📁

اسكريبت "23 دقيقه في الجحيم" بقلم الرعيب

اسكريبت "23 دقيقه في الجحيم " بقلم الرعيب

اسكريبت "23 دقيقه في الجحيم "



 23 دقيقة في الجحيم😱


في تلك الليلة، لم يكن هناك ما ينبئ بأن شيئًا غريبًا سيحدث. عاد بيل وايز من اجتماع صلاة، نام بسلام، لكن الساعة كانت الثالثة فجرًا حين استيقظ ليشرب قليلًا من الماء. المطبخ كان ساكنًا، والظلام خفيفًا، لكنه شعر فجأة بشيء يختطف أنفاسه... وبقوة لا تُرى، سُحبت روحه من جسده. لم يكن يحلم، لم يكن يهلوس، كان واعيًا تمامًا وهو يرى نفسه يغادر جسده المادي، ويندفع في نفق طويل مظلم، يهبط بسرعة لا يمكن وصفها، كأن الجاذبية تجرّه إلى أعماق الأرض نفسها. حين توقف السقوط، وجد نفسه على أرضية حجرية باردة، داخل زنزانة عتيقة، تملؤها رائحة العفن والدخان. الهواء كان مشبعًا بحرارة خانقة، لا تُحتمل. حاول أن ينهض، لكن جسده لم يستجب. كان يمتلك جسدًا في هذا المكان، لكنه بلا قوة، بلا د-م، بلا حياة حقيقية. نظر حوله، ورأى جدرانًا رمادية تتنفس دخانًا أسود كثيفًا، وقضبانًا ملتوية كأنها مصنوعة من النار نفسها. سمع أصواتًا بعيدة... أنين، وصراخ جماعي يخرج من أعماق لا تُدركها العين. وقبل أن يفهم أين هو، التفت ليجد نفسه في مواجهة مخلوقين ضخمين، جلدهما أشبه بجلد الزواحف، وأظافرهما طويلة تلمع في الظلام. كانت ملامحهما مشوهة، تنضح بالكره، والعينان تضويان بنار لا تشبه النار البشرية. يصرخان بأصوات شيطانية مليانة غل تهز الجسم والروح بطريقة مخيفة. 


أحدهما أمسك به ورفعه بسهولة كدمية، ثم قذفه بعن-ف إلى الجدار الحجري، فشعر بارتطامه وكأن عظامه تتهشم، رغم أنه كان يعلم أنه لم يعد يملك عظامًا من لحم ود-م. 


زحف على الأرض في رعب، لكن الآخر غرس مخالبه في جسده، فأحس بألم لا يُصدق، ألم لا يشبه أي شيء على الأرض، حتى أن الرب – كما يقول – حجب عنه جزءًا من الإحساس ليتحمّل. في هذا المكان لا توجد رحمة، لا يوجد زمن، فقط العذاب الصامت. وفجأة، ساد ظلام كثيف، ظلام يُمكن أن يُلمس، يخنق الأنفاس، ويبتلع أي أمل. لم يرَ شيئًا، فقط كان يسمع صرخات متقطعة، وأنينًا بشريًا يمتزج بأصوات حيوانية غير مفهومة. ثم انقشع الظلام تدريجيًا، ووجد نفسه أمام حفرة ضخمة من النار. اللهب كان حقيقيًا، حيًا، يعلو ويهبط كوحش يتغذى على الأرواح. رأى بوضوح مئات، بل آلاف الأجساد البشرية تتلوى داخل الحفرة، تشبه الهياكل العظمية المغطاة بجلد محت-رق، تصرخ بلا توقف. رأى وجوهًا يتبدد لحمها ثم يعود، ثم يذوب من جديد. لم يكن هذا استعارة، بل عذاب فعلي، مستمر، لا يفنى. الهواء هناك ثقيل برائحة الكبريت واللحم المح-ترق، والرطوبة مختلطة بروائح قذرة و إفرازات متحللة والدخان. 


كان الجحيم – كما وصفه – مكانًا لا يُحتمل النظر إليه ولا يُحتمل الوجود فيه. لا نوم، لا راحة، لا قطرة ماء. جوع أبدي، عطش أبدي، والخوف يلتف حول النفس كالثعبان. 


في الزوايا كانت أفاعٍ وسوداء ضخمة تزحف بين الجث-ث، والديدان تلتهم البقايا الحية، والصرخات لا تتوقف، وخلال وجوده هناك، مُنع تمامًا من تذكّر أنه كان مؤمنًا. نُزع منه كل شعور بالأمل، ولم يتبقَ سوى اليأس. وكان ذلك – كما قال – هو العذاب الحقيقي. أن تدرك أنك محكوم بالبقاء في هذا المكان إلى الأبد، بلا مخرج، بلا فرصة، بلا خلاص. 


وفي لحظة غير متوقعة، وسط الظلام والنار والصرخات، أشرق ضوء هائل. شعر بيل بسلام غريب يملأ المكان، ثم عاد كل شيء إلى السواد. بعدها مباشرة، وجد نفسه على أرضية مطبخه، الساعة تشير إلى الثالثة وثلاثة وعشرين دقيقة لقد غاب عن الدنيا لمدة 23 دقيقة، لكنها كانت بالنسبة له دهورًا من العذاب. 

في السنوات التالية، دوّن تجربته في كتاب أسماه “23 دقيقة في الجحيم”، قال فيه إنه لم يرَ حلمًا ولا هلوسة، بل رحلة حقيقية إلى مكان لا يُراد لأحد أن يراه. كان صوته يرتجف كلما تذكر ما رآه، وكان يكرر دائمًا جملة واحدة: “أسوأ ما في الجحيم ليس النار... بل أن تعرف أنك لن تغادره أبدًا.”..


في النهاية قد تكون القصة واقعًا مرعبًا، أو خيالًا نابعًا من أعماق إنسانٍ عاش الموت للحظة .  لكن تبقى حقيقة واحدة: أن العذاب الحقيقي ليس في النار، بل في إدراكك المتأخر أنك ضيّعت فرصتك الوحيدة للنجاة، وأن الباب قد أُغلق… إلى الأبد.👀


انتم الداعم الأول والمحفز الأكبر متنساش تعمل لايك وتسيب رأيك في كومنت، واعمل شير لو عجبك🌹👇

#الرعيب

#رعب

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات