اسكريبت مصاصة دماء بقلم حور حمدان
مالك يا يوسف؟ بشوفك متغير بقالك فترة…
بصلي لحظة وقال بنبرة مترددة:
هحكيلك، بس متزعليش إني خبيت عليكي.
ابتسمت وقلتله:
بتحمس ها، اتكلم… سامعة.
لكن قاطعني بجملة وقعت عليا زي الصاعقة:
أنا بحب بنت في الكلية عندنا… وهي كمان بتحبني.
ساعتها حسيت قلبي بيتكسر مليون حتة. معقول جاي يقولي كدا عادي؟! هو مش شايف ولا حاسس إن أنا بحبه من زمان؟!
فوقت من سرحاني على صوته وهو بيقولي:
روحتي فين؟
ابتسمت بابتسامة مزيفة وقلتله:
معاك.
رد باستغراب:
طب في إيه؟ مش فاهمة مدايقة ليه؟
لقيته بص بعيد وقال:
مش عارف… بحبها بس مستغربها. تصرفاتها كلها غريبة ومش طبيعية يا حور. حتى لون بشرتها… بياض مش طبيعي، عمري ما شوفت واحدة كدا. أصغر تفاصيلها بتخليني عندي فضول أكتر.
وقتها وقفت وأنا موجوعة، وقلتله:
دا عشانك حبيتها… بس متقلقش، الموضوع مش مستاهل كل دا.
خرجت من شقته بسرعة، أول ما قفلت الباب دموعي نزلت غصب عني. دخلت بيتنا اللي قصادهم على طول، ولسه هقعد، سمعت الباب بيخبط. مسحت دموعي وفتحت… لقيت يوسف واقف، وملامحه متغيرة لفرحة غريبة.
قال بسرعة:
البسي يلا… هستناكي في العربية.
كنت لسه هسأله، بس سابني ونزل. دخلت أغير لبسي وأنا دماغي مليانة أسئلة، خلصت ونزلت. ركبت جنبه، لقيته بيقولي:
هعرفك على آسيا.
استغربت:
آسيا مين يا يوسف؟
بصلي وقال:
اللي حكيتلك عنها من شوية.
سكت… وابتسمت ابتسامة مصطنعة وقلت:
تمام… يلا.
بعد وقت وصلنا البحر، الدنيا كانت عاتمة. قعدنا نستناها، وفجأة ظهرت… بنت بياض بشرتها زي التلج، شفايفها أحمر غامق كأنه دم. يوسف قام بسرعة، سلم عليها… وأنا وقفت تلقائي وسلمت.
مسكت إيدي وضغطت عليها وقالت:
حلوة يا حور… خدودك موردة أوي.
ابتسمت باستغراب وقلت:
تسلمي… إنتي كمان حلوة.
بصت ليوسف وقالت بهدوء:
كويس إنك عرفتني عليها… كدا بقينا اتنين ليّا.
يوسف ابتسم بتوتر، والتوتر بان على ملامحه. آسيا رجعت تبصلي وقالت:
هاتي رقمك يا حور… لو مش مضايقاكي.
طلعت موبايلي وضحكت:
لا عادي…
اديتهالها. كتبت الرقم وقامت تسلم عليا، جسدها كان متلج! سحبت إيدي بسرعة واتكلمت بتوتر:
إنتي هتمشي دلوقتي؟ لسه بدري.
ضحكت وقالت:
الجايات كتير… سلام يا يوسف.
كانت بتمشي، بس يوسف ندهلها:
بصي يا آسيا… ميلاد حور بكرة، متنسيش تيجي.
هزت راسها ومشيت. يوسف بصلي وقال:
شفتي ليه قلقان؟
بصراحة، قلبي اتقبض أنا كمان. ابتسمت بتوتر وقلتله:
يلا نروح.
رجعت أوضتي، دماغي تايهة. مسكت موبايلي لقيت رسالة من آسيا… صورة شفايفها محطوط عليها روج أحمر قاتم. كتبتلي:
شايفة لون الروج دا يا حور؟… هيكون هديتي ليكي. عجبك صح؟
كتبتلها بابتسامة مستغربة:
تسلم إيدك… بس إيه دا يا غالية؟ هو إنتي حاطة دم في القلم ولا إيه؟
خرجت من الشات لحظة، لقيتها بعتالي بسرعة:
أنا غلطانة إني عبرتك… بدل ما تشكريني! طب إيه رأيك إن الدور الجاي هيكون عليكي… ودمـ'ك إنتي هو اللي هيكون في الروج.
اتسمرت مكاني… وموبايلي وقع من إيدي. قلبي بدأ يدق بسرعة، وسمعت فجأة خبطة قوية على شباك أوضتي…
فتحت الستارة بتردد… لقيت آسيا واقفة، ببشرتها المتلجة وشفايفها السايحة د م، وبصوت هامس سمعته جوا وداني:
مستنياكي… الدور عليكي يا حور.
اتجمدت وأنا شايفة آسيا واقفة ورا الشباك… عينيها لمعت بلون أحمر قاتم، وابتسامتها بتكشف عن نابين حادين كإنهم مستنيين لحظة غرز.
شهقت بخوف وسحبت الستارة بسرعة، وقلبي بيخبط بجنوني. فجأة، نور الموبايل ولع برسالة جديدة منها:
مستخبية ليه يا حور؟ أنا خلاص عرفت ريحة دمك…
إيديا ارتعشت والدم جمد في عروقي. كنت على وشك أصرخ، بس الباب اتخبط بقوة. جريت افتحه وقلبي بيتنطط من الرعب… لقيت يوسف واقف، وشه شاحب، نفسه متلاحق.
يوسف… آسيا! هي… هي مش طبيعية!
دخل بسرعة وقفّل الباب وقال بصوت واطي:
عارف…
اتسمرت في مكاني، عيني وسعت:
إيه! يعني إنت كنت عارف من الأول؟
هز راسه وقال:
أنا كنت شاكك بس… الليلة اتأكدت. آسيا مش إنسانة، هي… مصاصة دماء.
رجعت خطوتين لورا، جسمي بيرتعش:
إنت جبتني ليها ليه يا يوسف؟! كنت عايز تخلص مني ولا إيه؟
قرب مني وقال بسرعة:
لا يا حور… بالعكس! هي ما بترتاحش غير لما تلاقي ضحية جديدة، وأنا كنت خايف تروحلك من غير ما أبقى موجود. أنا جبتك عشان أبقى جنبك لو حصل أي حاجة.
قبل ما أرد، النور قطع فجأة… والبيت غرق في عتمة خانقة. لحظة، وسمعنا صوت خطوات تقيلة، بعدين دوّى صوت تكسير زجاج… آسيا دخلت الأوضة.
عينيها زي جمر النار، أنيابها بارزة، وضحكتها بتخلع القلوب.
اتجمدت مكاني، لكن يوسف مسكني بسرعة وقال:
اجري ورايا!
جرينا على المطبخ، وهو قفل الباب بإيده المرتعشة وبدأ يدوّر بجنون:
فين… فين أي حاجة حادة…
لقي سكينة كبيرة، مسكها وقال وهو بيبصلي بعزم:
الوحوش دي مش بتموت بسهولة، بس الدم النقي بيضعفها… وانتي دمك اللي هي عايزاه. لازم نبعدها عنك.
وفجأة، الباب اتفتح بعنف، وآسيا ظهرت واقفة قدامنا، عينيها بتبرق، وضحكت بخبث:
يوسف… هتفضل تحميها مني؟ ما تعرفش إن نهايتك هتكون زي باقي اللي قبلك؟
صرخت وأنا ببص على يوسف:
يوسف… إوعى!
هو وقف قدامي، رافع السكينة وقال بثبات:
لو عايزة د م… خديه مني أنا.
آسيا مشيت نحيتنا بخطوات تقيلة، وضحكت ضحكة شيطانية قبل ما تهجم بسرعة. في اللحظة دي، يوسف بكل قوته غر س السكينة في صد رها.
صرخة مدوية خرجت منها، جسمها اتلوي والدخان الأسود بدأ يطلع من كل مكان فيها. وقعت على الأرض بتتلاشى قدام عيونا، لحد ما اختفت بالكامل، والهدوء رجع للبيت.
أنا انهرت على الأرض، إيديا بتترعش وعنيا مليانة دموع. يوسف كان واقف لسه ماسك السكينة، صدره بيطلع وينزل بسرعة. قرب مني، رمى السكينة بعيد، مد إيده يساعدني أقوم.
بصلي وقال بصوت مبحوح:
خلصنا منها… انتهى الكابوس.
بصيت حواليّ… البيت هادي، مفيش صرخات ولا أصوات خطوات. حسيت بأول نفس أمان من أول الليلة.
دموعي نزلت وأنا بمسك إيده بقوة:
نجينا يا يوسف… خلاص خلصت.
هو ابتسم ابتسامة صغيرة، حضني بقوة، وقال وهو بيمسح على شعري:
مش هخلي الخوف يقربلك تاني… انتهى كل شيء.
ولأول مرة من ساعات طويلة… حسيت إن الليل انتهى فعلًا.
يحزني عليكي يا اسياااا
كنت همـ'وت نفسي ع ايد مصا صة دما'ء
يا عيني عليكي ياحور متبهدلة كدا في كل اسكربت شوية
#تمتت
#مصاصة_دماء
#حكاوي_كاتبة
#حور_حمدان