رواية حكاوى إيلول (إيلول وسيف) عبر روايات الخلاصة بقلم مريم منصور
رواية حكاوى إيلول (إيلول وسيف) الفصل الأول 1
ـ لابسه الفستان الأحمر دا ورايحة فين؟!!
ـ لبسته علشان جايه معاك.
ـ لأ معندناش بنات حلوة تنزل كده اتفضلى غيري يلا.
وبنظرة صارمة قالها!
فتأفتت اخلع الشنطة الكروس ..
ـ خالد متهزرش أنا خلاص أقنعت نفسى انى جايه الفرح.
ـ وانا قولت معنديش بنات تنزل كده.
ـ متبقاش بارد بقى؟ وبطل تبص كده! ها ماشى ..
ضحِك:
ـ ببص نظرة الشخص المتحكم الخنيق واللي هى بضايقك صح؟..
ـ اه اوى و الممل.. زيُه
ووطيت صوتى في الآخر
همسِى كان حنين.. اصل عمره ما يكون زيُه
وحشنى حبيبى ، وحشنِى تحكماته
حبيبي كان هنا مالى الدنيا عليا!
ـ وانا بقى اخ متسلط وبقولك لأ!
ـ اوكيه وانا اخت هاديه جدًا وهقولك طظ!
ـ بتسمعى كلام اخوكِ الكبير اوى!
لبست شنطتى:
ـ سهلة يا خالد هروح بعربيتى ومش محتاجلك.
ـ دا العربية قوت قلبك، الله يرحم..
بتلقائية قالها ..
اصل ياما شهِد بعينه حرمانى منها
ايام ما كنت بتحرم اسوقها لوحدى، ايام تحكماته وخوفه فيا، ايام ما كنت الست بتاعته الوحيدة وهو اللي يسوق ويودى ويجبنى!
وكأن سرحانى اثبت لأخويا انى سافرت لأحلام راحت
في غمضة عين ..
ـ أنا مكنتش اقصد افكرك.
ضحكت اميل علي كتفه:
ـ متخافش يا خالد ،انا لسه قوية مضعفتش!
بطمنه علشان خايف!
بطمنه علشان شايف حبى لـ سيف عمره ما هيقل
ولا عمرى هبطل احبه..
بطمنه علشان تحكمات سيف وحشتنِى!
وجع زوري بيزيد لما بشوفه، ووجع قلبي بيشد لما بيلمح طيفه أما وجعي صاحى لما بيسمع سيرته
شكلُه حلو، جميل
يخطف العين في البدلة السوداء اللي خلع جاكتها وماشى بقميصُه الأبيض..
لسه عشوائى ، لسه جميل
لسه بيضحك و ياريته كان لسه حبيبى!.
ـ ليك وحشة يا عم.
صوته!.. كان جانبى بالظبط، علي الترابيزة التانية، بيسلم على شخص وبيحضن فيه!
لمحت ساعة فى ايدُه كنت جيبهاله هدية، شميت برفانه اللى كنت بعمله تيست علي أيدى كتير ولمحت ابتسامتُه الحلوة!
عارفه أنه بيبص عليا دلوقتي
ورامى تركيزُه عليا واقل تفصيله فيا بيلقطها
عينه متبعانى ولو وجهت نظري حالًا هيفضل واثق واقف ومش هيحيد نظراته أبدًا
ـ لسه زى ما هو..
قولتها بتنهيدة، زى ما توقعت! وفجأة قرب ناحيتنا بأبتسامة فبصيت قدامى بسرعة، سلم علي بابا وماما وعلى خالد ولما جيه عندى سكت..
ـ لما حد يجى يسلم بنقف مش بنفضل قاعدين!
رفعت عيونى:
ـ والسلام وصل.
ـ غريبة مع انى مقولتش.. ازيك يا أستاذة ايلول مثلًا؟!! فوصل بأيه تلجيراف ولا التهيؤات؟
ومشى يسلم علي الكل المعازيم يضحك!
صحفى شاطر، محبوب وبجح!
واكيد شايط
كان بيمنعنى البس فساتين حلوة
فلما تبقي حلوة واحمر !!
ـ خطوة ونص بظبط وهتقعى.
ـ ايه؟؟
استهزء:
ـ في حفرة في الزرع وبصندلّك دا هتقعى.
ـ قصدك gap؟
استهزء تانى:
ـ اه هى ارجعى.
وحط ايده في جيوبه..
لسه الوجود ثابت
والملامح قمحاوية تسحر!..
فبدون وعى حركت أكتافى وانا ببصله:
ـ بس عادى الحفرة تبقى في الأرض أحسن لما تبقى بين الناس يا سيف!.
سكِت، اتغير
كام مرة نبهنى مقولش اسمه في اخر الكلام علشان بيتلغبط! بس المرة دى أنا مش معاه زي الاول علشان اضحك واقوله
" عادى بحب اشوفك سرحان فيا "
صمته طال
وعيونه تاهت فيا
كأن الجو بقى حلو علشان بس قولت اسمه!
طب لو رجعنا زي الأول؟!
ـ متقفيش معاه تانى فاهمة!!
ـ ماما أنا مش صغيرة علشان تزعقى.
ـ أنتِ خايبة ومش هسمحلك تدمري نفسك تانى، فهمانى، أنا اطيق العمى ولا اطيق سيف دا واخر تحذير ليكِ.
ومشيت للعربية فبصيت لبابا بزعل من طريقتها وهو مسح على وشى:
ـ عايزة مصلحتك!
سيف مش طريقِك.. سيف مشى وساب طريقك فأقوى!
واتحرك للعربية كانوا فى اجتماع لجمعية خيرية وجم علي الفرح في حين أنا وخالد جينا لوحدنا فبصتله بزعل ..
ـ مش ناوى تضيف حاجة انت كمان؟
ـ هقولك حقيقة مُرة فبلاش ..
ـ قول.
بصلى بضيق:
ـ لسه بيحبك ولسه بتحبيه بس انسيه احسن،
النسيان راحة.
اتنهدت:
ـ بحاول انسى بس مش عارفة.
ـ يبقي افتكرى قد ايه هو وجعك.
سيف عمره ما وجعنى
سيف كان الهنا والرضى وطريق خير عايز تمشيه
كان بلسم وحنين لكن فجأة ضربنى في نص ظهري.. ضربة افضل اصرخ بيها طول حياتى، توقعتها من كل الناس إلا هو متوقعتش يقسى يتغير
مرة دون مقدمات ولا عُذر!!
ـ الشغل يا حبيبتي أنتِ وهى.
ـ ماله الشغل؟
ـ ركزوا فيه.. الشغل بيقول ركزوا فيا وسبكم من الكلام دا.
ـ مسمهاش كلام اسمها سهارى وتعالى بقي اتسهرى معانا.
ـ حاضر اسيب مقالاتى وشغلى واجى.. عُبط.
قولتها بـضيق فضحكوا مرة وحدة
وانا تلجت ، اتكلمت بنفس طريقته لما بيضايق بيقول عُبط ودا بس بيقولها كنوع من احترام لسانه وأدبه العالى اوى المُبهر!
ـ بتضحكوا ليه؟؟
ـ أبدًا افتكرنا واحد كدا كان اسمه..
قاطعتهم:
ـ بجد لو جيبتوا سيرته هتبقى بزعله..
وقمت وسبت مكتبى
مش غيرة ولا لهفة بس زعل علشان باين لسه بحبه..
الصحفى الشاطر
« سيف القاضى »
اشطر الصحافين فى وسطنا، معروف بنحاجه، دقة أخباره وطريقته المهنية العالية
الحبيب الأول
« سيف عيونى»
اجمل انسان، احن راجل و أوسم الرجال، الوحيد اللى لغبطنى من اول صدفة
الخنيق والكعب العالى
«سيف وأيلول »
كنت دايمًا اقول عليه الخنيق لأنه كان بيتخانق مع اى حد على غلطه في شغله لحد ما جمعنا بروجكت واحد والمكتب كله اطلق علينا الخنيق والكعب العالى دا لأن أنا مش من الطبقة بتاعته، هو شاب ابن بلد مكحرت اوى ، يفطر فول وطعميه ويحبس بكوباية شاى وانا افطر توست بلبنة المفضلة وايس كوفى.. كان اختلاف طبقة وثقافة بس عمرى ما شوفته مكحرت كنت بشوفه attractive اوى.
بصيت لمكان مكتبه القديم وانا واقفة بتنفس اطرده من دماغى لكن كأن شيفاه قصادى قاعد..
ببدلته العادية والكرافته مدلدلة علي كتفه
وزفرات صوته العالية.. كان آخر مكتب جناه من سنة ،طلعنا مع بعض واحدة واحدة من شغل ومن جريدة لـ جديدة ومن سعى سوا، كنت متخصصة مقالات تجميل وفاشون وهو اخبار وسياسية وبلد! ..
كان شاطر واسمه معروف للناس دى
بس فجأة اتبدل وساب الشغل وفسخ خطوبتنا
وقالى مش عايزك!..
ـ الله يسامحك يا سيف علي وجع قلبى.
قولتها وانا حاطه ايدى على قلبى وثوانى ولقيت المدير في وشى..
ـ جاهزة يا ايلول؟
ـ هنروح النهاردة مش المعاد كان بكرة؟
ـ ما فيه جريدة تانى داخله معانا ولازم نروح نتفق سوا ، عارفة مع مين؟
من نظرته عرفت يقصد مين ..
ـ وانا مش هشتغل مع سيف القاضى.
ـ ايلول افصلى بين شغل وحياتك ، أنتِ شاطرة متقعيش للمصيدة الغبية دى.
انا فعلًا شاطرة وناجحة
بس هو اللى علمنى القوة دى، بسببه وصلت لكن هو فين؟
اخرنا كل واحد قاعد علي كرسى شكل بنبص لبعض بوجع وتركيز وكل ما ابعد عينى القيه لسه ثابت بيشجعنى اكمل كلام وسطهم ومقلقش.. وحشنى سيف اللي كان هيطلع دلوقتي يجبلي حاجة حلوة علشان عرفت اتناقش واقترح لوحدى وهيدهانى ويقولى..
" حاجة حلوة للحلوة بتاعتى"
المقابلة كلها خلصت من غير ما نتكلم مع بعض فـ ولا كلمة، مفيش بس إلا لما طلبنا المشاريب أكد على الراجل من تلقاء نفسه يزود للقهوة الفرنساوى لبن اكتر..
وانا الوحيدة اللى كنت طالبة قهوة فرنساوى
وانا الوحيدة اللي مها طال بيثبتلى انى الوحيدة في قلبه.
مكنتش عارفة ليه اتغير وليه سبنى كدا
وحتى ملقتحش اسأله لأنه اختفى لفترة
سبنى شهور في اكتئاب ونفسية متبهدلة ولما رجع كنت أنا وقِفت على رجلى وهو غير كرير كتاباته وأخباره ومهتمتش أسأله ليه؟ مش دا مجالك وبتحبه؟ طب فينك؟ قولِى وانا هحاول احلها معاك المرة دى!
لكن مهتمتش، أنا هونت وهو هان عليا
ويشهد الله أن عيونا ما هانت وصلها"
ولما المقابلة التانية جت قمت من مكانى اروحله..
ـ هشرب سجائر ابعدى!
ـ كنت جايه اسلم.
ـ والسلام مش كدا ..
وفجأة ميل يوطى رأسه وقال وهو باصص لعيونى:
ـ السلام مرسال للعيون احسن.
اتوترت لكن اتنرفزت:
ـ سيف؟! ..
ـ وحشتِيه!..
قالها بحنية غريبة وانا عينى دمعت
علشان هو كمان عينه دمعت!!
لكن اتعدل وأمرنى اخش جوا فقولت..
ـ انت عارف كويس انى مبتخقنش من ريحة السجائر.
ـ وانا مش عايزك تقفى معايا وانا بشرب سجائر!.
وبص بعيد فوقفت عند السور جنبه:
ـ مكنتش بتشربها ولا تطيق اللي يحطها في بوقه ايه اللي حصل؟
رد وهو باصص لبعيد:
ـ ساعات يبقي الواحد مفكر نفسه جامد ومش هيقع في الغلط لأنه واعى وعارفُه بس عادى بيعلمه زي ما الناس ما بتعمل و بننجرف للأسوء زى حتت السجارة دي
ورماها تحت رجله
فشهقت:
ـ انت دوست عليها ولسه مخلصتهاش!!
ـ تغور الحاجة اللي تأذيكى يا اللى كنتِ حلوة
ـ ليه علمت كدا ؟؟
بصلى وابتسم:
ـ منا لسه قايللك
تغور الحاجة اللي تأذيكى فما فيهم أنا
ـ انت أذى!!
ـ أنا اكبر أذى ..
صوته مخنوق وانا قلبى اتخلع وليه؟؟
ليه فيه عقدة في كل خيط وليه معرفش مالُه؟
وازاى يأذينى واتغير كدا ؟...
يتبع...