📁

رواية بين سطور العشق الفصل الرابع 4 بقلم سيليا البحيري

رواية بين سطور العشق الفصل الرابع 4 بقلم سيليا البحيري

رواية بين سطور العشق الفصل الرابع 4 بقلم سيليا البحيري

رواية بين سطور العشق الفصل الرابع 4

 #بين_سطور_العشق
#سيليا_البحيري 
فصل 4

في مكتب مهاب – شركة العيلة

الصبح – هدوء تام في الدور كله
مهاب قاعد ورا مكتبه، لابس بدلة شيك، مركز في شغله على اللابتوب… شكله جاد جدًا.
(الجو ساكت خالص… مافيش غير صوت الكيبورد…)
(وفجأة… الباب بيتفتح بعنف!)
صوت عالي وضحكة جامدة:
– مهاااااب يا نسر العيلة!
(مهاب بيرفع عينه بشويش… بنظرة كلها تحذير… بس أول ما يشوف اللي داخل، وشه بيتغير فجأة)
مهاب (مندهش بصوت واطي):
– يوسف؟!
يوسف (رافع إيده وهو داخل بخطوات استعراضية):
– اللورد يوسف رجع من نيويورك… مفاجأة مش كده؟


مهاب (بيقوم من مكانه مذهول):
– بتهزر؟! إزاي ماحدش قاللي إنك جاي؟!
يوسف (رافع حواجبه وهو بيضحك):
– ما أنا بحب الدخول الدرامي… غموض وإثارة كده على الصبح!
(يوسف بيقرب وبيبوس مهاب، اللي بيرد التحية بس كأنها على مضض)
مهاب (ببرود ساخر):
– جيت فجأة، بس صوتك سبقك بخمس أدوار.
يوسف (قاعد على طرف المكتب وهو بيضحك):
– ولسه بارد يا مهاب زي ما أنت! والله وحشتوني كلكم… أخبار حلا إيه؟ زياد؟ ريان؟
مهاب:
– إحنا تمام… بس ما قلتليش، راجع على طول؟ ولا زيارة كده وتطير تاني؟
يوسف (بيغمزله):
– راجع… ومعايا مفاجآت، وفي واحدة منهم ممكن تقلب حياتك يا ابن خالتي.
مهاب (رافع حاجبه):
– أنا ما بحبش المفاجآت… خصوصًا لما تكون من ناحيتك.
يوسف (يعمل فيها زعلان):
– يا نهار أبيض! كده يا مهاب؟ بعد سنين الغربة؟ دا أنا كنت بفكر فيك كل يوم! وكنت بقول أكيد نسيّتني أول ما وقعت أول عقد!
(مهاب بياخد نفس طويل وهو بيحاول يخبي ابتسامته)
مهاب:
– يلا قعد… وطلع اللي في جعبتك، غير إنك داخل عامل زي إعلان كوكاكولا.
يوسف (يضحك):
– جايبلك خير… ويمكن شوية وجع دماغ على الماشي… تحب أبدأ بالحلو؟ ولا أرميلك المفاجأة مرة واحدة؟
(مهاب يبصله بنظرة تقيلة جدًا)
مهاب:
– لو فيها صداع… خلّيها لبُكره.
(يوسف يضحك بصوت عالي، ويفتح الشنطة الصغيرة اللي جاي بيها…)
*******************


فيلا العيلة – أوضة المعيشة
(ضحك خفيف مالي المكان، يوسف بيحكي موقف كوميدي حصل له في نيويورك، وزياد بيضحك لدرجة إنه هيشرق، و ريان ممدد على الكنبة بيهز راسه وهو بيضحك، أما مهاب كالعادة قاعد ساكت، بيراقب كله بعنيه اللي ما بتفوتش حاجة)
يوسف (وهو بيضحك):
– والله العظيم الظابط كان هيحبسني فاكرني مهرّب فاكهة من السوق!
زياد (وهو بيكاد يموت من الضحك):
– أكيد كنت لابس القميص الفاقع بتاعك! افتكروك فاكهة بنفسك!
(الكل يضحك من قلبه… وفجأة الباب بيتفتح…)
ريان (بيلتفت):
– أخييييرًا! الهلال بان… إنتي فين يا بنت من الصبح؟
حلا (داخلة وهي باين عليها التعب شوية):
– كنت… مشغولة شوية.


(تبص حواليها… تشوف يوسف… تتصدم لحظة، وبعدين وشها ينور)
حلا (بفرحة):
– يووووسف!!!
(بتجري عليه وتحضنه بحماس شديد)
حلا:
– مش مصدقة! إنت هنا؟ من غير ما تقول؟ والله واحشتني جدًا يا يوسف!
يوسف (وهو بيضحك وبيرد الحضن):
– وأنا كمان يا أمورتي الصغيرة… كبرتي يا شيخة! آخر مرة شفتك كنتي بتعيّطي علشان فستانك اتبهدل من الآيس كريم.
حلا (بتضحك):
– وإنت وقتها لبّستني كيس بلاستيك بدل الفستان!
(الكل بيضحك، والمكان بقى دافي كده كأن العيلة اتجمعت بعد غياب)
مهاب (بيبصلها بهدوء، لكن عنيه فيها ريبة):
– طب بجد بقى… كنتي فين من الصبح؟ إحنا كلنا رجعنا، وإنتي؟
(حلا تسكت فجأة… كل العيون عليها… تتوتر وتحاول تبلع ريقها)


حلا (متوترة وبتبص بعيد عن عنيه):
– كنت… في المكتبة. بدور على روايات و… مراجع.
ريان (رافع حاجبه مستغرب):
– من الصبح لحد دلوقتي؟ روايات إيه؟ كتبها غاليليو ولا إيه؟
زياد (بيهزر):
– أكيد بتحضّر رسالة الدكتوراه من دلوقتي!
(حلا تضحك ضحكة باهتة وتحاول تغيّر الموضوع)
حلا:
– المهم يوسف رجع! خلينا نفرح شوية بوجوده.
(مهاب بيضيّق عنيه وهو بيراقبها بصمت… يهز راسه ومابيقولش حاجة)
يوسف (عايز يخفف الجو):
– بصوا، طالما رجعتوا كلكم، بكرا ع الغدا عايز أكلة من إيدك يا حلا… لسه فاكر طاجن المكرونة اللي حرّقتيه؟
حلا (بتضحك):
– ما كنتش حرّقته! إنت اللي طلبت جبنة زيادة و… اتقلب فحمة!
التوتر يروح، والضحك يرجع من تاني… بس مهاب لسه عينيه عليها، فيها نظرة شك معرفش يخبيها…
*****************
في فيلا عيلة الراوي
(باب الفيلا بيتفتح، وأدهم داخل وشه باين عليه التعب، ملامحه جامدة وتعبانة... لسه بيحط شنطته على الترابيزة، وفجأة يسمع صوت ناعم بس عالي ومتصنّع):


لوسيندا (بصوت مفعوص ومتكلف):
– آآآدهممم! أخيرًا جيت! وحشتني موووت!
(بتنط عليه فجأة وتتشعلق في دراعه كإنها في مشهد دراما سخيف. أدهم بيقف متجمد، عينه وسعت من الخنقة)
أدهم (ببرود وبنبرة ناشفة):
– لوسيندا… ابعدي فورًا.
لوسيندا (بتضحك بدلع تقيل):
– آه دايمًا مكشر كده! مش عايز حد يضحّكك؟ افرفش شوية!
(من وراهم، مازن بيحاول يكتم ضحكته، رافع كباية العصير عشان يخبي ملامحه، ونادية بتبص من بعيد بقلق، وفارس رافع حاجبه ومتنرفز)
شريف (بياخد نفس وبيقول بقلق):
– لوسيندا يا بنتي بلاش الحركات دي، أدهم شكله مرهق… وكده مش لائق.
لوسيندا (بعناد زي العيال):
– بابا، بهزر معاه بس!
أدهم (بيشد دراعه من إيدها بعصبية، وبيبصل شريف بنبرة محترمة بس حاسمة):
– عمي شريف… آسف، بس اللي حصل ده تجاوز. ومش هقبل أي تمثيلية تاني بالشكل ده.
(شريف يتحرج، وينزل عينه لتحت)
شريف (بلُطف):
– معاك حق يا ابني… أنا آسف… هتكلم معاها بعدين.


(أدهم يلف وبيطلع السلم من غير ما يبص لحد، وسيبه وراه الجو كله مشحون. لوسيندا واقفة مكانها وبتغلي، بتعض شفايفها بغيظ)
لوسيندا (بتهمس لنفسها وهي بصّة فوق):
– مش هتفضل تهرب مني طول الوقت يا أدهم الراوي…
المشهد بيقفل على صمت مشحون، وشريف بيعدّي إيده على وشه بإحراج وهو بيبص لابنته بكسرة قلب
******************
فيلا نصار – لندن
(جيلان تقفل الموبايل بعصبية، وتحدفه على الترابيزة الزجاج اللي في نص الصالة، عينيها مولّعة نار وكأنها هتحرق السجادة الفخمة تحتها)
جيلان (بانفعال وصوت عالي):
– رفضونا؟! أحمد الرايق المحترم يقول "لأ"؟! أنا جيلان نصار يتقاللي "لأ"؟!
نادر (قاعد برواقة، بس بيكسر السيجار في إيده):
– طبعًا... كنت متوقّعها من أحمد. راجل حذر وفاهم إننا عايزين نجوز ابننا للبنت عشان نربطهم بالفلوس.
جيلان (بتسقف بإيدها بسخرية):
– وكإن حلا دي أميرة متوّجة! آه، بنت شكلها حلو، بس إحنا اللي نضيف لهم شرف مش هم!


(وائل قاعد على الكنبة ممدد، لابس قميص مفتوح، ماسك موبايله وبيضحك بخبث)
وائل (ساخر):
– أنا أصلاً مش فارق معايا. البنت شكلها تحفة، بس شوية دلع وهتيجي ركض. ده لو أنا فاضيلها أصلاً.
جيلان (بتبص له بنظرة نار):
– هو ده ردّك؟ بعد ما فضايحك كانت السبب في رفضهم؟ كل الناس عارفة تاريخك! حتى أحمد قالها صريحة: "مش هارمي بنتي لوحش زي وائل"!
وائل (بيقوم من مكانه وبيضحك بسخرية):
– آه والله؟ تبقى بنته هي اللي خسراني. أنا اللي البنات واقفينلي طوابير! حلا؟ تيجي خير، ما جاتش؟ في ألف زيها!
نادر (بيزعق):
– اسكت! كفاية عبط! أنت السبب في اللي حصل! كل مرة ألاقي لك بنت محترمة، تبوّظ الجوازة بفضايحك وسمعتك اللي زي الزفت!
وائل (بسخرية):
– كلكم بتفكروا في الموضوع كصفقة! ما حد فيكم فكر البنت عايزاني ولا لأ؟ وهي؟ ما شافتنيش حتى! بتحكم عليا من كلام الناس؟ حلو أوي!
جيلان (بصوت واطي وشرير):
– ما شافتكش؟ بس هتشوفك… وهتندم إنها قالت لأ.


(سكون مرعب يملأ المكان، نادر بيقوم ببطء، عينه مركّزة في نقطة بعيدة)
نادر (بصوت تقيل ومليان خبث):
– وائل… خليك ذكي. البنت دي… لازم تاخدها، بس بطريقتك. مش لازم جواز…
(وائل يبتسم ابتسامة باردة)
وائل (بغمزة):
– فهمت يا بابا.
المشهد بيقفل على نظرة جيلان المليانة غلّ، ونادر بيفرك دقنه بتفكير خبيث، ووائل بيرجع مكانه ويحط رجل على رجل بثقة تخوّف
********************
في  أستراليا – منزل هادئ يطل على البحر
مساء لطيف – الغروب يلوّن الأفق بذهبيّته
أسماء امرأة راقية في الخمسينات، هادئة، حزينة النبرة ولكن متماسكة، و جريس خادمة بريطانية وفية، تعيش مع أسماء منذ سنوات.
أسماء تجلس على كرسيّ خشبي في شرفتها، ترتشف كوب شاي بالعسل والنعناع، وفي يدها دفتر ذكريات جلدي قديم. نسيم البحر يلعب بخصلات شعرها الاشقر الذهبي 
أسماء (تنظر في الأفق وتتمتم):
"بعض الندوب لا تُشفى... لكنها تُعلّمك كيف تعيش."
تدخل جريس، تحمل بطانية خفيفة وتضعها على كتفي أسماء برقة
جريس (بلطف):


"تفكرين فيه مجددًا، أليس كذلك؟"
أسماء (ابتسامة باهتة):
"أحيانًا، لا أفكر فيه... بل في تلك الفتاة التي كنتها قبله.
فتاة كانت تظن أن الوعود لا تُكسر، وأن الحب يحميك من الخيانة."
جريس (تجلس إلى جانبها):
"هل ما زال يؤلمك؟"
أسماء (تهز رأسها ببطء):
"لم يعد ألمًا يا جريس... صار كأنه ظل، لا أراه لكنني أشعر به في الخلف دائمًا.
لم أعد أبكي عليه، بل على تلك التي وثقت بقلبٍ لم يكن لها."
جريس (بشيء من الغضب):
"لقد خذلكِ في أسوأ توقيت... يوم زفافكما.
من يفعل هذا؟ من يجرؤ على تمزيق قلب امرأة مثلك؟"


أسماء (تبتسم بهدوء، بنبرة ساخرة):
"من كان يقول إنه لا يستطيع العيش بدوني.
لكنه فعل... وعاش، وكأن شيئًا لم يحدث."
(لحظة صمت. يُسمع صوت موج البحر في الخلفية)
جريس (بحزن): "ربما آن الأوان... أن تعودي. أن تنفضي عنك رماد هذا الماضي."
أسماء (بهمس):"ربما يا جريس...
ربما لم أعد تلك المحطمة، بل امرأة تعلّمت ألا تُلدغ مرتين."
جريس (بابتسامة): "وسيعرف يومًا... أن خسارته لك، كانت أكبر من أي نصر توهمه."
تغلق أسماء الدفتر ببطء... تنظر نحوه للحظة قبل أن ترفعه وتضعه في أحد الأدراج.
ثم تنهض، تنظر إلى البحر بعينين هادئتين... متصالحتين، وإن لم تُشفَ تمامًا.

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*


لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية بين سطور العشق )
Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات