📁 أحدث الفصول

رواية لهيب العشق الفصل السادس 6 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل السادس 6 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل السادس 6 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل السادس 6

#لهيب_العشق 

#سيليا_البحيري 

فصل 6

في  مطار القاهرة الدولي – صالة الوصول – النهار

الزحام عادي لكن الوقت واقف بالنسبة لتارا. واقفة لابسة بالطو أسود شيك، شعرها مربوط، عيونها مليانة توتر وفرحة في نفس الوقت. عمالة تبص يمين وشمال، تمسك تليفونها، وبعدين ترجع تبص للبوابة. فجأة يظهر أدهم وهو بيدفع الكرسي المتحرك اللي عليه شيرين، والدتهم.

تارا تتجمد مكانها للحظة، وبعدين تمشي بخطوات سريعة. عيونها تدمع من غير ما تحس.

تارا (بصوت مخنوق بالدموع وهي بتقرب منهم):أدهم ....ماما…

أدهم بيوقف الكرسي، وبص لها بابتسامة دافية، وشايل همها في عينيه. شيرين على الكرسي، عينيها بتدمع بس مش قادرة تتكلم، ملامحها بتحاول تقول "وحشتيني".

أدهم (بهدوء وهو بيقرب منها):إحنا وصلنا، يا تارا.

رجعنالك… زي ما وعدتك.

بس يا ريت تكوني لسه بنتي الطيبة اللي عرفتها.

تارا تنزل على رُكبها قدام أمها، تاخد إيدها وتبوسها وهي بتعيط بصمت.

تارا (بهمس وهي تبص لوش أمها):وحشتيني…

وحشتيني موت يا ماما…

كل ليلة كنت بصحى وأنا حاسة بإيدك على راسي…

وكل مرة كنت بنام وأنا شايلة صورتك في قلبي.

أدهم:تارا…

بلاش السكة اللي ناوية تمشي فيها…

أنا جيت مخصوص علشان أرجّعك لطريق تاني…

طريق مافيهوش دم ولا حقد…

إحنا مش شبههم.

تارا تقف، تمسح دموعها بسرعة، وتحاول تلبس قناع القوة من تاني. تبص لأخوها بنظرة فيها حُب… بس فيها نار:

تارا (ببرود ظاهر يخبي وجعها):أنا مبسوطة إنكم وصلتوا بالسلامة.

بس خلينا نوصل البيت الأول…

عندنا حكايات كتير لازم تتحكي.

أدهم يتنهد، ويدفع الكرسي بهدوء، وتارا تمشي جنبهم… تلمس كتف أمها بحنان وهي ماشية، عيونها للكاميرا كأنها بتقول: "اللعبة بدأت بجد دلوقتي."

***********************

بعد فترة قصيرة ، 

الباب بيتفتح، تارا تدخل أول واحدة، تفتح الأنوار، وتبتسم بخفة وهي بتلف وراها تبص لأخوها ووالدتها.

تارا (وهي بتشاور):اتفضلوا… ده بيتكم من دلوقتي.

أنا عارفة إنه مش بيت كبير، بس أهو دافي… وفيه ريحتنا.

أدهم بيزق الكرسي بهدوء للداخل، يبص حواليه بإعجاب:جميل جدًا يا تارا… مرتب وهادي زيك.

تارا تبتسم ابتسامة خفيفة، تحاول تخبي توترها، وتمسك بإيد أمها وتحطها على خدها بحنية.

تارا (بصوت ناعم):هنا هنبدأ من جديد، ماما…

كل اللي راح خلاص، وإحنا دلوقتي مع بعض…

وأنا مش هسيبك تاني أبدًا.

الممرضة ماريا تدخل وراهم، شايلة شنطة صغيرة، وتبص لتارا بابتسامة لطيفة.

ماريا:

Everything is fine, Ms. Tara. The wheelchair ramp worked perfectly.

I’ll help you settle her in the room.

تارا (بهدوء):شكراً يا ماريا… خديها على الأوضة اللي على الشمال.

هتبقى أهدى ليها.

ماريا بتاخد الكرسي بهدوء وتدخل شيرين للأوضة. أدهم يفضل واقف مع تارا، وبعدين يقعد على الكنبة وهو بيبص لها بتفكير عميق.

أدهم:تارا… إحنا لازم نتكلم.

أنا مش جاي بس عشان أعيش هنا…

أنا جاي أوقفك قبل ما تغرقي أكتر.

تارا تتنهد وتقعد قدامه، تمسك فنجان قهوة كانت محضراه من قبل ما يوصلوا، وتبص له بنظرة فيها صراع:

تارا:أنا مش غرقانة يا أدهم…

أنا ماشية في طريقي… الطريق اللي اتفرض عليا.

أدهم (بحزم):اتفرض؟ ولا انتي اللي اخترتيه؟

عارف يا تارا… أنا كمان بكرههم، كل يوم كنت بقول لو كنت أنا اللي قتلتهم.

بس الفرق بيني وبينك إني مش ناوي أخلي الكره يتحكم فيا.

تارا تقوم، تمشي ناحيه الشباك، تبص على ضوء القاهرة بالليل، ثم تهمس:أنا مش جاية علشان انتقام وبس، يا أدهم…

أنا جاية علشان حق…

علشان أرجّع كرامة ماما…

وعلشان اللي ضاع مننا مايضيعش تاني.

أدهم يقف، يقرب منها، ويحط إيده على كتفها بلطف:بس ما ينفعش نرجّع الحق بالغلط.

إحنا أحسن من كده يا تارا…

تارا تسكت لحظة، وبعدين تهمس:خلينا نرتاح النهارده يا أدهم…

كل واحد ينام، وبكرة…

نكمل الكلام

أدهم يومئ برأسه، يدخل أوضته، وتارا تفضل واقفة عند الشباك… عينيها مش ثابتة، وفي قلبها نار نايمة بتستنى تنفجر

*********************

فأوضة شيرين – منتصف الليل – نور خافت من الأباجورة

الغرفة هادئة جداً… صوت أنفاس شيرين المنتظمة يكسر الصمت. وجهها هادي لكنها باين عليه الحزن حتى وهي نائمة. تارا تدخل بهدوء، لابسة روب خفيف، شعرها مفرود وعينيها مجهدة. تقف عند باب الغرفة للحظات، تتأمل ملامح أمها، ثم تقترب وتجلس على الكرسي بجانب السرير.

تارا تهمس، صوتها مكسور لكنه ثابت:لسه بتعيشي الحزن حتى في نومك يا ماما؟

13 سنة وانتي ساكتة…

13 سنة وانتي سجينة في جسدك، وأنا…

أنا كنت سجينة الغضب والحيرة…

تمد إيدها بهدوء وتلمس يد أمها بحنية:أنا كنت صغيرة، بس كنت فاهمة…

كل الناس كذبوا، كلهم كرهونا…

حتى العيلة اللي كان المفروض تحضنك طردتك…

من غير ما يسمعوك، من غير ما يفهموا…

من غير ما يرحموك.

تدمع عيناها، لكنها تبتسم ابتسامة حزينة:بس أنا موجودة…

أنا كبرت، وبقيت قوية…

وأنا… مش هسكت.

مش هخليهم يعيشوا في سلام وهم اللي دفنوك بالحياة.

مش هسكت يا ماما… مش بعد اللي عملوه فيك، وفي بابا، وفينا.

تنحني تارا تقبّل يد أمها، وتهمس:أنا هخليهم يدفعوا الثمن…

بس مش زي ما هما عملوا…

أنا هخلي الحقيقة هي اللي تقتلهم…

بكل خطوة، بكل سر…

أنا هفجرهم من جوه.

شيرين ترتعش فجأة وهي نايمة، دمعة تنزلق من عينها المغلقة، كأنها بتسمع… أو بتحس بكلام بنتها. تارا تتفاجأ، تمسك إيدها بقوة وتهمس بارتباك:ماما؟… انتي سامعة؟

أنا آسفة…

أنا مش هأذي حد لو ما استحقش…

بس مش هسامحهم أبداً…

أبداً.

تارا تنهض بهدوء، تبص لأمها للمرة الأخيرة قبل ما تطفي الأباجورة وتخرج من الغرفة… في الظلام، وجه شيرين يختفي… لكن دمعتها تلمع

**********************

شقة فاخرة في مانهاتن – مساء – إضاءة خافتة

طارق واقف أمام نافذة زجاجية ضخمة، يدخن سيجاراً، ووجهه غارق في التفكير. الباب يُفتح وتدخل جاكلين، امرأة جميلة ترتدي فستاناً أسود ضيقاً، تحمل حقيبة صغيرة، وتخطو بخفة.

طارق يلتفت إليها بنظرة باردة، ويقول ببرود:اتأخرتِ، جاكلين.

جاكلين تبتسم ابتسامة مثيرة، وتقترب منه، تحاول أن تخفف التوتر:كان عندي شغل…

بس جبتلك أخبار حتفرّحك.

طارق يضيق عينيه ويدخن بعمق:مافيش حاجة بتفرّحني غير لما شيرين تبقى في بيتي… وتارا وادهم في القبر.

اتكلمي.

جاكلين تميل على الكنبة، تفتح حقيبتها، تطلع مرآة صغيرة وتضبط أحمر الشفاه، وتتكلم بنبرة خفيفة:ادهم سافر لمصر…

النهاردة الصبح… مع شيرين.

طارق يجمُد، يسقط السيجار من يده، يتقدم نحوها بخطوات بطيئة لكنه غاضبة:إيه؟

سافر؟… ومين اللي مفروض يبلغني أول بأول؟

مش إنتِ؟!

جاكلين تنهض بسرعة، تضع يديها على صدره برقة تحاول تهدئته:ماكنتش أعرف!…

أنا لسه عرفت من مصدر في المطار.

كان طالع مستعجل، ومعاه أمه…

واضح إنه قرر يسيب أمريكا نهائي.

طارق يدفع يدها بعيداً، يمشي في الغرفة مثل وحش محبوس:ابن الـ…

يعني هيبدأوا يتحركوا من غير ما أحس؟

وتارا… أكيد هي المحرّكة للعبة!

كنت عارف إنها مش هتسكت.

جاكلين (بتحاول تراضيه):

بس لسه عندنا وقت…

ادهم كان متعلّق بيا… صدق كل حاجة، و… لسه هيفكر فيّ هناك، خصوصاً لو شاف الدنيا صعبة.

طارق ينظر إليها بازدراء، يقرب وجهه من وجهها:اسمعي يا جاكلين…

أنا مش بدفعلك علشان تقوليلي “كان”…

أنا بدفعلك علشان تسيطري على دماغه،

ترجعيه هنا أو تخليكي ورقته جوه مصر.

فاهمة؟

جاكلين تبتسم ابتسامة مصطنعة، لكنها تهز رأسها:فاهمة…

اعتبره حصل.

طارق يرجع لمقعده، يأخذ سيجاراً جديداً ويشعله:لو معرفتشِ تسيطري عليه…

هخليكي تندمي إنك وافقتِ تدخلي اللعبة دي

*********************

غرفة نوم عادل وصفاء – فيلا عائلة الشرقاوي – الليل

الغرفة واسعة ودافئة، فيها طابع الزمن الجميل، جدران مكسوة بصور العائلة، وسرير خشبي قديم يبدو أنه شهد كل حكايات العمر. يجلس عادل على طرف السرير، يرتدي منامته، ممسكاً بصورة قديمة تجمع ابنه الراحل سليم مع زوجته شيرين وطفليهما. صفاء تخرج من الحمام تمسح وجهها بمنشفة صغيرة، تلاحظ نظرات الحزن في عيني زوجها، فتتوقف عند باب الغرفة وتنظر إليه بصمت.

صفاء (برقة):لسه ماسك صورتهم، عادل؟

كل ليلة نفس الحكاية...

عادل (بصوت مبحوح):مش قادر يا صفاء…

سليم مات من 13 سنة، بس قلبي لسه مش مصدّق.

كان حلمي أشوفه شيخ كبير، ماسك إيد حفيده، وبيضحك… مش يتدفن بدري كده.

صفاء تقترب منه، تجلس بجانبه على السرير، تمسك يده بحنان:سليم كان أحنّ أولادنا… لما جاب شيرين، رغم صغر سنها وغموضها، حبها من قلبه.

فاكر لما كنا رافضين؟

وإزاي أقنعنا بحنيّته؟

عادل (بحزن):عارف يا صفاء…

أنا وشيرين كان بينا لغة صامتة…

كانت بتبصلي بعيونها تقول كل حاجة من غير كلام.

ولما حصلها اللي حصل، واتشلت…

أنا اللي اتشل معاها.

صفاء (بألم):وما نساش تارا وادهم…

كبروا بعيد عنّا، في الغربة…

وكان المفروض نكون سند ليهم.

بس شيرين كانت بتخاف ترجع، كانت دايمًا ترفض، رغم حالتها…

عادل:أنا مش زعلان منها…

يمكن كانت حاسة إن في خطر، أو إن فيه حاجة مش مفهومة…

بس قلبي بيقول إنهم محتاجينّا دلوقتي أكتر من أي وقت.

يصمت لحظة، ثم يضيف بنبرة يملؤها الأمل الخافت:نفسي أشوفهم…

ولو حتى لحظة…

أحضنهم، أطمن إنهم بخير،

إنهم مش تايهين…

صفاء تبتسم بحزن وتلمس خده بحنان: يمكن ربنا يسمع منك…

ويكونوا أقرب مما نتخيل

***********************

في فيلا العطار – منتصف الليل

الممر المؤدي لغرفة شيرين مظلم، لا يُسمع سوى صوت خطوات خفيفة وحذر الأحفاد الثلاثة، علا وأحمد وإياد، وهم يتسللون نحو الغرفة المغلقة التي أثارت فضولهم لسنوات

علا تحمل كشافًا صغيرًا في يدها، بينما أحمد يضع أذنه على الباب وكأنه يحاول سماع شيء من الداخل، وإياد يقف خلفهما متحفزًا، وكأن مغامرة اقتحام هذه الغرفة تشعل حماسه أكثر من خوفه

أحمد (بهمس):

"إنتوا متأكدين من اللي بنعمله؟ لو حد شافنا، جدي هيطردنا برة البيت."

علا (بهمس، وهي تتأكد أن الممر خالٍ):

"بطل جبن يا أحمد، إحنا لازم نعرف السر اللي مستخبي جوه الغرفة دي، ليه جدي منع أي حد يدخلها طول السنين دي؟"

إياد (يضع يده على مقبض الباب، يحاول فتحه لكنه يجده مغلقًا بالمفتاح):

"مقفولة… طبعًا! بس لحسن حظكم، أنا دايمًا عندي حل."

يبتسم إياد بمكر، يخرج دبوسًا معدنيًا من جيبه، وينحني ليحاول فتح القفل كما رأى في بعض الأفلام. علا تراقبه بترقب، وأحمد يهز رأسه بعدم تصديق

أحمد (متذمرًا):

"طب والله أنا مش مصدق إني واقف هنا أتفرج عليك وإنت بتفتح قفل غرفة مقفولة بقالها 25 سنة!"

علا (بنبرة ساخرة):

"لو خايف، ممكن ترجع تنام في سريرك يا أحمد!"

يغمض أحمد عينيه بضيق قبل أن يزفر، مستسلمًا للمغامرة التي لم يكن يريدها من الأساس

وبعد ثوانٍ قليلة، يُسمع صوت "تكة" خفيفة، لينفتح القفل. إياد يبتسم بانتصار، ويدفع الباب ببطء، فتتسلل رائحة قديمة إلى أنوفهم، مزيج من العتق والغبار وشيء آخر… كأنه زمن متوقف

تتقدم علا أولًا، ترفع الكشاف لتضيء المكان، ثم يدخل أحمد وإياد خلفها، تتسع أعينهم وهم ينظرون حولهم… الغرفة لم تُمسّ منذ عقود، كأن الزمن تجمد عند لحظة معينة

على الجدران، صور لفتاة شابة، تشبههم بشكل غريب… ملامحها قريبة من ملامح أحمد وعلا… لكن من هي؟ ولماذا كل هذه الصور؟

أحمد (بدهشة وهو يرفع صورة موضوعة على طاولة خشبية قديمة):

"غريبة… البنت دي شبه علا!"

علا (تحدق في الصورة بذهول):

"مستحيل… مين دي؟"

إياد (يتجول في الغرفة، يلمس مكتبًا قديمًا عليه دفتر مغبر، يفتحه بحذر):

"فيه حاجات مكتوبة هنا… شكلها يوميات أو حاجة زي كده."

لكن قبل أن يكملوا استكشافهم، فجأة… صوت خطوات ثقيلة في الممر، الظلام يبتلعهم للحظة، وأصوات أنفاسهم تصبح مسموعة بوضوح

(علا تهمس بفزع):

"حد جاي!"

تتجمد أجسادهم، أعينهم تتجه نحو الباب… هل انكشف أمرهم؟ ومن الذي أتى؟!

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

رواية لهيب العشق الفصل السابع 7 من هنا

الرواية كاملة من هنا (رواية لهيب العشق)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات