📁

رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية الفصل الرابع 4 بقلم دينا النجاشي

رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية عبر روايات الخلاصة بقلم دينا النجاشي

رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية الفصل الرابع 4 بقلم دينا النجاشي

رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية الفصل الرابع 4

إسلام باستغراب:

ـ إنتي رغد؟!


رفعت رغد عينيها بابتسامة وحركت رأسها:

ـ أيوه أنا، خالتي كلّمتني وقالت إنها عاوزاني.


إسلام بابتسامة:

ـ إزيك يا رغد؟ بقالي كتير مشوفتكيش.


رغد بحزن:

ـ الحمد لله كويسة، إنت أخبارك إيه؟


إسلام:

ـ تمام يا بنت خالتي. ادخلي هتلاقي أمي في المطبخ.


رغد بموافقة:

ـ تمام.


غادرت من أمامه، مما جعله يبتسم باستغراب. لقد كانت صغيرة مؤخرًا، كيف أصبحت امرأة بهذا الجمال؟ نفض الأمر من رأسه وغادر ليكمل بعض أعماله.


في المطبخ، دخلت رغد وقابلتها والدة إسلام بحب:

ـ تعالي يا حبيبتي، وحشتيني.


رغد وهي تضمها بحب اردفت بهدوء:

ـ وإنتي كمان وحشتيني أوي يا خالتي.


الخالة باستغراب:

ـ مال صوتك؟ شكلك زعلانة من حاجة.


رغد رافضة:

ـ لا الحمد لله مش زعلانة، إنتي بس اللي كنتي وحشاني.


والدة إسلام بابتسامة:

ـ طيب تعالي يا  ساعديني في الطبخ، النهارده هفرق على كل الجيران وجبة.


رغد بابتسامة:

ـ حاضر يا خالتي.


ذهبت لتغسل الخضروات، ثم تساءلت باهتمام:

ـ هو إسلام مالُه يا خالتي؟ قاعد زعلان ليه؟


خالتها بحزن:

ـ منها لله اللي كانت السبب.


رغد باستغراب:

ـ هي مين؟


خالتها بألم:

ـ إسلام طلق.


نَسمة بشهقة:

ـ يا لهوي! إزاي دا؟ لسه الجواز معداش عليه حاجة.


خالتها بقهر:

ـ ياما نصحته، وقلت له: هتندم يا ابني، دي مش شكلك. بس النصيب.


شعرت رغد بوجع وحاولت حبس دموعها، لكن خالتها لاحظت ما بها. فهي تعلم أن رغد تحبه، لكنه لم يكن يعلم، ولم تُظهر رغد هذا الحب أبدًا، غير أن نظراتها كانت فاضحة، وهذا ما كانت تراه والدة إسلام دائمًا.


..... 

وفي مكان آخر، كان معتصم جالساً في الزرع، فرأى فتاة تجلس وحولها كتب كثيرة. وفجأة صرخت بصوت عالٍ وألقت الكتب، فضحك بشدة مما كانت تفعله وأدرك أنها لا تعرف كيف تدرس.


نظرت الفتاة تجاه صوت الضحك، فرأت شاباً يجلس تحت شجرة، فقام واقترب منها وقال بهدوء: السلام عليكم.


البنوته بموأمة: وعليكم السلام.


معتصم بابتسامة: معلش، أنا كنت قاعد وشوفتك وانتي بتصرخي بزهق وبترمي الكتب، قلت أكيد مش عارفة تذاكري.


البنوته بإحراج: فعلاً مش عارفة إذاكر، وقلت أجي هنا يمكن نفسي تتفتح ولا حاجة، بس مفيش فايدة ومش فاهمة أي حاجة.


معتصم بتفهم: بس برضه مكنش ينفع تيجي غير لما يكون معاكي حد.


البنوته بابتسامه: ما أنا جايه مع بابا، هو بيشتغل حوالينا هنا.

وفي تلك اللحظة سمع معتصم صوت ترحاب من وراه:

الحاج محمد بفرحه: أهلا أهلا يا بشمهندس، عاش من شافك!


معتصم بابتسامة: إزيك يا حاج محمد، أخبارك إيه؟


الحاج محمد بطيبة: الحمد لله يا ابني، إنت اللي فينك؟ غايب علينا بقالك كتير.


معتصم باحترام: معلش يا حاج، كنت مشغول الأيام اللي فاتت ومعرفتش أنزل.


الحاج محمد بتفهم: ربنا يعينك يا بني.

(ونظر لابنته بابتسامة)

دا البشمهندس معتصم يا آية، أخو المعلم إسلام.


آية بابتسامة: أهلا يا بشمهندس.


معتصم باستغراب: هي آية بنتك يا حاج؟


محمد بتأكيد: أيوه يا بني، دي الآبله آية، في تانية كلية دلوقتي.


معتصم بابتسامة: كبرتي يا آية، آخر مرة شوفتك فيها كنتي لسه في الإعدادية.


آيه بكسوف: مفيش حاجه بتفضل على حالها يا بشمهندس.


معتصم: في كلية إيه بقى يا آيه؟


آيه باهتمام: أنا كلية تربية عامه قسم رياضيات.


معتصم: طيب يا ستي، كده جيتي في ملعبى.. وريني اللي واقف معاكي وأنا أشرحهولِك، واعتبريني مدرس خصوصي.


محمد بطيبة: ربنا يبارك فيك يا بشمهندس، أنا مش عاوز أتعبك.


معتصم: ولا تعب ولا حاجة يا راجل طيب، روح انت كمل شغلك وأنا هشوف إيه اللي مخليها عمالة ترمي الكتب وتصرخ.


والدها بضحك: دي حالتها من يوم ما دخلت الكلية.


معتصم بابتسامة: خلاص سيب الموضوع عليّا، وأنا هفهمها شوية أساسيات تمشي عليها، وهيسهّلوا عليها الحل والمذاكرة.


آيه بحماس: ياريت، لأني خلاص بدأت أجنن.


والدها بحنية: خلاص يا ستي افرحي، ربنا بعتلك البشمهندس بنفسه يساعدك.


معتصم بابتسامة: دي بنت الغالي يا حج محمد.


محمد بامتنان: طول عمرك ابن أصول إنت وأخوك يا معتصم، ربنا يبارك فيك يا بني. يلا هسيبك تذاكرلها، وأنا هنا حواليكم بشتغل في الأرض.


معتصم بتفهم: ماشي يا حج، ربنا يعينك.


غادر الحج محمد، وبقي معتصم مع آية يشرح لها بعض المسائل المعقدة بطريقة مبسطة. أما هي فكانت سعيدة جدًا بشرحه وذكائه. وبعد انتهائه اردفت بحماس: ياريتك كنت دكتور في الجامعة بجد! شرحك جميل جدًا وهتريح الطلبة.


معتصم بابتسامة: لا، أنا مليش في جو الطلبة والكلام ده، أنا بحب شغلي. المهم تكوني استفدتي وفهمتي اللي شرحته.


آية بامتنان: فهمت كويس جدًا، شكرًا ليك.


معتصم: مفيش شكر بينا يا ست البنات. وبكرة بإذن الله هعملك ملخصات كويسة جدًا تذكري منها وتبعتيها لأصحابك يستفيدوا معاكي.


آية بفرحة: بجد؟! بس أنا مش عاوزة أتعب حضرتك.


معتصم: مفيش تعب ولا حاجة، طالما أقدر أفيدك مش هتأخر. وخديها قاعدة في حياتك: طول ما في إيدك معلومة أو علم ينفع غيرك، متبخليش بيه. ربنا أنعم علينا بالمعرفة، ولازم نشاركها برضا وطيبة.


آية (بإعجاب): عندك حق.. ووعد مني هخصص وقت وأعلم فيه أطفال البلد. شكراً على النصيحة.


ابتسم معتصم مجيباً:

"بالنجاح إن شاء الله.. يلا هستأذن أنا، وبكرة هبعتلك التلخيصات على البيت."


آية بهدوء:

"إن شاء الله."


_استأذن معتصم وانصرف، لكنها استمرت في متابعته طوال سيره حتى غاب عن نظرها. تنهدت بابتسامة وعادت مرة أخرى بحماس. 


♡♡♡♡♡♡♡♡


وصل معتصم إلى المنزل، لكنه وقف في الخارج عندما سمع صوت ضحك يأتي من الداخل


اردف باستغراب وهو يحاول لفت الانتباه:

"احم.. يا حجة؟"


ردت الأم بمحبة:

"تعالى يا قلبي، مفيش حد غريب.. دي رغد بنت خالتك."


دخل معتصم مبتسماً وقال:

"السلام عليكم."


أجابته رغد بابتسامة رقيقة:

"وعليكم السلام.. أخبارك إيه يا بشمهندس؟"


معتصم: الحمد لله يا رغد.. انتي أخبارك إيه وأخبار كليتك؟


رغد: الحمد لله، كله تمام.


معتصم بموأمة: ربنا يعينك. ثم نظر حوله بتساؤل.. أمال فين إسلام؟


الأم: خرج يا حبيبي يعين البضاعة، وشوية وهيكون هنا.


معتصم: ماشي يا غالية.. لما ييجي قوليلي، أنا هكون في أوضتي بخلص شوية شغل. وانتي يا رغد متتحركيش، عشان نتغدى سوا لما إسلام ييجي. وبالمرة عندي شوية ملخصات 

هتفيدك في مذاكرة الترم التاني.


رغد بابتسامة: تسلم يا مهندسه.. مش عارفة من غير ملخصاتك دي كنت هعدي إزاي.


معتصم بغرور مصطنع: أعمل إيه بقى في طيبة قلبي.

رغد بضحكة: ربنا يخليلنا طيبة قلبك لغاية ما أخلص.


في تلك اللحظة عاد إسلام، وسمع صوت ضحكاتهم. استغرب قرب معتصم من رغد، فطرق الباب بهدوء.

إسلام: السلام عليكم.

جميعهم ردوا: وعليكم السلام.


معتصم بمشاكسه:

كنت فين يا كبير؟! وإيه الحلاوة دي؟ أخيراً غيّرت اللون الأسود! بس بصراحة الأبيض عليك جمدان.

(وبغمزه) بقولك إيه.. ما تجيبلي الهودي ده وأجيبلك مكانه حاجة.


إسلام بسخرية:

هي جت عليه؟ ما إنت واخد هدومي كلها.


معتصم بضحكه:

أعمل إيه يا عم! ما انت اللي ذوقك جامد.


إسلام بموأمه:

ماشي يا خويا، على العموم كنت عامل حسابك وجبتلك معايا واحد.


معتصم بامتنان:

تسلم يا غالي.. قولي بقى، كنت فين؟


إسلام بهدوء:

عدّيت على المصنع، كان في بضاعة طالبها، وكمان عيّنت على الرجالة في الأرض.


معتصم:

ربنا يعينك يا حبيب.


(ربّت إسلام على ظهره، ثم نظر لوالدته بحب)

: الرجالة جتلك يا ست الكل.


الأم بحب:

أه يا حبيبي.. فرّقوا كل الوجبات.

(ثم ربّتت على يد رغد الجالسة، التي كانت تنظر إلى الأرض ووجنتاها محمرّتان من شدة خجلها وتحاول إخفاءه).


لوله رغد ربنا يحميها كتبت لهم الأسماء وفهمتهم يعملوا إيه، كانوا عذبوني زي كل مرة.


نظر إسلام نحوها مستغربًا خجلها ورأسها المطاطي، على عكس أسلوبها الطبيعي مع معتصم. 

شكرها بهدوء:

: تسلم إيدك يا رغد.


رغد (بتوتر): أنا ما عملتش حاجة.


ازداد استغرابه من فركها ليديها وزيادة حرجها، لكنه برر الأمر بفارق السن بينهما. ثم اردف بهدوء:

: طيب مش هنتغدى؟ أنا واقع من الجوع.


الأم (بحنان): دقيقتين بس وأنا أجهز الغدا.


أسرعت رغد لتتجنب بقائها معه:

رغد: خليكي يا خالتي، أنا هجهزه.


خالتها (برفض): لا يا قلبي، كفاية عليكي طبخ النهاردة. إصرارك خلاني ما مدتش إيدي في حاجة، سبيني بقى أجهز الغدا.


غادرت الخالة نحو المطبخ، ولاحظ معتصم حرج رغد فابتسم، لأنه يعلم بخجلها من إسلام وهروبها الدائم من وجوده. أراد إخراجها من كسوفها فاردف بابتسامه:

: يعني النهارده هناكل طبخك يا رغد؟


رغد (بابتسامة): مش زي طبخ خالتي اكيد، بس رجليها كانت بتوجعها، والموضوع مش صعب عليا، فطلبت منها أطبخ أنا.


معتصم: أكيد تعبتي في طبخ الكمية دي كلها.


رغد (بهدوء): بالعكس، كنت مبسوطة جدًا، كفاية إنها وجبات لإطعام مسكين وحاجة لوجه الله.


كان إسلام يستمع إلى الحديث الذي دار بينها وبين معتصم، فأردف متسائلاً:

... انتي في سنة كام دلوقتي يا رغد؟


نظرت رغد بكسوف إلى الأرض مرة أخرى، مما أثار استغراب إسلام، ثم تابعت وهي ما زالت تنظر للأسفل:

... أنا في رابعة كلية دلوقتي.


إسلام بتفهم... بالتوفيق إن شاء الله.

رغد بخفوت... تسلم.


معتصم بهدوء... هسيبكم شوية، عندي شغل لازم أخلصه في لشركة قبل ما ماما تجهز الغدا.


إسلام بمؤازرة... ربنا يعينك يا حبيب.


رحل معتصم، فلاحظ إسلام توتر رغد المبالغ فيه، وتفاجأ بخوفها منه. ردد في نفسه بذهول: هو أنا بخوف ولا إيه؟ ثم اردف بهدوء:

احم، خالتي أخبارها إيه؟ بقالي فترة مشوفتهاش.


حاولت رغد السيطرة على ارتباكها وردّت بهدوء:

 بتسلم عليك، وكانت قيلالي لو شوفتك أبلغك إن المصلحة قضيت، والناس باعتالك الشكر، وكمان نفسها تشوفك.


إسلام باستغراب... ناس مين؟


رفعت رغد عينيها بابتسامة :

انت نسيت البيت اللي النا"ر مسكت فيه جنبنا؟ ولما عرفت، بعت رجالتك وعمّرت بيتهم من أول وجديد، وكمان ابنهم اللي اتعرض لحروق، انت اللي عالجته.


إسلام بتذكر، حرّك رأسه باهتمام:

 وأخبارهم إيه دلوقتي؟ أنا اتلهيت الأيام اللي فاتت ونسيت أسأل عليهم.


رغد بابتسامة: رجالتك قاموا بالواجب، والحق يتقال رجعوه أحسن من الأول. وابنهم عمل كذا عملية، والحمد لله بقى أحسن ولسه بيتابع.


إسلام: ربنا يشفيه ويعافيه. وتابع بفضول… هو انتي دايمًا في سكن الجامعة ومش بتيجي غير في الإجازة، ولا بتنزلي كل فترة عادي؟


رغد بعفوية: لا، بنزل كل أسبوع. حتى مش بروح السكن كتير، أنا ما بعرفش أبعد عن البيت. كل يومين تقريبًا بروح وبرجع.


إسلام بتعجب: نعم؟؟ أمال أنا مش بشوفك ليه؟ دا حتى لما شوفتك أول مرة ما عرفتش  إنتي مين ، وديما بروح أبص على خالتي.


رغد بإحراج: حولت نظرها للأرض تلعن غبائها داخليًا، ولم تعرف كيف تبرر له الأمر .


أما إسلام ففهم أنها كانت تتهرّب من مقابلته، فابتسم لحالها وقال بجدية:

ــ هو أنا بخوّف للدرجة دي؟


رغد بتوتر: هاا… لا طبعًا، أصل…


في تلك اللحظة دخلت خالتها فقطعت الموقف.


الخالة بمحبة: يلا يا حبيبي، الأكل جاهز على السفرة. ثم نادت بصوت عالٍ: معتصم، يلا يا حبيبي الأكل جاهز.


معتصم من الداخل: حاضر يا ست الكل، جاي.


وقف إسلام ونظر إلى حالتها، ثم حرّك رأسه بقلة حيلة وتحرك إلى الداخل، ولحقته والدته ورغد التي كانت تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها. دخل معتصم هو الآخر، ولما رأى وجه رغد المحمر ضحك في سرّه وجلس، وبدأوا في تناول الطعام.


كان إسلام صامتًا معظم الوقت، بينما معتصم أخذ يدردش مع رغد ووالدته. وبعد أن انتهوا، قامت رغد بتنظيف الطاولة وإعداد القهوة. حملت خالتها فنجان قهوة معتصم وأدخلته إليه في غرفته، لأنه انشغل بإنهاء بعض عمله، بينما أخذت رغد قهوة إسلام.


كان مشغولًا بمكالمة عمل، وحين انتهى تناول الفنجان، شرب منه وابتسم بإعجاب:

ــ تسلم إيدك، القهوة طعمها تحفة.


رغد بفرحة:

ــ بجد؟


إسلام مبتسمًا:

ــ وكمان نفسك في الأكل حلو.


رغد بسعادة:

ــ أصل أنا بحب المطبخ جدًا، وياما قلت لماما: سيبك من العلم، الشهادة آخرها تتعلق على الحيط. بس هي رفضت.


إسلام بضحكه:

ــ يااه! وهما غصبوكِ على الدراسة؟ لا، لا… خالتي ملهاش حق. كان لازم تجوزك بدري وتشيلك المسؤولية.


رغد بخجل:

ــ احم… لا، ما هو أنا مكنتش هتجوز برضو.


إسلام مبتسمًا:

ــ مفيش أحسن من العلم. هو اللي بيكسبك خبرات، وبيخليك قد المسؤولية سواء في خروجك أو قعدتك. بيزود ثقتك بنفسك وقدرتك على التحاور. كل ده بيتحقق من العلم، خصوصًا للبنت. إنما الولد بطبيعته بيبدأ شغل بدري ويتعلم دروس الدنيا بسرعة.


رغد بإعجاب:

ــ دا حقيقي.

ثم أردفت بعفوية:

ــ كنت دايمًا بجتهد في دراستي عشان أبقى زيك. كنت بحب أشوف احترام الناس ليك وشطارتك، وأفضل أقول لنفسي: اتجدعني عشان تبقي زي إسلام… الكل يحترمك زي ما بيحترموه، وتكوني شاطرة وذكية.


صُدم إسلام من كلامها، وما زاد صدمته أنها جعلت منه قدوة. في تلك اللحظة تذكّر كلمات طليقته التي  وصفته بالجاهل والمقرف، والتي لم ينل إعجابها قط. أغمض عينيه متألمًا، بينما لاحظت رغد علامات الاستغراب على وجهه، فأدركت ما تفوّهت به دون قصد. شعرت بالتوتر واردفت بسرعة:

– أنا همشي دلوقتي، اتأخرت.


إسلام بهدوء:

– أنا هوصلك، تعالي.


رغد برفض مرتبك:

– لا، شكرًا… البيت كام شارع بس.


إسلام بجديّة:

– امشي يا رغد… هوصلك.


في تلك اللحظة جاءت والدته، التي كانت قد تعمّدت تركهما قليلًا ليأخذا وقتهما، واردفت بابتسامة:

– إي يا حبيبي… رايحين فين؟


رغد بابتسامة خفيفة:

– همشي أنا يا خالتي… وقولي لإسلام يفضل، البيت قريب ومش مستاهل يوصلني.


خالتها بحب:

– خليه يوصلك يا قلبي. وبكره هستناكي عشان نكمل وجباتنا.


رغد بود:

– حاضر يا حبيبتي، هاجي من بدري. وياريت تسيبيني أنا اللي أطبخ كمان بكره… لأني ببقى مبسوطة.


خالتها مبتسمة:

– ماشي يا ستي.


قامت رغد باحتضانها وودعتها، ثم انصرفت مع إسلام. كان صامتًا طوال الطريق، بينما هي كانت مستاءة وخائفة أن يكون قد فهم من كلماتها أنها تحبه، فأخذت تلوم نفسها في سرّها. أما هو، فلم ينطق بكلمة واحدة، وذلك ما زاد من حزنها. وبعد وقت قصير، وصلا... سلّم إسلام على خالته، ووعدها بأن يأتي لزيارتها مرة أخرى، ثم انصرف.


عند معتصم، أنهى عمله وبعدها لخص المهم في الملاحظات الخاصة بآية، وبسّط الأجزاء الصعبة على برنامج الوورد ثم طبعها. وبعد أن انتهى، خرج إلى والدته متسائلاً باستغراب:

: أمال رغد وإسلام فين؟


والدته بشرود: مشيت، وإسلام راح يوصّلها.


معتصم بضحكه: يعيني عليك يا رغد، دلوقتي هتنصهر وهي ماشية معاه.


والدته بابتسامة: أنا في حياتي ما شوفت حد بيتكسف من حد زيها. كل ما يروح لخلتك، كانت تحبس نفسها عشان ميشوفهاش. ولو جت هنا، لازم الأول تتأكد إنه مش موجود.


معتصم بابتسامة: فعلاً… (وبغموض) قوليلي بقا كنتي بتفكري في إيه؟


والدته بغمزة: يعني مش عارف؟


معتصم بهدوء: عارف… وواخد بالي من مشاعر رغد الواضحة لإسلام، لكن الخوف كله من رد فعل إسلام.


والدته بحزن: أنا مش عاوزاه يفكر في الموضوع ده. ويشوف حياته، ويحمد ربنا إنه خلص منها بدري.


معتصم بجدية: مش هيتخطّى الموضوع ده بسهولة يا ماما، هو محتاج وقت. ولو اتكلمتي معاه عن رغد وحاولتي تقنعيه، ممكن نظلمها معاه.


والدته بجديّة: ليه بس يا معتصم؟ دا إسلام عاقل.


معتصم بحب: عارف يا حبيبتي… إسلام فعلاً مفيش في عقليته ، بس غصب عنه اللي حصل مش سهل.


والدته بتنهد: ربنا يقدم اللي فيه الخير.


ربت معتصم على يدها بحنان:

: يا رب يا حبيبتي.


.....

في بيت عائلة نسمة، كان يجلس والد نسمه ووالدتها، ومعهم شهاب، بينما جلست نسمة ترتجف خوفًا من نظرات شقيقها وغضبه.


شهاب بغضب: اسمعي يا حُجّة… بنتك قدامك أهي، بس ورحمة الغاليين لو اللي عمتي قالته صح، يبقى أنا أولى بيها وبتربيتها.


الأم بغضب: وانت مصدق عمتك ومكذّب أختك؟!


شهاب بعصبيّة: ما كفايه كدب وتضليل! أنا عارف إن بنتك رخيصه… إيه؟ فكراني مكنتش باخد بالي من نظراتها لمعتصم؟! ولما ما معبرهاش، طلعتي إنتي وبنتك بحبها لإسلام، وسمعتك بنفسي وانتي بتقنعيه يتجوزها!


الأم بارتباك: إنت بتقول إيه؟! شكلك خرفت وطارت منك!


شهاب بغل: لا ما خرفتش! أنا عارف المصايب اللي بتخبيها عن بنتك… وكل ما أتكلم تسكّتيني وتقوي أبويا عليّ. بس المرة دي مش هسكت.

(التفت نحو نسمة المرتجفة، وصاح بغضب) … صبرك عليا يا بنت أبوي!


غادر شهاب المكان، فنظرت نسمة إلى والدتها بخوف، بينما حاولت أمها طمأنتها بنظراتها.


الأب بجمود: ولدك عنده حق في كل كلمة… وأنا مش هدخل تاني. هسيبها ليه، هو اللي هيكسرها.


الأم بغل: أختك اللي زي التعبان! رضيت لبنتي بالفضيحة عشان ولدها.


الأب بجديّة: حسنية أصيلة وبتفهم في الأصول… ولو ولدها كان غلطان ماكنتش طلّعت بنتك من بيتها مهما حصل. وبتنهيده يلا… مابقاش للكلام لازمة، بُكرة المستخبي يبان.

(أنهى كلماته وغادر، تاركًا الأم تنظر خلفه بغل واضح).


اقتربت نسمة بخوف من أمها:

: أعمل إيه يا ما؟ دي فيها مو"تي!


الأم بغضب: كله من غبائك!


نسمة بدموع: مش وقته عتاب ياما… شهاب مش هيرحمني!


الأم بتفكير : البيت ده لازم يو"لّع باللي فيه.


نسمة بدهشة: إزاي؟


الأم بجدية: حياتك قصاد حياتهم كلهم. والناس لسه ما تعرفش إنك مطلّقة… ولما يمو"توا، هيمو"ت معاهم كل حاجة، وساعتها هتبقي أرملة.


نسمة بارتباك: طيب… وهنعمل ده إزاي؟


الأم بحزم: إنتي اللي هتعملي كل ده.


نسمة بخوف: طب ولو حد شافني؟


الأم بإصرار: متقلقيش… أنا هقولك تعملي إيه، وهتنفّذي بالحرف الواحد.

#يتبع

رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية الفصل الخامس 5 من هنا

رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات