اسكريبت عبر روايات الخلاصة بقلم الست نور
اسكريبت الفصل الخامس عشر 15 والأخير بقلم الست نور
- كنت مستنيها تظهر.
- ليه؟
- علشان أحرق قلبها على أيلا لما تعرف إنها عايشة.
- بس دي مش حقيقة وأيلا ... أيلا ماتت يا عبد الرحمن.
ميرا كانت بتقول جملتها بتردد وهي بتراقب تعابير وش عبد الرحمن بترقب وقلق، أما هو قال بكل ثقة ومشاعر وتعابير جامدة خالية من الانفعالات:
- وأنا هوهمها إنها كانت عايشة.
- بس ليه؟
- لأني لازم أدفعها نتيجة عمايلها بأيديها هي، غلطتها معايا غير مع بنتنا، هي فاكرة إني مكنتش أعرف حاجة عن ماضيها بس أنا كنت عارف كل حاجة ومعداش عليا ملعوبها بل بالعكس دخلت اللعبة بمزاجي لأن زي ما هي داخلة علشان توقع معلومات مني فأنا كنت بوقعها هي وكل اللي وراها وببوظ مخططاتهم واحد ورا التاني.
- فتقوم تتجوزها يا عبد الرحمن؟ علشان شغلك تضحي بحياتك وتتجوز واحدة مُجرمة وأيديها فيها دم ناس أبرياء!
- وقتها مكنش عندي حل غير ده بس للأسف لما عرفت إنها حامل وقتها الأمور اتغيرت وحياتي اتلغبطت ومبقتش عارف أعمل أي خصوصًا إني لو كنت بفكر ءأذيها زمان فدلوقتي مبقاش ينفع لأن بقى فيه ابن أو بنت بيننا جاي في الطريق.
- طب وعملت أي؟
- روحت لبابا.
FLASHBACK
- صدقني يا بابا مكنش هدفي أعصي أوامرك ولا أخرج عن طوعك أنا بس حبيت أجيب آخرهم وبدل ما هي اللي بتراقبني فأنا حطيتها تحت عيني وفي بيتي.
- تحطها مع أمك وأخواتك يا عبد الرحمن؟ يا حبيبي لو مش علشان نفسك علشان أهلك اللي ميعرفوش عنها حاجة ومديينها الأمان تخيل في يوم لو غدرت بيك وحاولت تأذي حد منهم.
- متستجراش تعملها يا بابا.
- وأي اللي مأكدلك؟
- لأنها واثقة إني يوم ما تفكر هندمها أشد ندم وحتى لو تحت سابع أرض هجيبها.
- طب ودلوقتي هتعمل أي وهي حامل في ابنك أو بنتك؟
- مهو ده اللي محيرني وهيخلي عقلي يشت كنت مظبط أموري وبحطلها برشام علشان ميربطنيش بيها حاجة بعدين بس ...
- بس قدر الله نافد يحبيبي.
- والحل يا بابا؟ أقتل ابني بأيدي!
- اوعى يا عبد الرحمن اوعى تغضب ربنا يابني فيحرمك من النعمة دي لآخر عمرك.
- لأول مرة أحس نفسي تايه ومش عارف أفكر.
- الست اللي مكانتش بتخاف زمان دلوقتي لازم تخاف يا حبيبي ولو مش علشانها علشان اللي في بطنها واللي جاي في المستقبل.
- قصدك ...
- بالظبط ارعبها خليها متبقاش لا على بارد ولا على حامي، عايزك تخليها تفكر ألف مرة قبل ما ترجع لشغلهم المُقرف ده ووعد وقتها لو هي اتعدلت أنا بنفسي هفصلها عن شغل عيلتها وهمحي تاريخها من وسطهم لأنها هتبقى أم حفيدي والست الحاضنة في عيلتنا لا يمكن يبقى ليها يد في أي أعمال مشبو..هة أو تجيب العار لأهل جوزها، وخصوصًا إن لحد الآن متمسكش عليها حاجة.
- تمام يا بابا.
Back
ميرا بصت لعبد الرحمن بصدمة وسألته:
- طب وعملت أي؟
- بدأت أبعتلها رسايل تهديد وأخوفها بإنها تتفضح وسط عيلتنا ومرة في مرة دخل عليها الموضوع لدرجة أنها قطعت رجلها من بيت أهلها وعلاقتها بأبوها وأخوها لحد ما خلفنا أيلا وقتها من حبي في بنتي كنت بحب كل اللي يحبها حتى رُقية اللي كنت حاطط بيني وبينها ألف جدار ودايمًا مديها الخوانة بيني وبين نفسي، كل الحواجز اللي بيننا اتشالت ولأني حسيت بتغيرها واهتمامها بـ أيلا عيشنا تلت سنين في حياة أيلا كلهم سعادة وأمان زينا زي أي عيلة سعيدة.
- طيب أي حصل بعد كده؟
- وصلني معلومات ترددها هي وأيلا على بيت دايمًا لما راقبتها عرفت أنها بتاخد أيلا وتروح تزور أهلها من ورايا وبدون علمي.
- طب وإزاي وأيلا مكانتش بتقولنا.
- لأنها طفلة وأكيد كانت بتخوفها أو بتحرص عليها متقولناش.
- طب وبعدين؟
- لحد ما اتخطفت منها، يومها كنت شاكك إن ليها يد بس مكنتش متأكد لأني عارف إنها بتحبها وبتخاف عليها أو على الأقل كنت مفكر كده لحد ما شوفتها بعيني بعد وفاة بنتي وهي متسحبة وواخدة عربيتها وخارجة روحت ماشي وراها لقيتها رايحة تقابل أهلها وقتها شكيت ودخلت وراها.
FLASHBACK
- أنا أقتـ..ل بنت أختي برضو؟ كده تصدقي عني الكلام ده يا رُقية!
- والله يا جلال لو اتأكدت لأكون قاتـ..لاك بأيدي.
- مش أنتِ اللي هتقـ..تليه لأن وقتها أنا هقتلـ..كم أنتوا الاتنين.
- عبد الرحمن!
الصدمة كانت على وجوههم كلهم بدايةً من رُقية لـ جلال لـ أبو رُقية اللي اتفاجئوا كلهم بوجودي.
- أنت دخلت هنا إزاي؟
- وهو أنت فاكر شوية الأراجوز اللي برا دول يقدروا يمنعوني!
- وماله فداك يبونسب منور بيت أهل مراتك البيت بيتك.
رُقية جريت على عبد الرحمن وحاولت تمسك أيديه بس هو نفض أيديها بعيد عنه:
- عبد الرحمن أنا هفهمك.
- شششـ أنتِ بالذات مش مصدوم فيكِ بس مُشفق عليكِ بقى علشان تحققي غاياتك تتورطي في موت بنت بريئة هي من لحمك ودمك؟ بنت اتولدت من رحمك وشيلتيها بين أيديكِ! لما كانت تجري عليكِ تنسيكِ أي تعب ولما تضحك في وشك تضحكلك الدنيا كلها، إزاي بموتها الدنيا تموت بهجتها في عينينا! أنتِ مش بس مو..تيها أنتِ موّتي الحياة في قلوبنا كلنا.
- عبد الرحمن والله أنت فاهم غلط.
- للأسف أنا فعلًا طلعت فاهمك غلط، والحية مهما تتلون ويبقى ملمسها ناعم هتفضل تبخ سم وعمرها ما تبخ غير السم، بس أنا لحد الآن ممسكتش دليل إذا كنتي ورا الموضوع لكن صدقيني أول ما أتأكد هقتـ..لك وآخد عزاكِ بنفسي ومش هقولك أبعتك لـ أيلا بنتي لأنها في مكان جميل عمرك ما تطوليه ولا تشمي ريحه.
Back
- يانهار أبيض يعني أنت روحت لبيت عدوك برجليك وواجهت رُقية وأهلها كمان؟
- أيوة مكنتش قادر أمسك نفسي عنها أكتر من كده.
- طب أومال إزاي ما..تت وإزاي طلعت عايشة؟
- لما خرجت من بيتهم خرجت ورايا بعربيتها ووقفت قدامي لحد ما خلتني نزلت من عربيتي وهي نزلت علشان تكلمني ووقت ما بنتكلم عربية عدت من جنبنا وواحد صوّب سلاحه ناحيتي بس رقية أخدتها مكاني ووسط ما كانت بتقع بين أيدي كان أخوها ورجالته وصلوا وكانوا أسرع مني وهم بينقلوها للمستشفى وأنا كنت ما بين صراعي وكُرهي ليها وما بين العشرة والسنين اللي عشناها سوا وفقدي لـ أيلا خلاني أحس إني بخسر كل حاجة.
ميرا قعدت قدام عبد الرحمن على سريره وطبطبت على أيديه:
- وبعدها عرفت أنها ماتت؟
- أوهموني إنها ماتت وقتها ماتت كل حاجة فيا وأنا لا عارف أزعل عليها إني ظلمتها ولا أزعل على نفسي وإن الدنيا كلنت قاسية عليا وبعد ما أدتني كل حاجة أخدتهم مني وكأني مش من حقي أفرح واتكتب عليا الوجع العمر كله.
لحظة صمت وعبد الرحمن بيسرح بتفكيره وهو تايه وسط ذكرياته وميرا مقدرتش تمسك دموعها فقامت قعدت جنبه وحضنته وبقت تبكي:
- أنت استحملت كتير ولسة بتستحمل وعمرك ما قولت آه ولا أظهرتلنا وجعك.
- حتى إني أظهر إني موجوع مكنش من حقي ولا عندي رفاهية ده ولازم أبان قوي ومبتكسرش بس أنا اتكسرت، اتكسرت يوم موت أيلا، واتكسرت يوم ما مراتي طلع ليها يد في موت بنتي وهي اللي سلمتها ليهم، واتكسرت أكتر لما عرفت إن رُقية طلعت عايشة وأخوها أوهمني إنها ماتت علشان يرحمها من الأذى اللي ممكن يطولها مني لما أعرف ملعوبها هي وجلال.
- وأخوها ماله؟
- هو اللي قـ..تل رُقية وهي اللي سلمته بنتي.
ميرا شهقت وحطت أيديها على بُقها بصدمة:
- وأنت عرفت منين؟
- أوضتي أنا ورُقية لما دخلتها وقت ما رجعت البيت لقيت فيها صور متخبية في الدولاب كانت أيلا مع خالها وجدها عرفت وقتها أنها كانت بتقابلهم من ورايا، ولقيت تذاكر سفر يوم وفاة أيلا لـ رُقية بس معرفتش أي جابهم هناك غير من الظرف المبعوت وفيه جواب أخوها بيقولها تلحق تهرب قبل ما أنا أعرف أي حاجة وقتها هبعتها لبنتي، تأكدت من شكوكي إنها ليها يد بس مازلت مكنتش أعرف أنها عايشة غير لما شوفت أخوها.
- شوفته فين؟
- وأنا مروح أنا وبابا من الشغل وهي كانت راكبة جنبه وقتها مصدقتش عيني.
قاطع كلامنا دخول بابا وهو متردد وفجأة الباب بيتفتح بيدخل منه رجال شرطة وظابط معاهم:
- أنت مُتهم بـ جريمة قتـ..ل من تلت سنين فاتوا.
عند نور كانت مربوطة في كرسي وواقف قدامها جلال ورُقية:
- أنا عمري ما كنت أتخيل إنك بالحقا..رة دي يا رُقية.
- عملت كل ده علشان عبد الرحمن يا نور ومصلحته وإلا كان جلال قت..له.
- إنك تخوني أخويا وتغدري بيه من ضهره بتسمي ده مصلحة! هو فعلًا مصلحة بس ليكِ وللـ **** اللي واقف جنبك.
كان بارد ومعالم وشه باردة ومُنفرة لأبعد حد وابتسامته السمجة حرقت دمي أكتر مانا كنت برمي كلامي ليه علشان يتعصب فيغلط فأقدر أتصرف بس هو ابتسملي ببرود ونزل لمستوايا:
- مقبولة منك يرووحي، ما علينا ذوقك في البدلة واو ووعدت وهنفذ وعدي والنهاردة كتب كتابي على البنت اللي بحبها.
- عيب اللي زيك يتجوز ويتكاثر اللي زيك لازم ينقرض مش يكوّن أسرة.
- مهو اللي زيي لازم يتجوز اللي زيك خصوصًا لو اللي زيك النوع المفضل للي زيي.
- بأحلامك.
- مانا حلمت ونولت فعلًا والدليل أنتِ هنا.
بقى يضحك بـ هيستيريا ضحك مجنونة وبعدها حضن رُقية وهو مبسوط وهيطير من الفرحة وقالها تجهز وأخد رجالته وخرج وهو بينبه عليهم ميفارقوش باب أوضتي اللي حابسني فيها ويتناوبوا على حراستي، أما أنا بصيت لـ رُقية بـ عتاب على كره ومشاعر كتير كلها أسوأ من بعض.
- بدل ما يبعدوني عن شغلهم دخلوني فيه غصب، وأنا صغيرة مسكوني سلا..ح بدل ما أمسك عروسة لعبة وكانوا دائمًا يتناوبوا على تعليمي شغلهم وحرصهم إنهم يعزلوني عن أي معارف خارجية وتبريرهم إن الناس طبعها الأذى والغدر وأنا لازم أسبق بالغدر دايمًا فبقيت منعزلة إلا منهم ومن شغلهم.
وكبرت وبقيت جزء لا يتجزأ من الشغل وبنفذ شغل زي تهريب وتسليم وأني أسافر برا مصر أخلص شراكات لحد ما عيلتكم جت في طريقهم وتبوظ عملياتهم هنا استخدموا الكارت الرابح وإن الست هي الجوكر في اللعبة ولأني لأول مرة أوقع راجل بالكذب والملاوعة مش بالقوة وترابيزة الاتفاقات والبقاء للأقوى، عبد الرحمن كان بالنسبالي حاجة غريبة وعيلتكم دي مفهوم جديد أول مرة يعدي عليا.
مكنتش أعرف يعني أي لمة وحب وعيلة غير لما بقيت وسطكم، عرفت يعني أي أسرق من الزمن لحظة تفرحنا وأوثق لحظات الفرح دي وعيشت معاكم مشاعر كتير زي أول مرة حد يحتفل بعيد ميلادي وأول مرة حد يفاجئني بهدية وأول حضن وأول قعدة وأول أخوات وأول مُشاركة ولما خلفت أيلا أول حفيدة ليكم واهتمامكم بيا كأنكم أهلي.
- والنتيجة؟ كُره عيلتك وتربيتهم ليكِ على الغدر انتصر على الحب؟ هل مشاعر الكره أقوى من الحب؟
- بالعكس يوم ما عرفت إني حامل كان بداية تفكيري إني خلاص أركز في حياتي الجديدة وأرمي الماضي ورا ضهري ولما اتعرضت للتهديد من حد مجهول بإنه يفضحني قدامكم وقدام عبد الرحمن وقتها أكدت ده وروحت لأهلي وخرجت برا حساباتهم في مقابل مفضحش شغلهم ويسيبوني في حالي وعيشت معاكم ولبنتي وعبد الرحمن، بس بعد فترة رجعوا أهلي يتواصلوا معايا إنهم عايزين يشوفوا أيلا وخلاص نفتح صفحة جديدة ولما طلبت من عبد الرحمن رفض ومع زن أهلي بقيت آخدها من وراه ونزورهم كل فترة وحسيت فعلًا أهلي اتغيروا ومش بيمثلوا عليا حبهم وخوفهم عليا وعلى بنتي لحد ما أول ما اتحطوا تحت ضغط استخدموا بنتي كارت يساوموا بيه عبد الرحمن.
- وأيلا وصلت ليهم إزاي؟ مش أنتِ اللي ادتيهالهم بأيدك؟
- كان على اتفاق إن بنتي ميصيبهاش خدش مكنتش أعرف يومها إن فيه واحد شغال عند أخويا يعرف عبد الرحمن وكان عايز ينتقم منه وقتـ..لها بدم بارد.
- واحد! واحد مين؟
- محمد عبد الرحمن الزيات ابن واحد في حزب سياسي كان أبوه اتسجن على أيد عبد الرحمن قبل كده، ورجع عبد الرحمن قتـ..له بعد ما عرف أنه هو اللي قتـ..ل بنتنا وافتكره حاول يصوّب علينا ووقتها جلال استغل ده وأوهم الكل بموتي وسفرني برا وطلع شهادة وفاة ليا مزورة.
- محمد مين وحزب أي ده القنـ..اص اللي عبد الرحمن قتـ..له لأنه كان فاكر إنه ورا قتـ..لك وقتـ..ل أيلا ولكن الحقيقة إن أخوكي هو اللي عمل كل ده.
- نعم! جلال أخويا يعمل كده ليه؟
في المستشفى عند عبد الرحمن وهو بيوجه كلامه للظابط:
- قتـ..ل مين؟
- محمد عبد الرحمن الزيات.
- بس أنا مقتـ..لتش حد.
- أخوه بيتهمك.
- أخوه اللي حاول يقتلـ..ني؟ أممم عمومًا أنا اللي ليا حق عنده وهو اللي حاول يقتلـ..ني في نص بيتي وطبيعي أي مجرم هيقول أي كلام علشان يبرر عملته.
- إحنا هنفتح تحقيق وأكيد القانون هياخد مجراه.
- أكيد.
رُقية كانت راكبة عربيتها وهي دموعها نازلة على خدها ومنهارة وماسكة ستيتش بتاع أيلا هو الذكرى الوحيدة اللي بقيالها وقدرت تحتفظ بيه معاها، ووصلت بيت عبد الرحمن اللي كان مفهوش حد إلا الخدم لأن كل العيلة راحت ورا عبد الرحمن المستشفى، اتسحبت وطلعت أوضة نور وكأنها عارفة طريقها فتحت اللاب ودخلت على الفايل اللي وصفتهولها نور بعد ما دخلت الباسورد وفتحته علشان تنهار أكتر ما هي منهارة وبقت تشهق بخضة وهي بتحاول تكتم صوت صرخاتها:
-أهاا يا أيلاا أهاا! أهاا يعمرري أهاا أنا السبب يعمري أنا أنا اللي كنت السبب في موتك، ليه يا جلال لييييه! تقتـ..ل بنتي أنا! أنا اللي كنت مستعدة أفديكم بروحي تاخدوا مني روحي! ليه تعملوا فيا كده ليييه؟ أنا كل اللي طلبته تسيبوني في حالي مع بنتي وعيلتي اللي كنت بحاول أبنيها.
- ماماا
- أيلااا!
- ماماا.
- أنا هنا يا ماما أنا هنا أنتِ فين يا أيلا؟
رُقية بدأت تلتفت بـ انهيار وهي بتجري على أيلا اللي كانت واقفة وحاضنة ستيتش دبدوبها وكل ما تحاول تلمسها تختفي كأنها مكانتش موجودة وأيلا بقت ترجع تختفي وتظهر لحد ما رُقية وقعت على الأرض وبقى ضهرها للسرير وهي بتضم ركبتها ليها وبتحضن نفسها وبين إيديـها الدبدوب علشان فجأة ترفع راسها وتمسح دموعها:
- والله وما أملك لأندمك يا جلال وأحرق قلبك زي ما حرقت قلبي على أيلا بنتي وقلبك طاوعك تقتـ..لها بدم بارد.
رُقية وقفت ورجعت من مكان ما جت وأخدت عربيتها وبدأت تتحرك ومسكت تليفونها واتصلت بـ رقم:
- جهزلي ورق ملكية عيلتي لكل ما يملكوا وورق تاني اعمل حسابك فيه.
- ورق أي؟
- ورق تنازل هقولك عليه.
قفلت المكالمة ومسكت التليفون وكأنها حافظة رقمه وكل معلوماته واتصلت بيه:
- ألو.
- ....
مقدرتش تنطق بـ كلمة ولكن صوت بُكاها وشهقاتها وصل عبد الرحمن علشان يقوم من مكانه مفزوع وهو بيسألها بقلق:
- أنتِ فين؟
- سامحني، لو تقدر تسامحني سامحني أرجوك.
- حقي مش معاكِ يا رُقية مع جلال.
- وحقي أنا فين؟ وغدر أخويا اللي من لحمي ودمي بيا وببنتي فين؟ مين يحس بيا وبناري اللي بتكويني وأنا الوحيدة المُغفلة اللي معرفش إنه قتـ..ل بنتي وأوهمني إنه كان بيحميها مش هو اللي حط السكينـ..ة على رقبتها.
عبد الرحمن قبض على أيديه بقوة لدرجة عروقه كانت بارزة وبتغلي بنار الغضب ولكن تمالك نفسه:
- متعمليش حاجة سيبيني أنا هتصرف.
- أنا كنت بأذي كل الناس إلا عيلتي واللي يخصني، دلوقتي هخلص الناس من شرهم وأذاهم.
- غلط غلط واللي بتفكري فيه هيضيعك ويضيع حق أيلا.
- مبقاش فيه مجال للتراجع، هبعتلك لوكيشن تيجوا تاخدوا نور واللي مقدرتش أنقذ بنتي منه هنقذ نور من إنها يصيبها خدش وإن جلال يطولها.
- نور! أي دخل نور؟
- جلال خطف نور وحابسها وعايز يتجوزها غصب وبكده هيبقى أثبتلك إنه مبيتقالوش لأ..
في نفس اللحظة اللي رُقية بتقول جملتها كان دخل عبد الله وجواد وهيئتهم تبين اللي حصل وتأكد كلام رُقية، عبد الرحمن كمل مع رُقية وسألها:
- ابعتيلي اللوكيشن وأنا هتصرف.
- ياريتني سمعت كلامك وقطعت معاهم ومأخدتش بنتي ليهم ولا عرفتهم عليها أنت كنت صح في كل مرة نصحتني وقولتلي الزرعة الشيطاني لا يمكن تثمر وتبقى طيبة لأن الأصل نفسه خبيث، فهمت كلامك متأخر بس خلاص مبقاش ليها حل تاني.
- اسمعيني بس لسة فيه وقت و ...
- هبعتلك اللوكيشن، وحاول تسامحني يا عبد الرحمن وتفتكرلي أي موقف حلو كان بيننا.
رُقية قفلت وعبد الرحمن كان هيتجنن وبقى ينادي عليها في التليفون بس هي كانت قفلت معاه ووصله مسج فعلًا بالمكان وقتها قام وقف في نص الأوضة وكانت دخلت د. ياسمين بصلها وقالها تأكد على كتفه بس وبالفعل بدأ يتحرك وسط كل الرفض ومعاه عبدالله وجواد ودخل عُمر وخالد في نفس اللحظة ومن غير ما يسألوا كتير فهموا إن اللي داخلين عليه كبير فمشيوا معاهم وجهزوا نفسهم للي جاي.
- معقولة هفرح بيك يا جلال!
- رُقية! كنتي فين يا بنتي كنت بدور عليكِ!
- بشتري فستان لعروستك علشان أجهزهالك بنفسي.
- يعني مش هتمنعيني علشان هي أخته!
- أنت أخويا من قبل ما أعرفه ولا حتى أقابله ويهمني أشوفك مبسوط.
- حبيبتي والله وعايزك متزعليش مني علشان معاملتي معاكِ آخر فترة بس كنت بحاول أفوقك من وهم عبد الرحمن وخداعه وإنه ملكيش إلا عيلتك.
- أكيد وأنا ليا مين غيركم!
- استني حد بيخبط.
دخل المُحامي بتاع جلال وكان جلال اللي طلبه وبعت رجالته يجيبوه علشان يخلص ورق ضروري مكنش يستنى والمحامي فتح شنطته وطلع الملفات وجلال كان لسة هيقرأ محتوى الورق:
- يلا يا جلال هنتأخر.
- ثواني بس هبص نظرة سريعة على الورق.
- جلال باشا! المأذون وصل.
جلال كان مستعجل فساب الورق من أيديه بعد ما وزع إمضته عليه وهو بالفعل بدأ يمضي عليهم من غير ما يقرأ الورق وبعت رُقية تجهز نور.
- نور.
- رُقية! روحتي البيت واتأكدتي؟
- اتأكدت.
- وهنعمل أي؟
- ههربك من هنا.
في خمس دقايق كانت رُقية لبست فستان أبيض كانت جيباه لنور ونور لبست بنطلون وجاكيت وكاب رُقية كانت لابساهم واتفقوا إنهم يخدعوا الحُراس وبالفعل نور خرجت وهي موطية راسها ولابسة نضارة شمس والحُراس محدش استجرأ يسألها رايحة فين لأنهم عارفين إنها أخت رئيسهم وكان حد فيهم بيناديها علشان جلال عايزها بس نور مشيت لبرا ومسكت مفتاح العربية اللي رُقية ادتهولها وداست عليه، العربية نورت فركبتها ولسة بتشغلها كانوا الحراس بيجروا ورا نور واكتشفوا أن العروسة اتبدلت.
- اهربي يا نور اهربي.
- وربي ما هرحمك يا رُقية على خيانتك ليا بس أرجعلك.
نور اتحركت بالعربية وبدأوا يلحقوها بعربياتهم لحد ما فجأة العربية وقفت ومتحركتش تاني فـ ضربت عليها بعصبية ولما حست إنها خلاص هيمسكوها قلعت الكاب والجاكيت والنضارة ونزلت من العربية وهي بتاخد السلا..ح اللي كان في جاكيت رُقية وبدأت تجري لحد ما فجأة وقفت في نص الطريق وخلاص فيه عربيات جت من الناحية اللي بتجري فيها وهنا حاصرتها وحست إنها النهاية...
لكنها كانت البداية وبينزلوا شباب العيلة وبيغطوا ضهرها وبقوا ساتر ليها وبيتقدموا ناحيتها وبينقلب الوضع وبتبقى في وضع الحماية بدل الهجوم وهم اللي من قدام وهنا بينزل رجالة جلال والغريبة إن محدش بيضرب نار علشان يقطع الصف بتاعهم دخول جلال وهو في أيديه رُقية اللي بتبص ناحية عبد الرحمن بعيون مكسورة:
- هو ده اللي بعتي عيلتك علشانه هو وعيلته! هو ده اللي كان اتفاقنا ندمره هو وعيلته؟ عنده أي زيادة مش عندنا؟ فلوس عربيات! معندوش ربع اللي عندنا ورفاهية طول عمرك بيجيلك الحاجة قبل ما تشاوري والفلوس تحت رجلك، تقومي توقفي شغلنا وشراكاتنا علشانه هو وعيلته!
- عنده اللي أكبر من الفلوس، عنده اللي محرومين منه أنا وأنت وبابا وبيتنا اللي مفهوش روح، عيشنا علشان الفلوس وهم كانوا بيبنوا ذكريات ولحظات ليهم ولعيلتهم، كانت الفلوس ليهم وسيلة للعيش مش غاية وجنون لما عمري اتسرق وأنا فاكرة نفسي عايشة بس طلعت مضيعة أيامي في الضلمة.
- كلها تخاريف والقوي هو اللي معاه فلوس كتير وهو اللي يقدر يحكم العالم، ومن غير الفلوس كلمتنا عمرها ما كانت هتبقى مسموعة، من غير الفلوس عمرك ما كنتي هتحققي أي حاجة تحلمي بيها.
- وأنا مش عايزة ومكنتش عايزة أكتر من إنكم تسيبوني أتحمل نتيجة اختياري بس حتى دي حرمتوني منها وعلشان ترجعوني ليكم بالقوة حرمتوني من بنتي.
- علشان مصلحتك وعلشان تعرفي إن أي حاجة تربطك بالعيلة دي هتخليكِ ضعيفة والضعيف ملوش مكان بيننا.
- يعني أي؟
- يعني كان نفسي أختي تفضل أختي اللي ربيتها بأيدي مش متحالفة مع عدوي.
في لحظة كان جلال مصوّب ناحية رُقية وضربها رصاصة وسط شهقة نور وصدمة عبد الرحمن ومفاجئة باقي الشباب وهم مش مصدقين إن أخ يعمل كده في أخته:
- يومها كان لازم أمو.تها زي ما موتت بنتها ويطلعلها شهادة حقيقية مش مزورة زي اللي طلعتها ليها علشان أسفرها بـ اسم جديد وشخصية جديدة وتكمل شغلنا بس أول ما عرفت إنك رجعت مصر جريت وراك خافت عليك أعمل فيك حاجة متعرفش إني حاطط روحك هدف قدامي وفي كل مرة حاولت ءأذيك هي كانت بتنقذك زي الغبية وحتى اليوم اللي كنت أنت المقصود فيه هي فادتك وأخدتها عنك.
كان أول رد فعل من عبد الرحمن إنه بدراعه السليم ضرب رصاصة ناحية جلال بس هو تفاداها واتخبى ورا عربيته ورجالته حاوطوه وبدأ على أثرها الاشتباك ولكن اللي فاجئ الكل ...
هو نور واقفة بـ ثبات وهي بتضغط على الزناد وبتضرب كذا طلقة وهي عارفة هدفها فين كويس وكل ده وهي إيديها مش بترجف ولا بتتهز وكأن قوة قلبها انعكست على عضلات إيديها فـ بقت ثابتة وباقي الشباب مكنش عندهم وقت يستوعبوا غير أنهم يضربوا ناحية المُجرمين وهنا نور اتسحبت ومعاها عبد الرحمن وشدوا رُقية من جنب العربية وأخدوها ناحية عربيتهم والشباب بيغطوهم كان جلال هرب بعربيته بعد ما رجالته وقعوا واحد ورا التاني.
- رُقية فوقي يا رُقية خليكِ معانا هنوصل المستشفى خلاص.
- اوعوا تقتـ..لوا جلال اوعوا تصيبوه بـ رصا..صة.
- لسة خايفة عليه؟ ده قتـ..ل أيلا وحاول يقتـ..لك.
رُقية كانت بتردد نفس الجملة علشان فجأة نلاقي عربية مقلوبة على جنب الطريق وجلال نص جسمه طالع من إزاز العربية والنص التاني محشور وهنا كانت صدمتنا كلنا طب أي حصل في فرق الثواني دي وإزاي عمل حادثة وأمتى ومين السبب!
- خليك مع رُقية يا عبد الرحمن.
- هو مات يا بابا؟
- لأ لسة في العمليات والغريبة أنه مش هينجى منها وكمان فيه ورق في المستشفى بيقول أنه متنازل عن أعضاءه لو عمل حادثة.
عبد الرحمن افتكر كلام رُقية وجري ناحية أوضتها كانت في العناية بين الحياة والموت ويوم يجيب يوم وحالة رُقية مش بتتحسن ولسة عايشة على الأجهزة لحد ما ييجي يوم و الدكاترة بيبلغوا عبد الرحمن اللي مكنش بيفارقها إنها بدأت تفوق وعايزاك بالاسم:
- عبد الرحمن!
- متتكلميش علشان متتعبيش أنا أهو موجود.
- بابا .. بابا فيه حاجة وجلال أذاه علشان يورثه لأنه مؤخرًا كان عايز يوقف شغل ومن بعدها مشوفتوش ولا سمعت صوته، حاول تساعده أرجوك.
- هبعت حد يدور عليه دلوقتي حالًا بس أنتِ ارتاحي ومتتكلميش كتير.
- قصتنا مكنش ينفع فيها نهاية غير دي ... اللي زيي وزيك مبيجتمعوش ولو اجتمعوا بيتفرقوا غصب عنهم، أنا أسفة.
خلصت كلامها ودموعها خانتها وبدأت تتنفس بصعوبة وهي بتاخد نفسها وصدرها بيعلى ويهبط وعيونها بتغيب ونن عينها بيطلع لفوق وجسمها بيتشنج والأجهزة بتصفر والدكاترة دخلوا على الصوت وهم بيطلعوا عبد الرحمن غصب عنه وهو عيونه متعلقة بيها وحتى بعد ما خرج بقى مركز مع إزاز الأوضة لحد ما الدكتور غطى وشها هنا هربت دمعة من عينيه وغمض عينيه بقوة ورجع فتحهم ومسح على وشه وكان كل عيلته
لف لـ عيلته وبقى وراه وفي ضهره رُقية والماضي بتاعها وقدام منه المستقبل وسط أهله وحبايبه علشان يفتح صفحة جديدة اتعلم فيها من أخطاء الماضي وإن أوجاعنا هي دروس لينا و بنسبة كبيرة إحنا السبب فيها واختياراتنا بتترتب عليها حياتنا الجاية إزاي هتكون وبأي طريقة هتتشكل:
- واللي عاش عمره يتاجر في الأعضا..ء مات وهو كل عضو فيه راح لجسم محتاج والزرعة الشيطاني اتقطفت وخيرها الوحيد إنها لما ماتت عطت الحياة لمحتاجين كتير، واللي الموت عنده كان سهل والسكينـ..ة مرحمتش طفل ولا كبير اتحطت في جسمه وشرحته وخيطته بعد ما نزعت منه كل حياويته.
تصفيق كبير بيصاحب ختام جملة نور وهي واقفة على الاستيدج وبتحكي عن روايتها اللي أبطالها من وحي خيالها وأشرارها موجودين في كل مكان وزمان وعيلتها كلهم حواليها ومُحبيها ومتابعيها وهم بيشهدوا توقيع روايتها وبيبقى ده أول حدث يفرحهم بعد كل الصراعات والحزن اللي عاشوه وهي بتختم بـ:
" إن الشر ما هو إلا غياب الخير"
- يعني الشر انتصر يا نور؟
- الشر عمره ما ينتصر، الشر ممكن وجوده يطول لكن في النهاية هو بينهزم قدام الخير.
- طب وباقي الأشرار بتوع روايتك؟
- جه فارس مغوار قضى عليهم.
- نجيب وشركاؤه كان مصيرهم أي؟
- اتقبض عليهم واتحاسبوا على كل جرايمهم وأفعالهم الشنيعة.
- طب وبطلتنا؟
كل دي كانت أسئلة من القُرّاء الحاضرين ونور بتجاوبهم على أسئلتهم:
- بطلتنا هي مزيج بين القوة والضعف، الخير والشر، التسرع وحُسن التصرف، كانت مزيج متواجد فينا كلنا وهي بتعبر عننا كلنا وإننا مزيج من كل متضادين، ومحدش فينا كامل بس أخطاءنا بتعدل مسارنا وتصحح أفعالنا.
- ونهاية الحدوتة كانت جميلة زي ما الكتاب بيقول؟
- نهاية الحدوتة كانت حلوة مش ملتوتة والشر صكَّ ملغيّ وفازت البطلة واتوضح سوء التفاهم وعاشوا العيلة في تبات ونبات.
- وخلفوا صبيان وبنات؟
- وخلفوا صبيان وبنات.
- مين سر نجاحك؟
- عيلتي.
- طيب ممكن تدعيهم عالاستيدج وتاخدوا صورة سوا؟
- أكيد.
أول خطوة كانت من اللواء أيمن كبير السن عالي المقام:
- طلعتيني سيء في روايتك إن ما كلبشتك بأيدي حاضر.
نور ضحكت وبصت لصاحب تاني خطوة كانت من ست الكل وداعمتي ماما:
- أنا معرفتش أربي كنت سايباكم إزاي كده في الرواية!
تالت خطوة كانت من عبد الرحمن ومراته رُقية وبناته التؤأم أيلا وإيلين وابنهم ياسين:
- يعني عبد الرحمن الطيب وأنا وأهلي اللي كنا آكلين مال اليتيم! ماشي يا نور.
رابع خطوة عبد الله ومراته د. ياسمين اللي طلعوا عالاستيدج وفي أيديهم أيسل بنتهم:
- يعجبني إنك خليتي أخوكي الطرف الأكثر حماسًا يا نور.
- عيب عليكِ أي خدمة الست للست.
- طب مانا فعلًا كده واقع ومواقع.
كلهم ضحكوا على جملة عبد الله وهو بيأكد كلام ياسمين، وبعدين بصوا لصاحب الخطوة الأخيرة كان جواد وهو شايل بين أيديه زين وبيتقدم ناحية نور:
- ملقتش هدية أحلى من ابننا أقدمهالك في يوم زي ده.
- ناقص تربطلي عليه فيونكة وتقول إنك جبته دليڤري.
كله ضحك على جملة نور علشان يقاطعهم جواد ببوكيه ورد كان مخبيه من ورا ضهره:
- مُبارك أول رواية وأول نجاح وأول انفلونسر مؤثرة واقع ومواقع.
- نجاحي مكنش هيبقى ليه وجود بدون دعمكم ووجودكم معايا.
فلاش كاميرا بيخرج من وسط العتمة وبيلقط صورة للعيلة السعيدة وهم متجمعين وبيحضروا نجاح بنتهم الوحيدة على أخين ولاد عبد الرحمن وعبد الله وإن كل الأحداث اللي فاتت كانت رواية بعضها حقيقي وبعضها من وحي خيال الكاتبة ويا ترى أي الحقيقي وأي الخيالي ده اللي تعرفه الكاتبة وحدها واختفاء بعض الأشخاص زي ميرا وإنها شخصية روائية غير موجودة في الواقع وشخصيات تانية كتيرة هل هي فعلًا حقيقة! ولااا للكاتبة رأي آخر!
تمر الأيام وتشهد الصحافة افتتاح كبير مشهود ومُعلن عنه وآثار تساؤلات كتير:
- تاني نجاح وأعظم نجاح ليا هو افتتاح مؤسسة هُــن اللي هتكون مسئولة عن رعاية وتوفير مهن وحرف يدوية لكل ست مصرية وأول قصة نجاح وأول تكريم هيكون من نصيب أم البنات الست الصابرة المكافحة واللي تستحق عن جدارة وسام الأم المصرية الأصيلة.
اتقدمت أم البنات وسط الحضور واستلمت التكريم وبعدها مسكت المايك واتكلمت:
- أنا ليا الشرف إن قصتي تتحكى على أيدين كاتبة مؤثرة زيها أثرت في ناس كتير وقصتي كانت إلهام لأمهات كتير مغمورة ومحدش بيسمع عنها ولا كان بيتسمع عني لحد ما جت حبيبتي وحكت عني وقتها استأذنتني وقولتلها إني موافقة، ورسالتي لكل ست مصرية ضاق بيها الحال ومش لاقية مين يرأف بيها هنا هم بيساعدوا ويمدوا يد العون لكل الستات المصرية.
الرواية المُبهمة والأحداث المشوقة كان بينكشف كواليسها واحد ورا التاني والمرة دي اللي بتتكرم أم فاتن اللي أول ما طلعت عالمسرح أخدت نور بالحضن وباست راسها في موقف مؤثر لا يدل غير إنها عاشت مع نور مواقف تخليها تبقى مُمتنة ليها ولوقفتها معاها في وقت كانت محتاجة خير مين يقف معاها:
- ملاك اتجسد في صورة بنت وساعدني ومد ليا يد العون والمساعدة ووفرتلي مأوي وقت مانا مكنش ليا مأوى، وفرتلي شغل وقت ما كنت خايفة العمر يغدر بيا وأبقى عالة على غيري وأمد أيدي لحد وأنا اللي عيشت عمري كله عزة نفسي مقوياني ورافعة راسي.
الحضور كانوا متأثرين بكلامها ومن وسطهم صحفي كان مُلفت بتركيزه وتدوينه لكل كلمة وكل جملة بتتقال وكان موجود في حفل توقيع الرواية لنور ودلوقتي موجود في حفل افتتاح المؤسسة والدار وهو في عقله شيء غير باقي الموجودين.
- تقدر تجيبلي أسماء ناس في قضايا مشهورة حصلت السنة دي أو من سنتين فاتوا؟
- قضايا أي؟
- بيع أعضا..ء وتجارة مخدر..ات وقضايا تانية زي إن ليهم يد في تشو..يه سمعة البلد.
- كل دول مع بعض؟
- كل دول مع بعض.
- بص لو اللي في بالي ففيه قضية حصلت فعلًا وأثارت جدل بين المحاكم خصوصًا إن دخل فيها شباب وبنات مؤثرين عالسوشيال ميديا.
- أيوة هي دي، يعني هو فعلًا فيه قضية شبه كده؟
- أيوة يبني دي كانت من شهرين والموضوع عمل دربكة على السوشيال ميديا بس طبعًا الناس يومين وبتدور على خبر غيره ياكل الجو فاتزحم وسط الأخبار.
- طيب تقدر تجيبلي أسماء المتورطين؟
الأسماء كلها كانت مختلفة مفيش ولا اسم صح علشان ميبقاش تشهير بالناس دي وبالفعل طلع كل التفاصيل دي تخصهم ومطابقة ليهم بالظبط وهنا مكنش باقي غير جزء واحد ليه نور بطلة الرواية دخلت وسط العصابات دي؟ ومين علمها أسلوب التصويب ومسك السلا..ح!
- ممكن أقابل د. نور؟
- فيه حجز سابق؟
- لأ بس أقدر أحجز دلوقتي.
- صعب يا فندم.
- هدفع ضعف الكشف.
- اسم حضرتك أي؟
الكاتبة علمتنا إن اللي يمشي بالفلوس وديته فلوس أمره سهل بس حتى المساعدين بتوعها؟ ما علينا انتظرت الكشف بتاعي واللي ميعاده طوّل؛ لأنها بجانب إنها كاتبة ودي هوايتها فـ هي وظيفتها الأساسية دكتورة نفسية وعندها جلسات وكان عدا أربع ساعات من الانتظار لحد ما أذنولي أدخل:
- اتفضل اقعد.
- شكرًا جدًا.
- اسم حضرتك؟
- يحيىٰ!
ابتسامة مرت منها ورفعت راسها وبصتلي:
- يحيىٰ الغلابة ولا يحيىٰ الشرير؟
ضحكت وبصتلها:
- أنا لا انفلونسر ولا عندي 10 مليون متابعين أنا صحفي لسة مبتدئ.
- ده أنت متابع بقى!
- على قدي.
قولت جملتي وضحكنا سوا لأننا استرجعنا موقف من الرواية وبعدها ابتسمت وسألتني:
- اؤمر يا يحيىٰ.
- أنا لفيت لفة كبيرة واستنيت في الانتظار أكتر من تلت ساعات علشان أدور على إجابات لكل تساؤلاتي ودلوقتي عندي سؤال واحد.
- اللي هو؟
- مين نور؟
بصتلي بـ عُمق وقامت وقفت وهي بتحط أيديها في جيب البالطو الأبيض بكل سلاسة ورزانة وقالت:
- هي اللي حطت عيلتها نُصب عينيها ولكن بلدها في المقام الأول، هي اللي ضحت بـ وقت وجُهد واتحطت في خطر علشان بس تكشف ناس كتير متورطين في تد..مير بلدنا وأمنها.
- يعني الوطن ولا الأهل؟
- الأهل جزء من الوطن والوطن بلا أهل يبقى أرض بور لا زرع فيها ولا ماء لذلك لما اتحطت في اختبار اختارت الوطن.
- يعني كان كله ده مُتفق عليه ومكنش عبث؟
نور لفت وابتسمت لـ ذكاء يحيىٰ:
- خلصت الرواية ولا لسة؟
- لسة آخر فصل.
ـ عمو عدنان في آخر فصل بيسلم على نور سلام حار وبيمنحها وسام مهم وسط دهشة أهلها وبيجاوبهم إن نور كانت في مهمة والد..ولة على علم بيها.
- وسام؟ وسام أي؟
- ده!
نور بتكشف البالطو واللي كان تحته بروش عليه علم مصر وبتبتسم ابتسامة انتصار ويحيىٰ وقف وهو مصدوم وبيحط أيديه على راسه وبيسألها بدهشة وصدمة:
- يعني ...
- أنا بطلة روايتي.
#تمت
#الست_نور