رواية غوثي عبر روايات الخلاصة بقلم أسماء علي
رواية غوثي الفصل السادس 6
_ إن شاء الله يخليلك عيالك خُدني معاك.
_ أخدك معايا فين يا مريم؟
قالها مؤمن بعد ما وقف بزهق.
كان ماشي قدامي، وأنا ماشية وراه، لفيت البيت كله وراه عشان يرضي يَخدني معاه.
_ إنت رايح فين؟
_ رايح الشركه.
_ خُدني معاك الشركه.
لف ضهره، وشوح بإيده بلامبالاه، وقال:
_ إنسي، مفيش منه الكلام ده.
إتحركت وراه بسرعه، وقلت:
_ ليه طيب؟
_ من غير ليه يا مريم، الكلام منتهي.
_ يا مؤمن.
_ قلت لا يعني لا يا مريم.
هبدت رجلي في الارض بغضب طفولي، وقلت بعصبيه:
_ طب والله ما أنا عملالك فطار، وروح الشغل جعان بقي.
ولفيت ضهري ومشيت،
نزلت المطبخ عشان أعمل فطار.. ليا.
_ هعمل فطار علي قدي أنا وبس.
بدأت أجهز الآكل وأنا في قمة غضبي،
وطول ما أنا واقفه في المطبخ بخبط وأرزع اللِ في إيدي،
بعد ما تعبت سندت بإيدي علي الرخامه، ورفعت رأسي لفوق وأنا مغمضه عيني.
_ کل ده عشان قلتلك مش هأخدك معايا.
قالها مؤمن وهو بيحضني من ورا،
إتنفست بخضه وأنا بغمض عيني، بعد ما حطيت إيدي علي قلبي اللِ زادت ضرباته.
حاولت أفك إيده من حواليا، وأنا بقول:
_ أوعك يا مؤمن.
مسك إيدي وحاوطني تاني، وحط دقنة علي كتفي،
إتنفست بضيق، لما مؤمن قال:
_ تؤ، مش واعي.
وحرك مؤمن رأسه وحط وشه ما بين كتفي ورقبتي،
وأخد نفس طويل وهو بيقربني له أكتر.
فتحت عيني بصدمه من حركته، وبلعت ريقي بتوتر وأنا بحاول أبعد، إتحركت أكتر من مرة بس هو ماسكني جامد.
وشي سُخن من كتر التوتر،
وقلبي حسيته هيخرج من مكانه،
وجسمي إتصلب في مكانه.
_ مؤمن!
_ قلبه!
_ هتتأخر علي شغلك.
قلتها بتوتر عشان يبعد عني،
حضني أكتر وقال بهدوء:
_ فداكِ يا غزالتي.
_ طب إبعد.
بعد مؤمن عني، إتحركت من قدامه بسرعه،
وقفني بصوته وهو بيقول:
_ مريم.
بصتله بطرف عيني، وقلت:
_ نعم؟
_ إطلعي إجهزي.
_ أجهز ليه؟
قلتها بعدم فهم،
بس سرعان ما فهمت، وقلت بحماس:
_ فوريه وأكون عندك يغالي.
وطلعت جري علي السلم،
لبست جيبة واسعه لونها أسود،
وبلوزة قصيرة لونها أسود، وجاكيت طويل وواسع لونه بيج،
وحجاب طويل لونه أسود
علي بوت باللون الأسود.
ووقفت قدام المرآيه عشان أحط اللمسه الأخيرة،
حطيت روج خفيف جدا يكاد يكون مش باين، ومسكره.
وقفت بعيد عن المرآيه وأنا بيقيم نفسي،
إبتسمت بهدوء، وحدفت لنفسي بوسه في المرآيه ومسكت الباج ونزلت.
وأنا نازله لمحت مؤمن وافق وهو ساند علي الحيطه،
إتعدل في وقفته لما لمحني، وقرب من السلم،
نزلت بخفه،
ووقفت قدامه، وقلت بإبتسامه هاديه:
_ أنا جاهزة.
بصيلي بترقب، وهو بيرجع لورا، وقال وهو مربع إيده:
_ لفي كده.
بصتله بإستغراب، ولفيت حوالين نفسي،
قرب مني وقال:
_ مفيش ولا غلطه بس.
_ بس؟؟؟
قلتها بترقب.
مد إيده ومرر إبهامه علي شفايفي، وقال وهو بيحط صبعه قدام عيني:
_ ده!
إبتسمت بسماجه، وقلت:
_ ماله؟
_ يتمسح، وميتحطتش تاني.
عدلت طرف حجابي بتوتر وقلت:
_ حاضر.
_ قربي!
رفعت نظري، وإتقدمت خطوة منه،
طلع منديل من جيبه، وحط إيد علي وشي وبإيده التانيه بدأ يسمح الروج.
بصيتله بتوتر، بص في عيني، وقال بُحب:
_ حاجه شبه دي المفروض ما تتحطتش غير قدامي وعشاني، ومحدش يشوفها غيري، ثم إنتِ مش محتاجه ميكاب وحاجات تافه من دي.. إنتِ أجمل بكتير وإنتِ طبيعيه وأنا حابك كده ومش عايزك غير علي طبيعتك.. تمام يا غزالتي؟
هزيت رأسي بإيجاب وأنا تحت تأثير كلامه، وقلت:
_ حاضر.
باسني من خدي، وقال:
_ شاطورة.
مسك إيدي وخرجنا من البيت،
ركبنا العربية، وإنطلقنا لوجهتنا المعروفه.
_ مقولتليش ياد يا مؤمن.
جمله قلتها بعفويه،
ضحك مؤمن بصوت عالي، وقال:
_ ياد يا مؤمن؟ ده إحنا بقينا جامدين وبنتكلم بثقه.
بصتله بحرج، وقلتله:
_ من غيري قصدي والله.
بصيلي بإبتسامه، وقال:
_ خليكِ علي طبيعتك معايا يا مريومه، أنا مُرحب بكل تقلُباتك.
إبتسمت بفرحه، وأنا بعدل طرف حجابي،
ضحك مؤمن، وقال:
_ بتتثبتي إنتِ بأقل كِلمة.
_ حصل والله.
_ عادي يا ست مريومه.
_ عادي يا حج مؤمن.
_ قلب الحج مؤمن.
_ بقولك إيه يا مؤمن، ركز في الطريق يضنايا.
ضحك مؤمن، وقال:
_ ست البنات تؤمر وإحنا ننفذ.
إبتسمت ورجعت رأسي لورا وأنا ببص علي البلد،
والمناظر الجميلة اللِ موجوده.
وبعد نص ساعه،
وصلنا.
نزلنا أنا ومؤمن من العربيه،
وقفت جانب مؤمن وأنا مُنبهرة من جمال تصميم الشركه الخارجي.
كبيرة أوي، ومكتوب حرف ال M مرتين جنب بعض،
الحرفين متصمميمن بطريقة تحفه.
إتحركت مع مؤمن اللِ مسك إيدي، واللِ ماشي بثقه وباين عليه راجل أعمال كبير وصاحب شركه وكريزما كده. " يخواتي سُكر".
أنا ماشيه بوزع نظرات علي الشركه وعلي اللِ فيها،
ضغط مؤمن علي إيدي براحه، وقال:
_ مريم.
بصتله بإنتباه، وقلت:
_ نعم!
_ بصي قدامك ومتتلفتيش كتير.
هزيت رأسي، وقلت:
_ ماشي
إتجاهلت كلامه طبعا، وفضلت أوزع نظراتي علي الشركه من غير ما مؤمن يا خد باله.
ركبنا الاسانسير، ووقفت جانب مؤمن وأنا ماسكه في دراعه "عندي فوبيا من الأماكن المغلقه".
حاوطني بإيده، وقال بهدوء:
_ مريم مش عايزك تختلطي مع حد، كلامك كله يكون معايا، وإوعك أشوفك بتكلمي راجل.. فاهمه.
هزيت رأسي بملل من فقرة الأموار اللِ ما بتخلصش، وقلت:
_ فاهمه، فاهمه.
_ هنشوف هنشوف.
إبتسمت عليه، وكنت لسه هتكلم بس الأسانسير فتح،
خرج مؤمن وأنا فضلت واقفه،
رجع مؤمن ومسك إيدي وشديني، وهو بيقول:
_ إمشي يا مريم.
مشيت جانبه وأنا بلف برأسي في المكان،
عدل مؤمن رأسي لقدام، وقال:
_ يا حبيبتي هتيجي علي وشك، بصي قدامك.
_ بتفرج علي شركة جوزي ياعم.
ضحك مؤمن، وقال:
_ إتفرجي يا عيوني معنديش مانع، بس ركزي عشان متُقَعيش.
_ هو إنت بتشتغل إيه يا مؤمن؟
_ مصمم أزياء.
فتحت عيني، وقلت بصدمه:
_ بتهزر؟
ضحك عليا، وقال وهو بيقتح باب أسود كبير بنقوش بسيطه في آخر الممر:
_ لا مش بهزر، بتكلم جد.
_ يعني إنت بتصمم ملابس وكده.
_ أيوة.
دخل مؤمن ودخلت بعده،
عيني لمحت مكتب كبير محطوط عليه ورق، وأقلام كتيرة بتناسق،
وجانب المكتب فيه رفوف مليانه كُتب،
وفي نص الأوضه في ترابيزة متوسطه الحجم وحواليها كراسي،
وفي رُكنه كبيرة موجودة في الركن اللِ جانب الباب،
علي الحيطه اللِ ورا المكتب صورة مرسومه بالفخم لبنت بس ملامحها مش واضحه، بس الصورة كانت مُبهر.
وكان حيطان المكتب زجاج.
لفيت حوالين نفسي وأنا ببص علي المكتب كله، وقلت بإعجاب:
_ ده مكتبك؟
_ نعم سيدتي.
بصتله بإبتسامه وقلت:
_ تُحفه أوي.
_ عيون الغزاله.
فجأة الباب خبط،
بصيت ناحيه الباب، وإتقدم مؤمن ومسك إيدي وقعدني علي الكرسي اللِ قدام المكتب، وقال:
_ إتفضل.
دخلت بنت جميلة لابسه زي رسمي عبارة عن بنطلول واسع علي بلوة باللون الأزرق ولابسه حجاب باللون الأبيض.
_ صباح الخير مستر مؤمن.
_ صباح النور آنسه تالا.
قالها مؤمن وهو بيقعد علي الكرسي اللِ ورا المكتب،
بصيتلي البنوته، وقال بإبتسامه هاديه:
_ صباح الخير.
هزيت رأسي بلطف، وقلت:
_ صباح النور.
وإستغربت إنها بتتكلم عربي.
إتقدمت تالا ووقفت علي بعد من المكتب، وحطت ورق قدام مؤمن وهي بتقول:
_ في إجتماع النهاردة بخصوص التصميم الجديد مستر مؤمن، والعميلة الفرنسيه حددت معاد وهتيجي النهاردة الضهر.
هز رأسه بهدوء وهو بيبص في الورق، وقال وهو بيوقع علي الورق:
_ تمام.
لمت الورق، وقالت:
_ حضرتك تؤمر بحاجه تانيه؟
_ قهوتي، وعصير فِرش للهانم.
هزت رأسها بأدب، وخرجت بعملية.
_ مؤمن بيك لا تتركني هيك.
ضحك مؤمن بصوت علي جملتي وقال:
_ إيه يا مريومه.
_ هو أنا دخلت في مسلسل تُركي ولا إيه؟
_ يمكن.
قمت من علي الكرسي، ووقفت قدام المكتب، وقلت:
_ طب أنا هعمل إيه دلوقتي؟
قام من علي الكرسي، ووقف قدامي وقال:
_ هتقعدي معايا لحد ما أخلص.
هزيت رأسي برفض، وقلت:
_ لا أنا عايزة أشوف الشركه.
_ لا مش هتتحركي من هنا.
_ ليه؟
_ من غير ليه.
_ أيوة يعني هفضل قاعده هنا.
_ أيوة.
نفخت بضيق وإتحركت ناحيه المكتبه، وحركت نظرى علي الكتب لحد ما عيني وقعت علي كتاب أنا عارفاه.
مسكته وقعدت علي الكنبه، وبصيت علي مؤمن اللِ قعد علي المكتب وبدأ شغل.
عديٰ وقت طويل وأنا قاعده ألف في المكتب،
أنا زهقت، ومؤمن مركز في الشغل،
قُمت من علي الكنبة بهدوء، وحطيت الكتاب، وبصيت علي مؤمن والباب.
بعد شويه كنت ماشيه في الممر وأنا بلف حواليا من التوتر،
هربت من مؤمن بعد ما دخلت تالا تبلغه بالإجتماع.
إتحركت في الممر وأنا بحرك نظري علي المكان،
الممر كان فاضي، مشيت لحد ما وصلت لِ سلم نزلت عليه بهدوء..
وأنا نازله علي السلم قابلت بنت لابسه.. أووه قلت لابس، أقصد لافه حته قُماشه علي جسمها وظاهره أكتر ما تخفي، وكيلو البوردة اللِ علي وشها، والميكاب الأوفر.. يعععع
منظر يثير الإشمئزاز.
بصتلها بقرف من فوق لتحت، ومشيت من قدامها،
وقفتني، وقالت:
_ إنتِ يا بتاعه!
رددت الكلمه بسخريه:
_بتاعه؟؟
بصتلها، وقلت:
_ بتكلميني؟؟
_ شايفه حد غيرك يعني.
رديت عليها ببرود، وقلت:
_ وبعدين؟
_ إنزلي هاتيلي كوباية قهوة من الكافيتريا.
رفعت حاجبي بسخريه، وقلت:
_ خدامه أبوكِ أنا ولا إيه؟ ما تنزلي تجيبي لنفسك.
إتكلمت بصوت عالي، وقالت:
_ إنتِ إزاي تكلميني كده، مش عارفه أنا مين ولا إيه؟
_ محصلناش القرف.
قلتها ونزلت علي السلم، وأنا بتجاهل زعيقها ليا،
_ هي إزاي دي كمان بتتكلم عربي؟
ورفعت حواجبي بإستغراب، وقلت:
_ أكيد بقي الموظفين هنا كلهم عربيين.
إتجاهلت الموضوع ونزلت بهدوء وانا بكتشف المكان،
وانا نازله لمحت كافيتريا، إتحركت ناحيتها، وجبت كوباية قهوة، ولحسن الحظ الموظف هناك كان بيتكلم عربي برضو.
أخدت القهوة، ومشيت في الممر، وأنا ماشيه سمعت صوت ورايا،
لفيت بسرعه ملقتش حد..
وانا بلف دخلت في حد والقهوة وقعت عليه.
_ آه
بصتلها بصدمه، وقلت بأسف:
_ مكنتش أقصد.
_ غبية.
بصتلها بطرف عيني بغضب، وقلت:
_ ده إنتِ.
_ إنتِ واحده مش متربية.
فتحت عيني بصدمه من جملتها، وقلت ببرود:
_ من أول ما قابلت يا عمري.
وخطفت نظرة لكوباية القهوة اللِ ف إيدي، واللِ نصها وقع عليها، وإبتسمت بخبث وأنا بقول:
_ وعشان أوريكِ التربية علي أُوصولها، إتفضلِ
ووقعت باقية القهوة عليها، لكن سمعت صوت خلاني أتسمر مكاني:
_ مريـــــم!!!
#يتبع
أَسْمَاءَ عَلِۍ.
#حواديت_أيلولُ
#غَوثي.
