📁

رواية طريق إلى نجمة الفصل السابع 7 بقلم ٱية شاكر

رواية طريق إلى نجمة عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر

رواية طريق إلى نجمة الفصل السابع 7 بقلم ٱية شاكر

رواية طريق إلى نجمة الفصل السابع 7

من لما كريم خرج من البيت يقابل حازم وأنا بعيط، مكنتش عارفه أنا عايزه إيه! أنا مريت بمواقف صعبه خلتني أشك في كل اللي حوليا حتى إني شكيت في كريم يكون له يد في نشر الصور المتفـ.ـبركه عني! لكني رجعت وقلت لو هو اللي عمل كده ليه تعب وكان ممكن يروح فيها بسبب الجـ.ـلطه! 

اتنفست بعمق ومسحت دموعي! وعشان أعالج خوفي حسيت إني عايزه أقرأ قرآن، القرآن هو اللي بيطبطب على قلبي من شقاء الدنيا...

بدأت أقرأ بخشوع من حفظي لساعه كامله لحد ما عيني غمضت...

حلمت بإني في مكان كله نور ووالدة شروق بتزغرد وحازم واقف قدامي بيبتسم وفجأه إداني ظهره وكريم ظهر مكانه ومسك إيدي، وأمي واقفه تبصلي وتعيط...

قمت من نومي قلقانه على أمي فغسلت وشي ورنيت عليها، ولما ردت كان فيه دوشه حوليها، سألتني:

- إنتِ فين؟!

- هكون فين أنا في البيت...

سمعت صوت حاتم العالي زي ما يكون بيتخانق مع حازم، وسمعت صوت كريم بيقول بانفعال كأنه بيسلكهم:

- بس بقا اسكتوا... اهدوا ان شاء الله هتبقى كويسه...

سألت أمي عن اللي بيحصل واتفاجئت لما قالت:

- شروق بنت خالك حاولت تنتـ ـحر... واحنا في المستشفى...

- تنتـ ـحر!!

قلتها بصدمة فقالت أمي بنبرة حزينة:

- أيوه... أنا كنت فكراكي متصله تتطمني عليها... خدي جوزك معاكِ أهوه... خد يا كريم كلم نجمه...

بلعت ريقي لما قالت جوزي، مكنتش عارفه أقوله ايه! بدأ هو وألقى السلام ورديت بارتباك وسألته:

- إيه اللي حصل؟!

- لما أرجع هحكيلك...

قالها بجمود، فقلت:

- طيب شروق عامله ايه؟!

- إن شاء الله هتبقى كويسه متقلقيش...

- أنا هلبس وأجي...

- بتستأذني ولا بتبلغيني إنك جايه؟

- لو قولتلي مخرجش مش هخرج من غير إذنك يا كريم...

قلتها وحسيت بارتياح في نبرة صوته وهو بيقول:

- لو عايزه تيجي البسي وابقي رني عليا وأنا هقابلك...

قلت بابتسامة:

- تمام... اتفقنا...

قفلت معاه ولبست وخرجت وهو قابلني بعربيته، ركن العربيه بعيد شويه عن المستشفى واحنا بنعدي الطريق مسك إيدي وافتكرت الحلم لما شوفت حازم واقف قدام المستشفى مديني ظهره كان واقف يتكلم مع أسماء، ولما شوفت وشه كان باين أثر الدموع في عينه فحسيت بوغزه في قلبي مش عارفه على الحاله اللي هو فيها ولا من خوفي على شروق!

- إيه يا حازم واقفين كدا ليه!؟ هي عامله ايه؟

قالها كريم فرد حازم:

- عملولها غسيل معده والدكتور طمنا... بس أنا اللي مش كويس قلبي واجعني... حاسس إني السبب في كل ده...

تنهد حازم بألم ومسح وشه لما نزلت الدموع من عينه، فسألت:

- وايه اللي وصلها للحاله دي؟! 

بصلي حازم بنظرة سريعة وقالي كريم:

- هبقا أحكيلك...

سلمت على أسماء، ولكن حسيت منها بنفور مني وجمود، وشوفت كريم بيحضن حازم اللي باين عليه بيعيط...

التفتت لأسماء على صوت شهقاتها وبكائها، فقربت منها وطبطبت عليها وقلت:

- اهدي عشان اللي في بطنك...

مسحت أسماء دموعها وحاولت تتنفس بعمق ودخلنا للمستشفى...

العيله كلها كانت موجودة ما عدا خالتي دلال، أسماء كانت منهاره وكل ما تبص ناحية حازم تعيط فأخدتها أمينه، وطلعت وراهم نقعد في الكافيه عشان نهديها، اشتريتلها مايه وعصير وقعدت أتكلم معاهم، قالت أسماء بدموع:

- أنا مش قادره أشوف حازم كده! قلبي واجعني عليه أوي... مشيل نفسه ذنب اللي حصل لشروق... ولو حصلها حاجه مش هيسامح نفسه أبدًا...

طبطبت على ايديها وقلت:

- ان شاء الله هتقوم بالسلامه... هي ايه اللي وصلها لكده!

بصولي الاتنين وسكتوا وكأنهم مخبين حاجه فكررت السؤال فقالت أمينه:

- أصلها اتخانقت مع حازم...

- وهو ده سبب يخليها تنهي حياتها!!

قالت أسماء بدموع:

- أنا نفسيتي تعبانه أوي... يعني من ناحيه أخويا والمشاكل اللي بينه وبين حازم ومن ناحيه تانيه شروق واللي بيحصلها! 

ردت أمينه:

- ان شاء الله ربنا هيفرجها...

ومع إن فضولي زياده وكنت عايزه أعرف طبيعة المشاكل بين أخوها وحازم لكني معلقتش! وتأملت أسماء وأنا بقول في نفسي إنها تستاهل حازم يحبها ويحافظ عليها، زي ما كريم يستاهل إني أمسك فيه...

شوفت خالتي دلال نازله من التاكسي متوتره وإيمان مقبلاها مش عارفه دار بينهم حوار ايه! وتسائلت هما يعرفوا بعض ولا ايه!!

فقمت بسرعه وروحت ناحيتهم، وألقيت السلام، في حين قالت خالتي:

- شروق حصلها ايه!!!

- متقلقيش يا خالتو الدكتور طمننا...

قلتها ولقيت حاتم قرب مننا وقال لإيمان:

- أنا عايز أتكلم معاكِ ضروري...

بصت إيمان لخالتي دلال بقلق وكأنها بتستنجد بيها، فقالت خالتي: - تعالوا انتوا الاتنين...

استأذنوني ومشيوا وسابوني واقفه لوحدي أسأل نفسي هو فيه ايه أنا حاسه إن فيه حاجات كتير غامضه والفضول هيجـ.ـنني...

قرب مني كريم وقال: - واقفه كدا ليه؟! 

حكيتله اللي بيحصل دماغي مبقاش مستوعب حاجه فقال:

- تعالي أنا هفهمك كل حاجه...

مسك ايدي واتجهنا ناحية عربيته فقلت:

- هو احنا هنمشي؟!

- أيوه... شروق هتبقى كويسه الدكتور طمنهم، وأنا استأذنتهم عشان نمشي... ملوش لزمه وجودنا!


ركبت جنبه العربيه وبدأ يحكيلي اللي حازم قاله وإن شروق السبب في نشر الصور عني، وقال:

- عشان كده أنا... قولت نمشي أحسن...

- يعني هي انتحـ ـرت عشان فاكره نفسها هتتحبس؟!

- بالظبط كده...

- حازم غلطان برده كان لازم يفكر شويه قبل ما يخرج ويسيبها في البيت لوحدها بعد.ما قالتله هنتـ ـحر...

بصلي كريم وابتسم ورجع يتابع الطريق، قال:

- لسه فيه حاجه عايز أقولك عليها...

- قول...

- شروق كانت بعتتلي رسايل...

شاور بعينه على موبايله وقال:

- خديه وافتحيه كده على الماسنجر...

فتحت ماسنجر زي ما قال وقرأت الرسائل المكتوبه، وبلعت ريقي بقلق، فقال:

- مكدبش عليكِ يا نجمه الرسايل دي هزتني وهزت ثقتي فيكِ وخصوصاً لما شوفت اللمعه اللي في نظراتك لحازم... واللي مبشوفهاش ليا...

حسيت الد**م هرب من عروقي وقلت بنبرة مرتعشة:

- مفيش حاجه بيني أنا وحازم... حازم أخويا كنت بشوف فيه أخويا وبتمنى يكون أخويا بجد وكنت دايمًا أقول في نفسي يا بخت شروق بحازم وحاتم... 

مردش كريم فقلت:

- وحتى لو كان في قلبي حاجه يا كريم... خلاص حازم اتجوز وأنا اتجوزت...

محستش بالجمله اللي قلتها إلا لما نطقتها فخوفت يفهمني غلط وبدأت أكل في ظوافري، سكت كريم شويه كأنه بيفكر في كلامي وقال:

- وعشان كده مش شيفاني؟! 

- يعني ايه؟!

- ولا حاجه يا نجمه... يلا...

كنا وصلنا قدام البيت فنزل من العربيه ونزلت وراه، ولما دخلنا الشقه قعد على الأريكه، قعدت قصاده كنت مستنيه يفتح معايا أي كلام، فقال:

- مقولتليش هتعملي إيه مع شروق؟!

- مش هسامحها... مش هقدر أسامحها...

- يعني هنقدم بلاغ؟

- لأ مش هنعمل كده عشان خالي وحازم... وحاتم كمان...

ابتسم كريم وشوفت ملامح سخريه على وشه وهو بيقول:

- متقلقيش حازم نفسه عايز يبلغ عنها...

- بس أنا مش هعمل كده... لكن مش عايزه أشوفها تاني طول ما أنا عايشه لأني مش هقدر أسامحها...

- تمام ماشي...

قالها كريم وقام دخل أوضته، كنت ملاحظه الحزن على ملامحه، وقلقانه من شكه فيا فمشيت وراه وحاولت أبرر تاني: 

- كريم أنا عايزاك تتأكد إني مفيش اي حاجه بيني وبين حازم...

- ما أنا عارف يا نجمه ومتأكد إنتِ مش محتاجه تبرري على فكره.

خلع ساعته ودبلته وهو بيقول:

- هروح أتوضى وأنزل أصلي...

ولما مشي قعدت على طرف السرير أفكر وحاسه قلبي واجعني عشان هو بيشك فيا، افتكرت يوم ما قالي اقرأ الحرفين اللي على الدبله، فمسكت الدبله وقرأت بصوت:

- حرف (k) كريم وحرف (N)...

أكيد أنا! افتكرت لما قالي:

- أنا مخلعتش الدبله دي من أكتر من ٣ سنين...

وجملته:

- أنا عايز اسم مراتي يكون معناه أي حاجه بتنور... 

وكل نظراته ليا اللي بتقول إنه معجب بيا، وكلام خالتي دلال لما قالتلي:

- فيه عريس هيمـ ـوت عليكِ...

كنت عارفه إنه ممكن معجب بيا بس مكنتش أعرف إنه متعلق بيا للدرجه دي! 

حاولت أفتكر مواقف أكتر بيننا من وأنا في ثانوي لما شوفته في الكافيه، أعتقد دي أول مره أُعجب بيا...

فوقت من أفكاري لما كريم دخل الأوضه وقعد يدور على الدبله، فوقفت ومديت ايدي بيها وأنا بقول:

- اتفضل...

- لأ مش عايزها... كنت بدور على الساعه...

لبس الساعه، فسألته:

- ليه مش عايزها؟!

- وجعتلي ايدي...

قالها وسابني وخرج من الشقه، فبصيت للدبله للحظات وقلت بعد تنهيدة:

-استغفر الله العظيم.

فتحت موبايلي وارسلت رساله لصُحبتي الصالحه «جروب م» اللي محكتش ليهم أي حاجه من اللي بيحصل معايا، لكن قلت:

- الحقوني أنا زعلانه مع كريم... أعمل ايه؟!

- موضوع الزعل ده علاجه في تلت خطوات...

كتبتها سمر وقالت همسه: 

- يلا مكالمه جماعيه عشان نشوف حل للزعل ده! 

استغفروا.

بقلم آيه شاكر 

★★★★★

«كريم»

بصيت لمكان الدبله الفاضي وأنا بقول لنفسي الدبله دي وجعتلي قلبي مش ايدي...

كلنا بنغلط وأنا معترف إني غلطان! علقت قلبي بنجمه واتعشمت فيها فاتخذلت واتوجعت...

دخلت المسجد أصلي وفي كل سجده كنت بقول:

- ربي إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت...

قعدت بره البيت كتير أفكر في موضوع شروق، وفي موضوعي أنا ونجمه أنا عارف إن الطلاق مش حل لكن برده عارف إن نجمه مش بتحبني زي ما أنا بحبها، احساس إنها رفضاني أو مش قادره تتقبلني ملغبطني! 

موبايلي رن كان رقم نجمه اللي مش بيظهر على شاشته إلا نادر جدًا، كنت مسجلها «زوجتي»، مردتش عليها ولما الرنه خلصت طلبتها أنا، قالت:

- إنت فين كل ده؟!

- إيه!! قلقانه عليا؟ من امته أصلًا وإنتِ بيفرق معاكِ غيابي؟

- دا إنت زعلان مني أوي بقا!

- لأ أنا زعلان من نفسي وعلى نفسي...

- طيب بس تعالي وأنا أصالحك على نفسك...

سكتت كنت مستغرب نبرتها اللي أول مره أسمعها فكررت نجمه:

- وهاتلي معاك سندوتشات شاورما... معاك فلوس ولا لأ؟!

حمحمت وقلت:

-معايا...

-طيب يلا متتأخرش... أنا مأكلتش من الصبح...

قفلت معاها وبصيت للموبايل أتأكد من اسمها وابتسمت زي الطفل اللي ضـ ـربته أمه واتراضي بحباية حلاوة بس برده لسه جوايا حته زعلانه ومحتاره بتقول: آه يـــــــاني...

***********

من ناحية تانيه بعتت نجمه رساله على «جروب م» محتواها:

"نفذت أول خطوة زي ما قولتوا ايه بقا الخطوه التانيه؟"

كتبت همسه:

"البسي حاجه حلوه من الحاجات اللي عندك"

طلعت عبايه وكتبت:

"ماشي.... والخطوة الثالثه يا مُعلمتي؟!" 

كتبت سمر:

"لا دي بقا الإجابه متروكه للطالب"

وكتبت همسه بسخرية:

"أيوه أجب بنفسك"

أرسلوا ايموشنات ضحك فسابت نجمه الموبايل بعدما كتبت:

"والله انتوا رخمين"

نجمه كانت بتلف في الشقه رايحه جايه وهي متوتره، وبتردد:

- للأسف فهمت قصدهم... 

مر عليها فتره طويله وهي بتلف رايحه جايه بتفكر، وبعدين وقفت وقالت:

- لأ طبعًا مش هعمل كده أنا هحاول أتكلم معاه شويه وأصالحه وخلاص... صح كده... هو دا الصح...

وكل ما الوقت يمر كان توترها بيزيد وبمجرد ما سمعت المفتاح مسكت بطنها...

دخل كريم للشقه، وألقى السلام، فردت بابتسامة، قالت:

- اتأخرت كدا ليه؟!

- كان عندي شغل كده... 

حط كيس في إيده على التربيزه وقال:

- جبتلك السندوتشات...

- مش هتاكل معايا؟!

- هاكل معاكِ بس هغير هدومي وهغسل ايدي وجاي...

حطت ايديها على بطنها وهي بتقول:

- وأنا هـ... هدخل الحمام...

جريت على الحمام فقال كريم لنفسه:

- توتر... نجمه توتر... بدأنا حفلة الحمام...

وبعد فتره خرجت نجمه من الحمام، وكريم كان فاتح التلفزيون وبيقلب فيه، ولما شافها قال:

- هو إنتِ مش بتفتحي الشاشه خالص! الرَكنه مش حلوه عشانها! بتقصر عمرها...

- ما أنا مش بكون فاضيه وبستغل وقت الفراغ بإني أراجع قرآن أو أقرأ كتب... مليش في التلفزيون...

- يا ستي ابقي شغليها على القرآن...

- تمام... أو ابقى شغلها إنت...

- طيب يلا ناكل قبل ما السندوتشات تبرد...

قعدت جنبه وبدؤا ياكلوا، وكل ما تبص في ايده متلقيش الدبله تحس إنها عايزه تعيط، وزي ما يكون كان فاهم نظراتها فسأل:

- هي فين الدبله؟!

وقفت وقالت بنبرة مبتهجة:

- ثواني هجيبها...

وفي لحظات رجعت بالدبله وقعدت جنبه تاني، بصيلها بطرف عينه، فقالت:

- اتفضل دبلتك...

ابتسم وأخدها منها ولبسها، فقالت:

- كريم هو إنت زعلان مني؟ 

ساب كريم الساندوتش من ايده، وبصلها شويه وهو ساكت وبيتأملها، فبصت للأرض بحياء، سأل كريم:

- نجمه هو إنتِ بجد ندمانه على الجواز مني؟!

- والله أبدًا... أنا قلت كده في لحظة غضب لكن أنا مبقتش أتخيل حياتي من غيرك... أنا آسفه والله...

لما لاحظت نجمه إنه باصصلها ومركز ديرت وشها الناحيه التانيه، فقال:

- نجمه فيه حاجه في قلبي لازم تعرفيها...

بصيتله تاني فقال:

- أنا بحبك... بحبك وبغير عليك... وبعدي عنك الفتره دي كان اختبار عشان أشوفك هتحاولي تقربي مني ولا لأ وللأسف إنتِ منجحتيش بمقبول حتى!

قالت باندفاع:

- انا أول مره أعرف إنك غـ ـبي!

بصلها بدهشه وصدمة، فقالت بتوتر:

- قصدي يعني مش بتفهم كويس! 

برق عينه فكررت وهي رافعه ذقنها:

- أيوه إنت غبـ ـي عشان أنا حاولت أتكلم معاك وإنت اللي كنت بتجاوب ببرود فكنت بضطر أسكت!

بصلها وهو رافع حواجبه وقال بانفعال:

- طيب ماشي وبعدين؟ 

- وبعدين ايه؟!

- كملي يا نجمه...

- أكمل ايه! ما أنا خلصت كلام...

- مقولتليش بحبك أنا قولت وإنت مقولتيش!!!

مسكت نجمه بطنها وقامت بسرعه وهي بتقول:

- أنا رايحه الحمام... 

جريت ناحية الحمام فنفخ كريم بزهق وهو بيقول بصوت عالي:

- ما أنا عارفك هتقعديلنا يومين بقا بالحاله دي... 

قالت بضيق: - إنت مستفز يا كريم...

قفلت الحمام جامد فقال كريم بصوت عالي:

- براحه على الباب... وعلى فكره إنتِ غلطتِ فيا بس أنا مش هرد عليكِ تقديرًا لحالتك... بس هاكل الساندوتش بتاعك عقابًا ليكِ...

سبحان الله وبحمده.

آيه شاكر 

★★★★★★★

رجعت شروق لبيتها مع أهلها، كان باين عليها الإرهاق ومش بترد على حد ولا بتكلم حد، ولما دخل حازم يطمن عليها، بصتله وقالت:

- أنا معملتش حاجه يا حازم ومعرفش الحاجات اللي على الاب دي وصلت ازاي!

- ارتاحي يا شروق كريم ونجمه مش هيعملوا حاجه... ريحي نفسك...

خرج حازم من عندها وقعدت هي تعيط، خرج لوالده وحكاله كل حاجه وساب الابتوب وخرج...

قابله حاتم على باب الشقه، قال:

- تخيل إيمان كتبت الروايه ازاي؟! 

ابتسم حاتم بسخرية وكمل:

- طلع إن عمتك دلال هي اللي كانت بتحكيلها كل حاجه...

- وأختك طلعت هي حل اللغز... 

تنهد حازم بألم وقال:

- أنا داخل شقتي... مبقتش عايز أشوف حد ولا اتكلم في الموضوع ده... تعبت...

طبطب حاتم على كتف حازم وقال:

- متزعلش مني يا عم عشان عليت صوتي عليك... أنا كنت قلقان على شروق...

هز حازم رأسه باقتناع ومردش ودخل شقته، ودخل حاتم يطمن على شروق ويعاتبها بهدوء لكنها كانت مصممه وبتحلف إن مش هي اللي عملت كل ده...

دخل حاتم أوضته، فتح صفحة إيمان وبعتلها رساله:

- كنت عايز أسألك سؤال!

قرأت الرساله وردت بعدها بفترة:

- إنت تاني!!! هو إحنا مش اتفقنا منتكلمش مره تانيه ولا نتقابل صدفه!

- هيحصل بعد ما أسألك سؤال مهم محيرني يمكن ألاقي إجابته عندك...

- اتفضل...

- أنا حاسس إن شروق مظـ.ـلومه... تفتكري هي مظـ.ـلومه فعلًا؟!

- أنا بقا مش حاسه بكده شروق ظلـ.ـمت نجمه كتير ولعلك قريت الروايه وفهمت حجم الأذيه والظلم اللي شروق سببته ليها...

- هي شروق فعلًا عملت كده ولا دا كان من وحي خيالك؟!

سألها حاتم فكتبت ايمان بسرعه:

- شروق عملت كده وأكتر، فيه حاجات كنت لسه هكتبها زي انها كانت بتتكلم عنها بالسوء مع البنات في الجامعه وكل ما حد يقرب من نجمه من البنات كانت بتروح تصاحبها وتحكيلها عنها وعن صورها! وطبعًا الكلام بيجي عند صاحبه ويتقطع فنجمه مكنتش بتعرف... أختك بجد وحشه يا دكتور...

ابتسم حاتم بسخرية وهو بيكتب:

- ولما شروق وحشه اوي كده كنت مصحباها ليه يا صاحبة الصون والعفاف؟!

قرأ حاتم اللي كتبته ايمان بعينه وبعدين ردده بصوت:

- كنت فاكره نفسي هقدر أغيرها للأحسن... لكن للأسف كل محاولاتي فشـ.ـلت فاختارت إني أبعد... أنا جالي تر.وما بسبب أختك يعني معدتش هصاحب حد تاني طول حياتي...

استنى حاتم شويه لما ظهرله إنها بتكتب، وقرأ اللي كتبته:

- أنا غلطت مرتين في حياتي الأولى لما صاحبت شروق والتانيه لما كتبت الروايه أو روايات بشكل عام لأن الكار دا مش كاري...

- بغض النظر عن كل حاجه بس إنتِ كاتبه شطره ولو استمريتِ هيكون ليكِ مستقبل وممكن أجي أخد توقيعك على كتاب ليكِ بعد كده!

- معتقدش لأني هوقف كتابه للأبد... وبعد اذنك متكلمنيش تاني أنا معدش عندي كلام أقوله... مع السلامه...

قفل حاتم موبايله من غير ما يرد عليها كان متضايق من أخته واللي عملته، وفتح موبايله مره تانيه يقرأ محادثة إيمان مره والتانيه والثالثه ولقى نفسه معجب بطريقة كلامها وبصدها ليه في كل مره بيحاول يكلمها واتمنى لو كانت أخته زيها...

بدأ يفتكر كل اللي حصل لنجمه ويسأل نفسه إزاي يكون فيه شخص بالشر والأذى ده! ومعقول الشخص ده أخته اللي بيحبها أكتر من نفسه!!

اتصل حاتم على حازم لكنه مردش عليه كان عايز يقوله إن شروق لازم تروح لطبيب نفسي بأقصى سرعه...

وبعد مرور يوم كامل في خلاله شروق كانت بتحلف لوالدتها إنها مظلومه لكن محدش صدقها وثبتت التهمه عليها فقررت تكلم نجمه اتصلت بيها وقالتلها إنها مظـ.ـلومه ومعملتش حاجه، ونجمه كانت بتسمعها وساكته، وبعدين ردت:

- الله يسامحك يا شروق على اللي عملتيه فيا بقصد أو من غير قصد... أنا مش قادره أسامحك حاليًا بس هدعي ربنا يطهر قلبي يمكن أقدر أسامحك...

قالت شروق بدموع:

- يا نجمه صدقيني أنا معملتش حاجه!

- يا شروق كفايه بالله عليكِ إنتِ حتى مش بتكلميني ومعترفه بغلطك... بعد إذنك يا شروق أنا هقفل...

وقفلت نجمه الخط، فقعدت شروق تعيط وتقول:

- أنا معملتش حاجه صدقوني...

في نفس الوقت فتح والدها باب أوضتها بعنـ ـف ومن غير ما يخبط فاتنفضت ووقفت، قال وهو بيجز على أسنانه:

- إنتِ فاكره عشان نجمه قررت متعملش حاجه أنا هسكت ومش هجيبلها حقها!

قالت برعب:

- والله ما عملت حاجه يا بابا ارجوك صدقني...

قال بصوت عالي:

- أصدقك!! بطلي كذب يا شيخه اعترفي بغلطتك ولو لمره!

دخلت والدتها للأوضه وشدته بعيد عنها وهو بيقول بصوت عالي:

- ماشي يا شروق أنا هعرف إزاي أربيكِ من أول وجديد.

قعدت شروق تعيط فدخل حازم لأوضتها وحاول يقنعها تروح لطبيب نفسي، فقالت بانفعال:

- أنا مش مجنـ ـونه ومعملتش حاجه افهموا بقا! 

قال حازم بانفعال:

- اعترفي بغلطتك بقا... كل ده ومعملتيش حاجه! 

تنهد حازم بألم وخرج من الأوضه وهو بيستغفر، ولما شاف حاتم قاله:

- ادخل أتكلم معاها واقنعها عشان أنا مش طايقها...

               ــــــــــــــــــــــــــ

                        «حازم»

دخلت شقتي ورقدت على الأريكه وغمضت عيني وأنا بقول لنفسي؛ أصعب احساس في الدنيا بعد الخذلان هو الندم وتأنيب الضمير، وأنا ندمان! ياريت الزمن يرجع وأنا أصلح حاجات كتير في نفسي وأصلح قرارات غلط أخدتها، لكن الوقت مش بيرجع والندم مش هيفيد بحاجه إلا تعب الروح، فأنا قررت أصلح اللي أقدر عليه...

- حبيبي إنت كويس؟!

قالتها أسماء، ففتحت عيني، بصيت لإيديها اللي بتطبطب بيها علي ظهر ايدي وابتسمت وأنا بقول لنفسي أسماء تستاهل إن قلبي يتملى بحبها هي وبس، قلت بابتسامة:

- أنا كويس يا حبيبتي...

اتعدلت ولمست بطنها وقلت:

- البنت دي عامله ايه؟

قالت بابتسامة:

- بس احنا لسه منعرفش بنت ولا ولد! وأنا نفسي يكون ولد...

-.أنا بقا نفسي تكون بنوته قمر شبه ملكتي سمسمه...

ابتسمت أسماء وقالت:

- بما إن مزاجك رايق أنا عايزه أقولك حاجه وخايفه...

- من غير خوف قولي...

أخذت أسماء نفس عميق وقالت:

- أكرم أخويا راسلني على الماسنجر ومردتش عليه عشان متزعلش... فأنا بستأذنك آ...

قاطعتها:

- كلميه يا حبيبتي... ربنا يهديه ويهدي أختي...

قامت أسماء وقالت بفرحه:

- شكرًا يا حبيبي ربنا ميحرمنيش منك أبدًا...

وفي لحظه كانت ماسكه موبايلها وبتتكلم مع أخوها، فابتسمت وحمدت ربنا إنه رزقني بزوجة صالحه زي أسماء، أسماء تستاهل إني أجاهد نفسي وأنسى نجمه، وأنا فعلًا نسيتها لكن لما بفتكر اللي حصل بحس بتأنيب ضمير وخصوصًا لما اتأكدت من خالتي دلال إنها كانت بتبادلني نفس المشاعر ولكن كل حاجه في الحياة نصيب ورزق وأنا نصيبي ورزقي مع أسماء وراضي بيها والله راض...

رقدت مره ثانيه وقلبي قبل لساني بيحمد ربنا على كل حاجه...

استغفروا.

                       ★★★★★

                          «نجمه»

يمكن القارئ يستغرب ويسأل نفسه إزاي حد يقدر يتحمل كل اللي أنا مريت بيه ده! وفيه ناس شيفاني غلطانه لأني معترفتش لحازم بحبي من البداية! وناس شيفاني غلطانه عشان تصرفي مع كريم!

وأنا معترفه إني غلطت في حق كريم لكن لو رجع بيا الزمن تاني مكنتش هقول لحازم إني بحبه بل مكنتش هحب حازم ولا أعلق نفسي بيه من الأساس، لعلكم هتسالوني هو امته الحب كان اختيار واحنا ملناش سيطره على قلوبنا! والإجابه إن الحب قرار إنت اللي بتقرر تتعلق مع إنك ممكن تجاهد نفسك وتصون قلبك وتستعفف...

وفي كل الأحوال متجربوش تحطوا نفسكم مكاني ولا تتخيلوا رد فعلكم؛ لأنه أكيد هيختلف من واحد للتاني لأن كل شخص طريقة تفكيره بتختلف بناءًا على السن والمواقف اللي بنتعرضلها في حياتنا والتربية وأنا القرآن رباني...

كنت عارفه إن احتمال كبير تكون شروق هي الشخص اللي بينزل عني صور وكنت ناويه لما أتأكد أعمل فيها حاجات كتير وأخد حقي لكن لما عرفت حسيت بهدوء وسكينه ومكنش عندي رغبه أعمل حاجه!

ودلوقتي من بعد مكالمة شروق اللي مازالت بتنكر ومش عايزه تتحمل نتيجة غلطها وأنا مش طيقاها حرفيًا! لكن وبالرغم من صعوبة العفو فإني واقتداء بقول الله تعالى:

﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله...﴾ 

سامحت شروق وبتمنالها الصلاح، ولو أنا شاكه مثقال ذره إن شروق ممكن تأذي حد تاني أو ممكن تكرر أذيتي مكنتش هسيبها، لكن أنا عارفه إن خالي واخواتها هيأدبوها بطريقتهم وأنا مش عايزه أتسبب في أي اساءه ليها...

كنت قاعده في أوضتي افكر لحد ما كريم خبط عليا وقال:

- البسي يا نجمه عشان عندنا مشوار ضروري...

كان لسه راجع من شغله نطيت من فوق السرير وفتحت الباب وقلت: - فــــيــــن! أنا راجعه من الجامعه مرهقه وعايزه أنام!

- معلش مش هنغيب البسي على ما أخد دش... 

- مقولتليش هنروح فين؟!

- البسي يا نجمه... هقولك في الطريق...

قالها بنفاذ صبر فلبست بسرعه قلت يمكن عازمني على الغدا بره ولا حاجه! ولا عاملي مفاجأه، مسألتهوش تاني ركبنا العربية وهو ساكت وأنا مستنيه يقولي رايحين فين! وكنت كل شويه أبصله لحد ما لقيته داخل البلد قلت:

- هو احنا رايحين عند ماما؟

قال باختصار:

- لأ...

وفجأه لقيته داخل شارع خالي، قلت بقلق:

- إنت موديني فين يا كريم!!

- لو كنت قولتلك مكنتيش هتيجي! أنا مش هسيبك حقك...

- ارجع يا كريم قولتلك مش عايزه حاجه...

وقف كريم العربية قدام البيت وقال:

- مش هبدأ حياتي معاكِ قبل ما أجيبلك حقك من اللي ظلمك ولو إنتِ مسامحه أنا مش مسامح...

حسيت إن أعصابي بتترعش قلت بنبرة مهزوزة:

- إنت بلغت الشرطه؟!

- لسه بس خالك نفسه هيساعدني وهبلغ...

ولما نزلت من العربية لقيت أمي ووالدي واقفين قدام البيت، سلمت على أمي اللي قالت:

- أول ما كريم حكالي أنا كلمت خالك وحقك هيرجعلك إحنا مش هنسيب حقك... تنتـ ـحر بقا ولا تولـ ـع حقك لازم يرجع.

كنت مرتبكه جدًا فبصيت ناحية كريم اللي مسك إيدي وقال:

- متقلقيش أنا معاكِ...

مش عارفه كنت قلقانه ليه! وكنت مشفقه على عـ.ـدوتي! شروق...

دخلت البيت ومرات خالي استقبلتنا كان باين عليها انها مطفيه والحزن مأثر على ملامحها، وقفت ورا أمي اللي كانت في قمة غضبها، مسكت في ذراع كريم اللي طبطب على أيدي وطمني بإشارة من عنية، قلت:

- أنا عايزه أمشي يا كريم...

- اصبري...

قالها وسأل على خالي وحازم وحاتم، فقالتلي مرات خالي بتذلل:

- بالله عليكِ يا نجمه عشان خاطري أنا... ارحميني أنا يا بنتي... ارحمي قلب أم مولع نار...

قالتها وعيطت فوقف كريم قدامي وقال ببعض الحدة:

- هو عمي فين؟!

ط

وفي الوقت ده خرجت شروق من أوضتها تقريبًا كانت سمعت صوتنا، كانت بتعيط قالت:

- والله ما عملت حاجه! صدقوني والله ما أعرف الحاجات دي وصلت للاب ازاي...

قربت منها أمي وضـ ـربتها وهي بتقول:

- ليه! ليه تأذي بنتي كده لــــــــيـــــه! دا أنا كنت بقول الحمد لله نجمه ملهاش اخوات وشروق اختها اللي ربنا عوضها بيها... ليه تعملي كده يا شروق!!

- أنا معملتش حاجه... معملتش حاجه...

هجمت أمي عليها تضـ ـربها وأمها كانت بتسلك وكريم ووالدي واقفين ساكتين وكل ما أحاول أتدخل كريم يسحبني ويمسكني من ذراعي، كنت بقول:

- كفايه يا ماما... اصبري يا ماما...

وعلى أصوات الصراخ دخل خالي يجري ووراه حازم وحاتم في نفس الوقت اللي قالت شروق بانفعال:

- إنتوا جاين تضـ ـربوني في بيتي! اطلعوا بره...

مسك والد شروق خشبة المقشه وشدها من هدومها قدامنا كلنا ودخلها أوضه وقفل الباب وسمعنا صوت صراخ شروق وهي بتحلف إنها معملتش حاجه، وخالي بيقول:

- أنا معرفتش أربيكِ أنا هربيكِ من جديد ياللي ناقصه ربايه...

حازم وحاتم كانوا بيخبطوا على الباب وحاتم بيقول بفزع:

- افتح يا بابا... هنوديها لدكتور نفسي... افتح يا بابا متضـ ـربهاش... يا بـــــــــابــــــا.

لما بصيت لكريم حسيت إنه مستمتع باللي بيحصل، وكأنه فرحان وشايف إن كده حقي بيرجعلي...

خرج خالي من الأوضه وهو بيجاهد عشان ياخد نفسه وقعد على الكرسي فجرينا كلنا عليه وحاتم جري يجيب مايه لكن لما رجع كان شاله حازم وكريم ونزلوا على أقرب مستشفى، في الوقت ده خرجت شروق وهي بتحاول تقف على رجليها من شدة الضـ ـرب وهي بتنادي على والدها بخوف، والد**م بينزل من أنفها وبوقها...

وعلى ما وصلوا المستشفى كان خالي مـ ـات، أنا أعرف إنه مريض ضغط من سنين وبياخد علاجه، لكن اليومين اللي فاتوا من الضغط النفسي وصدمته في بنته مكنش بياخد العلاج، مـ ـات خالي فجأة وسابنا كلنا لتأنيب الضمير...

وفي أخر اليوم بعدما أخدنا عزا خالي قعدنا كلنا في شقته والكل بيعيط ستات ورجاله، وكريم وحازم وحاتم قاعدين جنب بعض قدامي بيعيطوا بصوت عالي زي الأطفال، وكريم كل شويه يقول بعياط:

- آااااه يا عـــــمــــي... مين هيرن عليا كل يوم يا عمي عشان أصلي الفجر...

زوج والدة كريم كان بيطبطب عليه وبيقول:

- اصبر يا كريم... اصبر يابني إنت مبطلتش عياط من الصبح!

حضنه كريم وانفـ ـجر بالعياط...

دموعي كانت بتنزل! كنت زعلانه من كريم وبحمله ذنب اللي حصل لخالي وقلبي واجعني على فراق خالي، بصيت لشروق اللي قاعده في ركن لوحدها زي المنبوذة وبتعيط، وقلت بصوت واطي بدموع:

- منك لله... منك لله يا شروق...

سمعتني خالتي دلال اللي كانت بتعيط، وزادت في العياط فحضنتها وبكينا مع بعض...

مرت الأيام ثقيلة ومليانه حزن وندم وتأنيب ضمير...

بالليل وقفت في البلكونه في بيت أهلي أبص للسما وأفتكر كل اللي حصلي...

ممكن تعتبروني سلبيه زي ما أمي ووالدي شايفين لكني مقتنعه بقراري ومش هرجع فيه، أنا كنت عفوت عن شروق وهما اللي غلطانين، كلهم السبب في مـ ـوت خالي مش بس شروق...

في الايام دي كنت بشغل نفسي بالمذاكره، والدراسه الصعبه والاختبارات اللي مش بتخلص، كنت بشوف شروق في الجامعه وهي لابسه أسمر ودايمًا قاعده لوحدها وأحيانًا كنا بنركب مع بعض عربية أجره لكني محاولتش اكلمها، ولا كنت قابله أكلمها ولا هي كانت بتبص ناحيتي أصلًا...

- كريم بره.

قالتها خالتي دلال اللي ما زالت لابسه إسود والحزن باين في صوتها المبحوح، فقلت:

- طيب يلا أنا همشي بقا هتعوزي حاجه!

دخلت الاوضه الم حاجتي فدخلت ورايا وقعدت قصادي بتعب وقالت:

- إنتِ كويسه؟

- تمام الحمد لله متقلقيش عليا...

تنهدت دلال بحيرة وسألتني:

- كريم باين عليه الحزن أوي... إنتو كويسين مع بعض؟

مكنتش عارفه أرد بإيه احنا مش كويسين أبدًا مع بعض ومن يوم ما قلتله إن هو السبب الأول في مـ ـوت خالي وهو زعلان مني أو زعلان من نفسه بيعاملني ببرود وملامحه جامده أو يمكن حزينه، كنت خايفه عليه جدًا وبحاول أكلمه وأقرب منه لكنه كان بيبعد، كنت ببص عليه كل ليلة وهو نايم عشان اتأكد إنه عايش، وكنت قلقانه ليجيله جلـ ـطه مره تانيه... رجعت معاه لبيتنا في صمت رهيب كان دايمًا بيننا لدرجه إني كنت بقول في نفسي إن علاقتنا مش ممكن تستمر...

غيرت هدومي وقعدت أذاكر في الصاله زي كل يوم فقعد قصادي وهو بيتأوه بتعب فسألته:

- مالك؟! إنت كويس؟

هز رأسه بالإيجاب وهو بيقول:

- كان شيفت متعب أوي النهارده...

قلت:

- وايه اللي مش متعب في الحياه!! يعني أنا مثلًا من يوم ما وعيت على الدنيا بذاكر عشان لما أخلص دراسه أتعب في الشغل والجواز... كل حاجه متعبه يا كريم...

- هنعمل ايه يعني! أقولك على حاجه يلا نعيط سوا... 

- يلا بجد...

قولتها وعيطت زي ما يكون إداني إذن عشان أطلع انفعالات قلبي! فاتعدل كريم في قعدته وقال بصدمة:

- إيه ده إنتِ بتعيطي بجد!! أنا كنت بهزر...

لما فتحت في العياط معرفتش أسكت مر عليا كل الذكريات السلبيه فقام قعد جنبي وهو بيقول:

- طيب خلاص عشان خاطري... طيب فضفضي إنتِ أكيد كاتمه في قلبك كتير بسببي...

قلت من ورا دموعي:

- فعلًا أنا قلبي مليان... حاسه إن الدنيا صعبه أوي يا كريم..

مسك إيدي وقال:

- أنا معاكِ أهوه... بإذن الله هنعدي كل حاجه مع بعض...

- لا يا كريم إنت مش معايا... إنت بعيد أوي عني...

مسحلي دموعي بايده وهو بيلمس وشي بحنان ومسك ايديا فسحبت ايدي بسرعه ووقفت وأنا بمسح دموعي بسرعه، وقلت بنبرة مهزوزه:

- آآ... أنا....

بص كريم شويه لمكاني الفاضي اللي كنت قاعده فيه وحسيته زعل عشان بعدت عنه وأنا كمان زعلت من نفسي، منين عايزاه يقرب مني ومنين ببعد!!! قام كريم وقف وقال بابتسامة صغيره:

- إنتِ كويسه؟!

هزيت راسي بالإيجاب، فاتنفس بارتياح وقال:

- طيب روقي كده كله بيعدي ربنا يجعلي ويجعلك نصيب من السعاده في الدنيا ينسينا كل التعب...

ابتسم واتجه ناحية أوضته، فوقفت مكاني شويه اقرض ظوافري وبعدين روحت وراه، كان مديني ظهره، فاتح دولابه وبيطلع هدوم الشغل عشان يكويها، فجريت ناحيته وحضنته من ظهره، وقلت:

- أنا محتاجالك أوي يا كريم بالله عليك متبعدش عني كده!

مسك ايدي الاتنين فقلت:

- أنا بحبك يا كريم... آسفه على كل حاجه كنت أنا السبب فيها... أنا عايزه أكمل حياتي معاك ونجيب اولاد كتـــــيـــــــــــــر أوي يعني اربعه مثلًا...

التفت ليا وقال بضحك:

- أربعه بس!! أنا قلت هتقولي عشره!

- ومين فيه صحه يجيب عشره ولا حتى أربعه! الكلام سهل أوي لكن الفعل صعب.

قلتها بضحك، فقال:

- الفعل سهل متقاطعيش إنتِ بس...

قالها بنبرة مرحه وحضنني لفترة، ولما طول بعدت عنه وخرجت من الأوضه فقال بصوت عالي:

- خدي تعالي هنا رايحه فين؟!

قلت بصوت عالي وأنا ببعد عن الأوضه:

- عندي مذاكره كتيـــــــــر.

- وبالنسبه للأربع ولاد اللي كنا بنتكلم عليهم!

- مالهم؟

- عايزين نلحق نربيهم يا نجمه واحنا في شبابنا...

حطيت إيدي على بطني وقلت:

- فين الحمام! محتاجاه أوي... محتاجاله...

جريت على الحمام وقفلت الباب مع إن بطني مش بتوجعني ولا حاجه، فسمعته بيضحك وبيقول بصوت عالي:

- مستنيكِ تخرجي يا حياتي... 

قلت من ورا الباب:

-.لا نام إنت شكلك مرهق وأنا مطوله...

- لا أنا مش مرهق وبعدين ما ياما نمنا مفهاش حاجه لما أسهر ليله...

سمعت صوته بيبعد عن الحمام وهو بيقول:

- مستنيكِ.

فابتسمت وأنا على يقين إني بعمل الصح وحتى لو مش بحب كريم زي ما هو متوقع مني لكني متأكده إني هحبه أكتر ما هو مستنيني أحبه وأكتر من حبي لحازم اللي كل يوم بكتشف إنه كان مراهقه مش حب... 

مر بذاكرتي كل اللحظات اللي بتجمعني أنا وكريم سوا...

الحكايه بدأت يوم ما قابلته في الكافيه وأنا في ثانوي وبعدها لما كنت بشوفه في الشارع كنت بعمل نفسي مش واخده بالي منه مع إنه كان بيعدي من جنبي وهو كان دايمًا يغض بصره عني...

ولما كنت بشوفه في العزومات كنت بتوتر وأرتبك لأني مش واخده عليه زي باقي أولاد خالي...

كنت بستغرب دقة قلبي واحنا بنتكلم مع بعض أو لما كنت بسمع اسمه على مدار السنين اللي فاتت زي ما يكون قلبي حاسس إن هو ده اللي هيسكنه! لكن انشغالي بحازم خلاني ماخدش بالي من كريم...

كريم هو الوحيد اللي وقف جنبي في أكتر فترة صعبه مرت عليا ووثق فيا في الوقت اللي ثقة أهلي فيا اتهزت، كريم يستاهل كل الحب ويستاهل إني أوهب عمري كله ليه، أنا لو قضيت عمري كله ساجده لله حمدًا وشكرًا إنه رزقني بكريم مش هوفي...

- حبيبتي إنتِ كويسه؟

قالها كريم وهو بيخبط على باب الحمام اللي أنا طولت فيه! فقلت:

- كويسه... طالعه أهوه...

ابتسمت، حسيت إن كريم كان مستني مني مبادره واحده اتنفست بارتياح وغسلت وشي وخرجت...

قعدت جنبه، فالتفت ليا وهو مبتسم، فقلت بابتسامة:

- عايزه أقولك حاجه مهمه.

- خير ان شاء الله؟

- إنت مش السبب في مـ ـوت خالي ولا حاجه... متأنبش نفسك لأني شايفه الندم في عنيك...

تنهد بألم وقال:

- الله يرحمه ويغفر له ويصبر حازم وحاتم وينتقملنا من شروق...

- لأ يا كريم ادعيلها... أنا دايما بقول اللهم ارها الحق حقًا وارزقها اتباعه وأرها الباطل باطلًا وارزقها اجتنابه...

سكت كريم وهو بيفرك دقنه وبيبصلي بإعجاب، وقال:

- هو إنت إزاي كده يا نجمه! إزاي قدرتِ تسامحيها بعد كل اللي عملته ده!

- ربنا يرزقك سلامه القلب يا كريم... الحمد لله على النعمه دي واللي سببها الأول والأخير حفظ القرآن وتدبر معانيه... ربنا يرزقك زي ما رزقني... 

قال كريم بنبرة مبتهجة وابتسامة رضا:

- أنا محظوظ بيكِ... نجمه أنا بحبك أوي... ساعات بقول لنفسي هو أنا عملت إيه حلو في حياتي عشان ربنا يرزقني بيكِ... ربنا ميحرمنيش منك أبدًا...

- ولا يحرمني منك...

قلتها باحراج وبلعت ريقي فقال بمرح:

- بس حلوه العبايه دي ينفع تروحي بيها عند حماتك الغاليه بس مينفعش تقعدي بيها قدام جوزك الغالي يا غاليه...

ضحكت وقلت: - معلش أصل أنا أول مره أتجوز... وأمي قالتلي جوزك هيعلمك...

قال بابتسامة: - يا سلام... أعلمك طبعًا معلمكيش ليه! دا أنا عنيا ليكِ...

قلت بابتسامة:

- جزاك الله كل خير ربنا يجعله في ميزان حسناتك يابني...

قال بجدية:

- يـــــــــــارب... وربنا يؤلف بين قلوبنا يارب يا نجمه... ويبعد عننا الشيطان.

قلت بحـ ـماس:

- طيب يلا بينا بقا نصلي ركعتين كده وندعي ربنا يبارك لنا في حياتنا...

قلتها وأنا بقوم، لكن قعدت تاني وقلت له:

- قبل الصلاة عندي سؤال مهم...

- تحت أمرك...

حمحمت وأنا بحاول أنتقي كلماتي وببعض التوتر:

- كريم إنت أكتر واحد وثق فيا؟! منين كنت واثق فيا أوي كده ومنين رسائل شروق عني هزتك وغيرتك من ناحيتي؟!

- مش الرسائل يا نجمه أنا قولتلك النظرات والتصرفات... أنا بفهم برده يا نجمه وعندي فِطنه...

- يعني ايه بقا؟ كلامك معناه إن إنت مصدق اللي شروق قالته!!

- حبيبة قلبي أنا مش فارق معايا أي حاجه! ولا مصدق ولا مكذب... أنا اللي فارق معايا نجمه دلوقتي اللي أنا شايفها بتسعى عشان تحافظ عليا وعلى علاقتنا أما الماضي فقلوبنا مش بأيدينا وغصب عننا ممكن ننجذب لحد في مراحله من حياتنا، دي حاجه خارج إرادتنا، مع إن كان نفسي قلبك يكون بكر يحبني أنا وبس زي ما قلبي كان بكر لحد ما إنتِ دخلتيه...

قلت: - كريم أنا معرفتش الحب إلا معاك...

ومع إني مكنتش حساها أوي في الوقت ده، لكن لما شوفت لمعة عينيه وكأنه هيعيط كررتها تاني، وهو كان بيبص في عيني جامد كأنه بيحاول يقرأ نظراتي، فقال:

- ربنا يرزقني ويحببك فيا زي ما رزقك وحببني فيكِ يا نجمه...


وعشان أهرب من الجو المشحون بالتوتر ده قلت:

- طيب يلا نصلي...

قمت وقفت وقبل ما أمشي مسكني من ايدي وقال:

- الشمس نجمه بتدفي وتنور حياة الناس وإنتِ النجمه اللي بتدفي قلبي وبتنور حياتي...

قلبي دق جامد ووشي ضلم مفيش وصف تاني إلا كده!

الجمله دي قالها لي حازم في حلم من أحلامي! حاولت أبتسم معرفتش، حاولت أستوعب اللي بيحصل فسحبت ايدي منه بسرعه وعشان أهرب من قدامه ديرت ظهري ومشيت وأنا بقول بتوتر:

- أنا رايحه أتوضى...

الظاهر إن الماضي هيفضل كابوس في ذاكرتي ويطاردني كل فتره لكن أنا قدها وهقدر أتغلب على كل حاجه وأغير من نفسي وأحفظ جوزي وأصونه حتى بيني وبين نفسي...

استغفروا.

                     ★★★★★★★

وبعد مرور أشهر 

إيمان كانت بتتمشى لوحدها على الكورنيش، فشافت أسماء قاعده لوحدها وباين عليها أثر الحمل والتعب، قربت منها وسلمت عليها وقالت بمرح:

- الحلو قاعد لوحده ليه؟ الدكتور حازم سايبك تخرجي لوحدك! 

ابتسمت أسماء، وقالت:

- اقعدي معايا شويه... أكرم معايا بس بيجيب حاجه من الصيدليه وجاي...

قعدت إيمان وهي بتقول: - هو رجع من السفر؟! 

- أيوه من إسبوع كده...

قعدت إيمان جنبها تسألها عن أحوالها وأحوال شروق فقالتلها أسماء إنها مبتتكلمش مع حد وبقت تروح لطبيب نفسي من بعد وفاة والدها، وفجأة حطت أسماء ايدها على بطنها وصرخت، فقالت إيمان:

- ايه!! إنتِ بتولدي ولا ايه؟!

- مش عارفه! بس أنا لسه في الثامن!

زاد وجعها فصرخت وقالت: - رني على أكرم بسرعه...

- معييش رصيد!

صرخت أسماء وقالت:

- رني من موبايلي...

فتحت إيمان شنطة أسماء وأخذت موبايلها وكتبت كلمة السر واتصلت على أكرم وودوها المستشفى مع بعض فقال أكرم لإيمان:

- رني على حازم من موبايل أسماء...

اديتله إيمان الموبايل وقالت:

- رن إنت وأنا هقعد مع أسماء...

اديته إيمان كلمة السر وكلم حازم يجي وأسماء كانت بتصرخ من ألم المخاض وبعد ما رن أكرم على والدته وعشان يخفف توتره بدأ يقلب في موبايل أخته وخصوصًا في الصور ويبتسم وهو بيشوف صوره مع أخته من وهما أطفال، أسماء لسه فيها عادة إنها بتحتفظ بكل حاجه حتى الصور، لفت نظره فايل سري لصور معمولها كلمة سر، كتب نفس كلمة سر فتح الموبايل فشاف صور نجمه! 

اتفاجئ إنها نفس الصور اللي شروق كانت بتبعتهاله وكان بيمسحها! 

اتعدل في قعدته وهو بيتفرج على المحادثات اللي متاخدلها اسكرين وصور متفبركه لنجمه كتير أتوتر وأيده بدأت تترعش وهو بيفتكر أخر رساله من شروق لما كتبتله:

- حسبي الله ونعم الوكيل فيك إنت السبب في دمـ.ـار حياتي ومـ ـوت بابا! إنت اللي فـ.ـبركت الصور أنا متأكده بس أنا أستاهل اللي حصلي أنا اللي غلطانه عشان وثقت فيك....

قال بصوت:

- يعني مش شروق اللي عملت كده! أختي اللي عملت كده! طيب ليه؟! وازاي!! ولـــيـــه!

قام دخل عند أخته اللي كان ألم الطلق اتسكن شويه بعد.ما أعطوها حقنه، ومد ايده بفلوس لإيمان عشان تشتري حاجات من الصيدليه للمولود، فقالت إيمان:

-.معايا فلوس يا كابتن... مش هغيب عليكم...

قعد أكرم قصاد أخته، سألته على حازم لكنه قال:

- بحق الشِده اللي إنتِ فيها دي يا أسماء تقوليلي الحقيقه! إنت اللي عملتِ كده في نجمه؟! إنتِ اللي فـ.ـبركتِ الصور؟!

ديرت أسماء وشها للناحية التانيه وعيطت، فرجه أكرم وشها ناحيته بايده وقال بنبرة مهزوزة: - إنتِ يا أسماء؟!

- والله العظيم ندمانه يا أكرم ومبنامش أنا تعبانه أوي... كل ما افتكر اللي حصل بسببي اندم أكتر... صدقني؟

قالتها بعياط فسأل أكرم بهدوء:

- ليه يا أسماء؟! ليه كده؟

- كنت بحب حازم من زمان وفي يوم شوفت رسايل شروق ليك بالصدفه لما إنت دخلت الحمام وسيبت موبايلك مفتوح... كانت بتقولك إن نجمه وحازم بيحبوا بعض ساعتها حسيت بغيره... والغيره عمتني هكـ ـرت صفحتك بحيث تفتح على موبايلي ومعرفش عملت كل ده ازاي مع إني في كل مره كنت ببقى مرعوبه لكن كنت بكمل... 

- عشان كده كنتِ بتسأليني دايمًا عن الهـ ـكر وخلتيني أعلمك كل حاجه... يعني أعلمك تمسكي السـ ـلاح تقومي تضـ ـربيني أول واحد! 

عيطت أسماء وهي بتردد:

- والله ندمانه يا أكرم...

سأل أكرم:

- طيب إزاي والصور كانت بتنزل يوم خطوبتك ساعة حفلة خطوبتك؟

- يوم خطوبتي على حازم كنت عامله منشورات مجدوله كتير بحيث تتنشر أثناء الحفله... أنا غلطت يا أكرم بس بالله عليك ما تقول لحد... والله ندمانه...

- أنا مش عارف استوعب! طيب لبستيها لشروق ازاي وليه؟!

قالت بانفعال:

- شروق تستاهل كل اللي حصلها! دي خـ.ـبيثه مشوفتهاش ازاي كانت بتشوه سمعة نجمه... شروق تستاهل يا أكرم...

- بس حبكتيها صح... أخدتِ الابتوب بتاعها ونزلتِ عليه كل حاجه والبنت لبستها! براڤو عليكِ يا أسماء دا الشيطان يرفعلك القبعه يا شيخه... أنا شكيت في ميسره وشكيت في أخته تسنيم وشكيت في نفسي! وصدقت إنها شروق... طلع إن غلطة شروق الوحيده إنها وثقت فيا... وطلعت أختي المدبر الأول لكل حاجه...

بكت أسماء ومردتش، قال أكرم بقلة حيله:

- أنا مش هقول لحد حاجه! مش هينفع أقول... جوزك لو عرف هيطلقك يا أسماء...

- كل اللي عملته ده عشان بحبه وبغير عليه... كل ده عشان بحب حازم والله...

- يا ويلك يا أسماء من عقاب ربنا... يا ويلك يا أختي... وربنا يعينك على اللي جاي وعلى ضميرك لو كان صحي... ربنا يعينك...

عيطت أسماء بصوت عالي وخرج أكرم من الأوضه اللي بابها كان مفتوح فلقى إيمان قدامه، وشكلها كانت بتسمع كل حاجه، قالها بنبرة مرتعشة:

- جـ... جبتي الحاجات؟!

- أأ... كنت جايه أسالكم على حاجه... هروح أجيب أهوه...

قالتها ومشيت بسرعه بخطوات مرتبكه، فضـ ـرب أكرم وشه بإيديه وهو بيقول:

- أكيد سمعت!!!

اشترت إيمان الحاجات والكلام اللي سمعته بيدور في راسها، وقررت تحكي لحازم كل حاجه سمعتها...

أكرم كان متابع إيمان وحركاتها...

وأثناء الولادة اللي كانت متعسرة جدًا، حازم كان قاعد وجنبه حاتم على الرصيف قدام المستشفى مرتبك وقلقان على مراته... استغلت إيمان انشغال أكرم عنها واتجهت ناحيتهم وقبل ما توصل رجعت تاني بتردد وهي خايفه تكون هتتهور ومينفعش تحكي فضلت تروح ناحيتهم وترجع تاني أكتر من خمس مرات لحد ما التفت حازم وشافها، وناداها فابتسمت وراحت ناحيتهم، ألقت السلام بارتباك، وعدلت حجابها أكتر من مره، وحاتم باصص للأرض، قالت:

- كنت عايزه أقول لحضرتك حاجه يا دكتور حازم....

وقف حازم وقال: - اتفضلي...

بلعت ريقها وقالت: - عايز أقول...

بلعت ريقها تاني وتالت بتوتر شديد وقالت:

- اقولك يعني إ... إن شاء الله لو جت بنت تسميها إيمان على إسمي...

ابتسم حاتم وهو رأسه باستنكار كأنه بيسخر منها! وقال حازم بابتسامة: - بس احنا منتظرين ولد ان شاء الله.

قالت إيمان بتوتر:

- هو الصراحه كنت عايزه أقول لحضرتك حاجه تانيه بس لو ينفع على انفراد...

بصلها حاتم  بطرف عينه وقام مشي من غير ما يتكلم...

فقال حازم: - اتفضلي...

كان جواها صوتين واحد بيصرخ فيها وبيقولها بلاش تفضـ. حيها واستري عليها والتاني بيصرخ فيها ويقول لازم أسماء تاخد جزائها...

يتبع...

رواية طريق إلى نجمة الفصل الثامن 8 من هنا

رواية طريق إلى نجمة كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات