رواية لهيب العشق الفصل الثالث 3 بقلم سيليا البحيري
رواية لهيب العشق الفصل الثالث 3
#لهيب_العشق
#سيليا_البحيري
فصل 3
جناح فاخر في أحد فنادق القاهرة
قعدت تارا على الكنبة الفخمة، رجل فوق التانية، وهي بتبص على ضوافرها المدهونة بأحمر غامق، عنيها فيها لمعة مكر وهي بتفتكر كلام صاحبتها زهرة عن عيلة العطار.
تارا (بابتسامة جانبية): اممم... "إياد"، ابن خالي المدلل، حفيد العطار الكبير... نبتدي بيك بقى يا وسيم.
مسكت كباية العصير اللي قدامها، بدأت تلفها بين صوابعها ببطء وهي بتفكر في أحسن طريقة تقربله بيها.
تكون البنت الطيبة اللي محتاجة مساعدته؟ ولا الفاتنة الغامضة اللي تجذبه من غير ما يحس؟
وفجأة، رن موبايلها اللي كان على الترابيزة، قطع خيوط تفكيرها. بصت للرقم اللي ظهر على الشاشة، وبعد ثواني ردت ببرود.
تارا: اتكلم.
جالها صوت الحارس الشخصي اللي مشغالاه يراقب فيلا أمها في أمريكا، صوته كان فيه شوية تردد.
الحارس: آنسة تارا، عندي تقرير لحضرتك... طارق الألفي جه النهارده الفيلا.
إيد تارا وقفت عن الحركة، وساد الصمت لحظات قبل ما يطلع صوتها حاد زي السكين.
تارا (ببطء مخيف): قلت إيه؟
الحارس: طارق الألفي زار مدام شيرين، وقعد معاها شوية، وبعدها مشي.
إيديها اتقبضت بقوة لدرجة إن مفاصلها بقت بيضا، ودمها بدأ يغلي من الغضب، نفسها بقى تقيل، وملامح وشها اتحولت لكتلة جليد قاتلة.
تارا (بصوت واطي بس كله وعيد): طارق... الجرذ العجوز لسه ما زهقش؟
وقفت، ومشيت ناحية الشباك اللي بيطل على شوارع القاهرة المزدحمة، عنيها بقت سودا كإنها الليل نفسه، وبعدها أغمضت عنيها وسحبت نفس عميق، وبعدين اتكلمت بنبرة مرعبة.
تارا: فضّل راقب كل تحركاته، وبلغني أول بأول... ولو سمحت، مافيش حاجة اسمها يقرب من أمي من غير ما أكون عارفة. فاااهم؟
الحارس: مفهوم، آنسة تارا.
قفلت الموبايل من غير ما تستنى رد، قبضت عليه بقوة كإنها هتحطمه، وبعدها رمته بعنف على السرير.
تارا (همست بغضب): طارق... العجوز الخرف ، شكلك محتاج تفكّر مين اللي ماسك الدفة هنا.
رفعت حواجبها بسخرية وأضافت بصوت بارد أكتر:
تارا: وانتي كمان، يا بنت الجرذ... سارة، يا غبية، هخليكي تدفعي تمن اللي عمله أبوكي غالي.
ضحكت ضحكة خفيفة، بس كانت كافية تخلي أي حد يسمعها يحس بالقشعريرة... وبعدها استدارت ببطء، ورجعت قعدت مكانها، عنيها بتلمع بتصميم قاتل.
اللعبة بدأت... وطارق وابنته مش هيطلعوا منها سالمين
*********************
(في قصر طارق الألفي – نيويورك، مكتب طارق الفخم)
(جلست سارة على أريكة فاخرة، ساق فوق الأخرى، تمضغ علكتها بملل بينما والدها طارق يتحدث عبر الهاتف بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة تهديد مبطنة. أنهى المكالمة، ثم التفت إلى ابنته، التي كانت تلعب بخصلات شعرها الأشقر الطويل وتحدق فيه بمكر.)
سارة (بكسل): "إيه ده يا بابي؟ لسه مصمم على حكاية الست دي؟ بصراحة، منظرها يجيب الاكتئاب، وبعدين، إزاي هتتجوز واحدة شبه المومياء دي؟"
طارق (يضع السيجار في المنفضة، ينظر إليها بحدة): "اخفضي صوتك، سارة! أنتِ لا تفهمين شيئًا."
سارة (بضحكة ساخرة): "لا، أنا فاهمة كويس. أنت عايز تتجوزها عشان تاخد فلوسها، بس الصراحة، ما شايفاش أي فايدة في الموضوع، البنت الحقيرة بتاعتها، تارا، مش هتسمح لك تاخد قرش واحد."
طارق (يبتسم ابتسامة جانبية): "وهنا يجيء دورك يا عزيزتي… تارا قد تكون ذكية، لكنها مغرورة، ومع الغرور يأتي الخطأ… وأنتِ بارعة في دفعها نحو الخطأ، أليس كذلك؟"
سارة (بفخر): "أكيد، وصدقني، يا دوب بضربها ضربة صغيرة وهي تنهار! مسكينة، تفكر نفسها ملكة زمانها، بس أنا دايمًا بكشفها قدام الكل."
طارق (يضحك بصوت خافت): "هذا جيد… لكن هذه المرة، لا أريد مجرد إزعاجها، أريدها أن تسقط… تمامًا."
سارة (بعينين لامعتين بالمكر): "أنا عندي فكرة… ممكن نستخدم حاجة تارا الوحيدة اللي بتخاف عليها… أمها."
طارق (ينظر إليها باهتمام): "أنا أسمع…"
سارة (تقترب منه، تميل نحوه وهي تهمس بخبث): "شيرين ضعيفة، مشلولة، مسكينة… يعني لو حصل لها حاجة، أكيد تارا هتتجنن، مش كده؟"
طارق (يضيق عينيه بتفكير): "أنتِ أكثر خبثًا مما توقعت، يا ابنتي… لكن تذكري، نحن لا نريد مشاكل قانونية، نريد فقط الضغط عليها… حتى تنهار وتترك لنا الطريق مفتوحًا."
سارة (بابتسامة شيطانية): "اترك لي الموضوع، بابي… أنا أعرف بالضبط أين أضربها."
(يضحك طارق بخفوت، بينما في عينيه بريق خطير، أما سارة فكانت واثقة من أنها أخيرًا ستجد الطريقة المثالية لتحطيم تارا… لكن هل ستنجح؟)
(طارق يسكب كأساً من الويسكي ببطء، عينيه تلمعان ببريق ذكريات قديمة تحمل مزيجاً من الغضب والحقد، بينما سارة تتكئ على الأريكة، متململة لكنها مهتمة بسماع القصة، فقد اعتادت رؤية كره والدها لسليم، لكنها لم تفهم جذوره الحقيقية من قبل.)
سارة (بتأفف وهي تمضغ العلكة): "بصراحة، عمري ما فهمت… ليه كل الحقد ده على سليم؟ الراجل مات من سنين، إيه لازمتها كل الحرب دي مع عيلته؟"
طارق (يضع الكأس على الطاولة بقوة وينظر إليها بحدة): "لأن سليم كان لعنة في حياتي… من أول يوم عرفت فيه اسمه."
سارة (بفضول وهي ترفع حاجبها): "إزاي؟"
طارق (يأخذ نفساً عميقاً ويغمض عينيه للحظة وكأنه يرى الماضي أمامه): "كنا أطفال، نفس العمر، لكن سليم… كان دائمًا الأفضل. في المدرسة، كان الأول في كل شيء… درجاته أعلى، رياضته أقوى، حتى المدرسين كانوا بيحبوه أكتر مني. كنت أبذل جهدي، لكن مهما حاولت، كان دايمًا يسبقني بخطوة."
سارة (بملل): "طيب ودي مشكلتك إزاي؟ يمكن هو كان أذكى منك، ما فيهاش حاجة."
طارق (يضحك بسخرية): "كان أذكى؟ لا، كان محظوظًا! وكنت أنا الغبي اللي صدق إن الحياة عادلة. كنا أصدقاء في البداية، على الأقل كنت أظن ذلك… لكن مع الوقت، أدركت إنه حتى وهو يبتسم لي، كان يستمتع وهو يتفوق عليّ."
سارة (تميل نحوه باهتمام): "وكملتوا كده لحد الكِبر؟"
طارق (بغضب مكبوت): "لحد ما كبرنا… ودخلنا نفس الجامعة، نفس التخصص، ونفس الدائرة الاجتماعية. كنت أحاول أن أثبت أنني أفضل منه، لكن مجددًا… كان دائمًا في القمة. والأسوأ؟ الجميع كان يرى فيه البطل، الشاب المثالي… وأنا؟ مجرد ظل باهت بجانبه."
سارة (بعينين لامعتين بالمكر): "طب ما كان ممكن تكسره وقتها؟ تغلبه بأي طريقة؟"
طارق (يبتسم بسخرية وهو يميل بظهره على الكرسي): "حاولت… لكن سليم لم يكن مجرد منافس… كان لعنة! حتى عندما قررت أن أتفوق عليه في مجال المال والأعمال، وجدته أمامي، وارثًا شركة ضخمة من والده، بينما أنا كنت أبني كل شيء من الصفر."
سارة (بحماس): "بس دلوقتي هو مش موجود، صح؟ يعني خلاص، المفروض الموضوع انتهى."
طارق (ينظر إليها بابتسامة خبيثة): "الغبي مات، لكن إرثه ما زال موجودًا… تارا ووالدتها، وكل ما تركه خلفه. ولن أرتاح حتى أمحو اسمه تمامًا… وأثبت أن طارق الألفي هو من انتصر في النهاية."
سارة (بضحكة شيطانية): "وأنا هكون جنبك، بابي، عشان نتأكد إن تارا ووالدتها مش هيكون ليهم مكان في اللعبة دي."
طارق (يرفع كأسه بابتسامة مظلمة): "إذن، لنبدأ اللعبة، يا عزيزتي… ولننهِ ما بدأ منذ زمن طويل."
(تلتقي نظرات الأب وابنته، كلاهما يحمل الشر ذاته… بينما في مكان آخر، تارا لا تعلم أن ماضي والدها سيعود ليطاردها من جديد.)
(طارق يتكئ على كرسيه، ينظر إلى ابنته سارة بنظرة مليئة بالخبث، بينما سارة تراقبه باهتمام، تتوق لمعرفة خطوته التالية.)
سارة (بابتسامة متحمسة): "طيب، بابي، إزاي هنضربهم الضربة الجاية؟ تارا قوية، وبتفلت مني كل مرة، لازم خطة محكمة."
طارق (يبتسم بمكر، يأخذ رشفة من كأسه، ثم يقول بصوت هادئ وخبيث): "ما تقلقيش، حبيبتي… إحنا بالفعل زرعنا قنبلة موقوتة في وسطهم، وما باقي إلا لحظة الانفجار."
سارة (ترفع حاجبها بفضول): "إيه قصدك؟"
طارق (يميل للأمام، صوته ينخفض كأنه يهمس بسر خطير): "أخوها… أدهم."
سارة (بدهشة): "أدهم؟! شقيقها الكبير؟! وإيه علاقته بالموضوع؟"
طارق (يبتسم ببطء): "خدعته… أو بالأحرى، جعلته يقع في فخ الحب."
سارة (بعينين متلألئتين بالحماس): "أوه… عجبني الكلام ده! مين اللي وقعت في شباكه؟"
طارق (يضيق عينيه بمكر): "جاكلين… بنت شمال، بس مشى أي بنت ذكية، بارعة في التلاعب بالرجال، تعرف كيف تجعل الرجل يصدق أنها ملاكه الوحيد."
سارة (تضحك بسخرية): "يعني بيلعب دور الحبيب الولهان؟ لطيف… بس هل أدهم ساذج كفاية ليصدقها؟"
طارق (يبتسم ابتسامة باردة): "الرجال يا ابنتي، مهما كانوا أذكياء، يسقطون أمام امرأة تعرف كيف تلعب أوراقها. وجاكلين لعبت دورها ببراعة. الآن، هو واقع في حبها حتى أذنيه، وأثق أنه سيفعل أي شيء من أجلها."
سارة (بخبث): "وده معناه… إننا نقدر نستخدمه ضد تارا؟"
طارق (يومئ برأسه): "تمامًا. عندما يحين الوقت، ستكتشف تارا أن أقرب شخص لها… أكبر خيانة في حياتها."
سارة (تصفق بيديها بسعادة): "أوه، بابي، أنت عبقري! ده هيكون ممتع جدًا. متى هنوصل لهدفنا؟"
طارق (بابتسامة غامضة): "قريبًا جدًا… اصبري، وحينها، ستنهار عائلة العطار بالكامل، وسنأخذ كل شيء لهم."
(يتبادلان نظرات خبيثة، بينما في مكان آخر، أدهم لا يعلم أن الحب الذي يعيشه ما هو إلا فخ محكم، وأن العاصفة الحقيقية لم تبدأ بعد.)
(طارق يجلس على مكتبه، ينفث دخان سيجاره ببطء، بينما سارة تجلس أمامه متوترة، تعبث بأظافرها. فجأة، يرن هاتفه، ينظر إلى الرقم، فيبتسم بمكر.)
طارق (بهدوء ساخر): "آه… تارا الشرقاوي، كنت متأكد إنك هتتصلي." (يرد على الهاتف) "مساء الخير، حبيبتي."
تارا (بغضب واضح): "إياك… إياك تقترب من والدتي تاني، فاهم يا طارق؟! آخر تحذير ليك، لو فكرت بس تحط رجلك عندها، هخليك تندم ندم عمرك كله!"
طارق (يضحك بخبث): "هادئة… هادئة يا أميرة مملكة الشرقاوي، ليه العصبية دي؟ كنت بطمئن على شيرين العزيزة، بعد كل شيء، يمكن تحتاج راجل حقيقي جنبها بدل ما تعيش وحيدة."
تارا (بصوت منخفض ومرعب): "ولا في أحلامك، يا طارق. والدتي مش لعبة في إيدك، ولو قربت منها تاني… هخليك تتمنى الموت وما تلاقيه."
(طارق يرفع حاجبه بدهشة، بينما سارة تراقبه بقلق. فجأة، تكمل تارا حديثها بصوت أكثر حدة.)
تارا: "آه، وبالمناسبة… بلّغ تحياتي لجاكلين. خطة جميلة، لكن للأسف، لعبتك انكشفت. فاكرين أنكم أذكياء، لكني دائمًا سابقاكم بخطوة."
(سارة تفتح عينيها برعب، تلتفت لوالدها بصدمة.)
سارة (بهمس): "بابي… إزاي؟! ازاي عرفت؟!"
طارق (يضغط على أسنانه، لكنه سريعًا ما يبتسم بهدوء): "إنتِ أسرع مما توقعتِ، تارا. لكن هل تظنين أن معرفتك بالحقيقة ستغير شيئًا؟ اللعبة لسه في بدايتها."
تارا (بثقة): "اللعبة انتهت قبل ما تبدأ، طارق. انت وديت نفسك وابنتك للهلاك بإيدكم. وانت عارفني كويس… لما أقول هدمرك، يبقى خلاص، انتهى أمرك."
(طارق يضغط على الهاتف بقوة، يحاول السيطرة على غضبه، بينما سارة تنهض متوترة.)
سارة (بصوت منخفض): "بابا… دي مش بتهدد، دي بتوعد!"
طارق (يرمي هاتفه على المكتب، ثم ينهض ببطء، يحدق في اللاشيء بعينين غامضتين): "الفتاة أذكى مما توقعت… لكنها ليست أذكى مني. فلتبدأ الحرب، تارا… ولترَ من سينتصر في النهاية."
(سارة تبتلع ريقها بخوف، بينما طارق يبتسم بخبث، وكأن عاصفة قادمة على وشك أن تضرب الجميع.)
******************
بعد فترة قصيرة في النادي الرياضي
(تارا تدخل النادي بخطوات واثقة، ترتدي ملابس رياضية أنيقة تزيد من جاذبيتها، شعرها مربوط بإحكام، وعيناها تلمعان بمكر خفي. تنظر حولها، فتقع عيناها على طريدتها – إياد العطار، يقف بجوار ابن عمه أحمد، يتحدثان ويضحكان.)
(تبتسم بخبث، تمشي نحوهما متظاهرة بالبحث عن شيء ما، ثم تصطدم "بالصدفة" بأحمد.)
تارا (بصوت ناعم ومتأسف): "أوه! آسفة جدًا، لم أقصد الاصطدام بك."
أحمد (ينظر إليها بانبهار، يبتسم بسحر): "لا لا، بالعكس… لو كل الاصطدامات جميلة كده، أتمنى حد يخبط فيا كل يوم!"
(تارا تبتسم باستهزاء، تعقد ذراعيها وتنظر إليه نظرة تحمل مزيجًا من المرح واللامبالاة.)
تارا (بهدوء): "هل تستخدم هذا الأسلوب مع كل الفتيات، أم أنني حالة خاصة؟"
أحمد (بمزاح): "أحب أن أعتقد أنكِ حالة خاصة… رغم أنني، بصراحة، أستخدمه مع الجميلات فقط."
(إياد الذي كان يراقب المشهد بصمت يرفع حاجبه بضيق، يلتفت إلى أحمد بتهكم.)
إياد (بجفاف): "أحمد، ممكن تبطل أسلوبك الرخيص ده؟ مش كل بنت لازم تسمع غزلك اللي مكرر."
أحمد (يضحك): "يا راجل! خفف من جديتك شوية، نحن في نادٍ رياضي وليس اجتماع عمل."
(تارا تلاحظ توتر إياد، فتقرر اللعب على وتره.)
تارا (بنظرة جانبية إلى إياد، بابتسامة خفيفة): "أنت لست من النوع الذي يجامل الفتيات، صحيح؟"
إياد (ببرود): "أنا فقط لا أرى فائدة في الحديث الفارغ."
أحمد (يقهقه، يربت على كتف إياد): "إياد ليس ممتعًا في هذه الأمور، لكن لا تقلقي، أنا هنا لتعويض ذلك."
(تارا تضحك ضحكة قصيرة، ثم تنظر إلى إياد بتمعن، وكأنها تدرسه.)
تارا (بغموض): "أحب الرجال الجادين… يجعلون التحدي أكثر إثارة."
(إياد ينظر إليها نظرة حذرة، يشعر أن هناك شيئًا غير مريح في حديثها، لكنه لا يستطيع تحديده بعد. أحمد، من ناحية أخرى، مفتون بجمالها وثقتها بنفسها.)
أحمد (بابتسامة واثقة): "يبدو أن لقاءنا هذا قدَر، ما رأيك أن نكمله بعصير بعد التمرين؟"
تارا (بابتسامة ماكرة، تنظر إلى إياد قبل أن ترد): "ربما… إن كنتما تستحقان وقتي."
(تتركهما وتسير مبتعدة، لكن ليس قبل أن تلاحظ كيف اشتد فك إياد بضيق من تعليقها… تمامًا كما أرادت.)
(تبتسم في سرها، فاللعبة قد بدأت.)
*****************
في امريكا
(في ردهة المستشفى، حيث الأضواء البيضاء الباردة تعكس أجواء العمل المستمر، كان الدكتور أدهم الألفي يتفحص ملف مريضة على جهازه اللوحي. يبدو كما هو دائمًا—هادئًا، مبتسمًا، ومفعمًا بالطيبة التي يندر أن تجدها في هذا العالم. بجواره، تقف جاكلين، ترتدي معطفًا أنيقًا، شعرها مسرح بعناية، وعيناها تشعان بمكر خفي تحت قناع الاهتمام الزائف.)
جاكلين (بصوت ناعم، وهي تميل نحوه قليلًا): "أتعجب من قدرتك على التعامل مع كل هذا الضغط، دكتور أدهم. كيف تستطيع أن تكون بهذه الهدوء دائمًا؟"
أدهم (يبتسم بلطف، يرفع عينيه عن الجهاز): "عندما تحب ما تفعله، يصبح الضغط مجرد جزء من الرحلة، وليس عائقًا."
جاكلين (تميل رأسها وكأنها مفتونة): "وهل هذا يعني أنك تحب عملك أكثر من أي شيء آخر؟"
أدهم (يضحك بخفة): "حسنًا، أعتقد أن الطب ليس مجرد عمل بالنسبة لي… إنه رسالة. مساعدة الناس تمنحني شعورًا لا يمكن وصفه."
(تتظاهر جاكلين بالإعجاب، بينما في داخلها، تسخر من براءته.)
جاكلين (بصوت خافت): "لا عجب أنك مختلف عن غيرك… قليلون هم من يملكون هذه الطيبة الصافية."
أدهم (بصدق): "أعتقد أن الخير موجود في الجميع، فقط أحيانًا يختبئ تحت طبقات من الألم أو الخوف."
(نظرة ساخرة خاطفة تلمع في عيني جاكلين، لكنها تخفيها سريعًا بابتسامة رقيقة، تتقدم خطوة أقرب إليه.)
جاكلين (بإغراء مدروس): "وأنت… هل لديك شيء تخفيه؟ أي طبقات من الألم أو الخوف؟"
أدهم (يبتسم، لكنه يشيح بنظره للحظة، كأنه يسترجع ذكريات قديمة): "كل شخص لديه ماضيه، لكنني أفضل التركيز على المستقبل."
جاكلين (تقترب أكثر، تضع يدها على ذراعه بخفة، وكأنها تواسيه): "المستقبل يبدو أكثر إشراقًا عندما يكون هناك من يشاركك إياه، أليس كذلك؟"
(أدهم يلاحظ لمستها لكنه لا يبتعد، فهو يرى فيها شخصًا لطيفًا يحتاج إلى من يفهمه، بينما هي تراقب عينيه، تحاول اختراق طيبته لتجد مدخلًا إلى قلبه.)
أدهم (بابتسامة هادئة): "أحيانًا، لكنني أؤمن أن كل شيء يحدث في وقته المناسب."
(جاكلين تميل نحوه أكثر، وكأنها تزرع بذور خدعتها ببطء، وعيناها تلمعان بدهاء خلف قناع البراءة.)
جاكلين (بصوت خافت ومغري): "أتمنى فقط أن لا تدع الوقت يسرق منك فرصًا قد تجعلك أكثر سعادة…"
(أدهم يبتسم بلطف، غير مدرك للفخ الذي بدأ يلتف حوله ببطء، بينما جاكلين في داخلها تضحك، لأن خطتها تسير تمامًا كما أراد طارق.)
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*
رواية لهيب العشق الفصل الرابع 4 من هنا
الرواية كاملة من هنا (رواية لهيب العشق)