📁

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس والأربعون 46 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض عبر روايات الخلاصة بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس والأربعون 46 بقلم بتول عبد الرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس والأربعون 46

فريده بعد ما وصلت المستشفى مشيت بخطوات سريعة ناحية أوضة تيم، بس أول ما فتحت الباب لقت الأوضه فاضيه تماما ومفيش أي أثر لتيم، دخلت الاوضه ممرضه، فريده سألتها بسرعه

"هو فين المريض اللي كان هنا؟!"

الممرضة رفعت حاجبها باستغراب وردت بهدوء

"الأوضه فضيت الصبح بدري، غالبا خرج"

فريده ارتبكت وصوتها علي شوية من القلق

"إزاي يعني؟ المريض اللي كان هنا وضعه ما يسمحلوش يخرج اساسا"

الممرضة هزت كتفها وقالت

" والله معرفش يا فريده، أنا استلمت الشيفت لقيت الأوضة فاضيه"

فريده اتنهدت بعصبية، ملامحها اتشدت وخرجت من الاوضه بغضب وقررت تروح على مكتب المدير، خبطت على الباب ودخلت بعد ما استأذنت، وقالت بصوت واضح

"صباح الخير يا دكتور."

المدير رفع عينه من الورق اللي قدامه وقال بابتسامة بسيطة

"صباح النور يا فريده، خير؟ شكلك متوترة."

فريده وقفت قدامه وقالت

"أنا كنت داخلة أتطمن على المريض اللي في 305 لقيت الأوضة فاضية، ممكن أعرف إيه اللي حصل؟"

قال 

"آه...قصدك تيم المهدي، والدته طلبت أنه يخرج وقولنالها وجوده في المستشفى احسن بس هيا رفضت وطلبت خروجه فخرجناه"

حست بغضب، قالت من غير ما تحسب كلامها

" انت إزاي تسمح بحاجة زي دي؟ هو مريض، محتاج متابعة! أنتو كده بتهددوا حياته بالخطر، كان محتاج رعايه"

المدير اتجهم وقال بصوت جاد

" فريده، خدي بالك من أسلوبك، ده مش من صلاحياتك، وأنتي المفروض تلتزمي بحدود شغلك."

فريده اتنهدت بقوة، حست إنها اتخطت حدودها وقالت 

" آسفة يا دكتور، بس الموضوع بجد يضايق"

المدير اتنهد وقال بنبرة هاديه

"أنا مقدّر قلقك، بس صدقيني إحنا كنا عاملين اللي علينا، ووالدته أصرت، لو قدرتي تقنعيها ترجعه يبقى كتر خيرك، في الاول وفي الآخر ولي الأمر هو صاحب الحق في القرار، وإحنا كمستشفى لازم ننفذ اللي بيطلبه"

فريده هزت راسها وخرجت بضيق، خطواتها سريعة وضيقها باين على وشها، هيا لازم تتصرف والا هيفضل كده طول عمره، لازم حد يفكره أنه لازم يعيش، بس دلوقتي العائق الوحيد قدامها هو ”صابرين“


عند يونس 

كان في أوضته كالعاده، فجأة باب الأوضه اتفتح وصابرين دخلت، بصلها ببرود واضح، قالت وهيا بتحاول تكسر الصمت

"كنت سامعه صوتك من شويه، يا ترى كنت بتكلم مين؟"

بصلها يونس من غير أي اهتمام وقال بجفاف

"نفسي... بكلم نفسي."

صابرين رفعت حاجبها وقالت بنبرة فيها تحذير

"رد باحترام يا يونس."

سكت، ضيق عينيه كأنه مش عايز يفتح معاها أي كلام، اضطرت تكمل وقالت

"روح اتطمن على أخوك."

في اللحظة دي يونس رفع عينيه ليها باهتمام وبنبرة مليانة لهفة وقلق قال بسرعة

"هو كويس؟ فاق؟"

صابرين هزت راسها وقالت بهدوء

"لاء... بس روح اتطمن عليه، هو في أوضته ومعاه ممرض بيتابع معاه"

مستنهاش تكمل، قام من على السرير بخطوات سريعة وخرج من الأوضه بسرعه يتطمن عليه.


فريده بتشتغل عادي بس عقلها مشغول، ووسط كل أفكارها فونها رن قطع تركيزها وكان حسام، لمحت الاسم وردت، قال مباشرة

"أنا بره."

قالت بدهشة

"بجد؟"

ضحك بخفه وقال

"آه... حبيت أطّمن عليكي بنفسي، خوفت عليكي وحبيت أشوفك."

ابتسمت رغمًا عنها وقالت 

"طيب، تعالى ادخل."

رد بسرعة

"تمام، أجيلك فين؟"

قالت بهدوء 

"ادخل بس إنت وأنا هقابلك."

قفل عربيته ودخل ومعاه اكياس كتير، لقاها واقفه مستنياه بابتسامة صغيرة، وقف قصادها لحظة كأنه بيدور في ملامحها يتأكد إنها كويسه وبعدين سأل بنبرة صافيه

"إنتي كويسة؟"

هزّت راسها وقالت

"أنا كويسه"

بصت للأكياس اللي ماسكها وسألت باستغراب

" ايه ده؟!" 

اتنهد وقال

" دي حاجات ليكي، عصاير وأكل صحي عشانك، جبت انواع كتير من كذا حاجه عشان مش عارف انتي بتحبي ايه اكتر"

قالت بانبهار 

" بس ده كتير جدا، هو انا هاكل كل ده"

هز أكتافه وقال

" ابقي ادي اصحابك، بس كلي كويس"

ابتسمت وقالت

" طيب حاضر"

زفر وقال

" هو انتي لازم تنزلي شغل يعني"

قالت بضيق 

" حسام اتكلمنا في الموضوع ده وقولتلك اني بحب شغلي جدا، وبعدين يا حسام لو انا حاسه اني مش قادره انزل مكنتش نزلت شغل أصلاً."

زفر بقلق واضح

"أنا مش مطمن... قلقان يا فريده"

ابتسمت بحنان وهي بتحاول تسيطر على توتره

"عارفة، ومقدّرة قلقك، بس متقلقش، أنا لا أول واحدة احمل ولا آخر واحدة... الناس كلها بتشتغل عادي."

حرك راسه ببطء وقال كأنه بيحاول يقتنع

"تمام تمام، بس قلبي مش مرتاح."

ضحكت وهي بترفع موبايلها قدامه

"عارفه، إنت رانن عليا فوق العشرين مره النهارده؟"

قبل ما يرد، جت داليا بخطوات خفيفة وابتسامة عريضة وقالت

"فريدة، بيسألوا عليكي."

بصت لحسام وابتسمتله بحرارة وقالت وهيا بتمد ايديها 

"ازيك يا حسام؟"

مد إيده لها بابتسامة لذيذه وهو بيقول

"إزيك عامله ايه؟!"

سلمت عليه بسرعة وقالت بهزار

" يا بختك يا فريده عندك حد يتطمن عليكي كل شويه"

ضحك حسام بخفة ورد 

"هو أنا عندي حد اهم منها"

ضحكت داليا بصوت عالي وقالت

"ربنا يخليكوا لبعض، كلنا بنحسدها عليك والله، بنتمني كلنا نلاقي حد زيك"

حسام ابتسم ولسه هيرد بس فجأة فريده داست على رجله جامد بغيظ واضح، بصلها بسرعه وكانت بتبصله بضيق، ابتسم بخفه ومسح على دقنه كأنه بيحاول يخفي ضحكته وقال لداليا بنبرة مهذبة

"تسلمي، ربنا يرزقك بالأحسن يارب"

داليا ابتسمت وقالت 

"طيب هستأذن انا، متتأخريش يا فريده"

فريدة هزت راسها بابتسامة مصطنعة وهي بتراقبها وهيا ماشيه، أول ما داليا بعدت حسام بص لفريدة بابتسامة واسعة وقال وهو بيرفع حواجبه

"إيه ده بقا؟!"

فريدة رفعت عينيها ليه بسرعة وقالت بجدية

"مش اتطمنت... أنا عندي شغل بقا."

اتحركت علشان تمشي بس حسام مد إيده وقفها بلطف وقال بابتسامة خفيفة

"استني."

فريدة وقفت من غير ما تبصله فكمل وهو بيبلع ريقه

"انتي... بتغيري عليا؟!"

فريدة بصتله وقالت بانفعال 

"مش جوزي! جوزي وبغير عليه، عندك مانع؟! مينفعش تعامل حد زي ما بتعاملني، أنا بس اللي تعاملني كده، فاهم؟ النظرات والكلام دول من حقي انا"

حسام ابتسم بخفه وقال بحب واضح

"وهو أنا أقدر أبص لغيرك أصلًا؟ أنا خلاص مبقتش شايف غيرك."

فريدة ردت بحدة وهي بتحاول تمشي

"كله كلام وخلاص... سيبني، عندي شغل."

مد إيده تاني يمنعها وقال 

"طب متزعليش... مش همشي وانتي زعلانة."

قالت بسرعة وهي بتحاول تبعد

"طيب خلاص... امشي."

قرب منها أكتر وقال بنبرة متعمده

"طب زعلانة؟"

اتنهدت وقالت بجدية عميقه

"لينا بيت يلمنا."

ابتسم وقال 

" عندك حق، بس برضو مش همشي وانتي زعلانة."

فريدة ردت بسرعة وهي بتحاول تنهي الكلام

"علفكرة الموضوع خلص."

هز راسه بإصرار وقال وهو بيقرب منها

"لاء مخلصش، هفضل هنا سايب شغلي لحد ما تضحكي"

لفت وشها الناحية التانية وقالت وهيا بتحاول تخفي ابتسامتها

"مش عايزه اتكلم ولا اضحك، سيبني."

قال

"طب والله ضحكتي"

اتنهدت وقالت

"ماشي يا حسام خلاص."

ابتسم براحه وهيا قالت

"اديني فونك، عايزة أعمل مكالمة."

بصلها باستغراب لحظة وقال

"هتكلمي مين؟"

قالت ببساطه

"مكالمة دولية لسالي، مش معايا رصيد كفايه."

ابتسم واداها الفون وهو بيقول

"اتفضلي، الفون وصاحبه تحت أمرك"

ابتسمت وهيا بتاخده وهو قال

"أنا هروح أشوف تيم."

فريده بصتله وقالت بهدوء

"تيم خرج."

قال بدهشه

"إزاي خرج؟!"

اتنهدت وهي بتهز كتفها

"معرفش، اتكتبله خروج من الصبح."

سألها بقلق

"يعني فاق وبقا كويس؟"

فريدة هزت راسها بنفي وقالت

"غالبًا هيكمل في البيت."

حسام هز راسه بتفكير وهيا وقفت على جنب بعيد شويه ورنت على سالي، بعد ثواني ردت سالي

"ألو؟"

فريدة قالت بسرعة

"سالي، أنا فريدة."

سالي ابتسمت وقالت

"ازيك يا فريده عامله ايه؟!"

فريدة قالت

" سالي، لازم اقولك اللي حصل علشان مش هقدر اسكت بجد، مامتك خرجت تيم انهارده"

سالي سكتت لحظه وبعدين قالت باستغراب

"خرجته؟! إزاي؟ وليه؟!"

فريدة قالت وهي بتحاول تلم أعصابها

"أنا روحت لدكتوره آيه امبارح وعرفتها اللي حصل وقالتلي ازاي اتعامل مع تيم عشان يكون كويس، ولما قولت لمامتك تسيبه يتعالج وقلتلها إن ده خطر عليه رفضت، وقالتلي مقربش منه تاني، وتاني يوم لما روحت أشوفه لقيت الأوضة فاضيه وعرفت انها خرجته"

سالي قالت بغضب واضح 

"إزاي تعمل كده؟ تيم محتاج علاج ومتابعة عشان يكون احسن ويرجع تاني، ده مش طبيعي اللي بيحصل ده"

فريدة قالت بإحباط 

"عارفة... وعلشان كده بكلمك، اللي بيحصل ده غلط، وبجد حرام، كفاية عليه اللي مر بيه، لو فضل كده عمره ما هيفوق، لازم نكون جنبه مش نقتله بالبطئ"

سالي أخدت نفس عميق وقالت بقرار حاسم

"لازم أشوف الموضوع ده بنفسي، أنا هحجز أول طيارة وأنزل مصر، مش هقدر أسيب تيم يضيع بالشكل ده، هتكلم معاها وهحاول أوقف اللي بيحصل."

فريده قالت برجاء

"يبقى أحسن برضو، علشان اكتر من كده مش هينفع"

سالي قالت 

"تمام، إن شاء الله هكون بكرة في مصر، أول ما أوصل هكلمها، ونحط حد للمسألة دي."

فريدة قالت بامتنان 

"ياريت يا سالي بجد"


بالليل، فريده رنت على يسر اللي كانت مختفيه طول اليوم، أول ما ردت سألتها

"كنتي فين النهاردة؟"

يسر ردت بهدوء

"يونس كان طالب مني حاجة وكنت بعملها."

فريدة سألت بتركيز

"حاجة زي إيه؟"

يسر اتنهدت وقالت

"مش عارفة صدقيني، هو طلب مني أسلّم أوراق لحد بكره وانهارده كنت بجيب الورق ده "

سألت باهتمام

"أوراق؟ إيه الأوراق دي ولمين؟"

يسر هزت كتفها وقالت ببساطه

"معرفش، هو طلب مني كده وخلاص."

فريدة سألتها

"مشوفتيش إيه الأوراق دي؟"

يسر ردت بحسم

"لاء ومش هشوفها أكيد، هو قالي أخليها معايا لحد ما أسلّمها لحد هو عارفه، يعني أحط الورق ده في مكان زي خزنة وأمشي وبس كده"

فريدة قالت 

"أنا عايزة أشوف الورق ده."

يسر رفضت فورًا

"مستحيل، يونس قالي مفتحش الورق ولا أشوف السي دي."

فريدة اتفاجئت وقالت بسرعة

"في سي دي كمان؟"

يسر أومأت وقالت

"آه، بس أكد عليا كتير مفتحش حاجة منهم، وأنا برغم فضولي هحترم قراره ومش هفتحهم."

فريدة قالت بانفعال

"إنتي متخيلة إن اللي معاكي ده يا يسر أنا وسالي بندور عليه من كتير أوي وفشلنا نلاقيه؟"

يسر ردت ببرود

"وإنتي عارفة إني مش هقدر أخون يونس وأخليكي تشوفي الحاجات دي، مستحيل."

فريدة هزت راسها وقالت بخوف

"بس أنا خايفة من يونس يا يسر، يونس متهور، ممكن يبهدل الدنيا."

يسر قطعت كلامها وقالت بحسم

"دي حاجة متخصنيش، أنا قولتله إني هعمل كل اللي هو عايزه من غير ما أسأله."

فريدة حاولت لآخر مرة

"بلاش يا يسر... بلاش عشان ميندمش على حاجة يعملها في لحظة غضب."

يسر ردت ببرود وهي بتقفل الحوار

"معلش يا فريدة، بس أنا مليش دعوة بكل ده، أنا هنفذ اللي هو عايزه، يلا سلام."

وقفلت المكالمة من غير ما تسمع رد تاني.


تاني يوم بالليل

سالي كانت راجعه البيت وراكبة اوبر وفي طريقها للبيت، وهيا بتقرب من البيت خلاص لمحت عربيات كتير جدًا واقفة قدام البيت، منظرهم غريب وملفت، طلبت من سواق الأوبر يقف شوية على جنب، كانت بتراقب البيت بخوف، لحد ما لقت عدد كبير من الرجالة بيخرجوا من البيت، رجالة كتير جدًا، شكلهم منظم وضخم وركبوا العربيات بسرعة ومشيوا واحد ورا التاني، قلبها بدأ يدق بسرعة رهيبة وحست برعب بيجري في عروقها، فضلت مستنية لحد ما اختفوا تمامًا وبعدها طلبت من السواق يتحرك.

وصلت البيت والسواق نزل الشنط وحطها، سالي بصت حواليها بتوتر وهي نازله، شالت ياسين اللي كان نايم ودخلت بخطوات بطيئة وحذرة، لقت الأبواب مفتوحة وكل ما تقرب قلبها بيدق أكتر وأكتر، دخلت البيت وعينيها بتجري في كل اتجاه، بتبص حواليها بتوتر، البيت مكركب جدا، اتقدمت خطوة تانيه وهنا كانت الصدمه...

يتبع........

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السابع والأربعون 47 من هنا

اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية استثنائية في دائرة الرفض)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات