رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية عبر روايات الخلاصة بقلم دينا النجاشي
رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية الفصل الثاني 2
إسلام بصدمة:
"معتصم؟؟ إنتي متأكدة يا بسمة؟ ولا خوفك صورلك حاجة تانية… أكيد معتصم ميقصدش، دا ابني وأنا اللي مربيه."
بسمة بغضب:
"ابنك اللي شقيت وتعبت عليه وخليته باشمهندس قد الدنيا… بيخونك ويطـ"عنك في ضهرك! بدل ما يحافظ على شرفك، بيتهجّم عليّا ويقولي إنه هو اللي كان بيحبني وريدني."
اتصدم إسلام من حديثها، غير قادر أن يصدق أنّ معتصم قد يفعل ذلك، فالجميع يشهد بأخلاقه.
بسمة بجمود:
"أنا هلم شنطة هدومي وامشي يا إسلام، ولما تلاقي حل مع أخوك أبقى أرجعلك."
تحركت من مكانها لتفعل ما قالت، لكنه أمسك بيدها وتنفس بهدوء…
_دا بيتك ومطرحك وإن كان في حد لازم يمشي فهو معتصم مش انتي يا بسمه.
بسمه بابتسامه تلاشت خلف قناع الحزن والقهر التي قامت برسمه بصوره متقنه... هتطرده من بيته؟
اسلام بجمود.. هديله نصيبه ويغور في اي داهيه وينسى ان ليه اخ من بعد النهارده... انها اسلام حديثه ورتدا ملابسه ونزل للاسفل وملامح وجهه لا توحي بالخير.
...
في تلك اللحظة، كان معتصم جالسًا في غرفته، شاردًا، غارقًا في ما فعلته زوجة أخيه. لم يعد يحتمل البقاء في هذا المنزل، وأكثر ما يعذبه هو حب شقيقه لها.
انتشله من شروده صوت الباب وهو يُفتح بعنف، فانتفض واقفًا مذعورًا. التفت نحو الباب، ليجد إسلام واقفًا أمامه، ينظر إليه بنظرة غل وكراهية لم يرها من قبل.
فهم معتصم أن بَسمة قد "بَخّت السـ"م"، وأن أخيه عرف أو على الأقل شك، فارتبك صوته وهو يحاول التماسك ويتمنى أن يكون ظنه خاطئًا:
مالك يا حبيب… في حاجة حصلت؟
هجم اسلام عليه وسحبه من الفراش وقام بدفعه للحائط وبغل... حبيب هو انت خليت فيها حبيب يا اخي.. طيب قبل ما تبصلها افتكرني او افتكر اللي عملته عشانك.
معتصم بدموع حاول السيطره عليها.... انت بتتكلم عن اي يا اسلام
اسلام بغضب قام بلـ"كمه بكل قوه فهناك نير" ان تحر"ق ما بداخله كلما تذكر حديث زوجته... بقا مش عارف يا و"سخ بتكلم عن مين وسحبه من ملابسه لينظر له بشـ"ر..... بقا انت تبص لمرات اخوك.... اخوك اللي طول عمره بعتبرك ابنه وضحا بكل حاجه عشانك.
معتصم بوجع:
ـ إنت أول واحد عارفني، وعارف إني مستحيل أعمل كده… ولو حصل وبصيت، عمري ما هبص لمرات أخويا.
إسلام بدموع:
ـ يا أخي ياريت أقدر أصدقك، بس ذنبها إيه الغلبانة اللي مموّ"تة نفسها من العياط فوق… دا أنت وصلتها تلم هدومها من أول أسبوع جواز وعاوزة تمشي، ومش فارق معاها كلام الناس عنها. ليه؟ عملتلها إيه مخليها عاوزة تهرب من البيت؟
أدمعت عين معتصم أكثر، فما كان هناك أي تبرير أو حديث يقوله أمام صدق أخيه في ما قالته زوجته واتهامه الواضح بالخيا"نة. نظر إلى الأرض صامتًا، يتمنى ولأول مرة أن يمو"ت، ولا يكمل في استماع تلك الكلمات اللاذعة.
صرخ إسلام في وجهه يريد دفعه للكلام أو تبرير موقفه، لكنه تراجع إلى الوراء بعدما انتشله أحدهم من ذراعه وصفعه بقوة على وجهه.
وبغضب أعمى :
ـ "قطع إيدك اللي اتمدت على ولدي من رخيص زيك... غور اطلع برّه!"
إسلام بصدمة:
ـ "بتضربيني عشان كلـ"ب زي ده؟!"
الأم بغضب:
ـ "احترم نفسك وإنت بتتكلم عن أخوك، ولا قَسَم بالله هيكون ليا تصرّف مش هيعجبك... يلا غور على شقتك!"
إسلام بانفعال:
ـ "هو إيه! أنا مش ماشي من هنا غير لما ابنك يغور من البيت ده... وملوش مكان هنا تاني!"
الأم بسخرية:
ـ "ليه؟ فاكر إن البيت ده ليك لوحدك؟"
إسلام بغضب أعمى:
ـ "حقّه هياخده علي الجز"مة فلوس! وأنا قلت اللي عندي، لو جيت ولقيتك لسه موجود... والله لكون دا"فنك بإيدي."
شعر معتصم بالقهر ينهش صدره من كلمات شقيقه، ولم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة، بينما غادر إسلام والغضب يتملك منه كا"لنار في الهشيم... جلست الأم على مقعدها بإعياء ظاهر، فاقترب منها معتصم بخوف وقلق:
_انتي كويسة يا حبيبتي؟
الأم والدموع تملأ عينيها:
_اليوم اللي كنت عاملة حسابه وخايفة منه جه بسرعة يا ابني... ياما حذرته، وقلتله: بلاش البت دي، أنا مبرتحلهاش.
معتصم بحزن:
_اللي حصل حصل، ومفيش حل غير إني أمشي... ومارجعش هنا تاني.
الأم بعصبية جارفة:
_بعد ما ربيت وتعبت فيكم لواحدي من يوم ما أبوكم راح... تيجي ز"بالة زي دي تفرق بيني وبين ولادي؟! لا يا معتصم... دا اللي عمري ما هسمح بيه.
معتصم بتنهيدة :
_يا أمي... افهميني.
الأم بجمود:
_اللي هيسمعني هو إنت... بيتي مش هيخربه ز"بالة زي دي. يا هي يا أنا. وان مخليتها تمشي من هنا بفضـ"يحة، إبقا قول عليّا ست بتاعت كلام.
معتصم باستغراب وهو يراقب ملامح والدته :
انتي بتفكري في اي؟
الام بشرود:
أهم حاجه تبعد عن وش أخوك الأيام دي... وأنا هقولك تعمل اي.
أومأ معتصم باستماع : تمام.
اقتربت منه الأم بخبث:
: اسمع.........
تجمدت ملامح معتصم وفتح عينيه بدهشة:
: إييييي؟؟
ابتسمت الأم ابتسامة ماكرة، وعيناها تلمعان بنية دفينة
: وحياتكم عندي لَربيها.
.......
في اليوم التالي غادرت الأم المنزل، وكذلك الأمر مع إسلام الذي أغرق بسمة بسيل من الأوامر والإنذارات بألّا تنزل للأسفل أو تقترب من معتصم.
...
عند معتصم كان جالسًا يفكر في حديث والدته، إلى أن انتشله صوت يعرفه جيدًا:
_يعيني عالحلو لما تبهدله الأيام.
رفع عينيه ببطء، فوجدها أمامه. فبتسم بخبث:
_إيه اللي جابك؟ مش وصلتي للي عوزاه خلاص؟
اقتربت منه بخطوات ناعمة، ووضعت كفها على صدره بدلال:
_تؤ، موصلتش للي عوزاه... اللي عوزاه مش عايز يحن ولا يفهم! أني بعشقه... ومستعدة أتنازل عن أي حاجة عشانه.
أغمض عينيه للحظة، ثم اردف بمكر :
_في الأول كنت ببعد نفسي بالعافية عنك... رغم إني بمو"ت عليكي. بس هو صدّق إني خنته... يبقى خلاص مفيش لزوم أبعد وأحرم نفسي من الجمال ده كله.
اتسعت عيناها بفرحة لا تُصدق:
_بجد يا معتصم؟ يعني بتحبني زي ما بحبك؟
ابتسم، واحتواها بذراعيه حتى التصقت به، ثم همس بجانب أذنها:
_تؤ... أنا بعشقك يا بسمة. حاولت أبعد عشان عارف أخويا بيحبك قد إيه، بس خلاص... هو شايفني وِ"سخ، يبقى مش همنع نفسي عنك تاني.
كانت بسمة تستمع إليه ودموع الفرحة تلمع بعينيها؛ لم تصدق أنها تسمع كلمات حلمت بها منذ صغرها. قبّلته بخفة على خده، لكنه ابتعد فجأة ينظر إليها بابتسامة غامضة جذّابة، لتغرق هي في دهشة واستغراب من رد فعله المفاجئ.
_بعدت ليه
معتصم بهدوء... مينفعش، لازم ليلتنا تبقى ولا ألف ليلة وليلة
بسمه بدلع وهي بتحاوط رقبته.... وانت عاوزني اعملك إيه؟ قول بس وأنا عليّا أقولك اوامرك
معتصم بضحكه.... دا أنا كنت أغبى واحد لمّا بعدت
بسمه بضحكه.... المهم إننا هنكون مع بعض
معتصم بهمس.. طيب اطلعي جهزي نفسك، وأنا هكلم أمي أقولها تعدي على خالتي عشان محتاجاها
بسمه بضحكه... من عيوني، وغادرت من امامه، ليتحوّل هو في لحظة وتغطي ملامحه غيمة غموض
عند إسلام كان يعمل بكل طاقته، لكن الحزن والقهر كانا ينهشان قلبه مما فعله شقيقه. فجأة سمع صوت والدته تناديه، فزاد استغرابه.
الأم بجمود: تعال… عايزاك في كلمتين.
ترك إسلام ما في يده واقترب منها، وكل تفكيره أن المنزل في الجهة الأخرى خالٍ، وزوجته بمفردها هناك.
الأم بجدية: أنا هسألك سؤال، وتجاوب من غير لف ولا دوران.
إسلام بجمود: خير…
الأم بسخرية: قليت أدبك بدري يا ابن بطني.
إسلام بجمود: إنتو السبب.
الأم بهدوء: على العموم، سؤال واحد بس… إنت مصدق إن أخوك ممكن يبص لمراتك؟
إسلام بجمود: أنا مش لسا هصدق… دا اللي حصل فعلاً.
الأم بجدية: تمام، تعال معايا دلوقتي وأنا هأكدلك إن كانت مراتك صح ولا غلط.
إسلام بغضب طفيف: أنا مش عاوز أسمع حاجة.
الأم بجمود: لا، هتسمع… ولو ركبت دماغك تبقى لا ابني ولا أعرفك، وهفضل غضبانة عليك طول عمري.
ضغط إسلام على يده بقوة ثم أومأ بالموافقة.
الأم: يلا بينا.
فغادر معها وهو لا يفهم شيئًا.
#يتبع
رواية ما أفسدته الأنثى الأولى تعوضه الثانية الفصل الثالث 3 من هنا