📁 أحدث الفصول

رواية لهيب العشق الفصل الثاني 2 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل الثاني 2 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل الثاني 2 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل الثاني 2

#لهيب_العشق 

فصل 2

في مصر ، في فيلا العطار، كانت العيلة كلها قاعدة على ترابيزة الفطار الصبح بدري، والشمس داخلة من الشباك، والسفرة مليانة بأكل يفتح النفس. العيلة كلها قاعدة، والجو مليان ضحك وهزار.

الجد محمود (وهو بيرفع كباية الشاي): صباح الفل يا حبايبي! مفيش أحلى من لمة العيلة وفطار مها الجميل.

الجدة مها (مبتسمة وهي بتحط له شوية جبنة في طبقه): بالهنا والشفا يا محمود، بس خفف الشاي شوية، الدكتور قالك كده!

إياد (بمزاح): جدو مستحيل يسيب الشاي، زيه زيي مستحيل أبطل هزار!

أحمد (يغمز لإياد): ولا أنا مستحيل أسيب... (يسكت لما يلاقي أبوه أدهم باصص له بنظرة حادة) أقصد مستحيل أسيب حب العيلة طبعًا!

علا (تضحك): آه طبعًا، "حب العيلة"! كلنا عارفين إنك أشهر زير نسوان في العيلة.

أدهم (بصرامة وهو بيحط كباية القهوة على الطرابيزة): كفاية هزار، مش عاوزين نبدأ اليوم بمشاكل.

مهاب (يحط إيده على كتف أدهم): سيبهم يا أخي يضحكوا، دي لحظات حلوة، ماينفعش نكشر الصبح.

مازن (بهدوء وهو بيقطع حتة عيش): ...

لحظة صمت لما الكل يلاحظ إن مازن ساكت ومش بيشارك في الهزار، لكنه بيبتسم ابتسامة صغيرة وهو سامعهم.

الجدة مها (بتحاول تدخله في الكلام): مازن، يا حبيبي، أخبار شغلك إيه؟ لسه مشغول على طول؟

مازن (بابتسامة خفيفة): آه، كالعادة، بس كله ماشي تمام.

إياد (يميل نحوه مازحًا): طب إمتى هتشرفنا وتضحك معانا يا عمي؟ شكلك محتاج جرعة من طاقتي الإيجابية!

مازن (يبص له بلطف): يمكن يوم من الأيام، يا إياد.

الجد محمود (يبص لعيلته بفخر): الحمد لله، اللحظات دي بتحسسني إني أغنى واحد في الدنيا.

الجدة مها (بحنان وهي تبص لهم): طول ما العيلة بخير ومتجمعة، كل حاجة تانية تتحل


الجميع لا يزال على الطاولة، الجو مليء بالضحك والأحاديث الجانبية. فجأة، يتجه مهاب بنظره إلى أدهم، صوته ينخفض قليلًا، لكنه لا يزال مسموعًا للكبار.

مهاب (بهدوء، وهو يقلب كوب الشاي بين يديه): أدهم... كنت عاوز أسألك... وصلنا لأي حاجة؟

يسود لحظة صمت خفيفة بين الكبار، فيما يرفع الجد محمود والجدة مها أعينهما إلى أدهم بترقب.

أدهم (يأخذ نفسًا عميقًا، صوته منخفض لكنه واضح لهم): لا جديد... نفس الدوامة، كل الطرق بتوصل لطريق مسدود. كأنها تبخرت من الدنيا.

تنخفض حدة الضحك بين الأحفاد قليلًا، حيث يلتقطون الإحساس الجاد بين الكبار، لكنهم لا يفهمون التفاصيل.

علا (بفضول وهي ترفع حاجبها): أنتو بتتكلموا عن مين؟

أحمد (ينظر لمهاب وأدهم بريبة): أيوه، واضح إن فيه حاجة مش عاوزينا نعرفها.

إياد (يبتسم وهو يغمز): أكيد موضوع عائلي سري، حاجة زي... كنز العيلة الضايع؟

يضحك الأحفاد، لكن الكبار يبادلون بعضهم نظرات حذرة.

الجد محمود (بهدوء، وهو يحاول تغيير الموضوع): لا لا، مجرد موضوع قديم... شوية حاجات مش مهمة.

الجدة مها (تبتسم بلطف): بالضبط، موضوع فات عليه زمن، إحنا بس بنسترجع شوية ذكريات.

مهاب (محاولًا إنهاء الأمر): مالوش لازمة نحكي في القديم، المهم إننا مع بعض دلوقتي.

إياد (يضحك وهو يمد يده ليأخذ قطعة كعك): طيب تمام، طول ما الموضوع مش كنز ضايع أو مؤامرة عائلية

يعود الأحفاد للهزار، بينما ينظر مازن إلى الجميع في صمت، ثم يخفض عينيه إلى طبقه، يقلب الشوكة بين أصابعه وكأن شيئًا في داخله يتحرك

**********************


الجد محمود (يمسح على لحيته ببطء، صوته هادئ لكنه يحمل ثقل الماضي): الحمد لله على العيلة... على النعمة اللي في إيدينا.

مهاب (يبتسم ابتسامة باهتة لكنه لا يعلق، عيناه تلمعان بشيء يشبه الذكرى المريرة): الحمد لله، أهم حاجة إننا مع بعض.

مازن (يحرك كوب الشاي بين يديه دون أن يرفع رأسه، ملامحه جامدة لكن أصابعه المرتعشة قليلاً تفضح توتره).

الجدة مها (بصوت دافئ لكن مليء بالشجن): صحيح، أهم حاجة إننا متجمعين... مش كل الناس عندهم الفرصة دي.

علا (تنظر حولها بشك): ... كل مرة تيجي سيرة الموضوع ده بتتصرفوا كأن فيه شبح في البيت!

إياد (يضحك وهو يحاول كسر الجو المتوتر): يمكن يكون عندنا سر عائلي مرعب وإحنا مش عارفين!

أحمد (يغمز لهم بمكر): أو يمكن فيه عفريت ساكن في أوضة مغلقة في الفيلا؟

مهاب (يحاول التظاهر بالمرح وهو يضع يده على كتف أحمد): هاها، لا تخاف، مفيش حاجة غير شوية ذكريات قديمة... ناس افتكرناهم واشتقنا لهم بس.

مازن (يرفع عينيه إليهم أخيرًا، نظرته تحمل شيئًا ثقيلًا لكنه لا يتحدث، فقط يأخذ نفسًا عميقًا ثم يعود لصمته المعتاد).

الجد محمود (يحاول إنهاء الموضوع، صوته هادئ لكنه حاسم): كفاية بقى، فطارنا حلو، ويومنا لسه طويل، ما تضيعوش وقتكم في الحاجات دي.

الجدة مها (تبتسم برقة، لكنها تخفي دمعة سريعة مسحتها قبل أن يلاحظ أحد): آه، كل حاجة في وقتها.

الأحفاد يعودون للهزار، غير مدركين أن وراء هذه النظرات الصامتة، هناك قصة مدفونة منذ 25 سنة... قصة لم تنتهِ بعد، حتى لو ظنوا ذلك

خرج أدهم إلى الحديقة بهدوء، أشعل سيجارته وأخذ نفسًا عميقًا، بينما كانت نسمات الصباح الباردة تمر فوقه. نظر إلى السماء الملبدة بغيوم خفيفة، لكنه لم يكن يراها حقًا... كان يرى شيئًا آخر، شيئًا من الماضي، ذكرى لم تتركه يومًا.

أدهم (بصوت خافت وهو يمرر يده على وجهه): ٢٥ سنة... ٢٥ سنة ولسه وشها قدامي.

لم يكن بحاجة لإغلاق عينيه كي تعود به الذاكرة... كأن عقله كان ينتظر اللحظة المناسبة ليسحبه إليها بقوة.


فلاش باك – ليلة طرد شيرين

كانت السماء تمطر بغزارة تلك الليلة، والبرد القارس يجتاح كل شيء، لكن ما اجتاح الفيلا كان أعنف من الشتاء نفسه.

شيرين، الفتاة ذات الخمسة عشر عامًا، كانت واقفة وسط الصالة، عيناها واسعتان بالصدمة والدموع، ترتجف وهي تنظر إلى والدها، محمود، الذي كان وجهه أحمر من الغضب.

محمود (يصرخ، صوته يزلزل الجدران): براااااااااااااااااااااااااااااا!!

مها كانت تمسك صدرها، بالكاد تقف، مهاب ومازن واقفان في الخلف، وجوههم شاحبة لكنهم لا يتكلمون. أما أدهم، الأكبر بينهم، فكان يقف أمامها مباشرة، يحدق فيها بملامح متحجرة، كأن قلبه من حجر.

شيرين (تهز رأسها بعنف، دموعها تبلل وجهها): لاااااا! أنا ما عملتش حاجة! أقسم لكم!

محمود (غاضبًا وهو يشير نحو الباب): بلاش تمثيل، عار على العيلة! ما فيش مكان ليكي هنا، فاهمة؟

شيرين (تنظر إلى إخوتها واحدًا واحدًا، تتوسل إليهم، صوتها ينكسر وهي تتمسك بذراع أدهم): أدهم! أنت الكبير، ما ترمينيش برا! صدقني!

أدهم لم يحرك ساكنًا، عيناه كانتا تحملان صراعًا، لكن شفتيه كانت مغلقة، وعندما تكلم، كان صوته كالسيف:

أدهم (ببرود مصطنع): لو كنتِ بريئة، كنتِ قلتي لنا الحقيقة من الأول.

شيرين شهقت وكأن أحدهم طعنها في قلبها، نظرت إلى مهاب، ثم مازن، لكنها لم تجد منهم ردًا، فقط نظرات مترددة، تائهة، ثم أشاحوا بوجوههم عنها.

شيرين (بهمس مكسور): حتى أنتَ يا مازن؟

لكن مازن لم يرد، لم يستطع.

أخذ محمود نفسًا غاضبًا، ثم أمسك شيرين من ذراعها وجذبها نحو الباب.

محمود: برااااااااااااااااااااااااااااا!

فتح الباب بعنف، والبرد اقتحم الفيلا كعاصفة، كأن القدر نفسه يعاقبهم.

شيرين لم تعد تقاوم، كانت تنظر إليهم جميعًا، إلى العائلة التي أحبتها، لكنها الآن تراها ترميها في الجحيم.

شيرين (بصوت مبحوح، آخر محاولة): أمي... أرجوكي...

لكن مها لم تستطع حتى النظر إليها، كانت ترتجف وتمسك قلبها.

شيرين سقطت على ركبتيها عند الباب، المطر كان يضرب وجهها، لكن دموعها كانت أدفأ من أي شيء حولها.

شيرين (بهمس بالكاد يُسمع): أنا بريئة...

لكن لم يعد هناك من يسمعها.

الباب أغلق أمام وجهها.

وأصبحت وحيدة.


أدهم استيقظ من الذكرى وهو يشعر برجفة تسري في جسده، لكنه لم يعرف إن كان سببها البرد أم الشعور بالذنب الذي لم يتركه منذ ذلك اليوم.

نظر إلى سيجارته المحترقة، ثم رماها على الأرض وسحقها بحذائه.

أدهم (بهمس): سامحيني،يا  شيرين...

********************


في جناح فاخر بفندق النيل، وقفت تارا أمام المرآة تتأمل انعكاسها، عيناها تضجّان بالإصرار، وابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيها. الجو مشحون بالطاقة، بينما تضع خطوتها الأولى في طريق الانتقام

تارا (بهمس لنفسها، وعيناها تضيقان بمكر): "حان الوقت... سنين وأنا بستنى اللحظة دي، دلوقتي، الدور عليهم!"

تتقدم نحو النافذة، تنظر إلى القاهرة المزدحمة تحتها، تدير خاتمها حول إصبعها بحركة لا إرادية، تفكر في هدفها الأول، إياد العطار

تارا (بصوت منخفض وابتسامة جانبية): "إياد العطار... العيلة كلها بتحبه، المدلل بتاعهم، عايش حياته من غير ما يعرف إنني جاياله... بس مش هينفع كده، لازم أقرب منه، أخليه يشوفني بنت أحلامه، يصدق إني اللي بيدوّر عليها طول عمره."

تمشي في الغرفة، تفكر بخطواتها القادمة، تمسك هاتفها، تبحث عن أماكن يزورها إياد، تبتسم عندما تجد صورة حديثة له في أحد النوادي الرياضية

تارا (بثقة): "ممتاز... البداية هتكون هناك، هنلتقي صدفة... صدفة محسوبة طبعًا!"

تضحك بسخرية، ثم تأخذ نفسًا عميقًا، وكأنها تتقمص الشخصية الجديدة التي ستقدمها لإياد. تمرر يدها على فستانها الأحمر الذي اختارته بعناية، تنظر لنفسها في المرآة للمرة الأخيرة

تارا (بصوت واثق): "استعد يا إياد... هقلب حياتك، وهخليك تدمنني... وبعدها، هحطمك!"

تنطفئ ابتسامتها تدريجيًا، وتحل محلها نظرة مظلمة، تحمل مزيجًا من الانتقام والعزم. تدير ظهرها للمرآة، ثم تخرج من الغرفة، بخطوات ثابتة، نحو أول فصول لعبتها الخطيرة

************************

في جناح تارا بفندق النيل، جلست تارا على الأريكة الجلدية، ساق فوق الأخرى، تحتسي قهوتها بهدوء، بينما الباب يُطرق بخفة. ابتسمت نصف ابتسامة وهي تعرف من القادم

تارا (بهدوء): "ادخلي، زهرة."

دخلت زهرة، فتاة في منتصف العشرينيات، ترتدي ملابس بسيطة، وعيناها تلمعان بالحماس، تحمل بيدها دفترًا صغيرًا مليئًا بالملاحظات

زهرة (بمرح وهي تجلس أمام تارا): "أخيرًا، قدرت أجمع لك المعلومات اللي طلبتيها عن عيلة العطار بالتفصيل."

تارا (تضع كوبها على الطاولة، تبتسم بثقة): "أنا مستمعة... قولي لي كل حاجة عنهم."

زهرة (تفتح دفترها، تلقي نظرة سريعة، ثم تبدأ بالكلام): "نبدأ من الجد، محمود العطار، راجل أعمال كبير، أسس شركته من الصفر، دلوقتي هو شبه متقاعد، بس لسه مسيطر وقراره مسموع، ومعاه مراته مها، اللي رغم كل السنين لسه بتحبه وبتخاف عليه."

تارا (بابتسامة خفيفة): "عيلة تقليدية إذاً... كمّلي."

زهرة: "أكبر أولادهم أدهم، عنده 51 سنة، ماسك جزء كبير من الشغل، متجوز من منار، ست محترمة وهادية، عندهم ولدين، علا وأحمد. علا دي بقى... قوية جدًا، رياضية، بتلعب ملاكمة، وعارضة أزياء، ما حدش يقدر يقف قدامها بسهولة، شخصية صعبة."

تارا (بغمزة ساخرة): "شكلها مش سهلة... وأخوها؟"

زهرة (تضحك): "أحمد؟ ده بقى الولد المرح، 25 سنة، بيشتغل في الشركة مع أبوه وأعمامه، بيحب الفتيات، بس محترم وعارف حدوده، ووسيم جدًا، البنات بيتجمعوا حواليه زي النحل على العسل!"

تارا (تغمض عينيها بتفكير): "همم... ده ممكن يكون مفتاح مهم... كمّلي."

زهرة (تنظر في دفترها): "بعد ادهم في الترتيب مهاب، عنده 47 سنة، متجوز سلوى، وعندهم ابنهم إياد، 27 سنة، وده بقى..."

تارا (مقاطعة، بصوت هادئ لكن عيناها تلمعان بتركيز): "احكي لي عنه بالتفصيل."

زهرة (بابتسامة): "إياد؟ هو فعلاً شخصية مميزة، شاب مرح، دمه خفيف، لكن وقت الجد بيكون شخص تاني، مسؤول جدًا. بيشتغل في الشركة مع العيلة، وكلهم بيحبوه لأنه بيعرف يوازن بين شغله وحياته. مش متجوز، وبيقولوا إنه مش ناوي يرتبط بسهولة، لكن مين يعرف؟"

تارا (بهمس، وكأنها تتذوق كلماته): "مش ناوي يرتبط بسهولة؟ تحدي ممتع..."

زهرة (تكمل، دون أن تلاحظ تغير ملامح تارا): "بعده في العيلة مازن، عنده 40 سنة، دكتور جراح، مش متجوز، حياته كلها شغل. معروف ببروده وانفصاله عن العيلة شوية، مش بيحضر تجمعاتهم إلا قليل."

تارا (بهدوء): "رجل غامض إذاً... وآخر فرد؟"

زهرة (بهمس وكأنها تحكي سرًا غامضًا): "البنت الوحيدة للعيلة كانت شيرين... اختفت من سنين طويلة، محدش بيتكلم عنها كتير، بس واضح إن فيه سر كبير حواليها. الجد محمود وأبناؤه ندمانين على شيء يخصها، بس ما حدش يعرف التفاصيل. الناس بيقولوا إنهم فقدوها في ظروف غامضة، وفيه إشاعات إنها ماتت، بس محدش متأكد."

تارا شعرت بغصة خفيفة، لكنها أخفتها سريعًا، تمالكت نفسها، وارتسمت على وجهها ابتسامة هادئة، بينما زهرة تنظر إليها بترقب

زهرة (بفضول): "ليه مهتمة بعيلة العطار بالشكل ده؟ بتخططي لحاجة؟"

تارا (تبتسم ابتسامة غامضة، ثم تنهض من مكانها، تتقدم نحو النافذة، تنظر إلى المدينة تحتها، ثم تلتفت نحو زهرة، عيناها مليئتان بالحسم): "لا شيء مهم... مجرد فضول."

زهرة تضحك بخفة، غير مدركة أن الفضول الذي تتحدث عنه تارا... هو بداية عاصفة ستقلب حياة العطار رأسًا على عقب 

كانت الفيلا هادئة، لا يُسمع فيها سوى صوت الرياح التي تصفع النوافذ، وكأنها تحاول اقتلاع الشر الذي يقترب منها.

في الصالة الفاخرة، جلست شيرين على كرسيها المتحرك، جسدها الهزيل مائل قليلًا، ووجهها شاحب كعادته، بينما عيناها المليئتان بالحزن كانتا تراقبان الرجل الجالس أمامها...

طارق الألفي، الرجل الذي لم يتوقف عن مطاردتها منذ سنوات، متكئًا على الأريكة، ساق فوق الأخرى، يعبث بأزرار معطفه الأنيق، وعيناه تلمعان بنظرة استحقار وكبرياء.

طارق (بابتسامة ساخرة وهو يرفع كأسه): شيرين، يا حبيبتي... ليه العناد ده كله؟ لسه بترفُضي عرضي؟ ولا انتي بقتي بتحبي العيشة وحيدة، مشلولة، مسكينة، مستنية حد يشفق عليكي؟

شيرين لم تحرك ساكنًا، لكنها شعرت بغصة مريرة في حلقها.

طارق (يضع كأسه على الطاولة ويتقدم نحوها، ينحني قليلًا ليقترب من وجهها الهزيل): بصي لنفسك، شيرين... كنتِ أجمل بنت في عيلة العطار، وكنتِ ملكة في حياة سليم. بس دلوقتي؟ مفيش حد ليكي غيري... أنا الوحيد اللي قادر "أهتم" بيكي.

كان صوته يحمل نغمة زائفة من الحنان، لكنها كانت كفيلة بإشعال نار القهر في قلب شيرين، التي أغمضت عينيها بشدة وهي تحاول أن تحبس دموعها.

طارق (يمرر أصابعه على خدها بخفة، لكن لمسة أصابعه كانت كسم الأفعى): لو وافقتي، ممكن حياتك تتغير... أنا راجل عندي سلطة، عندي فلوس، أقدر أخليكي تعيشي كملكة... بدل ما تعيشي كجثة ميتة في بيت سليم.

دمعة ساخنة سقطت على خد شيرين، لكنها لم تستطع حتى رفع يدها لمسحها.

طارق (ينظر لدموعها ويضحك بسخرية): دموع؟ لسه عندك دموع؟ ده غريب بصراحة! بعد اللي حصلك، كنت فاكر إنك خلاص استسلمتي.

جلس على طرف الطاولة أمامها، ملامحه تزداد قسوة.

طارق (بصوت منخفض لكن يحمل تهديدًا): عارفة، كل مرة كنت أطلب منك تتجوزيني، كنتِ ترفضي. بس المرة دي مختلفة... لأن ادهم مش موجود يحوش عنك، وتارا سافرت تلهو في مصر... وده معناه إنك دلوقتي "وحيدة" جدًا.

اتسعت عينا شيرين بخوف، بينما اقترب طارق أكثر وهمس بصوت خطر:

طارق: فكري كويس، شيرين... قبل ما يخطر في بالي إني أستخدم أساليب ثانية علشان أخليكي تقولي "نعم".

ارتجف جسد شيرين الهزيل، وسقطت دموعها بصمت، لكنها ظلت تنظر إليه بعيون امتلأت بالكراهية، كأنها تصرخ دون صوت: مستحيل!

ابتسم طارق بانتصار وهو يبتعد عنها، ثم مشى نحو الباب ببطء.

طارق (قبل أن يخرج، بصوت هادئ يحمل تهديدًا واضحًا): هتفكري في كلامي، شيرين... وعارفة كويس إن مفيش مفر مني.

ثم خرج، وأغلق الباب خلفه بهدوء...

أما شيرين، فقد تركت دموعها تنهمر بصمت، وكأنها لم تعد تملك سوى البكاء كسلاحها الأخير

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

رواية لهيب العشق الفصل الثالث 3 من هنا

الرواية كاملة من هنا (رواية لهيب العشق)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات