدرها وجع... مش قادره حتى تلومه، ولا قادرة تلوم نفسها، بس اللي متأكده منه دلوقتي... إنها ندمانه...ندمانه انها قربت منه وبادرت تكلمه، فضلت قاعدة على سريرها شويه وهي ماسكه موبايلها، دموعها نازله غصب عنها وهي مش قادره تهدي قلبها اللي كان بيوجعها وكلامه لسه بيرن في ودانها، خدت نفس عميق وقررت تكلم سالي، رنت عليها وأول ما ردت، فريده قالت بسرعه وبصوت متوتر
"سالي، أنا مش هقدر أساعدك بخصوص تيم، أو حتى لوحدي، انا وانتي مش هنقدر لوحدنا، هكلم صاحبتي اللي قولتلك عليها قبل كده وهيا هتقدر تساعدنا اكتر أو على الأقل تفهمنا حالته اكتر علشان انا مش فاهماه بصراحه، ومتحاوليش تقربيني منه تاني، لو سمحتي"
سالي اتفاجئت من نبرتها وقالت وهي بتحاول تهديها
"طب في إيه؟ اهدي... مالك يا فريده؟"
فريدة مسحت دموعها بسرعه وقالت بحده ووجع
"اهدي إزاي يا سالي؟! كل ما أكلمه يهزقني ويستقل بيا! سالي، انا عمر حد ما عمل معايا كده، وهو محسسني إني بجري وراه وهو مش معبرني، مسح بكرامتي الأرض... ودي مش أول مره!"
سالي فضلت ساكته لحظه وقالت بهدوء
"طيب خلاص، اهدي... تيم دي شخصيته معلش، عموماً شوفي الدكتوره اللي قولتي عليها قبل كده، ماشي؟ ونتقابل ونشوف هنقدر نعمل إيه."
فريده أخدت نفس وقالت بصوت أهدى
"تمام، هكلمها وهشوف هنتقابل امتى."
سالي قالت
"تمام... بس قوليلي، مالك؟ عمل ايه ضايقك اوي كده"
فريدة سكتت لحظه، عينيها لسه مليانة دموع وهي مش قادرة تنطق، وكل اللي طالع منها تنهيده طويله وهي ماسكه الموبايل بإيدين بيرتعشوا.
عند تيم
كان في عربيته بيسوق بشرود، عقله مشغول بكلامه معاها، بقا يعمل حاجات هو مش عايز يعملها، بس مضطر.
وصل البيت، طلع أوضته بسرعة وهو بيحاول يسيطر على اللي جواه، قفل الباب ووقف لحظة وهو بيشد نفسه وياخد نفس طويل.
وسط شروده الباب خبط ودخلت صابرين وقالت
"كنت فين؟!"
قال وهو بيحاول يثبت صوته
"كنت مع فريده، زي ما قولتلك فهمتها إني عمري ما شوفتها غير واحدة عاديه وبس."
صابرين قربت منه، كانت هتتكلم، لسه هتفتح بقها، بس قال بسرعه
"ماما، لو سمحتي... عايز أكون لوحدي شويه، لو سمحتي."
صابرين اتشدت ملامحها للحظة وقالت
"بس..."
رفع عينيه ليها، عيونه كانت تعبانة جدًا وهو بيقول بنبره هاديه بس حاسمه
"لو سمحتي، سيبيني دلوقتي."
صابرين وقفت ساكته لحظه، بصتله بحزن وهي بتحاول ترد، لكنها اضطرت تسيبه وتخرج وتقفل الباب وراها بهدوء، تيم لف وشه بعيد، ايه كمية الاحاسيس اللي أول مره يحسها دي، والشعور بالضيق ده مختلف ليه المره دي.
يوم جديد
فريده كانت في المستشفى، بتراجع تحاليل على التابلت قدامها، فونها رن، بصت عليه كان يونس.
ردت بسرعه وقالت بنبرة طبيعيه
"إيه يا يونس؟"
قال بصوت هادي
"فريده، أنا في المستشفى عندك، ممكن تيجي؟"
استغربت وقالت بسرعه
"إيه ده! ليه؟ في إيه؟!"
قال بسرعه
"تعالي بس، مستنيكي بره."
قفلت بسرعه ونزلت على طول، دورت عليه بعينيها، شافته واقف جنب الحيطه، وشه شاحب، قربت منه بسرعه
قالت بقلق
"في إيه يا يونس؟!"
بصلها وهو بيحاول يرفع دراعه ومقدرش، قال بنبره هاديه
"دراعي... تقريبا مكسور، عايز أجبسه من غير ما حد يعرف، بالله يا فريده"
فريدة قالت وهي متفاجئه
"إنت أكيد بتهزر يا يونس... تعالي بسرعه ورايا!"
مشي وراها وهي ماشيه قدامه بسرعه وبتلف وشها كل شويه تبصله
دخلته أوضه فاضيه وقفلت الباب، بصت على دراعه وقالت وهي بتنهد
"يونس... بجد مش كفاية تهور؟ إيه اللي عملته المرادي؟!"
قال وهو بيحاول يضحك
"معرفش... بس كنت بجرب حركه جديده بالموتوسيكل... اعمل ايه يعني"
قطعت كلامه بنظره حاده وقالت
"حركة جديدة! إنت هتجنني... مد دراعك هنا."
بدأت تبص على دراعه بحذر وهي بتشوف الورم وقالت
"هسبته بجبيره مؤقته، لحد ما تعمل اشعه وانادي الدكتور "
قال
" طيب بسرعه مش عارف احركه"
فريده جابت أدوات الجبيره المؤقته بسرعه، ومسكت دراع يونس بحذر
"هتوجعك شويه، استحمل."
قال وهو بيحاول يضحك
"مش جديدة يعني...خدي راحتك"
بدأت تلف الرباط بحرص، ويونس بيشد نفسه، قالت
"كنت فاكرك اتعلمت من الحوادث اللي قبل كده!"
رد وهو بيتنفس بسرعه
"اتعلمت إن الحركة فعلاً مش بركة المرادي."
خلصت وقالت
"كده مؤقت، لازم أشعة فورًا يا يونس."
قال وهو بيهز راسه
"ماشي... بس محدش يعرف حاجه"
قالت بسخريه
" على اساس مش هيبان يعني، حضرتك هتجبس دراعك"
قالها بتوسل
" مش هروح البيت لحد ما افكر عادي يعني، المهم ماما مش عايزها تعرف علشان هتقولي خليك في البيت وانا مش هقدر اقعد تاني، مستحيل ابعد عن سميره تاني كل ده"
رفعت حاجبها وقالتله
" وانت اصلا هتسوق ازاي بدراعك ده؟!"
قالها
" بعرف اسوق من غير ايدي الاتنين عادي يعني، المهم بس مقولهاش لحد ما افكه"
ضحكت بخفه وهيا بتقول
" تفكه مين يا حبيبي لسه قدامك اكتر من شهر، هخرج اشوف هتعمل الاشعه امتى يا يونس يا خارق"
خرجت فريده وبعد ثواني رجعت معاها يسر اللي سألتها بتوتر
"في إيه يا فريدة؟!"
فريده قالت وهيا بتفتح الباب
" شوفيلي يونس دراعه بايظ ومحتاج يتصور قبل ما الدكتور ييجي، هروح اشوف الدكتور وانتي ساعديه يروح يعمل اشعه"
فريده مشيت ويسر دخلت، يونس كان مغمض عيونه وساند ضهره، يسر حمحمت بصوت خفيف علشان يصحصح، فتح عيونه وبصلها باستغراب وقال
"فين فريده؟! وانتي مين أصلًا؟!"
يسر ردت وهي ماسكه في إيد السرير
"أنا ممرضة هنا، فريده قالتلي آخدك على غرفة الأشعة وهيا ثواني وهتيجي، فلو سمحت ساعدني وبلاش أسئله دلوقتي."
يونس بصلها بشك وقال
"هيا فريده بتشقطني يعني؟!"
يسر زفرت وقالت بزهق
"لو سمحت، ممكن أقوم بشغلي؟"
يونس قال وهو بيرفع حواجبه
"طب ممكن تنادي فريده يا اسمك إيه إنتي؟"
يسر ردت بملل وهيت بتحاول تفضل هاديه
"اللهم طولك يا روح..."
في اللحظة دي الباب فتح وفريده دخلت بسرعه وهي بتقول
"سوري يا يونس، كنت بعرف الدكتور، مقومتش ليه مع يسر على ما أجي؟"
يونس قال بسخريه وهو بيبص ليسر
"يسر؟! دي يسر دي؟ دي عسر."
يسر بصتله بحده وقالت وهي بتخرج من الأوضه
"هبعتلك ضحي أو مروه لو محتاجه... عندي حاله تانيه"
يونس بصلها وقال بسخريه
" لاء والنبي خليكي، خليكي والنبي"
تجاهلته تماما وخرجت وقفلت الباب وراها، فريده بصت ليونس وقالت
"طب وليه جرّ الشكل مش فاهمه؟"
يونس رفع إيده السليمه وقال ببرود
"أنا مالي، هي اللي قفل"
فريده قالت وهي بتجهز لنقله
"طالما متعرفش ظروف الناس يبقى تسكت."
يونس قال وهو بيعدل نفسه استعدادًا يقوم
"وإيه ظروفها يعني؟ باباها منع عنها المصروف؟"
فريده قالت بحدة وهي بتمد إيدها تساعده
"يلا يا يونس... اخلص"
خلص يونس الأشعة، وكانت النتيجة كسر محتاج جبس فورًا، رجعوا على الاوضه والدكتورة كانت موجودة بتجهز المعدات وهي بتتكلم مع فريده عن تفاصيل الكسر، وفريده واقفة جنب يونس، بتهديه علشان يقعد ثابت
يونس كان بيحاول يخبي توتره وهو بيقول بفزلكه
"مش كنتوا تحطولي بنج ولا حاجه؟!"
فريده قالت بابتسامة صغيرة
" في بنج اصلا يا يونس "
يونس قال باحراج
"اومال حاسس بوجع ليه برضو"
الدكتورة ضحكت وقالت
"خمس دقايق وهتكون تمام."
بعد دقايق، الباب خبط ودخلت يسر، كانت جاية تدي فريده حاجه طلبتها منها بسرعة، عينيها وقعت على يونس اللي كان قاعد مكشر، رفع عينه وبصلها وقال وهو بيحاول يرخم عليها
"ايه يا عسر، اخدنا من وقتك دقيقتين بقا معلش"
يسر بصتله بجمود وقالت لفريده
" لو احتاجتي حاجه ابقي قولي"
فريده قالت
"شكرًا يا يسر."
فريده بصتله وقالت
" بطل رخامه "
قالها باستظراف
" بكره العصر"
فريده نفخت بضيق وقالت
"يا يونس، والله العظيم لو مبطلتش رخامة هسيبك للدكتورة لوحدك."
قال وهو بيتعدل
"لا لا، استني هنا خلاص"
الدكتورة قالت وهي بتراجع الجبس
"كده تمام يا يونس، متحركش دراعك، وخلي بالك منه، والمتابعة بعد أسبوع إن شاء الله "
يونس رفع عينه بدهشة وقال
"ليه هو أنا مش هشيله بكره؟!"
الدكتورة بصتله وقالت بابتسامة
"لاء طبعًا، إزاي يعني؟"
قال بضيق
"ما أنا مش هفضل بيه كده كتير! أسبوع إيه ده؟!"
الدكتورة قالت بهدوء
"يا أستاذ يونس، المدة اللي هتفضل بالجبس فيها من ٦ لـ ٨ أسابيع على الأقل، حسب التئام الكسر."
يونس فتح عينه بصدمة
"مستحيل كل ده! اخر مره جبست دراعي فيها كان أقل من شهر وفكيته"
الدكتورة قالت بحزم
" وده في حد ذاته مينفعش، لأن غير كده الكسر مش هيلتئم صح."
فريده اتدخلت وقالت بهدوء
"لازم تلتزم يا يونس، أحسن من إنك تخلعه بدري ويرجع يتكسر تاني بسهوله"
يونس نفخ بضيق وقال
"يا سلام يعني، كده أنا اتحكم عليا بالحبس تاني"
فريده ضحكت بخفة وقالت
"حبس إيه بس، ده علشان صحتك يا يويو"
الدكتورة قالت بعد ما خلصت
"تمام كده، خدي يا فريده الأدويه والتعليمات، وانت يا أستاذ يونس متنساش تتابع ضروري"
يونس قال وهو بيقوم بصعوبه
"طب لو عايز أسوق موتوسيكل؟"
فريده بصتله وقالت بسرع
"يونس!!!"
الدكتوره قالت
"ممنوع طبعًا، سيبك من المغامرات دي لحد ما تخف."
يونس عمل نفسه متضايق وقال
" نقطة ضعفي اني مسمعش كلام الدكاتره بجد"
فريده مسكته من دراعه السليم وقالت
" خد بالك من نفسك بجد وبلاش تهور، ربنا بيسترها كل مره معاك فبلاش تستهون"
قال وهو بيسحب دراعه
" متكبريش الحوار خلاص، انا واخد على كده اصلا"
قالت بابتسامه
" طيب مش هبطل اقولك برضو خلي بالك من نفسك"
قال
" طيب حاضر يستي، يلا باي"
ردت
" باي"
بالليل فريده كانت قاعدة في أوضتها، فاتحه الموبايل بتسكرول من غير تركيز، وقاطعها فونها اللي رن وكان حسام
ردت بهدوء
"ألو؟"
صوته جه دافي كالمعتاد
"إزيك يا فريده؟ كنت حابب أتطمن عليكي."
ابتسمت ابتسامه بسيطه وقالت
"الحمد لله يا حسام، أنا كويسه"
فضل يسألها عن صحتها، وهي بترد بهدوء، وهو بعد شويه قال بنبره شبه متردده
"بصراحه، كنت عايز أعزمك بكره على الغدا، إيه رأيك؟"
فريدة سكتت لحظه، دي يمكن المره المليون اللي يطلب منها يخرج يعزمها، وفي كل مره كانت بترفض... بس المرادي لقت نفسها بتقوله
"ماشي، موافقه"
صوته اتغير شويه وقال بسرعه
"بجد؟! طيب خلاص، هعدي عليكي في المستشفى بعد الشغل بكره؟ ايه رأيك؟!"
ابتسمت وقالت
"تمام، ماشي."
عند سالي
قررت تتكلم مع تيم أخيرًا بعد ما اختفى من قدامها الأيام اللي فاتت، راحت على أوضته، خبطت على الباب بهدوء، ولما محدش رد، فتحت ودخلت
بصت حوالين الأوضه، مكانش موجود ندهت عليه بس مفيش رد، كانت هتخرج بس لقته خارج من غرفة الدريسينج ملامحه كانت مجهدة وعنيه فيها لمعة ضيق.
قال بنبرة بارده
"في إيه؟!"
سالي بصتله وقالت وهي بتحاول تخفف التوتر
"كنت بدور عليك."
مسح بإيده على وشه وقال وهو بيرفع حاجبه
"عايزه إيه يا سالي؟!"
سالي اخدت نفس وقالت بعتاب هادي
"إنت بتختفي فين؟ مش بشوفك ليه؟! مالك؟"
تيم قال ببرود
"مش لازم تشوفيني يعني"
سالي اتنهدت وقالت
"تيم، بجد؟! يعني إيه مش لازم؟! انت بقالك كتير كده مش طبيعي، مش انت نفسه تيم، ايه اللي مغيرك كده؟!"
بصلها بصه جامده وقال
"سالي، انا كده وهفضل كده، لو جايه تتكلمي عني وتلمحي بإني شخص مريض فلو سمحتي وفري وقتك"
سالي قربت منه وقالت بحده
"تيم! أنا جايه أسأل عنك عشان انت أخويا ومش مرتاحه لوضعك، في حاجه؟!"
اتنهد وهو بيبعد عينيه عنها وقال
"أنا تمام."
قالت بصوت عالي نسبيا
" لاء مش تمام، انت بتضحك على مين يعني، تيم انا اختك ومش هسيبك تغرق في اللي انت فيه ده، انت ليه بتحط مسافات كبيره بينك وبين أي حد؟"
فضل ساكت، حاطط إيده في جيبه، باصص بعيد عنها.
سالي قالت بهدوء
"أنا عارفة... عارفة إن في حاجه مضايقاك، وعارفه انك عمرك ما هتقول ايه هيا، بس متنساش اني مش غريبه عنك، انا اختك وبتمنالك السعاده، مش عايزه اشوفك بالوضع ده باقي عمرك، اسمح لنفسك تعيش، علشان انت بجد دافن نفسك، ولو انت هتفضل ساكت انا مش هسكت، هحاول انقذ ما يمكن إنقاذه"
قربت منه لما مردش وقالت
"بس متبعدش كده... بلاش تبعد عننا كلنا يا تيم"
اتكلم أخيرًا، صوته كان واطي
" كل واحد يعمل اللي يريحه"
سالي عضت شفايفها وقالت
" ده لو كان فعلا مريحك يا تيم، صدقني هفضل معاك حتى لو انت مش عايز اي حد يقرب من حصونك اللي انت بنيتها لنفسك، وانت عارف ان انا موجوده وممكن اسمعك في أي وقت"
بصلها أخيرًا، نظرته كانت حزينه وقال
"مش كل حاجة تتقال يا سالي."
هزت راسها وقالت
"ماشي... براحتك...بس متنساش إنك مش لوحدك برضو"
سكت، وبعد لحظة قال بجفاف كعادته
"خلاص، لو خلصتي تقدري تخرجي دلوقتي"
بصتله لحظه وقالت بهدوء
"طيب... تصبح على خير."
خرجت من الأوضة، وهو فضل واقف مكانه، عينيه باصه على الباب اللي خرجت منه، صدره بيتحرك بسرعه وكأنه بيحارب جواه حاجه مش قادر يظهرها.
تاني يوم
فريده خرجت من المستشفى وهي بتتكلم مع سالي في التليفون وبتقول
"أنا خارجه اهو، هاجي علطول"
قفلت معاها وفتحت شنطتها تطلع مفتاح عربيتها، بس قبل ما تكمل سمعت صوت زمارة عربية وراها، لفت بسرعه، لقت حسام واقف بعربيته، بيبصلها وبيبتسم.
فريدة ضربت على دماغها بخفه وقالت لنفسها
"يا نهار أبيض!"
قربت منه بسرعه، وهو نزل الإزاز، وقال بلطف
"فريده!"
فريدة بصتله وقالت
"لو حلفتلك إني نسيت أقولك إني خارجه أقابل صحابي دلوقتي، هتصدقني... صح؟"
حسام ضحك وقال
"يعني إيه يا فريدة؟! أنا متفق معاكي من إمبارح، نسيتيني كده بسهولة؟"
قالت وهي بترفع كتفها باعتذار
"والله نسيت، بجد، صحابي مستنين... بجد غصب عني اكيد، وبعدين أنا نسيتهم هما مش انت، خليها مره تانيه"
حسام قال
"طيب خلاص... معنديش مشكله، لو تحبي أوصلك؟"
فريدة ابتسمت بخفه وهزت راسها وقالت
"لاء شكرا... معايا عربيتي."
بصلها لحظه وسكت، وبعدين قال وهو بيحاول يخفف الموقف
"ماشي... خلي بالك على نفسك"
ردت عليه بسرعه
"وأنت كمان."
لوح لها بإيده وهو بيتابعها بعينيه وهي بتمشي بعيد.
فريده ركبت عربيتها وهي بتاخد نفس عميق، قلبها كان متلغبط، بس كملت، وصلت الكافيه اللي متفقه تقابل سالي فيه، نزلت بخطوات هاديه، دخلت، عينيها بتدور بسرعه لحد ما شافت سالي قاعده في الركن، قدامها كوباية عصير نصها فاضي، وهيا قاعده فاتحه فونها ومركزه فيه
فريده قربت منها بابتسامه صغيره، سلمت عليها وقالت
"إزيك يا سالي."
سالي رفعت عينيها ليها بسرعة وابتسمت وقالت
"عامله إيه؟"
فريدة قعدت وهي بتشيل الشنطه من على كتفها وبتحطها جنبها وقالت بنبرة مرهقه بس بهزار
"بنحاول نكون كويسين والله."
سالي هزت راسها وقالت وهي بتعدل قعدتها
"عندنا مهمه."
فريده نفخت بخفه وقالت بابتسامه باهته
"مهمة شاقه... جداً"
سالي ضحكت بخفه وقالت
"الدكتورة فين بقا؟ هيا هتفهم اكتر مننا اكيد"
فريدة بصت في ساعتها وقالت
"قالت قدامها ١٠ دقايق وتكون هنا، مش هتتأخر إن شاء الله"
بعد دقايق، دخلت الدكتوره الكافيه، لمحت فريده فابتسمت وهي جاية ناحيتها، قامت فريده بسرعه سلمت عليها وعرفتهم على بعض
"دي دكتوره ايه يا سالي"
بصت لايه وقالت
" ودي سالي"
ايه مدت ايديها بابتسامه هاديه وقالت
"اتشرفت بيكي."
قعدت وهي بتفتح نوته صغيره وقالت وهي بتبص لفريده
"أظن يا فريده حكيتيلي عنه قبل كده، وأنا وصفتلك بالضبط حالته."
فريده قالت بسرعه
"بصي، سالي هتقولك كل حاجة من الأول، هي أدرى بأخوها ومامتها."
بصت لسالي وقالت بنبره جاده
"ها، سامعاكي"
سالي أخدت نفس عميق وقالت
"ماما مانعه أي بنت تدخل البيت نهائي، وأنا معرفش السبب، ولازم أفهم ليه... وليه تيم مساندها في أي حاجة هي بتقولها، ليه لاغي شخصيته كده"
ايه كانت بتسجل الكلام اللي محتاجاه وقالت بهدوء
"هل ده من زمان ولا مؤخرا"
سالي قالت
"من زمان، بس سامحالنا عادي نتعامل مع بنات طول ما إحنا بره البيت، بس بالرغم من إنها سامحه لتيم، عمري ما شوفته بيكلم واحده أو مع واحده"
رفعت ايه عينيها وسألت
"هل هو مش حابب ده؟ ولا مجبر"
سالي قالت بحزن
"مش حابب، لأن كل مره أفتح معاه الموضوع، يقولي إنه حابب كده، ومش عايز وان كل واحد حر في حياته"
ايه سألت بنبره أعمق
"متأكده إن ده بمزاجه مش مجبر مثلًا؟"
سالي قالت وهي بتحاول تشرح
"كل ما أكلمه، وحتى لما أحاول أستفزه وأقوله إنه مريض يقولي إنه مش مريض، وإنه عايز كده"
ابه سألت
"انطوائي؟ عنده صحاب؟"
سالي ردت
"هو انطوائي جدًا، معندوش غير حسام، لأنه بيساعده في الشغل، بس حتى هو وحسام مش صحاب اوي، علاقة شغل بس."
ايه سألت وهي بترفع حواجبها
"عرضتي عليه يروح لدكتور نفسي قبل كده؟"
سالي قالت بتأكيد
"كنت بلمح، بس مقولتهاش دايركت، كنت بقوله إنه مريض وممكن يكون عنده جينوفوبيا."
ايه سألت بسرعه
"ومنظم؟"
سالي هزت راسها وقالت
"جدا، منظم في كل حاجه، ولما قولتله ده وسواس، قالي مش أي حد منظم يبقى عنده وسواس، بينكر كل حاجه، وأنا بجد مش فاهمة إزاي هو عايش كده"
ايه سألت وهي تكتب
"يعنى هو عارف سبب منع دخول البنات البيت؟"
سالي قالت
"اه طبعا عارف، ماما دايمًا بتحكيله أسرارها، وبتقوله كل حاجه، علشان كده عايزين نقرب منه ونفهم إيه السبب، ماما حذرتني متدخلش، بس أنا طرف في العيلة ولازم أتدخل، ومش ههدي غير لما افهم كل حاجه"
ايه قالت بنبره هاديه
"وعلشان كده دخلتي فريده؟!"
سالي قالت وهي بتبص لفريده
"اه، وقبلها كان في كتير جدا، بس محدش فضل، فريده وعدتني إنها هتكون معايا للآخر."
ايه بصت لفريده وسألتها
"تيم بيعاملك إزاي؟"
فريدة اتنهدت وقالت بضيق
"بلاش أقولك بجد، ده بيحتقرني، وكل ما يشوفني يقولي أنا بكره وجودك، انا مش بحبك، إنتي بوظتي حياتي، محسسني إني بجري وراه وهموت عليه بالرغم من إن في قدامي ناس أحسن منه بكتير بالنسبالي، بس أنا بقرب علشان أستدرجه مش اكتر، بس هو حتى مش بينطق حرف"
ايه سألت بهدوء
"ولما بتتعاملي معاه بتحسي بإيه؟ شخصيته ايه مثلا؟"
فريدة قالت وهي بتبص بعيد
"بصراحه بحسه شخص طيب من جواه، بس بيبين شره، محتاج حد يساعده يخرج من المستنقع اللي هو فيه بس هو عازل نفسه، ورافض يخرج من المستنقع اللي هو فيه، ورافض بقوه ومش محتاج اي حد يتدخل في حياته"
ايه سألت
"قدرتي تقربي منه علشان مامته سمحت، والسبب إنك بنت خالته؟ صح؟"
فريدة قالت بسرعه
"بالظبط، متوقعتش إنها تكون خالتي بصراحه، ولا هو يكون ابن خالتي، ده وفر عليا كتير جدا، لاني كنت محضره كمية سيناريوهات لما تظهر بس ده وفر شوط كبير جدا"
ايه بصت لسالي وسألتها
"لما بيتضايق ممكن يعمل إيه كأقصى حاجه مثلا؟"
سالي قالت بجديه
"ممكن يقلب البيت كله من شدة عصبيته، ودي أكتر حاجة مستغرباها، إزاي شخص منظم بيبهدل الدنيا حواليه بسهوله كده بمجرد أنه يتعصب بالرغم من أنه هادي اصلا "
ايه سكتت لحظه، ورفعت عينيها ليهم وقالت
"تمام، كده فهمت الصورة كامله، وهنبدأ مع بعض خطوه خطوه بس هسأل سؤال اخير الاول "
ايه نقلت نظراتها بين سالي وفريده بتركيز قبل ما تسأل سالي بهدوء
"لو عرضتوا عليه ييجي يتابع معايا؟ هيوافق؟"
سالي هزت راسها بسرعه وقالت
"مستحيل."
ايه بصت لفريده وسألتها نفس السؤال بنظره ثابته
"وإنتي يا فريده، رأيك؟"
فريده زفرت وقالت
"نفس إجابة سالي طبعا"
ايه اتنهدت ببطء، وبدأت تتكلم بنبرة واضحه وحازمه
"بصراحه، من الواضح إن عندنا حالة عزله اختياريه لكنها ناتجه عن ضغوط تربويه وسلوكيه ممتده من الأم، وفيه رفض داخلي لفكرة أي تواصل عاطفي أو اجتماعي من النوع ده، مع نوبات غضب بتخرج رغم السيطرة الظاهريه وطبعًا، طبعا مفيش أي إنسان يقدر يعيش كده، وأكيد بيفرغ الكبت ده في حاجه زي الكتابه مثلا، ولو سألتوني هل هنعرف منه أي سبب عن الأم أو تفاصيل علاقته بيها، إجابتي هتكون لاء، بل مستحيل... من رابع المستحيلات يتكلم حرف واحد حتى لو كان ده آخر يوم في عمره."
سكتت لحظة، وبصت لفريده بتركيز وقالت
"أما عنك يا فريده، وسبب تعامله معاكي... فده هروب، يمكن بدأ يحس بمشاعر تجاهك، والمشاعر دي مش مؤكده عنده طبعا، وده بيخليه يهرب، وسبب الهروب مجهول لحد دلوقتي، بس ممكن يكون عنده عقده، أو خايف، أو مش مسموح له أصلاً."
فريدة فتحت بوقها تتكلم، بس ايه رفعت ايديها وكملت كلامها بهدوء
"وممكن... ممكن إنتي تكوني السبب اللي يحرره، لما يحس إنك خلاص مبقتيش تكلميه ولا تقربي منه، ويحس إنك هتضيعي، ساعتها ممكن يعترف بمشاعره، لأن مشاعر الحب لما بتكون من طرف واحد، بتكون صعبه وقاسيه لأبعد حد... وساعتها، لو هو فعلاً بيحبك، هيتكلم عن مشاعره، وكلامي واضح هيتكلم عن مشاعره بس"
فريدة شدّت ضهرها وقالت بسرعه وهي بتنفي
"لا لا، أنا مش... مش بحبه أصلًا علشان أزعل إنه بيهرب! أنا كل اللي كان يهمني بس إني أساعده، علشان خاطرك يا سالي، وعلشان هو واضح إنه محتاج حد، لكن حب؟ لاء، ما تقوليش كده مستحيل"
بصّت بعيد بسرعه وهي بتحاول تخفي ارتباكها قبل ما ترجع تبصلهم بجمود.
سالي سألت بسرعه وهي بتبص بين فريدة وايه
" طيب وكده يا دكتوره... نقدر نعرف السبب إزاي؟"
ايه قالت وهي بتبص لسالي
"زي ما قولت، تيم بيفرغ كبته ومشاعره، مستحيل يكون مش بيعمل كده، ودي الطريقة الوحيده اللي هتخليكوا تفهموا أي حاجة إنتوا عايزينها، يمكن يكون بيكتب مثلاً، وكل ده في مكان هو بس اللي عارفه... مكان سري خاص بيه، أو ممكن يكون بيكتب وبيرمي أول بأول كل اللي بيكتبه كطريقة لتفريغ مشاعره مثلا "
بصّت لفريده وقالت بنبره هاديه واضحه
"افهمي مشاعرك صح، وقبلها افهمي كلامي، انا مكنتش بتكلم عنك انتي يا فريده، بس واضح انك فهمتي غلط، افهمي مشاعرك ووقتها هتفهمي كلامي، وخلي بالك إنتِ ممكن تكدبي على الكل، بس أنا... لاء."
قالت كلامها وهي بتقوم وبصّت في ساعتها بسرعه
"دلوقتي هسيبكوا ولينا قعدة تانيه،.. هنتكلم أكتر وتقولولي وصلتوا لإيه"
بعد ما آية خرجت وسابتهم، فضلت فريده ساكته لحظه، بتبص في المكان اللي كانت قاعده فيه ايه، كلامها لسه بيرن في ودانها.
سالي قطعت الصمت وقالت وهي بتتنهد
"طب إيه؟"
فريده سكتت لحظه وهي بتفكر وبتحرك صوابعها على الترابيزه وقالت
"هيا قالت إنه أكيد بيفرغ كبته ومشاعره... هل تيم بيحتفظ بحاجته فعلا ولا لاء؟!"
سالي زفرت وقالت
"مش عارفه... تيم بجد كل حاجة وعكسها"
فريده فضلت ساكته شويه، وبعدين قالت
"تيم بيكره أي حد يدخل أوضته."
سالي هزت راسها وقالت
"فعلاً، دي أكتر حاجة بتعصبه، أو إن أي حد يقرب من حاجته."
فريده رفعت عينيها ليها وقالت ببطء
"يمكن أوضته هي الإجابه"
سالي عينيها لمعت وقالت بسرعه
"صح، بس... حاطط فيها كاميرات."
فريده قالت بهدوء وهي بتفكر
"أصلًا... علشان كده عرف إني دخلت أوضته قبل كده."
سالي بصتلها باستغراب وقالت
"وإنتي دخلتيها ليه؟!"
فريده رفعت حاجبها وقالت ببرود
"كان وقتها هو بالنسبالي نقطة تساؤل... كان بيخوفني علشان أخرج من البيت، وحبيت أضايقه."
سالي بصتلها وقالت وهي بتضحك بخفه
"والله إنتي مش قليله برضو."
فريده ضحكت وقالت
"عيب عليكي."
سالي رجعت للجديه وقالت
"طب نعمل إيه طيب؟"
فريده زفرت وقالت وهي بتتكلم بتركيز
"قولنا السر في أوضته، ده احتمال كبير، يبقى لازم ندخل أوضته وندور"
سالي بصتلها وقالت بقلق
"مستحيل، ولو دخلت وهو مش موجود بلاقي محمود فوق راسي ويقولي تيم قالي أخد بالي من أوضته"
فريده عقدت حواجبها وقالت وهي بتعد على صوابعها
"يبقى محمود... وكاميرات المراقبه، دول العائق علشان نقدر ندخل أوضة تيم."
سالي قالت وهي بتفكر
"طب محمود ممكن أتصرف معاه... بس الكاميرات؟ أفصلها إزاي الوقت ده من غير ما ياخد باله؟"
فريده قعدت تفكر وقالت
"أكيد في غرفة كنترول أو شاشه رئيسيه، مين اللي بيتابع الكاميرات؟"
سالي قالت
"تيم طبعا، محدش غيره يقدر يشوف الكاميرات دي"
فريده قالت بهدوء
"طيب لو قدرنا نشغله بحاجه، أو نخليه يسيب مكانه شوية، ممكن ندخل ونفصل الكاميرات أو تفصلي الكهربا عن البيت كله، أو حتى نغطي الكاميرات بحاجه، ونخلص قبل ما حد ياخد باله."
سالي قالت بتحذير
"أيوه بس لو تيم عرف، إحنا كده بنلعب بالنار."
فريده بصتلها وقالت
"إحنا أصلًا بنلعب بالنار يا سالي، ومفيش حل تاني، لو عايزين نساعده بجد يبقى لازم نلعب بالنار، غير كده هيفضل زي ما هو ويمكن أسوأ، القرار يرجعلك انا اصلا نفسي انسحب"
سالي سكتت لحظه وقالت
"طيب وإحنا بندور في أوضته، بندور على إيه بالظبط؟"
فريده قالت وهي بتزفر
"أي حاجة، أوراق، دفتر، نوتس، أي حاجة فيها كلام أو حتى صور، أي حاجه هتنفع اكيد"
سالي قالت بهدوء
"طيب وإفترضنا لقينا، هنعمل إيه؟"
فريده قالت بصدق
"لو لقينا، نبقى وقتها نفكر هنعمل إيه... المهم نلاقي الأول"
سالي اتنهدت وقالت
"طيب، يبقى سيبيها عليا وانا هتصرف، انا عارفه انا هتصرف ازاي"
فريده قالت بابتسامه صغيره
" تمام"
يوم جديد
كانت فريدة خارجة من شغلها بدري بعد ما سالي كلمتها وقالتلها تيجي البيت بسرعه، فريدة اتأكدت إن مفيش حد في البيت غير سالي واتحركت فورا
وصلت البيت ونزلت، دخلت وقبل ما تتكلم سالي قالت بقلق
"أخيرًا جيتي."
فريدة قالت وهي بتاخد نفس
"أنا خرجت بدري النهارده من المستشفى علشان أجي، بس الطريق طويل اعمل ايه"
سالي قالت بسرعه
"خايفة منلحقش، أصل تيم قدامه ساعة إلا ربع ويوصل"
فريدة بصتلها وقالت
"طب طمنيني، عملتي إيه؟"
سالي قالت
"مفيش حد خالص في البيت، بابا في أوضته وياسين نايم"
فريدة قالت
"حلو ده، والكاميرات؟"
سالي بصتلها وقالت بسرعه
"كلمت واحد متخصص تهكير، فهمته الوضع، قلتله عايزين ندخل الأوضه من غير ما نعطل الكاميرات أو تبان انها متعطله، قالي هيعمل Loop أول ما أبعتله علطول، بس هيكون قدامنا 20 دقيقة بس... تفتكري هيكفوا؟"
فريدة قالت بحزم
"إن شاء الله هيكفوا، الأوضه منظمه جدًا، ده هيساعد، المهم امشي قبل ما ييجي بالله."
سالي قالت
"طيب يلا، وانا هبعتله حالا"
طلعوا بسرعة أوضة تيم، دخلوا وهما بيحاولوا يكونوا هاديين، بدأوا يدوروا في الأوضه بسرعه، سالي قالت بتوتر
"رجعي كل حاجة مكانها بالضبط"
فريدة قالت وهي بتفتح الأدراج
"متقلقيش، بس خلي بالك من الوقت."
كانوا بيدوروا بسرعه في الأوضه، بس مفيش حاجه واضحه.
سالي قالت وهي بتتنهد
"شكل مفيش حاجة ولا إيه؟"
فريدة قالت
"خلينا للآخر، بلاش يأس"
سالي بصت في ساعتها بسرعه وقالت
"فاضل 7 دقايق."
فريدة كانت بتدور بعنايه، عقلها بيلف بسرعه، بتفكر إيه ممكن يكون الملجأ بتاع تيم.
فريده قالت
" هدور في الدريسينج، احتمال كبير يكون فيها حاجه"
سالي قالت
" ممكن، هكمل انا هنا وانتي شوفي جوه"
فريدة دخلت الدريسينج، فضلت تدور في الدولاب، بس لفت انتباهها حاجه، في لون ورا مختلف عن الجنب التاني بدرجه، فريدة شالت كذا بدله بسرعه علشان توسّع مكان، الباب كان جزء من الحيطه كأنه مش موجود، الدهان نفس اللون ونفس الملمس، مندمج بالكامل مع الجدار، واللي يمر قدامه عمره ما يشك إن فيه باب هنا أصلًا الا لو كان بيدور عليه مثلا، والفاصل اللي حواليه كان خيط رفيع جدًا، لا يُرى إلا لو الضوء وقع عليه بزوايا معينه، أو لو حد لمس الحيطة وايديه حسّت بفرق بسيط جدًا في ملمس الخط ده، قلبها دق بسرعه جدا، مكانتش مصدقه اللي شايفاه، ولازم تفتحه..... حالا
يتبع......
بارت 22
#استثنائيه_في_دائرة_الرفض
by batool abdelrahman
مش قادره اصدق اني اخيرا وصلت لهنا، اكتر بارت تعبني بجد، غير أنه اتكتب مرتين أتراجع كمان مرتين ف....تبا بجد
قراءه ممتعه ❤️
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثالث والعشرون 23 من هنا
اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية استثنائية في دائرة الرفض)