اسكريبت أمان كاذب عبر روايات الخلاصة بقلم ٱلاء محمد حجازي
اسكريبت أمان كاذب الفصل الخامس 5
قبل ما يرد، جه صوت فجأة من وراهم وقاطع الموقف:
هو إيه، اللي أنا سمعته ده؟
~عادل لف بسرعة، شاف الخالة واقفة على آخر درجة في السلم، عينيها كلها غضب، ضحك ضحكة فيها سم وقال:
كويس إنك جيتي يا طنط، علشان بقى تفوقي، وتعرفي حقيقة خطيبة ابنك اللي أنتي مفكراها نضيفة وبريئة وهي مش كده خالص.
قرب منها بخطوات تقيلة وهو بيبص لجميلة باستهزاء:
أنتوا فاكرينها ملاك؟ ومتعرفوش دي ليها ماضي أسود، ماضي مش أي حد يستحمله، ولا حتى ابنك ده اللي أنتي عايزة تديهاله على طبق من فضة.
الخالة اتقدمت عليه خطوتين، صوتها بقى زي النار:
اسكت يا عادل! اخرس خالص! أنت آخر واحد في الدنيا يتكلم عن الشرف وعن الماضي. أنت اللي ضحكت على بنت عمك واستغليت ضعفها ولعبت بمشاعرها وبعدين رميتها زي ما ترمي حاجة قديمة.
~عادل رد بابتسامة صفراء:
ما هو ده اللي هعرفه لرحيم، هعرفه مين هي خطيبته اللي أنتوا مفكرينها ملاك. وهشوف بقى هيبقى موقفه إيه لما يعرف كل اللي حصل.
الخالة ما استنتش كلمة زيادة، نزلت عليه بالقلم صفعة قصرت الدنيا:
قطع لسانك يا حيوان! إنت شخص حقير، ومعدوم الرجولة، ومش راجل أصلاً. مفكر عشان ضحكت عليها بكلمتين خلاص تبقى راجل؟ أنت لا راجل ولا حتى نص راجل.
عادل اتراجع خطوة للوراء ماسك وشه، الخالة كملت وهي ماسكة جميلة من إيديها:
أنتَ وسخ وحقير، وعيب حتى أتكلم معاك. اللي زيك ما يستاهلش غير التف في وشه!
وبالفعل تفت في وشه وشدت جميلة ناحيتها وهي بتقول:
تعالي يا بنتي، ما ينفعش نرمي نفسنا وسط القذارة دي ثانية واحدة.
جميلة طلعت معاها بخطوات سريعة وهي ماسكة نفسها بالعافية عشان ما تنهارش قدامه.
وعادل فضل واقف مكانه، عيونه كلها حقد وقال بصوت عالي وهو بيهدد:
ماشي يا طنط، بس أنا مش هسكت. أنا هخلي رحيم يعرف كل حاجة عنها. وهشوف بقى رأيه هيبقى إيه.
الخالة التفتت له قبل ما تطلع وصرخت فيه:
رحيم راجل ابن راجل، عمره ما هيصدق كلام واحد حقير زيك!
وبعدين قالت وهي بتبصله من فوق لتحت:
أنا نفسي أسألك سؤال يا عادل؟
~عادل بستفزاز:
اسالئ؟
الخالةبحتقار:
إنت وانت بتعمل بطاقة، الراجل اللي في السجل المدني كان تعبان؟
~عادل اتلخبط:
إيه؟! تعبان إزاي؟
الخالة بسخرية قاتلة:
عشان شكله اتلخبط وبدل ما يكتب أنثى كتب ذكر، واتحسبت علينا راجل وخلاص. والله يا عادل، أنا مشوفتش راجل ناقص كرامة زيك، فاكر نفسك رجل وانت ولا نص حتي.
جميلة حاولت تكتم ضحكة باستهزاء، بس الخالة كملت وهي مولعة:
إنت جاي تتكلم عن بنت زي القمر، وأنت ما تعرفش أصلاً يعني إيه كلمة راجل اللي يبيع ويجري ويرجع ينهش في عرض بنت عيلته، ده مش راجل، ده مسخ.
عادل وشه اتقلب أحمر، حاول يرد، بس الخالة قربت أكتر وقالت بنبرة كلها تحدي:
إنت بالنسبة ليها صفحة مقطوعة من كتاب وسخ، مكانك الزبالة، مش مع ناس محترمة. وقبل ما تفتح بقك بكلمة تانية عن جميلة، اغسل وشك من العار اللي مغرقك من ساسك لراسك.
وبعدها تفتت في وشه تاني وقالت:
يلا يا جميلة، سيبيه يعفن مع نفسه
كل ده وعادل واقف بيكلم نفسه:
هخليكي تندمي يا جميلة
وقبل ما يكمل ويلف، اتجمد في مكانه.
لقاه خطيبته سما واقفة ورا، وسامعة كل حاجة، عينيها مليانة خزلان و وشها مصدوم وصوتها مهزوز:
هو إيه اللي أنا سمعته ده يا عادل؟!
وبعدين تقول بنبرة اقوي:
هو إيه اللي أنا سمعته دلوقتي يا عادل؟ ده إيه الأسلوب الرخيص ده؟!
~عادل برتباك،و بيحاول يقرب:
سما… استني، دي مجرد مشاكل قديمة، هفهمك…
سما ترجع خطوة لورا،و عينها مليانة اشمئزاز:
تفهمني إيه؟! إنك واحد كذاب؟ إنك ضحكت على بنت عمك وكسرت قلبها؟! ولا إنك كنت فاكر إني هصدقك وتضحك عليا زيها؟!
تضحك سخرية وهي تهز رأسها:
أنا طول الوقت فاكرة نفسي مخطوبة لراجل، بس الحقيقة إنك مجرد عيل تافه.
تتقدم فجأة وتلطشه بالقلم بقوة تخليه يتجمد مكانه وتقول بعصبية والدموع محبوسة في عينها:
القلم ده عشان تفوق، الرجولة مش إنك تستغل بنت ضعيفة، الرجولة إنك تحميها. وإنت عمرك ما كنت راجل.
تقلع الخاتم من إيدها وترميه في وشه بصوت مكسور لكنه قوي:
أنا من النهارده مش خطيبتك. أنا تخلصت من وصمة عار اسمها عادل.
وتديه نظرة احتقار قاتلة، وتلف وتمشي وهي مرفوعة الراس، وهو واقف مصدوم، إيده على وشه مكان القلم، وحاسس إن الدنيا اتقلبت عليه.
---------------------
طلعت جميلة مع خالتها، ولسه قلبها مش مرتاح من اللي حصل تحت. أول ما قفلت الباب واطمنت إنهم بقوا لوحدهم، رمت نفسها في حضنها وقالت بصوت مكسور:
أنا خايفة يا خالتي، خايفة يقول لرحيم أي حاجة، لما يعرف يبعد عني.
خالتها مسكت وشها بين إيديها، وبصتلها بعين كلها طيبة وقالت:
ما تخافيش يا جميلة، ده واحد بيهدد بالكلام وبس. رحيم مش هيتأثر بده، وعمرك ما هتخسريه. وبعدين يلا، تعالي نجهز يا عروسة لحاجات كتب الكتاب ونفكر في فرحتك.
ابتسمت جميلة ابتسامة صغيرة رغم خوفها، وحسّت لأول مرة إن فيه ضهر يسندها.
ومن هنا ابتدت الأيام تجري أسرع، كل يوم بيقربها من يومها اللي مستنياه. بين تحضيرات الفستان، وتجهيز البيت، وضحكة أبوها اللي رجعت تاني، كانت جميلة بتحس إن ربنا بيعوضها على كل لحظة وجع.
لحد ما جه اليوم اللي اتفقوا عليه، يوم كتب الكتاب. يوم مختلف، يوم بداية جديدة.
وأخيرًا، جه اليوم اللي كانوا مستنيينه: يوم كتب الكتاب.
القاعة منوّرة بالزينات والضحك والزغاريط، جميلة واقفة مكسوفة وقلبها بيخبط، ورحيم واقف قصادها عينه كلها فرحة وحب.
المأذون قال بصوت مسموع:
يا رحيم، هل قبلت الزواج من الآنسة جميلة على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ؟
_رحيم ابتسم وبص لها من قلبه وقال قدام الكل:
– أنا قبلت بها،
ورضيت بها،
واخترتها من بعد الله ملجٱ دائماً،
وملاذ ثابتاً،
وحضنا يحتويني، بعد المكده والتعب،
وركنا أمراً،
انزوي اليه من صخب الحياة،
انسة للروح،
رفيقة للقلب،
وحبيبة للفؤاد،
المأذون قال:
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
رحيم من غير ما يستنى ولا لحظة، شد جميلة في حضنه قدام الناس كلها، ورفع صوته وهو بيحضنها:
– فلتعلمي يا أنيسة روحى وجليسة وحدتى أنى رجوتك من الله واستودعته إياكى ودعوته مراراً وتكراراً كى تطوى أطراف الأرض ونلتقى.
وأخيرًا رزقني الله بك مؤنسا وانيسا علي كتاب الله وسنة رسوله،فأصبحت اجمل ارزاقي
القاعة كلها ولعت بالتصفيق والزغاريد، وأبوها دموعه نزلت من الفرح، وخالتها قالت وهي بتضحك:
ربنا يسعدكم ويتمم بخير يا رب.
------------------
بعد كتب الكتاب والناس بدأت تمشي، قعدوا هما الاتنين على جنب شوية. رحيم بص لها بابتسامة واسعة وقال:
بصي كده في وشّي، شايفة إيه؟
-جميلة اتلخبطت وقالت:
إيه السؤال الغريب ده؟ شايفة وشّك يعني.
_رحيم ضحك وقال:
غلط، ده وشّ جوزك يا ست جميلة، إوعي تنسي إنك دلوقتي بقيتي مراتي، رسمي، بعقد ومأذون وشهود.
-نزلت بعنيها بخجل وقالت وهي بتحاول تغيّر الموضوع:
هو إنت ناوي تفضل تعاكسني كده على طول؟
_رحيم رد بسرعة:
طول عمري، دي هوايتي الجديدة. يعني أنا من النهاردة هسيب كل الهوايات التانية، لا كورة ولا لعب بلايستيشن، هبقى أتسلى بيكي إنتي.
-جميلة ضربته بخفة على إيده وقالت:
إنت دمك تقيل والله.
_قرب منها شوية وقال وهو عامل نفسه جدي:
طب اسمعي، أنا ليّا شرط في الجواز ده.
-اتسعت عينيها وقالت:
شرط إيه تاني؟ مش كفايه شروط بقا!
_رحيم ابتسم وقال:
شرطي الوحيد، إنك تفضلي تضحكي كده على طول. لو يوم صحيتِ مكشره، هعتبرها مخالفة للعقد، وأخصملك من المرتب.
-جميلة انفجرت من الضحك وقالت:
مرتب إيه يا عم؟ هو أنا موظفة عندك؟
_قرب أكتر وقال بنبرة دافية وهو بيهزر:
لأ، إنتِ مش موظفة، إنتي رئيستي، بس أنا غاوي أعمل فيها مهم وأتحكم شوية.
سكت لحظة وبص لها بنظرة كلها حنية وقال:
بصراحة بقى، أنا مش مصدق إني بقيت جوزك، وحاسس إن الدنيا كلها النهارده بتضحكلي.
------------------
بعد كتب الكتاب لما رحيم مشي ، والهدوء مالي البيت، لقت جميلة أبوها داخل عليها الأوضة. قعد قصادها، وبص لها نظرة كلها شجن. قال لها وهو يتنهد:
غصب عني يا بنتي، الأيام اللي عدت من غير ما أكلمك كانت زي السكينة على قلبي. كنت شايفك قدامي ومش قادر أمد إيدي وأحضنك، كنت مصدوم، مش مصدوم فيكي إنتي بس، مصدوم إني حسيت إن بنتي اللي ربيتها بعيد عني.
بص لها والدمعة محبوسة في عينه:
بس مهما حصل، إنتي بنتي، وحِتّة مني. وزعلي ما يطولش، قلبي دايمًا بيدعيلك.
مد إيده ومسِك إيدها بين إيديه، وقال بنبرة كلها حزم وحنان:
اعرفي إني اخترت لك الأحسن، واللي شايفه رجل يصونك ويحافظ عليكي. رحيم مش أي حد، ده اللي هيكون سندك بعدي، وركن ليكي طول العمر.
عينيها غرقت بالدموع، حاولت تتكلم وقالت بصوت مكسور:
سامحني يا بابا…
شد على إيدها أكتر، وقرب منها، وباس راسها بحنية:
أنا مسامحك من قبل ما تتكلمي، وربنا يرزقك السعادة معاه، ويجعل الليلة دي بداية جديدة لينا كلنا.
ما قدرتش تمسك نفسها، فهَجَمت في حضنه تعيط زي الطفلة، وهو يحتضنها بقوة، يمسح على راسها ويهمس:
اللي يجرحك يا جميلة، يبقى جرحني أنا قبلك.
------------------------
الأيام عدّت بهدوء، وكل يوم كان بيقرب جميلة من رحيم أكتر وأكتر.
كانت بتشوف فيه حاجات جديدة، ضحكته اللي بتخلي قلبها يهدى، وخفة دمه اللي بتكسر أي توتر بينهم، واهتمامه اللي بيطمنها إنها اختارت صح.
كل يوم كانت بتحس إنها بتحبه من جديد، بتحبه أضعاف المرات اللي فاتت.
ورحيم هو كمان، كان بيكتشف فيها روح نقية وبِرقة مش لاقي زيها، بيشوف ضحكتها اللي بتنسيه تعب الدنيا، وحنيتها اللي بتخليه يحس إنه في أمان.
قربوا من بعض بهدوء، خطوة بخطوة، لحد ما جه اليوم اللي هيغيّر حياتهم هما الاتنين:
في يوم الصبح رنّ موبايل جميلة، مدت إيدها وهي نص نايمة، ولما شافت الاسم قلبها خفق. ردت وهي مبتسمة:
صباح الخير يا حبيبي.
_رحيم رد بصوت هادي بس فيه تقل غريب:
صباح النور، اطلعي لي على السطوح عندكم، أنا مستنيكي.
-ضحكت بخفة وهي لسه مش مستوعبة:
إيه المفاجأة الجميلة دي ؟
_رحيم رد بكلمة قصيرة فيها وجع:
هي فعلاً… مفاجأة.
قفلت بسرعة وهي فرحانة بالكلمة، قامت توضبت نفسها على عجل، وطلعت السطح بخطوات سريعة.
أول ما وصلت، لقت رحيم واقف، عينيه غامقة، وصوته تقيل:
جميلة، أنا عايز منك كلمة واحدة، وبصراحة.
انتي كنتي على علاقة بعادل ابن عمك؟
-هي اتفاجئت، وشها اتقلب، حاولت تتكلم:
رحيم… اسمعني…
_قاطعها بحدة، صوته طالع كالرصاصة:
اسمعك إيه؟! كان لازم أسمع منك من زمان، مش دلوقتي!
ليه خبّيتي؟ ليه خليتيني أعيش واثق فيكي وأنا آخر واحد يعرف؟
كنت فاكر نفسي عرفت البني آدم الصح، اللي يستاهل أدي له عمري.
لكن للأسف، طلعت واهم.
-دموعها نزلت غصب عنها، قالت بصوت متقطع:
أنا… ما كنتش…
_ما خلاهاش تكمل، رفع إيده كأنه بيكسر أي أمل:
اسكتي.
اللي بيخبي مرة، بيخبي ألف مرة.
الصدق ما كانش محتاج وقت ولا تفكير، كان محتاج قلب نظيف… واضح.
وأنا النهاردة اكتشفت إن قلبي غلط في اختياره.
قرب منها خطوة، عينه مليانة قهر:
أنا كنت شايفك جنتي، كنت بقول إنك أمان بعد الدنيا دي كلها.
لكن ياما الوشوش بتخدع.
انتي النهاردة، ما بقتيش جميلة اللي عرفتها.
انتي بقيت غريبة.
انتي طالق يا جميلة.
دار ضهره ومشي من غير ما يديها فرصة تبرر ولا حتى تنهار قدامه.
سابها واقفة في مكانها، مكسورة، الكلمة الأخيرة بترن في ودانها وبتقطع روحها، كلمة وجعتها أكتر من خيانة عادل وألف عتاب.
--------------------
#يتبع.
يترا رحيم عرف منين عن العلاقة اللي كانت بين عادل وجميلة؟
ويترا كده الحياة فعلاً انتهت بينهم؟
كل ده هنعرفه في البارت الجاي باذن الله ♥
#حواديت_لُولُـــو. 💗🎀