رواية ولو بعد حين الفصل الأول 1بقلم ناهد خالد
رواية ولو بعد حين الفصل الأول 1
الجزء الأول...
مبروك المولود, بس مش كنت تتأكد أنه ابنك قبل ما تجري تسجله باسمك"
رسالة جاتله على تليفونه بعد ما خرج من مكتب الصحة وسجل الطفل, وقف مكانه بصدمة والرسالة اللي من رقم مجهول خلت راسه يلف, وتلقائي بص على ابنه اللي شيلاه جدته واللي قالت باستغراب:
-إيه يا احمد وقفت ليه؟ نسيت حاجة جوه؟
بصلها بتوهان ولقى نفسه بيسـألها:
-هو زين مولود ابن كام؟
-7 شهور! مانتَ عارف بتسأل ليه؟
-وابن 7 شهور مش المفروض بيقعد في الحضانة؟ ولا عادي يطلع في نفس اليوم؟
مكانتش فاهمة اسئلته لكن كانت بتحاول تفهم سبب أسئلته.
-مش عارفة, بس عادي على أيامنا كان في ولاد سبعة بيتولدوا كويسين, انتَ بتسأل ليه؟ قلقان عليه؟ ما مراتك قالتلك الدكتور قال انه كويس.
بالضبط مراته هي اللي قالت الكلام اللي الدكتور قاله لها, الدكتور اللي هو اصلا ما شافهوش وما عرفش بولادتها غير بعد ما ولدت, وكانت الحجة اللي قالتها أمها إنهم ما حبوش يقلقوه وهو في شغله خصوصًا إن الولادة كانت مفاجأة.
هز رأسه وهو مش مستوعب الأفكار اللي وصلت لدماغه, هي اه الرساله مريبه ومهما فكر مش هيعرف يوصل مين له مصلحه يبعت رساله زي دي, لكن ده مش معناه انه يشك في مراته للدرجه دي.
-استغفر الله العظيم, يلا يا ماما نمشي زمان زين جاع.
-------------
عدى يومين وما ركزش قوي في الرساله اللي وصلت له, او يمكن حاول يتجاهل عشان الوسواس ما يمسكش دماغه, ولكن واضح ان صاحب الرسالة كان مصمم انه يرسخ الشك جواه فبعتله رساله تانية بتقول:
"للاسف التجاهل عمره ما كان حل للمشكله, ولو فكرت تعمل نفسك ما عرفتش حاجه او حتى تثق في الشخص اللي معاك وما تدورش وراه, يبقى مبروك عليك التغفيله"
واضح انه شخص عارفه كويس قوي ومراقب تصرفاته وعارف انه مهتمش بالرسالة الأولى فقرر يبعت له رساله تانيه يهتم بيها, و تأكد الشك جواه, والحقيقة أنه نجح في ده والرساله التانيه خلته يفكر في الموضوع بشكل عقلاني اكتر من عاطفي, فبعد الثقة أو حتى فكرة ان مراته مش هتعمل حاجه زي دي من دماغه, وقرر يدور ورا الموضوع ويشوف هيوصل لإيه.
—-------------
-هو انتِ كنتِ قلتيلي ان الدكتور طمنك على زين؟
بصتله باستغراب من سؤاله وردت:
- ايوه ما انا قلتلك ده يوم ما ولدت.
هز راسه من غير معنى وبعدين قال:
- اصل انا عرفت ان المفروض الاطفال اللي بيتولدوا عندهم سبع شهور بيقعدوا في الحضانه شويه حتى لو كام يوم عشان يطمنوا عليهم.
- عادي يعني يا احمد الدكتور ادرى وشاف انه كويس, وبعدين ما هو كويس اهو الحمد لله انا بقالي اسبوع والده وهو زي الفل, ولو حسينا بأي حاجه نوديه لدكتور.
كان باين عليها ارتباك بسيط لكنه قال لنفسه ان ممكن ما يكونش ارتباك بس هو علشان مركز في طريقتها في الرد ساعات الانسان بيتخيله أن الشخص كان متوتر او مرتبك في رده.
- طب هو انتِ ليه ما عرفتنيش بميعاد الولاده؟
- اعرفك ازاى كانت طبيعي والطلق جالي فجأه كلمت ماما وقلتلها خدتني وديتني للدكتور هي واخويا وولدت هناك هو انا نفسي كنت اعرف هولد امتى؟!
- وليه ما اخدتيش امي؟
- لاني ما كنتش عارفه اني رايحة على ولادة, انا حسيت بتعب وكده كده ماما كانت جايه ليا فقلتلها تجيب اخويا معاها عشان عاوزه اروح للدكتور حاسه بشويه تعب, ولما رحت للدكتور كان التعب زاد في الطريق وقالي انها ولاده, وبعدين إيه لازمة كل الاسئله دي؟
رفع كتافه بلا معنى ورد:
- اصلي يعني اللي انا اعرفه ان أي ست في الولاده بتكون محتاجه جوزها جنبها فحتى لو انتِ روحتي والدكتور قالك انها ولادة وان ده طلق كان طبيعي انك تكلميني وتعرفيني عشان اجيلك, لكن اللي حصل ان انتم ما اتصلتوش عليا غير بعد ما ولدتي والدكتور اصلًا كان فاضل لك ساعه وهيخرجك.
- انا اللي قلت لماما ما تكلمكش بدري, انا عارفه انك بتقلق من اقل حاجه واكيد في وضع زي ده وفي الشهر السابع هتكون قلقان, قلتلها استني لما اولد ونطمن الأول على الطفل وبعدين تبقى تكلمك, وخصوصا اني عارفه ان عندك شغل مهم يومها.
والحقيقة أن الكلام ما كانش مقنع, رغم انه نفس الكلام اللي اتقال يوم الولاده لكن يمكن وقتها ما ركزش وما اهتمش باسبابهم اللي قالوها لكن دلوقتي وهو بيحاول يدور ورا الموضوع حاسس ان في حاجه غلط.
—-----------
كان قاعد مع امه واخوه واخته في شقتهم تحت, ورغم انهم بيتكلموا حواليه وبيحاولوا يشركوه في الكلام ولكن كان واضح عليه جدا انه مش معاهم.
- مالك يا احمد؟ شكلك سرحان في حاجه من ساعة ما قعدت وانتَ مش معانا.
كان كلام خرج من اخوه محمود لما لاحظ حالته, فرد عليه بانتباه:
- لا ابدًا ما فيش.
ضحكت نور اخته وهي بتقول:
- شكله كده قلقان من بعد وجود زين, ما طلعتش قد المسؤوليه يا بابا ولا إيه؟
بصلها لثواني وهو ساكت ومية ألف فكرة بتدور في دماغه وفي الاخر رد عليها وقال:
- لا ابدًا, الوضع مختلف شويه بس مش قلقان من وجوده ولا حاجه ربنا يعيني عليه.
- ده طبيعي يا حبيبي, مسؤولية جديدة وفرد جديد بقى مسؤول منك, كل اللي في وضعك كده اول بس كام شهر وبعدين بيتعودوا خلاص.
قالتها امه فرد بهدوء:
- ان شاء الله.
قالها وهو بيحاول ينهي الجدل في الموضوع, لأن راسه فيها اللي مكفيها, والأهم انه دلوقتي محتاج يعرف إجابة شوية أسئلة.
—----------
كلم دكتور واستشاره والدكتور دله على انه يعمل تحليل نسب, وبالفعل خد عينة وعمل التحليل والمعمل بلغه انه بيطلع بعد أسبوع..
أسبوع كامل بالنسباله هيمر زي الكابوس, والرسايل اللي بتوصله مابتوقفش, وكل يوم رسالة شكل وتشككه اكتر, حاول يوصل للرقم اللي بيبعت الرسالة لكن لقاه رقم مش مسجل في شركة الاتصالات, وكل مرة بعد الرسالة بيتقفل, هو مايعرفش مين اللي بيبعت الرسالة لكنه عارف شيء واحد, ان لو كلام الشخص ده طلع صح يبقى هو كان عاوز مصلحته, وبيفتح عينه على اللي مش شايفه, وده على الأغلب هيكون حد مش بعيد عنه.
-مالك يا احمد؟
سألته هدى مراته, فبصلها وقال:
-مالي مانا كويس اهو.
-شكلك مش كويس خالص, بقالك مدة متغير, وحساك مش طبيعي, بقالك كذا يوم حتى ما بتقربش لزين ولا بتشيله.
-انا قولتلك من يوم ما ولدتي إني بخاف اشيل الولاد الصغيرين لما يشد حيله شوية هشيله.
-بس ده انتَ حتى مابتبصلوش!
اتعصب وهو بيقول:
-في إيه يا هدى؟ في إيه هتضايقيني بالعافية! وهطلعيني مابحبش ابني كمان!
.........
يتبــع....
رواية ولو بعد حين الفصل الثاني 2
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا( رواية ولو بعد حين )
