📁 أحدث الفصول

رواية لهيب العشق الفصل العاشر 10 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل العاشر 10 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل العاشر 10 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل العاشر 10

#سيليا_البحيري

#لهيب_العشق 

فصل 10

في  – منزل شيرين، مساءً – الصالة مضاءة بأنوار خافتة، صرخات عالية، تارا ممسكة بالس"كين تضغطها على عنق ماريا التي ترتجف من الخوف، بينما شيرين عاجزة تمامًا تتحرك عيناها بضعف، محاولة الاستغاثة… فجأة يُفتح الباب بقوة ويدخل أفراد من عائلة الشرقاوي!

ياسر (بصدمة):

إيه اللي بيحصل هنا؟!

تميم (يصرخ وهو يركض):

تارا! ارمي السك"ين! إنتِ بتعملي إيه؟!

الجدة صفاء (تضع يدها على قلبها):

يا ساتر يا رب… دي تارا؟!

إياد (ينظر بدهشة):

حد يفهمنا إيه اللي بيحصل!

زين (بصوت مرتبك):

في حد يتصل بأدهم فورًا!

تارا (بصوت مشحون بالغضب والدموع وهي ترتجف):

ابعدوا عني! ما حدش يقرب!

تميم (بحزم لكنه حنون):

يا تارا، سيبي السكين، ممكن تجرح"ي نفسك… إيه اللي حصل؟

تارا (تنظر لهم والدموع في عينيها، تصرخ):

كانت… كانت بت"ضرب أمي… بتع"ذّبها وأنا مش هنا!

العائلة كلها تتجمد في أماكنها من الصدمة… الجدة صفاء تضع يدها على فمها، والجد عادل يحدق في ماريا بذهول.

ياسر (بصوت مرتجف):

بتقولي… بتضرب خالتي شيرين؟! ماريا؟!

ماريا (بصوت مذعور):

كـ… كذب! أنا كنت أعتني بيها!

تارا (تصرخ وهي تقترب منها أكثر):

كذب؟ أنا شفتك… شفتك وإنتي بتمدي إيدك عليها! كل يوم بتذلّيها وبتبدّلي في أدويتها! كنتي بتعذبيها علشان ما في حد بيقدر يسمعها أو يحس بيها!

إياد (بصوت عميق وهو ينظر نحو ماريا):

لو الكلام ده صح… انتي مش ممرضة، انتي مجرمة.

ماريا تبدأ في التراجع للخلف بخوف واضح، تبحث بعينيها عن مخرج، بينما ياسر يهمّ بإمساكها.

ماريا (بصوت مرتجف):

أنا… أنا كنت مجبورة! في حد… في حد بيأمرني…!

زين (يتقدم خطوة):

مين؟ قولي مين؟!

ماريا (ترتبك بشدة ثم تصرخ):

أنا آسفة!!

(تهرب بسرعة من الباب المفتوح قبل أن يمسك بها أحدهم!)

الجدة صفاء (بصدمة):

هربت؟! البنت دي وراها مصيبة!

الجد عادل (بغضب مكتوم):

وإحنا كنّا سايبينها مع شيرين… يا رب استرها!

تارا، تقف للحظات مكانها وهي تحاول التقاط أنفاسها، السكين تسقط من يدها، وعيناها تمتلئ بالدموع. تهتز خطواتها وتتجه ببطء نحو تميم الذي يفتح ذراعيه بسرعة، فتنهار بين أحضانه باكية بشدة.

تارا (بصوت مختنق):

كانــت بتعذّب أمي قدامي… وأنا ما لحقتش… ما لحقتش أنقذها!

تميم (يمسكها بحنان شديد، يربّت على ظهرها):

هششش… خلاص يا تارا… إنتي كنتِ بطلة… واللي حصل مش ذنبك.

ياسر (ينظر لأمه منار):

أنا مش هرتاح إلا لما نعرف مين اللي ورا الست دي… فيه حد بيتلاعب بخالتي، ولازم نكشفه.

إياد (بهدوء غاضب):

وأنا هبعت ناس يدوروا على ماريا… مش هتهرب بعيد.

الجدة صفاء (تجلس بجانب شيرين، تمسك يدها وهي تبكي):

سامحينا يا بنتي… ما كناش نعرف إنك عايشة الجحيم ده جوه بيتك…

المشهد يُغلق على تارا تبكي بين ذراعي تميم، وعيون العائلة ممتلئة بالذهول والقلق… وشيرين، بعيونها الصامتة، ترمش بدمعة واحدة تسيل على خدها، في صمت حزين


بعد قليل – الباب يُفتح وأدهم يدخل وهو يخلع معطفه، يبدو مرهقًا من يوم العمل، يحمل بعض الأوراق في يده.

أدهم (ينادي):

تارا؟ ماما؟ ماريا؟ فينكم؟!

يسمع همسات وصوت بكاء مكتوم قادم من الصالة، يتجمد مكانه للحظة، ثم يركض نحو مصدر الصوت… يدخل الصالة، يتوقف فجأة عند رؤية المشهد.

أدهم (بصدمة):

إيه اللي حصل هنا؟!

ينظر أمامه فيجد تارا تحتضن تميم وتبكي بشدة، شيرين ممددة على الكرسي بعينين حزينتين، الجدة صفاء تمسح دموعها، والكل في حالة توتر.

أدهم (يرفع صوته):

حد يفهّمني، إيه اللي حصل؟!

زين (يتنهد):

أدهم… الموضوع كبير.

أدهم (يتقدّم بخطوات سريعة نحوهم):

تارا! مالك؟ إنتي كويسة؟ ماما؟ ماريا فين؟

ياسر (بغضب):

ماريا كانت بتعذب امك يا أدهم… وتارا شافتها بعينها.

أدهم (يتجمد مكانه، يهمس):

بتقول إيه…؟

تميم (بنبرة هادئة لكنه جادة):

أيوه، وأختك كانت هت"قتلها من كتر الغضب… ولولا إننا جينا في الوقت المناسب، كانت ماريا دلوقتي مش موجودة.

أدهم (يتجه بسرعة إلى والدته، يجثو بجانبها، يمسك يدها المرتجفة):

ماما… ماريا كانت بتأذيكي؟ وأنا سايبك في إيديها طول الوقت؟!

تارا (بصوت مختنق وهي تمسح دموعها):

أنا كنت هقتلهـا يا أدهم… كنت هقتلهـا وهي بتضربها قدامي… ومش قادرة أسامح نفسي إني ما اكتشفتش قبل كده…

أدهم (ينظر إليها بعينين دامعتين، يحاول أن يتمالك نفسه):

ولا كلمة يا تارا… إنتي أنقذتيها، إنتي البنت اللي ماما ربتها على الصح.

زين (بصوت تفكير):

ماريا قالت قبل ما تهرب إنها كانت بتشتغل مع حد… في حد وراها.

إياد (بغموض):

وإحنا لازم نعرف مين… ومش هنسكت.

الجد عادل (بصوت هادئ لكن حازم):

العيلة دي اتآذت بما فيه الكفاية… وحان الوقت نحمي شيرين زي ما ابننا سليم وصّانا من زمان.

الجدة صفاء (تنظر لأدهم):

ارجعوا معانا يا ابني… لازم نرجّع لها كرامتها وحقها… ونعرف مين اللي بيحاول يكسّرها.

أدهم (ينهض ببطء، يضم والدته ثم تارا):

أقسم بالله، اللي أذى أمي… هيدفع التمن غالي.

وإنتي يا تارا… مش لوحدك. إحنا معاكِ، ومش هنسكت.

المشهد يُغلق على لمّة العائلة وهم يحيطون بشيرين وتارا، بينما الظلّ يُخيم على وجه أدهم وقد اتخذ قراره… الحقيقة لازم تنكشف، والانتقام اقترب

************************

في  – غرفة مظلمة، أنوار خافتة، شاشات مراقبة تبث صورًا من زوايا مختلفة من قصر الشرقاوي ومنزل شيرين. رجل مجهول يجلس على كرسي جلدي، ظهره للكاميرا، ملامحه غير واضحة، يُمسك بكوب من القهوة، وعلى الطاولة أمامه ملفات وصور، بينها صورة ماريا وعليها علامة حمراء كبيرة.

المجهول (بصوت منخفض، عميق، مشحون بالغضب):

هربت... ككل مرة... لكن هذه المرة لن يكون هناك مفر.

أخطأتِ التقدير يا ماريا…

وأخطأتِ أكثر لما قربتِ يدكِ من شيرين.

ينهض الرجل من الكرسي، يسير نحو لوحة معلقة على الجدار، عليها خريطة وتحركات بالأيام والساعات، خطوط حمراء تربط بين أسماء: (ماريا – سعاد – العطار – تارا – أدهم).

المجهول (يتابع، وهو يمرر إصبعه على اسم سعاد):

ظننتِ أنك فزت ؟؟ 

أنّكِ نجوتِ بما فعلتِ ؟

يلتفت نحو الشاشة التي تُظهر مشهد تارا تبكي في حضن تميم، ووالدتهما المشلولة بجانبها. تتبدل ملامحه للحزن لثوانٍ… ثم الغضب مجددًا.

المجهول (بصوت مليء بالنار المكبوتة):

عائلتي تُذبح… وأنا أُجبر على الصمت؟

لا… انتهى زمن الصمت.

يمسك بجهاز اتصال صغير، يضغط الزر، يهمس:

– حدّدوا آخر موقع لماريا… ما أريده ليس فقط القبض عليها…

أريدها أن تتوسل الرحمة، كما فعلت شيرين حين كانت عاجزة.

يعود ويجلس على الكرسي ببطء، يفتح درجًا صغيرًا ويُخرج صندوقًا خشبيًا قديماً، بداخله صورة قديمة له مع شيرين وطفليهما، ينظر إليها بعينين دامعتين…

المجهول (بهمس مكسور):

اصبري يا شيرين…

الحساب اقترب…

وسأعيدكِ إليّ… كما كنتِ

*******************

في فيلا الشرقاوي – الصالون الكبير – الساعة عشرة الصبح

شمس الصبح داخلة من الشبابيك، ريحة القهوة مالية المكان، صوت العصافير جاي من الجنينة.

شيرين قاعدة على الكرسي المتحرك، وتارا جنبها بتقطع لها فواكه بهدوء. أدهم قاعد على الكنبة، في إيده فنجان قهوة وبيبص حواليه في صمت.

الجدة صفاء (بحنية وهي بتحط بطانية خفيفة على رجلين شيرين):

لسه الجو فيه لسعة برد يا بنتي، ما ينفعش تتعبي ولا تمرضي...

تارا (بهدوء ومن غير ما ترفع عينيها):

شكرًا يا تيتا.

(الجد عادل داخل، شايل الجرنال، بيحطه على الترابيزة وبيبص على الكل بنظرة هادية بس فيها حزم)

الجد عادل:

أنا قررت. من النهارده، شيرين وتارا وأدهم مش هيعيشوا لوحدهم تاني. الفيلا دي بيتكم... بيت سليم... ومش عايز أسمع أي كلام في غير كده.

أدهم (بصوت محترم):

إحنا مش عايزين نكون عبء يا جدي... ماما كانت مرتاحة في البيت اللي اتعودت عليه...

الجد عادل (بصوت فيه حنية بس حاسم):

الراحة الحقيقية بتبقى وسط أهلك. وأنا... مش هغلط الغلطة دي تاني.

(زين داخل وهو بيظبط ياقة القميص، وجنبه مراته منار شايلة فنجان شاي)

زين (بابتسامة خفيفة):

سمعت إن بابا قال كلمته. تمام كده، ده أحسن. وجودكم هنا بيخلينا نطمن عليكم أكتر.

منار (بابتسامة باردة):

وأنا ههتم براحة شيرين… زي دايمًا، مش كده؟

(تارا بترفع راسها تبص على منار بنظرة فيها حذر، وترد بابتسامة مصطنعة)

تارا:

أكيد… طيبة حضرتك مش محتاجة كلام، خالتي.

(ثريا، مرات إياد، داخلة وهي بتعدل شعرها بصوابعها، تبص على شيرين بنظرة فيها احتقار خفيف)

ثريا:

يا سلام… بيتنا بقى مركز تأهيل ولا إيه! كل ده علشان شيرين هانم…

(الجد عادل بيبصلها بنظرة تقيلة، فتسكت على طول)

الجد عادل:

لو مش عاجبك... الباب يفوت جملين أهو

(ياسر داخل وهو بيضحك، حاطط إيده على كتف تميم اللي داخل معاه)

ياسر:

صباح النشاط يا جماعة… أنا وتيمو فكرنا نخرج تارا تتمشى شوية في الجنينة. إيه رأيكم؟

تميم (بيبص لتارا بابتسامة هادية):

الهواء النضيف هيبقى مفيد ليكي، تحبي تيجي؟

(تارا تبص على شيرين، كأنها بتستأذنها، وشيرين تومئ برأسها برقة)

أدهم (بصوت خفيف):

بس ما تتأخروش… عندنا كلام مهم مع جدي بعد شوية.

(صفاء تيجي تقعد جنب شيرين، تمسك إيدها بحنية)

صفاء:

وحشتيني يا شيرين… كنتي دايمًا هادية وخجولة… عمري ما كنت أتخيل إني أحبك بالشكل ده.

(تبص على تارا)

ويبدو إن تارا ورثت منك الهدوء ده… بس الهدوء اللي يخوف.

(تارا تبتسم بخفة، بس عينيها فيها وجع ساكت)

الجد عادل (بيبص لتارا وأدهم بنظرة مركزة):

كل حاجة هتتغير… بس لازم تصدقوني. العيلة دي مش هتفرط فيكم تاني… دي وعد

بعد ساعة 

العيلة قاعدة حوالين ترابيزة الفطار في الجنينة الخارجية وسط الورد والزهور. الجو لطيف والعصافير بتزقزق. الجد عادل بيتكلم مع الجدة صفاء، وإياد وياسر بيضحكوا على موقف مضحك، وتميم ماسك موبايله.

تارا بتخرج بهدوء من الباب الخلفي كإنها بتتمشى، بس أدهم ياخد باله وبينادي عليها.

أدهم (بينادي):

تارا؟ رايحة فين كده بدري؟ ما فطرناش لسه.

تارا (بابتسامة مصطنعة):

صباح الخير... بس كنت عايزة أتمشى شوية في الجنينة ورا، الجو حلو قوي.

عادل (بيبصلها بريبة بخبرة الجد):

بكل الشياكة دي؟ دي هدوم خروج يا بنتي، مش كده؟

تارا (بتضحك بلُطف):

أوه، صح! نسيت أغيرهم... في أمريكا كنا بننزل للبقالة كده، عادة خلاص.

صفاء (بلُطف بس نظرتها فيها فحص):

يا حبيبتي، مفيش مانع تخرجي، بس قولي لنا رايحة فين... إحنا بقينا عيلة، ومش عايزين نقلق عليكي.

تارا (بتتصنع الخجل):

كنت هعدّي على محل قريب، بدوّر على نوتة صغيرة... في فكرة شغالة عليها تخص عرض الأزياء الجاي بتاع شركة العطار.

ياسر (بيهزر):

آه كده؟ الحرب ابتدت على الموضة؟ ما تنسيش تكتبي اسم إياد ابن عمنا في النوتة، يمكن يلهمك بحاجة مجنونة كالعادة!

إياد (بيضحك):

آه، إنتو كلكم متآمرين عليّ ولا إيه! على فكرة، بجد بقى... إنتي شغالة فعلاً في شركة العطار؟ العيلة الهاي كلاس اللي عندها نص دهب البلد؟

تارا (بنظرة غامضة تخبي وراها نار الانتقام):

أيوه، ابتديت معاهم قريب. ناس طيبين... على السطح.

عادل (بيبصلها بنظرة عميقة):

بس إنتِ مش بنت سهلة يا تارا، عارفة كويس تثقي في مين.

تارا (بابتسامة فيها غموض):

أكيد يا جدي... أنا محدش بينضحك عليه بسهولة.

(تارا تبص بسرعة على موبايلها، يظهر لها رسالة من "إياد العطار": "مستنيكي في الكافيه اللي جنب الشركة، ما تتأخريش.")

أدهم (يقرب منها وبيهمس):

أختي... مش عارف رايحة فين بالظبط، بس لو ناوية تعملي حاجة متهورة... ما تكمليش الطريق لوحدك.

تارا (عنّيها تدمع لحظة، وبعدين تبصله بنظرة متلجّة):

أنا ماشيه لوحدي؟ لأ يا أدهم... أنا ماشيه في ظل أبويا

بعد ساعة 

كافيه شيك – في حي راقٍ جنب شركة العطار

تارا قاعدة قدام إياد العطار، ابن خالها الشيك اللي مش عارف هويتها الحقيقية. بيبصلها بإعجاب باين وهي بتبتسم كأنها حبيته.

إياد (مندهش):

إنتي غير أي حد عرفته... هادية، جميلة، وغامضة على الآخر. مش شبه أي واحدة من هنا.

تارا (بتحط إيديها على فنجان القهوة):

يمكن عشان أنا فعلًا مش من هنا... بس بحاول ألاقي لي مكان.

إياد (بابتسامة):

وإيه رأيك تنتمي ليّ أنا؟ لو حبيتي.

تارا (بتضحك بخفة وبعدين تبصله في عينيه):

يمكن... بس قوليلي يا إياد، إنت مؤمن إن الماضي ممكن يبوظ الحاضر؟

إياد (بسرح شوية):

ممكن... بس أنا مؤمن إن الحب الحقيقي يقدر يصلّح أي حاجة.

تارا (بتبص لتحت كأنها خجلانة):

يا رب يكون كلامك ده حقيقي...

(بس جواها كانت بتقول: "هخليك تحبني يا ابن خالي... وبعدين هكسر قلبك زي ما كسرتوا قلب أمي...")

********************


تارا قاعدة قدام إياد، اللي كل شوية بيغرق أكتر في تفاصيلها. شايفها ست مختلفة، فيها حاجة مش مفهومة... فيها خليط بين البراءة والسر. وهي؟ كل ضحكة من ضحكاتها زي خنجر في غمده... مستني لحظة الانتقام.

إياد (مايل شوية عليها، وعينه بتسرح في ملامحها):

ضحكتك... غريبة.

تارا (رافعة حواجبها، بصوت ناعم ورايق):

غريبة؟ هو أنا بخوف؟

إياد (بضحكة خفيفة):

لأ خالص... بس ضحكتك مش عادية، كأنها وراها حكاية... حكاية ما اتحكتش.

تارا (بصة في فنجان القهوة وبنبرة هادية):

يمكن عشان مبقتش أصدق الناس بسهولة... اتعلمت أضحك أكتر وأنا متضايقة.

إياد (قريب منها أكتر، وعينه فيها رغبة يفهمها):

يعني إنتي متضايقة دلوقتي؟

تارا (بتعدل خصلة من شعرها وبتبصله في عينه):

قوي...

إياد (بصوت واطي وهو مايل أكتر):

من مين؟ ينفع أعرف؟

تارا (بتضحك ضحكة فيها خبث واضح):

من عيلة... خانتني من زمان. وافتكرت إن الماضي مات خلاص.

إياد (بيرمش كأنه حس إن الكلام تقيل):

إنتي فعلاً غريبة... كل مرة بشوفك بحس إني داخل بحر... مش شايف آخره.

أنا عايز أعرفك أكتر، تارا... إنتي مين بجد؟

تارا (بتتصنّع الدهشة، وبعدين بتبتسم بثقة):

أنا؟ أنا ست عايزة تلاقي مكانها في الدنيا. بس متقلقش، إياد...

قريب قوي، هتعرف كل حاجة عني.

إياد (بصوت واطي وهو ماسك إيدها فجأة):

حاسس إني... ابتديت أقع.

تارا (بهمس):

إقع زي ما تحب، إياد... بس متستناش إني أمد إيدي وأسندك.

إياد (بيضحك، فاكرها هزار):

لو الوقوع معاكي... يبقى وقعة العمر.

تارا (في سرّها، ضحكت بمرارة: "فاكر إنك بتحب؟ مش عارف إنك أول خطوة في طريق الانتقام...")

*********************

شارع شيك في المدينة – ظهيرة حرّانة

زهرة ماشية على الرصيف، لابسة فستان بسيط بألوان مبهجة، وحاطة سماعات في ودنها، ومبتسمة وهي بتسمع أغنيتها المفضلة. فجأة، عربية سبور سودا جاية بسرعة من ناصية الشارع، وبتقرب منها بشكل خطير.

العربية فرملت جامد، والكويتش صرخ، وزهرة وقفت مكانها من الصدمة. شالت السماعات بعصبية وصرخت.

زهرة (بعصبية):

إنت اتجننت ولا إيه؟! كنت هتموتني يا أهبل!

أحمد (نزل بسرعة من العربية، رافع إيده باعتذار، شكله متوتر وبعدين بيروق لما يشوفها):

يا نهار أبيض! آسف جداً، والله ما شفتك... إنتي كويسة؟

زهرة (رافعه حواجبها وباصّه له باحتقار):

مش شايفني؟ طيب روح اكشف على نظرك بدل ما تتنطط بالعربية الفخمة!

أحمد (بيحاول يهدي الموقف وبيبتسم):

عندِك حق، والله ما كنت أقصد. وبعدين... بسم الله ما شاء الله، ما توقعتش إني هخبط ملاك كده فـ نص الشارع!

زهرة (ببرود وسخرية):

مش كل بنت شكلها حلو تستاهل المجاملة... خصوصاً لما تكون طالعة بعد حادثة كادت تخلص عليا.

أحمد (بيضحك وبيقرب خطوة):

أنا أحمد... وبما إني كنت هدهسك، يبقى على الأقل أعزّمك على قهوة... إيه رأيك؟ نبدأ هدنة؟

زهرة (بتبعد خطوة):

خلّي هدنتك ليك... أنا مش من النوع اللي بيتخدع في ابتسامة وشيك!

أحمد (حاطط إيده على صدره وبيهزر):

دي طعنة والله... بس حبيت صراحتك.

زهرة (بصّت له ثواني، وبعدين لفت تكمل طريقها):

خليك فـ سواقتك يا وسيم... وماتكرّرش الغلطة.

أحمد (بينادي وراها):

طب ينفع أعرف اسمك على الأقل؟

زهرة (من غير ما تبصله):

اسأل عربيتك... هي أول واحدة شافتني.

أحمد (بيضحك وهو بيبص عليها وهي ماشية):

يا لهوي... دي بنت مولعة! شكلي هفضل أفكر فيها شوية.

في قلبه، ماكنش متخيل إن بنت متعصبة ممكن تولّع جواه نار فضول واهتمام حقيقي.

أما زهرة، رغم عصبيتها، ماقدرتش تتجاهل وسامته وخفة دمه...

بس اللي متعرفهوش إن قلبها أخد أول خطوة في حكاية لسه ما اتكتبتش

********************

في قصر العطار – أوضة السفرة الكبيرة – الساعة تمانية بالليل

السفرة ملمومة حواليها العيلة: الجد محمود، الست مها، ولادهم أدهم ومهاب، ومراتاتهم ولاء وسلوى، ومعاهم الأحفاد علا، أحمد، وإياد. كالعادة، مازن غايب عن العزومة.

الكلام ماشي عادي عن الشغل وأخبار النهار، لحد ما اتفتح موضوع الموظفة الجديدة… تارا.

ولاء (وهي بتقطع حتة عيش):

سمعت إن في واحدة جديدة بدأت تشتغل في الشركة النهارده، بس ماحدش قالي عنها حاجة.

سلوى (بفضول):

وأنا كمان، ما شفتهاش… أحمد، إنت شوفتها؟ شكلها إيه؟

أحمد (بيضحك وهو بيرفرف بالشوكة):

مش بس شفتها… دي أول ما دخلت، الشركة كلها سكتت! الكل كان بيبصلها.

علا (بتهكم):

يعني عشان شكلها حلو؟ إيه الجديد يعني؟!

مهاب (بيبصل لعلا وبيبتسم بهدوء):

مش بس شكل… عندها كاريزما كده تلفت… طريقتها في الكلام، مشيتها، حتى ضحكتها مش عادية.

ولاء (بتغمز لأدهم):

وأنت يا أستاذ أدهم؟ رأيك إيه؟ ولا كالعادة مشغول ومش واخد بالك من حاجة؟

أدهم (بهـدوء بزيادة عن اللزوم):

شوفتها بسرعة… محترمة، أنيقة، وواثقة من نفسها.

أحمد (مقاطِع وهو بيضحك):

بس أكتر واحد كان واخدها على قلبه… إياد!

كل العيون اتجهت ناحية إياد اللي كان سرحان، باصص في طبقه ومش مركز في الأكل خالص.

مها (بصوت حنين):

إياد؟ يا حبيبي، إنت فين سرحت كده؟

إياد (بيرفع عينه بشويش، كأنه رجع من حلم):

هاه؟ لأ لأ، مفيش… كنت بفكر في المشروع الجديد اللي شغالين عليه.

أحمد (بيهزر):

ولا كنت بتفكر في الموظفة الجديدة اللي قلبت الشركة من أولها لآخرها!

إياد (بيضحك بتوتر خفيف):

كفاية يا أحمد… بس فعلاً، فيها حاجة مش مفهومة.

محمود (بصوت هادي بس فيه تحذير):

الجمال ساعات بيبقى فخ… ماتندفعوش ورا الوش الحلو. إحنا عيلة ليها أصل، ونفكر بعقل مش بقلب.

سلوى (بفضول):

بس ليه ما عرفتوهاش على العيلة؟ علا كانت عايزة تشوفها.

أدهم (بحسم):

بدري قوي… لسه ماكملتش يومين. لما تثبت نفسها، نبقى نشوف.

مها (بصوت فيه شجن):

حاسّة إن في حاجة غريبة جاية في السكة… حاجة من زمان… كنا فاكرينها راحت.

محمود (بيبص في الفراغ بنظرة غامضة):

في ذكريات… مابتموتش، حتى لو قفلنا الباب عليها

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

رواية لهيب العشق الفصل الحادي عشر 11 من هنا

الرواية كاملة من هنا (رواية لهيب العشق)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات